
كيف تؤثر القيود الصارمة على السوق السوداء؟
أكدت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الأستراليين والنيوزيلنديين أنه خلال السبع سنوات الماضية، انخفض معدل التدخين في نيوزيلندا بمقدار الضعف عما هو في أستراليا. يعكس هذا التفاوت فعالية التدخين الإلكتروني كأداة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، مما يدعم استراتيجيات الحد من المخاطر في مكافحة التدخين التقليدي.
بحلول عام 2023، سجلت معدلات تدخين الشباب أدنى مستوياتها التاريخية في كلا البلدين، حيث بلغت 0.3% في أستراليا و1.2% في نيوزيلندا. وتدحض هذه الأرقام الادعاءات بأن التدخين الإلكتروني قد يكون بوابة إلى التدخين التقليدي، بل تشير إلى أنه ربما ساعد في تقليل الإقبال على السجائر. ومع ذلك، أدت السياسات الأسترالية المقيدة تجاه التدخين الإلكتروني إلى نتائج عكسية، إذ ازدهرت السوق السوداء وانتشرت عمليات التهريب، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذه السياسات ويستدعي إعادة تقييمها.
وعلى الصعيد العالمي، تُعد التجارة غير المشروعة للتبغ مصدرًا رئيسيًا لتمويل العصابات الإجرامية. ففي أوروبا، تشير التقارير إلى أن أرباح تهريب التبغ تُستخدم لتمويل أنشطة غير قانونية تشمل تجارة المخدرات والأسلحة، بينما تُوظَّف هذه الأموال في أمريكا الجنوبية وآسيا لدعم الشبكات الإجرامية المحلية. ووفقًا لتقرير 'اليوروبول' لعام 2024، تُعد التجارة غير المشروعة للتبغ مصدر دخل أساسي لمنظمات الجريمة العابرة للحدود، حيث يتم تهريب السجائر بشكل غير قانوني بين دول الاتحاد الأوروبي ودول أوروبا الشرقية، مما يؤثر على الأمن العام ويعرقل جهود إنفاذ القانون.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور كولين ميندلسون، المؤلف الرئيسي للدراسة والمتخصص في مجال الإقلاع عن التدخين، أن نيوزيلندا تبنت نهجًا مرنًا ومنظمًا في تنظيم التدخين الإلكتروني، حيث يتم بيعه عبر تجار تجزئة مرخصين، على غرار ما يحدث مع الكحول والسجائر. ويتماشى هذا النهج مع سياسات المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، التي تدعم سياسة الحد من المخاطر كوسيلة لمكافحة التدخين. وعلى النقيض، لم تستجب الحكومة الأسترالية الحالية للأدلة الداعمة لهذه السياسات، ما أدى إلى توسع السوق السوداء وزيادة الجريمة المنظمة المرتبطة بتجارة التبغ غير المشروعة.
وتؤكد هذه الدراسة الحاجة إلى إعادة النظر عالميًا في سياسات التدخين الإلكتروني، لا سيما في الدول التي تفرض قيودًا صارمة دون النظر إلى تداعياتها غير المقصودة. إن اتباع نهج أكثر مرونة وتنظيمًا في سياسات التدخين الإلكتروني قد يسهم في تقليل معدلات التدخين وتقويض التهريب والسوق السوداء، مما يحقق نتائج أكثر فعالية على المستوى الصحي والاقتصادي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 3 أيام
- مصراوي
بينهم أطفال.. 17 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، نقلا عن مصادر طبية، استشهاد 17 شخصا بينهم أطفال جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ منتصف الليل، وفقا لسكاي نيوز. وأعلنت مصادر طبية، استشهاد 98 فلسطينيًا في غارات للجيش الإسرائيلي على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء. قال مسعفون، إن الهجمات شملت استهداف منزلين مما تسبب في استشهاد 18 بينهم نساء وأطفال، فضلا عن مدرسة تؤوي عائلات نازحة. وتواصل إسرائيل قصفها رغم الضغوط الدولية المتزايدة عليها لوقف العمليات العسكرية والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع دون عوائق. وأعلنت الحكومة البريطانية تعليق المحادثات التجارية مع إسرائيل واستدعاء السفيرة الإسرائيلية بسبب "السياسات الفظيعة" في الضفة الغربية المحتلة وغزة. في حين ذكرت وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس طلبت مراجعة اتفاقية التجارة بين الاتحاد وإسرائيل. وتسببت الحرب، التي دخلت شهرها العشرين في دمار غزة، بينما يواجه سكانها جوعا متفاقما، وفقا لسكاي نيوز. وأدت أيضا إلى توتر علاقات إسرائيل مع معظم المجتمع الدولي، وأثرت أيضا فيما يبدو على علاقاتها مع الولايات المتحدة أقرب حلفائها.


المشهد العربي
منذ 3 أيام
- المشهد العربي
واشنطن تتجه لزيادة القيود على تلقي اللقاحات كوفيد
تتجه الولايات المتحدة الأمريكية، لزيادة القيود على تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد، مع حصر التوصية بها للأشخاص في سن 65 عامًا وما فوق. وأفاد مسؤولان أمريكيان رفيعا المستوى في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "إف دي إيه" مارتي مكاري وفيناياك براساد في مقال بأن هذا التغيير في السياسة من شأنه أن يسمح بمواءمة التوصيات الأمريكية مع تلك التي تطبقها الدول المتقدمة الكبرى الأخرى منها دول الاتحاد الأوروبي.

مصرس
منذ 4 أيام
- مصرس
شديدة العدوى.. البرازيل تُحقق في 6 بؤر تفش محتملة لإنفلونزا الطيور
أظهرت بيانات محدثة على موقع وزارة الزراعة البرازيلية، أن البلاد وهي أكبر دولة مصدرة للدجاج في العالم، تحقق حاليا في 6 بؤر تفش محتملة لإنفلونزا الطيور شديدة العدوى. ويتعلق 2 من التحقيقات الجارية بدواجن تربيها مزارع تجارية، بينما تتعلق 4 تحقيقات أخرى بطيور تربى في حظائر منزلية.وباعت البرازيل منتجات دجاج بقيمة نحو 10 مليارات دولار على مستوى العالم في العام 2024، وقامت بتوريد أكثر من 5 ملايين طن.وبموجب البروتوكولات الحالية الموقعة بين البرازيل وشركائها التجاريين، ستحظر دول مثل الصين ودول الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية استيراد الدواجن على مستوى البلاد لمدة 60 يوما في حال تفشي إنفلونزا الطيور في مزرعة تجارية.ووفقا لموقع وزارة الزراعة الإلكتروني، تتعلق إحدى البؤرتين قيد التحقيق بمزرعة تجارية في ولاية توكانتينس والأخرى بمزرعة تجارية في سانتا كاتارينا، وفقا لروسيا اليوم.وتأكدت أول بؤرة للمرض في مزرعة تجارية الأسبوع الماضي في ولاية ريو جراندي دو سول أقصى جنوب البرازيل.وقال وزير الزراعة كارلوس فافارو لمراسلي قنوات تلفزيونية تجمعوا خارج الوزارة: "الناس في حالة تأهب قصوى" في إشارة إلى البؤر قيد التحقيق.وأضاف كارلوس فافارو: "يبلغ المزارعون سواء في المزارع التجارية أو مزارع الكفاف التي ليست لها أغراض تجارية، عندما يرون حيوانا مريضا، وهذا أمر جيد".وذكر فافارو أن البرازيل ستعتبر خالية من إنفلونزا الطيور إذا تأكد عدم ظهور أي بؤر جديدة للمرض خلال 28 يوما بعد أول تفش للمرض، لكن هذا لا يعني أن التصدير سيعود على الفور وإنما ستكون البرازيل في وضع يسمح لها بالتفاوض مع المشترين لتخفيف القيود المفروضة بموجب البروتوكولات الصحية.وأصدرت وزارة الزراعة البرازيلية الاثنين، تحديثا لقائمة القيود على تجارة الدجاج التي وضعتها بعد أن أكدت رصد أول حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في مزرعة تجارية.وأوقفت البرازيل بموجب البروتوكولات الحالية إصدار الشهادات الصحية على مستوى البلاد للشحنات المخصصة للصين والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا.وأعلنت تشيلي والأرجنتين وأوروغواي والمكسيك وكوريا الجنوبية وماليزيا وكندا تعليق الواردات من كافة أنحاء البرازيل بعد ظهور المرض.وأوضحت الوزارة أن الحظر سيطبق على نطاق جزئي مع عدة دول أخرى هي سنغافورة واليابان والإمارات والسعودية والعراق والبحرين والفليبين وكوبا.وتشكل صادرات الدجاج البرازيلية أكثر من 35% من التجارة العالمية، مما يجعل الحظر التجاري على بعض المناطق أو على مستوى البلاد مرهقا ليس فقط للمزارعين البرازيليين، بل أيضا لكبار المستوردين.