logo
ليلة لا تُنسى في جرش.. ناصيف زيتون بين مواويل الحزن ونبض الجماهير

ليلة لا تُنسى في جرش.. ناصيف زيتون بين مواويل الحزن ونبض الجماهير

جهينة نيوز٢٥-٠٧-٢٠٢٥
تاريخ النشر : 2025-07-25 - 01:08 am
ليث حبش
تصوير رجائي البلبيسي
في ليلة غنائية استثنائية، وعلى المدرج الجنوبي التاريخي، أحيا الفنان السوري ناصيف زيتون حفلاً جماهيريًا ضمن فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، حمل معه الطرب والمفاجآت، وعبّر فيه عن حبّه الكبير للأردن وسوريا، وسط تفاعل آلاف الحضور.
بدأت الأمسية بتقديم الإعلامية نور سماوي التي أعلنت صعود نصيف إلى خشبة المسرح، حيث دخل على وقع أغنيته الإيقاعية الشهيرة "تكة"، التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، خاصة مع طريقة دخوله النشيطة والواثقة، والتي مهّدت لحفل حافل بالإحساس والطاقة.
بعد الأغنية الأولى، توجّه نصيف إلى الجمهور بتحية قلبية بلهجة أردنية محببة، قائلاً "الأردن معنا بيتحلى"، وهي الجملة التي تكررت لاحقًا في أدائه، ليعبّر عن امتنانه ومحبة الجمهور الأردني، حيث دوّى التصفيق في أرجاء المدرج.
استكمل ناصيف الحفل بأداء "نامي عصدري"، الأغنية الرومانسية الهادئة التي أضفت طابعًا دافئًا على الأجواء، قبل أن ينتقل لتحية الفنان السوري الكبير جورج وسوف بأداء أغنيته الشهيرة "ترغلي يا ترغلي"، ليبرهن على تأثره بجيل الطرب الأصيل.
ثم قدّم ناصيف أغنيتي "أعطيتك قلبي" و"كارميلا"، وسط تفاعل جماهيري لافت، أعقبه بغناء موالين حزينين هما "قلبي وعدتو أكرهك" و"يا ربابات الحزن"، تلاهما بأداء أغنية "صوت ربابا" التي جاءت استكمالًا للأجواء الطربية الحزينة.
لم يكتفِ ناصيف بالقديم، بل عاد ليشعل الحفل من جديد بأغنيتيه الأكثر شهرة وانتشارًا "مجبور" و"مش عم تزبط معي"، حيث تراقص الجمهور على أنغامهما، وردّد الكلمات بصوت واحد، ما خلق تواصلًا مباشرًا بين الفنان وجمهوره.
في خطوة لافتة، وجّه ناصيف تحية إلى الفنان الأردني عمر العبداللات، فغنى أغنيته المعروفة "نزلن على البستان"، كما خصّ الفنانة اللبنانية سميرة توفيق بميدلي شمل أغنيتي "وين على رم الله" و"بالله تصبوا هالقهوة"، ما أضفى على السهرة طابعًا تراثيًا محبّبًا.
من بين المفاجآت التي قدمها ناصيف لجمهوره، كانت أغنيته غناها لأول مرة على المسرح بعنوان "حلوة"، رافقها تفاعل كبير من الجمهور الذي كان متعطشًا لسماع عمل جديد بصوته.
ثم انتقل لأداء مجموعة من أغانيه الحديثة، مثل "كذبة ورا كذبة"، و"قدا وقدود"، و"بالأحلام"، وصولًا إلى أغنية "ما في ليل"، والتي يؤديها عادة دويتو مع الفنانة رحمة رياض لكن وبسبب غيابها، طلب نصيف من الجمهور أن يكون شريكه على المسرح، وقال ممازحًا "شريكتي مش موجودة الليلة، بس أنتو رح تكونوا شريكتي بالغناء"، ما ألهب المدرج بالغناء الجماعي.
عاد نصيف ليقدّم مزيدًا من أغاني سلطان الطرب جورج وسوف، فغنى "خسرت كل الناس" بإحساس عالٍ، قبل أن يؤدي "هي لغمزتني بعينها"، و"بربك"، و"يا سيدي إنسى"، ليختتم سلسلة من الأغاني المختارة بعناية لتمزج بين الرومانسي والدرامي والطربي.
في ختام الحفل، صعد عطوفة مدير المهرجان أيمن سماوي إلى خشبة المسرح، ليكرّم الفنان نصيف زيتون على مشاركته المميزة في هذه الدورة من مهرجان جرش، وسط تصفيق حار من الجمهور الذي لم يهدأ طوال السهرة.
واختار ناصيف أن تكون الأغنية الأخيرة مهداة إلى وطنه الأم سوريا، في لحظة مؤثرة ختم بها الليلة، مؤكدًا أن الحنين لا يغيب عن القلب مهما ابتعدت المسافات.
حفلة ناصيف زيتون في جرش لم تكن مجرد عرض موسيقي، بل كانت رحلة عاطفية موسيقية جمعت بين الأصالة والمعاصرة، والهوية والوجدان، لتُرسّخ مكانته كأحد أبرز نجوم الطرب الشبابي في العالم العربي.
تابعو جهينة نيوز على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرواشدة: عدد المشاركين والزوار لمهرجان جرش فاق التوقعات
الرواشدة: عدد المشاركين والزوار لمهرجان جرش فاق التوقعات

رؤيا نيوز

timeمنذ 23 دقائق

  • رؤيا نيوز

الرواشدة: عدد المشاركين والزوار لمهرجان جرش فاق التوقعات

قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إنّ اعداد المشاركين والزوار لمهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ39 فاق التوقعات. وأكد الرواشدة في بيان ختاميّ بعد إطفاء شعلة المهرجان امس السبت إنّ المهرجان حقق نجاحًا مهمًّا، واتسمت هذه الدورة بزيادة عدد المشاركين والزوار بسبب تبسيط إجراءات الدخول التي جرت بسلاسة من خلال تطوير طريقة تسويق البطاقات، والدخول إلى المدرجات. وبين أنّ الدورة تميزت بمشاركة عالمية واسعة وكبيرة للفرق الفنية التي قدّمت إبداعاتها على الساحة الرئيسة، مؤكدًا أنّ المهرجان يعبّر في برنامجيه الثقافي والفني، عن اهتمام جلالة الملك بقطاع الثقافة والفنون، ويؤكّد قيم الدولة الأردنية في أهمية هذا القطاع، وأوضح الوزير أنّ الدورة تميزت بمشاركة أردنية كبيرة في البرنامجين الفني والثقافي، والذي لم يقتصر في فعالياته على المدينة الأثرية، بل امتد إلى ست محافظات، بتنوع الفقرات المقدمة. وكان الجديد في المهرجان احتضانه لمهرجان المونودراما، وندوات حول جماليات المكان، وذاكرته، وسمبوزيوم الرسم والحروفية، والمؤتمرات العلمية التي أقامتها الجمعية الفلسفية، وبرنامج 'قامات جرشية' الذي تناول سيرة عدد من الشخصيات السياسية والثقافية في محافظة جرش. وتمّ التركيز خلال برنامج المهرجان على الصناعات الثقافية/ التمكين، بمشاركة الشباب في برنامج (بشاير)، وتمكين المرأة من خلال مساحات تسويق الأعمال التقليدية والشعبية والحرفية في شارع الأعمدة. وبلغ عدد الفنانين والمثقفين والحرفيين والتشكيليين والمسرحيين المشاركين في المهرجان نحو (2050) مشاركًا من (36) دولة، من الأردن والدول العربية والأجنبية. وبلغت الفعاليات نحو (420) فعالية، كما بلغ عدد العاملين في الموقع لخدمة البنى التحتية والتنظيمية والفنية نحو 1350 عاملًا، وعدد الفنانين نحو 2000 فنان ومثقف. وتاليًا نص البيان الختامي كاملًا: في ختام الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان جرش للثقافة والفنون، نرفع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، أسمى آيات الشكر والعرفان، لرعايته السامية للمهرجان، الذي حملت دورته هذا العام شعار 'هنا الأردن.. ومجده مستمر'. وإذ يعبّر المهرجان، في برنامجيه الثقافي والفني، عن اهتمام جلالة الملك بقطاع الثقافة والفنون، ويؤكّد قيم الدولة الأردنية في أهمية هذا القطاع، والصورة الحضارية لبلدنا من خلال مشاركة ضيوف الأردن والفرق المحلية والعربية والأجنبية وتوسيع مدى التبادل الثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة…؛ فإنّها لمناسبةٌ عزيزة أن نشكر كلّ من أسهم في إنجاح هذه الدورة المميزة والاستثنائية من دورات المهرجان الذي يُعدّ عنوانًا وطنيًّا عربيًّا وعالميًّا، وقارب على الأربعين عامًا من عمره، وسيظلّ موئلًا لكل الإبداعات الفنية والثقافية على الدوام. لقد نهضت هذه الدورة من دورات المهرجان بالرسالة والأهداف، وكانت فرصةً كبيرةً ومساحةً مهمةً من مساحات الوعي والحوار والتنوير؛ خصوصًا وقد ترسخت الصورة الزاهية لهذا المهرجان. لقد كانت انطلاقة المهرجان بحجم الطموح وتوجيهات صاحب الجلالة حفظه الله بإيلاء قطاع الثقافة والفنون الأهمية التي يستحق، واهتمام دولة رئيس الوزراء د.جعفر حسان بترجمة هذه الرؤى الملكيّة في كتاب التكليف السامي، والمتعلقة بتوسيع قاعدة المهرجانات والندوات والفعاليات ذات العلاقة. وشهدت الدورة حضورًا كبيرا لكلّ الهيئات الثقافية الشريكة مع المهرجان، منها: نقابة الفنانين الأردنيين، رابطة الكتاب الأردنيين، اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، الجمعية الفلسفية الأردنية، رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، ومؤسسة شومان. كما شهدت الدورة حضور المجتمع المحلي لمحافظة جرش، والجامعات الأردنية، والعديد من المؤسسات والمبدعين، والجمعيات الثقافية والفنية؛ مما رسّخ البرنامج الثقافي والفني للمهرجان، وعزّز من حضوره في العديد من الملتقيات والندوات والمؤتمرات التي قرأت مواضيع فكرية وفنية ذات علاقة بالواقع الذي تعيشه المنطقة والإقليم والعالم؛ ما يجعل من كل هذا النتاج أرشيفًا مهمًّا يضاف إلى خزانة الأدب والثقافة والفكر الثمينة التي يتمتع بها أردننا ويحمل من خلالها مشعل وبوصلة الوعي إلى العالم؛ فالشكر موصول لكلّ هذه الجهات على ما قدّمت من جهدٍ جاد ومخلص في إنجاح فعاليات المهرجان. وباختتام هذه الدورة، فلا بدّ من إزجاء الشكر لكلّ الوزارات والمؤسسات والهيئات الثقافية والسفارات العربية والأجنبية التي أسهمت في إنجاح هذه الدورة. كما نقدم الشكر لجيشنا العربي المصطفوي، درع الوطن وسياجه وحامي مكتسباته الثقافية والتاريخية، والشكر لأجهزتنا الأمنية التي كانت صمام الأمن والأمان والعين الساهرة لبثّ الطمأنينة من خلال أداء واجباتهم باحتراف ومهنية وانتماء، وبكل حضارية التعامل مع الضيوف والزوار. كما نشكر أبناء مدينة جرش، ومحافظها، ومجتمعها المحلي، وبلديتها، ومؤسساتها وهيئاتها الثقافية والشبابية، وجميعهم كانوا بمستوى المسؤولية الوطنية في استقبال ضيوف جرش والأردن؛ بما عرف عن بلدنا من حفاوة الاستقبال وبشاشة الترحيب. والشكر لسفارات الدول الشقيقة والصديقة التي عرّفت بتراثها وثقافتها ورسالتها الوطنية في المهرجان، كما لا ننسى شكر الفنانين والكتاب والمثقفين الذين قدموا خلاصة فكرهم ومقترحاتهم الجمالية في النصوص الكتابية والبصرية والموسيقية والحرفية؛ وقد عبّروا عن روح المكان الجرشي الأردني في تنوعه ومساحته التي كانت أرضيةً ثريةً ومتميزةً في الحوارات والتثاقف بين المشاركين. ولا يفوتنا أن نشكر مؤسساتنا الوطنية من القطاع الخاص، كما نشكر الناقل الرسمي/ الملكية الأردنية، ووزارة السياحة والآثار.. وهيئة تنشيط السياحة، ودائرة الآثار العامة. ولا يسعني إلا أن أعبّر عن شكري للجنة العليا ولإدارة المهرجان، والعاملين في المواقع، واللجان الذين بذلوا جهدهم لإبراز صورة الأردن المضياف، والشكر الموصول أيضًا لمؤسساتنا الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة، الشركاء الاستراتيجيين الذين حملوا رسالة الأردن وخطابه، ولوسائل الإعلام العربية والأجنبية الذين نقلوا صورة المهرجان بمهنية عالية. لقد حقق المهرجان نجاحًا مهمًّا، واتسمت هذه الدورة بزيادة عدد المشاركين والزوار والحضور الكبير الذي فاق التوقعات، بسبب تبسيط إجراءات الدخول التي جرت بسلاسة من خلال تطوير طريقة تسويق البطاقات، والدخول إلى المدرجات. وتميزت هذه الدورة بمشاركة عالمية واسعة وكبيرة للفرق الفنية التي قدّمت إبداعاتها على الساحة الرئيسة. كما تميزت بمشاركة أردنية كبيرة في البرنامجين الفني والثقافي، والذي لم يقتصر في فعالياته على المدينة الأثرية، بل امتد إلى ست محافظات، بتنوع الفقرات المقدمة. وكان الجديد في المهرجان احتضانه لمهرجان المونودراما، وندوات حول جماليات المكان، وذاكرته، وسمبوزيوم الرسم والحروفية، والمؤتمرات العلمية التي أقامتها الجمعية الفلسفية، وبرنامج 'قامات جرشية' الذي تناول سيرة عدد من الشخصيات السياسية والثقافية في محافظة جرش. وتمّ التركيز خلال برنامج المهرجان على الصناعات الثقافية/ التمكين، بمشاركة الشباب في برنامج (بشاير)، وتمكين المرأة من خلال مساحات تسويق الأعمال التقليدية والشعبية والحرفية في شارع الأعمدة. وبلغ عدد الفنانين والمثقفين والحرفيين والتشكيليين والمسرحيين المشاركين في المهرجان نحو (2050) مشاركًا من (36) دولة، من الأردن والدول العربية والأجنبية. وبلغت الفعاليات نحو (420) فعالية، كما بلغ عدد العاملين في الموقع لخدمة البنى التحتية والتنظيمية والفنية نحو 1350 عاملًا، وعدد الفنانين نحو 2000 فنان ومثقف.

مهرجان جرش 2025: ابعاد ودلالات
مهرجان جرش 2025: ابعاد ودلالات

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

مهرجان جرش 2025: ابعاد ودلالات

في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة والعالم حالة من عدم الاستقرار والماسي الانسانية، ينهض مهرجان جرش في دورته التاسعة والثلاثين ليؤكد ان الأردن الصغير بحجمه والكبير بإرادته وحضوره ومكانته لا يزال متمسكا بدوره كجسر حضاري ومنصة للابداع، ساعيا للحفاظ على إرثه الثقافي في زمن تبدو فيه الثقافة رفاهية مؤجلة والفرح تتضاءل مساحاته. إن هذه الدورة شكلت اضافة نوعية لمسيرة المهرجان وحملت الكثير من الابعاد والدلالات، نستعرض أهمها: ففي بُعده السياسي والثقافي، يؤكد انعقاد المهرجان على أن الوطن بقيادته الهاشمية الحكيمة مستقراً وامناً نابضاً بالحياه، محافظاً على انجازاته وعلى إرثه الحضاري، مستمراً في تقديم فناً وادباً وثقافةً تنسجم مع ثوابت مجتمعنا ونظامه العام. إن عقد المهرجان بهذا الحجم والتنوع هو اعلان ضمني أن الاردن قوي بمؤسساته، محافظا على إرثه الثقافي والفني والادبي، مراهناً على وعي وامكانات شعبه. فالحقيقة أنه حينما يمتزج الفن والادب الاردني مع العربي والعالمي تصبح جرش المدينة والاردن الدولة نقطة التقاء فارقة في لحظة يتجه فيها العالم نحو مزيد من الفرقة والانقسام، وعلى اعتبار أن الثقافة والفن لا يمكن فصلهما عن السياسة، فإن قضية فلسطين ومعاناة الأهل في غزة لم تغب عن هذا المهرجان ليس فقط بمشاركة فنانيها وشعراءها وادباءها، بل كانت فلسطين حاضرة في الافتتاح وفي الشعر والادب والاغاني، لا بصورة شكليّة، بل كقضية حية تنبض في تفاصيل كل ليلة من ليالي المهرجان. و في البُعد التنظيمي، فقد نجح القائمون على مهرجان جرش في تجويد وتنوع برامجه واعادوا توجيه بوصلته ليكون اكثر قربا من رغبات جمهوره. فلم يتميز مهرجان هذا العام بثراء برنامجه وتنوع عروضه وزخم المشاركة فيه فقط، بل بطبيعة الروح التي سادت في تفاصيله، حيث كان واضحا في هذه الدورة أن فناني الاردن او شعرائه اوادباءه لم يكونوا مجرد ديكورا، بل كانو بالفعل شركاء اصلاء فيه. لقد شكل مهرجان جرش هذا العام ساحة حقيقية لتلاقي الادب والفن والثقافة المحلية مع العربية والعالمية بصورة تعكس صورة الاردن التي تريدها قيادته وأهله بحيث يبقى وطناً حيويا محافظا على إرثه وواعيا لتحدياته. أما في بُعده المحلي (الجرشي) ، فإنه وبحكم متابعتي للمهرجان خلال العقود الثلاث الاخيرة، فإن مهرجان هذا العام الذي حضرت عدد من فعالياته اتسم بحضور متميز للعائلات وللشباب الذين وجدوا في المهرجان شيئا مختلفا عن مجرد العروض الغنائية المعتادة، حيث استمتعوا بالعروض المسرحية والشعرية المتنوعة والفنون البصرية والفعاليات الخاصة بالأطفال. ومن ناحية أخرى فإن المهرجان هذا العام أتاح لابناء جرش فرصة لعرض أدبهم وشعرهم من جانب ومنتجاتهم الغذائية والتراثية من جانب اخر، هذا الجانب الذي ساهم في تحسين دخلهم ورفد اقتصادهم المحلي. ومن الاضافات النوعية التي شهدها المهرجان هذا العام برنامج "بانوراما رجالات جرش"، والذي سلط الضوء على سيرة و مسيرة نخبة من رجالات جرش الذين قدمو لمحافظتهم ووطنهم ما يستحق الاحترام والتقدير والتوثيق. وهذا البرنامج الذي استقطب للمهرجان جمهورا نوعيا نظّمه وأشرف عليه بكل نجاح منتدى جبل العتمات الثقافي بالتنسيق مع إدارة المهرجان وبدعم ومتابعة منها. إن هذا البرنامج شكّل فرصة غيرمسبوقة لأبناء جرش وخاصة الشباب منهم للوقوف على جانب مهم من تاريخ هذه المحافظة ورجالاتها. والمأمول لهذا البرنامج أن يستمر ويتطور في الدورات القادمة مستلهما الدروس والعبر من تجربته الأولى، التي وعلى الرغم من أنها كانت ناجحة بلا شك، الا ان فرص التحسين لهذه التجربة قائمة، خاصة من زاوية توسيع البرنامج ليشمل بالتوازي مع بانوراما رجالات جرش بانوراما رجالات الاردن من المحافظات الاخرى. إن النجاح والتميز الذي حققه مهرجان جرش في دورته الحالية ما كان ممكنا لولا المتابعة الحثيثة لرئيس واعضاء اللجنة العليا للمهرجان ولولا الادارة التنفيذية للمهرجان التي وظفت خبرتها ومهنيتها لتجويد منتج هذا العام. وفي هذا السياق فإن الاعلام الأردني بوسائله المختلفة لعب دورا محوريا في نقل وقائع المهرجان والصورة الحضارية له على المستوى الوطني والعربي والعالمي. وفي الواقع ان حالة الامن التي سادت اجواء المهرجان واشعرت مرتاديه بالطمأنينة والأريحيّة كانت من العوامل الحاسمة في نجاح هذه الدورة وتميزها. إن أجهزتنا الأمنية المختلفة قدمت نموذجا وطنيا يفتخر به بالمهنية والانضباطية، وكانت بحق تمثل الأردن بأبهى صوره وتعكس أجمل ما فيه. فلهذه العيون الساهرة ترفع القبعات وتنحني الهامات شكراً وتقديراً على ما قدموه لكي ينعم أهل جرش وزوارها بالأمن والارتياح. وما رسالة الشكرالتي وجهها معالي رئيس اللجنة العليا للمهرجان لأجهزتنا الأمنية إلا تعبيرا صادقا عن شعور كل من حضر المهرجان. أما حكومة جرش المحلية من محافظة وبلدية وأجهزة أمنية ودوائرالخدمات المحلية الأخرى فقد ساهمت بتوفير كل أسباب النجاح لهذا المهرجان، حيث قدموا أقصى ما باستطاعتهم متجاوزين الواجب في عملهم خدمة لزوار جرش وقاطنيها. ختاما، فإن جميع هذه الجهود تكللت بدعم أهالي جرش لهذا المهرجان الذين من خلاله قدموأنفسهم بطريقة تليق بتاريخ و حضارة جرش وكرم أهلها.

من ثمار جرش... النهر لن يفصلني عنك
من ثمار جرش... النهر لن يفصلني عنك

الرأي

timeمنذ 2 ساعات

  • الرأي

من ثمار جرش... النهر لن يفصلني عنك

جئت في اللحظة المناسبة يا رمضان الرواشدة، لترمي في وجوهنا تعويذتك (النهر لن يفصلني عنك)، علها تخفف من شعورنا بالأثم أو تمسح شيئاً من الألم والنزف الداخلي من مشهد غزة. أردت أن تقول إن النهر سيبقى ولن يكون فاصلة، بل سيكون وصلاً، فقد سبق الوصل الماء وسبقت الجغرافيا التاريخ وعانقت مؤاب الكنعاني. أي مغامرة هذه يا رمضان الرواشدة؟ وانت تتابع الحكاية كلها منذ البداية لتحشرها في النص وتعيد تقديمها لتغني الوحدان الذي تسمر وجمد كيف استطعت أن تصنع لنفسك مساحة في الزحام وتفرغها من المزايدين والمناقصين لتسمح لهواء فلسطين ان يتنفسه الأردنييون صافيا فيكون وصفة وحدتهم وشوقهم والتفافهم حول قيادتهم. اخذتهم الى المسرح الى المعلم، لتخاطب جمهورك، واصبحت مهمتك صعبة لأنها مهمة أن تأتي بالمسرح من الغياب ومهمة أن تضع على خشبته مضموناً يبرر الاستدعاء وقد نجحت. فقد دبت الحياة في مسرح المدينة، وها هي جرش في مهرجانها تمنحك فرصة لا بد من جعلها مستمرة ونقطة انطلاق. لقد أضاء الرواشدة مساحة كافية لتصبح تربة المسرح خصبة وأن يتواصل عطاؤه، لقد عشنا سنوات تصحر مسرحي.. لسنوات عجاف غاب المسرح عنا، ولما أنكرناه بالصمت عنه والالتفات لغيره، فقدنا شيئاً من التعليم والاعتبار والمتعة. رمضان الرواشدة في مسرحيته "النهر لن يفصلني عنك" يختصر كل الحكايا التي إختنقت وفقدت صوتها ولم يأت أحد لنجدتها، حين أصر على ان يبقى النهر متصلاً ويبقى الحبل السري مع جسد فلسطين غير منقطع، وأصر على ذلك وأبدع في حين تشتت الآخرون وذهبوا للصراخ والملاومة والمناقصة، فهم لم يورثونا الاّ المزيد من العطش والألم والفقدان والخسارة. مساهمة الرواشدة في "النهر لن يفصلني عنك" قوية وسهلة والذين جندهم لتجسيد الفكرة على المسرح، كانوا مبدعين حقاً، ليسوا اسماء طنانة في عالم المسرح، ولكنهم مبدعون حقاً استطاعوا أن يحملوا سنوات المعاناة وأن يقدموها باسم كل المحبين الأردنيين لفلسطين. كان منذر خليل مبدعاً، وهو رمز أردني باسل للجندي الأردني، صبر وصمد، وكانت أريج دبابنة، بحضورها البهي المبهج ونادين خوري، وهي تغوص في المشهد وقادرة على الاختراق وذات حضور دافق كان المسرح بسيطاً، ولكنه عميق بمكونات غير معقدة من موسيقى وإضاءة ومؤثرات صوتية وملابس. لقد اجتمعت المكونات لتضع هذا المضمون الواصل المؤثر والمحبب على اسئلة عالقة باجابات فياضة حتى وإن لم تحضر اسئلتها. استمتعنا بالمسرحية، وقد كان المدرج مليئاً بالحضور، ونطالب بادامته عرضها علّها تكون البدايات الجديدة التي تستقطب أخوات لها للحضور الى الخشبة بثقة واحتراف. نحتفي بمثل هذا الفن الذي يخرجنا من مرحلة "الدبق" والاستهلاك والولولة والشتم والنكوص والجحود الى مرحلة التواصل والعطاء. نعم لقد تطور النص المقدم بتغليف مسرحي وإخراجي مناسب، وظف اللحظة القائمة، وفتح رزنامة الأحداث التي لا يستطيع أحد تجاوزها. نعم يستطيع الفن أن يأخذنا من حالة الهذيان ومن الرطانة واعادتنا للبوصلة حتى لا نتوه، فالطريق الى فلسطين هكذا، والأردنيون رضعوا حبها مع حليب أمهاتهم ولم يعرفوا العقوق، ففلسطين نبض أردني حتى لو نقلوا القلب جهة اليمين، فسيبقى ينبض وعلى الآخرين تحديد الموقع. أي مغامرة هذه يا رمضان الرواشدة؟ وانت تشتري الحكاية كلها منذ البداية لتحشوها في النص وتعيد تقديمها لتغني للوجدان الذي تسمر وجمد كيف استطعت أن تصنع لنفسك مساحة في الزحام وتفرغها من المزايدين والمناقصين لتسمح لهواء فلسطين يتنفسه الأردنييون سأولاً، فيكون وصفة وحدتهم وشوقهم والتفافهم حول قيادتهم. اخذتهم الى المسرح الى المعلم، لتخاطب جمهورك، واصبحت مهمتك صعبة لأنها مهمة أن تأتي بالمسرح من الغياب ملهمة أن تضع على خشبته مضموناً يبرر استدعاء وقد نجحت. فقد دبت الحياة في مسرح المدينة، وها هي جرش في مهرجانها تمنحك فرصة لا بد من جعلها مستمرة ونقطة انطلاق. لقد أضاء الرواشدة مساحة كافية لتصبح تربة المسرح خصبة وأن يتواصل عطاؤه، لقد عشنا سنوات.. وتصحر، لسنوات عجاف غاب المسرح عنا، ولما أنكرناه بالصمت عنه والالتفات لغيره، فقدنا شيئاً من التعليم والاعتبار والمتعة. رمضان الرواشدة في مسرحيته "النهر لن يفصلني عنك" يختصر كل الحكايا التي اختنقت وفقدت صوتها ولم يأت أحد لنجدتها، حين أصر على ان يبقى النهر متصلاً ويبقى الحبل السري مع جسد فلسطين غير منقطع، وأصر على ذلك وأبدع في حين تشتت الآخرون وذهبوا للصراخ والملاومة والمناقصة، فهم لم يورثونا الاّ المزيد من العطش والألم والفقدان والخسارة. مساهمة الرواشدة في "النهر لن يفصلني عنك" قوية وسهلة والذين جندهم لتجسيد القارة على المسرح، كانوا مبدعين حقاً، ليسوا اسماء طنانة في عالم المسرح، ولكنهم مبدعون حقاً استطاعوا أن يحملوا سنوات المعاناة وأن يقدموها باسم كل المحبين الأردنيين لفلسطين. كان منذر خليل مبدعاً، وهو رمزاً أردنياً باسل للجندي الأردني، صبر وصمد، وكانت أريج دبابنة، بحضورها البهي ونادين خوري، تغوص في المشهد وقادرة على الاختراق وذات حضور دافق. كان المسرح بسيطاً، ولكنه عميقاً بمكونات غير معقدة من موسيقى وإضاءة ومؤثرات صوتية وملابس. لقد اجتمعت المكونات لتضع هذا المضمون الواصل المؤثر والمحبب على اسئلة عالقة باجابات فياضة حتى وإن لم يحضر اسئلتها. استمتعنا بالمسرحية، وقد كان المدرج مليئاً بالحضور، ونطالب بادامته وعرضها علّها تكون البدايات الجديدة التي تستقطب أخوات لها للحضور الى الخشبة بثقة واحتراف. نحتفي بمثل هذا الفن الذي يخرجنا من مرحلة "الدبق" والاستهلال والولولة والشتم والنكوص والجحود الى مرحلة التواصل والعطاء. نعم لقد تطور النص المقدم بتغليف مسرحي وإخراجي مناسب، وظفه اللحظة القائمة، وفتح رزنامة الأحداث التي لا يستطيع أحد تجاوزها. نعم يستطيع الفن أن يأخذنا من حالة الهذيان ومن الرطانة واعادتنا للبوصلة حتى لا نتوه، فالطريق الى فلسطين هكذا، والأردنيون رضعوا حبها مع حليب أمهاتهم ولم يعرفوا العقوق، ففلسطين نبض أردني حتى لو نقلوا القلب جهة اليمين، فسيبقى ينبض وعلى الآخرين تحديد الموقع. أبارك لصديقي المبدع رمان، فقد رسم دائرة لمن يريد ان يرى فلسطين عن طريق الأدب والابداع وحدد ملامح كيف يكون الأردني، أردنياً انساناً محباً لوطنه ومسح الغشاوة عن عيون الذين أرادوا استبدال اللغة بالرطانة والجملة المفيدة باللغو وذهبوا الى السفسطة وجنس الملائكة. هذه المسرحية لا بد أن تدخل الى مدارسنا وتنير وجدان طلابنا، فصاحب النص اردني وطني مخلص مؤتمن على ما يكتب ويقول، وقد استطاع أن يخرج بروايته وروايات اخرى طاهرة بيضاء تتحدث مع الناس بلسان مبين دون ان يخشى في ذلك مزايدين أو مناقصين، وبعد ما ابتلينا به، حين يكون الوطن بحاجة الى العطاء والصبر والهدوء. وما دام "النهر لن يفصلني عنك" فإن طريق الذهاب اليها سيبقى سالكاً وهذه خريطة طريق للوصول رأيناها على المسرح.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store