
هذه ليست «أمّ المعارك» ولا آخرها
لسوء حظّ العرب، أنّ تنعقد قمّتهم التي تحمل الرقم (34) بعد قمم الخليج، الباذخة، التي فشلت في التحضير الجيّد لقمّة بغداد.
ليس أسوأ من حال الأمّة العربية، بأنها تنعقد بحضور 5 رؤساء وغياب 17، لا عذر لغيابهم في هذه المرحلة التاريخية سوى ما يشير إلى ضعف وانقسام الأمّة، وانكفاء معظم الأنظمة على قضاياها الوطنية الداخلية، ومصالحها الأنانية.
قمة بغداد هي الثالثة منذ اندلاع حرب الإبادة الإجرامية والاقتلاع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، والضفة الغربية والقدس، طغى عليها جميعاً خطاب الإدانة والمطالبة، وإعفاء الذات العربية من العمل بينما لدى العرب ما يمكنهم من مواجهة العدوان، وتعزيز كرامتهم وحماية مصالحهم.
العرب كلهم بالجملة من خلال قممهم الجمعية والثنائية والثلاثية، يطالبون المجتمع الدولي بأن يقدم لهم، ما لا يقدمونه لأنفسهم، وفي جوهر هذه المطالبات، يتطلّع العرب إلى واشنطن، التي تملك حصرياً الحلّ.
كان بإمكان الـ 4 تريليونات دولار، والهدايا التي تلقّاها دونالد ترامب خلال زيارته الخليجية، أن تسدّ كلّ الثغرات التي تعاني منها عملية التنمية العربية.
يفرح بعض العرب، بأنّهم كانوا الوجهة الأولى، التي يخرج إليها ترامب بعد انتخابه، دون حساب مشاركته في تأبين البابا فرنسيس.
وربّما يعتقد هؤلاء أنهم ينتزعون دور اللوبي الصهيوني الأميركي في التأثير على سياسات الإدارة الأميركية، خصوصاً إثر التوتّر الذي يسود علاقات الأخيرة، برئيس حكومة الاحتلال وتجاوزه.
نعم هذا مهم، وما جرى، يشير إلى أن المال العربي أخذ يحتل أولوية لدى ترامب الذي يسعى لملء خزانة بلاده، ولكن حذار من أن يعتقد أيّ عربي أن أميركا ستتخلّى تماماً عن دعمها وحمايتها لدولة الاحتلال في المدى المنظور.
ولكن هذا الاستنتاج، كان ينبغي أن يدفع زعماء الخليج العربي، نحو استثمار سعي ترامب للحصول على أموالهم، في اتجاه خدمة القضية الفلسطينية التي اعتبرتها قمة بغداد، قضية العرب المركزية الأولى، ونحو وقف حرب الإبادة الهمجية الجارية.
من يدري، فقد يكون زعماء الخليج الذين زارهم ترامب أثاروا معه قضية الحرب العدوانية على غزّة، وفتح مسار سياسي نحو «حل ّ الدولتين»، وربّما يكون قدم إليهم وعوداً بذلك، وأن ذلك يفسّر ما صرح به من وعود بعمل إيجابي الشهر القادم.
وربّما أراد زعماء الخليج، وكل يبحث عن تعظيم دوره إقليمياً، أن ينسبوا أيّ مؤشّرات إيجابية مقبلة، من الإدارة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية، وحتى لا يذهب مثل هذا الإنجاز للقمة العربية.
وقد تكون ما تخبّئه لقاءات ترامب بزعماء الخليج، من وعود أكثر مما ظهر على السطح من خلال وسائل الإعلام والتصريحات المتبادلة.. ولكن ألا تفضح الممارسات الإسرائيلية، على أرض الواقع أيّ وعود قدّمها ترامب.
بمجرّد أن غادر الأخير المنطقة، صعّدت دولة الاحتلال عدوانها على القطاع وعلى نحوٍ غير مسبوق.
معدّلات الشهداء تتجاوز يومياً الـ 100، وأعداد كبيرة من المصابين، وعودة إلى قصف المستشفيات، وخاصة في شمال القطاع والتي تعمل بالحدّ الأدنى، وتدمير ما تبقّى من بيوت كانت قد قصفتها في حملاتها التدميرية السابقة، بينما المجاعة تجتاح القطاع وتأكل ما تبقّى من لحم على الأجساد.
دولة الاحتلال أرسلت وفدها إلى الدوحة، وبتوجيهات وصلاحيات محدودة، وتحت ضغط وتهديدات حربية عدوانية شديدة، ورفض كل الضغوط التي تدعو إلى إدخال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزّة.
في الحقيقة فإن عملية توسيع العملية العسكرية العدوانية قد دخلت حيّز العمل منذ أيّام، مع حذر شديد من تقدم جيش الاحتلال خشية أن يتعرّض لخسائر كبيرة، والذي بدوره أجبر سكّان الشمال على مغادرة وإخلاء بيوتهم المدمّرة وخيامهم باتجاه مدينة غزّة، وباشر في قصف وقتل كل من يتحرك في تلك المنطقة.
الحديث عن الاستعداد لتوسيع العملية العسكرية، يعني أن سكان القطاع سيواجهون ما هو أقسى من الجاري رغم صعوبته في حال لم يتمّ التوصل إلى اتفاق وفق الشروط الإسرائيلية، ويبدو أن نتنياهو حصل على وقت إضافي لإتمام مهمّة التدمير والعدوان التي يقوم بها جيشه بتحقيق «الانتصار الكامل» بتغطية من الإدارة الأميركية.
في الواقع، فإن ثمّة أملاً في التوصل إلى اتفاق تهدئة جزئي، بوعد أميركي، لأن تنتهي بوقف الحرب الكارثية. ولكن متى كانت واشنطن صادقة في وعودها وتعهداتها، فلقد كانت الضامن للاتفاق السابق الذي مزّقه نتنياهو.
أما الوسطاء العرب فإنهم لا يملكون الاستعداد، رغم أنهم يملكون القدرة على ضمان التزام دولة الاحتلال بأيّ اتفاق.
الثابت أن نتنياهو وائتلافه الحكومي لا يرغبون في وقف الحرب، طالما أنها ستكون نهاية الائتلاف ورئيسه كما أصبح الجميع يدرك بما في ذلك كثير من الإسرائيليين.
وبالرغم من ذلك، لا بأس في أن تبدي حركة حماس مرونة كافية، للتوصل إلى اتفاق ينقذ الأرواح، فهذه ليست «أمّ المعارك» ولا هي آخرها.
فلسطين باقية، وأهلها باقون، وحقوقهم لا تسقط بالتقادم. ومرّة أخرى بعد الألف، لا يمكن أن يكون حال الفلسطينيين كما حال العرب، الممزّقين، والمتصارعين على النفوذ على حساب الشعوب العربية، فإذا كانوا قدوة النضال من أجل الحرّية، فإن عليهم أن يقدّموا درساً في الوحدة، والتحصين.
فليحمِ الفلسطينيون مصالحهم وحقوقهم كما يفعل كل نظام عربي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة خبر
منذ 38 دقائق
- وكالة خبر
عناوين الصحف الفلسطينية الثلاثاء 20 مايو 2025
ركزت الصحف الفلسطينية الثلاث "الحياة الجديدة، الأيام، القدس"، الصادرة اليوم الثلاثاء، في عناوينها الرئيسية، على تطورات حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وموقف بريطانيا وفرنسا وكندا المطالب بوقف العدوان، وتهديد الإدارة الأمريكية بقطع الدعم عن إسرائيل، والدعوات الواسعة لإدخال المساعدات، إضافة إلى تواصل العدوان على جنين وطولكرم وبروقين وكفر الديك. وفيما يلي أبرز العناوين: *"الحياة الجديدة": جوع بعد الستين بريطانيا وفرنسا وكندا: لن تقف مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال المشينة لحكومة نتنياهو في غزة الإدارة الأمريكية تهدد بقطع الدعم عن إسرائيل ونائب ترامب يلغي زيارته لتل أبيب 22 دولة تطالب بإدخال المساعدات فوراً إلى غزة وإدانة أوروبية لاستمرار الحصار الإسرائيلي السويد تدين تصريحات نتنياهو بشأن إعادة احتلال القطاع الكامل العاهل الأردني يجدد التأكيد على ضرورة إنهاء حرب الإبادة في غزة تواصل العدوان على جنين وطولكرم ومخيماتهما وبروقين وكفر الديك إصابات في سعير والخضر وعمليات هدم وتجريف وحرق بالضفة في عتمة الحصار الاحتلالي المستمر.. مأساة المرضى تتفاقم في سلفيت تظاهرات حاشدة بالولايات المتحدة في الذكرى الـ77 للنكبة خادم الحرمين يوجه باستضافة ألف حاج من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين سانشيز: يجب استبعاد إسرائيل من مسابقة "يوروفيجين" وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني *"الأيام": مجازر مروعة في أنحاء القطاع وأوامر بإخلاء 80% من مساحة خان يونس الصحة العالمية: مليونا شخص يتضورون جوعا مسؤول أممي: قرار إدخال المساعدات هو "قطرة في محيط الاحتياجات العاجلة" نتنياهو: سنسيطر على غزة بكاملها ويجب تجنب المجاعة لأسباب دبلوماسية سموتريتش: سنسوي كل غزة بالأرض كما فعلنا في رفح بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال الشنيعة لحكومة نتنياهو في غزة والرئاسة ترحب 22 دولة: يواجه سكان غزة خطر المجاعة ويجب أن يحصلوا على المساعدات فوراً إدارة ترامب تهدد بقطع الدعم عن إسرائيل هدم وتجريف في محافظات عزة ومواصلة حصار بروقين وكفر الديك شهيد و3 إصابات بضربات إسرائيلية على جنوب لبنان *"القدس": عشرات الشهداء والجرحى تضيق بهم المستشفيات في قصف للمنازل والخيام والتكايا غزة تموت جوعاً وقصفاً بيان شديد اللهجة لقادة بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال الفاضحة ونطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية الرئاسة: موقف شجاع ترمب لإسرائيل: أوقفوا الحرب وإلا نتخلى عنكم نتنياهو: سنسيطر على كامل غزة السويد: لسنا بحاجة للتصريحات التي تفاقم الوضع 5 شاحنات فقط دخلت القطاع الذي يحتاج يومياً لـ550 شاحنة مساعدات منقذة للحياة 22 دولة تدعو إسرائيل لإدخال المساعدات فوراً الاتحاد الأوروبي يحذر من تسييس المساعدات إلى غزة الجمود يهيمن على مفاوضات الدوحة وإسرائيل تدرس إعادة وفدها لابيد: غرق الجيش بوحل غزة لسنوات خطأ استراتيجي الإفراج عن 10 أسرى من غزة


وكالة الصحافة الفلسطينية
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة الفلسطينية
إدارة ترمب تحجب تمويلًا جديدًا عن "هارفارد" لدعمها فلسطين
واشنطن - صفا أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حجبًا جديدًا قدره نحو 60 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد، بسبب ما اعتبرته تقاعسًا منها عن اتخاذ إجراءات كافية ضد المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين. وأوضحت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية في منشور على منصة "إكس"، يوم الثلاثاء، أنها ستحجب تمويلًا فيدراليًا كان مخصصًا لجامعة هارفارد بقيمة نحو 60 مليون دولار "لحماية الحقوق المدنية في التعليم العالي". وزعمت أن "هارفارد" التي برزت بين الجامعات التي شهدت مظاهرات داعمة لفلسطين، "فشلت في التعامل مع المواقف المعادية للسامية والتمييز القائم على أساس العرق". وتستخدم الإدارة الأمريكية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات للضغط على إداراتها لمنع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين. وسبق لإدارة ترمب أن هددت بتجميد التمويل الفدرالي لعدد من الجامعات، بينها "هارفارد"، مستندةً في ذلك إلى احتجاجات طلابية متضامنة مع فلسطين داخل الحرم الجامعي. ومطلع مايو/ أيار الجاري، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية أنها لن تمنح جامعة هارفارد أي تمويل فيدرالي جديد إلى حين تلبية الأخيرة مطالب البيت الأبيض، في إشارة إلى عدم منعها المظاهرات الداعمة لفلسطين. وفي أبريل/ نيسان 2024، اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت بجامعة كولومبيا الأمريكية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد. واحتجزت الشرطة الأمريكية أكثر من 3 آلاف و100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.


منذ 3 ساعات
الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: استمرار تجريف البنية التحتية وتدميرها
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ120 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، إضافة إلى استمرار منع الدخول أو الوصول إليه. وأفادت مراسلة 'وفا'، بأن الاحتلال شق نحو 15 طريقا داخل مخيم جنين البالغة مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع فقط. ولفتت نقلا عن بلدية جنين إلى أن البنية التحتية في المخيم مدمرة بشكل كامل، إضافة إلى تدمير 60% من البنية التحتية في المدينة، وتدمير 120 كيلومترا من الشوارع، و42 كيلومترا من الخطوط الناقلة للمياه، و99 كيلومترا من خطوط الصرف الصحي. واقتحمت قوات الاحتلال مساء أمس الاثنين محيط الجامعة العربية الأميركية في جنين، ونصبت حاجزا في الطريق الواصل إلى قرية جلقموش شرقا، ما تسبب في أزمة مرورية، كما كانت مركبات الاحتلال وآلياته قرب سكنات الجامعة الأميركية التي يسكنها النازحون من مخيم جنين بعد إجبارهم على ترك منازلهم قسرا منذ بدء العدوان. كما تستمر قوات الاحتلال في إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف جداً داخل مخيم جنين، علماً أنه فارغ من سكانه بشكل كامل، فيما كانت قوات الاحتلال أمس الاثنين عند مدخل المخيم المعروف بدوار الحصان. وقالت مراسلة 'وفا'، إن المشاهد القليلة التي تخرج من مخيم جنين تُظهر دماراً غير مسبوق في المنازل وممتلكات المواطنين والبنية التحتية. ويكثف الاحتلال تعزيزاته العسكرية إلى مخيم جنين ومحيطه، كما ينشر فرق المشاة بالقرب منه. واقتحم الاحتلال أمس قرية أم التوت وخربة تلفيت إلى الشرق من جنين، ونشر فرق المشاة وداهم عددا من المنازل. وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في أغلبية قرى المحافظة، إلى جانب وجود دائم لدوريات الاحتلال وآلياته. كما تواصل قوات الاحتلال إغلاقها الكامل لمخيم جنين ومنع الوصول إليه، وسط استمرار عمليات التجريف والتدمير داخله بهدف تغيير بنيته ومعالمه. وبحسب تقديرات بلدية جنين، فإن قرابة 600 منزل هُدمت بشكل كامل في المخيم، فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن. كما تشهد مدينة جنين أضرارا كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف. ولا تزال عائلات المخيم، إضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيطها، مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، إذ تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفا، وهو ما يشكل 23% من إجمالي عدد سكان المدينة والمخيم. ويزداد الوضع الاقتصادي في مدينة جنين تدهورا مع تسجيل خسائر تجارية فادحة نتيجة العدوان، الذي أدى إلى إغلاقات كثيرة للمحلات التجارية، وتراجع حركة التسوق القادمة إلى المدينة من خارجها، إلى جانب عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية والشوارع، وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية وإغلاق عدد منها، خاصة في الأحياء الغربية، التي تشهد شللا اقتصاديا شبه كامل. فيما تسبب العدوان في خسارة قُدرت بشكل مبدئي بأكثر من 300 مليون دولار، فيما تقدر البلدية أن قرابة 4 آلاف مواطن من مدينة جنين، و2000 مواطن من المخيم فقدوا وظائفهم. ومنذ بدء العدوان على المدينة والمخيم في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، ارتقى 40 شهيدا، إلى جانب عشرات الإصابات وحالات الاعتقال.