logo
حين تُطعِمُهم الجوعَ وتَسقيهم الذلّ

حين تُطعِمُهم الجوعَ وتَسقيهم الذلّ

26 سبتمبر نيتمنذ 13 ساعات

في غزة.. ما عاد الموتُ مفاجئًا..
أصبح خبزهم..أصبح ماءهم.. وأنفاس أطفالهم..
أصبحت كلها بطعم الموت..وبلون الموت..!
هناك… حيث تتسابق الوحوش البشرية لاغتيال أرواحٍ منسية..
حيث العدوّ لا يكتفي بحصار..ولا بمدفعٍ..
ولا بطائرةٍ تنقضّ قبل طلوع الفجر..
بل يبتكر طقوسًا جديدةً في الإبادة..!
يجمع الجوعى إلى مراكز العطاء الكاذب..
يلوّح لهم بكيسٍ من الطحين المبتذل..
ثم يمطرهم بوابلٍ من الرصاص من كل اتجاه..!!!
أي نذالةٍ وأيُّ إجرامٍ أشدّ من هذا؟
أيُّ خسّةٍ أعظم من هذا الفعل؟
لا تقل لي: الغرب فعلها..
فإن العرب من مهّد لهم الطريق..
في زمانٍ ماتت فيه الرجولة.. وانعدمت فيه الغيرة..!
لم تكتفِ أمتُنا بالصمت..
بل تجاوزت الصمت إلى مباركة ودعم الجزار..!
لم يعد الحكّام يختبئون خلف الكلمات الباهتة..
بل جاؤوا بما لم يأتِ به الأوّلون:
دفعوا ما يزيد على خمسة ترليونات دولار
كأجرةٍ معلنةٍ غير مخفيةٍ لتمويل آلات القتل والدمار والحصار..!
ما هذا الذل الذي وصلت إليه خير أمةٍ أخرجت للناس..؟؟
وهل هذه هي الأمة التي اختارها الله لنصر دينه والدفاع عن المستضعفين من عباده وإرساء دعائم الحق في أرضه..؟؟؟!!!
لم يسأل أحدٌ: لمن تُدفَع؟ ولماذا؟
إنها أموال الشعوب..
أموال اليتامى..
قوت الجوعى..
حصاد الفقراء…
تُسلَّم ليد السفّاح ليستكمل مسيرة الذبح.
أرأيتم أمةً تُموّل قاتلَها؟
أرأيتم قومًا يُطعِمون السيف الذي يُذبحون به..؟!
ما عرَفتِ الأرض خيانةً كهذه منذ أن خان ابن سلول في المدينة..!
في غزة يموت الناس جوعًا..
ليس لأن الأرض عقيمة..
بل لأن الصناديق مُقفَلة..
والحكّام يرون في موتهم تجارةً مربحة..!
والعدوّ _وقد ألِفَ المشهد _ يقيم مصائدَ بشرية تحت اسم نقاط توزيع المساعدات...
يتجمّع المحاصرون الجوعى طلبًا لحفنة دقيق
يسدون بها رمق أطفالهم..
فيغدو المكان ساحة ذبح..!
كل يوم مشهد..!
كل يوم مقبرة..!
كل يوم عويل..!
ولا أحد من العرب اهتزّ له جفن..!
والأدهى من ذلك: أن القنوات العربيّة تبثّ المسلسلات التافهة..والبرامج الساذجة..وحفلات الجوائز العبثية..!
وتعجّ شوارع العواصم بالمهرجانات..
وفي طرف الصورة: طفلٌ ملقى..
وأمّ تبحث عن أشلاء رضيعها..
بعد أن ظفرت بحفنة من الدقيق في يوم شديد الأهوال..!
وما زال الحكّام يتنافسون في من يجامل العدوّ أكثر..!
في من يسوّق روايته بحرفيةٍ أعلى..
في من يبيع القضية بثمنٍ أقل..
أما الشعوب…
فالجميع منصرف في شؤونه الخاصة وكأنه لا يعنيه ما يحل بإخوانه في قطاع غزة..
وأصبحت أخبار المجازر مجرّد فواصل بين إعلانٍ وآخر..
حتى المساجد…خفَّ فيها الدعاء..
والمنابر نَسيت السيرة، وامتهنت التبرير..
هل سمعتَ عن أمةٍ تموّل نحرها؟
هل قرأتَ عن قومٍ يدفعون ضريبةَ فقر إخوانهم ليزدادوا همُّ قهرًا وموتًا؟
وغدًا _حين يُباد الجميع _ سيكتب التاريخ سطورًا من عار:
أن القاتل لم يكن وحده في الميدان، بل كان له شركاءٌ من بني الجلدة.
وأن الذين قالوا "ننتظر الحل السياسي"
و"نراهن على المجتمع الدولي"
كانوا كمن ينتظر عدل الذئب في قطيع الأغنام..
وسيقال حينها: هنا كانت أمةٌ… ثم بادت.
لا لأن العدوّ كان أشدّ بأسًا..
بل لأن التفريط والخيانة أنهكت كل مقاومة..
ولعمري إن من سيحطم جدار هذا الصمت ليس من بين هؤلاء المتخاذلين..
بل من قلب غزة…
من قلب الركام…
من يد طفلٍ لم يجد لقمةً، فأمسك بحجر..
فكتب الله على يده النصر المبين..
وسيعلم أولئك القابعون في القصور
أنهم إن سلّموا واستسلموا اليوم…
فلن يجدوا غدًا موضعًا للهروب حين ياتي عليهم الدور..!!!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليمن تشارك بوفد رسمي في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية
اليمن تشارك بوفد رسمي في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

اليمن تشارك بوفد رسمي في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية

شاركت اليمن، اليوم، في فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي تستضيفه مدينة إشبيلية الإسبانية، حيث ترأس الوفد الرسمي للسفارة اليمنية في إسبانيا السفير أوس العود. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته في المؤتمر أن هذا الحدث يشكل فرصة تاريخية لإصلاح النظام المالي الدولي الذي بات يعاني من عدم الفاعلية وعدم العدالة، مشددًا على أهمية تسريع تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030. وتجسد مشاركة اليمن في هذا المؤتمر التزامها بالمساهمة الفعالة في الجهود العالمية لمواجهة التحديات التنموية، مع التركيز على الأولويات الوطنية الملحة مثل إعادة الإعمار، تعزيز البنية التحتية، وتحقيق التنمية الشاملة. ويحضر المؤتمر، الذي تنظمه الأمم المتحدة، أكثر من 70 قائد دولة وحكومة، إلى جانب نحو 4000 ممثل عن منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص. ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل فجوة تمويلية عالمية تقدر سنويًا بأكثر من 4 تريليونات دولار، ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، مقارنة بالتقديرات قبل عشر سنوات التي كانت أقل بـ1.5 تريليون دولار. ومشاركة اليمن تعكس حرصها على تطوير حلول تمويلية مبتكرة تدعم خططها التنموية وتعزز مكانتها على الساحة الدولية، في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها.

قاعدة العديد العسكرية وخطرها الوجودي على العالم الإسلامي
قاعدة العديد العسكرية وخطرها الوجودي على العالم الإسلامي

المشهد اليمني الأول

timeمنذ ساعة واحدة

  • المشهد اليمني الأول

قاعدة العديد العسكرية وخطرها الوجودي على العالم الإسلامي

ليست قاعدة العديد الأمريكية في قطر مجرد منشأة عسكرية تقليدية، بل هي رأس حربة لمشاريع الهيمنة والتفتيت وإعادة رسم خرائط المنطقة بما يخدم مصالح واشنطن وتل أبيب. فهي لا تقتصر على كونها موقعًا لإقلاع الطائرات أو إدارة العمليات، بل تمثل حاجزًا حقيقيًا أمام أي مشروع تحرري أو توجه نحو وحدة إسلامية. بما تحويه من تقنيات تجسسية متقدمة، ومنظومات هجومية متطورة، أصبحت القاعدة أشبه بمحطة تحكم إقليمي لإدارة الحروب وإشعال الفتن، لا مجرد مطار عسكري على أرضٍ عربية. تعود بدايات القاعدة إلى منتصف التسعينيات، حين بادرت قطر، بدافع من تحالفاتها الأمنية مع واشنطن، إلى تمويل بنائها بأكثر من مليار دولار، في وقتٍ كانت فيه الولايات المتحدة تبحث عن بديل استراتيجي لقاعدتها في السعودية، عقب تصاعد الغضب الشعبي ضد وجود قوات أجنبية في 'أرض الحرمين'. ومع حلول عام 2002م، تحولت قاعدة العديد إلى أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، ومركز القيادة المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، لتصبح القلب النابض للعمليات العسكرية الأمريكية في العالم الإسلامي. ومنذ تأسيسها، شاركت القاعدة في إدارة أبرز الحروب الأمريكية في المنطقة. فقد كانت المنصة الأساسية لغزو أفغانستان عام 2001م، حيث انطلقت منها الطائرات الأمريكية لقصف كابل وقندهار، ومن خلالها تم تنسيق العمليات الاستخباراتية في جنوب آسيا. ثم لعبت دورًا رئيسيًا في غزو العراق عام 2003م، حيث كانت غرفة عمليات متكاملة للقيادة والسيطرة، تدير كل ما يتعلق بالعمليات الجوية والبرية، بما في ذلك الإمداد والتموين وتوزيع الأهداف. واستمرت القاعدة في أداء هذا الدور في الحروب غير التقليدية، إذ أُديرت منها العمليات الجوية في اليمن وسورية والعراق، بما يشمل توجيه الضربات بطائرات بدون طيار، وتوفير الغطاء الاستخباراتي للتحركات الأمريكية والمتحالفة معها، ضد قوى توصف بأنها 'معادية للمصالح الغربية'. لكن الأخطر من كل ذلك هو الدور الذي تلعبه القاعدة في دعم العدوان الصهيوني على فلسطين، وتحديدًا في حرب غزة الكبرى التي اندلعت في أكتوبر 2023م. فرغم تموضع القاعدة في دولة تدّعي دعم القضية الفلسطينية، فإنها كانت في الواقع جزءًا من غرفة عمليات إقليمية لإدارة الحرب على القطاع. تقارير متعددة أكدت أن القاعدة شهدت نشاطًا مكثفًا للطائرات الأمريكية المسيّرة وطائرات الإنذار المبكر، التي شاركت في رصد تحركات فصائل المقاومة في غزة ولبنان وسورية، وجمعت معلومات تم تسليمها بشكل مباشر للكيان الصهيوني. كما استخدمت القاعدة لتنسيق الدعم العسكري الأمريكي المباشر لـ'إسرائيل'، بما في ذلك عمليات تزويدها بالذخائر الدقيقة، والصواريخ الاعتراضية، والتقنيات المتطورة الخاصة بأنظمة القبة الحديدية و'حيتس' و'مقلاع داود'. بل إن الأنظمة الدفاعية الأمريكية المنتشرة في القاعدة – مثل 'باتريوت' و'ثاد' – ساهمت بشكل مباشر في تعزيز الغطاء الجوي الإسرائيلي، خلال مواجهة الردود الصاروخية من اليمن ولبنان وإيران. وقد ظهرت خطورة القاعدة بشكل صارخ حين قررت واشنطن تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران انطلاقًا منها، ما استدعى ردًا إيرانيًا محسوبًا. وبينما نسّقت طهران مسبقًا مع قطر لتجنّب التصعيد، تعاملت الدوحة مع الرد الإيراني كأنه اعتداء على سيادتها، متجاهلة أن أراضيها تُستخدم فعليًا كمنصة لشنّ عدوان دائم على الشعوب الإسلامية، وأن القاعدة التي تموّلها وتستضيفها تمثل خطرًا وجوديًا على إيران، وغزة، وسائر شعوب المنطقة. إن أخطر ما في قاعدة العديد ليس فقط ما يصدر عنها من طائرات أو أوامر عسكرية، بل ما ترمز إليه: تحوّل أرض عربية إلى ذراع أمريكية نشطة في قمع حركات التحرر، وتكريس الهيمنة الصهيونية، وتثبيت التبعية السياسية والعسكرية لأنظمة تعيش تحت وهم الحماية الغربية. ومن المفارقة أن هذه القاعدة التي تساهم في قتل الفلسطينيين، تستظل بالشرعية القطرية التي تدّعي احتضان القضية الفلسطينية، وتستثمر فيها سياسيًا. والنتيجة أن وجود قاعدة العديد، بكل ما تحمله من رمزية وسيادة أجنبية، هو تهديد حقيقي لأمن الأمة واستقلال قرارها. إنها ليست فقط منشأة عسكرية، بل قاعدة صراع حضاري بين أمة تريد أن تتحرر، وقوة غربية تسعى لإبقائها ممزقة وضعيفة، تحت ظلال طائرات لا ترحم، وقواعد لا ترحل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري

ترامب يفجرها: لا عروض ولا تواصل مع إيران.. ومحونا منشآتهم النووية
ترامب يفجرها: لا عروض ولا تواصل مع إيران.. ومحونا منشآتهم النووية

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

ترامب يفجرها: لا عروض ولا تواصل مع إيران.. ومحونا منشآتهم النووية

في ردّ صريح أثار جدلًا واسعًا، نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة ما تم تداوله مؤخرًا بشأن تواصله مع إيران أو تقديم أي عروض لها، مؤكدًا أنه لم يجرِ أي محادثات معها ولم يعرض عليها "أي شيء على الإطلاق". وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشال" صباح اليوم الإثنين، أن كل ما يُقال حول اتصالاته مع طهران لا أساس له من الصحة، مشددًا على أن الولايات المتحدة "محَت تمامًا" المنشآت النووية الإيرانية، في إشارة إلى موقفه المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني. يأتي هذا التصريح بعد أيام من نفيه تقارير إعلامية تحدثت عن مقترحات من إدارته السابقة بمنح إيران مساعدات مالية قد تصل إلى 30 مليار دولار لتطوير برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة. ترمب اختتم منشوره بنبرة حاسمة، قائلاً: "لم أتحدث مع إيران، ولم أعرض عليهم شيئًا.. هذه مجرد شائعات مضللة". المصدر مساحة نت ـ رزق أحمد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store