logo
كواليس اتخاذ القرار وخلفيات الهجوم على إيران... ما هي "المعلومة ‏الذهبية"؟

كواليس اتخاذ القرار وخلفيات الهجوم على إيران... ما هي "المعلومة ‏الذهبية"؟

النهارمنذ 8 ساعات

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي كواليس اتخاذ قرار وكيفية بدء الهجوم ‏على إيران الذي استهداف مواقع حساسة، فجر الجمعة، حيث أشارت إلى ‏أن تقديرات أجهزة الاستخبارات التي قُدمت للمستوى السياسي جاء فيها ‏أن "إيران على بُعد أسابيع فقط من امتلاك قنبلة نووية إذا قررت ذلك"، ‏وهذه كانت "المعلومة الذهبية" التي تم الحصول عليها قبل بدء الهجوم.‏
وأوضحت أنه "في الفترة التي سبقت انطلاق العملية، تم تقديم تقييم ‏استخباراتي مفاده بأن إيران باتت على مسافة قرار فقط من إنتاج قنبلة ‏نووية، وإذا اتخذت القرار، فقد تتمكن من تصنيع أول قنبلة خلال أسابيع ‏قليلة".‏
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه "على مدار الأشهر الماضية، تم ‏جمع ما وصفه مسؤولون أمنيون بـ(المعلومة الذهبية)، وهي إنذار بحرب ‏وشيكة".‏
وجاءت فحوى المعلومة كالتالي: "إيران قادت سراً مشروعاً لتطوير أحد ‏أهم المكونات اللازمة لصنع قنبلة نووية، وهو ما يُعرف بـ(مجموعة ‏السلاح)".‏
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه لصنع قنبلة نووية، هناك مكونان ‏رئيسيان:‏
اليورانيوم المخصب، والذي قامت إيران بتخصيبه بوتيرة متسارعة، ‏ووصلت إلى كميات تكفي لصنع نحو 15 قنبلة، وهي على بُعد أيام فقط ‏من التخصيب لمستوى عسكري.‏
مجموعة السلاح، وهو مكوّن لم تعلن إيران عن تطويره رسميًا لأنه ‏يُظهر نية واضحة لصنع سلاح نووي.‏
تفاصيل البرنامج الإيراني
تم تجنيد نخبة من العلماء الإيرانيين، وتوزيعهم على عدة مجموعات ‏عمل، كل واحدة منها أوكل إليها مشروع لتطوير مكون محدّد من ‏مكونات السلاح النووي.‏
هذه المشاريع علمية وتقنية، والعمل فيها لا يترك مجالًا للشك، من يعمل ‏على هذه المواضيع يسعى إلى تطوير سلاح نووي.‏
بدأت هذه المجموعات العمل قبل نحو عام ونصف، أي في نهاية 2023 ‏‏– بداية 2024، بعد هجوم 7 تشرين الاول/أكتوبر.‏
الاستنتاج في إسرائيل أن إيران اتخذت قراراً ببدء تطوير السلاح النووي ‏بعد هجوم حماس على غلاف غزة. وتمكّن الجيش الإسرائيلي من ‏اكتشاف هذا المشروع السري، الذي تمتع بسرية وتكتم شديد، وكان هدفه ‏تطوير مكونات "مجموعة السلاح".‏
وفي الأشهر الأخيرة، حقق المشروع تطوراً كبيراً، وتمكّن العلماء من ‏الانتقال إلى مرحلة التجارب، والتي وُصفت بأنها ناجحة، مما يقرّب ‏إيران بشكل كبير من القدرة على صنع القنبلة بمجرد اتخاذ القرار.‏
التحذير الاستخباراتي الأشد
تم إبلاغ المستوى السياسي بأننا دخلنا "منطقة الخطر".‏
إذا قررت إيران، فقد تنجح في صنع قنبلة نووية خلال أسابيع فقط.‏
كما أضيف في الاجتماعات المغلقة: "قد لا نعرف كل شيء، وربما تكون ‏إيران في وضع أكثر تقدماً مما نعتقد".‏
كيفية تنفيذ الهجوم
نفّذ جهاز الموساد عملية سرية شملت إدخال مكونات طائرات درونز ‏وصواريخ موجهة داخل إيران، بهدف العمل من داخل الأراضي ‏الإيرانية.‏
أنشأ الموساد قاعدة سرية للمسيّرات بالقرب من طهران، حيث استُخدمت ‏هذه المسيّرات لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي ومطلقات الصواريخ ‏الباليستية قبل وأثناء الغارات الجوية الإسرائيلية.‏
تم تفعيل الأسلحة المهربة ومنصات الإطلاق داخل إيران، ما أتاح تدمير ‏نظم الدفاع الجوي الإيرانية، وهو ما مهّد لنجاح حوالي 200 طائرة ‏إسرائيلية في ضرب نحو 100 هدفاً بضربة واحدة.‏
امتدت العملية لعدة أشهر، واشتملت على فرق داخل إيران وعمليات ‏متزامنة بين الموساد والجيش لضمان التكامل بين جاسوسية ومهاجمة ‏دقيقة.‏
أعلنت إسرائيل ليل السبت أنها تنفذ ضربات في طهران مع محاولتها اعتراض ‏صواريخ أطلقتها إيران نحو أراضيها، في تصعيد غير مسبوق بين البلدين بدأته ‏الدولة العبرية الجمعة باستهداف مواقع عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية‎.‎
وكان الاعلام الايراني أفاد في وقت سابق عن تفعيل الدفاعات الجوية في طهران ‏ومناطق أخرى منها محيط ميناء بندر عباس (جنوب)، بينما توعّد رئيس الوزراء ‏الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب "كل هدف تابع للنظام" في الجمهورية ‏الإسلامية‎.‎

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حلم عمره 43 عاما.. دولة كبرى ضمن بنك أهداف نتنياهو بعد إيران
حلم عمره 43 عاما.. دولة كبرى ضمن بنك أهداف نتنياهو بعد إيران

صدى البلد

timeمنذ 14 دقائق

  • صدى البلد

حلم عمره 43 عاما.. دولة كبرى ضمن بنك أهداف نتنياهو بعد إيران

ترى إسرائيل في امتلاك أي قوة إسلامية لأسلحة الردع النووي في الشرق الأوسط أو غيرها تهديدا وجوديا لها، ولا بد من التحرك الفوري للقضاء عليه وتدميره سواء كان ذلك بشكل منفرد أو بالتعاون مع أصدقائها الدوليين. وأعاد الهجوم الإسرائيلي على عدد من المنشآت النووية في إيران مع انطلاق الحرب الدائرة حاليا بين البلدين للواجهة مساعي سابقة لدولة الاحتلال للقضاء على قدرات أي دولة في الإقليم تعمل على تطوير وإنشاء برنامج نووي حتى وإن كان للأغراض السلمية ومن بينها العراق وباكستان وسوريا. ولا تتوقف أهداف إسرائيل عند تخريب المنشآت النووية وتدميرها، بل تمتد إلى الأفراد، فيصبح كل شخص ساهم في الإعداد لهذه البرامج من علماء ومهندسين وغيرهم هدفا لدولة الاحتلال ويتم ملاحقته وقتله، و"ما حدث مع علماء الذرة الإيرانيين ليس ببعيد ومن قبلهم علماء عرب ومصريين تم تصفيتهم بدم بارد من جانب الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بمجرد الكشف عن صلتهم بهذه البرامج". أهداف نتنياهو بعد ضرب إيران وعملت إسرائيل على مدار سنوات طوال على وأد أي تحرك من قبل دول الإقليم لامتلاك سلاح نووي أو حتى إجراء تجارب نووية، وكانت البداية قبل 44 عاما عندما دمرت المفاعل النووي العراقي "تموز 1" في 1981 في عملية حملت اسم 'أوبرا'، وكان وقتها البرنامج النووي العراقي في طور الإنشاء. وقد أدعت إسرائيل، حينها، والتي "تعرضت لموجة انتقادات عالمية واسعة خاصة من قبل حليفتها المقربة الولايات المتحدة الأمريكية"، أن الهجوم على المفاعل النووي أعاق الطموحات النووية للعراق لمدة لا تقل عن عشر سنوات "قضت عليها تماما بعد هذا الاستهداف". وقد جاء القصف الإسرائيلي بعد أن أعيد انتخاب مناحيم بيجن رئيسا لحكومة إسرائيل عام 1981، واتخذ حينها قرارا بقصف المفاعل النووي العراقي، مبررا ذلك بأن مفاعل "تموز 1" كان على وشك البدء بالتشغيل العملي ولا بد من إحباط محاولة بغداد استخدام هذه المفاعلات لإنتاج أسلحة نووية تستخدم ضد إسرائيل التي تمكنت من إنتاج نحو 200 قنبلة نووية من مفاعلها الفرنسي الأصل (مفاعل ديمونا) خلال 3 عقود. أما فيما يتعلق بالبرنامج النووي الباكستاني والذي نجا من مخططات إسرائيلية وهندية وغربية عدة لتدميره قبل 43 عاما وتحديدا في 1982، فقد أشار العميد السابق في الجيش الباكستاني فيروز حسن خان في كتابه الصادر عام 2012 بعنوان "أكل العشب، صنع القنبلة الباكستانية"، إلى خطط كانت قد أعدت بين الهند وإسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الباكستانية، وخصوصا منشأة تخصيب اليورانيوم والأبحاث في كاهوتا في أوائل الثمانينيات. كما أشارت تقارير متداولة فيما بعد إلى أن إسرائيل اقترحت مرارا تنفيذ ضربة مشتركة ضد المنشآت النووية الباكستانية، وقيل أن إسرائيل حاولت 3 مرات في ثمانينيات القرن الماضي إثارة اهتمام الهند بهجوم مشترك على موقع كاهوتا النووي في شمال شرق باكستان بالقرب من الحدود مع الهند. ورغم فشل المحاولات الإسرائيلية والهندية لتدمير القدرات النووية الباكستانية (لم يتوقف الضغط الإسرائيلي على الهند للهجوم على المفاعلات "عارضت الولايات المتحدة الأمريكية الهجوم بقوة'، وقامت دولة الاحتلال بعملية مشتركة مع الهند فشلت في اللحظات الأخيرة بفضل يقظة سلاح الجو الباكستاني الذي تصدى للهجوم"، لم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساعيه لتدمير قدرات باكستان النووية. وفي تصريحات سابقة لنتنياهو جرى تداولها بعد الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن بلاده لن تتوقف حتى يتم تدمير القدرات النووية لإيران وباكستان ومنعهما من تهديد الوجود الإسرائيلي على حد قوله. من جهتها كشف الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في سبتمبر 2022، عن عملية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي قبل 15 عاما وتحديدا في 6 سبتمبر 2007 وحملت اسم 'خارج الصندوق'، وقد استهدفت المفاعل النووي السوري في منطقة دير الزور، "نفت وقتها الدولة السورية امتلاكها لأي مفاعلات نووية وأكدت أنها قاعدة عسكرية مهجورة". وبعد ستة أشهر من الهجوم، أعلن مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنه تم استهداف وتدمير مفاعل نووي لإنتاج البلوتونيوم والذي أقيم في سوريا بمساعدة كوريا الشمالية وتمويل إيراني. فيما أفادت "دير شبيجل" الألمانية بأن جهات استخباراتية، قالت إن المفاعل في سوريا كانت يستخدم لمساعدة البرنامج النووي وإنهم عملوا مع علماء من كوريا الشمالية، بينما أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن إيران قامت بتمويل بناء المفاعل النووي الذي تم استهدافه. وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن المساع الإسرائيلية لتدمير أي قدرات نووية ليست فقط خاصة بالدول الإسلامية ولكنها بدأت مع العراق سنة 1981 ثم سوريا وبعدها إيران. وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ 'صدى البلد' - أن المخطط الإسرائيلي هو ضرورة عدم امتلاك أي دولة عربية سلاحا نوويا و"لكنها لا تؤسلم الأمر"، لأن هناك دولا أخرى لا تريد لها إسرائيل التفوق النووي مثل باكستان، مؤكدا: "مع الوقت سوف تنتقل الحرب إلى أكثر من طرف ويتكشف بعمق المخطط الإسرائيلي في هذا السياق". وأكد فهمي، أن صناعة القنبلة النووية تحتاج إلى إرادة سياسية واستراتيجية وكان الأمر متاحا للعراق، مضيفا: 'في مراحل معينة دخلت إيران على الخط وسعت لامتلاك سلاح نووي وهي عدو لإسرائيل لذا عملت على تدمير برنامجها'. ومن جانبه وعقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، أعلن وزير دفاع باكستان، خواجة محمد آصف، في تصريحات خلال اجتماع مجلس النواب ببلاده، أن إسلام آباد ستقف إلى جانب طهران في مواجهة التحديات. وقال آصف، إن إسرائيل قد شنت هجوماً على إيران ليلة الجمعة، مستهدفة المنشآت العسكرية الإيرانية، مما أسفر عن استشهاد عدد من القادة العسكريين، مضيفا أن إيران هي جارة لنا وقد كانت لدينا علاقات جيدة معها لقرون، وفي ظل هذه الأزمة، سنقف إلى جانب إيران بكل الوسائل الممكنة وسنحمي مصالحها. وأشار إلى أن إسرائيل تستهدف كل من اليمن وإيران وفلسطين، مشدداً على ضرورة اتحاد العالم الإسلامي لمواجهة العدوان الإسرائيلي، محذرا من أنه إذا "لم يتحد العالم الإسلامي اليوم وظللنا صامتين، فإن الدور سيأتي على الجميع". وقال وزير الدفاع الباكستاني، إن الطريقة التي استهدفت بها إسرائيل اليمن وإيران وفلسطين تظهر مخططا أكبر، مشددا: 'تواجه معظم الدول الإسلامية بالفعل مخاطر أمنية، والقيادة القوية ضرورية الآن'.

بالصور - أقمار صناعية تكشف المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران
بالصور - أقمار صناعية تكشف المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

بالصور - أقمار صناعية تكشف المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران

منذ فجر يوم الجمعة، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات على عدد من المواقع في إيران، شملت قواعد دفاع جوي ومنشآت نووية وقواعد لصواريخ باليستية، في إطار الضربة الأولى في الحرب بين إسرائيل وإيران. وتُظهر صور الأقمار الصناعية دمارا في عدد كبير من القواعد المستهدفة. وقد كشف تقرير من هآرتس من خلال صور أقمار صناعية المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران. تعرضت منشأة تخصيب اليورانيوم لضربة. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن 'الضربة أصابت مساحة تحت الأرض تحتوي على قاعات متعددة الطوابق للتخصيب، وغرف كهرباء، وبنى تحتية أخرى'. وذكرت نيويورك تايمز أن منشأة إنتاج الوقود النووي فوق الأرض والبنية الكهربائية قد دُمّرت، فيما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأضرار اقتصرت على المنشآت فوق الأرض. أصفهان: تم استهداف منشأة تحويل اليورانيوم، حيث يُحوّل مسحوق اليورانيوم إلى غاز لتغذية أجهزة الطرد المركزي. الجيش الإسرائيلي قال إنه استهدف المختبرات فقط، دون المساس بمخزون الوقود النووي. ضُرب موقع إنتاج متقدم للصواريخ الباليستية تابع للحرس الثوري، يتم فيه تطوير صواريخ مثل 'خيبر شكن' التي تعمل بالوقود الصلب ويُعتقد أنها قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي. تبريز: تُظهر صور أقمار صناعية أضرارًا لعدة مواقع لإطلاق صواريخ باليستية من تحت الأرض، وتحديدًا عند بوابات الإطلاق. قم (فردو): لم تُلاحظ أضرار خارجية في منشأة تخصيب اليورانيوم المحصنة 'فردو'. وذكرت إيران أن انفجارات سُمعت قرب الموقع، لكن إسرائيل لم تؤكد ذلك.

في وجه العاصفةالاسرائيلية .. الطاقة الذرية الإيرانية: التكنولوجيا النووية خيار لا رجعة فيه
في وجه العاصفةالاسرائيلية .. الطاقة الذرية الإيرانية: التكنولوجيا النووية خيار لا رجعة فيه

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

في وجه العاصفةالاسرائيلية .. الطاقة الذرية الإيرانية: التكنولوجيا النووية خيار لا رجعة فيه

جدّدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تأكيدها على المضي قدمًا في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية. وجاء هذا الموقف الحازم في بيان نُشر اليوم عبر المنصات الرسمية للمنظمة، حيث شدّدت طهران على أن البرنامج النووي السلمي "لن يتوقف رغم التهديدات والهجمات الخارجية"، في إشارة مباشرة إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية. يأتي هذا التصريح في وقت بالغ الحساسية، بعد أن تبنّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول قرار من نوعه منذ عقدين يدين عدم تعاون طهران الكامل بشأن ثلاث مواقع غير مصرّح بها تحتوي على آثار لمواد نووية. رد إيران لم يتأخر، إذ أعلنت توقفها عن إبلاغ الوكالة بأي إجراءات حماية جديدة، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا دبلوماسيًا كبيرًا. لكن خلف هذا السجال التقني والدبلوماسي، تقف رؤية إيرانية واضحة ترتكز على الربط بين التنمية التكنولوجية والاستقلال السياسي. حيث يرى المسؤولون في طهران أن تعزيز القدرات النووية، حتى ضمن الإطار السلمي، هو جزء من مشروع أكبر للتحرر من الهيمنة الغربية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات العلمية والصناعية. البيان الذي أصدرته منظمة الطاقة الذرية لم يخلُ من النبرة الرمزية، إذ تحدّث عن "أرواح الشهداء من العلماء النوويين" وضرورة "تكريمهم بمواصلة الطريق"، وهو خطاب يهدف إلى حشد الدعم الشعبي الداخلي، خصوصًا في ظل ما تصفه إيران بـ"العدوان الصهيوني" المتكرر. وفي حين تستعد أوروبا لفتح باب المفاوضات من جديد، لا يبدو أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات. فالمسار الميداني يكشف عن خطوات تصعيدية واضحة، منها استكمال بناء منشآت تخصيب جديدة، وتطوير أجهزة طرد مركزي أكثر تطورًا، ما قد يُسرّع عملية إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب. أما على المستوى الإقليمي، فتزداد المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة. الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والخطاب المتشنج من الطرفين، يشيران إلى احتمال تدحرج الأوضاع نحو أزمة أكبر، قد تتجاوز الملف النووي لتشمل كامل خريطة الشرق الأوسط. وفي المحصلة، يبدو أن إيران مصمّمة على دفع برنامجها النووي السلمي إلى الأمام، حتى وإن كلّفها ذلك المزيد من العزلة الدولية. وهي بذلك تطرح معادلة جديدة: التنمية تحت الحصار، والسيادة رغم الضغوط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store