
أحدثها بميانمار والسودان وغزة.. إشادات بدبلوماسية الإمارات الإنسانية
إشادة جديدة من حكومة ميانمار بالدور الإنساني البارز لدولة الإمارات وما تقدمه من دعم فعال وسريع للدول المتأثرة بالكوارث الطبيعية.
إشادة تتوج التقدير الدولي المتنامي لجهود الإمارات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب والصراعات التي يشهدها العالم في عدة مناطق.
تأتي تلك الإشادة بعد أسابيع من ثناء أكثر من مسؤول أممي وأفريقي على جهود الإمارات الإنسانية بشكل عام، ودورها على توفير الدعم الإنساني المستدام للاجئين والنازحين السودانيين بشكل خاص.
إشادات أممية وأفريقية تزامنت مع إعراب كل من الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، خلال الاتصال، عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لجهود الوساطة الناجحة التي بذلتها دولة الإمارات خلال الفترة الماضية بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والتي نجحت في إطلاق سراح 3184 أسيرا من الجانبين عبر 13 وساطة، كان أحدثها 19 مارس/آذار الماضي، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في تلك الأزمة.
الإشادات الدولية المتعددة جاءت بعد شهر من حصول دولة الإمارات على وسام الشرف، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال برنامج "نتّحد"، الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لزلزال 6 فبراير/شباط 2023، حيث كان لدولة الإمارات دور رائد في تقديم المساعدات لتركيا.
وتتوالى الإشادات العابرة للحدود والقارات، وسط تقدير وامتنان من مختلف شعوب العالم، وعلى رأسهم أهل غزة، للإمارات وقيادتها على مبادراتها الإنسانية الداعمة لها عبر عملية "الفارس الشهم 3"، وحرصها على مشاركتها جميع المناسبات والتي كان أحدثها يوم الطفل الفلسطيني الذي يحل 5 إبريل/ نيسان من كل عام.
تكريم من ميانمار
وفي محطة جديدة على طريق التقدير الدولي المتنامي لدبلوماسية الإمارات الإنسانية، كرمت حكومة جمهورية اتحاد ميانمار، اليوم، فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها خلال تنفيذه المهام الإنسانية والإغاثية في المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب ميانمار 28 مارس/آذار الماضي، وخلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وأشاد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة ميانمار، ونائب وزير الشؤون الداخلية خلال التكريم، بالدور الإنساني البارز لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما تقدمه من دعم فعال وسريع للدول المتأثرة بالكوارث الطبيعية، مؤكداً أن حضور الفريق الإماراتي أسهم بشكل ملموس في إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة المتضررين.
وقام وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة ميانمار بتكريم العقيد مظفر محمد العامري، قائد فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، والمقدم حمد محمد الكعبي، نائب قائد الفريق، مشيداً بكفاءتهما المهنية، وجهود الفريق المتميزة وتعاونه المثمر مع الجهات المحلية والفرق الدولية في الميدان.
وجرى خلال اللقاء، تقديم عرض حول آخر مستجدات عمليات البحث والإنقاذ، حيث أعلن الوزير وقف جميع العمليات الميدانية رسمياً بعد إتمام مراحل الاستجابة العاجلة.
وكانت دولة الامارات قد سارعت تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبشكل عاجل إلى إرسال فريق البحث والإنقاذ لدعم جهود البحث والإنقاذ للمتأثرين من آثار الزلزال الذي ضرب ماينمار، لتواصل تجسيد قيم التعاون والتضامن والتآزر العالمي، من خلال سرعة مساعدة المتضررين والجرحى والمصابين، والتخفيف من معاناة المتأثرين والمنكوبين، وهو دور إنساني راسخ تضطلع به الإمارات في مختلف أنحاء العالم.
13 وساطة.. شكر روسي أوكراني
ويأتي تكريم ميانمار بعد نحو أسبوعين من تلقي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً يوم 24 مارس/آذار الماضي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب خلاله ، عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات لجهود الوساطة الناجحة التي بذلتها بلاده خلال الفترة الماضية بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
من جهته، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص الإمارات على مواصلة بذل مزيد من الجهد في هذا الجانب الإنساني المهم ودعمها جميع المساعي الرامية إلى إنجاح الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة والتخفيف من تداعياتها والآثار الإنسانية الناجمة عنها.
وأكد نهج دولة الإمارات الثابت في دعم العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت يوم 19 مارس/ آذار الماضي نجاح جهود الوساطة التي قامت بها بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 350 أسيراً
من الجانبين ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين جرى تبادلهم بين البلدين خلال 13 وساطة إلى 3184 أسيراً.
وكان الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي قد أعرب عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات خلال لقائه به في أبوظبي 17 فبراير/شباط الماضي للجهود الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة في تبادل الأسرى والاهتمام الذي أبدته دولة الإمارات للجوانب الإنسانية للأزمة.
دعم السودان ..إشادات دولية
شكر الرئيس الروسي، جاء بعد أيام من إشادة أكثر من مسؤول أفريقي بجهود الإمارات الإنسانية لدعم السودان
إشادات جاءت خلال زيارة إنسانية رفيعة المستوى نظمتها الإمارات العربية المتحدة وجمهورية جنوب السودان، وبمشاركة دولية، إلى مخيم غوروم للاجئين في جوبا يوم 19 مارس/آذار الماضي، تأكيدًا على التضامن مع المجتمعات النازحة التي اضطرت إلى الفرار من النزاعات في الدول المجاورة، بما في ذلك اللاجئون السودانيون.
ترأس الزيارة، الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير الدولة الإماراتي، ورافقه مسؤولون رفيعو المستوى من دول عدة، ومنظمات إقليمية ووكالات إنسانية، حيث تم بحث سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية وإيجاد حلول طويلة الأمد للاجئين، كما قام المشاركون بتوزيع المساعدات الغذائية على أهالي المخيم.
جاءت الزيارة بعد أقل من أسبوعين من افتتاح دولة الإمارات في 7 من الشهر نفسه ، مستشفى مادهول الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان، وهو مرفق بسعة 100 سرير يضم عيادات متخصصة، ويخدم نحو مليوني شخص، من بينهم المجتمعات المضيفة والعائدون من جنوب السودان واللاجئون السودانيون.
ويعتبر هذا المستشفى الثالث الذي تقوم دولة الإمارات بتشييده لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، حيث شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد عالجا حوالي 90 ألف حالة.
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان على التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم الجهود المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الكارثية، وبالعمل الجماعي مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تحقيق الاستقرار والسلام للشعب السوداني الشقيق.
بدوره، أكد منغار بوانغ نائب وزير الداخلية في جمهورية جنوب السودان، أن دولة الإمارات أكدت التزامًا راسخًا بدعم الشعب السوداني، ويجسد تنظيم هذه الزيارة الإنسانية رفيعة المستوى إلى مخيم غوروم للاجئين في مدينة جوبا بجنوب السودان، على حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للاجئين والنازحين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
من جانبها، توجهت برتوكان أيانو وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الأثيوبية، بالشكر إلى دولة الإمارات على توفير الدعم الإنساني المستدام للاجئين والنازحين، وإلى حكومة جنوب السودان على توفير المأوى لهم، مؤكدة حرصها على مواصلة العمل لتخفيف أعبائهم وتوفير كافة أشكال الدعم الممكنة لهم.
ورحب ماندي سمايا كومبا نائب وزير الخارجية في جنوب السودان بجميع الحضور في مدينة جوبا ، متوجهًا بالشكر والتقدير إلى دولة الإمارات على دعمها لمخيم غوروم للاجئين في بادرة تعكس أهمية تعزيز قيم التضامن والتآزر العالمي ومد يد العون للشعوب التي تعاني من الصراعات والأزمات الطارئة.
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتّاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو في أبريل/نيسان 2023 حتى اليوم، لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.
جهود كان للإمارات السبق فيها على الصعيد الإنساني والريادة في المجال الدبلوماسي والإنساني.
وعلى الصعيد الإنساني، كانت الإمارات أول دولة تعلن بعد أيام من اندلاع الأزمة عن تقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، في سبق إنساني وجهت دولة الإمارات عبره أنظار العالم إلى ضرورة التركيز على البعد الإنساني للأزمة السودانية لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين.
سبق إنساني عززته الإمارات بمبادرات إنسانية متتالية، كان أحدثها تنظيم الإمارات في 14 فبراير/شباط الماضي بالتعاون مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) "المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان"، والتي أعلنت خلاله تقديم 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات الإماراتية منذ اندلاع الأزمة إلى 600.4 مليون دولار، وترتفع إجمالي مساعداتها للسودان على مدار الـ 10 سنوات الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار.
دعم غزة.. شكرا محمد بن زايد
ومن السودان إلى حرب غزة، حيث نالت الإمارات وقيادتها إشادات متتالية على جهودها الإنسانية منذ التصعيد الإسرائيلي في غزة وحتى اليوم، سواء من الدول أو المنظمات الإغاثية أو أهل غزة.
ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتوقف جهود دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على مدار الساعة وعلى مختلف الأصعدة لوقف حرب غزة وإعادة تصحيح المسار لتحقيق سلام شامل وعادل.
حرص دولة الإمارات على التفاعل الإنساني مع مختلف المناسبات التي تحل على أهل القطاع المحاصر، كان له صداه لدى أهل غزة أطفالا وشبابا وكبارا.
تفاعل رصدته مقاطع فيديو عديدة نشرتها عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية في حسابها بمنصة «إكس» (تويتر سابقا)، وثقت فيه حجم التقدير والمحبة التي يشعر بها أهل غزة تجاه دولة الإمارات وقيادتها، فتعالت أصوات الجميع في محبة وعفوية: "شكرا الإمارات.. شكرا محمد بن زايد".
أحدث تلك المناسبات كانت يوم الطفل الفلسطيني 5 إبريل/ نيسان الجاري، وحرصت عملية الفارس الشهم3 خلاله على تقديم كسوة للأطفال في غزة وتنظيم فعاليات ترفيهية، إحياء ً لتلك المناسبة، وتخفيفاً لمعاناتهم وأوضاعهم الإنسانية الصعبة.
إشادات أممية
ريادة إنسانية، توجت بإشادات دولية متواصلة، كان أحدثها إشادة من الأمم المتحدة قبل شهر، أكدت خلالها أن دولة الإمارات تعد حليفًا نشطًا وفعّالاً في الاستجابات الإنسانية على مستوى العالم.
وأكد توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، في تصريحات له 11 مارس/آذار الماضي أن دولة الإمارات تُعد حليفًا نشطًا وفعّالاً في الاستجابات الإنسانية على مستوى العالم، وعامًا بعد عام، تواصل الإمارات دعم جهود الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الحيوية إلى الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم.
وقال فليتشر: "تُعرب الأمم المتحدة عن تقديرها العميق لدور دولة الإمارات والتزامها بتقديم المساعدات المنقذة للحياة، سواء في المنطقة أو على مستوى العالم".
وأكد توم فليتشر إن الشراكة الإنسانية مع دولة الإمارات تتجاوز بكثير مجرد التمويل والدعم المالي، حيث ترتكز على روح المبادرة، والأفكار المبتكرة، والعقلية الاستباقية في مواجهة الأزمات، وهي جميعها ركائز أساسية في نهج الإمارات تجاه العمل الإنساني.
وأشاد بمبادرات وجهود دولة الإمارات الإنسانية حيث شهد العام الماضي إنشاء مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، تلاه تأسيس وكالة الإمارات الدولية للمساعدات الإنسانية، كما تستضيف دولة الإمارات أكبر مركز لوجستي إنساني في العالم، وهو "دبي الإنسانية" التي تلعب دورًا محوريًا في دعم جهود الاستجابة الإنسانية العالمية.
إشادة أممية جاءت بعد شهر من حصول دولة الإمارات على وسام الشرف، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال برنامج "نتّحد"، الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لزلزال 6 فبراير/شباط 2023، حيث كان لدولة الإمارات دور رائد في تقديم المساعدات لتركيا.
ونفذت دولة الإمارات في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا عملية "الفارس الشهم 2"، التي أسفرت عن إنقاذ عشـرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13.500 مصاب، إضـافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15.200 طن عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طناً من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، في حين تم نقل 8252 طناً من المساعدات الإنسـانية باستخدام 4 سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
تكريم استبقه حصول الإمارات على المركز الرابع عالمياً في الكرم والعطاء ضمن مؤشر القوة الناعمة لعام 2025.
تقديردولي يتزايد، تُوج بمنح "برلمان البحر الأبيض المتوسط"، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ، جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" في مايو/أيار الماضي تقديرا لجهوده الخيرة على مدى عقود.
وأسهمت المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، وذلك سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضمن مبادئ الأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش والسلام التي تتبناها دولة الإمارات وتساهم في تعزيز نشرها على المستوى العالمي.
aXA6IDQ2LjIwMy4yMDEuMTk3IA==
جزيرة ام اند امز
ES

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 14 ساعات
- الاتحاد
تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة وإيمانويل ماكرون.. انعقاد لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي
باريس (وام) عُقد في باريس الأربعاء الماضي، الاجتماع السابع عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي، تجسيداً للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية. يستند الحوار الاستراتيجي الذي يشارك في رئاسته معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وآن ماري ديسكوتيس الأمينة العامة للوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، على الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين دولة الإمارات وفرنسا، وتقوم العلاقات الاستثنائية بين البلدين التي تمتد لأكثر من خمسين عاماً، على الصداقة والثقة المتبادلة والتعاون في إنجاز عدد من المبادرات البارزة، مثل متحف اللوفر أبوظبي، وجامعة السوربون أبوظبي. ويتيح الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي 2025، توسيع آفاق التعاون بين دولة الإمارات وفرنسا في المجالات ذات الأولوية، وهي الاقتصاد، التعليم، الثقافة، الفضاء، الطاقة النووية، والصحة، واتفق الجانبان على تنفيذ مبادرات جديدة مشتركة. وأسهم الحوار في توطيد الشراكة ذات التوجه نحو المستقبل والتركيز على المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. وفي ضوء التعاون الدبلوماسي المتنامي بين دولة الإمارات وفرنسا، شهد الحوار الاستراتيجي هذا العام، توقيع مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية لإرساء إطار رسمي دوري لحوار دبلوماسي رفيع المستوى بين وزارة خارجية دولة الإمارات، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية. وقع المذكرة عن الجانب الإماراتي معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، فيما وقعها عن الجانب الفرنسي معالي فريديريك موندولوني، المدير العام للشؤون السياسية والأمنية، وذلك عقب انعقاد أولى جلسات المشاورات السياسية بين البلدين في 8 أبريل من العام الجاري. وأتاحت الجلسة، التي شارك في رئاستها معالي لانا نسيبة ومعالي فريديريك موندولوني، للجانبين فرصة تبادل الرؤى السياسية والتقييم الاستراتيجي بشأن التطورات الإقليمية، والتعاون متعدد الأطراف والأولويات المشتركة في سياق الحوكمة العالمية. ويجسد توقيع هذه المذكرة عزم الطرفين على إضفاء الطابع المؤسسي للتنسيق على أعلى المستويات، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية ضمن إطار نظام دبلوماسي أكثر انسجاماً في توجهه نحو المستقبل. مخرجات الزيارة وأشاد الجانبان، بقوة العلاقات الاقتصادية الملحوظة، وأعربا عن التزامهما بالبناء على مخرجات الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى باريس في فبراير 2025، والتي مهدت الطريق أمام البلدين لتحقيق شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي. ورحّب رئيسا لجنة الحوار الاستراتيجي، بالاستثمار المحوري لدولة الإمارات، والذي أُعلن عنه خلال قمة «اختر فرنسا»، بهدف توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي. واستعرض الجانبان التنفيذ الجاري لشراكات الاستثمار الاستراتيجية الثنائية الموقعة في ديسمبر 2021، وبحثا كافة المشاريع الاستراتيجية للشركات الإماراتية والفرنسية في مجالات الاستثمار، والنقل، بما في ذلك النقل الجوي، والتكنولوجيا والطاقة. الشراكة الاقتصادية وأشاد الجانبان بإعلان إطلاق المفاوضات المتعلقة باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي. وفي مجال التعليم، جدد الجانبان التزامهما المشترك بتوسيع شبكة المدارس الفرنسية في دولة الإمارات، ودعم تعليم اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في المدارس الحكومية. وتم الاتفاق على بحث مدى مساهمة إدخال اللغة الفرنسية إلى منهاج المرحلة الابتدائية (الحلقة الأولى)، والمراحل التالية في تحقيق نتائج أفضل، وستدرس وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات إمكانية اعتماد اللغة الفرنسية ضمن المنهج الدراسي. التعليم العالي وناقش الجانبان التعاون في مجال التعليم العالي، مشيدين بالنجاح الذي حققته جامعة السوربون أبوظبي، من خلال العديد من المشاريع المهمة وزيادة أعداد الطلبة الملتحقين بها. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن جامعة السوربون أبوظبي، تعتزم تمديد اتفاقيتها في 2026 لعشر سنوات إضافية. ورحب الجانبان بالتقدم المتواصل في مجال التقنيات الجديدة مع إنشاء مدرسة البرمجة 42 في أبوظبي، وإطلاق برنامج روبيكا لتصميم ألعاب الفيديو، والتعاون بين جامعة ايكول بوليتكنيك الفرنسية وبين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. ويشكّل مؤتمر البحوث والابتكار المقرر عقده في أبوظبي بنهاية عام 2025، محطة مهمة في تعزيز وتشكيل مستقبل العلاقات بين البلدين. الصعيد الثقافي وعلى الصعيد الثقافي، فقد رحب الجانبان بنجاح متحف اللوفر أبوظبي باعتباره أحد المعالم المهمة للشراكة الثقافية بين البلدين، مؤكدين اهتمامهما المشترك بتعزيز التعاون لاستمرار نجاح المتحف. ولفت الجانبان، إلى الشراكة الاستراتيجية بين دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ووكالة متاحف فرنسا، لا سيما من خلال برنامج تدريب المحترفين في مجال المتاحف Museopro. ورحبا بالتقدم المحرز في المناقشات المتعلقة بترميم وتجديد قصر تراينون في فرساي. تعاون فضائي وعلى صعيد التعاون في مجال الفضاء، جدد الجانبان عزمهما المضي قدماً في توسيع التعاون في مجال استكشاف الفضاء، وخاصة فيما يتعلق برحلات الفضاء المأهولة، وأكدا التزامهما بتطوير منظومة بيئية فضائية بين الجهات المعنية من البلدين، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية، من خلال بحث إمكانية إطلاق مبادرات جديدة كإنشاء بنية تحتية مشتركة، ومركز فضائي فرنسي إماراتي، ومشاريع أخرى مشتركة. الطاقة النووية وفيما يتعلق بالطاقة النووية، شدد الجانبان على شراكة البلدين الوطيدة في مجال الطاقة النووية السلمية، ورحبا باستمرار التعاون بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والمؤسسات الفرنسية الرائدة، مثل شركة كهرباء فرنسا، وهيئة الطاقة الذرية والبديلة الفرنسية CEA، وشركة فراماتوم، وشركة أندرا، والهيئة الفرنسية للأمان النووي والوقاية من الإشعاع ASNR. كما أكد الجانبان، التزامهما المشترك بدعم مبادرة زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاثة أضعاف، وبحث الفرص الممكنة في تكنولوجيا المفاعلات المتقدمة ومفاعلات الوحدات الصغيرة وضمان توريد الوقود النووي، والأمن السيبراني، وإنتاج الهيدروجين المستدام. القطاع الصحي وفي القطاع الصحي، بحث الجانبان عدداً من المواضيع المهمة بهدف تعزيز التعاون الثنائي في المجال الصحي، وركزت المباحثات على توسيع نطاق التعاون الثنائي على الصعيد الأكاديمي، والتعاون مع المستشفيات، وتسهيل توفير رعاية صحية عالمية للمرضى، وإبرام اتفاقات مع شركاء دوليين، مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وشركة سانوفي (Sanofi). وبحث الجانبان الفرص المرتقبة في المجالات المتقدمة، مثل علم الجينوم والتدريب في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامهما بمواصلة الابتكار وتطوير أنظمة الرعاية الصحية في كلا البلدين. محادثات بنّاءة تضمن الحوار الاستراتيجي أيضاً، محادثات بنّاءة بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وأعرب الجانبان عن التزامهما المستمر بتحقيق السلام والاستقرار والأمن وفقاً للقانون الدولي، مؤكدين ضرورة إيجاد حلول عادلة ودائمة للأزمات في المنطقة. ضم الجانب الإماراتي المشارك في الحوار الاستراتيجي، معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، ومعالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، ومعالي سارة مسلّم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، وسعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وحمد الكعبي، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سفير الدولة لدى النمسا، والدكتور راشد السويدي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، ومحسن العوضي، مدير إدارة المهمات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء. وضم وفدا البلدين أيضاً، سفيري البلدين ومسؤولين من الهيئات التي تمثل القطاعات ذات الأولوية في دولة الإمارات وفرنسا. وفي ختام الاجتماع السابع عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي-الفرنسي، أكد الجانبان التزامهما الثابت بمواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين دولة الإمارات وفرنسا.


الاتحاد
منذ 14 ساعات
- الاتحاد
محمد الشرقي: تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز أهدافها
القاهرة (وام) التقى سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، معالي محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، على هامش تكريم سموه بـ«جائزة يوم الاستدامة العربي 2025»، الذي عٌقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، تحت شعار تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة في المنطقة العربية. وأكّد سمو ولي عهد الفجيرة، خلال اللقاء، ضرورة تكاتف الجُهود وتنسيق العمل المشترك بين الأقطار العربية، في سبيل تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز أهدافها، وفتح آفاق للشراكات الفاعلة في المجالات كافة. وأشاد سموه، بجهود البرلمان العربي في دعم العمل العربي المشترك وقضاياه الراهنة والمستقبلية، مؤكداً أهمية الدور الذي يقوم به البرلمانيون في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الوطن العربي. من جانبه، تقدّم رئيس البرلمان العربي بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة تكريم سموه من قبل جامعة الدول العربية بجائزة يوم الاستدامة العربي 2025، مؤكداً أنه تكريم مستحق يعكس ما يقدمه سموه من جهود نوعية ورؤية طموحة في دعم مسيرة التنمية المستدامة، والارتقاء بمكانة إمارة الفجيرة على المستويات كافة. وأضاف اليماحي، أن هذا التكريم شهادة عربية على دور سموه القيادي والمُلهم في تمكين الشباب، وتعزيز الابتكار، والعمل على تحقيق تطلعات الأجيال القادمة، في ظل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وترسيخاً للمبادئ التي تقوم عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، في الريادة، والعمل، والبناء، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. حضر اللقاء، الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وحمدان كرم مدير المكتب الخاص لسمو ولي عهد الفجيرة، واللواء طارق نصير نائب رئيس البرلمان العربي، والنائب علاء عابد، واللواء يسري مغازي والنائبة شادية الجمل أعضاء البرلمان العربي، وعدد من قيادات أمانته العامة.


الاتحاد
منذ 15 ساعات
- الاتحاد
ترامب وأفق تسوية الأزمة الأوكرانية
ترامب وأفق تسوية الأزمة الأوكرانية «قمة من أجل لا شيء!»، هكذا يمكن وصف القمة التي جمعت الوفدين الروسي والأوكراني لمناقشة وقف إطلاق النار في إسطنبول في منتصف هذا الشهر. والواقع أنه كان على المرء أن يكون متفائلاً جداً، أو بالأحرى غير واقعي، للاعتقاد بأنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق - أو بأن فلاديمير بوتين كان من الممكن أن يحضر القمة، ذلك أن بوتين جرى استدعاؤه تقريباً من قبل فولوديمير زيلينسكي، وتم تهديده من قبل الأوروبيين بعقوبات إضافية إذا لم ينفذ وقف إطلاق النار. وهذان سببان اثنان يكفي أحدهما لكيلا يحضر. بالنسبة لفلاديمير بوتين، المشكلة الحقيقية ليست في عدم لقاء نظيره الأوكراني، وإنما في عدم لقاء دونالد ترامب. ذلك أن ترامب هو الشخص الذي يمكن حقاً التفاوض معه حول شيء ما، وهذا ما يعتقده دونالد ترامب أيضاً. فقد صرّح هذا الأخير بأنه لن يمكن تحقيق أي شيء من دون لقاء مباشر بينه وبين فلاديمير بوتين. ويشكّل اللقاء مع الرئيس الأميركي فرصة لموسكو لإظهار أهمية روسيا على الساحة الدولية. ومن جهة أخرى، فإن دونالد ترامب يرغب في أن يكون مهندس أي سلام يعقد، ولا يرغب في سلام يتم التفاوض عليه بدونه. فهو رجل يطمح إلى الحصول على جائزة نوبل للسلام، وقد سبق له أن صرّح في أكثر من مناسبة بأن هذه الحرب ما كانت لتندلع لو كان رئيساً. بيد أنه إذا كان من الواضح للجميع أنه لن يستطيع إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، ولا حتى 100 يوم، فإنه بكل تأكيد الشخص الذي سيتحقق السلام على يديه. ولهذا فإن حل الأزمة سيتم بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين فوق رأس فولوديمير زيلينسكي وفوق رؤوس الأوروبيين. فعلى الرغم من الرئيس الأوكراني وافق على التخلي عن بعض معادنه الحيوية للولايات المتحدة، إلا أنه يحصل على أي ضمانات نظير ذلك. والواقع أن دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يكنان ضغينة شخصية لفولوديمير زيلينسكي، بغض النظر عن القضايا السياسية والجيوسياسية المطروحة. فدونالد ترامب مازال يكن له ضغينة بسبب عدم مساعدته في حملة 2020 الانتخابية، ذلك أنه كان يريد الحصول على وسيلة لتوريط وإضعاف جو بايدن من خلال ابنه الذي كان يعمل في جماعات ضغط في أوكرانيا، لكن فولوديمير زيلينسكي رفض ذلك. ما يريده فلاديمير بوتين اليوم هو عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وهو ما يتفق عليه الجميع في الواقع. أما بالنسبة للأراضي التي سيطر عليها فهي في الحقيقة أمر واقع -- لأن الجميع يعلم أنه لا يمكن استعادة تلك الأراضي عسكرياً، بمن فيهم أولئك الذين يقولون العكس. وهذا هو مبدأ الواقع، حتى بالنسبة لدونالد ترامب. وبالمقابل، فإن ما لا يريد فولوديمير زيلينسكي ولا الأوروبيون التنازل بشأنه، فهو نزع سلاح أوكرانيا، الأمر الذي سيجعلها منكشفة وتحت النفوذ الروسي. ولكن، إلى متى سيستطيع فلاديمير بوتين جعل دونالد ترامب ينتظر؟ الواقع أن بوتين يثبت أن الوقت يصبّ في صالحه، ولا شك أنه إذا تمكن من الحصول على رفع العقوبات، فإن ذلك سيكون بالطبع بمثابة نسمة هواء منعشة للاقتصاد -- الذي لم ينهر، على عكس ما يقوله البعض، ولكنه ليس مزدهراً أيضاً، كما سيشكّل ضربة للأوروبيين. والواقع أنه من مصلحة فلاديمير بوتين الحفاظ على علاقة مع دونالد ترامب والسماح له في نهاية المطاف بالظهور بمظهر صانع سلام. ولكن إلى متى سيستطيع بوتين رفض الاتفاق من دون أن يتسبب في إغضاب دونالد ترامب، أو دفعه - في ردة فعل عكسية - ليقول في نفسه: «سأساعد أوكرانيا»؟ في الوقت الراهن، يرغب دونالد ترامب في العمل مع فلاديمير بوتين. فالرجلان يشتركان في الميل إلى بعض الأشياء والنفور من أخرى - لا سيما الاتحاد الأوروبي وزيلينسكي، غير أن دونالد ترامب في حاجة إلى نجاح دبلوماسي، نجاح دولي، وإلى هذا السلام في أوكرانيا الذي أعلن عنه، ولكنه لم يتمكن حتى الآن من تحقيقه. *مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس