logo
الأطباء المهاجرون.. سفراء مصر بالخارج

الأطباء المهاجرون.. سفراء مصر بالخارج

بوابة الأهراممنذ 5 أيام

في شهر مارس من عام 2022، كتب أحد الأطباء المصريين المقيمين في إنجلترا أن مرتب الاستشاري تقريبًا يصل إلى 120 ألف جنيه إسترليني في السنة.
وبعيدًا عن أنه كان يعقد مقارنة ظالمة وغير منطقية بين راتب الطبيب وراتب اللاعب محمد صلاح الأسبوعي مع ليفربول؛ لأن الأساس أن تكون المقارنة بين طبيب وطبيب وبين لاعب ولاعب وليس طبيبًا ولاعبًا، أو طبيبًا وبوابًا أو فرانًا أو كاتبًا وهكذا.
إلا أن الراتب يبدو أكثر من ممتاز بالنسبة لشاب يبحث عن فرصة في بلاد "الخواجات"، وإذا ما حولناه إلى العملة المحلية فإنه يصل إلى نحو 8 ملايين و27 ألف جنيه (الجنيه الإسترليني = 66 جنيهًا مصريًا).
وللحقيقة، لم يعد الراتب أكثر من ممتاز وفقط، بل هو مبلغ خيالي إذا ما قارناه برواتب الأطباء عندنا في المحروسة.
هذه الفجوة في الرواتب جعلت من إنجلترا الوجهة الأولى للأطباء المصريين. بالطبع؛ لا تعميم، وليسوا كلهم يتقاضون 120 ألف جنيه إسترليني في العام، وهذا الراتب السنوي هو للاستشاري.
لكن تقريرًا بريطانيًا أشار إلى زيادة قدرها 202% في هجرة الأطباء المصريين إلى بريطانيا من 435 إلى 1,312 طبيب بين عامي 2017 و2021. أي أن المهاجرين إلى بريطانيا وحدها يصل عددهم إلى نحو 20% من إجمالي الأطباء المهاجرين سنويًا، والبالغ نحو 7000 طبيب.
أسباب الهجرة معروفة ومفهومة: ضعف المرتبات، ونقص الإمكانات الأساسية، ونقص التدريب في أحيان، مع بعض المشكلات الأخرى مثل طريقة التعامل من قبل بعض المواطنين.. وأحلام الشباب في السفر والترحال.
الأرقام تقول أيضًا إنه يوجد أكثر من 110 آلاف طبيب مصري يعملون بالخارج من إجمالي 260 ألف طبيب مسجل في عام 2020، منهم في القطاع الحكومي، يعمل حوالي 73,400 طبيب (عام 2020)، بانخفاض عن 74,900 في عام 2019، مما يعكس استمرار تراجع الأعداد بسبب الهجرة والاستقالات.
وهذا يقودنا إلى أن معدل الأطباء في مصر هو 8.6 طبيب لكل 10,000 مواطن، وهو أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ 23 طبيبًا لكل 10,000 مواطن. أي أن هناك عجزًا يُقدَّر بأكثر من 50,000 طبيب في القطاع الحكومي، حيث تحتاج وزارة الصحة إلى حوالي 110,000 طبيب لتلبية الاحتياجات. في 6 يناير من هذا العام، انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لطلبة كلية الطب جامعة الإسماعيلية، وكان يسألهم زميلهم (مصور الفيديو) سؤالًا واحدًا فقط: "هتقعد ولا هتسافر؟".
الإجابة كانت معروفة ومفهومة هي الأخرى، فكل الإجابات كانت "هسافر.. هسافر" تصاحبها ابتسامة خفيفة مع قليل من التهريج وخفة الدم المصري المعروفين.
الموضوع برمته، بهزار الطلبة وأملهم في مستقبل أفضل ورواتب خيالية مع حقائق الأرقام على الأرض، كل ذلك دفع الحكومة، وخاصة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إلى التفكير في اتجاهين.
الاتجاه الأول: تحسين وضع الطبيب وزيادة التعيينات في المستشفيات الحكومية: في مايو 2025، أعلنت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية عن تعيين 261 طبيبًا على درجة زميل مساعد في 34 تخصصًا طبيًا، وهي أكبر حركة تعيين من نوعها وفقًا للائحة المعدلة.
وهناك خطة لتعيين 30,000 طبيب آخر، كما أعلن وزير المالية، لدعم المنظومة الصحية، وتحسين الأجور والحوافز، وتطوير التدريب والتعليم الطبي، وتعديل نظام تكليف الأطباء لتسهيل انضمامهم للمنظومة الصحية، وتقليص مدة دراسة الطب إلى 5 سنوات بدلًا من 7، بهدف تخريج دفعات أكبر لتلبية الاحتياجات، رغم الجدل حول تأثير ذلك على جودة التعليم. المحور الثاني من الحكومة هو استغلال هجرة الأطباء كمصدر للعملة الصعبة: محور مهم جدًا وعليه جدال كبير، لكن لو تمهلنا قليلًا وفكرنا كثيرًا وتناقشنا أكثر لربما وجدنا رئيس الوزراء محقًا.. وأتى بتصريح في منتهى الذكاء.. ليضرب عصفورين بحجر واحد.. قطع الطريق على من يطالب بفرض غرامات على الأطباء الراغبين في السفر خاصة أن تعليمهم في مصر.. وفي الوقت نفسه تستفيد مصر منهم ومن تحويلاتهم.
يقول الدكتور مدبولي: "فيها إيه لو 7 أو 8 آلاف طبيب يهاجروا من مصر يشتغلوا بره في سنة واحدة؟ بالعكس، ده جزء من سياسة الدولة، طبيب يخرج يحقق عائدًا ماليًا ويحول إلى هنا ويبقى مصدرًا للعملة!" وأنا متفق مع الدكتور مصطفى أننا نجلد أنفسنا أكثر مما ينبغي، وأننا ننتقد جودة التعليم الطبي أكثر مما هو مطلوب، فلو كانت الجودة قليلة أو سيئة إذن لم تكن كل هذه الأعداد من الأطباء خرجت من مصر.
والدولة ستزيد في أعداد الخريجين السنوية، بدلًا من 9,000 طبيب سنويًا، وأصبح العدد 15,000 حاليًا، وخلال 3 سنوات سيصل العدد السنوي إلى 29,000 طبيب بفضل إنشاء كليات طب جديدة في الجامعات الحكومية والأهلية.
عدد خريجين يسمح بسفر 10,000 طبيب سنويًا من أصل 29,000 خريج متوقع، أي سيبقى لنا سنويًا 19 ألف طبيب، تجربة ربما تجعل مصر الأولى في الاستثمار في الأطباء عالميًا والاستفادة من تحويلاتهم لدعم الاقتصاد، وربما نكرر تجربة الهند التي لديها فائض بشري كبير فصدرت أهم عقول المعاهد التكنولوجية لشركات التكنولوجيا في العالم، فأفادت واستفادت. من يدري؟!
إكس: @ahmedtantawi

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بسبب فضلات الفئران.. تراجع تصنيف نظافة الطعام في نادي مانشستر يونايتد
بسبب فضلات الفئران.. تراجع تصنيف نظافة الطعام في نادي مانشستر يونايتد

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

بسبب فضلات الفئران.. تراجع تصنيف نظافة الطعام في نادي مانشستر يونايتد

كتبت-هند عواد: تلقى نادي مانشستر يونايتد تصنيفا جديدا بنجمتين فيما يخص نظافة الطعام، عقب اكتشاف فضلات الفئران في ملعب أولد ترافورد. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية، أن تصنيف مانشستر يونايتد انخفض نجمتين في نوفمبر الماضي 2024، وتم قضاء الأشهر التالية في العمل على استعادته. واكتمل تقرير التفتيش الذي أعده خبراء الصحة البيئية، في منتصف أبريل، واتضح فيه فضلات الفئران في سبع مناطق في جميع أنحاء الملعب، إضافة إلى صالة السفير وجناح مانشستر، وكان بعض تلك الفضلات تحت بار البوفيه. ويعتبر الجناح 7 الذي عثر فيه على فضلات الفئران، من أكثر المساحات "أناقة"، وتبدأ أسعار من 550 جنيهًا إسترلينيًا للشخص الواحد. ويبلغ سعر جناح مانشستر، الذي يضيف التقرير أنه تم اكتشاف "عدد كبير من الفضلات"، حوالي 600 جنيه إسترليني للشخص الواحد. وقال متحدث باسم مانشستر يونايتد: "يطبق مانشستر يونايتد نظامًا قويًا لمكافحة الآفات في جميع أنحاء أولد ترافورد، يتم إجراء فحوصات أسبوعية متعددة في جميع مناطق تقديم الطعام ويتم اتخاذ تدابير صارمة لضمان ارتفاع مستويات النظافة والصحة في أي مكان يتم فيه تخزين الطعام وإعداده وتقديمه، إذا وقعت حوادث من هذا النوع في الملعب، سيتم اتخاذ الإجراءات الفورية والمناسبة".

صحة وطب : دراسة.. الأطفال المصابون بمشكلات نفسية أقل قدرة على العمل بالمستقبل
صحة وطب : دراسة.. الأطفال المصابون بمشكلات نفسية أقل قدرة على العمل بالمستقبل

نافذة على العالم

timeمنذ 3 ساعات

  • نافذة على العالم

صحة وطب : دراسة.. الأطفال المصابون بمشكلات نفسية أقل قدرة على العمل بالمستقبل

الثلاثاء 20 مايو 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - كشفت دراسة بحثية جديدة أن الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية وسلوكية حادة، هم أكثر عرضة بنسبة الثلثين لأن تكون قدرتهم على العمل محدودة في مرحلة البلوغ. ووفقا لصحيفة جارديان، تناولت الدراسة، التى أعدها باحثون في معهد أبحاث السياسات العامة، بيانات من حوالي 6000 شخص شاركوا في دراسة المجموعة البريطانية لعام 1970، والتي تتابع حياة الأفراد الذين ولدوا في أسبوع واحد في عام 1970 في جميع أنحاء بريطانيا العظمى. ووجد التحليل أن الأشخاص الذين عانوا من مشاكل نفسية وسلوكية حادة في مرحلة الطفولة، كانوا أكثر عرضة بنسبة 85% للإصابة بأعراض الاكتئاب في سن 51، وأكثر عرضة بنسبة 68% للإصابة بحالة طويلة الأمد تؤثر على قدرتهم على العمل. وبحسب التحليل، فإن الأطفال الذين يعانون من مشكلة صحية جسدية كانوا أكثر عرضة بنسبة 38% لأن تكون قدرتهم على العمل محدودة في وقت لاحق من حياتهم. وفي يناير، ذكرت صحيفة جارديان أن عدد الأطفال المحالين إلى الرعاية الصحية النفسية الطارئة في إنجلترا ارتفع بنسبة 10% خلال عام، مع قوائم انتظار طويلة للحصول على الرعاية المنتظمة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، مما يدفع المزيد منهم إلى نقطة الأزمة. وتشير تقديرات بحثية سابقة أجراها معهد البحوث السياسية للأبحاث إلى أن التكلفة الخفية لارتفاع معدلات المرض في مكان العمل في المملكة المتحدة قد تجاوزت 100 مليار جنيه إسترليني سنويا، حيث يخسر الموظفون الآن ما يعادل 44 يوما من الإنتاجية بسبب العمل أثناء المرض، مقارنة بـ35 يوما في عام 2018. وقال الدكتور جيمي أوهالوران، الباحث الرئيسي في معهد سياسات السياسات العامة، كلما عالجنا مبكرًا التحديات الصحية الجسدية والنفسية للأطفال، زادت فرصنا في الوقاية من الأمراض الخطيرة والبطالة في مراحل لاحقة من حياتهم، ولا يقتصر الأمر على تحسين حياة الأفراد فحسب، بل يشمل أيضًا تخفيف الضغوط طويلة الأمد على الدولة.

رئيس شعبة الأدوية: أسعار 25% من الأدوية المستوردة ستتراجع في مصر بسبب ترامب
رئيس شعبة الأدوية: أسعار 25% من الأدوية المستوردة ستتراجع في مصر بسبب ترامب

أهل مصر

timeمنذ 3 ساعات

  • أهل مصر

رئيس شعبة الأدوية: أسعار 25% من الأدوية المستوردة ستتراجع في مصر بسبب ترامب

قال رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية في مصر، علي عوف، إن الأمر التنفيذي الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أسبوع، بخفض أسعار الأدوية في بلاده بنسبة تتراوح بين 30 إلى 80% سيسهم في خفض فاتورة واردات 25% من الأدوية التي تستوردها مصر سنوياً خلال الفترة المقبلة. وأوضح عوف لـ"العربية Business" أن أي خفض لأسعار الأدوية في أميركا سيترتب عليه خفض مماثل لنفس الأصناف الموردة لمصر التزاماً بسعر بلد المنشأ. "ربع الأدوية التي تستوردها مصر سنوياً تأتي من الولايات المتحدة، فيما تأتي نسبة أكبر من أوروبا وتحديداً ألمانيا.. هذه الأدوية تتضمن مستحضرات لعلاج مرضى الأورام والأنسولين وبعض الأدوية البيولوجية بجانب عدد من أدوية الأمراض النادرة"، وفقاً لعوف. بلغت فاتورة واردات مصر من الصناعات الطبية 4.7 مليار دولار خلال العام الماضي، بينها واردات أدوية بنحو 1.79 مليار دولار، بحسب بيانات أعدتها الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر، اطلعت عليها "العربية Business". وقال عوف، إن الأمر التنفيذي لترامب سيخفض فاتورة واردات دوائية لمصر من الولايات المتحدة الأميركية بقيمة تلامس نصف مليار دولار تقريياً سنوياً، وهو الأمر الذي سينعكس على أسعار تلك الأدوية للمستهلك النهائي. "نسبة الانخفاض في سعر الدواء المستورد من أميركا لمصر لا يزال غير واضح، ربما تكون بنفس نسبة الانخفاض في بلد المنشأ (أميركا)، وربما نسبة أخرى يتم احتسابها بعد قياس نسب التراجع المطبقة في بعض الدول المرجعية لمصر (36 دولة)، وتحديد نسبة الخفض وفقاً لأقل دولة من حيث السعر"، بحسب عوف عوف. تأثير سلبي وعلى الرغم من إيجابية القرار نوعاً ما على مصر، لكن عوف حذّر من تأثير سلبي للأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب على شركات الأدوية الأميركية وبالتبعية مستقبل البحث العلمي والأدوية المبتكرة التي تنفق عليها الشركات مليارات الدولارات سنوياً. "شركات الأدوية الأميركية تحقق مكاسب مرتفعة جداً من الدواء، لكنها في الوقت نفسه تنفق أموالاً طائلة على الأبحاث الجديدة والمستحضرات المبتكرة.. تخفيض هوامش أرباح الشركات قد يدفعها لتقليل الأبحاث، هذا الأمر قد يهدد مركز أميركا كدولة تقود العالم في صناعة هامة كالدواء"، وفقاً لعوف. قبل أسبوع، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خفض أسعار الأدوية الموصوفة والصيدلانية بشكل شبه فوري في أميركا بنسبة تترواح بين 30% و80%. وقال ترامب، في منشور له على تروث سوشيال: "لسنوات عديدة تساءل العالم عن سبب ارتفاع أسعار الأدوية الموصوفة والمستحضرات الصيدلانية في الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير مقارنةً بأي دولة أخرى، بل أحياناً تكون أغلى بخمس إلى عشر مرات من نفس الدواء المُصنّع في نفس المختبر أو المصنع، ومن قِبَل نفس الشركة؟ كان من الصعب دائماً تفسير ذلك، وكان مُحرجاً للغاية، لأنه في الواقع، لم تكن هناك إجابة صحيحة". وأضاف ترامب "ستقول شركات الأدوية لسنوات إنها تكاليف البحث والتطوير، وأن جميع هذه التكاليف كانت وستظل بلا سبب على الإطلاق، يتحملها المواطنون في أميركا وحدهم". وتابع: "سأضع سياسة الدولة الأكثر رعاية، حيث ستدفع الولايات المتحدة نفس سعر الدولة التي تدفع أقل سعر في أي مكان في العالم". مبيعات قياسية للدواء في مصر وعلى الرغم من تفاؤل رئيس شعبة الدواء في مصر من تأثير الأمر التنفيذي لترامب على فاتورة واردات مصر من الدواء بنهاية العام الحالي، لكنه توقع في الوقت نفسه ارتفاع مبيعات الدواء في مصر إلى ما يتراوح بين 260 و270 مليار جنيه بنهاية 2025، مقارنة بنحو 214.5 مليار جنيه في 2024. وقدّر عوف مبيعات الدواء في مصر خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي بما يتجاوز 85 مليار جنيه، مقابل 55.5 مليار جنيه في الفترة نفسها من 2024، بنمو يتجاوز 53%. وعزى عوف الزيادة الكبيرة في مبيعات الدواء بمصر منذ بداية العام الحالي إلى موافقة هيئة الدواء المصرية على تحريك أسعار عدد كبير من الأدوية منذ قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف في مارس من العام الماضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store