logo
أزمة القيم قبل أزمة الشهادات… من المسؤول؟

أزمة القيم قبل أزمة الشهادات… من المسؤول؟

أكادير 24منذ 5 أيام

agadir24 – أكادير24
عمر بنعليات /باريس
في الآونة الأخيرة، تناقلت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي خبرا صادما يتعلق بتفكيك شبكة إجرامية مختصة في بيع الشهادات الجامعية بجامعة ابن زهر، تورط فيها أستاذ جامعي ومسؤول حزبي. ورغم فداحة الحدث، إلا أن ما يثير الاستغراب حقا، ليس الجريمة في حد ذاتها ولا الوضعية الاعتبارية للمتهمين، وإنما ذلك التعايش المجتمعي المريب مع مظاهر النفاق الاجتماعي، التي أضحت أكثر خطورة من بيع الشهادات نفسها، لأن الأمر لم يعد مجرد خروقات معزولة، بل أصبح أزمة قيم وأخلاق وتربية، أزمة منظومة مجتمعية برمتها.
في وقتٍ يتسابق فيه البعض لإدانة هذه الظواهر والتنديد بها، ينسى كثيرون أن المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه أصبح شريكا مباشرا أو غير مباشر في هذه الأفعال المشينة، فحين يتنصل الأبوان من مسؤولية تربية الأبناء على قيم النزاهة والجد والاجتهاد، وحين يتغاضى الجميع عن مظاهر الغش والتحايل في المدارس والجامعات، وحين تُقدّم الرشاوى لتسهيل التسجيل في الماستر والدكتوراه، يكون من العبث الحديث عن قيم أو عدالة اجتماعية.
بل إن الأخطر من ذلك، أن المواطن نفسه يتحول إلى فاعل أساسي في إنتاج الفساد، عندما يبيع صوته في الانتخابات بثمن بخس ليمنح المفسدين وتجار المخدرات مفاتيح المؤسسات التشريعية، فيساهم بذلك في تشريع قوانين على المقاس، وتحصين الجريمة، وتأبيد الرداءة.
أما حين يغادر أحدهم بلدته متجهًا إلى أكادير أو الرباط، محمّلا بما جدّت به أرضه من زيت الزيتون أو عسل الدغموس أو زيت الأركان ليقدّمه رشوةً خفية لتسجيله في سلك علمي لا يمتلك مقوماته، فلا يحق له بعد ذلك أن يتباكى على انهيار المنظومة الأخلاقية أو يعود دات يوم ليحاضر أمامانا في الأخلاق والنزاهة العلمية، إذ أن الأستاذ الجامعي الفاسد لم يعتلِ عرش الجريمة وحده، بل وجد بيئة متواطئة، وعقولا مريضة تبارك عرضه، وتسعى إليه.
وهكذا يتكرّس توافق خفي بين العرض والطلب. فالفساد لا يعيش بمعزل عن حاضن اجتماعي يوفر له أسباب البقاء. ومن العبث إذن، أن نوجه سهام النقد للمسؤول والقاضي والبرلماني دون أن نحاسب أنفسنا أولًا، فنحن شركاء في هذا المشهد القاتم والمريب.
فلا جدوى من تكرار الأسطوانة المشروخة عن الإصلاح ما دام المفسد هو من يمنح الدروس في النزاهة. ولا أمل في التغيير ما لم يُعَد الاعتبار لمنظومة التربية والتعليم، فهي حجر الأساس في بناء المجتمعات. ولعل أبلغ درس يمكن أن نستلهمه من التاريخ، ما رواه ونستون تشرشل حين سأل مستشاره عن حال لندن أثناء الحرب العالمية الثانية، فأجابه: 'الدمار شامل، لكن القضاء والتعليم ما يزالان صامدين'، فرد عليه: 'إذن نحن بخير'.
فحين يتحوّل التعليم إلى سوق لبيع الشهادات، وحين يصبح القضاء مرتهنا للمكالمات الهاتفية ويدبر بمنطق وقاعدة 'من تحتها' فاعلم أننا أمام خراب وطني مستتر ومصير مجهول.
فلنبدأ اولا بإصلاح ذواتنا وأسرنا قبل أن نرفع أصابع الاتهام إلى الاستاد الجامعي والقاضي والمسؤول، لأن المجتمعات لا تنهض إلا على سواعد رجال ونساء يؤمنون بأن القيم ليست ترفًا أخلاقيا، بل ضرورة وجودية وحتمية لنهضة وتقدم اي مجتمع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شبهة 'الاتجار بالعملات' تحيط بسائقي النقل بالتطبيقات، ومكتب الصرف يدخل على الخط
شبهة 'الاتجار بالعملات' تحيط بسائقي النقل بالتطبيقات، ومكتب الصرف يدخل على الخط

أكادير 24

timeمنذ 3 ساعات

  • أكادير 24

شبهة 'الاتجار بالعملات' تحيط بسائقي النقل بالتطبيقات، ومكتب الصرف يدخل على الخط

agadir24 – أكادير24 تشتبه مصالح المراقبة المركزية في تورط عدد من السائقين المشتغلين في إطار النقل بالتطبيقات في الاتجار بالعملة والصرف اليدوي في 'السوق السوداء'. ويأتي هذا بعدما توصل مكتب الصرف إلى معطيات جديدة تفيد باستغلال هؤلاء السائقين رحلات نقل سياح للقيام بعمليات صرف غير قانونية خارج نقط الصرف المعتمدة، استعانة بخدمات عاملين في مطارات وفنادق ومنتجعات صحية 'سبا'. ووفقا لما أوردته مصادر مطلعة، فقد دخلت مصالح مكتب الصرف على خط هذه القضية، بعد استشعارها القيام بعمليات صرف غير قانونية، في قطاع النقل بالتطبيقات، وسط توقعات ببلوغها مستويات مقلقة مع دخول فصل الصيف. وأكدت المصادر نفسها أن مراقبي مكتب الصرف تمكنوا من تحديد هوية مشتبه فيهم، حيث كشفت الأبحاث الجارية تورطهم في علاقات مع أفراد من الجالية المغربية المقيمة في الخارج، ومساهمتهم في تحويل مسار زبائن من وكالات دولية لتحويل الأموال وبنوك إلى نقط غير مهيكلة للصرف، مقابل عمولات مالية مهمة. وذكرت المصادر نفسها أن سائقي التطبيقات تمكنوا من ربط علاقات قوية مع أرباب شركات لكراء السيارات والنقل السياحي ومطاعم ومقاهي، حيث استغلوهم في جلب زبائن مغاربة وأجانب من الراغبين في تحويل مبالغ من العملات الأجنبية إلى الدرهم، من خلال عروض صرف أقل من المعروضة من قبل البنوك. هذا، وقد تسببت أنشطة السائقين المكثفة في الصرف خارج ضوابط القانون في إشعال المنافسة مع نقط الصرف المرخصة، التي احتج أرباب بعضها في شكايات مكتوبة إلى مصالح بنكية ومؤسسات رقابية على تضرر مصالحهم المادية والتجارية من ممارسات هؤلاء المخالفة للقانون.

استمرار تفريغ بقايا السمك شمال مدينة أكادير يثير استياء مواطنين، وسط مطالب بفتح تحقيق في الموضوع
استمرار تفريغ بقايا السمك شمال مدينة أكادير يثير استياء مواطنين، وسط مطالب بفتح تحقيق في الموضوع

أكادير 24

timeمنذ 6 ساعات

  • أكادير 24

استمرار تفريغ بقايا السمك شمال مدينة أكادير يثير استياء مواطنين، وسط مطالب بفتح تحقيق في الموضوع

agadir24 – أكادير24 استنكر مجموعة من المواطنين استمرار بعض معامل السمك في إفراغ مخلفاتها بمنطقة تدارت شمال مدينة أكادير، وتحديدا على مستوى الطريق الرابطة بين حي تدارت أنزا العليا ودوار تمزلاض. وأفاد هؤلاء بأن جهات تابعة لهذه المعامل تقوم بتفريغ بقايا سمك 'القيمرون' عبر الإلقاء بها على قارعة الطريق، الأمر الذي يخنق أنفاس السائقين، وكذا الراجلين الذين يمرون بالمنطقة. وأضاف ذات المواطنين بأن هذه الأفعال تتسبب في انبعاث رائحة كريهة وملئها سماء المنطقة، فضلا عن الأضرار البيئية التي يمكن أن تنتج عنها، بما في ذلك التأثير على الوسط الطبيعي وتهديد التربة والأشجار. وعبر هؤلاء عن رفضهم لما وصفوه بـ 'الجريمة غير المقبولة' في حق البيئة وساكنة دوار تمزلاض، والتي تتكرر في خرق سافر للقانون، وفي تجاهل تام لشكايات المتضررين من هذا الوضع. ويأمل المواطنون في تدخل الجهات الوصية لإعادة الوضع إلى طبيعته وفرض احترام القانون، مشددين على ضرورة فتح تحقيق في الموضوع، مع تحميل المتورطين في هذه الأفعال كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية.

تارودانت: طفل ينجو بأعجوبة من بين أنياب كلب ضال
تارودانت: طفل ينجو بأعجوبة من بين أنياب كلب ضال

أكادير 24

timeمنذ 6 ساعات

  • أكادير 24

تارودانت: طفل ينجو بأعجوبة من بين أنياب كلب ضال

agadir24 – أكادير24 كادت فاجعة سطات التي راح ضحيتها طفل في مقتبل العمر بعدما نهشه كلب ضال أن تتكرر في مدينة تارودانت، لولا الألطاف الإلهية. وبحسب مصادر محلية، فقد كان أحد الأطفال يلهو بالقرب من منزل أسرته، قبل أن يباغته كلب ضال ويتسبب في إصابته بجروح متفاوتة الخطورة، خاصة على مستوى اليدين. واستدعت هذه النازلة نقل الضحية الذي سالت الدماء من أنحاء متفرقة من جسده بسبب عضات هذا الحيوان، صوب مستعجلات المستشفى الإقليمي، من أجل تلقي العلاجات الضرورية. وأكدت المصادر سالفة الذكر أن هجوم الكلب على الطفل يأتي في إطار سلسلة من الحوادث المشابهة التي أضحت تهدد أمن وسلامة المواطنين، خصوصا الأطفال والمسنين، ليس فقط في تارودانت التي تعرف انتشار الكلاب الضالة، بل في عدد من مناطق جهة سوس ماسة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store