
فن العيش بامتنان
تخيّل أنك تخرج إلى الشارع وترى الأنوار موشوشة والشوارع غير واضحة. تخيّل أن تأكل الكبسة أو البيتزا- حسب تفضيلك- وتشعر بأن الطعام بلا طعم وكأنه ماء. تخيّل أن تسافر وفي كل مرة لا تستمتع بوقتك وترجع لتقول بإنك تحتاج إجازة بعد الاجازة.
تخّيل أن ما قلته هو واقع وليس خيالاً للكثير من الناس. الكثير من الناس يقضون يومهم دون أن يشعروا بحرارة الشمس أو برودة الطقس على جلودهم. الكثير يأكلون ويشربون دون أن يستطعموا ما يأكلونه أو يشربونه. الكثير يخرجون إلى النزهة أو لحضور فيلم في السينما ليرجعوا إلى بيوتهم ضجرين وكأنهم لم يخرجوا قبل قليل. ما السبب؟ قد يعود ذلك إلى الكثير من الأسباب ولكن من أبرز الأسباب الذي سأعرج عليه هنا، هو الافتقار إلى الامتنان وتقدير النعم.
الكثير لا يشعر بقيمة ما يملكه وما يعيشه وهذا يجعلهم لا يشعرون بحلاوة الحياة. والدليل عندما نرى انسانا فاقدا لعينه او ساقه أو يده، ويعيش حياته بسعادة، وانسانا يملك عائلته وماله وصحته ولا يزال تعسا.
شكر الله والشعور بالامتنان والتقدير اليومي يزيد من سعادة الانسان ويُحسّن من جودة الحياة.
الشعور بالامتنان يعزز الطاقة الإيجابية لدى الانسان ويساعده في المضي في الأوقات الصعبة.
كيف يمكن للإنسان أن يزيد شعوره بالامتنان في الحياة ليشعر بطعم الحياة من جديد؟ يمكن الشعور بالامتنان عبر كتابة قائمة امتنان يومية مكونة من خمس نقاط على الأقل بأشياء يمتن لها الانسان في حياته وأن يحاول ألا يعيد هذه القائمة في اليوم التالي بل وأن يجد أمورا جديدة يمتن لها، كأن يكتب مثلاً، أنا أمتن أني أستطيع كل يوم أن أذهب وأمشي إلى عملي بدون صعوبات.
كما يستطيع الانسان أن يُدخل في محادثاته مع الناس أمورا يمتن لها عندما تأخذ الاحاديث منحى سلبيا، كأن يقول إن تذمر هو أوغيره عن عائلته: الحمد لله أن لدي عائلة تحيط بي !
يجب أن يكون الشكر والشعور بالامتنان أسلوب حياة، ولذلك يحتل الحمد مكاناً كبيراً في ديانتنا الإسلامية. عندما نحمد الله ونشكره على ما نملكه وإن كان قليلا نرتاح ونشعر بطعمه وحلاوته، لأننا نفهم بأننا قد نفقده في أي وقت فقد قال الله تعالى: «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ» (آل عمران: 140) وقال في موضع آخر: «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (26). ولذلك نقدّر كل ما نملكه ونتمسك به ونثق بالله ونتوكل عليه، ونعرف بأن حتى أسوأ أيامنا هي خيّرة وعظيمة لأنها من الله.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 16 ساعات
- صحيفة الشرق
قيم لتعارف الحضارات: (لتعارفوا)
102 قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات:13)، آية عظيمة اختزلت غاية من غايات الخلق، وهي: التعارف لا التنافر، والتواصل لا التصادم. التعارف بين الحضارات ليس ترفًا فكرياً، بل ضرورة إنسانية، وركيزة قرآنية لتحقيق السلام والتكامل في هذا العالم المتنوع. أولاً: الاحترام المتبادل التعارف لا يقوم إلا على أساس الاحترام، الذي يعني الاعتراف بإنسانية الآخر وخصوصيته، دون احتقار أو ازدراء. وقد بين النبي ﷺ ذلك عملياً في تعامله مع غير المسلمين، حيث زار مريضًا يهوديًا، وقام لجنازة فقال: «أليست نفسًا؟» رواه البخاري. ثانياً: العدل لا يمكن أن ينجح أي تعارف إذا غاب العدل. العدل قيمة عليا لا تفرق بين مسلم وغير مسلم، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ (المائدة: 8). ثالثاً: الحوار الحوار هو الجسر الذي يصل بين الحضارات، وأمر الله به نبيه فقال: ﴿ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ (النحل:125). وقد ضرب الإسلام أروع الأمثلة في آداب الحوار مع المخالفين، كما فعل النبي ﷺ مع وفد نصارى نجران، حيث استقبلهم في المسجد وأمنهم وناقشهم بأدب واحترام. رابعاً: الرحمة فالرحمة ليست حكرًا على أبناء الدين الواحد، بل تشمل كل البشر. قال ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» رواه الترمذي. وهذه الرحمة تسهم في بناء علاقات إنسانية راقية بين الشعوب. خامساً: الاعتراف بالتنوع التنوع سنة إلهية، لا مفر منها ولا مصلحة في إنكارها: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ (هود:118). فالاعتراف بهذا التنوع لا يعني الذوبان، بل الفهم والتكامل، فكل حضارة لها ما تقدمه للإنسانية. وخلاصة القول: إن التعارف بين الحضارات ليس شعاراً نظريًا، بل مسار أخلاقي وسلوك عملي، يقوم على قيم سامية دل عليها الوحي، وثبتها السلوك النبي، وشهدت بها تجارب التاريخ. فلنكن سفراء لهذه القيم في واقعنا، نفتح نوافذ الحوار، ونغلق أبواب الصدام، ونظهر أجمل ما في حضارتنا لنرتقي بالعالم معاً. «لتعارفوا». مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 3 أيام
- صحيفة الشرق
الاحتشام وخلع الحجاب!
مقالات 177 الاحتشام وخلع الحجاب! • الحجاب والحياء وجهان متكاملان لهوية المرأة وكرامتها وصورتها الراقية والرزينة، يجتمعان ليشكلا درعا يحميها من أنظار وعقول تراقبها، وحجاب يزينها ويحفظها ويحميها من تناقضات وصور خاطئة بمعنى الحشمة. • فالحجاب ليس مجرد غطاء للرأس، بل رمز للإيمان واعتزاز بالهوية الإسلامية والعربية، ورسالة صامتة تعرف بالهوية واعتزازها في كل مكان وكل الظروف، وتؤكد أن القيم يمكن أن تبقى حيّة رغم تغير الأزمنة والضغوط والظروف. • وأجمل ما يزيّن المرأة الحياء، تلك القوة الداخلية الثابتة التي تمنع الانسياق وراء التصرفات الخاطئة تحت شعارات الحرية المضللة، وتجعلها تختار الصواب بوعي ومسؤولية، وتمنع الانسياق خلف سراب النسويات والأفكار المضللة والخاطئة! • ومع الحجاب والحياء وترسيخ مبادئ الدين وقيم وأعراف المجتمع، وتعزيزه بالاحتشام وخفض الصوت والجانب في كل مكان، ليشمل السلوك والكلمة والنظرة وحركتها وطريقة مشيها، فيحفظ للمرأة مكانتها ويرسخ قيم وعادات وأعراف المجتمع. • فالمرأة التي تجمع بين الإيمان والحياء تعلن أن الحرية الحقيقية ليست في كسر الحدود والقيود المزعومة والمغلوطة، بل في ضبطها بالقيم التي تصون الروح وتحفظ الكرامة وتأكيد ان تعاليم الدين الإسلامي جاءت لتحفظ المرأة من القيود والعبودية وجاءت لتحفظ كرامتها ومكانتها. • في المجتمعات العربية، أصبح الحجاب مع الحياء عنوانا للفخر بالانتماء ودليلا على أن الأصالة يمكن أن تتعايش مع الحداثة والتطور وأعلى درجات التعلم، والأدوار واثبات الوجود بما لا يتعارض ودورها الحقيقي في تربية وتنشئة الاسرة وبناء الاجيال، ودون تنازل عن المبادئ. • ومع ذلك، قد تهتز وتضيع جمالية وقيمة هذه الصورة حين يتسلل التناقض إلى الأفعال. فخلع الحجاب في السفر، ولو بحجة الحرية أو مسايرة العادات، أو زعم ان لا يتعرف الاخر على هويتها الإسلامية منعا في مضايقتها كما تزعم ضعاف النفوس…! هنا في هذا التناقض لا يبقى مجرد اختيار شخصي، بل يصبح رسالة غير مباشرة للأبناء والمجتمع في تناقض وصورة مشوهة! • حين ترى الفتاة أو الابن أمَّه أو اخته تتنقل بين الاحتشام في الوطن وتركه وخلعه في الخارج، يتشوش في أذهانهم معنى الثبات على القيم، وتضعف المنظومة الأخلاقية التي بُنيت بالتربية والقدوة. • الأم قد لا تدرك أن موقفا واحدا أمام أبنائها قد يهدم سنوات من التعليم والتوجيه، لأن الطفل يتعلم مما يرى أكثر مما يسمع. • إن الحجاب والحياء ليسا مجرد واجب ديني، بل مسؤولية تربوية ورسالة عبر الأجيال ورسالة أصيلة للمبادئ والأخلاق، تمسك المرأة بهما في كل مكان، سواء في وطنها أو خارجه، يرسخ الثبات على القيم ويغرس في الأبناء معنى الالتزام الحقيقي الذي لا يتغير بتغير المكان أو الظروف. • فالأم التي تحافظ على حجابها وتظهر حياءها تُعلم أبناءها درسا عمليا بأن الدين ليس مظهرا اجتماعيا بل منهج حياة، وأن القيم لا تُجزّأ ولا تُلبس وتُخلع بحسب الزمان والمكان. • المرأة المحتشمة بحجابها وحيائها تعكس صورة الهوية الإسلامية والعربية والخليجية لمجتمعها في أبهى صوره وحضورها؛ صورة الأصالة التي تواكب الحداثة دون أن تتخلى عن الجذور. إنها تُثبت أن أجمل حرية هي التي تضبطها القيم، وأعظم قوة هي التي يزينها الخلق. • آخر جرة قلم: الحجاب والحياء معا ليسا قيدا بل تحررا من ضغط المظاهر وإرضاء الناس، ورفعة للنفس بحب الله والاعتزاز بالدين. وعندما تفهم المرأة هذه الحقيقة، تدرك أن تمسكها بحجابها وحيائها ليس فقط حفاظا على ذاتها، بل حماية لجيل كامل يراقبها ويستلهم منها معنى الثبات على الطريق المستقيم ومعنى الاعتزاز بالهوية الإسلامية والعربية والخليجية معنى حقيقيا لا يتناقض بتناقضات تهز وتشوش فكر الجيل الحالي والمعنى الحقيقي والثابت للحياء والحجاب، ولا يتشوه بصور مخالفة تسعى لتقليد الاخر وتبعيته التي لا تكون نتيجتها إلا ضعف الشخصية وسهولة قيادتها، وضعف الحضور في سهولة التخلي عن المبادئ والقيم وتعاليم الدين الإسلامي والاعتزاز الحقيقي بالهوية الوطنية.


صحيفة الشرق
منذ 3 أيام
- صحيفة الشرق
بشرى لأولياء أمور طلاب الثانوية العامة
إن مجموع درجات الطالب في الدراسة، هو بداية وليس النهاية، فكل الدروب تؤدي إلى النجاح، هو بداية للانطلاق لمرحلة جديدة مليئة بالتعليم والتطوير وفهم الذات، حتى لو كان المجموع ما كنت تتمناه، فهذا المقياس للدرجات ليس القيمة الكلية للطالب فهو عبارة عن مقياس لأداء اختبار في فترة زمنية محددة، ولا تقاس به نسبة ذكاء الطالب أو قدراته الإبداعية وشخصيته الفريدة، فالطالب هو طالب للعلم حتى يجد ما يشبع طموحه وفهم ذاته ونقاط التميز فى المجال الذي يشعر بشخصيته الفريدة وقدرته على العطاء فى هذا المجال بدون ملل والتميز فى المسار الذي يمكن أن يلتحق به الطالب وأهله لا يتوقعونه هو الأفضل للطالب ولولا اختلاف التخصصات ما كان انتظم الكون ومن عليه بفضل الله سُبْحَانَه وتَعالَى فالاختيار للمسار الحياتى لكل طالب بتوفيق الله، وكن على ثقة بأنه الأفضل والأنسب له ولمستقبله لاستكمال مسيرته الحياتية من جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والشخصية والإنسانية، وألف مبروك لكل طالب وطالبة وأب وأم أكملوا رسالتهم المدرسية والوصول إلى التخرج من الثانوية العامة هو تحقيق إنجاز وهدف عظيم ولا نجعل الذى اخترناه فى توقعاتنا كمجموع ولن تأتي عاقبة او أزمة تؤثر على المسيرة العلمية والعملية، فالحَمد للّٰه حَتى يَبَلٌغ الحمْدُ مُنتَهَاه والحَمد للّٰه دائماً وابداً ونتذكر جميع النعم فى حياتنا ونعززها وعدم الضغط من أولياء الأمور على الطلاب بالمقارنات السلبية التى تدمر ثقة الطالب بنفسه لاكتمال مسيرته وعدم الوقوع فى أزمات نندم عليها بسبب إيذاء أبنائنا بالمقارنات السلبية وتعزيز الإيجابيات فى اختيارات الطالب والمشاركة الإيجابية فى فن واقناع أولياء الأمور للطلاب بأهم نقطة وهي التميز فى اختيار التخصص وأن يكون الطالب متميزا والمساعدة على بناء الثقة بالنفس والضمير المهني والأمانة المهنية لأي تخصص سوف يلتحق به الطالب والإيمان بالقضاء والقدر وان الله عَلِيمٌ حَكِيمٌ وهو الذي يدبر الأمر وإننا مأمورون بالسعى والاتخاذ بالأسباب والتسليم التام بأن الخيرة فيما اختاره الله حتى لو كان هذا الاختيار غير مرغوب أوعكس ما يتمناه الإنسان.