حين لم يبقَ سواك...معرض فني مشترك في دارة الفنون
عمان
استنادًا إلى سلسلة من الإقامات الفنية واللقاءات والحوارات التي بدأت العام الماضي، وتضمنت دعوة ست فنانات للتفكير في اللحظة الحالية وارتباطها بالتاريخ الفلسطيني على مدار العقود الماضية، افتتح في دارة الفنون أمس الأول معرض «حين لم يبق سواكِ» والذي يضم مجموعة من الأعمال التي تبحث في رمزيات ومعاني وأدوار المواد والحرف في السردية الفلسطينية والروابط الكامنة بينها، كما تستكشف عبر ممارسات بحثية وأخرى تجريبية مدى مرونتها أو مناعتها في الاستجابة للمتغيرات التي طرأت على الواقع الفلسطيني اليوم، وفي مواجهة وتيرة العنف المتصاعدة وغير المسبوقة للمشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي. المشاركون في المعرض هم: أريج قاعود، وهديل القطب، وجويس جمعة، ومرح غنايم، وشيرين قطينة، وشيراز خطّاب.
معاني رمزية
تنطلق المشاريع المعروضة من تساؤلات تُعيد التفكير في المعاني الرمزية والعناصر المادية التي طالما كانت حاضرة في السرديات الفلسطينية عبر التاريخ، حيث تحاول الفنانات المشاركات تفكيك وإعادة تركيب هذه الرمزيات والمواد ضمن سياقات وأساليب حرفية تستحضر الخصوصية الزمانية والمكانية لها، لكنها تعكس، في الوقت نفسه، تصورًا لدورها ومعانيها والتوقعات المتعلقة بها، بالتركيز على اللحظة الآنية كنقطة بداية مسار تحرري وتحريري.
كيف لا نغرق في السراب
كما عرضت دارة الفنون قبل ايام فيلما وجلسة نقاشية في سينماتيك المختبر، ضمن سلسلة ديوان المعمار الشهرية، بعنوان: كيف لا نغرق في السراب: بقايا ما وعدت به طرابلس.بمشاركة مخرجة الفيلم جويس جمعة ونادين بكداش (المديرة التنفيذية لاستوديو أشغال عامة)
احتضنت مدينة طرابلس اللبنانية عام 1962 مشروعًا معماريًا حداثي الطابع من تصميم البرازيلي أوسكار نيماير وهو مبنى «معرض رشيد كرامي الدولي» الذي توقفت أعمال بنائه ولم تكتمل حتى يومنا هذا. يستعرض الفيلم الوثائقي «كيف لا نغرق في السراب» للفنانة جويس جمعة علاقة مدينة طرابس وتركيبتها المجتمعية وتاريخها السياسي بهذا الإرث المعماري الصامت، حيث يستكشف العمل تاريخ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت على لبنان على مرّ العقود الماضية، وارتباطها بالسياسات والمشاريع المعمارية والعمران في مدينة طرابلس على وجه التحديد، وذلك عبر تتبع رحلة مبنى المعرض الدولي، وما تعكسه من تداخلات متشابكة وعميقة في النسيج الحضري اللبناني: بين العمارة والسياسة والتحولات المجتمعية.
وأوسكار نيماير أحد أكبر مهندسي القرن العشرين، قام بالمشاركة مع لو كوربوزييه بتصميم المبنى المعروف والمشهور لهيئة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك.في فترة نفيه إلى أوروبا بنى نيماير في فرنسا المركز الثقافي في مدينة لو هافر ومقر الحزب الشيوعي في باريس ومن أعماله المعبرة عن فنه الخاص الذي لا يشبه عمل أحد جامعة الجزائر، الذي قدمه للرئيس هواري بومدين.
في عام 1945 عاد نيماير إلى البرازيل وبدأ في تصميم مجموعة من المباني الشهيرة مثل الجناح البرازيلي في معرض العالم في نيويورك عام 1939 وكاتدرائية برازيليا ومجمعات المباني الحكومية في برازيليا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- البوابة
الملكة رانيا تخطف الأنظار في نيويورك بإطلالة من برادا
تألقت الملكة رانيا العبدالله خلال لقائها نائبة الأمين العام للأمم المتحدة على هامش اجتماع مؤسسة الأمم المتحدة في نيويورك، واختارت الملكة إطلالة معاصرة راقية بصيحة الكاب الرائجة من علامة برادا ونسقته معه فيست من ذات العلامة. تفاصيل إطلالة الملكة رانيا في نيويورك ارتدت الملكة رانيا طقم باللون الكحلي ذات تصميم عصري من علامة برارا ونسقت معه قميص بصيحة الكاب من قماش الشيفون المطبع برسمة الورود البيضاء، أما الحذاء الذي اعتمدته الملكة رانيا من AQUAZZURA Bellezza، جاء بتصميم أنثوي يتميز بكعب رفيع عالي، وجلد لامع بتدرج اللون البني مطابق للقميص، وحملت حقيبة من نفس لون الحذاء مما زاد من أناقتها وأنوثتها. وأضافة على الإطلالة أقراط أذن ذهبية متدلية وعليها حبة من اللؤلؤ مقدمة من TIIGAN Fine Jewelry، ومن الناحية الجمالية، اعتمدت رانيا العبدلله على تسريحة شعر فرد منسدلة على كتفيها، والتي أبرزت ملامحها بكل وضوح، ولجأت إلى لمسات من المكياج البرونزي المتوهج، ووضعت أحمر شفاه ناعم.


جو 24
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- جو 24
رغم الأجنحة التي حلّقت بي... لم أغادر الأردن أبدًا
الكابتن اسامة شقمان جو 24 : أكثر من أربعة عقود وأنا أُحلّق بين الغيوم، طيارٌ عابرٌ للحدود والقارات، زرت خلالها أكثر من 75 مدينة تمتد من نيويورك الشاهقة بناطحاتها، إلى روما العتيقة بأزقتها المتعبة من التاريخ، ومن طوكيو التي تتلألأ أضواؤها كأنها تهمس بالحداثة، إلى كيب تاون التي ينام البحر عند قدميها كطفل وديع. رأيت مدنًا تنبض بالنظام، تغتسل بالكهرباء، وتغفو على ألحان التكنولوجيا. رأيت كيف روّض الإنسان الطبيعة، وكيف صنع من الحديد والبرمجيات عالماً يبدو كالحلم. فكنت كل مرة أهمس لنفسي: لعل هذا هو الكمال الذي نظن أننا نريده. لكنني كنت في كل مرة أعود، أعود إلى عمان. إلى شوارعها المزدحمة، إلى طوابير الانتظار في الدوائر الحكومية، إلى انقطاع المياه، إلى الكهرباء التي تتدلّى بخجل من أعمدة الزمن، إلى نقص المستشفيات وضعف التعليم وغلاء المعيشة. إلى وطنٍ يبدو – من الخارج – وكأنه تائه بين صفحات كتاب التنمية، يبحث عن سطرٍ يليق به. ومع ذلك، كنت أعود. لا من باب الواجب، بل من باب الحبّ، والدهشة، والانتماء الذي لا تفسّره الجغرافيا. قد يقول قائل: "أنت طيار! رأيت العالم بأسره! كيف تقبل أن تعيش في بلد يُرهقك في أبسط خدماته؟" وأجيبهم: "رأيت كل شيء، ولم أرَ الأردن في أي شيء." في كل مطار هبطت فيه، كنت أبحث عن شيء لا أراه. شيء لا يُباع في متاجر باريس، ولا يُزرع في حدائق سنغافورة. شيء لا يُبرمج في وادي السيليكون ولا يُؤرشف في أرشيفات أوروبا. إنه الوطن، لا بوصفه قطعة أرض، بل بوصفه إحساسًا مُرًّا كالقهوة، عذبًا كالدفء الذي يسري في صدرك حين تسمع صوت أمّك تقول: "نيالك رجعت". في كل مرة أنظر فيها من نافذة الطائرة إلى مدن العالم التي تنام على نظمٍ محكمة، أُصاب بشيء من الحسد... ثم أضحك. لأنني أعلم أن ما نملكه نحن لا يُقلَّد. كيف تقلّد "المحبة العشوائية"؟ كيف تزرع "الدفء البسيط" في أرصفة باريس؟ كيف تعلّم الشعوب أن تحبّ بلدها رغم كل شيء؟ رغم الفساد؟ رغم التعب؟ نعم، نعاني. بل نحن في عنق زجاجة لا نكاد نخرج منها. ولكننا - لسبب لا تشرحه الكتب - نبتسم، ونصبر، ونكتب القصائد في حبّ وطنٍ لا يبادلنا ذات الخدمات التي نُؤديها له كل يوم. نحن لا نحبّ الأردن لأنه كامل، بل نحبه لأنه ناقص، ونحن نكمله. ورغم كل ما ذُكر، فإن هناك مَن يحاول، بصمت، أن يرفع رأس هذا البلد بين الأمم. ففي مؤشر التنمية البشرية لعام 2022 الصادر عن الأمم المتحدة، جاء الأردن في المرتبة 102 من أصل 191 دولة، بتصنيف "تنمية بشرية عالية" وقيمة بلغت 0.720، وهي مرتبة تشير إلى توازن بين الطموح والإمكانات. وفي تقرير أوكسفام لعام 2024، تقدّم الأردن إلى المرتبة 43 عالميًا في مؤشر الالتزام بالحد من عدم المساواة، متصدرًا الدول العربية بفضل تحسينات في هيكل الضرائب وحقوق العمل. أما في مؤشر الفساد العالمي لعام 2024، فقد حصل الأردن على 49 نقطة من أصل 100 واحتل المرتبة 59 عالميًا من بين 180 دولة، مسجلًا تحسنًا ملموسًا مقارنة بالسنوات الماضية. وفيما يخص الحرية الاقتصادية، جاء الأردن في المرتبة 93عالميًا في مؤشر عام 2023، والمرتبة الخامسة إقليميًا من بين 14 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي مرتبة تؤشر إلى أفق مفتوح بانتظار من يزرعه. وفي مؤشر عدم التوازن في التنمية الاقتصادية، انخفضت القيمة إلى 4.1 في عام 2024، وهو أدنى مستوى منذ عام 2007، بما يعني بداية توجه أكثر عدالة في توزيع التنمية. في الفلسفة يقولون: "الانتماء ليس اختيارًا، بل شعورٌ يتجذر بك دون إذن منك." وأنا أقول: "قد تنتمي لكل أرض تهبط فيها، لكنك لا تنتمي بحق إلا لأرضٍ حين تهبط فيها، تشعر بأنك عدت إلى نفسك." لقد حلقّت فوق السحاب، لكنني لم أهرب. رأيت الأرض من أعلى، لكنني لم أتخلّ عنها. لأن الوطن ليس مكانًا تعيش فيه، بل مكانٌ تعود إليه كلما عشتَ في غيره. أربعون عامًا وأنا أرى العالم يركض، فيما نحن نمشي بتثاقل. ومع ذلك، لم أندم يومًا أنني أردني. بل كلما سألني أحدهم في باريس أو مونتريال أو كيب تاون: "من أين أنت؟" كنت أرفع رأسي وأقول: "من بلدٍ صغير، لكن قلبه كبير... من الأردن." كابتن اسامه شقمان . تابعو الأردن 24 على


٢٩-٠٤-٢٠٢٥
رغم الأجنحة التي حلّقت بي .. لم أغادر الأردن أبدًا
أكثر من أربعة عقود وأنا أُحلّق بين الغيوم، طيارٌ عابرٌ للحدود والقارات، زرت خلالها أكثر من 75 مدينة تمتد من نيويورك الشاهقة بناطحاتها، إلى روما العتيقة بأزقتها المتعبة من التاريخ، ومن طوكيو التي تتلألأ أضواؤها كأنها تهمس بالحداثة، إلى كيب تاون التي ينام البحر عند قدميها كطفل وديع. رأيت مدنًا تنبض بالنظام، تغتسل بالكهرباء، وتغفو على ألحان التكنولوجيا. رأيت كيف روّض الإنسان الطبيعة، وكيف صنع من الحديد والبرمجيات عالماً يبدو كالحلم. فكنت كل مرة أهمس لنفسي: لعل هذا هو الكمال الذي نظن أننا نريده. لكنني كنت في كل مرة أعود، أعود إلى عمان. إلى شوارعها المزدحمة، إلى طوابير الانتظار في الدوائر الحكومية، إلى انقطاع المياه، إلى الكهرباء التي تتدلّى بخجل من أعمدة الزمن، إلى نقص المستشفيات وضعف التعليم وغلاء المعيشة. إلى وطنٍ يبدو – من الخارج – وكأنه تائه بين صفحات كتاب التنمية، يبحث عن سطرٍ يليق به. ومع ذلك، كنت أعود. لا من باب الواجب، بل من باب الحبّ، والدهشة، والانتماء الذي لا تفسّره الجغرافيا. قد يقول قائل: "أنت طيار! رأيت العالم بأسره! كيف تقبل أن تعيش في بلد يُرهقك في أبسط خدماته؟" وأجيبهم: "رأيت كل شيء، ولم أرَ الأردن في أي شيء." في كل مطار هبطت فيه، كنت أبحث عن شيء لا أراه. شيء لا يُباع في متاجر باريس، ولا يُزرع في حدائق سنغافورة. شيء لا يُبرمج في وادي السيليكون ولا يُؤرشف في أرشيفات أوروبا. إنه الوطن، لا بوصفه قطعة أرض، بل بوصفه إحساسًا مُرًّا كالقهوة، عذبًا كالدفء الذي يسري في صدرك حين تسمع صوت أمّك تقول: "نيالك رجعت". في كل مرة أنظر فيها من نافذة الطائرة إلى مدن العالم التي تنام على نظمٍ محكمة، أُصاب بشيء من الحسد... ثم أضحك. لأنني أعلم أن ما نملكه نحن لا يُقلَّد. كيف تقلّد "المحبة العشوائية"؟ كيف تزرع "الدفء البسيط" في أرصفة باريس؟ كيف تعلّم الشعوب أن تحبّ بلدها رغم كل شيء؟ رغم الفساد؟ رغم التعب؟ نعم، نعاني. بل نحن في عنق زجاجة لا نكاد نخرج منها. ولكننا - لسبب لا تشرحه الكتب - نبتسم، ونصبر، ونكتب القصائد في حبّ وطنٍ لا يبادلنا ذات الخدمات التي نُؤديها له كل يوم. نحن لا نحبّ الأردن لأنه كامل، بل نحبه لأنه ناقص، ونحن نكمله. ورغم كل ما ذُكر، فإن هناك مَن يحاول، بصمت، أن يرفع رأس هذا البلد بين الأمم. ففي مؤشر التنمية البشرية لعام 2022 الصادر عن الأمم المتحدة، جاء الأردن في المرتبة 102 من أصل 191 دولة، بتصنيف "تنمية بشرية عالية" وقيمة بلغت 0.720، وهي مرتبة تشير إلى توازن بين الطموح والإمكانات. وفي تقرير أوكسفام لعام 2024، تقدّم الأردن إلى المرتبة 43 عالميًا في مؤشر الالتزام بالحد من عدم المساواة، متصدرًا الدول العربية بفضل تحسينات في هيكل الضرائب وحقوق العمل. أما في مؤشر الفساد العالمي لعام 2024، فقد حصل الأردن على 49 نقطة من أصل 100 واحتل المرتبة 59 عالميًا من بين 180 دولة، مسجلًا تحسنًا ملموسًا مقارنة بالسنوات الماضية. وفيما يخص الحرية الاقتصادية، جاء الأردن في المرتبة 93 عالميًا في مؤشر عام 2023، والمرتبة الخامسة إقليميًا من بين 14 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي مرتبة تؤشر إلى أفق مفتوح بانتظار من يزرعه. وفي مؤشر عدم التوازن في التنمية الاقتصادية، انخفضت القيمة إلى 4.1 في عام 2024، وهو أدنى مستوى منذ عام 2007، بما يعني بداية توجه أكثر عدالة في توزيع التنمية. في الفلسفة يقولون: "الانتماء ليس اختيارًا، بل شعورٌ يتجذر بك دون إذن منك." وأنا أقول: "قد تنتمي لكل أرض تهبط فيها، لكنك لا تنتمي بحق إلا لأرضٍ حين تهبط فيها، تشعر بأنك عدت إلى نفسك." لقد حلقّت فوق السحاب، لكنني لم أهرب. رأيت الأرض من أعلى، لكنني لم أتخلّ عنها. لأن الوطن ليس مكانًا تعيش فيه، بل مكانٌ تعود إليه كلما عشتَ في غيره. أربعون عامًا وأنا أرى العالم يركض، فيما نحن نمشي بتثاقل. ومع ذلك، لم أندم يومًا أنني أردني. بل كلما سألني أحدهم في باريس أو مونتريال أو كيب تاون: "من أين أنت؟" كنت أرفع رأسي وأقول: "من بلدٍ صغير، لكن قلبه كبير... من الأردن."