
المستعمر الفرنسي استعمل ذخيرة وغازات محرّمة دوليا
يعود المجاهد علي برينيس في شهادته الحيّة بتفاصيل تختزنها ذاكرته القوية عن الجرائم ضد الإنسانية الأكثر بشاعة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في معركة "إمزي" بالنعامة في ماي 1960 باستخدامه للأسلحة المحظورة (قنابل النابالم).
يحتفظ ذات المجاهد الذي تجاوز من العمر 92 سنة في وصفه لمراحل تلك المعركة بمشاهد بطولية تعكس روح التضحية وتقديم مجاهدي جيش التحرير الوطني للنفس والنفيس من أجل تحرير الوطن في مواجهة جرائم المستعمر الفرنسي البشعة التي لا يمكن أن تنسى أو تمحى ولا تسقط بالتقادم.
وأشار برينيس، الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1958، إلى كيفية نجاحه في تنفيذ مهمة رفقة مجموعة من أبناء المنطقة لدرايتهم بمسالك مرتفعاتها الوعرة بقيادة قوافل من الإبل المحمّلة بالمؤونة إلى رفقائهم في الكفاح بجبل "مكثر" جنوب عين الصفراء، حيث تواجدت ثلاث كتائب لجيش التحرير الوطني حاصرتها القوات الاستعمارية الفرنسية وتمّ عزلها بسبب الطوق الذي فرضه العدو بإنشاء خط "موريس" المكهرب والملغّم.
وتحدث المجاهد عن إعطاء أوامر من قائد الولاية الخامسة التاريخية العقيد لطفي (بن علي بودغن) إلى قائد المنطقة محمد بن أحمد عبد الغاني بتحرّك ثلاثة فيالق عبر ثلاثة محاور وكيف كان انضمامه إلى الفيلق الثاني الذي كان يقوده حميدي بولنوار وينوبه قطيب محمد والذي حدّدت وجهته إلى "جبل إمزي" ليتفاجأ الفيلق بتواجد قوات هائلة للجيش الاستعماري الفرنسي مدجّجة بالأسلحة.
ويعبر المجاهد برينيس علي قائلا "لقد كانت مواجهة غير متكافئة منذ اليوم الأول للمعركة في 6 ماي 1960، غير أن ثبات وصمود مجاهدي جيش التحرير الوطني بالرغم من قلة عدّتهم وعتادهم مكنهم من الاشتباك بالرصاص، وجها لوجه مع قوات العدو، ليسقط عدد كبير من شهداء الثورة التحريرية في ساحة الوغى، غير أن المجاهدين قضوا أيضا على أعداد كبيرة من الجنود الفرنسيين".
وأضاف المتحدث "بدأ العدو في إنزال رجال الكوموندوس الذين قتل المجاهدون عددا كبيرا منهم ليشرع في القصف المروحي للمنطقة وأيضا بالهاون والمدفعية بصورة مكثفة ودون انقطاع لتتبع في مرحلة موالية باستعمال قنابل النابالم المحرّمة دوليا".
وأردف قائلا "لقد اخترقت رصاصة كتفي وأصبت بشظايا في رأسي وفقدت الوعي، حيث كانت مواجهة شديدة الوطأة علينا واستشهد خلالها معظم مجاهدي الفليق الثاني، فيما استطاع عدد قليل منهم مغادرة الموقع ووقع عدد آخر في الأسر وكنت من بينهم وتمّ نقلنا إلى ثكنة عين الصفراء وتحويلنا بعدها إلى معتقل عين الديس بمنطقة درمل، حيث تعرضنا لأشد أنواع التعذيب الوحشي إلى غاية وقف إطلاق النار، حيث وضعنا في محتشد قلعة الشيخ بوعمامة".
وأبرزت شهادة المجاهد برينيس مدى فظاعة الجريمة التي ارتكبها العدو الفرنسي في معركة "إمزي" حيث عبر عن ذلك قائلا "لا تزال مشاهد وصور الشهداء عالقة في ذهني بعدما احترقت أجسادهم وتفحمت كلية نتيجة القصف بالنابالم واستعمال ذخيرة محرمة دوليا، تطلق غازات سامة، أفرغتها طائرات العدو بتلك المنطقة الجبلية". وذكر في الختام "لقد أمطرت الطائرات كل مكان وبطريقة عشوائية بهذه القنابل لمحاصرتنا والتضييق علينا، كنا نشاهد أجساد رفقاء السلاح تشتعل نارا في مظهر لا يمكن أن تمحوه السنين من ذاكرتنا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد الجزائرية
منذ 3 أيام
- البلاد الجزائرية
ڨوجيل يودع رئاسة مجلس الأمة ويشيد بمرافقة الجزائر لمسار التغيير بعد الحراك - الوطني : البلاد
أصيل محمد بن فرحات _ترأس صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، صبيحة اليوم الأحد، اجتماعًا تنسيقيًا مع رؤساء المجموعات البرلمانية وممثلي التشكيلات السياسية الأخرى الممثلة بالمجلس، تحضيرًا للجلسة العلنية العامة التي سيعقدها مجلس الأمة غدًا الإثنين . وخُصص هذا الاجتماع لتدارس جدول أعمال الجلسة التي ستُعقد عملًا بأحكام المادتين 133 و134 من الدستور، والمواد من 2 إلى 5 من النظام الداخلي للمجلس، حيث تتضمن الجلسة بندين رئيسيين: الأول يتعلق بالمناداة الإسمية لأعضاء مجلس الأمة الجدد، سواء المنتخبين منهم حسب إعلان المحكمة الدستورية، أو المعينين بموجب المرسوم الرئاسي، أما الثاني فيتعلق بانتخاب رئيس مجلس الأمة بعنوان التجديد النصفي لتشكيلة المجلس لسنة 2025. وخلال الاجتماع، توجه ڨوجيل بتشكراته وتقديره إلى أعضاء المجلس، ومن خلالهم إلى إطارات وموظفي وعمال مجلس الأمة، نظير ما تحلوا به من حسٍّ عالٍ بالمسؤولية، وما بذلوه في خدمة المؤسسة التشريعية وخدمة الجزائر. كما عبر عن امتنانه العميق لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على المكانة والدعم اللذين حظي بهما خلال مسيرته في الجزائر الجديدة. وفي ختام الاجتماع، ألقى صالح ڨوجيل كلمة وداعية إلى أعضاء مجلس الأمة، بمناسبة انتهاء مهامه كرئيس للمجلس، قال فيها: "لقد منحني عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، ثقته فشرفتموني باختياري لرئاسة مجلس الأمة، فأتحتم لي بذلك فرصة مواصلة خدمة وطني وشعبي". واستحضر ڨوجيل محطات من مسيرته السياسية والبرلمانية، بدءًا من مشاركته في الحركة الوطنية ثم كمجاهد في صفوف جيش التحرير الوطني، إلى غاية رئاسته لمجلس الأمة التي قال إنها تزامنت مع مسار وطني جديد أعقب الحراك الشعبي السلمي، مؤكداً حرصه على تجسيد تطلعات الشعب وتكريس الديمقراطية عبر الصلاحيات التي منحها الدستور للبرلمان. كما شدد على أهمية دور مجلس الأمة في مواكبة التغيرات التي تعرفها البلاد تحت قيادة رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تمثل تجسيدًا حقيقياً لعودة الروح النوفمبرية إلى مؤسسات الدولة، مضيفًا: "إنها لمن تدابير الله الطيبة الخفية أن تتزامن رئاستي للغرفة العليا للبرلمان، مع إرساء دعائم الجزائر النوفمبرية الجديدة تحت قيادة وطنية رشيدة، وأن أشهد بعد أكثر من سبعين عاما على اندلاع ثورة التحرير المجيدة، عودة نوفمبر في جزائر شامخة كاملة الاستقلال". وفي إشارة إلى دوره في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، قال ڨوجيل إن مجلس الأمة شكّل منبرًا صادقًا استعرض من خلاله شهادات تاريخية حرصًا على تبليغ الحقيقة للأجيال الجديدة، معتبرًا أن المجاهدين مسؤولون عن نقل هذه الرسالة بأمانة. وأنهى ڨوجيل كلمته ، قائلاً: "أغادر مطمئن القلب، فالجزائر المنتصرة لن تخيب بمؤسساتها القوية وكفاءاتها الوطنية وأبنائها الصالحين... أغادركم وداع أبٍ وأخٍ محب، وأستودعكم الله، وأوصيكم بوصية الشهداء: اتهلاو في الجزائر".


الخبر
منذ 3 أيام
- الخبر
قوجيل مودعا مجلس الأمة .. "اتهلاو في الجزائر"
ذكر مجلس الأمة، اليوم، أنه تحسباً للجلسة العلنية العامة التي سيعقدها مجلس الأمة غداً الإثنين، عقد صالح ڨوجيل، رئيس المجلس ، المنتهية عهدته، اجتماعاً تنسيقياً مع رؤساء المجموعات البرلمانية وممثلي التشكيلات السياسية الأخرى الممثلة بالمجلس، لدارسة جدول أعمال الجلسة التي ستخصص لتنصيب أعضاء مجلس الأمة الجدد المنتخبين والمعيّنين، فضلاً عن انتخاب رئيس مجلس الأمة بعنوان التجديد النصفي لتشكيلة المجلس لسنة 2025. وفي كلمة له، شكر قوجيل، رئيس الجمهورية وأعضاء المجلس، على "ثقته واختياره لرئاسة مجلس الأمة". وأضاف قوجيل الذي تولى رئاسة الغرفة العليا منذ 2019 "توليت رئاستها في ظرف وطني عظيم يؤرخ لبداية مرحلة جديدة في الجزائر (..) رافقت مسارا وطنيا جديدا بعد حراك أصيل مبارك، انساب بسلميته في كل ربوع البلاد، وطالب بالتغيير وباقتلاع جذور الفساد من هذه الأرض الطاهرة". وتابع قوجيل "وإنها لمن تدابير الله الطيبة الخفية أن تتزامن رئاستي للغرفة العليا للبرلمان، مع إرساء دعائم الجزائر النوفمبرية الجديدة تحت قيادة وطنية رشيدة". وعاد المسؤول المنتهية عهدته إلى ماضيه، "لقد سعيت من منبر مجلسنا السامي، أن أواصل نضالي الدائم من أجل الجزائر.. نضال بدأته شابا فتيا بين أحضان الحركة الوطنية، ثم مجاهدا في صفوف جيش التحرير الوطني، واستكملته بتلبية نداء الواجب في كل المسؤوليات التي أوكلت لي.. وها أنا اليوم أغادر إحداها مرتاح البال والضمير حامدا الله على ما حباني". وختم "أغادر مطمئن القلب، فالجزائر المنتصرة لن تخيب بمؤسساتها القوية وكفاءاتها الوطنية وأبنائها الصالحين"، مضيفا "أودعكم وداع أب وأخ محب، وأستودعكم الله، وأرجو لكم التوفيق والسداد، وأوصيكم بوصية الشهداء: (اتهلاو في الجزائر)"."


النهار
منذ 3 أيام
- النهار
قوجيل يُوّدع مجلس الأمة.. 'أخلصت وقدمت ما استطعت لخدمة مصلحة الجزائر وتطلعات شعبها'
بعث رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، رسالة وداع وشكر لأعضاء المجلس بعد انتهاء عهدته الإنتخابية. وجاء في الرسالة 'منحني عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، ثقته فشرفتموني باختياري لرئاسة مجلس الأمة. فأتحتم لي بذلك فرصة مواصلة خدمة وطني وشعبي عبر هذه المؤسسة الدستورية الموقرة، والتي توليت رئاستها في ظرف وطني عظيم يؤرخ لبداية مرحلة جديدة في الجزائر'. وتابع يقول: 'إني لأعتز بكون عهدتي على رأس مجلس الأمة، والتي باشرتها في 09 أفريل 2019. قد رافقت مسارا وطنيا جديدا بعد حراك أصيل مبارك، انساب بسلميته في كل ربوع البلاد وطالب بالتغيير وباقتلاع جذور الفساد من هذه الأرض الطاهرة. لتعود أمانة الشهداء إلى سبيل الرفعة والقوة والإزدهار'. وأشار قوجيل، إلى أنه عمل طيلة عهدته البرلمانية كعضو ونائب رئيس في مجلس الأمة، ثم كرئيس لهذا الصرح الدستوري الهام. على خدمة مصلحة الجزائر وتجسيد تطلعات الشعب وتكريس الديمقراطية عبر الصلاحيات التي خولها الدستور للبرلمان. وقد حظيت في ذلك برفقتكم الطيبة وجهودكم القيمة، وتعاونكم من أجل خير ونماء بلادنا. أنتم وكل الأعضاء السابقين الذين جمعتني بهم مسيرتي البرلمانية، وتركوا أثرا طيبا في نفسي وفي الناس. وأكد قوجيل على عودة نوفمبر في جزائر شامخة كاملة الاستقلال، مهابة بمواقف سيدة، يعلو فيها الحق وتصان الكرامة والحقوق، ويسود فيها السلم والعدالة الاجتماعية. مشيرا إلى حرصه على أن يتناغم مجلس الأمة مع عبق التاريخ الذي يعطر الجزائر بفضل الاهتمام غير المسبوق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالذاكرة الوطنية. وأشار قوجيل، إلى أن مجلس الأمة كان المنبر الصادق الذي انهالت عبره شهاداته التاريخية من أجل إثراء الذاكرة الوطنية بالحقيقة. مضيفا أن واصل النضال الدائم من اجل الجزائر.. 'نضال بدأته شابا فتيا بين أحضان الحركة الوطنية، ثم مجاهدا في صفوف جيش التحرير الوطني واستكملته بتلبية نداء الواجب في كل المسؤوليات التي أوكلت لي.. وها أنا اليوم أغادر إحداها مرتاح البال والضمير حامدا الله على ما هداني… فقد أخلصت وقدمت ما استطعت بفضل عون الله وبمساهماتكم والتزامكم وانضباطكم والتفافكم حول مصلحة الوطن والشعب رغم اختلاف الانتماءات الحزبية والرؤى السياسية.. أغادر مطمئن القلب'. مضيفا أن الجزائر المنتصرة لن تخيب بمؤسساتها القوية وكفاءاتها الوطنية وأبنائها الصالحين.