
«الجوازات» تنهي إجراءات مغادرة أولى رحلات الحجاج عبر مطار المدينة المنورة
أنهت المديرية العامة للجوازات إجراءات مغادرة أولى رحلات ضيوف الرحمن عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام 1446 بكل يسر وسهولة.
وأكدت الجوازات جاهزيتها لإنهاء إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن عبر جميع منافذ المملكة البرية والجوية والبحرية، مشيرةً إلى أهمية التزام ضيوف الرحمن بمواعيد المغادرة بعد أدائهم مناسك الحج.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 42 دقائق
- الرياض
حج آمنأمــان وراحــة وطمـأنينـة
نجــاح الحــج.. تكـامل أمنـي وتشــغيل وطــني تُعد المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي تتحمل مسؤولية إدارة أكبر تجمع بشري سنوي، وهو موسم الحج، الذي يفد إليه أكثر من مليونَي حاج من أكثر من 180 دولة، وعلى الرغم من التحديات الجغرافية، والزمانية، والديموغرافية، فقد أصبح نجاح الحج نموذجًا عالميًا في الإدارة، والخدمات، والسلامة، والتنظيم، ولعدة أسباب متكاملة جعلت من هذا الحدث السنوي الضخم مثالاً يُدرّس في كبرى الجامعات والمعاهد العالمية. ومن أبرز الجوانب التي جعلت من الحج نموذجًا عالميًا الإدارة الذكية لملايين الحجاج فهناك تنسيق دقيق بين أكثر من 40 جهة حكومية وأمنية وصحية وخدمية، ويتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتوزيع الحشود وتحديد المسارات من خلال جداول زمنية دقيقة للحركة بين المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) تقلل الزحام وتمنع الازدواجية. كما أن الخدمات اللوجستية المتطورة مثل: توفير السكن، والنقل، والإعاشة، والاتصالات لملايين الحجاج من أكثر من مئات الجنسيات، وتشغيل قطار المشاعر الذي ينقل مئات الآلاف خلال أيام معدودة بكفاءة وسلامة، والنظام الإلكتروني متكامل للتسجيل، الدفع، والمتابعة لكل حاج، كل تلك الخدمات ساهمت في نجاح الحج، إضافة لذلك ساهمت الكثير من المعايير العالمية في السلامة كتصميم البنى التحتية وفق أعلى معايير السلامة الإنشائية والهندسية، واستخدام كاميرات المراقبة والطائرات المسيّرة لمراقبة الحشود وتوجيهها، وكذلك خطط طوارئ صحية وأمنية متكاملة تشمل آلاف من رجال الدفاع المدني والأطباء. يضاف لذلك التنظيم الفريد للتنوع الثقافي والديني، والتعامل مع ملايين البشر من خلفيات وثقافات مختلفة بـ عدالة ومساواة في الحقوق والخدمات، ولم تعوق تنوع اللغات هذا النجاح بل تم ترجمة الإرشادات بلغات متعددة، وتوفير متطوعين ومترجمين لخدمة ضيوف الرحمن بلغات متعددة، وساهم تفعيل شعار «خدمة الحاج شرف لنا» كمنهج عملي يلمسه الحاج في كل نقطة.«نجاح الحج» ويعد نجاح موسم الحج، مسؤولية وطنية وأمنية وتنظيمية متكاملة، تستدعي تطبيق الأنظمة الصارمة بحق من يخالف التعليمات، أو يتسبب في أي إرباكٍ قد يعكّر صفو ضيوف الرحمن. وتأتي حملة «لا حج بلا تصريح» في حج هذا العام 1446هـ، لتؤكد مضي المملكة بحزمٍ وحسمٍ، في هذه الحملة التي أكدت أن من خلال إرسال العديد من الرسائل التوعوية التحذيرية المسبقة، وتكثيف نقاط التفتيش الأمنية على مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، واستخدام أحدث التقنيات في أنظمة الرصد والمراقبة، إلى جانب فرض العقوبات الفورية. وفي مشهد يعكس نضج التجربة التنظيمية للمملكة في إدارة الحشود، جاء يوم عرفة هذا العام مختلفًا، إذ التزم الحجاج بالتعليمات، وحضروا في مخيماتهم وفق الجداول الزمنية المحددة، ما أسهم في انسيابية الحركة، وخلو الطرقات المؤدية إلى صعيد عرفات، بما فيها محيط مسجد نمرة من التكدس والازدحام المعتاد. كما سادت أجواء الطمأنينة والسكينة بين الحجاج خلال تأديتهم لمناسكهم، منذ وصولهم عبر المنافذ إلى تصعيدهم إلى مشعر عرفات والوقوف لأداء الركن الأساسي في الحج، وسط بيئة آمنة وخدمات متكاملة وفّرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين. وخُصصت في هذا العام، أماكن مجهزة لكل حاج نظامي داخل المشاعر المقدسة، بما يضمن له أداء الشعائر في بيئة منظمة تراعي احتياجاته الصحية والخدمية، وما يقدّم له من خدمات متنوعة كالإسكان، والتموين، والرعاية الصحية، والنقل الحديث، إلى جانب الاهتمام بتطبيق الجانب التوعوي عبر التطبيقات والمنصات الذكية. «إجراءات تنظيمية» وشهدت خطط التفويج والتصعيد بين المشاعر المقدسة، تضافر جميع القطاعات، لتنفيذ خطط النقل بمختلف وسائله من الحافلات وقطار المشاعر، وما واكبها من التزام البعثات والحملات الرسمية والحجاج والتقيّد بالجداول الزمنية المحددة. وأسهمت الإجراءات التنظيمية، ومنها بطاقة «نسك»، واستخدام أنظمة تقنية حديثة في الإشراف، في تنظيم أداء الحج ومنع المخالفات، والتحقق من امتثال الجميع للإجراءات المحددة، كما كان للحملات التوعوية والتنسيق الفعال بين الجهات المختصة، أثر فاعل في تعزيز وعي الحجاج بأهمية اتباع التعليمات. وأسهم التزام الحجاج بالتعليمات واتباعهم للإرشادات ومراعاة مواعيد التفويج في تسهيل وصولهم عبر مختلف وسائل النقل في انسيابه تامة في الحركة المرورية وسط متابعة من القطاعات الأمنية المنتشرة في الميادين والطرق المؤدية للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة. وتيسيرًا على ضيوف الرحمن، واصلت وزارة الداخلية تنفيذ مبادرة «طريق مكة»، للعام السابع في (7) عبر (11) مطارًا في الدول المستفيدة، وتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها، متجاوزًا عدد المستفيدين من هذه المبادرة منذ إطلاقها عام 2017 م (1,000,000) مستفيد. وما تحقق منذ بدء موسم الحج لهذا العام، من ثمار رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى الارتقاء بخدمات الحج والعمرة، وتحقيق تجربة آمنة وميسّرة لكل حاج. «نظام واضح» ولقد أصبح موسم الحج واحدًا من أضخم الأحداث المدارة رقميًا في العالم من حيث تتبع الحشود، وتقديم البلاغات، والجداول الزمنية، وحتى الفتاوى أصبحت متاحة بضغطة زر. وفي كل موسم حج يشهد تقييمًا شاملًا للأداء، واستخلاص الدروس للتحسين في الأعوام المقبلة ، ويتم الاستفادة من التوسعة المستمرة للمشاعر المقدسة والبنية التحتية ، فرؤية السعودية 2030 جعلت الحج ركيزة في تحسين صورة المملكة عالميًا. وفي كل عام وقبل بدء موسم الحج تعلن المملكة عن رؤيةٌ وطنيّة ورسالةٌ سامية موجهة إلى العالم، مفادها أن الحج الآمن والمطمئن، حقٌ لكل حاج، لا يتحقق إلاّ بنظامٍ واضحٍ يحترمه الجميع. و»لا حج بلا تصريح»، وهذه الحملة الوطنية التوعوية والنظامية، تطلقها المملكة سنويًا وتُطبّق على أرض الواقع في موسم الحج، على المواطنين والمقيمين من حجاج الداخل وكذلك على حجاج الخارج، وهي تجسيدٌ لاهتمام قيادة المملكة – أيدها الله – لضمان موسم حجٍ آمن، يحظى فيه ضيوف الرحمن بخدماتٍ متكاملةٍ وعلى مستوى عالٍ من الأمان والراحة والطمأنينة، بعيدًا عن مظاهر الفوضى والعشوائية والمخالفات التي تنعكس سلبًا على سلاسة الحج وسهولته. وتستهدف الحملة، الحد من الظواهر السلبية التي لطالما أثّرت في جودة تنظيم الحج، كالافتراش في الطرقات، والتسلل، ونقل الحجاج غير النظاميين، والازدحام، الذي يتسبب في مضايقة الحجاج النظاميين، فضلاً عن محاصرة حملات الحج الوهمية، وما ينطوي عليها من مخاطر كبيرة على الحاج، الذي يجد نفسه يفترش الرصيف وسط درجات حرارة مرتفعة، دون مأوى أو رعاية. «قيادة وتخطيط» وفي كل عام يبدأ الاستعداد للحج قبل عام كامل عبر خطط تنسيقية بين أكثر من 20 جهة حكومية. واستخدام أدوات إدارة المخاطر والسيناريوهات الافتراضية. ورؤية السعودية 2030 أسهمت بشكل محوري في قيادة وتخطيط شؤون الحج والعمرة من خلال تحول استراتيجي شامل جعل من خدمة ضيوف الرحمن أولوية وطنية، وهدفًا تنموياً، وذلك عبر 3 محاور رئيسية وهي رفع جودة الخدمات، وزيادة الطاقة الاستيعابية، وتكامل الجهود التقنية والتنظيمية. ولقد انعكست رؤية 2030 على شؤون الحج والعمرة بزيادة عدد الحجاج والمعتمرين، وهذا أحد مستهدفات الرؤية هو استقبال 30 مليون حاج ومعتمر سنويًا بحلول 2030.كما أسهمت توسعة الحرمين والمشاعر المقدسة وتحديث البنى التحتية (مثل مطار جدة الجديد وقطار الحرمين) في تسهيل استيعاب أعداد أكبر بمرونة وأمان. ويأتي إنشاء هيئة خاصة لشؤون الحج والعمرة، مع حوكمة متطورة في تنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة. وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في مجالات الإسكان، النقل، التغذية، والخدمات الصحية. كما أسهمت الرؤية في تحسين تجربة الحاج والمعتمر من خلال المبادرات النوعية مثل: برنامج «حج ذكي» وهو برنامج خدمة ضيوف الرحمن. وأحد برامج تحقيق رؤية 2030 التركيز على جودة الحياة والخدمات المساندة، مثل الترجمة الفورية، والإرشاد بالذكاء الاصطناعي، والنقل الذكي. وأسهم ذلك أيضاً في التمكين الاقتصادي بتحفيز شركات سعودية ناشئة ومتوسطة للعمل في خدمات الحج والعمرة. وخلق فرص عمل جديدة ضمن قطاعات الضيافة، التقنية، النقل، والأغذية. ورؤية 2030 لم تعزز فقط الجانب الديني في الحج والعمرة، بل حولته إلى منظومة متكاملة تخدم ملايين المسلمين من خلال التخطيط الذكي، والتمكين المؤسسي، والاستثمار في التقنية والبنية التحتية، ليكون الحج تجربة روحانية ميسرة وراقية. «تحول رقمي» ونجاح الحج ليس صدفة، بل نتيجة إرادة سياسية، وإدارة علمية، وتوظيف تقني مذهل. ولهذا أصبح الحج نموذجًا عالميًا يُدرس في: الإدارة اللوجستية، وإدارة الحشود، والأمن والسلامة، والتحول الرقمي، وإدارة التنوع الثقافي. ولقد أسهم التحول الرقمي أسهم بشكل كبير في إنجاح موسم الحج خلال السنوات الأخيرة، وساهم في تحسين تجربة الحجاج ورفع كفاءة التنظيم والخدمات من خلال إدارة الحشود بكفاءة عالية، استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات الذكية لتحليل الحركة والتنبؤ بالتكدسات. وساعدت أنظمة التتبع الجغرافي في تنظيم حركة الحجاج ومنع الازدحام في المواقع المقدسة. كما أن الخدمات الذكية والتطبيقات مثل تطبيق «نسك» وتطبيقات مشابهة في توفر خدمات حجز التصاريح، والإرشاد المكاني، والمساعدة الطبية، وجدولة المناسك. وخدمات الترجمة الفورية والمساعدة الافتراضية دعمت التواصل مع الحجاج من مختلف الجنسيات. ولا ننسى الجهود الجبارة في الخدمات الأمنية والسلامة مثل: أنظمة مراقبة متقدمة وأجهزة استشعار منتشرة في المشاعر لمراقبة درجات الحرارة، وتحديد مواقع الحجاج. وتفعيل الطائرات بدون طيار للمراقبة وتقديم الدعم السريع عند الحاجة. والخدمات الصحية الرقمية دعمت نجاح الحج من خلال سجل صحي إلكتروني لكل حاج يربط بين الجهات الصحية المختلفة. وإمكانية التشخيص عن بعد (Telemedicine) وسرعة الاستجابة في حالات الطوارئ. ومن الجهود الجبارة في إنجاح الحج تفعيل أنظمة الدفع والتعاملات المالية والتحول نحو الدفع الإلكتروني والتقليل من استخدام النقد، ما سهّل عمليات الشراء وزاد من الأمان المالي. ولإدارة التصاريح والحجوزات إلكترونيًا مهمة كبيرة في تسهيل تسجيل الحجاج وفرزهم إلكترونيًا وساعد ذلك في تقليل التزاحم وضمان الشفافية في اختيار المستحقين. والربط الإلكتروني بين الجهات الحكومية المختصة لتسريع الإجراءات. كما أن الخرائط الرقمية ثلاثية الأبعاد، والواقع المعزز تعمل على توضيح مواقع المناسك ولها دور مهم ودعم المعلومات اللحظية حول حركة النقل، أوقات الذروة، الطقس، وتعليمات الأمن والسلامة.


الرياض
منذ 43 دقائق
- الرياض
المقالالمملكة لا تُدير الحج فحسب.. بل تُبدع في رعايته
الحج شعيرة تتطلب الخبرة والإحسان لإدارتها وليس للحظ، ومن أعظم أركان الإسلام تهفو إليها أفئدة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها. ولأنها عبادة جامعة للقلوب والأجساد، يؤديها الملايين في وقتٍ واحد ومكانٍ واحد، فإن إدارتها لا يمكن أن تُترك للارتجال أو تُعتمد فيها العشوائية، بل على العكس، إدارة الحج تُعد من أعقد المهام اللوجستية والإدارية في العالم، إذ تتطلب قدرة استثنائية على تنظيم الحشود المليونية، وضمان سلامتها، وتوفير البنية التحتية، والخدمات الصحية، والأمنية، والغذائية، والنقل، والإرشاد الديني، وغير ذلك من منظومة متكاملة تُدار بدقة متناهية. وهو ما نجحت فيه المملكة العربية السعودية باقتدار، مستندة إلى عقودٍ من الخبرة المتراكمة، والاستثمار المستمر في تطوير منظومة الحج، من خلال توظيف أحدث التقنيات، وتدريب الكوادر البشرية، وتوسيع المشروعات العملاقة في المشاعر المقدسة، وفي مقدمتها التوسعات التاريخية للمسجد الحرام، ومشاريع النقل، والمظلات، والمنشآت الصحية، ومراكز التحكم الذكية. لقد أثبتت المملكة عامًا بعد عام أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد مسؤولية، بل شرف وسيادة، تؤديه بكفاءة تنال بها احترام العالم، وتحقق به تطلعات القيادة السعودية الرشيدة التي جعلت من خدمة الحجاج أولوية وطنية عليا. وقد كانت جهود المملكة هذا العام نموذجًا حيًّا في التميز، بدءًا من الاستعدادات الاستباقية، مرورًا بتنظيم قدوم الحجاج، وضمان سلامتهم، وتسهيل أدائهم لمناسكهم، ووصولًا إلى تطبيق أعلى المعايير الصحية والأمنية والتقنية. والمبادرات النوعية، التي كان من أبرزها توفير خدمات الإنترنت مجانًا لملايين الحجاج، بهدف تمكينهم من التواصل مع ذويهم، والوصول إلى المعلومات والخدمات الإرشادية بكل يسر وسهولة. وتأتي هذه الخطوة امتدادًا لرؤية المملكة في تسخير التقنية لخدمة الحجاج، وتعزيز تجربتهم الإيمانية عبر أدوات ذكية وميسرة ، هذا التمكين الرقمي لم يكن مجرد ترف تقني، بل رافقه تطبيق واسع لحلول الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الترجمة الفورية، وأنظمة الإرشاد المكاني، ما ساهم في رفع جودة الخدمات وتعزيز كفاءة إدارة الحشود بشكل غير مسبوق. هذا عدا عن المنظومة الطبية الشاملة لحماية ضيوف الرحمن فقد حرصت المملكة العربية السعودية، ضمن خطتها الشاملة لموسم حج هذا العام، على تعزيز المنظومة الصحية وتوسيع نطاق الرعاية الطبية لضمان سلامة ضيوف الرحمن واستجابتهم لأي طارئ صحي بأعلى درجات الكفاءة. فقد تمت توسعة المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وتجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات، بما في ذلك غرف العناية المركزة، وأقسام الطوارئ، والعيادات التخصصية، ووحدات الطب الوقائي. وشملت هذه التوسعة: تشغيل 25 مستشفى و156 مركزًا صحيًا موزعة بين مكة، منى، عرفات، مزدلفة، والمدينة المنورة. تجهيز أكثر من 5,000 سرير، منها قرابة 1,300 سرير عناية مركزة، وأكثر من 700 سرير طوارئ. تزويد المرافق الصحية بأحدث أنظمة الإنذار المبكر، والتحليل المختبري السريع، وأجهزة الأشعة والتنفس الاصطناعي. وعلى مستوى الكوادر، تم نشر أكثر من 32,000 كادر طبي وفني، ما بين أطباء، ممرضين، مسعفين، وصيادلة، تم تدريبهم مسبقًا على التعامل مع ظروف الحج الخاصة، كضربات الشمس، الإرهاق الحراري، الأمراض المعدية، والحالات القلبية المفاجئة. كما وفّرت الوزارة خدمات الطب الوقائي والميداني، عبر فرق متنقلة تقوم بفحص الحجاج وتقديم اللقاحات والعلاجات الأولية. والخدمات الإسعافية عالية التجهيز عبر أسطول من سيارات الإسعاف الميدانية، وطائرات الإخلاء الطبي، التي وفرت تدخلات سريعة في المواقع الحرجة. والعيادات الذكية الموزعة في المشاعر، والتي تقدم استشارات طبية فورية باستخدام تقنية الاتصال المرئي مع أطباء متخصصين. وقد ساهمت هذه الإجراءات، إلى جانب التوعية الصحية، في الحد من انتشار الأمراض، وتقليل نسب التنويم، وضمان تقديم رعاية متقدمة في الزمن الحقيقي. إن ما قامت به المملكة هذا العام لم يكن مجرد استجابة صحية تقليدية، بل منظومة متكاملة من الرعاية الوقائية والعلاجية والإسعافية، مدعومة بتقنيات حديثة وخطط طوارئ محكمة، جعلت من صحة الحاج أولوية قصوى لا تقبل التهاون. المملكة لا تُدير الحج فحسب، بل تُبدع في تقديمه كأنموذج عالمي فريد في إدارة الحشود البشرية الكبرى، يجمع بين التنظيم والرحمة، بين الانضباط والتيسير، ويعكس صورة الإسلام الحقيقية في أبهى مظاهرها. فالحج ركن، وخدمته شرف، وإدارته علم، والمملكة في كل موسم تثبت أنها الأجدر والأكفأ والأكثر إخلاصًا لخدمة ضيوف الرحمن. وقد أشرف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بنفسه على سير خطط الحج ومتابعة تفاصيلها الدقيقة، في رسالة واضحة تعكس حجم العناية بشؤون الحجاج، وحرص القيادة على توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن. هذا الإشراف المباشر يعكس رؤية وتوجه القيادة التي ترتكز على العمل الميداني، والاقتراب من تفاصيل التنفيذ، فسمو ولي العهد لا يكتفي بالتوجيه من بعيد، بل ينزل إلى الميدان، ويقود بنفسه، ويُجسّد بذلك روح القيادة الحقيقية في خدمة الدين والوطن وضيوف الرحمن، اعتاد قلمي في صحيفة «الرياض» على الاختصار بالمقالات والكلمات، لكن في شعيرة الحج لا يمكن أن تختصر جهود وطني وقيادتنا الرشيدة وجميع الموجودين في الميدان من أبناء وبنات الوطن، سيكون إجحافاً بحقهم أن أختصر الجهود، لذا أهنئ قيادتنا الرشيدة بنجاح موسم الحج هذا العام بفضل الله ثم بتوجيهاتهم بمستوى الكفاءة العالية والتنظيم المتقن، شاكرين لجميع القطاعات الأمنية والصحية والتنظيمية ولكل من ساهم في تقديم هذه الصورة المشرفة للمملكة أمام العالم، قيادة وشعباً.


الرياض
منذ 43 دقائق
- الرياض
حج آمنتنظيم محكــم ونجــاح مبهــر
حكاية تروى وتاريخ يُسطر.. أرقام قياسية تعكس النجاح أضافت المملكة العربية لسجلها الطويل نجاحاً جديداً في تنظيم شعائر الحج بكل كفاءة واقتدار، مؤكدة مكانتها الريادية في إدارة الحشود وخدمة ضيوف الرحمن، كما أثبتت كافة الجهات المعنية قدرتها على تنسيق الجهود الأمنية والصحية والتنظيمية لضمان سلامة الحجاج وراحتهم، مما انعكس على انسيابية الحركة والتنقل بين المشاعر المقدسة، وتقديم الخدمات الطبية واللوجستية على أعلى المستويات، وقد حظي الموسم بإشادة واسعة من ضيوف الرحمن القادمين من شتى أصقاع العالم الذين ثمنوا ما لمسوه من رعاية واهتمام منذ لحظة وصولهم وحتى أدائهم للمناسك في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة، ويأتي هذا النجاح امتدادًا لجهود مستمرة تبذلها المملكة ضمن رؤيتها الطموحة، واضعة خدمة الحجاج والزوار في مقدمة أولوياتها مما يعكس عمق التزامها برسالتها الإسلامية ومسؤوليتها تجاه العالم الإسلامي. هذا النجاح الاستثنائي ليس وليد الصدفة بل نتاج توجيهات حكيمة لقيادة مؤمنة مخلصة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبمتابعة وإشراف مباشر لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي أدار هذا الحدث العالمي الكبير بكفاءة عالية وتنظيم دقيق، ليعكس التزام بلادنا المباركة بخدمة ضيوف الرحمن، وتجسيد رسالتها الإسلامية والإنسانية في أبهى صورها، فمنذ بداية توافد الحجاج إلى الأراضي المقدسة، حظي ضيوف الرحمن برعاية واهتمام كبيرين على مختلف المستويات، بدءًا من خدمات الاستقبال في المنافذ البرية والبحرية والجوية، مرورًا بتوفير وسائل النقل المتعددة، والمرافق السكنية المجهزة بأحدث التقنيات، وصولاً إلى الرعاية الصحية المتكاملة والإرشاد والتوجيه بلغات متعددة، وقد شهدت المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة خلال أيام الحج حركة تفويج منظمة ومرنة، أشرفت عليها جهات متعددة بتنسيق فائق بين وزارة الحج والعمرة، ووزارة الداخلية، والهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة، وقطاعات الأمن والصحة والنقل، وقد تم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الهواتف الذكية لتوجيه الحجاج وإرشادهم ومتابعة حركتهم، ما أسهم في تقليل الازدحام وتسهيل التنقل، خاصة أثناء أداء ركن الوقوف بعرفة ورمي الجمرات، وعلى الصعيد الصحي، دفعت وزارة الصحة بمنظومة متكاملة من الخدمات الوقائية والعلاجية، حيث انتشرت عشرات المنشآت الصحية المتنقلة والثابتة، مزودة بكوادر طبية مؤهلة، ومعدات طبية عالية الجودة، وتم تنفيذ خطط استباقية لمكافحة العدوى، بما في ذلك متابعة الأمراض المعدية والاستجابة السريعة لأي طارئ، ليسجل الموسم 'صفر إصابات وبائية'، في إنجاز يحسب للجهود الصحية المبذولة والوعي المرتفع لدى الحجاج بالتعليمات الصحية، كما كان للتحول الرقمي دور محوري في إنجاح الموسم، من خلال التطبيقات الذكية التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة والتي وفرت للحجاج معلومات آنية عن المناسك، مواعيد التفويج، وخرائط المشاعر المقدسة، كما سهلت البوابات الإلكترونية وإنترنت الأشياء عملية تتبع الحجاج وتقديم الدعم اللوجستي المناسب لهم في الوقت المناسب، وقد حظي نجاح الحج بإشادات واسعة من بعثات الدول الإسلامية، والمنظمات الدولية، التي عبّرت عن إعجابها بمستوى التنظيم والرعاية، واعتبرت ما قدمته المملكة من خدمات نموذجًا يُحتذى به في إدارة الحشود الضخمة، وعبر الكثير من الحجاج عن امتنانهم العميق للمملكة حكومة وشعبًا على حسن الضيافة وكرم الاستقبال والخدمات الراقية التي جعلت أداء مناسك الحج سهلاً وميسراً، عام بعد آخر تثبت المملكة للعالم أجمع أن خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أمانة تؤديها بكل إخلاص، وأن موسم الحج ليس مجرد حدث ديني بل مشروع إنساني وتنموي وأمني وتقني، تتكامل فيه الجهود وتتوحد فيه القلوب لخدمة ملايين القادمين من كل فج عميق، وبهذا النجاح المشرف، تتجه الأنظار إلى المستقبل، حيث تستمر المملكة في تطوير البنية التحتية وتوسيع الخدمات الذكية، لتظل منارة للعالم الإسلامي ومصدر فخر لكل المسلمين. ميزانيات ضخمة وقال عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة سابقاً أ. د. غازي بن غزاي العارضي: من المنطق الشرعي والواقعي والإعلامي المرغوب، إبراز الوظائف والأدوار والمهام التي تتصدى لها المملكة العربية السعودية وتقوم بأدائها بكل كفاءة واقتدار في العمارة والخدمة اللوجستية على مدار الساعة وطوال العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة ومكة والمدينة والمواقيت المكانية الخمسة بما تعجز عنه عدة دول مجتمعة، في عطاء مدرار لا ينقطع، والذي يتميز بالجدة والخبرة والوفرة والتنوع، وتلك مواصفات ومعايير الإبداع الحضاري لدى جميع المفكرين والفلاسفة ومفسري حركة التاريخ ومنظري الرؤى الحضارية، وهذا ما يرصده بسهولة كل حاج أو معتمر أو زائر بالعين المجردة، ويضيق المقام في استعراض تلك الجهود، وحسبنا أن نذكر مختصراً، وكما يقال ( من القلادة ما يحيط بالعنق) وما نلحظه من خدمات الحج والعمرة والزيارة سواء المكانية والزمانية على مدار العام، إذ من الصعب جداً رصد جملة الميزانيات الضخمة التي تجاوزت مئات المليارات التي تنفق سنوياً على المشاعر المقدسة وتطويرها وتحسينها وتجديدها وصيانتها فضلاً عن الجهود اللوجستية المتمثلة في جهود الإدارات المعنية مجتمعة بروح الفريق الواحد لخدمة الحجاج والعمار والزوار، بحيث لم تعد ثمة ثغرة إلا تم سدها بدقة متناهية، بما يضمن عدم اخترامها بالنقص أو التفريط أو التقصير، وثمة جيوش جرارة من العاملين في كل قطاعات الدولة المختلفة الذين بدأت بخطط لوجستية عالية الكفاءة بديمومة واستمرارية. إحصائيات مذهلة وأضاف: على سبيل المثال لا الحصر: فقد أورد معالي مدير الأمن العام الفريق أول محمد البسامي إحصائية مذهلة لعدد رجال الأمن الذين يقومون ويعملون على السهر ورعاية الحجاج وخدمتهم والسهر على راحتهم بما يزيد على 200 الف في مختلف القطاعات الأمنية، وعلى الوتيرة نفسها تجند مختلف وزارات الدولة الآلاف من كوادرها مثل وزارة الصحة والبلديات والمواصلات والإعلام والحج وما من وزارة إلا وتستضيف على حسابها مئات الآلاف من الحجاج اقتداء بخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي يستضيف ألف حاج سنوياً على حسابه الخاص، ومن المناسب التذكير بالمشاريع الرائدة الحافلة والمشاهدة، فطريق المشاة من عرفة إلى المسجد أصبح أيقونة المتعة المقدسة، حيث ينساح الحاج في هذا الطريق مستمتعاً برشات الماء البارد ودورات المياه النظيفة والمجهزة وصنابير الماء البارد، وإذا ألقينا النظرة على المسجد الحرام فسوف نفاجأ بالتوسعة الهائلة المجهزة بالتكييف المركزي، والعربات المتطورة التي تعين الطائفين حول الكعبة، وبين الصفا والمروة على أداء نسكهم في أجواء من الراحة والسكينة والطمأنينة السابغة بطريقة احترافية منظمة مهما تضخم عدد الساعين والطائفين في عربات مجهزة بكل كفاءة وإتقان، ولا يغيب عن الأذهان المشروع الكبير الذي غير مجرى البيئة في منى بأسلوب حضاري لأول مرة في التاريخ، وهو مشروع ( تنظيم ذبح الهدي والأضاحي والنذور والصدقات الذي قضى على تلوث منى نهائياً إلى غير رجعة، وفي ذات الوقت تم إيصال تلك الأضاحي والهدي إلى مستحقيها داخل مكة وخارجها بما يشمل الفقراء والمحتاجين في العالم الإسلامي، ولقد كان لتطبيق المملكة القرار الأممي الإسلامي بتحديد الحجاج بإجماع المسلمين إلى تقليل حوادث الزحام وضربات الشمس، وقد أصبح عرفات على وجه الخصوص حديقة غناء، وزالت الكثير من المتاعب منذ تنزيل خدمة القطار بين المشاعر المقدسة وتفويج الحجاج بأسلوب حضاري منظم، وتوسيع مرمى الجمرات على نمط أربع طبقات بحيث يتمكن 300 ألف حاج من رمي الجمرات في بحر ساعة واحدة من الزمن، والحق أننا أمام أمثولة حضارية وتراكمية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، تبرهن على جلالة خدمة حكومة المملكة العربية السعودية ووراثة خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر بكل كفاءة وإثراء وبذل وعطاء لا نظير له في التاريخ. احترافية إدارة الحج وأكد المتخصص في اقتصادات الحج والعمرة عبدالغني بن حماد الأنصاري أنه في موسم حج 1446هـ (2025م)، تجلّى التميّز السعودي في أبهى صوره، حيث جسّدت قيادة المملكة العربية السعودية نموذجًا فريدًا في إدارة الحج باحترافية وأمانٍ وكرم ضيافة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، استطاعت المملكة أن ترسّخ ريادتها العالمية في خدمة ضيوف الرحمن وتحقيق تطلعاتهم، من خلال أرقام قياسية تعكس النجاح: إجمالي عدد الحجاج: 1,673,230 حاجًّا وحاجة. حجاج الخارج: 1,506,576 حاجًّا. حجاج الداخل: 166,654 حاجًّا. عدد الجنسيات المشاركة: 171 جنسية من مختلف دول العالم. منظومة صحية متكاملة: تقديم 1.3 مليون خدمة توعوية وصحية لضيوف الرحمن. التعامل بكفاءة مع 155 حالة إجهاد حراري. إجراء 214 عملية قسطرة قلبية و18 عملية قلب مفتوح ضمن خطة طبية متكاملة عزّزت راحة الحجاج وسلامتهم. خدمات لوجستية متطورة: أكثر من 20 ألف حافلة سخّرت لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، مما أسهم في تسهيل الحركة وتقليل الازدحام. شبكة قطارات حديثة دعمت الانسيابية والسرعة في تنقل الحجاج. إدارة مميزة للحشود عبر منشأة الجمرات الحديثة، التي استوعبت حتى 300 ألف حاج في الساعة. نجاح مبادرة 'طريق مكة' في خدمة أكثر من 314,337 حاجًّا من 8 دول، مما أسهم في تسريع إجراءات دخول الحجاج وتقليل وقت الانتظار. توفير الإيواء والخدمات الفندقية: تنسيق وتكامل إشادة المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة بالدور الكبير للتنسيق بين جميع الجهات المعنية، والجهود التكاملية لتحقيق أفضل تجربة لضيوف الرحمن. التزام تام بجدولة التفويج وضمان انسيابية تنقل الحجاج بين المشاعر. قيادة حكيمة ووعي مجتمعي: بفضل الله، ثم بفضل التوجيهات الحكيمة والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، تحققت هذه الإنجازات في موسم حج استثنائي شهد تطبيق أحدث الوسائل التقنية والتقارير الرقمية، بما يعزز جودة الخدمات ويضمن سلامة وأمن الحجاج، استثمار يفوق اقتصاديات الحج بثلاثة أضعاف، حيث تؤكّد هذه الأرقام والجهود أن ما يُنفق على إدارة الحج وتنظيمه يفوق بثلاثة أضعاف قيمة اقتصادات الحج نفسها، وهو ما يجسّد اهتمام المملكة بأمن وراحة الحاج كهدفٍ سامٍ يتجاوز أي مردود اقتصادي، إن نجاح موسم حج 1446هـ ليس مجرد إنجاز تنظيمي، بل قصة نجاح قيادة وطنية، وشاهدٌ حيٌّ على التزام المملكة بخدمة الإسلام والمسلمين، ستبقى المملكة، بقيادتها الرشيدة، نموذجًا عالميًّا يُحتذى به في إدارة أعظم مؤتمر بشري سنوي في العالم، حفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها. قائد ملهم وأكد الباحث والمهتم بالشأن العام د. محمد بن علي الذبياني أن نجاح حج هذا العام لم يكن حدثاً عادياً بل كان حكاية تروى وتاريخاً يسطر أفرح كل محب وأحزن كل كاره لبلاد الحرمين الشريفين، لم يكن ذلك النجاح ليحصل لولا توفيق الله ثم تضافر الجهود المباركة من كافة قطاعات الدولة والتي سخرت لخدمة حجاج بيت الله الحرام جعلت القاصي والداني من الإعلاميين ووكالات الأنباء المنصفة والشريفة تقف مدهوشة من كيفية قيام المملكة العربية السعودية في إدارة ورعاية ذلك الكم الهائل من حجاج بيت الله الحرام، وتقديم الخدمات لهم وتيسير أمورهم والحفاظ على سلامتهم، ولو علموا أن تلك الجهود يقف خلفها قائد ملهم يقود تلك الجهود ويشرف عليها بنفسه بل ويتابع كل صغيرة وكبيرة في سبيل حج آمن لعرف أن تلك النجاحات لم تأت اعتباطاً أو محض صدفة بل أتت نتاج تخطيط وخبرات سابقة ومتكررة لحج أعوام ماضية جعلت من بلادنا بيت خبرة في عملية إدارة الحشود وكيفية التعامل معها، ولم يكن استقبال سمو ولي العهد - حفظه الله - لجميع القطاعات المشاركة في حج هذا العام إلا نوعاً من الامتنان والشكر والتقدير على ما قدموه من جهود جعلت حج هذا العام نموذجياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولو نظرنا إلى مفردات كلمة الشكر التي وجهها سمو ولي العهد -حفظه الله- لهم لأحسسنا مدى الغبطة والسعادة التي يشعر بها سموه الكريم لأن ذلك النجاح ألجم كل من أراد أن يشكك في جهود بلادنا تجاه حجاج بيت الله الحرام، إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من خدمات تجاه الحرمين الشريفين يجعل المتلقي البعيد في بعض الأحيان يعيش في ذهول تام بل إنه قد يصل إلى عدم التصديق من ذلك الكم الهائل من المشاريع المتطورة والخدمة المميزة ولكن عندما يصدمه الواقع الحقيقي لتلك الخدمات لا يلبث إلا أن يقف مشدوهًا شاكرًا لولاة أمر بلاد الحرمين وداعياً لهم بالتوفيق والتمكين هذا إذا كان منصفاً وعادلاً، كما أنه لا يخفى على الجميع ما تواجهه بلاد الحرمين من هجوم ممنهج عبر مواقع إعلامية مشبوهة وصحف مأجورة يتصدرها إعلاميون نبذوا شرف الأمانة الصحفية جانباً وتسنموا الخيانة وبيع الضمير إلى من يدفع أكثر، وهؤلاء جميعاً أرجفوا بخيلهم ورجلهم للتشكيك ومحاربة الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال بث الإشاعات المغرضة وتحجيم الجهود الإيجابية المخلصة وتضخيم الأحداث الصغيرة السلبية والنفخ فيها ثم يتلقفها من في قلبه مرض للتفاعل معها ليكيل الاتهامات الكاذبة لبلادنا، لكن أتى نجاح موسم الحج لهذا العام ليخرس تلك الألسن وليقطع دابر كل فتنة بل ويجعل تلك المواقع الإعلامية المشبوهة في حالة من الحرج والانكسار أمام من كان يصدقهم ويتلقف أخبارهم. تكامل وانسجام من جهته، أشاد المستشار والباحث الشرعي د. زياد بن منصور القرشي بالنجاح الكبير والتميز الرائع اللذين تحققا في موسم حج هذا العام 1446هـ، وذكر أن المملكة العربية السعودية رفعت شعار «مستعدون لخدمة ضيوف الرحمن، متطلعون لرضاهم»، وقامت باستعدادات على مدار العام، وترتيبات داخلية وخارجية، مع تنسيق على أعلى المستويات، وتهيئة للمرافق والخدمات والكوادر، وأعدت الخطط في إدارة الحشود، وتعزيز منظومة السلامة، وتقديم الحلول التقنية الحديثة، وأطلقت وزارة الداخلية وشركاؤها ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030 مبادرة طريق مكة لتقدم للحجاج أعلى مستوى من الخدمة والراحة في رحلتهم، من خلال تمكينهم من استكمال إجراءات دخولهم إلى المملكة العربية السعودية من مطارات بلدانهم ونقلهم مباشرة إلى أماكن إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقدمت مبادرة طريق مكة أعمالها هذا العام 1446هـ خدماتها للحجاج عبر 12 مطاراً في 8 دول بخدمة (314,337) مستفيدًا عبر (899) رحلة، ويقدم رجال الأمن جهودًا كبيرة ومتميزة لخدمة حجاج بيت الله الحرام في حفظ الأمن ومتابعة الأعمال، وإدارة الحركة والحشود والسهر على راحة الحجاج ليؤدوا نسكهم بكل يسر وطمأنينة، كما يقدم العنصر النسائي دوراً بارزاً في خدمة الحجاج بالمسجد الحرام والمحافظة على الحالة الأمنية، وتقديم الخدمات الإنسانية والتوعوية على مدار الساعة ضمن منظومة كوادر بشرية مدربة، وتقنية، وكاميرات رقمية للمراقبة، تدار من غرف العمليات لضمان راحة الجميع خلال وجودهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ونجحت جميع خطط التفويج منذ وصول الحجاج إلى المطار وصولاً إلى مكة المكرمة وفي طواف القدوم في المسجد الحرام وأداء العمرة وفي مشعر منى وعرفات ومزدلفة، مستندة إلى نموذج تشغيلي موحد يربط بين الجهات الخدمية والتنظيمية عبر مركز التفويج والعمليات المشتركة، ويُعدُّ أحد أبرز عناصر التطوير في موسم حج هذا العام، وجرت عمليات التصعيد وفق جداول زمنية محكمة، باستخدام حافلات حديثة وقطار المشاعر المقدسة، وسط متابعة ميدانية دقيقة وضمانات أمنية عالية، ما أدى إلى انسيابية كاملة للحركة في الطرق المؤدية إلى عرفات ومزدلفة ومنى المسجد الحرام، وتوزيع الحجاج على المخيمات بسلاسة ودون ازدحام يذكر، وبتوافر فرق صحية راجلة ووحدات طبية متنقلة على امتداد طرق المشاة.