
من ضواحي الشرقية إلى ميلانو .. سعوديات يقلبن المشهد الثقافي
Wallpaper
البريطانية.
لكن هذا ليس كل ما في السعودية. تقول سارة العمران، قيّمة فنية ومستشارة منذ فترة طويلة لمؤسسات إقليمية ودولية: "هناك تركيز كبير على التنمية. لكن لدينا أيضا تاريخ عريق". ولدت العمران ونشأت في المنطقة الشرقية الريفية في المملكة، وتعرف المناطق الأكثر هدوءا والأقل تحضرا في البلاد. إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنانين والمصممين الحرفيين، أسهمت العمران في قلب المشهد الثقافي السعودي، بالتركيز هذه المرة على المجتمع والبيئة والتراث.
بالتعاون مع مهندسة المناظر الطبيعية لولو المانع، التي تلقت تدريبها في أمريكا والمقيمة في لندن، شاركت العمران أخيرا في تنظيم أول جناح سعودي في معرض ترينالي ميلانو 2025. يحمل الجناح عنوان "مغرس: مزرعة تجريبية"، ويستمر عرضه حتى 9 نوفمبر. يمثل هذا العمل نظرة متعمقة على المجتمع الزراعي، حيث نشأت العمران، ودعوة مؤثرة للحفاظ على تقاليده - الموسيقى والحرف اليدوية وثقافة الأطعمة - في مواجهة الظروف الاقتصادية والمناخية المتغيرة. تقول المانع: "يبدو الجناح بذرة لتجديد المجتمع في حد ذاته (...) إنه يقدم الكثير".
بالنسبة إلى مجموعة المبدعين التي نظمت الجناح، فإن إبراز الجوانب الأخرى من السعودية كان مسعى طويل الأمد. تقول المصممة لين عجلان، التي قدمت تحليلا دقيقا لتقنيات الزراعة الصحراوية إلى معرض ميلانو: "إنه مشروع كنت أعمل عليه منذ 3 أعوام". تلقت عجلان تعليمها في المملكة المتحدة، وتعمل حاليا ضمن فريق علامة الأزياء العالمية
COS
، وترى أن عملها المستقل ينبع من الروابط الشخصية التي كونتها مع المزارعين والحرفيين الذين يشكلون جوهر بحثها.
وتسير تارا الدغيثر على مسار مماثل، حيث تدرس المجتمعات الزراعية في السعودية من خلال شكل فريد: فن الصوت. تقول: "ما يثير اهتمامي هو الصوت والجسد والذاكرة. كيف يمكن لهذه العناصر أن تتفاعل؟". ومثل العمران، تنحدر الدغيثر أيضا من المنطقة الشرقية، وقد استخدمت موهبتها في "الإنصات العميق"، كما وصفتها، لإيصال البيئة السمعية لضواحي السعودية البعيدة إلى العالم.
يتفق جميع القيّمين الفنيين والمشاركين على أنه مع تنامي الثقافة الرسمية السعودية الطموحة، لا تزال هناك شبكة دعم قوية تحتضن أعمال الباحثين والمفكرين ذوي التوجهات التأملية والفضولية. تعمل عجلان حاليا على سلسلة من مشاريع المساحات العامة التي سيُعلن عنها قريبا في أنحاء الشرق الأوسط، وتقول "إن الفنانين ذوي التوجهات المشابهة لطالما كانوا حاضرين، وإن لم يكن تمثيلهم واضحا بشكل كاف".
أما الدغيثر، التي عرضت أخيرا عملا فنيا في بينالي الشارقة، فتلاحظ أن هذا الاتجاه يكتسب زخما متزايدا، مشيرة إلى أن الأجيال الجديدة تواصل ما بدأته أجيال سابقة من نماذج التنظيم الذاتي والعمل المستقل.
ولتعزيز هذا التطور الاجتماعي الإبداعي، يعمل منظمو "مغراس" على تحويل جناحهم إلى مشروع كتاب، تقول المانع "إنه سيسلط الضوء على التجارب المشتركة لعدد أكبر من أصدقائهم وزملائهم، ما يعزز الروابط داخل المجتمع الفني السعودي، ويوسع نطاقه ليتجاوز المدن الكبرى في البلاد، ليشمل قراها ومزارعها ومناظرها الطبيعية التاريخية". وكما تقول العمران: "هدفنا هو توسيع الدائرة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 21 دقائق
- الرياض
الدرعية تحتفي بـ"ترحال".. قصة وطن تُروى على المسرح
انطلقت اليوم الاثنين، أولى عروض النسخة الثانية من العرض الأدائي "ترحال"، الذي تنظمه وزارة الثقافة في موقع "ميادين" بمحافظة الدرعية، ويستمر حتى 25 من الشهر نفسه، وسط حضور جماهيري لافت، وتفاعل واسع مع اللوحات الفنية التي جسّدت حكاية وطن من خلال سرد بصري وموسيقي حيّ. ويُعد "ترحال" أول عرض أدائي سعودي من نوعه، يجمع بين عناصر الطبيعة والتقنيات المسرحية الحديثة، ليقدم عرضاً استعراضياً مبتكراً يستلهم مكونات التراث الوطني، ويغوص في عمق الهوية السعودية عبر قصة مشوّقة تدور حول شخصية "سعد"، الشاب السعودي الذي ينطلق في رحلة عبر مناطق المملكة، باحثاً عن ذاته وماضيه ليستكشف مستقبلاً يصنعه بيديه، حاملاً إرث الأجداد وشغف الطموح. وقد استوحى العرض مشاهده من المناظر الطبيعية الخلّابة في المملكة، ودمجها بتقنيات ضوئية وبصرية معاصرة، إلى جانب لوحات فنية مستلهمة من التراث الموسيقي، والفنون الأدائية، والحرف اليدوية، والأزياء التقليدية، وفنون الطهي الأصيلة، كما تضمن العرض محتوى فنياً بصرياً تفاعلياً، وإسقاطات ضوئية تعكس الثقافة السعودية، وتأثيرات حسية وصوتية، وعروض بهلوانية مشوّقة أُقيمت على خشبة المسرح وفي الهواء، على أنغام صهيل الخيل، ومجسّمات تراثية تجسّد الطبيعة السعودية. وجاءت النسخة الثانية من "ترحال" استكمالاً للنجاح الجماهيري والفني الذي حققته النسخة الأولى عام 2023، والتي عُرضت آنذاك بوصفها نقلة نوعية في العروض المسرحية الوطنية، من حيث الأسلوب الإبداعي، والمحتوى الثقافي، والتكامل البصري بين الأداء المسرحي والتقنية. وتسعى وزارة الثقافة من خلال عرض "ترحال" إلى تقديم تجربة فنية استثنائية تمنح الجمهور متعة جمالية غامرة، عبر عرض مسرحي سعودي بمواصفات عالمية، وبمشاركة مواهب سعودية إلى جانب نجوم دوليين متخصصين في هذا النوع من المسرح الاستعراضي. ويأتي ذلك في سياق الجهود التي تبذلها الوزارة لتوفير خيارات فنية وإبداعية مرموقة للجمهور المحلي، تُعزز من مكانة المملكة كوجهةٍ ثقافية فريدة، وتُسهم في تطوير القطاع الثقافي، وتنمية مساهمته في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية.


الشرق الأوسط
منذ 35 دقائق
- الشرق الأوسط
«ترحال» يروي حكاية السعودية على مسرح الدرعية… عرضٌ يُشبه الوطن
في مشهد تمازجت فيه التقنية بالفن، والطبيعة بالهوية، انطلقت مساء الاثنين في «ميادين الدرعية» أول عروض النسخة الثانية من العرض الأدائي «ترحال»، الذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية، في تجربة مسرحية فريدة تستمر حتى 25 أغسطس (آب) الحالي، وسط حضور جماهيري لافت وتفاعل حيوي مع لوحات العرض البصرية والموسيقية. انطلق العرض في «ميادين الدرعية» بنسخته الثانية (واس) «ترحال» ليس عرضاً مسرحياً تقليدياً، بل تجربة متعددة الحواس تسرد «قصة وطن» من خلال شخصية شاب سعودي يُدعى «سعد»، ينطلق في رحلة عبر مناطق المملكة، حاملاً ذاكرة الأجداد ومُستلهماً ملامح المستقبل، في مشهدية أدائية تستعرض التنوع الثقافي والغنى البيئي للمملكة. بأسلوب استعراضي مبتكر، يستحضر العرض مكونات الثقافة السعودية، من الفنون الأدائية والحرف اليدوية والأزياء التقليدية إلى الطهي الشعبي، ويتوغل في عمق الهوية الوطنية عبر إسقاطات ضوئية وتفاعلات بصرية، إلى جانب عروض بهلوانية ومجسمات تُجسّد الطبيعة السعودية، تتناغم مع أنغام صهيل الخيل وتفاصيل البيئة المحلية. مشهدية أدائية تستعرض التنوع الثقافي والغنى البيئي للسعودية (واس) وتعكس النسخة الثانية من «ترحال» تطوراً نوعياً في شكل ومضمون العرض، بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى في عام 2023، التي شكّلت آنذاك نقلةً في العروض المسرحية الوطنية، حيث مزجت بين الخيال والأصالة، وبين التقنية والرؤية الإبداعية. وتسعى وزارة الثقافة السعودية، من خلال هذا العرض، إلى تقديم تجربة فنية بمعايير عالمية، تُسهم في ترسيخ موقع المملكة على خريطة الإنتاج الثقافي، وتبرز التنوع الجمالي في مشهدها المحلي، وذلك ضمن جهود مستمرة لتعزيز الحضور الثقافي للمملكة وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030» في قطاع الثقافة. النسخة الثانية من «ترحال» تعكس تطوراً نوعياً في شكل ومضمون العرض (واس) ويُعد «ترحال» تجسيداً لرؤية ثقافية جديدة تمزج الحداثة بالإرث، عبر سرد بصري نابض، ورسالة فنية تُخاطب الجمهور بحواس مفتوحة ووجدان مرتبط بجذوره.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
الكشافة السعودية تُعرّف بالثقافة الوطنية في البرتغال
شاركت جمعية الكشافة العربية السعودية في فعاليات اليوم الثقافي العالمي لتبادل الثقافات، الذي أُقيم ضمن برنامج اللقاء الكشفي العالمي السادس عشر للجوالة (Moot)، والذي تستضيفه حالياً جمهورية البرتغال بمشاركة أكثر من 7100 جوال يمثلون 118 جمعية كشفية من مختلف دول العالم. واستعرض وفد الجمعية خلال مشاركته في الفعالية ملامح من الثقافة السعودية، من خلال تقديم القهوة السعودية، وعرض الأزياء الرجالية التقليدية التي تمثّل مختلف مناطق المملكة، وتقديم نماذج من المأكولات الشعبية، إلى جانب أداء العرضة السعودية وبعض الفنون الفلكلورية التي تعكس تنوع الموروث الشعبي السعودي. كما أقام الوفد معرضاً مصوراً تضمّن عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثّق مبادرة "رسل السلام"، ونماذج من أعمال الكشافة السعودية في مجالات خدمة المجتمع، ومن أبرزها خدمة الحجاج والمعتمرين، وحماية البيئة، وهي العروض التي حظيت باهتمام وتقدير المشاركين وزوار الفعالية.