logo
مركبة روسية تنطلق إلى الفضاء وعلى متنها 3 رواد أحدهم أميركي

مركبة روسية تنطلق إلى الفضاء وعلى متنها 3 رواد أحدهم أميركي

أعلنت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" أن مركبة روسية من طراز سويوز تحمل رائدا أميركيا وآخرين روسيين انطلقت من قاعدة "بايكونور" الفضائية في قازاخستان اليوم الثلاثاء إلى محطة الفضاء الدولية.
وتحمل مركبة الفضاء سويوز إم.إس-27 الروسيين سيرغي ريجيكوف وأليكسي زوبريتسكي والأميركي جوناثان كيم الذي يعمل لدى إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا".
وأظهر نقل تلفزيوني مباشر وفرته وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" أن المركبة الفضائية التي أعيد طلاؤها لمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية انطلقت في الساعة 05.47 بتوقيت غرينتش من سهول هذه الدولة الشاسعة الواقعة في آسيا الوسطى.
وبعد دقائق قليلة، دخلت المركبة الفضائية "سويوز إم إس-27" المدار. ومن المقرر أن تلتحم بالجزء الروسي من محطة الفضاء الدولية في الساعة 09.04 بتوقيت غرينتش.
ويُتوقَع أن يُجري الرواد الثلاثة 50 تجربة علمية في الفضاء، بحسب وكالة "روسكوزموس"، قبل عودتهم إلى الأرض في 9 كانون الأول (ديسمبر).
وأفادت "روسكوزموس" بأن نحو 2500 سائح، وهو رقم قياسي، حضروا عملية الإطلاق من قاعدة بايكونور التي تستأجرها روسيا من كازاخستان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي مقابل 115 مليون دولار سنويا، بموجب عقد إيجار يستمر إلى سنة 2050.
ويشكّل الفضاء أحد آخر مجالات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة اللتين وصلت علاقاتهما إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بسبب الحرب في أوكرانيا، مع أن البلدين عاودا المحادثات بينهما في الآونة الأخيرة بدفع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأنهت الدول الغربية شراكتها مع وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" في إطار العقوبات التي فرضتها على روسيا، لكنّ مركبات "سويوز" لا تزال إحدى الوسائل الوحيدة لنقل الطواقم إلى محطة الفضاء الدولية.
ويعاني قطاع الفضاء الروسي منذ سنوات نقصا مزمنا في التمويل وفضائح فساد وإخفاقات مثل فقدان المسبار القمري لونا-25 في آب (أغسطس) 2023، بعدما شكّل تاريخيا مصدر فخر لموسكو.
إلا أن هذه المشكلات لم تثنِ روسيا عن السعي إلى تحقيق طموحاتها، وهي تعتزم في نهاية المطاف بناء محطة مدارية خاصة بها لتحل مكان محطة الفضاء الدولية القديمة، ومعاودة الرحلات إلى القمر.
وتخطط "روسكوزموس" أيضا لإقامة شراكات جديدة مع دول جنوب شرق آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اكتشاف قاعدة نووية لأميركا في غرينلاند.. عمرها يتجاوز النصف قرن
اكتشاف قاعدة نووية لأميركا في غرينلاند.. عمرها يتجاوز النصف قرن

البلاد البحرينية

timeمنذ 6 أيام

  • البلاد البحرينية

اكتشاف قاعدة نووية لأميركا في غرينلاند.. عمرها يتجاوز النصف قرن

ظهر كشف جديد هو كشف تقول ناسا إنه بالصدفة، حيث اكتَشف فريق من العلماء التابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا"، وهم يختبرون نظام رادار فوق شمال غرينلاند، اكتشفوا قاعدة، كانت جزءًا من خطة طموحة وسرية للبنتاغون، تُعرف باسم مشروع "Ice worm"، لبناء شبكة من مواقع إطلاق الصواريخ النووية تحت جليد القطب الشمالي.. ولطالما سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى السيطرة على غرينلاند، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية. ومنذ عودته للبيت الأبيض، ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب طموحاته طويلة الأمد للاستحواذ على غرينلاند، حتى إنه لم يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الإكراه الاقتصادي للسيطرة. وفي حين رفضت الدنمارك دائما بيع الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، حافظت واشنطن على وجود عسكري في غرينلاند منذ الحرب العالمية الثانية. وبنى الجيش الأميركي العديد من القواعد والمواقع عبر الغطاء الجليدي في غرينلاند، والتي تُرك معظمها مهجورًا أو خارج الخدمة بعد الحرب الباردة. ووفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي، وخلال حقبة الحرب الباردة، كان الجليد الهائل في غرينلاند أكبر مشكلة لمشروع أسطوري سري للغاية، وهو إنشاء مدينة أنفاق تحت الجليد مصممة لتخزين مئات الصواريخ النووية على مسافة إطلاق من الاتحاد السوفيتي. وبعد بنائه عام 1960، تم عرض معسكر "سينشري" على الجمهور كمنشأة بحثية في القطب الشمالي، لكن الإدارة الأميركية لم تُفصح عن سرية عملية الصواريخ حتى عام 1995. ورغم أنها عُرفت كمنشأة بحثية، إلا أن حقيقتها لم تُكشف إلا عام 1996، ووفق "وول ستريت جورنال"، كانت مخصصة لأغراض عسكرية سرّية. وبدأ بناء المنشأة عام 1959، بتكلفة 8 ملايين دولار، وتقع على بُعد حوالي ١٥٠ ميلًا من قاعدة "ثول الجوية"، وهي مركز دفاعي رئيسي في القطب الشمالي. وأطلق على المنشأة اسم "معسكر سينشري" لأنه كان من المقرر في البداية أن يقع على بُعد 100 ميل من الغطاء الجليدي في غرينلاند. وبحسب "بيزنس إنسايدر"، عانى المعسكر من ظروف شتوية قاسية، بما في ذلك رياح تصل سرعتها إلى 125 ميلاً في الساعة، ودرجات حرارة منخفضة تصل إلى -70 درجة فهرنهايت. ونقل أعضاء من فيلق مهندسي الجيش الأميركي 6000 طن من الإمدادات والمواد إلى الموقع لحفر ما يقرب من 24 نفقًا تحت الأرض مغطاة بأقواس فولاذية وطبقة من الثلج، ليكتمل بناء القاعدة تحت الأرض في أواخر عام 1960. وكان أكبر خندق في معسكر سينشري، والمعروف باسم "الشارع الرئيسي"، بعرض حوالي 26 قدمًا ويمتد على مسافة 1000 قدم، وضمّ المجمع المترامي الأطراف تحت الأرض ما يصل إلى 200 فرد تحت الأرض. وحفر المهندسون بئرًا في المعسكر لتوفير 10,000 جالون من المياه العذبة يوميًا، وجرى تمديد أنابيب معزولة ومدفأة في جميع أنحاء المنشأة لتوفير المياه والكهرباء. كما تضمن المعسكر مطبخًا وكافتيريا، وعيادة طبية، ومنطقة غسيل ملابس، ومركز اتصالات، ومساكن. كما ضمت المنشأة قاعة ترفيهية، وكنيسة صغيرة، وصالون حلاقة. وكان معسكر سينشري يعمل بمفاعل نووي محمول وزنه 400 طن، وهو الأول من نوعه، ونظرًا لدرجات الحرارة تحت الصفر التي تجعل المعدن هشًا للغاية، كان لا بد من التعامل مع نقل المفاعل" PM-2 " بعناية فائقة لحمايته من التلف حيث استمر في العمل لنحو 3 سنوات قبل أن يتم تعطيله وإزالته من المنشأة. وكان الهدف من المنشأة تحليل ظروف الغطاء الجليدي، وحركة الأنهار الجليدية، والقدرة على البقاء في الطقس البارد. لكن ذلك كان مجرد غطاء لعملية أميركية سرية للغاية، تُعرف باسم "مشروع آيس وورم"، لتخزين ونشر مئات الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية في محاولة للالتفاف على سياسة الدنمارك الصارمة الخالية من الأسلحة النووية مع استغلال قرب غرينلاند من الاتحاد السوفياتي. وسعى "آيس وورم" إلى توسيع المنشأة الحالية بمساحة إضافية قدرها 52,000 ميل مربع لاستيعاب 60 مركزًا للتحكم في الإطلاق. وكان من المقرر أن تخزن المنشأة ما يصل إلى 600 صاروخ "آيسمان"، وهي صواريخ باليستية عابرة للقارات ثنائية المراحل مُعدّلة، بمدى يصل إلى 3300 ميل. وكان يُنظر إلى المشروع أيضًا كوسيلة محتملة لتأمين التحالفات ومشاركة الأسلحة النووية مع دول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وخاصة فرنسا. لكن المشروع واجه تحديات كبيرة مثل العقبات البيروقراطية، وتعديل صاروخ "آيسمان" لتحمل الظروف شديدة البرودة، ومواصلة العمليات تحت الأرض مع تزايد عدم استقرار الغطاء الجليدي في غرينلاند. وبعد 3 سنوات فقط من بناء معسكر "سينشري"، قرر الجيش عدم المخاطرة بفقدان مئات الصواريخ في حال انهيار المنشأة، مما أدى إلى إلغاء مشروع "آيس وورم". واستمرت المنشأة في العمل بطاقة محدودة قبل إغلاقها عام 1967، ومنذ ذلك الوقت، لم يُجرِ الجيش الأميركي أي عمليات إزالة للنفايات والبنية التحتية، مُفترضًا أنها ستُدفن بمرور الزمن تحت الغطاء الجليدي. وفي تصريح لـ"وول ستريت جورنال"، كشف أحد الأطباء المشاركين ضمن القوات الأميركية إبان الحرب الباردة أن القاعدة تمتد على نحو ميلين، وكانت مزوّدةً بمفاعل نووي تم جره عبر الجليد لأكثرَ من 130 ميلا. والآن، جرد الباحثون ما تبقى ووجدوا ما يقرب من 136 فدانًا من النفايات، وأظهرت دراسة أُجريت عام 2016 أن أكثر من ٥٠ ألف جالون من وقود الديزل، و63 ألف جالون من مياه الصرف الصحي والمبردات المُشعة، وآلاف الجالونات من مياه الصرف الصحي. كما وجدوا كمية غير معروفة من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) لا تزال مدفونة في المنشأة المهجورة. وبمعدل ذوبان الجليد الحالي في القطب الشمالي، يُقدّر الباحثون أن النفايات قد تطفو على السطح حوالي عام 2100 لتطلق ملوثات تُشكل تهديدًا كبيرًا للأنظمة البيئية المحيطة وصحة الإنسان. ومع تزايد خطر النفايات البيولوجية والكيميائية والإشعاعية، يبقى السؤال مطروحًا حول من المسؤول عن تنظيف النفايات من سينشري وغيره من المنشآت العسكرية الأمريكية المهجورة المنتشرة في جميع أنحاء غرينلاند؟ وفي 2018، وقّعت غرينلاند والدنمارك اتفاقيةً تُخصّص ٢٩ مليون دولار أميركي على مدار 6 سنوات لتنظيف بعض القواعد العسكرية الأميركية، وتأجلت الجهود في 2021 بسبب جائحة كوفيد-19.

كيمياء المرأة الإنسانة - قراءة فكرية اجتماعية في رواية دروس في الكيمياء لـبوني غارموس
كيمياء المرأة الإنسانة - قراءة فكرية اجتماعية في رواية دروس في الكيمياء لـبوني غارموس

البلاد البحرينية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

كيمياء المرأة الإنسانة - قراءة فكرية اجتماعية في رواية دروس في الكيمياء لـبوني غارموس

العلم ليس شأنًا ذكوريًا، العلم ليس كتابًا مغلقًا في يد رجل يرتدي معطفًا أبيض ونظارات سميكة، ليس نظريات محفوظة، ولا معادلات تُكتب لتُفهم داخل المختبرات فقط، العلم ليس لا حكرًا على فئة دون الأخرى. العلم حياة.. ونمارسه بلا وعي، منذ لحظة تشكّلنا في ظلمات الأرحام، في نومنا، واستيقاظنا، في حركة الشمس، ودوران الأرض، في تفاصيل أجسادنا، في لون بشرتنا وتعدد ألواننا، في أنفاسنا، في قياس حرارة قلوبنا، وحتى في كيمياء عقولنا. الجسد خريطة من التجارب، والمطبخ مختبر مفتوح، واسع، متعدد الأوجه. ربة المنزل عالِمة، حتى إن لم تُمنح لقبًا أكاديميًا. طعامنا علم، وتباين ألوانه وفوائده علم. تقطيع المكونات بأحجام متساوية علم، دمج النكهات، ضبط الحرارة، كيل البهارات، ضبط الملح، توافق التوابل.. كلها كيمياء. ومعيار التوقيت كيمياء دقيقة لا يتقنها إلا من فهم التفاعل بين الوقت والجوهر. المرأة في الحرب وبعدها في أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت المرأة صمّام الأمان لاستمرار عجلة الإنتاج، والمحرّك البديل الذي أبقى المصانع تدور، والحياة تستمر في غياب الرجل. لكن ما إن وضعت الحرب أوزارها، حتى أُعيد تشكيل صورتها الاجتماعية وفق قوالب مثالية ضيقة، قوالب رسمها الرجل بمعاييره الخاصة، لتُرضي نظرته واحتياجاته وتُريحه. أُعيدت لتكون: أيقونة الجمال ذات الخصر النحيل، الشعر المصفف بعناية، الكعب العالي المذبب الذي يُدمي القدمين، الأم المثالية، الممرضة الحنون، القاصّة الأفضل لأطفالها... دمية خلف الفرن، دمية وراء حوض جلي الصحون، دمية أمام كومة الغسيل، ودمية أمام شاشة التلفاز. لكن المرأة، بطبيعتها المتحدية، ترفض الصفوف الخلفية. تأنف أن تكون ظلًا أو خيارًا طارئًا، وترفض أن تُستدعى عند الحاجة فقط، ثم تُنسى، هي تريد أن تكون حاضرة بوجود الرجل، لا في غيابه. شريكة لا بديلة، صوتًا لا صدى، عنصرًا أصيلًا في الصف الأول.. لا مكمّلة على الهامش. إليزابيث زوت.. الغاز النبيل في مرحلةٍ ما أثناء دراستي المدرسية والجامعية، تطرقتُ إلى دراسة الغازات النبيلة، وهي عناصر كيميائية نادرة، مستقرة بطبيعتها، لا تتفاعل بسهولة مع العناصر الأخرى بسبب اكتمال غلافها الإلكتروني. وكذلك كانت إليزابيث زوت مكتملة بفكرها، وتكوينها، وقناعاتها. لشدة صراحتها وسلاطة لسانها، كانت ترفض التملق وطأطأة الرأس، وتكره المجاملات. حرّة العقل والفكر، لذلك كانت علاقاتها الاجتماعية قليلة، أو تكاد تكون معدومة. فهي مكتفية بذاتها، ومشغولة بتكوينها، ومؤمنة بكفاية فكرها. كالفن.. حبّ بعقل العالِم لا بعيون العاشق كان كالفن الرجل المثالي للمرأة التي تحترم عقلها. كان نِدًّا لها: فكرًا بفكر، وعقلًا بعقل، ولغة حوار راقية بين الإنسان الذكر والإنسانة الأنثى. لم يُحبّها لجمالها، ولا لجسدها، بل لأنه، بعد أن نظر إليها بعدسة ميكروسكوبه الدقيقة، اطّلع على المرأة العالِمة داخلها. أحبّها لأنها كانت شريكة حقيقية. هو العالِم، الناضج، المحروم من دفء لم يطلبه.. بل سعى لصنعه. لم يكن مستهلكًا للعاطفة، بل خالقًا لها، معها وبها. ماد... الذرة المثالية التي تنتمي لعلاقة واعية ومن هذا الاتّحاد، وُلدت ماد... صرخة غضب ناعمة لجيل جديد. جيل ناتج من علاقةٍ سويّة، قائمة على عقلٍ علمي، واحترامٍ إنساني. هي "ذرة مثالية" برابطٍ قوي، كما في الوصف الكيميائي، شخصية كُتبت بشيءٍ عالٍ من المثالية، إلا أنها تطرح سؤالًا عميقًا: ماذا لو ربّينا أبناءنا على احترام العقل؟ ماذا لو تحرّرت الفتاة من الخوف، والقيد، والتسطيح؟ ماذا لو أحبّ الرجل عقل المرأة قبل جسدها؟ المطبخ كمختبر.. المقاومة الناعمة خلف الشاشة ولتنشئ جيلًا حرّ الفكر، قوي الرأي، صلبًا، معتدًّا بنفسه، ارتأت إليزابيث أن تكون مؤثّرة من خلف شاشة التلفاز، لا دمية مستسلمة أمامه. فقدّمت أشهى الأطباق، بمكوّنات من الحكمة، والعلم، والحرية، والاستقلال. كانت تبثّ من خلال حديثها وصفاتٍ لا تُؤكل فقط، بل تُفهم. كل حرارة محسوبة، كل مكوّن موزون، كل توقيت مضبوط.. المطبخ عندها لم يكن مكانًا للتكرار، بل معملًا للتفكير. تحوّلت وظيفتها المفروضة إلى رسالة مبطّنة، تصل للمرأة الجالسة أمام الشاشة، وتقول لها بلغة ناعمة وحاسمة: افهمي، اختاري، كوني. فمن مختبر الطهو.. وُلدت المرأة الإنسانة. رسائل اليزابيث زوت لم تكن إليزابيث زوت تعلّم النساء كيف يطبخن فقط، بل كيف يفكرن، يعترضن، ويعدن اكتشاف أنفسهن من خلال الكيمياء اليومية. قالت ذات مرة: "الطبخ كيمياء، والكيمياء هي الحياة، قدرة المرء على تغيير كل شيء - بما في ذلك نفسه - تبدأ هنا". وفي حلقة أخرى، ربطت بين أدوات المطبخ وأدوات العيش: "الإقدام في المطبخ يضفي إلى إقدام في الحياة". وكانت تربط بين الروابط الكيميائية والعلاقات البشرية، وتقدّم مفهوماً جديدًا للشراكة: "ربما كان زواجكما أقرب إلى الرابطة التساهمية.. وهذا يعني أنكما تملكان قوى تشكل شيئًا أفضل حين تتحد. مثل الماء". ثم أردفت، بخفة فلسفية: "الحفلة تصبح أفضل بفضل الفطيرة التي أعددتها والنبيذ الذي أحضره، إلا إن كنتِ لا تحبين الحفلات – وأنا لا أحبها؛ ففي هذه الحالة فكّري في الرابطة التساهمية كأنها سويسرا". ما قبل النسوية.. الرفض الصامت في خمسينات القرن الماضي في خمسينات القرن العشرين، لم تكن الحركة النسوية قد اندلعت بعد، لكنها كانت تختمر بهدوء. رفضٌ صامت بدأ في قلوب النساء اللواتي ضقن ذرعًا بصورة الدمية المنزلية، وبدأن يتسلّحن بالتعليم والعمل والوعي. إليزابيث زوت كانت واحدة منهن، بل كانت موجة تمهيدية لانفجار النسوية في الستينات. لم ترفع شعارات، بل رفعت رأسها. لم تخرج في مظاهرات، بل دخلت المختبر. رفضت الظلم، لا بالصوت العالي، بل بالعقل الصافي والقرار الصلب. لقد سبقت زمانها، فبينما كانت معظم النساء تكتفين بالحلم، كانت هي تحوّل الحلم إلى معادلة.. قابلة للتحقيق. ماذا كسبت المرأة؟ وماذا خسرت؟ من خلال قراءتي لرواية دروس في الكيمياء للكاتبة بوني غارموس، رأيت هذه التحولات في ضوء تجربة إليزابيث زوت، التي جسّدت بوضوح مكاسب الحركة النسوية وخسائرها كذلك. المكتسبات: الوعي بالكينونة الإنسانية المستقلة: لم تعد المرأة ترى نفسها ظلًا للرجل، بل عقلًا قائمًا، وصوتًا فاعلًا، وقرارًا كاملًا. الاستقلال المادي من خلال العمل: لم تُحصر بعد اليوم في السكرتارية أو الأعمال المكتبية، بل بدأت تخترق مجالات كانت حكرًا على الرجال، كالمختبرات، والإنتاج التلفزيوني، والبحث العلمي. اقتحام التعليم العالي والتخصصات الدقيقة: أصبحت تسعى للشهادات الجامعية والدراسات العليا في تخصصات صلبة، مثل الطب والكيمياء والهندسة، لا بوصفها فضولًا نسويًا، بل حقًا مكتسبًا. كسر الصور النمطية عن الأنشطة "الذكورية": سواء في الرياضة، أو السياسة، أو الفضاء العام، أو حتى مجرد الجلوس على طاولة القرار. الخسائر: التخلي عن المرجعيات الأخلاقية والدينية والاجتماعية: أحيانًا تحت راية التحرر، لكن دون بدائل حقيقية تحفظ التوازن الداخلي أو المجتمعي. شيوع المساكنة والعلاقات خارج الزواج: كُرّست بوصفها شكلاً جديدًا من "الحب الحر"، لكنها غالبًا ما خلت من الأمان القانوني والعاطفي. تفكك النموذج الأسري السوي: تراجعت الأمومة من كونها نُبلًا فطريًا إلى عبء اجتماعي، وحُوصرت داخل مفهوم "القيد" بدل أن تُرى كشراكة وخلق. غياب الأمان الجسدي رغم زخم الحريات: فرغم الشعارات المرتفعة، لا تزال جرائم الاغتصاب والتحرش تتفاقم. وفي عام 2025، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميًا بـ 99,938 حالة اغتصاب سنويًا. مفارقة قاسية: حرية بلا حماية.. تحرر بلا تحصين. "دروس في الكيمياء" رواية نسوية من الجلدة إلى الجلدة، لكنها نسوية غير مبتذلة. نسوية تحترم إنسانية المرأة، واختياراتها، وجسدها.. بدون تسليع، وبدون إسفاف، وبدون تسطيح. رواية مؤلمة، تراجيدية، لكنها تنتهي بنهايات مبهجة، سعيدة، كأفلام الكريسماس. وقد أنهيتُها في ليلة العيد، فبدت النهاية وكأنها تهمس لي: "سيأتي الفرج، وإن أبطأ. فالضوء لا يُقاس بعجلته، بل بأثره حين يحلّ.. وما تأخّر إلا ليغمر القلب حين يصل." وها هي إليزابيث، رغم كل ما مرت به، تشدّ على أسنانها، تمضي، وتذكّرني بقلم الرصاص، ذلك الرمز البسيط، الذي لا يكتب فقط... بل يصحّح. به ندوّن، نختبر، نُخطئ، ثم نعود لنُعيد الكتابة. هو إعلان داخلي بأن المرأة ليست نصًا نهائيًا، بل مشروعٌ دائمٌ للكتابة.. وللتحرير. فكلّ امرأة تحتاج إلى لحظة هدوء، لحظة تأمل، يعاد فيها ضبط المعايير الداخلية، قبل أن تنهض من جديد... أكثر وعيًا، أكثر قوة، وأكثر امتلاءً بذاتها.

"ناسا" تعاقب "مهندس الصواريخ النازي" بعد 42 عاما على وفاته
"ناسا" تعاقب "مهندس الصواريخ النازي" بعد 42 عاما على وفاته

البلاد البحرينية

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

"ناسا" تعاقب "مهندس الصواريخ النازي" بعد 42 عاما على وفاته

أزالت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) اسم مهندس الصواريخ الضابط السابق في قوات ألمانيا النازية كورت ديبوس، من منشآتها وسيرها الذاتية الرسمية، في خطوة جاءت عقب جدل حول دروه خلال الحرب العالمية الثانية. وكان ديبوس، الذي توفي قبل أكثر من 4 عقود، أول مدير لمركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، ولعب دورا رئيسيا في برنامج "أبولو" الذي أطلق أول مهمة مأهولة إلى سطح القمر. إلا أن تورطه في مشروع صواريخ "في 2" الذي استخدمته القوات النازية واستهدف مناطق مدنية، ظل غائبا عن الوثائق الرسمية لسنوات. وحتى وقت قريب، كانت السيرة الذاتية لديبوس على موقع "ناسا" تتجاهل الإشارة إلى انتمائه للحزب النازي أو دوره كضابط في القوات الخاصة النازية التي تحمل اسم "إس إس"، مكتفية بوصفه بأنه كان جزءا من "برنامج أبحاث صاروخي في بينيمونده"، وهي القاعدة التي كانت مركزا رئيسيا لتطوير صواريخ "في 2". إجراءات مصاحبة وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "ناسا" اتخذت إجراءات شملت إعادة تسمية قاعة المؤتمرات التي كانت تحمل اسمه إلى "منشأة مؤتمرات الأبطال والأساطير"، وتعديل سيرته الذاتية بإضافة إشارة واضحة إلى خلفيته "النازية". كما تم إلغاء "جائزة ديبوس" التي كانت تمنح سنويا لشخصيات بارزة في قطاع الطيران والفضاء. يذكر أن ديبوس، الذي لم يحقق معه أو يحاكم بعد الحرب، جرى توظيفه في الولايات المتحدة ضمن عملية حملت اسم "مشبك الورق"، وهي برنامج سري استقطب مئات العلماء الألمان، بمن فيهم أعضاء سابقون في "إس إس"، لتعزيز القدرات الأميركية في مواجهة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. ورغم اعتراضات من جماعات يهودية ومسؤولين أميركيين في ذلك الوقت، حصل ديبوس على الجنسية الأميركية وتولى مناصب قيادية في وكالة الفضاء، حتى وفاته عام 1983.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store