
من "أرجل الدجاج" و"أقدام الأطفال" إلى السرطان .. ماذا يفعل البقاء في الفضاء بالبشر؟
بعد قضائهم تسعة أشهر متعبة في الفضاء، عاد رائد الفضاء التابعان لوكالة ناسا أخيرًا إلى الأرض، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الإقامة الطويلة غير المخطط لها لـ"بوتش ويلمور" و"سوني ويليامز" على متن محطة الفضاء الدولية قد تترك آثارًا صحية خطيرة على أجسامهم.
تُظهر صور "قبل وبعد" التغيرات المروعة التي يمكن أن تسببها الأشهر الطويلة في ظروف الفضاء القاسية.
من "أرجل الدجاج" و"أقدام الأطفال" إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، يحذر الخبراء من أن رواد الفضاء العالقين قد يواجهون سنوات من المضاعفات الصحية.
عندما خرج ويليامز (59 عامًا) وويلمور (62 عامًا) من كبسولة "سبيس إكس كرو دراجون" أمس، هرعت الفرق الطبية لمساعدتهما على الصعود إلى النقالات، وهذا إجراء روتيني، حيث تصبح عضلاتهم ضعيفة لدرجة تجعل المشي تحت جاذبية الأرض أمرًا صعبًا. سيخضع الاثنان لفحوصات طبية مكثفة تستمر عدة أيام في مركز جونسون الفضائي التابع لناسا في هيوستن. وقد لاحظ الخبراء بالفعل علامات تدهور جسدي لدى الرائدين، بما في ذلك فقدان الوزن والمظهر النحيل.
تأثيرات صحية خطيرة
فقدان البصر والتدهور المعرفي:
يؤدي تراكم السوائل في الرأس إلى زيادة الضغط على العينين والأعصاب البصرية، مما يسبب ما يعرف بـ"متلازمة العين العصبية المرتبطة بالرحلات الفضائية" (SANS).
هذه الحالة تؤدي إلى تورم العصب البصري وتسطيح الجزء الخلفي من العين، مما يسبب عدم وضوح الرؤية لدى حوالي 70% من رواد الفضاء. وعلى الرغم من أن العيون تعود عادة إلى وضعها الطبيعي بعد العودة إلى الأرض، إلا أن بعض التأثيرات قد تكون دائمة، خاصة مع المهام الطويلة مثل مهمة ويليامز وويلمور.
بالإضافة إلى ذلك، تم ربط التغيرات في ضغط الدماغ، إلى جانب التوتر وقلة النوم، بالتدهور الإدراكي لدى بعض رواد الفضاء.
أظهرت الدراسات أن رواد الفضاء يعالجون المهام بشكل أبطأ في الفضاء، ويعانون من ضعف في الذاكرة العاملة والانتباه، بالإضافة إلى تغيرات في سلوك المخاطرة. غير أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذه التغيرات تستمر بعد العودة إلى الأرض.
فقدان العضلات والعظام:
يعد التعرض لانعدام الجاذبية أحد أكبر المخاطر التي تواجه رواد الفضاء. بعيدًا عن جاذبية الأرض، تبدأ عضلاتهم في الضعف بسبب قلة الاستخدام، مما يؤدي إلى ضمور العضلات وفقدان كثافة العظام. على الرغم من ممارسة الرياضة لمدة ساعتين يوميًا على متن محطة الفضاء الدولية، إلا أن ذلك لا يمنع تمامًا فقدان العضلات والعظام. أظهرت الأبحاث أن رواد الفضاء الذين يقضون ستة أشهر في الفضاء يفقدون حوالي نصف قوتهم، ما يجعلهم غير قادرين على المشي عند العودة إلى الأرض دون مساعدة.
زيادة خطر الإصابة بالسرطان:
يتعرض رواد الفضاء للإشعاعات الفضائية المؤينة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل. هذه الإشعاعات يمكن أن تسبب تلفًا في الحمض النووي، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض الخطيرة.
إعادة التأهيل
سيحتاج ويليامز وويلمور إلى فترة إعادة تأهيل قد تصل إلى ستة أسابيع لاستعادة قوتهما. سيشمل ذلك تمارين رياضية مكثفة واتباع نظام غذائي خاص لمساعدة أجسامهما على التعافي من آثار الفضاء.
قضاء فترات طويلة في الفضاء يمكن أن يسبب تغيرات جسدية وعقلية خطيرة، بدءًا من فقدان البصر وضعف العضلات والعظام، وصولًا إلى التدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. على الرغم من أن بعض هذه التأثيرات قد تكون مؤقتة، إلا أن البعض الآخر قد يكون دائمًا، خاصة مع المهام الطويلة.
مرض "أرجل الدجاج"
هو حالة تحدث عندما تتعرض العضلات والعظام لتدهور نتيجة قلة النشاط الحركي، وهذا يحدث بشكل خاص في بيئات الجاذبية المنخفضة، مثل الفضاء. عندما يتواجد رواد الفضاء في بيئة الفضاء، حيث تنعدم الجاذبية أو تكون ضعيفة جدًا، فإن العضلات والعظام تتعرض لتأثيرات سلبية نتيجة لعدم استخدامها بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى ضعفها وتدهورها.
تعتبر "أرجل الدجاج" مصطلحًا غير رسمي يشير إلى ضمور العضلات وضعف العظام، تمامًا كما يحدث في الدجاج الذي لا يمارس النشاط الحركي. في الفضاء، يعاني رواد الفضاء من ضعف في عضلات الساق والعظام بسبب عدم الحاجة إلى حمل وزن الجسم في الجاذبية المنخفضة.
لحل هذه المشكلة، يقوم رواد الفضاء بتنفيذ تمارين رياضية محددة باستخدام أجهزة خاصة مصممة للحفاظ على قوة العضلات والعظام، مثل أجهزة مقاومة تمارس تمارين السحب والضغط. هذه التمارين تساعد في تقليل التأثيرات السلبية الناتجة عن غياب الجاذبية.
"أقدام الأطفال"
مرض "أقدام الأطفال" عند رواد الفضاء ليس مصطلحًا علميًا معتمدًا، ولكن ربما يكون المقصود هو تأثيرات ممارسات الحياة في الفضاء على صحة الأقدام أو الأعضاء السفلى بشكل عام. عندما يتواجد رواد الفضاء في بيئة الجاذبية الصغرى (microgravity)، تكون أجسامهم في حالة انعدام وزن، مما يؤدي إلى تغييرات في الطريقة التي يعمل بها الجسم.
في الفضاء، بسبب غياب الجاذبية أو قلة تأثيرها، لا يُستخدم الجسم بنفس الطريقة التي يُستخدم بها على الأرض، مما يؤدي إلى تأثيرات مثل:
تورم القدمين: نظرًا لعدم وجود الجاذبية لسحب السوائل إلى أسفل الجسم، يمكن أن تتجمع السوائل في الأجزاء السفلية مثل القدمين والكاحلين، مما يؤدي إلى تورم. هذا يمكن أن يشبه في بعض الجوانب تأثيرات تظهر عند الأطفال نتيجة التورم أو مشاكل في الدورة الدموية.
ضعف العضلات: كما هو الحال مع العضلات الأخرى في الجسم، قد يعاني رواد الفضاء من ضعف في عضلات الساق والقدم بسبب قلة استخدامهم. تمارين المقاومة تساهم في تقوية هذه العضلات.
تغيرات في الأقدام: الحياة في الفضاء يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في شكل القدمين أو استخدام العضلات بشكل مختلف بسبب انعدام الجاذبية، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التوازن عند العودة للأرض.
للتعامل مع هذه التأثيرات، يتبع رواد الفضاء نظامًا من التمارين الرياضية بشكل دوري للحفاظ على صحتهم البدنية، بما في ذلك تمارين تستهدف القدمين والكاحلين والعضلات السفلية بشكل عام.
وفقًا لرائد الفضاء السابق في ناسا ليروي تشياو، فإن انعدام الجاذبية يؤدي إلى تقليل سماكة الجلد في باطن القدم، ما يجعلها تشبه أقدام الأطفال. وعند العودة إلى الأرض، حيث يُضطر رواد الفضاء إلى استخدام أقدامهم للمشي، قد يشعرون بألم وانزعاج بسبب هذه الحالة.
هذه التغيرات الفسيولوجية هي جزء من التحديات التي يواجهها رواد الفضاء بعد مهمات طويلة في الفضاء، مما يتطلب فترة تأقلم لاستعادة الوضع الطبيعي لأجسامهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ يوم واحد
- سبوتنيك بالعربية
ميكروبات "متطرفة" لا مثيل لها كانت مختبئة في مركبة لناسا أرسلت إلى المريخ... فيديو
ميكروبات "متطرفة" لا مثيل لها كانت مختبئة في مركبة لناسا أرسلت إلى المريخ... فيديو ميكروبات "متطرفة" لا مثيل لها كانت مختبئة في مركبة لناسا أرسلت إلى المريخ... فيديو سبوتنيك عربي كشفت دراسة جديدة أن عشرات الأنواع التي لم تُرصد من قبل من البكتيريا "المتطرفة"، كانت مختبئة في غرفة معقمة تابعة لوكالة ناسا، استُخدمت لحجر مركبة هبوط على... 22.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-22T13:40+0000 2025-05-22T13:40+0000 2025-05-22T13:40+0000 مجتمع علوم وقد تكون بعض هذه الميكروبات القوية قادرة على البقاء على قيد الحياة في فراغ الفضاء، ومع ذلك، لا يوجد دليل على تلوث المركبة الفضائية أو المريخ.وهبطت مركبة "فينيكس" التابعة لناسا على الكوكب الأحمر في 25 مايو/ أيار 2008، وقضت 161 يوما تجمع بيانات متنوعة، قبل أن تتوقف فجأة عن العمل.وقبل نحو 10 أشهر من وصولها إلى المريخ، أمضت المركبة عدة أيام داخل غرفة نظيفة في منشأة خدمة الحمولة الخطرة في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، قبل إطلاقها من محطة كيب كانافيرال الفضائية المجاورة (المعروفة آنذاك باسم محطة كيب كانافيرال الجوية) في 4 أغسطس/ آب 2007، وفقًا لموقع "لايف ساينس".وتعقم هذه المساحات وتضغط وتُنظف بالمكنسة الكهربائية باستمرار، وتزود بالهواء عبر مرشحات خاصة تمنع دخول 99.97% من جميع الجسيمات المحمولة جوا.ونشر الفريق نتائجهم في دراسة نُشرت في 12 مايو في مجلة ميكروبيوم، وأظهرت معظم الميكروبات الموصوفة حديثا بعض الخصائص التي جعلتها مقاومة للظروف البيئية القاسية، مثل درجات الحرارة والضغوط ومستويات الإشعاع القصوى.وصرح ألكسندر روسادو، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الأحياء الدقيقة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، في بيان: "هدفت دراستنا إلى فهم خطر انتقال الكائنات الحية المحبة للظروف المتطرفة في البعثات الفضائية، وتحديد الكائنات الحية الدقيقة التي قد تنجو من ظروف الفضاء القاسية".وشكّلت الأنواع الموصوفة حديثا ما يقل قليلا عن ربع جميع الأنواع التي تم تحديدها في الغرفة، ومعظمها يتمتع أيضا بخصائص محبة للظروف المتطرفة.وهذا يشير إلى أن غرف المركبات الفضائية النظيفة قد تكون مكانًا ممتازًا للبحث عن المزيد من هذه الميكروبات القوية.13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدوليةتونس تطالب فرنسا باسترداد "كنز" سقط من المريخ سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي علوم


العين الإخبارية
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
اكتشاف بكتيريا قادرة على تحدي الفضاء
في بيئة يُفترض أنها من بين الأكثر تعقيمًا على وجه الأرض، اكتشف فريق علمي 26 نوعا جديدا من البكتيريا داخل غرف نظيفة تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، تُستخدم عادة في تجميع المركبات والأقمار الصناعية. هذا الكشف غير المتوقع يسلط الضوء على قدرة بعض الكائنات الدقيقة على التكيف مع بيئات توصف بأنها "غير صالحة للحياة"، ويفتح الباب أمام تساؤلات علمية جديدة حول حدود الحياة وإمكانية انتقالها إلى الفضاء. جاء الإعلان عن الاكتشاف عبر دراسة نُشرت في مجلة Microbiome، ثمرة تعاون بحثي مشترك بين مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في السعودية، إلى جانب مؤسسات علمية من الهند. ويُعد هذا الكشف تطورًا مهمًا في مجال علم الأحياء الفضائي، لا سيما في ما يتعلق باستراتيجيات حماية الكواكب الأخرى من التلوث البيولوجي غير المقصود. ورغم أن الغرف النظيفة داخل منشآت ناسا تخضع لإجراءات صارمة من التعقيم والتحكم في الهواء ودرجة الحرارة تفوق تلك المعمول بها في غرف العمليات الجراحية، إلا أن التحاليل الدقيقة كشفت عن وجود أنواع بكتيرية تمكنت من البقاء والتكيف، ما دفع العلماء إلى التحقق من خصائصها البيولوجية والجينية. وصرّح البروفيسور ألكسندر روسادو، الباحث في جامعة كاوست وعضو برنامج الدفاع الكوكبي التابع لوكالة ناسا، أن الهدف من الدراسة هو فهم مدى قدرة هذه الكائنات الدقيقة على البقاء في ظروف قاسية تحاكي بيئات الفضاء، وتحديد المخاطر المحتملة في حال انتقالها إلى كواكب أخرى عن طريق المركبات الفضائية. وأظهرت التحليلات الجينية أن البكتيريا المكتشفة تمتلك قدرات فريدة، منها آليات متقدمة لإصلاح الحمض النووي، ومقاومة عالية للإشعاع، وقدرة على تفكيك المواد السامة، إلى جانب كفاءة استثنائية في التمثيل الغذائي. هذه الخصائص مجتمعة تشير إلى أن بعض أشكال الحياة المجهرية الأرضية قد تكون قادرة ليس فقط على النجاة، بل على التفاعل والنمو في بيئات فضائية، مثل تلك التي تُرصد على كوكب المريخ. ويعزز هذا الاكتشاف النقاشات المستمرة حول "العدوى البيولوجية العكسية"، أي احتمالية تلويث الكواكب الأخرى بكائنات دقيقة من الأرض، كما يطرح تساؤلات جوهرية حول تعريف الحياة وحدودها، ومدى اتساع نطاق وجودها في الكون. aXA6IDgyLjI3LjIzOC4xNSA= جزيرة ام اند امز SK


البيان
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- البيان
ماذا فعلت 220 يوماً في المدار بجسد رائد فضاء سبعيني؟
في لحظة مفعمة بالتاريخ والتحدي الإنساني، عاد رائد الفضاء الأمريكي دون بيتيت، أحد أقدم الرواد نشاطًا في تاريخ وكالة "ناسا"، إلى الأرض بعد مهمة فضائية استمرت 220 يومًا على متن محطة الفضاء الدولية، متجاوزًا في طريقه حدود العمر والجاذبية، وتزامن الهبوط مع مناسبة فريدة وهي عيد ميلاده السبعين. علامات الإنهاك تروي قصة الجسد في الفضاء هبطت الكبسولة الروسية "سويوز" التي أقلّت بيتيت إلى الأرض في سهول كازاخستان ، برفقة رائدين روسيين، حيث كان في استقباله فريق طبي وفني متخصص. وظهرت على بيتيت ملامح التعب الشديد، وهي أعراض مألوفة لرواد الفضاء العائدين من رحلات طويلة في مدار الأرض، حيث يؤدي غياب الجاذبية إلى ضمور العضلات وفقدان الكتلة العظمية وتغيرات في توازن سوائل الجسم. كما أصبح رائد الفضاء أكثر هزالاً وضعفاً بشكل ملحوظ مقارنة بما كان عليه عندما غادر الأرض. وأعرب عالم الفلك جوناثان ماكدويل عن مخاوفه بشأن بيتيت، واصفًا إياه بأنه "ليس على ما يرام تمامًا". وقال "دون بيتيت الرائع الذي بلغ السبعين من عمره اليوم بدا أقل من كامل صحته عند استخراجه من الكبسولة - وآمل ألا يكون الأمر خطيرا، ولكنني أتطلع إلى أي تحديث بشأن حالته". إلا أن وكالة ناسا أكدت أن وضعه الصحي "ضمن المعدلات المتوقعة"، رغم المخاوف التي أبداها البعض بسبب سنّه المتقدم. وفي تصريح سابق له، أوضح بيتيت بلهجة العالم المتفائل: "ما يحدث لي بعد الهبوط ليس مفاجئًا، فالأمر فيزيولوجي بحت. أعلم أنني سأشعر كإنسان مرة أخرى خلال 24 ساعة فقط". مسيرة علمية لم تتوقف لم تكن هذه الرحلة مجرد مغامرة شخصية، بل محطة جديدة ضمن سجل حافل من الإنجازات العلمية. فخلال وجوده في المدار، شارك بيتيت وزملاؤه في سلسلة من التجارب الدقيقة، شملت دراسة كيفية نمو النباتات في الجاذبية الصغرى، وتطوير أنظمة متقدمة لتنقية المياه، إلى جانب أبحاث حول سلوك اللهب في الفضاء، وهي دراسات تحمل تطبيقات واعدة للحياة على الأرض واستكشاف الكواكب الأخرى، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. 3520 دورة حول الأرض وملايين الأميال على مدار 220 يومًا، دار الطاقم حول الأرض 3520 مرة، أي ما يعادل قطع مسافة تفوق 93 مليون ميل. تجربة تضع ضغطًا نفسيًا وبدنيًا هائلًا على أي إنسان، فكيف إذا كان في السبعين من عمره؟ ومع ذلك، أظهر بيتيت ثباتًا استثنائيًا، مما جعله محل إعجاب واسع في الأوساط العلمية والشعبية. بيتيت: رائد العمر الطويل في الفضاء ولد بيتيت في ولاية أوريغون عام 1955، وبدأت رحلته مع ناسا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. ومع عودته الأخيرة، يكون قد أمضى أكثر من 556 يومًا في الفضاء على مدار ثلاث مهمات، ليصبح من بين رواد الفضاء الأمريكيين الأكثر بقاءً خارج الغلاف الجوي. ورغم بلوغه السبعين، لا يُعد الأكبر سنًا في تاريخ رواد الفضاء؛ إذ يحتفظ الأمريكي جون غلين بهذا اللقب، عندما شارك في مهمة فضائية على متن المكوك "ديسكفري" عام 1998، وكان يبلغ من العمر 77 عامًا. عودة بيتيت جاءت على متن المركبة الروسية "سويوز"، ما يعكس استمرار التعاون الحذر بين وكالة ناسا والوكالة الروسية روسكوسموس، رغم التدهور الحاد في العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022. وفي ظل انقطاع سبل التعاون في عدة مجالات علمية وتجارية، تبقى محطة الفضاء الدولية آخر الجسور العلمية التي لم تُهدم بين القوتين العظميين. رحلة دون بيتيت الأخيرة لم تكن مجرد انتصار علمي، بل شهادة على قدرة الإنسان على تحدي الزمن والفضاء معًا. وفي زمن تعج فيه الأرض بالتحديات، لا تزال العيون معلقة في السماء، حيث يصنع الرواد أمثال بيتيت المستقبل على ارتفاع 400 كيلومتر فوق كوكبنا.