
التكفيريون …يخدمون من ؟رفعت سيدأحمد
التكفيريون …يخدمون من ؟
بقلم د. رفعت سيدأحمد
إن ما تعيشه أمتنا العربية اليوم (2025) من صراعات وفتن الجماعات المتطرفة التكفيرية تجعلنا نتسأل دائما باحثين عن الاجابة الاعمق : من يخدم هؤلاء ( التكفيريون الجدد) بإعتبارهم كما نقول دائما ( جماعات وظيفية ) وليسوا ( جماعات دينية ) ؟
إن هؤلاء (التكفيريين ) ينطبق عليها نصا وواقعا الاية الكريمة والتي يقول فيها الله جلّ جلاله (ومنهم مَن يقول إئذن لي ولاتفتني ،ألا في الفتنة سقطوا ، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين _سورة التوبة-الآية
إن كل تجارب تلك الجماعات التكفيرية في بلادنا العربية منذ بدايات الربيع العربي 2011 تصب في هذا المعني ؛ النفاق !
لكن يظل السؤال التاريخي قائما :من يخدم هؤلاء (التكفيريون) طالما لايخدمون (الاسلام العظيم ) ؟ الاجابة الثابتة والدائمة أنهم يخدمون الدول والاجهزة المخابراتية الخارجية بهدف نشر الفوضي وتفتيت الدول وإسقاط الجيوش الوطنية تحت شعارات إسلامية زائفة؛ شعارات الاسلام منها براء !
* و كثيراً ما أتوقّف أمام تلك الاية الكريمة ، متأمّلاً دلالاتها وخاصة أنها نزلت في المنافقين من المنتسبين إلى الإسلام وكان بعضهم يحيط بالنبي(ص) ، مدّعياً أنه صحابي جليل ، وهو ليس سوى منافق عتيد ، فنزلت عدّة أيات لتكشفهم وتفضح نفاقهم ودورهم التخريبي في دولة الإسلام الناشئة اليوم ونحن نتأمّل سياسات ومواقف هذة الجماعات المتطرفة تجاه قضايا الأمّة ، وبخاصة قضية فلسطين، نجدهم قد ساهموا في تضييعها،بل وتضيع أرضي بلادهم بل و شاركوا العدو الرئيسي للأمّة، في إشعال نيران الفتن والحروب المذهبية والسياسية، ومارسوا الابادة الفعلية ضد الاقليات وذبحوهم ! هذة الممارسات والتجارب للجماعات التكفيرية بقيادة (الاخوان وداعش )تكشف لنا أن تلك الآية الكريمة نزلت فيهم ، تماماً مثلما نزلت في أجدادهم السابقين، بل أنهم لم يكتفوا من خلال تجاربهم الفاشلة –أوتلك التي ستفشل حتما رغم ضجيج بعض الفضائيات وتأيدهم الخبيث لهم !-
لم يكتفوا فقط بالفتن والمذابح بل قاموا بتقاسم تلك القتن، صناعة وترويجاً وتوظيفاً مع أعداء الامة المعروفين تاريخيا خدمة لاستراتيجية أميركية- غربية واحدة(وإسرائيلية طبعا ) كليهما يعمل فيها، هذا الأمر يدفعنا إلى التعمّق في النظر قليلاً، لنكتشف أن أحد أبرز القواسم المشتركة بين تلك الجماعات التكفيرية واعداء الامة التاريخين ، هو نشر الفتن المذهبية والطائفية بين أبناء المنطقة ولعلّ ما قامت به تلك (الجماعات التكفيرية من الاخوان الي د اعش مرورا بالنصرة !)خلال سنوات الربيع العربي المعوم ، ما يؤكّد ذلك
**** *
هذا ويحدّثنا التاريخ الحديث للامة خلال السنوات الماضية أن كل من هذة الجماعات التكفيرية والكيان الاسرائيلي تميّز بالعنصرية ليس فحسب تجاه المنطقة العربية والإسلامية المحيطة بهم، بل امتد الأمر إلى أطراف فى داخل الكيانين، فنجد في الداخل الإسرائيلي على سبيل المثال تمايزاً بين اليهود أنفسهم حيث يتصدّر يهود أوروبا( واليمين المتطرف !) المقام الأول لأنهم القلّة المختارة والصفوة صاحبة المشروع منذ بدايته ويأتي اليهود ذو الأصول الشرقية و'الفالاشا' وحتى اليهود الروس القادمون بعد إتمام المشروع في مراتب متدنيّة، ويشكّل هؤلاء حلقات تعاني من التمييز والدونيّة التي تعبّر عن ذاتها في الإقصاء والابتعاد عن دوائر صنع القرار السياسي والاقتصادي.
ويبقى عرب 1948 داخل الخط الأخضر نموذجاً صارخاً على عنصرية الكيان الصهيوني وطائفيته وتمييزه على أساس العرق والدين ، ولعلّ ما جرى مؤخراً من تمييز فاضح ضدّ الدروز الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية(رغم ضجيج نتاناياهو ازاء دروز سوريا وهو ضجيج باطل حتي إن وليد جنبلاط ذاته-القائد الدرزي اللبناني المعروف- فضحهم ورفض الحماية الاسرائيلية له!) كل ذلك يؤكّد تلك النزعة العنصرية تجاه مكوّنات هذا الكيان من غير اليهود ، والذي كرّسه أكثر قانون يهودية الدولة والذي أصدراته إسرائيل في شهر يوليو 2018 ، وأثار في حينها ردود فعل واسعة .
*هذا هو نفس ما تفرضه التنظيمات والجماعات المتطرفة خاصة تلك التي وصلت _أو بمعني ادق أوصلتها المخابرات الغربية والاقليمية لحكم بعص بلادنا المنكوبة بهم !-فمارست الابادة والمذابح الجماعية في اليوم التالي لحكمهم … ان هذا التشابه في العنصرية المذهبية وروحية العداء للمذاهب والطوائف الأخرى هو الرابط المشترك للأسف بين التكفيريين وأعداء الامة التاريخيين ، ولقد زادت هذة الايام حدّة وقسوة، خاصة عندما وصل بعضهم لحكم بعض البلاد المبتلاة بهم !.
*نحسب أن هذا الصراع المذهبي المُفتَعل سيستمر، إلا إذا استفاق العرب والمسلمون على حقيقة أن المستفيد من هكذا صراع هو تلك (الجماعات المتطرفة والتكفيرية ) و(أعداء الخارج و إسرائيل) وهؤلاء التكفيريون لايستطيعون العيش والحكم والهيمنة الا في مناخ من الفوضي والعنصرية وأن مشغليهم في الخارج لايهدفون الي إستقرار المنطقة ونهوضها وإن أدعوا غير ذلك ودائما هم يهدفون الي نشر الفوضي والمذابح والدم بإسم الاسلام ..والاسلام برئ منهم ! وعلينا أن ننتبه جيدا لدورهم وخلاياهم النائمة في بلادنا !
حفظ الله أمّتنا من مُكرهم وشرورهم .
2025-05-03

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
خدمة للمترفين وانتظار ومعاناة للمساكين
تسعى الدول التي تحترم مواطنيها جاهدة لتقديم افضل الخدمات لهم وتخفيف معاناتهم ، على عكس ما يحصل في عراق ما بعد 2003 وما اسس له الاحتلال من صيغ وممارسات محاصصاتيه اتاحت الفرص للاحزاب الاسلاموية استلام السلطات فاشاعت الفساد وحرمت المواطن من ابسط الخدمات .. لا نريد ان نطيل في المقدمة وندخل في صلب الموضوع فنقول ان المواطن في اغلب دول الجوار ومهما كان نوع النظام فيها وفرت خدمات كثيرة للمواطنين من دون تكليفه بمراجعة دوائر الدولة فتصله هويه التقاعد او هويه الاحوال المدنية الى المنزل من غير عناء .. في العراق كما يبدو كل شيء بثمن لايستطيع كثير من المواطنين دفعه ليحصلوا على خدمات من هذا النوع .. وقبل ايام حدثتني مواطنة قائلة انها استبشرت خيراً عندما علمت بوجود خدمة (vib ) للحصول على البطاقة الوطنية الموحدة من دون ان تكلف نفسها عناء مراجعة الدائرة التي تصدر مثل هذه البطاقات .. وتضيف حاولت ان اتصل هاتفياً من دون جدوى فاضطريت الى تكليف احد اقاربي لمراجعة دائرة الاحوال المدنية والاستفسار منهم عن سبل تقديم هذه الخدمة وكم عليها ان تدفع لقائها .. عاد قريبي وهو مصدوم ليخبرني بان ثمن هذه الخدمة ولكي يحضر الموظف المختص للبيت واصدار البطاقة الوطنية هي 250 الف دينار .. المبلغ ليس بالقليل خاصة وان راتبي التقاعدي هو 600 الف دينار !! السؤال الذي يطرح نفسه من يستطيع ان يتمتع بهذه الخدمة وبهذا السعر يا رئيس الوزراء ؟ انها خدمة كما يبدو وضعت للمترفين اصحاب الاموال والنفوذ وان علينا نحن المساكين ان نعاني من الروتين وننتظر مزاج هذا الموظف او ذاك مع جل احترامي لكل موظف نزيه يحرص على اداء واجبه باخلاص لخدمة المراجعين .. ياسادة زعماء الاحزاب الاسلاموية ويا مسؤولين اتقوا الله في المواطنين وارحموهم فهل يعقل انه وبعد اكثر من عشرين سنة تعجز الحكومة عن توفير شيء من الخدمات فمن المخجل ان نبقى نعاني من تردي ايصال الكهرباء ومن ماء اسالة مشكوك في نقاوته وحرمان من الخدمات الصحية والتعليمية وازمات لها اول وليس لها اخر .. ايها السادة خدمة ( vib) للحصول على البطاقة الوطنية كما يبدو وضعتموها للمترفين وما على المساكين الا الانتظار واستمرار المعاناة .. فمتى تلتفتون الى وجع المواطن المضحي الفقير ؟ متى ؟!


وكالة أنباء براثا
منذ 7 ساعات
- وكالة أنباء براثا
أبرز ما ورد في كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمناسبة عيد المقاومة والتحرير
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!


وكالة أنباء براثا
منذ 7 ساعات
- وكالة أنباء براثا
قرعة كأس العرب
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!