
ملفات سرية للمخابرات السورية تؤكد أن الصحفي الأمريكي المفقود كان مسجوناً لدى نظام الأسد
Getty Images
أوستن تايس، اختفى في مكان قريب من دمشق في أغسطس/آب 2012
أكّدت ملفات استخباراتية سريّة للغاية، اطّلعتْ عليها بي بي سي، أن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس كان مسجوناً من قِبَل نظام بشار الأسد، وهو ما أكّده أيضا مسؤولون سوريون سابقون
.
وكانت الحكومة الأمريكية قد صرحت بأنها تعتقد أنّ تايس خضع للاحتجاز بأيدي نظام الأسد، لكن هذا النظام -المخلوع حاليا- كان ينفي ذلك دائماً، ولم يكنْ هناك شيء معلوم بشأن ظروف احتجاز تايس.
أمّا الآن، فقد بات معلوماً ما حدث للصحفي تايس بعد اختطافه، لا سيما بعد الاطّلاع على الملفّات الاستخباراتية – فضلاً عن شهادة العديد من مسؤولي النظام السابق في سوريا.
وكان أوستن تايس قد اختفى في مكان قريب من العاصمة السورية دمشق، في أغسطس/آب 2012، بعد أيام معدودة من عيد ميلاده الحادي والثلاثين.
وكان تايس يعمل صحفيا حُرّاً.
وبعد مرور سبعة أسابيع، ظهر تايس في مقطع فيديو عبر الإنترنت معصوبَ العينين ومقيّدَ اليدين، حيث أُجبِرَ على إعلان إسلامه بين أيدي رجال مسلّحين.
على أن الانطباع الذي ساد هو أنّ أوستن تايس تعرّض للاختطاف بأيدي جماعة جهادية، وسرعان ما رأى محللون ومسؤولون أمريكيون أن المشهد "جرى إعداده وتمثيله".
ولم تعلن جماعة أو حكومة مسؤوليتها عن اختفاء الصحفي تايس، ولم يُعلَم عنه شيء منذ ذلك الحين، ما غذّى التكهُّنات بخصوص مكان وجوده.
وجاء اطّلاع بي بي سي على الملفّات الاستخباراتية في إطار تحقيق صحفيّ مستمر بدأ العمل فيه قبل عام.
وتُعَدّ الملفات الاستخباراتية أوّل دليل يظهر على السطح بخصوص احتجاز الصحفي تايس في سوريا، منذ بدأت جهود البحث عنه بعد سقوط نظام الأسد مطلع ديسمبر/كانون الأول 2024.
وتتألّف الملفّات الموسومة باسم "أوستن تايس" من رسائل ومحادثات قامت بها أفرُعٌ مختلفة تابعة لجهاز الاستخبارات السورية.
وتحققتْ بي بي سي من أنّ هذه الملفّات أصلية.
"سرّي للغاية"
وأظهرتْ رسالة موسومة بعبارة "سرّي للغاية" أنّ الصحفي تايس كان معتقلاً في مركز للاحتجاز بالعاصمة السورية دمشق في عام 2012.
وأكدت مصادر إضافية أن مكان الاحتجاز كان "سجن الطاحونة"، كما أكّد ضابط كبير في الاستخبارات السورية أنّ الصحفي تايس كان محتجزاً في دمشق بأيدي مجموعة شبه عسكرية.
وأصرّ نظام الأسد على إنكار أيّ معرفة له بمكان وجود تايس، وكشف تحقيق بي بي سي كذب هذا النظام.
وخلص التحقيق إلى أن أوستن تايس كان قد أُلقي القبض عليه في منطقة داريا القريبة من دمشق، قبل أن تحتجزه جماعة شبه عسكرية تُدعى "قوات الدفاع الوطني" وهي معروفة بولائها للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وأكد مسؤول سوري لبي بي سي، أن الصحفي تايس ظلّ بأيدي هذه المجموعة حتى فبراير/شباط 2013 على أقلّ تقدير.
وفي ذلك الوقت، عانى أوستن تايس من متاعب في المَعدة، وتلقّى علاجاً مرّتين على الأقل على يد طبيب. وتُظهر تحاليل الدم أن تايس كان يعاني من عدوى فيروسية في ذلك الوقت.
وقال رجل، زارَ مقرّ احتجاز تايس، لبي بي سي، إنّ إدارة السجن كانت مهتمة بعلاج الصحفي الأمريكي أكثر من بقية المحتجزين، ومع ذلك فقد بدا (تايس) حزيناً، وفارقتْ البسمةُ وجهَه.
"ورقة تفاوُض"
Reuters
ديبرا، والدة أوستن تايس، التقتْ رئيس المرحلة المؤقتة السورية أحمد الشرع في وقت سابق من العام الجاري
وبشكل منفصل، قال عضو في "قوات الدفاع الوطني" -على اطلّاع وثيق بظروف احتجاز الصحفي تايس- إن "قيمة أوستن كانت معروفة".
وأضاف لبي بي سي: "كان مفهوماً أنّ تايس 'ورقة' يمكن استخدامها في مفاوضات دبلوماسية مع الولايات المتحدة".
وأفادت تقارير بأن تايس حاول الهرب من مكان احتجازه، بالتسلُّل عبر نافذة في المكان، لكن تمّ الإمساك به مجددا.
كما تفيد التقارير بأن الصحفي تايس خضع للاستجواب مرّتين على الأقلّ على يد ضابط في الاستخبارات السورية، وأن هذا جرى خلال الفترة ما بين 2012 و2013.
وعندما تمّتْ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2014، قال الرئيس الأمريكي آنذاك، جو بايدن، إنه يعتقد أن تايس لا يزال على قيد الحياة.
وقبل ذلك بيومين، قالت والدته ديبرا تايس إنّ "مصدراً مُهمّاً" أكّد أنّ ابنها كان لا يزال حياً وأنه "يتلقى معاملة جيّدة".
لكن، عندما أُخليتْ السجون بعد سقوط نظام الأسد، لم يظهر أيّ أثر لأوستن تايس على الإطلاق، كما أنّ مكان وجوده لا يزال غير معلوم.
وتعلَم عائلة تايس بوجود هذه الملفّات الاستخباراتية التي اطّلعتْ عليها بي بي سي، كما تعلَم السلطات الأمريكية بوجودها، وكذلك مجموعة سورية تقوم بجمْع معلومات بشأن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد.
ويعتبر أوستن تايس من بين الرهائن الأمريكية الأطول احتجازاً، وقد عكف والداه -ديبرا ومارك- على حملة لتسليط الضوء على اختفاء ابنهما.
وكان أوستن تايس ضابطاً سابقاً في البحرية الأمريكية، وقد خدم في كل من العراق وأفغانستان، كما أنه درس الحقوق في جامعة جورج تاون العريقة بواشنطن العاصمة.
وفي عام 2012، سافر تايس إلى سوريا، لتغطية أخبار الحرب الأهلية، كمراسل صحفيّ حُرّ.
ليختفي أثر أوستن تايس في خِضمّ نظامِ اعتقالٍ مُعقّد وواسع.
ويقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقرّه المملكة المتحدة- اختفاء قُرابة المئة ألف شخص في ظلّ نظام الأسد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
دعوة أممية لواشنطن برفع العقوبات عن قضاة المحكمة الجنائية الدولية
Getty Images وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يجلس أمام لجنة فرعية بمجلس النواب في واشنطن العاصمة في 21 مايو/أيار 2025 دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات المفروضة على أربع قاضيات في المحكمة الجنائية الدولية، قائلاً إنها تتعارض مع سيادة القانون. ودعا تورك في بيان "إلى إعادة النظر في هذه الإجراءات الأخيرة ورفعها فوراً". وأضاف أن "الهجمات على القضاة بسبب أدائهم لمهامهم القضائية، على المستويين الوطني والدولي، تتعارض مع احترام سيادة القانون". وكان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قد أعلن يوم الخميس فرض عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية بسبب استهدافهم "غير المشروع" لإسرائيل والولايات المتحدة. وتأتي هذه العقوبات رداً على إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيلين كبار، من ضمنهم بنيامين نتنياهو، ولإجرائها تحقيقاً في جرائم الحرب الأمريكية المزعومة في أفغانستان. والقضاة الأربعة الذين شملتهم العقوبات - جميعهم نساء؛ وهنَّ سولومي بالونجي بوسا من أوغندا، ولوز ديل كارمن إيبانيز كارانزا من بيرو، ورين أديلايد صوفي ألابيني جانسو من بنين، وبيتي هوهلر من سلوفينيا. وردّت المحكمة الجنائية الدولية في بيان قالت فيه إنها "تستنكر" العقوبات التي تأتي في إطار "محاولة واضحة لتقويض" استقلالها. وتتطلب الإجراءات التي فرضتها الخارحية الأمريكية، تجميد جميع الممتلكات والمصالح المملوكة للقاضيات في الولايات المتحدة وإبلاغ وزارة الخزانة بها. وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية روبيو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التدخل، قائلاً إنهما "دافعا عن حق إسرائيل". واتهم روبيو، في بيان، القاضيات بالقيام "بأعمال غير مشروعة ولا أساس لها" تستهدف إسرائيل والولايات المتحدة. وقال إن "هؤلاء الأفراد الأربعة شاركوا بشكل نشط في الإجراءات غير المشروعة، التي اتخذتها المحكمة الجنائية الدولية والتي تستهدف الولايات المتحدة أو حليفتنا المقربة إسرائيل". كما وصف روبيو المحكمة الجنائية الدولية، بأنها "مُسيَّسة" وقال إنها "تدَّعي زُوراً أنها تتمتع بسلطة تقديرية مطلقة" للتحقيق مع مواطني الولايات المتحدة وحلفائها. وأضاف: "إن هذا الادعاء الخطير وسوء استخدام السلطة، ينتهك سيادة الولايات المتحدة وحلفائها وكذلك أمنهم القومي، بما في ذلك إسرائيل". وفي ردّها، قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها "تدعم موظفيها بشكل كامل" وستواصل عملها "دون أن يثنيها شيء". وقالت المحكمة في بيانها، إن "استهداف العاملين لمساءلتهم، لن يساعد المدنيين المحاصرين في الصراع". وأضاف البيان: "هذه العقوبات لا تستهدف أفراداً محددين فحسب، بل تستهدف أيضاً كل من يدعم المحكمة... وهي تستهدف الضحايا الأبرياء في جميع القضايا التي يُنظَر فيها أمام المحكمة". والمحكمة الجنائية الدولية هي محكمة عالمية، تتمتع بسلطة تسمح لها بمقاضاة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. وقد أصدرت المحكمة، العام الماضي، مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت على خلفية ارتكاب جرائم حرب مزعومة في غزة. كما أنها أصدرت مذكرة اعتقال بحق القائد العسكري لحماس محمد ضيف، لكن حماس أكدت لاحقاً أنه قُتل في غارة جوية العام الماضي. وقال القضاة إن هناك "أسباباً معقولة" تجعل الرجال الثلاثة يتحملون "المسؤولية الجنائية" عن جرائم حرب مزعومة وجرائم ضد الإنسانية اُرتكبت خلال الحرب بين إسرائيل وحماس. ورفضت كل من إسرائيل وحماس هذه الاتهامات. وفي فبراير/شباط الماضي، فرض الرئيس ترامب عقوبات اقتصادية على المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك المدعي العام الرئيسي للمحكمة، كريم خان، وقال إن المحكمة "أساءت استخدام سلطتها". وفي إعلان يوم الخميس، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن اثنين من القضاة، وهما بوسا وإيبانيز كارانزا قد خوّلا المحكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيق ضد أفراد أمريكيين في أفغانستان. وكانت القاضيتان الأخريان، ألابيني جانسو وهولر، قد حكمتا بإصدار مذكرتَيْ اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.


الوسط
منذ 9 ساعات
- الوسط
كاتس يقول إن إسرائيل ستواصل قصف لبنان إذا لم يُنزع سلاح حزب الله، ولبنان يعتبرها "استباحة" لاتفاق وقف إطلاق النار
EPA قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة إن الجيش سيواصل قصف لبنان إذا لم تنزع السلطات سلاح حزب الله، غداة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة. وقال كاتس في بيان "لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن دولة إسرائيل. يجب احترام الاتفاقات، وإذا لم تفعلوا ما هو مطلوب، سنواصل التحرك، وبقوة كبيرة". وكانت إسرائيل قد شنت عدة غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الخميس، للمرة الرابعة منذ إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدّد وحدة تابعة لحزب الله تحت الأرض، لإنتاج "آلاف" الطائرات المسيرة، بتمويل من إيران بحسب بيان له. الغارات التي جاءت عشية عيد الأضحى، سبقتها تحذيرات إسرائيلية لعدد من البلدات في الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سكان أحياء الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة لإخلاء منازلهم والابتعاد عن المباني المستهدفة مسافة لا تقل عن 300 متر. وأثارت تلك التحذيرات الإسرائيلية حالة من الهلع في الضاحية الجنوبية التي شهدت حركة نزوح واسعة بحسب مكتب بي بي سي في بيروت. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إنها أحصت اثنتي عشرة غارة على الأقل، اثنتان منها كانتا "عنيفتين للغاية"، استهدفتا مبنى في منطقة عين قانا في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي بيان منفصل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "مواقع لتصنيع طائرات دون طيار تحت الأرض تمّ إنشاؤها عمداً بين السكان المدنيين" في الضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أن حزب الله يعمل على "زيادة إنتاج المسيّرات للحرب المقبلة، بعد أن استخدمها كعنصر مركزي في هجماته الإرهابية ضد دولة إسرائيل، معتبراً ذلك "انتهاكاً صارخاً" للاتفاقات بين إسرائيل ولبنان. لبنان يعتبرها "استباحة" لاتفاق وقف إطلاق النار وندّد الرئيس اللبناني جوزاف عون الخميس بما وصفها بـ"الاستباحة السافرة" من قبل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن "إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي"، ومؤكداً أن "هذه الاستباحة السافرة لاتفاقٍ دولي، كما لبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية... إنما هي الدليل الدامغ على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا". بينما أدان رئيس الوزراء نواف سلام الضربات، داعياً المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته في ردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها والعمل على إلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة". كما أصدر الجيش اللبناني بيانا أدان فيه ما أسماه "بالاعتداءات ولا سيما الأخير منها، وقد جاءت عشية الأعياد في سعي واضح من العدو إلى عرقلة نهوض وطننا وتعافيه واستفادته من الظروف الإيجابية المتوافرة". وأكد الجيش في البيان التزامه بتنفيذ القرار 1701 واتفاقية وقف الأعمال العدائية ومشيرا إلى أن "إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الاتفاقية ورفضه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش". من جانبه أشار منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان في منشور على موقع "إكس" إلى أن الضربات "أثارت ذعراً وخوفًا كبيراً" بين المدنيين، ودعا إلى "وقف أي أعمال من شأنها أن تقوض وقف الأعمال العدائية". وأضاف أن "الآليات والأدوات الدبلوماسية القائمة متاحة لجميع الأطراف لمعالجة النزاعات أو التهديدات، ولمنع أي تصعيد غير ضروري وخطير". وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، ونصّ على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان على أن يتولى الجيش اللبناني مسؤولية تأمين المنطقة. كما نص الاتفاق على أن بنوده "لا تمنع إسرائيل أو لبنان من ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس، بما يتفق مع القانون الدولي". وشنت إسرائيل غارات جوية في لبنان على أهداف تقول إنها مرتبطة بحزب الله في الأشهر التي تلت توقيع الاتفاق. وفي أبريل/نيسان الماضي، هاجمت إسرائيل ما وصفته بمخزن لـ"صواريخ دقيقة التوجيه" تابع لحزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية ذاتها. وفي وقت سابق من الشهر نفسه، شنت ضربة مماثلة، مما أسفر عن مقتل مسؤول في حزب الله وثلاثة أشخاص آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية في ذلك الوقت. وتقول الحكومة اللبنانية إن هذه الهجمات، بالإضافة إلى استمرار تمركز جنود إسرائيليين في خمسة مواقع في جنوب لبنان، تشكّل انتهاكات للاتفاق الموقَّع بين الطرفين.


الوسط
منذ 20 ساعات
- الوسط
لماذا منع ترامب مواطني 12 دولة من السفر إلى الولايات المتحدة؟
Reuters أدخل ترامب تعديلات على قواعد الهجرة إلى الولايات المتحدة في فترة ولايته الأولى أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قراراً بحظر السفر فيما يتعلق بعدد من دول العالم، الأربعاء الماضي. ويؤثر هذا القرار في المقام الأول على دول في أفريقيا والشرق الأوسط. وتواجه 12 دولة فرض حظراً كاملاً على السفر من وإلى الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يبدأ تطبيقه الاثنين المقبل، في حين يواجه مواطنو سبع دولٍ أخرى قيوداً جزئية على السفر من وإلى الولايات المتحدة. ويحاول الرئيس الأمريكي تبرير حظر السفر بأنه يأتي "لدواعي تتعلق بالأمن الوطني لبلاده". واستشهد ترامب بهجومٍ وقع في الفترة الأخيرة على أعضاء الجالية اليهودية في ولاية كولورادو، والذي زعمت تقارير أن مواطناً مصرياً نفذه في حين أن مصر نفسها ليست مدرجة على قائمة الدول المحظورة. كما تتضمن مبررات القرار أيضاً انتهاك رعايا الدول المعنية لقواعد التأشيرات الأمريكية. وسوف نحاول فيما يلي إلقاء نظرة عن كثب على بعض مبررات الرئيس الأمريكي. أفغانستان وجهت اتهامات عديدة لأفغانستان في إعلانٍ رئاسي وقعه ترامب. وسلط هذا الإعلان الضوء على أن حركة طالبان، التي تسيطر على البلاد، مصنفة من قبل الولايات المتحدة كجماعة إرهابية دولية. وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع قليلة من إعلان إدارة ترامب أنها ترى تحسناً في الأوضاع في أفغانستان تزامناً مع إعلان انتهاء حالة الحماية المؤقتة للأفغان الذين يعيشون في الولايات المتحدة. ويتهم ترامب أفغانستان أيضاً بعدم وجود سلطة مركزية "تتمتع بالكفاءة والاستعداد للتعاون" لإصدار جوازات السفر أو الوثائق المدنية. وكما هو الحال مع دول أخرى في قائمة ترامب، يتم التركيز أيضاً على مشكلة المواطنين الأفغان الذين تجاوزت إقامتهم مدة التأشيرات. إيران Getty Images عرضت مكاتب محاماة خدمات مجانية للقادمين إلى مطار لوس أنجليس بعد أن حظر ترامب سفر مواطني ست دول إلى الولايات المتحدة في 2017 يعتبر إعلان ترامب إيران دولة راعية للإرهاب – وهو الاتهام التي طالما رفضته طهران من قبل. وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت طهران في وقت سابق بسبب رعايتها المزعومة لجماعات تعمل بالوكالة في المنطقة مثل حماس وحزب الله. وذكر الإعلان الجديد الذي أصدره ترامب أن إيران "مصدر الإرهاب الكبير في جميع أنحاء العالم"، ولا تتعاون مع الولايات المتحدة بشأن المخاطر الأمنية، و"فشلت تاريخياً في قبول مواطنيها المرحلين". يأتي ذلك وسط تراشق بالتصريحات بين الدبلوماسيين من الجانبين بشأن التوصل إلى اتفاق حول قدرات إيران في بناء الأسلحة النووية. الصومال وليبيا ساقت قرارات ترامب أسباباً مماثلة في حالة الصومال، إذ وصف ترامب هذه الدولة من دول شرق أفريقيا أنه "ملاذ آمن للإرهابيين". ومثل إيران، تواجه الصومال اتهامات بعدم قبول مواطنيها عند ترحيلهم من الولايات المتحدة. لكن ترامب أثار نقطة أخرى تتمثل في أن "الصومال يختلف عن الدول الأخرى من حيث افتقار حكومتها الشديد إلى القيادة والسيطرة على أراضيها، وهو ما يقوض إلى حد كبير قدراتها الوطنية على مختلف المستويات". وتواجه الحكومة الصومالية تحدياً كبيراً من الإسلاميين المسلحين. وقد تعهدت "بالانخراط في حوار لمعالجة المخاوف التي أثارها" ترامب. ووصف ليبيا بأنها "وجود إرهابي تاريخي"، وهو ما يشار إليه باعتباره تهديداً أمنياً للأمريكيين. كما تعد ليبيا والصومال من بين الدول المدرجة في قائمة ترامب التي انتقدها بسبب عدم كفاءتها المزعومة في إصدار جوازات السفر. هايتي سلطت هذه الوثيقة الضوء على أن "المئات والآلاف من المهاجرين الهايتيين غير الشرعيين تدفقوا إلى الولايات المتحدة في فترة ولاية بايدن". وأشار ترامب إلى العديد من المخاطر التي تنطوي عليها الهجرة غير الشرعية من هايتي - بما في ذلك إنشاء "شبكات إجرامية" علاوة على ارتفاع معدل الإقامة بعد تجاوز مدة التأشيرات. وأشارت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي إلى أن أكثر من 852 ألف من مواطني هايتي يقيمون في الولايات المتحدة حتى فبراير/ شباط 2024. رغم ذلك، لم تقدم هذه البيانات أي تفاصيل عن وقت وصول هؤلاء المهاجرين إلى البلاد. وتوجه الكثير من مواطني هايتي إلى الولايات المتحدة بعد زلزال مدمر ضرب بلادهم عام 2010، أو هرباً من عنف العصابات الذي استشرى في هذه الدولة الكاريبية. كما أشار الرئيس الأمريكي إلى غياب السلطة المركزية في هايتي فيما يتعلق بإنفاذ القانون. تشاد، والكونغو، وبرازيليا، وغينيا الاستوائية وجه ترامب اتهاماً واحداً لهذه الدول وهو تجاوز إقامات مواطنيها في الولايات المتحدة مدة التأشيرة نسبياً. وتُعرّف وزارة الأمن الداخلي الأمريكية "مُتجاوز مدة الإقامة" بأنه الشخص الذي يبقى في الولايات المتحدة بعد انتهاء فترة السماح له بالدخول، دون أي دليل على تمديدها. ويشير هذا "المعدل" إلى نسبة الأشخاص الذين تجاوزوا مدة الإقامة. وواجهت دولة تشاد، الواقعة في وسط أفريقيا، انتقادات بسبب "تجاهلها الصارخ لقوانين الهجرة في الولايات المتحدة". وسلطت الوثيقة الضوء على ارتفاع معدل تجاوز التشاديين مدة الإقامة في الولايات المتحدة بنسبة 54 في المئة سواء على مستوى الحاصلين على تأشيرات عمل أو سياحية في عام 2023، وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الأمن الداخلي. وارتفع معدل تجاوز مدة إقامة مواطني الكونغو برازافيل وغينيا الاستوائية في الولايات المتحدة إلى 29.63 في المئة و21.98 في المئة على التوالي. إلا أنها لا تزال أقل من المعدلات في لاوس، التي تواجه قيوداً أقل. ميانمار Getty Images برر ترامب قرارات حظر السفر بأنها تأتي لدوعي تتعلق بالأمن الوطني تواجه ميانمار - التي يشار إليها ببورما في إعلان ترامب – اتهامات مماثلة بانتهاك قواعد الإقامة الطويلة. كما تواجه الدول المشمولة بقرارات ترامب، بما في ذلك إيران، اتهامات أخرى بعدم التعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بقبول المواطنين البورميين المرحلين. إرتريا، والسودان، واليمن بالنسبة هذه الدول الثلاثة، زعم ترامب أنها قدرتها وكفاءتها فيما يتعلق بإصدار جوازات سفر ووثائق مدنية محل شك. واتهم ترامب إريتريا والسودان أيضاً بارتفاع نسبي في معدل تجاوز الإقامة مدة التأشيرة. كما ألقت قراراته باللوم على إريتريا على عدم إتاحة السجلات الجنائية لمواطنيها للولايات المتحدة، ورفضها قبول المواطنين المرحلين. كما هو الحال في الصومال، اتهمت الوثيقة اليمن أيضاً بانعدام السيطرة على أراضيه. وأوضحت أيضاً أن اليمن مسرح لعمليات عسكرية أمريكية نشطة. وتقاتل الولايات المتحدة الحوثيين، الذين سيطروا على مساحاتٍ واسعةٍ من شمال وغرب البلاد أثناء الحرب الأهلية. قيود سفر جزئية يواجه مواطنو سبع دول قيوداً جزئية على السفر إلى الولايات المتحدة. تواجه فنزويلا اتهامات بعدم وجود سلطة مركزية "تتمتع بالكفاءة والاستعداد للتعاون" فيما يتعلق بإصدار جوازات السفر والوثائق المماثلة. كما ذكرت هذه الوثيقة مجدداً مزاعم تجاوز الإقامة مدة التأشيرات ورفض قبول المرحلين. وردًا على ذلك، وصفت فنزويلا إدارة ترامب بأنها "عنصرية وتعتقد أنها تملك العالم". وتُصنّف كوبا كدولة راعية للإرهاب، وهو تصنيف أصدرته الولايات المتحدة عام 2021، وأدانته هافانا. كما زعمت قرارات ترامب الأخيرة أن كوبا ترفض استقبال المرحلين، بالإضافة إلى تجاوز الإقامة مدة التأشيرات. وكانت مشكلة تجاوز الإقامة مدة تأشيرات الدخول حاضرة في قرارات قيود السفر أثناء الحديث عن بوروندي ولاوس وسيراليون وتوغو وتركمانستان.