logo
عيد العمال 2025: بين تهديدات الذكاء الاصطناعي وفرصه الجديدة

عيد العمال 2025: بين تهديدات الذكاء الاصطناعي وفرصه الجديدة

اغاني اغاني٠٢-٠٥-٢٠٢٥

بمناسية عيد العمّال، لا بدّ من إلقاء الضوء على سوق العمل اليوم الذي يرزح تحت ثقل كبير يتمثّل بتحول جذري في سياق التطورات التكنولوجية السريعة، ولا شكّ أنّ الذكاء الاصطناعي (AI) هو في صلب التطورات التي بدأت تأخذ مكانة كبيرة في مختلف المجالات والقطاعات. في الماضي، كانت المكننة الحديثة تهدد اليد العاملة في قطاعات معينة مثل الصناعة، إذ استُبدلت الأيدي العاملة بالآلات، مما أدى إلى فقدان العديد من العمال لوظائفهم. ولكن اليوم، نجد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لتحسين الإنتاجية، بل هو عامل رئيسي في تغيير بنية العمل بشكل جذري. كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمالة البشرية في عالم يشهد تطورًا تكنولوجيًا سريعًا؟
ومن أبرز القضايا التي يثيرها الذكاء الاصطناعي هي تأثيره على الوظائف التقليدية. فمع القدرة المتزايدة للذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام التي كان يؤديها البشر، مثل الرد على استفسارات العملاء أو معالجة البيانات، باتت العديد من الوظائف التي تعتمد على مهارات روتينية مهددة بالاختفاء. ففي القطاع الصناعي على سبيل المثال، أصبح من الشائع استخدام الروبوتات في عمليات الإنتاج، مما يقلل من الحاجة إلى العمالة البشرية. فمع دخول الآلة إلى سوق العمل في المراحل الأولى من الثورة الصناعية، كانت الأيدي العاملة هي التي تُعتبر القوة الأساسية للإنتاج. لكن مع مرور الوقت، أصبحت الآلات تحل محل الإنسان في العديد من القطاعات، فبدأت الآلات بأداء المهام الميكانيكية الثقيلة التي كانت تتطلب مجهودًا بدنيًا من الإنسان. واليوم، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة، أصبحت الآلات قادرة على أداء المهام الذهنية أيضًا، مثل تحليل البيانات واتخاذ القرارات المعقدة.
في هذا الإطار، تشير دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي نشرت منذ سنتين بمناسبة عيد العمّال إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى اضطرابات كبيرة في سوق العمل، مع تأثير خاص على الوظائف الكتابية والإدارية. بحلول السنوات الخمس المقبلة، قد تختفي نحو 26 مليون وظيفة بسبب الأتمتة. ومع ذلك، ستنمو وظائف جديدة في مجالات مثل الأمن السيبراني وتحليلات البيانات. تقرير "غولدمان ساكس" توقع أتمتة 300 مليون وظيفة عالميًا، مع تأثير أكبر في الاقتصادات المتقدمة. على الرغم من المخاوف، قد يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية على المدى الطويل.
مع ذلك، هذا لا يعني أنّ الذكاء الاصطناعي هو نقمة. فلا شكّ أنّه ساهم في ظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات متخصصة في البرمجة، تحليل البيانات، وتطوير الخوارزميات. وفي الواقع، أصبح هناك طلب متزايد على المهندسين والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي لتطوير وصيانة هذه الأنظمة المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين بيئة العمل وتقليل التهديدات الخطرة على الصحة، حيث يمكن استبدال العاملين في بيئات خطرة بأنظمة آلية. ولكن هذا التحول التكنولوجي لا يخلو من التحديات. فبينما تخلق التقنية فرصًا جديدة، فإنها أيضًا تزيد من فجوة المهارات بين الأفراد. فالفئات التي تمتلك مهارات قديمة في الأعمال اليدوية أو الوظائف الروتينية تجد نفسها مضطرة للتأقلم مع متطلبات جديدة تتطلب مهارات تكنولوجية معقدة. وهذا يضع ضغوطًا على الحكومات والمجتمعات لتطوير سياسات تعليمية تساعد على تمكين العمال من مواكبة هذا التحول.
وبالتالي، إن التحدي الأهم الذي يواجه سوق العمل في ظل الذكاء الاصطناعي هو تحقيق التوازن بين الإنسان والآلة. لا ينبغي أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كبديل للبشر، بل كأداة يمكن أن تعزز قدرة الإنسان على الابتكار والإبداع. من خلال التدريب المستمر وتطوير المهارات، يمكن للبشر أن يظلوا في قلب العملية الاقتصادية، مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءاتهم وزيادة الإنتاجية. أي بكلماتٍ أخرى، من الضروري اعتماد استراتيجية شاملة تركز على تمكين الإنسان لا استبعاده. تبدأ هذه الاستراتيجية بالاستثمار في التعليم والتدريب المستمر، بحيث يتم تأهيل الأفراد لاكتساب المهارات التي يصعب على الذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل الإبداع، التفكير النقدي، والذكاء العاطفي. إلى جانب ذلك، يجب التركيز على تعزيز الوظائف التي تحتاج إلى اللمسة الإنسانية كالرعاية الصحية والتعليم والفنون. كما أن سنّ تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي وتمنع استغلاله بطريقة تهدد حقوق العمال يُعد أمرًا بالغ الأهمية، فما فحوى الاحتفال بعيد العمّال دون الحفاظ على حقوقهم. الحل ليس في مقاومة التطور التكنولوجي، بل في ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة داعمة للإنسان وشريكًا له، لا بديلاً عنه، وأن تكون العدالة الاجتماعية جزءًا أساسيًا من هذا التحول.
في الختام، يُظهر الذكاء الاصطناعي تأثيرات مزدوجة على سوق العمل فهو سيف ذو حدّين. بينما يهدد بعض الوظائف التقليدية، فإنه يفتح أيضًا مجالات جديدة للابتكار والنمو. في عيد العمال، يجب أن نتذكر أن التقدم التكنولوجي لا ينبغي أن يكون تهديدًا، بل فرصة لتعزيز قدرة الإنسان على التكيف والإبداع في مواجهة التحولات التي تطرأ على أسواق العمل. والآن، على أرض الواقع، في ظل هذا التحول التكنولوجي المتسارع، هل سنتمكن فعلاً من توجيه الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان بدلاً من أن يصبح بديلاً له؟ آملين ذلك، بمناسبة عيد العمال، نتمنى أن يستمر العمل الجاد والابتكار في تعزيز حقوق العمال وتوفير بيئة عمل أفضل للجميع، وأن نسعى إلى تحقيق عالم يزدهر فيه التعاون بين الإنسان والتكنولوجيا، حيث تظل اليد العاملة جزءاً أساسياً في بناء المجتمعات، وتُقدّر مساهماتها في كل المجالات. عيد عمّال سعيد، وأملنا أن يتواصل التقدم من أجل مستقبل أكثر عدلاً وازدهاراً لجميع العمال حول العالم.
المصدر: Info3

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يحوّل صورك إلى فيديوهات على "تيك توك"
الذكاء الاصطناعي يحوّل صورك إلى فيديوهات على "تيك توك"

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

الذكاء الاصطناعي يحوّل صورك إلى فيديوهات على "تيك توك"

أعلنت "تيك توك" عن إطلاق أداة جديدة ومبتكرة تُدعى "AI Alive"، تتيح للمستخدمين تحويل الصور الثابتة إلى مقاطع فيديو قصيرة نابضة بالحياة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز من إمكانيات التعبير الإبداعي داخل التطبيق. ما هي ميزة AI Alive؟ "AI Alive" هي أول أداة على تيك توك تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحويل الصور إلى فيديوهات داخل التطبيق نفسه. تُمكّن هذه الميزة المستخدمين من إضفاء الحيوية على صورهم عبر إضافة تأثيرات حركة، ومؤثرات بصرية، ومقاطع صوتية تُناسب أجواء الصورة. على سبيل المثال، يمكن لصورة غروب الشمس الهادئ أن تتحوّل إلى مقطع سينمائي تظهر فيه الغيوم تتحرّك ببطء، وتتغير الألوان تدريجاً، مع أصوات أمواج البحر الهادئة في الخلفية. كيف تستخدم AI Alive؟ للاستفادة من ميزة AI Alive، اتبع الخطوات التالية: افتح تطبيق "تيك توك"، واضغط على أيقونة "+" الزرقاء الموجودة أعلى صفحة "الرسائل" أو "الملف الشخصي". اختر صورة واحدة من ألبوم القصص. في صفحة تعديل الصورة، اضغط على أيقونة AI Alive الموجودة في الشريط الجانبي. أدخل وصفاً نصياً (Prompt) يوضح كيف تريد أن تتحرّك الصورة، أو استخدم النص الافتراضي "اجعل هذه الصورة تنبض بالحياة". اضغط على "متابعة" لإنشاء الفيديو. بمجرد انتهاء المعالجة، يمكنك نشر الفيديو في قصتك، حيث سيظهر في تبويبات "لك" و"المتابَعين"، وأيضاً على صفحتك الشخصية. عادةً ما تستغرق عملية الإنشاء دقيقة واحدة تقريباً، ويمكنك متابعة استخدام "تيك توك" أثناء المعالجة. سيتم إخطارك عند الانتهاء، ويُرجى ملاحظة أن الفيديوهات غير المنشورة تُحذف بعد 7 أيام. تدابير السلامة والشفافية "تيك توك" أرفقت هذه الميزة بعدة أدوات للسلامة: المراجعة التلقائية: تُفحص الصور والنصوص والفيديوهات الناتجة للتأكد من التزامها بسياسات المنصّة. مراجعة نهائية قبل النشر: تُجري "تيك توك" فحصاً إضافياً قبل السماح بنشر الفيديو. وضع علامة AI: جميع الفيديوهات التي يتم إنشاؤها باستخدام AI Alive تُوضع عليها علامة توضح أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بيانات تعريف (C2PA) تُساعد في التعرّف إلى المحتوى حتى خارج تيك توك. آفاق جديدة للإبداع ميزة AI Alive تفتح آفاقاً واسعة للمستخدمين لابتكار محتوى بصري جذاب وواقعي. سواء كنت ترغب في إعادة إحياء صورة من الماضي، أو تقديم محتوى ترفيهي لجمهورك، أو استكشاف إمكانيات فنية جديدة، فإن هذه الأداة توفر وسيلة سهلة ومبتكرة لتحقيق ذلك.

شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أين صحافتنا اللبنانية من الذكاء الصناعي
شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أين صحافتنا اللبنانية من الذكاء الصناعي

الشرق الجزائرية

timeمنذ 3 أيام

  • الشرق الجزائرية

شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أين صحافتنا اللبنانية من الذكاء الصناعي

مرة أخرى «نهرب» من الضغوط السياسية وملحقاتها الستراتيجية، وما أكثرها في لبنان والمنطقة، الى واقع آخر هو في ظاهره بعيد عن الأزمات والحروب والمخططات، ولكنه في الحقيقة هو نتيجة مباشرة لها وفي صلب تداعياتها. وعليه أود أن أثير، اليوم، موضوع صحافتنا اللبنانية والذكاء الصناعي تحت السؤال الكبير: أين صحافتنا، هذه، من التعامل مع الذكاء الصناعي (AI) الذي بات عاملاً ساساً في الكثير من نواحي الحياة في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في القطاع الصحافي/ الإعلامي عموماً، الى درجة أنه لم يعد في الإمكان تجنبه وإلّا كنا نرسف في التخلف بدلاً من مواكبة هذه التقنية التي يتعذر، منذ اليوم، التنبؤ بما ستكون مفاعيل (أو تداعيات) استخدامها وتطورها، علماً أن الخبراء في هذا المجال لا يجمعون على رأي واحد، بين مَن يتوقع المزيد من الراحة والأمان والاتكال على هذا الإنجاز العلمي الخرافي، وبين مَن يحذر من أنه سيصل الى يومٍ يطور ذاته بذاته ويستهدف الجنس البشري بأسوأ المصائر. ولسنا في وارد الدخول في هذا الجدال المتروك للعلماء، ونعود على بدء الى صحافتنا ومدى اعتمادها على الذكاء الصناعي في مدار عملها. وبحسب معلوماتنا فإن الأمر لا يزال خجولاً جداً، في وقت نرى أن صحافة معظم بلدان الخليج العربية أخذت تعتمد على الـ AI اعتماداً كبيراً في مرحلة الإنتاج كلها، فإستخدام هذه التقنية يوفر الجودة والدقة والقدرة على المراجعة السريعة جداً، وأيضاً إنتاج الصور الافتراضية التعبيرية التي تدعم النص في غياب الصورة الفعلية. والصحف ومختلف وسائط الإعلام، ذات تقنية الذكاء الصناعي، لم تعد ترسل أي مادة الى النشر إلا بعد أن تمر عبر الذكاء الصناعي، للتأكد من صحتها وخلوها من الأخطاء في المعنى والمبنى بما في ذلك أخطاء الإملاء والصرف والنحو الخ… لا شك في أن الذكاء الصناعي سيأخذ، جزئياً على الأقل، مكان الإنسان، وربما سنصل الى يوم قد لا يعود بعيداً ينتهي دور البشر أمام هذه التقنية، والأخطر من هذا كله ربما نستفيق يوما على ثورة دموية يقودها الـ AI ضد البشر… ولكن، في الزمن الحالي فإن أي قطاع لا يعتمد هذه التقنية هو متخلف بالضرورة، ولسنا لنحمّل صحافتنا اللبنانية الكثير، ونحن نعرف ظروفها القاسية التي هي من ظروف البلد المعروفة، وبالتأكيد لا نقارنها (لا سيما من حيث الشكل والإنتاج) بصحف الخليج التي تعود ملكية معظمها الى الأُسَر الحاكمة والى الشركات والتروستات الكبرى… ولكن يحزّ في النفس أن نرى أنفسنا في ذيل القائمة ونحن كنا أهل الريادة في الصحافة والإعلام، وبالذات في تأسيس وإنشاء أكثرية الصحف الخليجية.

قلق أميركي من برنامج AI صيني بهواتف آيفون.. والكونغرس يدقق
قلق أميركي من برنامج AI صيني بهواتف آيفون.. والكونغرس يدقق

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 أيام

  • القناة الثالثة والعشرون

قلق أميركي من برنامج AI صيني بهواتف آيفون.. والكونغرس يدقق

بعدما طرحت مجموعة "علي بابا" الصينية إصداراً جديداً من نموذجها للذكاء الاصطناعي، فتحت الولايات المتحدة تحقيقاً. تدقيق بالكونغرس فقد كشف تقرير أميركي جديد، أن البيت الأبيض وبعض المسؤولين بالكونغرس يجرون تدقيقا هذه الأيام، في خطة شركة أبل لإبرام اتفاق مع علي بابا الصينية، لجعل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الشركة الصينية العملاقة متاحا على هواتف آيفون في الصين، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز". وأضافت الصحيفة، السبت، أن القلق جاء من شركة أبل التي تخطط لعقد اتفاق مع علي بابا الصينية لجعل برنامج AI الذي تطوره الشركة الصينية متاحا على هواتف آيفون في الصين. وذكرت نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر، أن السلطات الأميركية قلقة من أن تساعد الصفقة الشركة الصينية على تحسين قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق برامج الدردشة الصينية الخاضعة لقيود الرقابة وزيادة إخضاع أبل لقوانين بكين المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات. رغم ذلك، لم ترد أبل ولا علي بابا بعد على طلبات رويترز للتعليق. منافس لـ"ديب سيك" يذكر أن علي بابا كان أكدت في فبراير/ شباط شراكتها مع أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهواتف آيفون في الصين. وتعد الشراكة بالنسبة لعلي بابا مكسبا كبيرا في سوق الذكاء الاصطناعي الشديدة التنافسية في الصين، حيث يجري تطوير برنامج ديب سيك الذي اشتهر هذا العام بنماذج أرخص بكثير من البرامج المنافسة في الغرب. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store