logo
قوات صنعاء تستهدف مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي

قوات صنعاء تستهدف مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي

صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//
أعلنت قوات صنعاء عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وردا على جريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو الصهيوني في قطاع غزة.
وأوضحت في بيان صادر عنها اليوم، أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع 'فلسطين٢'.. مشيرة إلى أن العملية حققت هدفها بنجاح بفضل الله، وتسببت في هروع الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار.
وأكدت قوات صنعاء أن اليمن بشعبه وقيادته وجيشه مستمر في عملياته انتصارا للمظلومين والمجوعين من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وإسنادا لمقاومته الأبية، ودعما لصموده، وهو يواجه كل هذا الحصار والعدوان وحيدا بلا سند وبلا دعم.
وأضاف البيان' إن إخوانكم في اليمن، معكم وإلى جانبكم، وسنبذل كل ما بوسعنا تأدية للواجب تجاهكم واجب الدين، وواجب العروبة، وواجب الإنسانية'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟
ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟

اليمن الآن

timeمنذ 43 دقائق

  • اليمن الآن

ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟

في تطور عسكري جديد، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثي)، الأحد الماضي، تصعيد عملياتها العسكرية على إسرائيل، وذلك بإطلاقها "المرحلة الرابعة من الحصار على العدو الإسرائيلي". وقال المتحدث العسكري باسم أنصار الله يحيى سريع، إن "المرحلة الرابعة" التي أطلقتها الجماعة تشمل "استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ العدو، وبأي مكان يمكن الوصول إليه". وأضاف أن الشركات التي تتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها أو جنسيتها. من جهته، شدد قائد قوات الدفاع الساحلي التابعة للحوثيين محمد القادري، في تصريح نشره، أمس الثلاثاء، موقع "26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة، على أن "المرحلة الرابعة" من التصعيد "سيكون فيها من المفاجآت الكبيرة ما يردع إسرائيل وأميركا". "مرحلة حادّة" وتُطرح تساؤلات عن مدى تأثيرات التصعيد الحوثي الجديد على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر، وارتداد ذلك على الوضع في اليمن. كما تُثار مخاوف من انعكاس ذلك على حالة التهدئة بين أميركا وجماعة أنصار الله اليمنية المستمرة منذ مايو/أيار الماضي حينما أعلن اتفاق لوقف هجمات الجماعة على السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف غارات واشنطن على اليمن. وتعليقًا على هذه التطورات، يرى رئيس تحرير موقع "المسيرة نت" الناطق باسم أنصار الله، أحمد داود، أن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء تعمل على فرض الحصار على الملاحة الإسرائيلية بمنع مرور السفن إلى ميناء إيلات جنوب فلسطين المحتلة، وعلى مدى الأشهر الماضية كانت العمليات تتم وفق خطوات متدرجة، حتى وصلت إلى ذروتها مع نهاية "المرحلة الثالثة، وذلك بإغراق سفينتي "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي". وأضاف داود للجزيرة نت، أن إعلان انطلاق المرحلة الرابعة من التصعيد يأتي بلهجة أكثر حدة من ذي قبل، وبعد رصد معلوماتي دقيق عن الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، بما فيها عربية وإسلامية. واعتبر أن أنصار الله يعلنون بهذه المرحلة عدم التغاضي والدخول في دائرة الاستهداف الذي لا يستبعد أن تكون شركات ذات صلة بدول عربية أو إسلامية مثل تركيا ومصر فيها. ونبَّه إلى أن هذه المرحلة لا استثناء فيها لأحد، بما فيها السفن الأميركية وغيرها مهما كانت جنسيتها. ولفت إلى أن الرسالة التي وصلت إلى معظم الشركات العالمية التي تتعامل مع إسرائيل، أنها ستجد نفسها مستهدفة إذا عبرت من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهنا تصبح هذه الشركات أمام خيارين: الأول: الاستمرار في التعامل مع ميناء حيفا، وهذا سيعرض سفنها في البحر الأحمر للإغراق. الثاني: التوقف عن الإبحار صوب حيفا، وهنا يكون اليمن قد نجح بفرض حصار بحري على أشهر الموانئ الصهيونية. وعن أسباب هذه الهجمات ومستقبلها، أردف داود "كل هذه العمليات تأتي في إطار محاولة أنصار الله فك الحصار الصهيوني على قطاع غزة، ولهذا فإنهم يؤكدون مرارا وتكرارا أن العمليات ستتوقف عندما يتوقف العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة". إحداث التأثير ومنذ بدء العمليات المناصرة لغزة في أكتوبر/تشرين أول 2023، نفَّذ الحوثيون هجمات باستخدام 1679 ما بين صواريخ وطائرات مسيّرة وزوارق حربية، نقلًا عن كلمة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مساء الخميس الماضي. وفي إطار التصعيد الجديد، ثمة من يرى أن الجماعة تسعى إلى تحقيق تأثير أكبر وتنفيذ عمليات جديدة. ويقول الباحث المتخصص في النزاع المسلح وجماعة الحوثي عدنان الجبرني، إن إعلان جماعة أنصار الله مرحلة تصعيدية جديدة يأتي في سياق تطلعها إلى تأثير أكبر. واعتبر في حديث للجزيرة نت، أنه لن يكون هناك تأثير مختلف لهذه المرحلة إلا إذا استُهدفت سفن أميركية، وهو ما يعني انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين وأميركا، وما قد يولّد رد فعل من واشنطن ضد الجماعة إذا استُهدفت السفن الأميركية. وعن استعدادات الجماعة لرد فعل إسرائيلي، يرى الجبرني، أن الحوثيين مستعدون منذ فترة لهجمة إسرائيلية كبيرة، ويُحضِّرون لها، ولكن زعيم الجماعة يفضل أن يأتي الاستهداف وهو في إطار الفعل، لا أن ينتظر حتى يبدأ الطرف الآخر. ولفت إلى أنه بهذا النهج يريد الحوثي، أن يضمن جاهزية قواته وعدم استرخائها، وقد رأيناه يسلك النهج ذاته قبل العملية الأميركية في مارس/آذار الماضي. مضيفا "من خلال رصد سلوك الحوثيين وطريقة تفكيرهم نجد أنهم كلما رصدوا مؤشرات على قرب استهدافهم، يبادرون إلى فعل عسكري من جانبهم". أهمية التكافؤ ونظرا لعدم امتلاك الحوثي أسلحة مكافئة لما تحوزه إسرائيل، ثمة من يعتقد أن المرحلة الجديدة من تصعيد الجماعة قد تكون محدودة التأثير. وفي السياق، يرى الباحث السياسي اليمني عبد السلام قائد، أن أسباب تصعيد الحوثيين هذه المرة ضد إسرائيل لا تختلف عن السابق، إذ يقولون إنهم يهاجمون إسرائيل نصرة لغزة، ويربطون أي توقف لهجماتهم بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني. ويعتقد قائد في حديثه للجزيرة نت، أن تأثير هذا التصعيد سيكون محدودا، لأنه لا قدرات عسكرية لأنصار الله تمكنهم من إلحاق أضرار كبيرة بالجيش الإسرائيلي أو البنية التحتية والمنشآت الحيوية في فلسطين المحتلة، كالأضرار التي خلفتها الصواريخ الإيرانية خلال حرب الـ12 يوما الماضية. وأشار إلى أن الحوثيين يطلقون صاروخا واحدا فقط في كل هجوم يمكن اعتراضه بسهولة، لأنهم إذا أرادوا إلحاق أضرار كبيرة بإسرائيل، فذلك يتطلب منهم إطلاق عدد كبير من الصواريخ والطائرات المُسيَّرة تزامنًا لإرباك الدفاع الجوي الإسرائيلي، لكن هجمات من هذا النوع ستستنزف مخزوناتهم من الصواريخ سريعا، لأنها محدودة. وعن ردود أفعال إسرائيل ومدى استعداد الحوثيين لها، يعتبر الباحث قائد أن التطورات السابقة أثبتت أن إسرائيل بحاجة لمخابرات ميدانية لتكون هجماتها ضد الحوثيين فعَّالة، أما الآن فهي تتعامل مع عدو شبحي تشعر بأذاه ولا تراه، فترد بقصف منشآت مدنية لا تشكل ضررا كبيرا للحوثيين. ولفت إلى أن هجمات إسرائيل على الحوثيين لن تكون فعّالة إلا في حال نضجت ظروف استخبارية أو تعاون جدي من هذا القبيل مع أميركا أو غيرها، لتوجيه ضربات مؤثرة.

قراءة فاحصة لمقال البروف بن حبتور ...عن تحرر المناضل الثوري / جورج عبد الله
قراءة فاحصة لمقال البروف بن حبتور ...عن تحرر المناضل الثوري / جورج عبد الله

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 2 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

قراءة فاحصة لمقال البروف بن حبتور ...عن تحرر المناضل الثوري / جورج عبد الله

كعادته يأبي صديقي الصمصوم أ.د. عبد العزيز بن حبتور .. ترك المناسبات المحزنة أو المبهجة التي تقع في نطاق فضاءات المشهد العام على امتدادته العربية والإسلامية بل وحتى الدولية، نعم يأبى ان تمر علينا مرور الكرام فهو حريص بل يصر على توظيفها التوظيف المناسب، "ايجاباً" لرفع المعنويات وشحذ العزائم والهمم ذالحاً البهجة في قلوب وعيون الأحرار أينما وجدوا، وسلباً" تنكيلاً بالأشرار والمجرمين اللذين يتلبسهم الإستكبار والغطرسة والتنمر على البشر في كل ارجاء عالمنا . بعد هذه التوطئة التوضيحية المقتضبة دعونا نلج في مقال رفيقنا المناضل والمثقف الثوري دولة الدكتور / بن حبتور مباشرة، والذي حمل عنواناً صريح النبرة مباشر في صلب دلالاته التهكمية على ادعياء النور والحرية والحداثة من خلال الفقرة الأخيرة في ذلك العنوان الذي اجاد في نحت مفرداته الزنازين الفرنسية" ليخبرنا عن كم استهجانه للإستغفال الذي يمارسه الغرب الاستعماري على شعوبنا العربية الإسلامية لا بل على كافة شعوب العالم. ومن العنوان يمرق الكاتب الفذ ولوجاً الى مقدمة مقاله الذي حرص على ان يحمل كذلك نفساً هو اقرب الى التوضيح التنويري / التعبوي، الذي يُعلي القيم الكفاحية واهميتها بصناعة الوعي والمعرفة بمكانة النضال في سبيل إرساء وترسيخ القناعات الأساسية في عقول وقلوب عامة البشر، بل ودفع النخب لعدم التراخي امام مثل هذه الضرورات التحشيدية والتعبوية خاصة وهو يشاهد اتساع مسافة الإبتعاد التي اصبحت احدى سلبيات الغفلة عن الدور الريادي الذي يفترض ان تمارسه النخب في قيادة الجماهير الشعبية في بلدانها، حتى بما فيها تلك الأحزاب الليبرالية واليسارية في الدول الغربية ايضاً والتي تمت في بيئاتها عملية التجريف السياسي / الاجتماعي / الفكري، خاصة بعد سقوط جدار برلين وانهيار المنظمومة الاشتراكية كقطب عالمي وازن في مواجهة الامبرياليات الغربية وفي مقدمتها الامبريالية الامريكية اثناء الحرب الباردة ... نعم لقد اسهب الكاتب في مقدمته هذه والتي التمس له العذر فيها لأنني اشعر صراحة انه كان مضغوطاً بفعل ثقل هذة المناسبة الفرائحية، والتي ليست ببسيطة خاصة ونحن نعيش في زمن تتواكب فيه الانتصارات مع الهزائم توازياً لكنه زمن شهد علو كعب التغول الصهوامريكي الذي زاد إسرافاً في التقتيل والإبادات الجماعية بما فيها إبادة التجويع والتعطيش والحرمان من كافة مقومات الحياة الطبيعية للبشر .. كما سيلاحظ القارئ الكريم لاحقاً ان الكاتب الفذ قد كان يقظاً كذئب ارهف كافة حواسه متحين الفرص لجهة الإنقضاض على فريسته العدو الصهيوامريكي) لإتخانه جراح وتنكيلاً قبل اخماد أنفاسه، حيث جاءت المشيئة الربانية لتسعفه ونحن في معيته جميعاً محور المقاومة + احرار العالم بأن "بعث الله سبحانه وتعالى للأمتين العربية الإسلامية بتلك الفرصة وهي رضوخ الدولة الفرنسية بإصدار قرار الإفراج عن المناضل الثورى / جورج عبد الله"، وهو الأمر الذي التقطه دولة البروف بن حبتور ككاتب فطن بكل عزيمة وروح كفاحية خبيرة تعلم أهمية ما وقع بين يديها من فرصة، فذهب يبني عليها مقاله التعبوي والتحشيدي تنويراً بعظمة الانتصار المحقق من خلال قرار الافراج عن ايقونة كفاحية ثورية اممية ملئت الاسماع والابصار برمزيتها النضالية وعدالة قضيتها، في مواجهة السردية الظالمة التي يروجها الفرنسيون تحت الضغط الصهيوامريكي الرافض لإطلاق سراحه بهدف الإبتزاز السياسي باستعراض لقوة هيمنتهم العالمية حتى على اقرب حلفائهم الغربيين فجاء مقال كاتبنا الهمام فاضحا كاشفاً ومنكلاً بالغطرسة والتنمر الامبريالي المقيت والدوس عليهما ... وفي سبيل تحقيق ذلك عمد دولة الدكتور / بن حبتور .. الى استدعاء حوادث التاريخ ووقائعه الملهمة كجرعات تبصيرية مبهرة لتبين اولاً "أهمية الحرية" كواحدة من اهم القيم والحقوق الإنسانية، وكذلك مظهراً روعة الانتصار الحتمي الذي تم لذلك الحق الانساني بالرغم من طول زمان الضيم والعسف والاستكبار الذي ظلت تمارسه الطواغيث العصر بقبح وصلف، حاشدا لأمثلة ونماذج كفاحية تحررية خاضتها الشعوب المقهورة تحت قيادة نخبها الباسلة في العديد من بلدان العالم وكان النصر المؤزر حليفها وفي اندفاعة حماسية يتطوع كاتبنا المثقف الثوري المشتبك في هذه الفقرة بتقديم حشد وازن من النماذدج والامثلة التحررية الثورية في عدد من البلدان التي انتفضت بثورات شعبية، يطول شأن استعراضها في طي قرائتنا هذه لذلك نستسمحك عذراً أيها القارئ الكريم ونرجو تكرمك بالرجوع الى النص الأصلي لمقال دولة البروف هذا الذي هو منشور في موقع مؤسسة دار بن حبتور الخيرية للتوثيق .. وسوف نضع لك رابط الموقع في نهاية المقال لتيسير زيارتك للموقع " بعد تلك المقدمة التوثيقية للوقائع والاحداث الثورية والتحررية التي اجتهد الكاتب بمهنية استعراضها كأدلة على صدق ما يسطر من محتوى، نجده يلج متن مقاله برشاقة وسلاسة مشهود له فيها "بالربط والتعشيق" الذي يشتهر به فن المنمنمات والأربسك القمريات اليمنية من خلال المهابة التي تليق بالتأطير الرصين منذ بداية الاسطر الأولى لمتن المقال مع مرتكزاته السبعة والخلاصة، راسما بدقة ملامح المشهد العام هذا المشهد الذي كان مطلعه حسبما حملته تلك الاسطر هو انطلاقة طوفان الأقصى المبارك، التي خلقت مفاعيله أجواء ومناخات يفوح من قلبها وعلى جنباتها وضفاف ثناياها عبق أريج الملحمة"، والتي تتقافز منها الى فضاءات الملتيميديا عالمياً صورها ومقاطع الفيديو التي تناقلتها القنوات الفضائية، نعم صور التنكيل والإذلال للجيش الصهيوني الذي قيل عنه ذات يوم انه لا يُقهر " كلنا شاهدنا تلك الصور والمشاهد وكيف تم تمريغ وجه جيشهم المتغطرس تنمراً بوحل غزة وغلافها المتروس بترسانة من مختلف انواع الأسلحة القتالية الحديثة وأعقد ادوات ومعدات وأجهزة الرصد والمراقبة والتصنت .. فلم يستبخس بالقارئ أو يوفر جهد سرده النوعي موضحاً ضخامة الإحتشاد الذي سعرته نيران الطوفان المبارك في تلك المواجهة الملحمية بين طرفي الحق والباطل .. وهنا ايضاً اكرر الرجاء للقارئ الكريم بالعودة الى النص الأصلي للمقال حسبما أشرت آنفاً الى الموقع الالكتروني لمؤسسة دار بن حبتور الخيرية للتوثيق" للإطلاع على سلاسة ودقة التوثيق وروعة رسم المشاهد التي ترفع المعنويات وتدكي مشاعل الحماسة في قلوب الاحرار .... لعل القارئ الفاضل قد لاحظ حرص الكاتب وفطنته الواضحة في تناول المناضل الثوري المشتبك / جورج ابراهيم عبد الله ليس كرواية او كسرد تعريفي بقصة حياته او كسيرة ذاتية صرفة توثق تاريخ الميلاد ثم النشأة ... دواليك وصول الى اللحظة الراهنة بل انه وفق التأطير المُهيب لمتن المقال كتب عن جورج عبد الله وما يحتويه قلبه من بسالة الفدائي والمناضل الثوري، وحجم اشتباكه مع قضايا وهموم وتطلعات شعبيه اللبناني / الفلسطيني، نعم اشتباك متكئ على هويته الكفاحية الأيقونية، وعن دلالاتها الرمزية كعنوان بطولة اسطوري وثبات موقف إعجازي على الحق أنبني مؤسساً على رسوخ قناعات مبدئية وقيمية نبيلة في بعدها الأخلاقي والإنساني + الثوري موضوع سردية قصة حياته وتفاصيل تاريخ الميلاد والنشأة فهو امر يسير الحصول عليه وقرائته على صفحات ومواقع عديدة في الفضاء الافتراضي الذي تزدحم بالانترنت في كل من الويكيبيديا + جوجل وغيرها من المواقع الالكترونية غير المتخصصة كما هي المتخصصة منها مثل موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين او موقع الحزب الشيوعي اللبناني والقائمة يطول ذكر اسمائها ... للتذكير من باب العلم بالشيء فقط لمن اعتاد او باشر متأخراً قراءة المقالات السياسية التي دأب على كتابتها البروف بن حبتور .. كقامة أكاديمية ورجل دولة يحوز روح المناضل الثوري مشتبك، نعم تلك المقالات كان قد دشنها بإنتظام وفي ديمومة لم تنقطع بعيد "العدوان الغاشم على وطنه اليمن العظيم، بالرغم من زحمة انشغالاته التي لا عد لها او حصر بسبب المهام والمناصب العليا التي تسنم مقاعدها بما فيها رئاسته الحكومة الإنقاذ بصنعاء لمدة أعوام ثمانية .. فجل مقالاته لا مجال في ثناياه للشخصنة او موضوعات المكايدة بغرض تحقيق انتصارات ذاتية، لكنها مقالات مملؤة نفس ثوري وطني - قومي وكذلك أممي نضالي / انساني ولا يغيب عنها النفس التنكيلي لأعداء البشرية من القوى الصهيوامريكي والاستعمارية الغربية تحديداً، وقد كان لي شرف زمالته بهذا المجال من خلال كتابتي لقراءات متأنية أو فاحصة لجل مقالاته تقريبا"، وذلك بحكم ما بيننا من صداقة يزيد عمرها عن الأربعين عاماً بالإضافة الى حجم المعتركات والمشتركات الكفاحية التي جمعتنا فيما مضى والتي تجمعنا اليوم وبالعودة الى بعض فقرات ذلك التأطير المُهيب الذي احتواه متن مقاله هذا عن الفدائي المناضل الثوري المشتبك / جورج إبراهيم عبد الله، نجد الكاتب يقول بالنص: هذه المقاومة التي تكالبت عليها الصهيونية العالمية بقيادة أميركا USA المتوحشة، وا لكيان الإسرائيلي الصهيوني العدواني، والتي تقود عدواناً على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023 / وحتى لحظة كتابة مقالتنا هذه في يوم السبت الموافق / 19 يوليو / 2025م)، هذا اصدق دليل ان الكاتب انقض انقضاض على قرار المحكمة الفرنسية بالافراج عن صنديدنا جورج الصادر بتاريخ ۱۷ يوليو ۲۰۲۵ م ليقوم بتسطير مقاله في ١٩ يوليو ۲۰٢٥ م أي بعد يومين من صدوره، ولم ينتظر حتى يتم الافراج الفعلي والرسمي عن هذا الطود الكفاحي والمناضل الذي اصبح الأشهر عالمياً في العشرية الثالثة من الألفية الثالثة التي تعيش البشرية اليوم خيبات ارهاصاتها .. لكنها الى جانبها تجد كذلك مساحة بهجة عظيمة لانتصارات بحجم قرار الافراج عن المغوار ليث العروبة / جورج ابراهيم عبد الله ليتم الإحتفاء بها وجعلها يوم من أيام العرب في الألفي الثالثة .. وقبل الانتقال الى المرتكزات السبعة والخلاصة نورد اخر اقتباس يوضح حجم سرور وبهجة الانتصار بقرار الإفراج ذلك الذي يؤكد اننا نعيش لحظة انتصار استثنائي حيث كتب كاتبنا الفذ بالنص ما يلي: في خضم العدوان، والمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الصهيونية ضد شعوبنا العربية والإسلامية يحل يوم الفرج على المجاهد الفدائي الأسير في سجون فرنسا المتصهينة المناضل / جورج إبراهيم عبد الله، ذلك المناضل الصلب اللبناني المسيحى الماروني الذي أمضى واحداً وأربعين عاماً في سجون ومعتقلات جمهورية فرنسا الصهيونية ، ذلك الشاب المسيحى الماروني المنتسب إلى عضوية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذى قاتل ببسالة مع الثوار المقاومين ! لفدائيين الفلسطينيين منذ سبعينيات القرن العشرين. اود قول ملاحظة لربما ضرورية لجهة التدبر في مضمون هذه المرتكزات التي جاء بعضها مفارقاً للأسهاب بل ومكثفاً ولكن بمهنية باستثناء المرتكزين الثالث الرابع) الذي فيهما تعملق الكاتب، لكنها مرتكزات تفضي كل منها الى ما يليها من مرتكز، وحتى لا نطل في الشرح الذي يفقد القراءة الفاحصة جمالها وما يكتنفها من سلاسة وتشويق لذلك دعونا ننطلق الى المرتكزات السبعة وما تضمنته الخلاصة ... المرتكز الأول : يشير الكاتب بكل وضوح وبصوت مرتفع ان مقياس الولاء وجوهر الانتماء للأمتين العربية الإسلامية يتحدد من خلال الموقف من القضية الفلسطينية، بإنهاء ورفع المظلومية عنها كوطن يحتضن أولى القبلتين وارض مسرى النبي محمد عليه افضل صلوات الله وسلامه وعن شعبها كأشقاء تم تشريدهم ونهب حقوقهم وممتلكاتهم شن عليهم حرب إبادة من زمن مبكر بداية القرن الفارط، والفدائي والمناضل / جورج إبراهيم كانت فلسطين تمثل له خلاصة كل تلك القيم . المرتكز الثاني : بدفع من القوى الماسونية والصهيونية العالمية حرص الغرب الاستعماري في البداية ولحقت به الامبريالية الامريكية، لزرع الكيان الصهيوني ومن ثم تتثبيته بأرض فلسطين العربية رغم انها كارض ومجتمع وبيئة وثقافة وديانة لا تصلح لإقامته فيها من جميع النواحي، وظل الكيان طارئ بفلسطين مثل المريض في غرفة الإنعاش بدعم كافة القوى الاستعمارية الغربية والاطلسية الأمريكية فقط المرتكز الثالث : هذا المرتكز لن تقدم القراءة الفاحصة له أي إضافة أو حتى إضاءة تنفع القارئ الكريم، كما انه لا يصلح الخوض شرحاً لتفاصيله، لذلك انصح القارئ" مرة أخرى بالذهاب الى نص المقال الأصلي في الموقع الالكتروني المشار اليه آنفاً ... إن أراد المتعة والاستزادة من المعلومات التوثيقية التي أوردها الكاتب الفطن، الذي عادةً ما يذهب الى استحضار وقائع التاريخ وحوادثه سعياً لتأصيل مضامين سردياته وما يسطره في جل مقالاته، أو في احاديثه بمقابلاته وفي محاضراته كذلك كقامة أكاديمية مشهود لها بالتميز، لنجدها تفضي الى إعلاء تلك القيم النبيلة التي كان المناضل والفدائي الجسور / جورج إبراهيم عبد الله ايقونتها الباذخة المرتكز الرابع : لن نكرر ما جاء في المرتكز الثالث من توصيف بل انني سأضيف معلومة هامة مفادها أن المرتكز الثالث تضمن التأصيل فيه ذكر الرؤساء وقادة الدول العربية اما في التأصيل الخاص بالمرتكز الرابع فإنه قد افاض في ذكر أسماء القيادات الرئيسية والمحورية في العمل الثوري المقاوم منذ بداية انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة ضد العدو الصهيوني، وفي هذا السياق لا نملك سوى شكر الكاتب الفذ على ما بذله من جهد مضني باستحضار وذكر لأسماء تلك الكوكبة من شهداء الثورة الفلسطينية، ونشكر كذلك روحه الطيبة بتوجيه الاعتذار لعدم تمكنه من ذكر أسماء ورموز ثورية .. لم تسعفه الذاكرة كما هو الحيز المتاح في مقال تحشيدي تعبوي المرتكز الخامس : هذا المرتكز استعان الكاتب بالمنهج الفلسفي / القيمي للمقارنة والمقاربة للتميز بين سلوك الافراد والجماعات سواء تلك القابعة في رأس هرم السلطة او النخب المتموضعة بين صفوف الجماهير وموقف كلاهما من مظلومية لا تحتاج للتبيين والايضاح مثل مظلومية القضية والشعب الفلسطيني، فلعن اجداد الأولى واعلى مقام الثانية التي يقف المناضل الثوري / جورج عبد الله في صدارتها . المرتكز السادس : ابحر الكاتب في هذا المرتكز باستعراض شيق لأثر عادلة القضية الفلسطينية على سلوك ومواقف احرار العالم في كافة قاراته، لا سيما وهم يرون تغول ووحشية لا حدود لها يمارسها العدو الصهيوامريكي ودعم حكومي غربي، حيث ارتجت العواصم والمدن الرئيسية بالتظاهرات الاحتجاجية والمسيرات الصاخبة تنديداً بحكومات بلدانه المتواطئة مع جرائم الابادة بالنيران او تلك التي استجد في ممارستها بحصار التجويع والتعطيش ومنع الدواء وحليب الرضع، وكان جل قوامها طلاب الجامعات الامريكية مع طلاب الدول الأوروبية، منهياً ذلك الاستعراض بفضح موقف ورأي المجتمع الدولي الذي ظل صامتاً بأزاء كل تلك الجرائم الوحشية . المرتكز السابع : والمرتكز السابع هنا يأتي على وزن البند الأممي السابع) بقساوته القسرية الفاضحة والمتماهية مع لسلوك الحكام الخلايجة، كما اسماهم الكاتب في مواقفهم من كل ما يجري من جرائم بحق الشعب الفلسطيني يمارسها العدو الصهيوامريكي وبدعم غربي وخليجي صريح، لا بل وفي مواقف خيانية ومداهنة وصلت الى حد الرشوة استمزاجاً في العيش تحت عبودية مطلقة للأمريكي دونالد ترامب الذي جاء الى المنطقة جابياً فعاد محمل بترليونات الانذال مزهواً بغطرسته الفجة، وهم على يقين علم بحجم تورطه إيغالاً بالإبادة للشعب الفلسطيني وبهذا الفعل يصبح الخلايجة مع قيادة دول الأطلسي شركاء انداد في جريمة العصر التي يندى لها جبين احرار العالم .... الخلاصة : بهذه الخلاصة يفاخر الكاتب الفطن بروعة وبلاغة الدرس الذي قدمه المناضل الجسور والثوري المشتبك / جورج عبد الله وهو المسيحي الماروني المقدام، نصرة لعدالة القضية الفلسطينية والتي تمثل اليوم انبل قضايا العصر واقدس ما يستوجب التضامن والدعم الأممي، مقابل ليس الخذلان فقط بل والتآمر والشراكة المقززة للحكام العرب والمسلمين مع العدو الصهيوامريكي الأطلسي الاستعماري ... ولكنهم اقصد العربان لن يتمكن اكبر قامة واغزرهم مال من فهم ذلك الدرس البليغ *محمد الجوهري جامعة عدن .

خصوم الميدان: العلماء على ميزان أبو عبيدة
خصوم الميدان: العلماء على ميزان أبو عبيدة

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 6 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

خصوم الميدان: العلماء على ميزان أبو عبيدة

في ذروة المجاعة خرج الناطق العسكري باسم كتائب القسام موجّهاً خطابه إلى من خذلوا الدم وهم يرتدون عباءة الدين، أبو عبيدة لم يناشد؛ بل خَاصَم، ووضع العلماء أمام المحكّ الشرعي والتاريخي، إذ تحوّل بعضهم إلى شهود زور يصافحون المذبحة بصمت، أو يبرّرونها بلغة مراوغة لا تشبه الفقه ولا المروءة، واليوم وبينما يشتد الخناق على غزة، ينشغل بعض من يسمّون 'علماء الأمة' بتزييف وعي الجماهير، يعلنون من أبراجهم الآمنة أن المجاعة قد انتهت، وكأنهم ناطقون باسم من قتل، لا باسم من جاع وقُصف وأُبيد. الخذلان هنا ليس في الصمت فقط، بل في خيانة الموقف، وتشويه الحقيقة، وتزيين الجريمة بكلمات مطلية بالوهم، فهؤلاء ليسوا على الحياد؛ بل خصومٌ للميدان، وخصومٌ لأهل الرباط الذين ما باعوا الموقف ولا تخلوا عن التكليف، وهكذا يصبح العالم الذي لا ينصر غزة في زمن الإبادة، جزءً من آلة القتل، حتى لو لبس ألف عمامة. لطالما كانت منابر العلماء خندقاً أول في مواجهة الطغيان، ومحرّكاً للأمم في معارك التحرّير، فلم تكن الفتاوى مجرد أحكام مجرّدة، بل صيحات تعبئة تسبق رصاص المقاومة وتؤسّس لها، والتاريخ يشهد من الأزهر إلى الزيتونة، ومن مكة إلى القدس، وقف العلماء يوماً ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي، حرّكوا الجموع، وهتفوا للحق، وكانوا صدى لصوت المظلوم، لكن اليوم حين تبلغ الإبادة في غزة ذروتها، تُصادَر المآذن وتُحجَب الفتاوى، ويغيب الخطاب الجهادي كما لو أن الدم الفلسطيني لا يُوجب الغضب، ولا يحرك الضمير. هذا الصمت ليس حياداً بل انحياز، وهو ليس تقصيراً عابراً، بل تعطيل لمنبرٍ خُلِق ليشهد لا ليصمت، وإن تغييب العلماء عن واجبهم في لحظة كونية كالتي تشهدها غزة، هو انقلاب على وظيفة العالم، ونكوص عن الشرف قبل التكليف. خطاب أبو عبيدة لم يكن تصعيداً عاطفياً، بل موقفاً محسوباً في الزمن الأشدّ احتياجاً للمراجعة والمصارحة، فلقد تخلّى فيه عن لغة المجاملة، وخاطب العلماء بلسان الدم المهدور، ليعلن أن التاريخ لن يغفر لمن تخلّف عن الشهادة في وقت الامتحان، فهو لم يدعُ لهجوم، بل دعا لموقف، لم يطلب الولاء لحركة، بل نصرة لأمّة تُباد ويُذبح أطفالها على مرأى من العمائم والقمم والمنصات، وإنّ تخصيص العلماء بالخطاب في هذه اللحظة، هو بمثابة فتح لسجلّ الحساب، تمييزٌ بين من جعلوا العلم طريقاً للحق، ومن جعلوه واجهة للتملق السياسي أو الصمت المذلّ. أن تُنكر المجاعة في غزة وأمعاء أطفالها تلتحف الهواء، فتلك ليست سقطة، بل خيانة خطابية تتقاطع مع أدوات العدو في كيّ وعي الناس وتزييف حقائق الميدان، وحين يخرج بعض الدعاة النجوم ليُطمئنوا متابعيهم من خلف الشاشات بأن الوضع الغذائي تحسّن، ويعلن أحدهم انتهاء المجاعة، فإنهم لا يقدمون رأياً، بل يوقعون على صكّ تبرئة لجلاد ما زال يقطع الإمدادات ويحاصر المستشفيات، ونحن هنا نتسائل: أيّ فهم مغلوط للفقه يدفع بعالم إلى إنكار الشهادة الحيّة لأهل غزة، وهي تُبثّ لحظة بلحظة عبر صور الوجع والوجوه المحفورة بالجوع؟ إن من يختزل المجاعة في عدّة شاحنات مساعدات، أو يروّج لانفراج وهمي، يُشرعن الجريمة بدل أن يفضحها، ويقف في صف القاتل بدل أن ينتصر للمذبوح، إنها جريمة خطاب، توازي في بشاعتها جريمة الحصار، وتُدين قائلها أمام شهود الميدان، وأمام الله. ما أصعب أن تُباع المنابر في سوق المناصب، لقد كشفت غزة أن بعض العلماء لم يُمسكوا بميزان الشرع، بل بمسطرة السياسة، يقيسون مواقفهم بما لا يُغضب مموليهم، لا بما يُرضي ضميرهم أو يُنقذ شعباً تحت النار، فصارت البيانات خاضعة للمزاج الرسمي، والدعاء انتقائياً لا يُغضب سفارات، والخطب تصعد المنبر محنطة، لا تنبض فيها روح النصرة ولا عرق الكرامة، هذه الموازنات المزيفة ليست فقهاً بل تهرّب وجبن مغلّف بالدبلوماسية، وغزة اليوم لا تحتاج لعالمٍ يُحسن التأويل بل لعالم يُجيد الاصطفاف، فالعالم الذي يطلب فتوى من سلطانه قبل أن يطلبها من وجدانه، هو خصم لا شاهد. في زمن المجازر لا يكون العالم شاهداً على الحدث، بل جزءً من معادلته، فإن اختار الصمت، صار شريكاً في ستر الجريمة، وإن اختار التبرير، صار غلافاً ناعماً لبشاعة العدو، من هنا فإن ما يُطلب من العلماء اليوم ليس خطاباً عاماً أو دعاءً فضفاضاً، بل موقفاً صريحاً وفعّالاً يرقى إلى مستوى الحدث والمجازر، لقد أطلق أبو عبيدة نداءه لا بوصفه متحدثًا عسكرياً، بل باعتباره حاملاً لأمانة شرعية وأخلاقية، يُسائل بها العلماء على ميزان الجهاد لا ميزان التوازنات، فما هي خارطة الواجب؟ ولهذا، فإنني أضع هنا خطة تحرك عاجلة، تليق بمقام العلماء وتُترجم فقه النوازل إلى فعل ناصر، لا وصف عاجز: أولاً: مواجهة الحكام ومصارحتهم: يجب الدخول الفوري على رؤساء الدول العربية والإسلامية، لا بمجاملات بروتوكولية، بل بكلمة الحق التي لا تخشى سلطاناً ولا ترضى بالدنية، وقولوا في وجوههم: أوقفوا تصدير الغاز للصهاينة ولحلفائهم، أغلقوا أنابيب العار، فأنتم تملكون ورقة قوة ما تزال تُستخدم خنجراً في خاصرة غزة، وطالبوهم بنقض الاتفاقيات مع العدو، وتجميد التعاون الأمني والاقتصادي معه، فالاحتلال لا يرتدع إلا إذا دفع الثمن، ومن لا يقدر على ذلك فليُعلن أنه ممنوع، ولْيجعل من منعه قضية رأي عام. ثانياً: التحرك الشعبي بقيادة العلماء: في لحظة تاريخية كاشفة كهذه، لا يكفي للعلماء أن يصدروا بيانات صامتة أو أدعية تائهة بين المذابح، لقد أصبح واجبهم أن يكونوا في مقدّمة الصفوف، لا خلف المتاريس الكلامية، وأن يتحوّل فقههم إلى فعل ميداني مباشر، لا مجرد خطب عائمة في فضاء الإنترنت، فالعالِم الذي لا يجرؤ على قيادة الجماهير نحو الفعل الجماعي المنظّم، لن يكون يوماً في صفّ الشعوب، بل في صف التحايل الشرعي على الدم، وهنا تتحدد المهمة الاستراتيجية: فالعالم المجاهد اليوم هو من يحشد لا من يُحذّر، ومن يقود لا من يُحايد، ومن ينزل إلى الميادين لا من ينأى بنفسه عن الفتنة، ولأقترح هنا خطة عمل ميدانية: الدعوة العلنية للاعتصامات والتحرّكات الشعبية في العواصم العربية والإسلامية: يجب أن يُعلن العلماء في خطبهم ومنصاتهم، وبصوتٍ موحّد، دعوةً مفتوحة للنزول الجماهيري، مع تحديد مواقع الحراك، وعدم الاكتفاء بإدانة العدوان بل تحريضٌ مشروع ضد الحصار والتواطؤ. الاعتصام المفتوح أمام سفارات الدول المساندة للعدو: لا يُعقل أن تبقى سفارات أمريكا وفرنسا وبريطانيا محصّنة من نبض الجماهير، بينما وقود غزة يُسكب من قراراتهم، العالِم الثائر هو من يقف أمامها ويأمر تلاميذه بالصمود هناك. إقامة خيام اعتصام على معابر العار والحدود المغلقة: آن للعلماء أن يرفعوا غطاء الشرعية عن الحصار العربي لغزة، وأن ينزلوا بأنفسهم إلى رفح وسَلوى وطريبيل، حيث تُكسر السيادة لصالح العدو، وتُقبر الكرامة تحت ركام المعابر. المطالبة بوقف التطبيع من داخل البرلمانات والمجالس: من يملك منبراً دينياً أو شرعياً، يجب أن يوجّه خطابه نحو الضغط البرلماني والحقوقي لسنّ قرارات ضد التطبيع، ومقاطعة البضائع، والتعامل مع الكيان الصهيوني في الإعلام والتعليم والأمن. بناء قيادة ميدانية موحّدة للتحرك الشعبي: يقودها علماء معروفون بمواقفهم الثابتة، كـ: د. محمد الصغير-مصر، الشيخ عكرمة صبري – فلسطين / القدس، د. نواف التكروري–فلسطين / الأردن، د. عصام أحمد البشير– السودان، الشيخ د. علي القره داغي – العراق / قطر، د. أحمد الريسوني – المغرب، الشيخ محمد الحسن الددو – موريتانيا، الشيخ علي أرباش –تركيا، الشيخ غانم بن شاهين غانم الغانم –قطر، الشيخ أسامة الرفاعي – سوريا، د. حاكم المطيري – الكويت، د. عمر عبد الكافي – مصر، الشيخ د. غيث بن مبارك الكواري – قطر، د. محمد إبراهيم الوسمي – الكويت، الشيخ المفتي محمد طارق عثماني –باكستان، الشيخ مفتي محمد منيب الرحمن –باكستان، مولانا فيض الرحمن –باكستان، د. محمد الخلايلة –الأردن، الدكتور سعيد فودة –الأردن، الشيخ يوسف بلمهدي –الجزائر، الشيخ إبراهيم الشائبي –تونس. هؤلاء وغيرهم يُفترض أن يشكّلوا 'مجلس العلماء من أجل غزة'، يضمّن في بيانه الأول دعوة للاعتصام الشعبي في 100 مدينة، فمن لا يخطب على منبر الشارع، لا يجوز له أن يتصدّر منبر المسجد، ومن لا يرى أن الساحات اليوم هي جزء من الفرض الشرعي، فليعتزل الفقه والموعظة، وليترك الأمر لأهل الدم. ثالثاً: العصيان المدني الرمزي: الدعوة إلى أيام امتناع رمزية عن العمل والشراء والخروج إلا لنصرة غزة، لتُشهر الشعوب غضبها، واستخدام المنابر لحشد الأمة لهذا العصيان الرمزي، ليشعر العدو أننا جسد واحد لا يُقتل أحد أفراده ونحن نأكل ونلهو، فليس المطلوب أن تشهر الشعوب سلاحاً لتُشعر العدو أنها حاضرة، بل أن تشهر غضبها المنظم وأن تعلن رفضها لكل حياة طبيعية في زمن المجاعة والإبادة، وعلى العلماء أن يرفعوا راية هذا العصيان من فوق المنابر، ليكن هذا العصيان صوت الأمة العالي ضد التجاهل، وتعبيرها بأن غزة ليست هامشاً في نشرة الأخبار، بل جرح في قلب الأمة لا يلتئم بالصمت. رابعاً: المقاطعة الشاملة: الإعلان من المنابر والبيانات مقاطعة كل منتج يدعم كيان الاحتلال، وكل مؤسسة تساند إبادة غزة، وتعليم الناس أن الشراء سلاح، وأن الدولار المُنفق قد يتحول إلى رصاصة، وعلى العلماء أن يصدروا بيانات موحدة تُجرّم دعم المنتجات الصهيونية، وتُرشد الناس إلى البدائل، وتشرح بأن المقاطعة ليست خياراً فردياً بل فرضاً جماعياً. خامساً: التحريض المشروع المستمر: المنابر، الفضائيات، الإذاعات، الجامعات، حسابات العلماء والدعاة في السوشيال ميديا، كلها يجب أن تتحول إلى جبهات تحريض مشروع على نصرة غزة ومقاومة الاحتلال، لا تُترك جمعة تمرّ دون ذكر الشهداء والمجازر، ولا تُلقى خطبة دون الدعوة لنصرة غزة بكل السبل، ولا يُنشر محتوى إلا وهو يضع الحقيقة المجردة أمام الناس، فالتحريض المشروع ليس دعوة للفوضى، بل هو صحوة ضمير تفضح العدو وتستنهض الشعوب وتحرّك الرأي العام العالمي، وهذا هو جهاد الكلمة، ومن لا يملك البندقية، لا يُعفيه ذلك من أن يكون صدى البندقية، وحامل أمانتها في وجه القهر الإعلامي. لسنا هنا في مقام الرثاء، بل في ذروة معركة تُعيد تعريف الأمة وموازينها، فغزة لا تنتظر من علمائنا ترفَ التحليل، ولا حيادَ الفتوى، بل تنتظرهم حيث يقف الدين إلى جوار الدم، وحيث تُكتب الفتاوى بسواعد المجاهدين لا بحبر المكاتب، وإننا في زمن المجاعة والإبادة نُدين بصوت عالٍ كل من خذل غزة من أهل العمائم، وكل من بدّل تكليف الشرع بمجاملة السياسة، وكل من جعل ميزان الحق تابعاً لمكتب أمير أو سلطان. وغزة التي رفعت عن الأمة الإثم بالدم، لن تُسامح من تستر على الجريمة باسم التوازن، ولن تنسى من وَقف على المنابر وادّعى أن المجاعة قد انتهت، بينما الطفل ما زال يبحث في التراب عن كسرة حياة، نقولها بوضوح لا لبس فيه: نتبرأ من كل عالمٍ تواطأ بصمته، ونتقرب إلى الله بمناصرة الحق وأهله، فالساكت على الدم خائن، ومَن زيّف وعي الأمة شريكٌ في الجريمة. الحق لا يُؤخذ بالإجماع، بل يُؤخذ بالعزائم، والفتوى لا تُصاغ في بلاط الحاكم، بل في خندق المبدأ، ومن أراد النجاة فليُعلن انحيازه الآن، قبل أن يُنادى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد: كنتَ معهم؟ فماذا قلتَ يوم اشتد البلاء؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. أميرة فؤاد النحال كاتبة فلسطينية في الشأن السياسي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store