logo
رئيس الوزراء السوداني يتعهد بإعادة إعمار الخرطوم في أول زيارة للعاصمة

رئيس الوزراء السوداني يتعهد بإعادة إعمار الخرطوم في أول زيارة للعاصمة

خبرني٢٠-٠٧-٢٠٢٥
خبرني - تعهّد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس السبت، بإعادة إعمار الخرطوم خلال أول زيارة له منذ توليه منصبه في أيار للعاصمة التي دمرها أكثر من عامين من الحرب.
وفي جولة تفقدية شملت مطار المدينة المدمر وجسورها ومحطات مياه، عرض رئيس الوزراء الجديد مشاريع الإصلاح الشاملة تحسبا لعودة البعض على الأقل من ملايين السكان الذين فروا من العنف.
وقال إدريس إن "الخرطوم ستعود عاصمة قومية شامخة"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء السودان الرسمية.
ووصل رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان السبت إلى مطار الخرطوم الذي استعاده الجيش في آذار بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليه لمدة عامين تقريبا.
بدأت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في قلب العاصمة في نيسان 2023، مما أدى إلى تمزيق المدينة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عشرات الآلاف قتلوا في العاصمة التي كانت تعج بالحركة قبل أن يفر منها 3.5 ملايين من سكانها.
وبحسب مكتب الإعلام بولاية الخرطوم، فقد زار كامل إدريس السبت مقر قيادة الجيش ومطار المدينة، وهما رمزان وطنيان عززت استعادتهما مع القصر الرئاسي في وقت سابق من هذا العام انتصار الجيش في العاصمة.
لكن من المتوقع أن تكون إعادة الإعمار مهمة جبارة، إذ تقدّر الحكومة تكلفتها بقرابة 700 مليار دولار على مستوى السودان، نصفها تقريبا للخرطوم وحدها.
وبدأت الحكومة الموالية للجيش التي انتقلت إلى بورتسودان على البحر الأحمر في وقت مبكر من الحرب ولا تزال تعمل منها، في التخطيط لعودة الوزارات إلى الخرطوم حتى مع استمرار القتال في أجزاء أخرى من البلاد.
وانطلقت السلطات في عملياتها في العاصمة لدفن الجثث بشكل لائق، وإزالة آلاف الذخائر غير المنفجرة، واستئناف الخدمات الإدارية.
وفي زيارة لمصفاة الجيلي في شمال الخرطوم، وهي أكبر مصفاة للنفط في السودان، وعد إدريس بأن "المنشآت القومية سوف ترجع أحلى مما كانت عليه".
تمت استعادة المصفاة المدمرة في كانون الثاني، لكن إعادة تأهيل المنشأة التي كانت تعالج في السابق 100 ألف برميل يوميا ستستغرق سنوات وتكلف ما لا يقل عن 1.3 مليار دولار، بحسب ما أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس.
عمل كامل إدريس في الدبلوماسية، وهو مسؤول سابق في الأمم المتحدة عيّنه في أيار البرهان، الزعيم الفعلي للسودان، لتشكيل إدارة أطلق عليها "حكومة الأمل".
وتسببت الحرب في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم، إذ يعاني ما يقرب من 25 مليون سوداني انعدام الأمن الغذائي الشديد، كما أجبرت أكثر من 10 ملايين سوداني على النزوح داخليا في أنحاء البلاد.
وفرّ أربعة ملايين سوداني آخرين عبر الحدود.
في الأثناء، لا تظهر أي مؤشرات الى تراجع القتال في جنوب كردفان وإقليم دارفور في غرب السودان، حيث اتهمت قوات الدعم السريع بقتل المئات في الأيام الأخيرة في محاولات لتوسيع مناطق سيطرتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحقيق يكشف بالأدلة: ميليشيا "أبو شباب" المسلحة يديرها الاحتلال وتنهب مساعدات غزة
تحقيق يكشف بالأدلة: ميليشيا "أبو شباب" المسلحة يديرها الاحتلال وتنهب مساعدات غزة

رؤيا

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا

تحقيق يكشف بالأدلة: ميليشيا "أبو شباب" المسلحة يديرها الاحتلال وتنهب مساعدات غزة

"أبو شباب" تهدف إلى نهب المساعدات الإنسانية بشكل منهجي بغزة في الوقت الذي يكابد فيه قطاع غزة ويلات المجاعة والحصار، كشف تحقيق استقصائي أجرته منصة "إيكاد"، عن وجود ميليشيا مسلحة منظمة، يقودها ياسر أبو شباب، وتعمل بتنسيق مباشر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بهدف نهب المساعدات الإنسانية بشكل منهجي وتنفيذ مخططات تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السكانية للقطاع. ويقدم التحقيق، الذي اعتمد على تحليل أكثر من خمسين حساباً رقمياً وصور أقمار صناعية وشهادات محلية، خريطة مفصلة لهيكلية العصابة وانتشارها وارتباطاتها، وكيف تحولت المساعدات إلى أداة لفرض السيطرة وخدمة أجندة الاحتلال. القيادة والنشأة: من السجون إلى العمالة وفقاً للتحقيق، ظهرت الميليشيا إلى العلن في مايو 2024، مستغلة الانهيار الأمني في القطاع. ويقودها ياسر أبو شباب، الذي كان معتقلاً في غزة على خلفية قضايا جنائية تشمل تهريب السلاح والمخدرات، قبل أن يفر من السجن عقب قصف إسرائيلي استهدف مقرات أمنية. وفي مقابلة صادمة بثتها قناة "كان" الإسرائيلية في 6 يوليو 2025، أعلن أبو شباب صراحة عن تعاونه مع جيش الاحتلال تحت غطاء توزيع المساعدات، وأبدى استعداده لتولي إدارة غزة في حال سقوط حماس. وتزامنت تصريحاته مع اتهامات موثقة نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" عن الأمم المتحدة، تشير إلى استيلاء ميليشيا أبو شباب على 80 شاحنة مساعدات من أصل 100، وضلوعها في قتل أربعة من سائقي الشاحنات. ويضم الهيكل القيادي للميليشيا، إلى جانب أبو شباب، شخصيات ذات خلفيات إجرامية وأمنية خطيرة، منهم غسان الدهيني، الذي ارتبط سابقاً بجيش الإسلام، وعصام النباهين، وهو مقاتل سابق مع تنظيم داعش في سيناء. النهب المنهجي والتموضع الميداني يوثق تحقيق "إيكاد" بالصور ومقاطع الفيديو عمليات النهب التي نفذها عناصر الميليشيا، حيث كانوا يروجون لأنشطتهم علناً عبر حساباتهم على مواقع التواصل، ما يشير إلى شعورهم الكامل بالحماية وعدم الخوف من المحاسبة. وتتمركز الميليشيا في مناطق جنوب القطاع الخاضعة لرقابة جيش الاحتلال، مثل الشوكة والبيوك. وكشفت صور أقمار صناعية من نوفمبر 2024 عن إقامة الميليشيا سواتر ترابية على طول الطريق الخارج من معبر كرم أبو سالم، بهدف اعتراض شاحنات المساعدات والسيطرة عليها. غطاء إغاثي لمخطط تهجير الأخطر من ذلك، أن الميليشيا أنشأت مخيمات للنازحين شرق رفح، وظهر أبو شباب وهو يوزع فيها أكياس طحين تابعة لبرنامج الأغذية العالمي كان قد استولى عليها. وكشف التحقيق أن هذه المخيمات تقع في نفس المنطقة التي دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، لتجميع سكان غزة فيها، مما يشير إلى أن هذه الأنشطة الإغاثية المزعومة قد تكون غطاءً لمخطط "تهجير ناعم". ويضيف التحقيق أن الدعم الذي تحظى به الميليشيا لا يقتصر على الاحتلال، حيث نقلت مصادر أمنية عبرية أن السلطة الفلسطينية تدعم أبو شباب "إدارياً" في محاولة لملء الفراغ، وذلك في إطار تفاهمات مع الاحتلال ألمح إليها مسؤولون في حكومة الاحتلال. الإغاثة كسلاح

السفينة "حنظلة" أسيرة في ميناء أسدود
السفينة "حنظلة" أسيرة في ميناء أسدود

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

السفينة "حنظلة" أسيرة في ميناء أسدود

جفرا نيوز - وصلت السفينة حنظلة التابعة لأسطول الحرية اليوم الأحد 27\7\2025، إلى ميناء أسدود بعدما اقتحمتها بحرية جيش الاحتلال الإسرائيلي واقتادتها إلى هناك. وسيطرت قوات الاحتلال على السفينة التي تقل متضامنين دوليين في اليوم السابع من رحلتها الهادفة إلى كسر الحصار على قطاع غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن النشطاء الذين كانوا على متن السفينة استُجوبوا وسيسلمون إلى الشرطة. وكانت السفينة في طريقها إلى محاولة كسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة وإدخال كمية من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع قبل أن يعترضها الجيش الإسرائيلي ويحتجز أفراد طاقمها، ومنهم نائبتان من حزب "فرنسا الأبية' المعارض لقوانين الهجرة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة' أنه أرسل محامين إلى الميناء الواقع في جنوب إسرائيل وطالب بالسماح لهم بالتواصل بالنشطاء المعتقلين من السفينة. ودعا الناشطون على متن السفينة "حنظلة' للضغط على بلدانهم للإفراج عنهم. جاء ذلك في رسائل فيديو مسجلة مسبقا نشرها "تحالف أسطول الحرية' عبر منصات التواصل الاجتماعي، عقب سيطرة الاحتلال على السفينة. وتوالت إدانات اقتحام السفينة "حنظلة'، فقد طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتأمين الحماية الدولية للقوافل الإنسانية، واصفا اقتحام السفينة بأنها قرصنة بحرية جديدة في المياه الدولية. وقال المكتب إن "هذا العدوان السافر انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقواعد الملاحة البحرية حيث يتصرف الاحتلال من جديد كقوة بلطجة خارج القانون'. وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة المشاركين على متن السفينة، وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والدولية باتخاذ موقف عاجل وحازم ضد هذا العدوان. وفي آخر المستجدات قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن التي اعلنتها إسرائيل في مناطق محددة بالقطاع اليوم الأحد. وقال في منشور على إكس "على تواصل مع فرقنا على الأرض، التي ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجوعى خلال هذه الفرصة'. وفي وقت سابق من اليوم الأحد 27\7\2025، ذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية أن شاحنات المساعدات بدأت التحرك من مصر نحو قطاع غزة، وذلك بعد تزايد الضغوط الدولية وتحذيرات من وكالات إغاثة من انتشار المجاعة في القطاع. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قبل ساعات عن إنشاء "ممرات إنسانية' من أجل تأمين قوافل الأمم المتحدة التي تنقل المساعدات إلى سكان غزة وعن تطبيق "وقف لإطلاق النار للأغراض الإنسانية' في المناطق المكتظة بالسكان. هذا وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم استئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة ليل السبت، بينما ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه تقرر إرساء "هدن إنسانية' جزئية في القطاع اعتباراً من صباح اليوم الأحد 27\7\2025. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن تعليق الأعمال العسكرية اليوم سيكون في مدينة غزة ودير البلح والمواصي بدءا من العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء، على ان يستمر القتال خارج المناطق الإنسانية المقرر تطبيق هدنة فيها.

د. خالد السليمي يكتب: "إسرائيل" والخرائط المُتغيّرة .. من دفاع الوجود إلى حرب الامتداد
د. خالد السليمي يكتب: "إسرائيل" والخرائط المُتغيّرة .. من دفاع الوجود إلى حرب الامتداد

سرايا الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • سرايا الإخبارية

د. خالد السليمي يكتب: "إسرائيل" والخرائط المُتغيّرة .. من دفاع الوجود إلى حرب الامتداد

بقلم : لعبة الخرائط المُتبدلة وغياب اليقين الاستراتيجي في خضم عالمٍ يتغير بخطى متسارعة تدخل إسرائيل مرحلة جديدة من سياستها الاستراتيجية، تتجاوز فيها خطوط الدفاع إلى آفاق التمدد والهيمنة، لم تعُد الحدود الجغرافية سوى فكرة مؤقتة في عقل صانع القرار الإسرائيلي، بل غدت الأدوات الأمنية والسياسية تُوظَّف لفرض واقع جديد بالقوة، ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، اتخذت إسرائيل من مجزرة غزة منصةً لإعادة صياغة معادلة الردع الإقليمية، مستفيدةً من الغطاء الغربي وتردد بعض الأنظمة العربية في اتخاذ مواقف حاسمة، وها هي تفتح على نفسها جبهات متعددة، في الجنوب والشمال، وفي العمق الإقليمي، وكأنها تسابق الزمن لرسم خريطة جديدة على أنقاض الوضع القديم. من دبلوماسية التطبيع إلى أحلام التقسيم منذ توقيع "اتفاقيات أبراهام" عام 2020 تحركت إسرائيل نحو بناء شبكة تحالفات أمنية واقتصادية مع دول عربية تحت عنوان "السلام"، لكنها في الحقيقة كانت تزرع بذور التغلغل الاستراتيجي، فبالنسبة لإسرائيل، السلام ليس نهاية الحرب، بل مرحلة لإعادة التموضع، استخدمت تل أبيب تلك الاتفاقيات لشرعنة وجودها الإقليمي، وفي الوقت ذاته لتقويض العمق العربي من الداخل، تسللت إلى المنظومات التكنولوجية، والنسيج الاجتماعي، وسعت إلى تحويل التطبيع من خيار سياسي إلى واقع أمني استراتيجي يخدم أطماعها في التوسع والهيمنة. غزة... بداية الزلزال جاءت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 بمثابة الزلزال الذي أطاح بأسس الرواية الأمنية الإسرائيلية، لم تكن مُجرد اختراق أمني، بل لحظة سقوط كامل لأسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وما تبعها من حملة إبادة همجية على غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 59 ألف فلسطيني، وأكثر من 145 ألف إصابة حتى تموز 2025، حيثُ كانت انعكاساً لحالة الهلع الاستراتيجي داخل إسرائيل، لجأت إلى سياسة الأرض المحروقة، وقصفت المدنيين والمستشفيات وحتى قوافل المساعدات، تحت غطاء صمت دولي مريب، لكن المقاومة، رغم الحصار والقصف، ظلّت تقاتل، وتعيد تعريف مفاهيم الصمود والردع، وتفرض معادلة جديدة. تمدُد الجبهة الشمالية وتفكك الجبهة الداخلية منذ تشرين الثاني 2023، بدأت جبهة الشمال تشتعل تدريجياً، حيث دخل حزب الله اللبناني المعركة بشكل تكتيكي، أربك الحسابات الإسرائيلية، وأجبر الجيش الإسرائيلي على إعادة تموضعه، ومع تهديدات الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله بتوسيع الضربات لتشمل العمق الإسرائيلي، بدأت المستوطنات في الجليل الأعلى تُخلى، ومناطق صناعية حيوية تُغلق، في الوقت ذاته، تعيش الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالة من الهشاشة والانقسام السياسي، في ظل تراجع ثقة الجمهور بقيادة نتنياهو وتآكل شرعيته، وقد حذر الجنرال عاموس يادلين (الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية) في كانون الأول 2023 من أن "إسرائيل تخسر معركة الشرعية الدولية وتخوض حرباً على أكثر من جبهة بلا أفق سياسي". الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن... شريك في الجريمة بالصمت والتسليح خلال فترة حكم الرئيس جو بايدن، تحولت الولايات المتحدة من "وسيط نزيه" إلى شريك مباشر في العدوان على غزة، فقد أرسل بايدن في تشرين الأول 2023 حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى البحر المتوسط، ووافق على تزويد إسرائيل بأكثر من 14 مليار دولار كمساعدات عسكرية إضافية، التقطت العدسات دموعه المصطنعة في تل أبيب، بينما كانت طائرات (F-35) تقصف مخيمات اللاجئين في رفح وخان يونس، ومع ذلك، تجاهل بايدن دعوات وقف إطلاق النار، ورفض الاعتراف بجرائم الحرب، بل استخدم الفيتو الأمريكي ضد قرارات وقف العدوان في مجلس الأمن أكثر من خمس مرات خلال ستة أشهر. ترامب يعود... وموقف مختلف من المغامرات الإسرائيلية عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2025 غيّرت ملامح التوازن السياسي الأمريكي-الإسرائيلي، ورغم أن ترامب يُعرف بدعمه لإسرائيل، إلا أن تصريحاته الأخيرة أظهرت اختلافاً في مقاربة الأزمة، ففي آذار 2025، صرح في مقابلة مع(Fox News) : نتنياهو فقد السيطرة، والعدوان على غزة أضرّ بمصالحنا مع الدول العربية، نحن نحتاج إعادة تقييم علاقتنا بالمغامرات الإسرائيلية"، هذه اللغة الصادمة دفعت وسائل إعلام إسرائيلية إلى مهاجمته، فيما بدأت دوائر القرار في تل أبيب بالتوجس من انفكاك الغطاء الأمريكي الكامل، مما قد يُحدث شرخاً استراتيجياً في تحالفهما التاريخي. خطر التمدد إلى الأردن وسيناريوهات الرد التقارير الاستخبارية الغربية بدأت تحذّر من محاولة إسرائيلية للتلاعب بالحدود الشرقية، وخلق ظروف تمهّد لفرض "ترانسفير ناعم" لسكان غزة والضفة إلى الأردن، السيناريو ليس جديداً، بل تعود جذوره إلى خطة إيغال ألون (1967) وتصريحات أفيغدور ليبرمان عام 2013 حين قال: "الأردن هو فلسطين، والحل هناك"، وفي آذار 2025، تم ضبط طائرات مسيّرة إسرائيلية قرب الحدود الأردنية، ما اعتُبر رسالة اختبارية، وقد أكدت مصادر أمنية أردنية حينها أن "أي اعتداء سيتم الرد عليه فوراً، وبما يفوق حجم التوقع"، هذا التصعيد يتطلب جهوزية استراتيجية وموقفاً دولياً واضحاً. السيناريوهات المتوقعة... ما بعد الزلزال في ظل التصعيد المستمر، ثمة سيناريوهات متعددة تتشكل على طاولة صناع القرار في المنطقة، الأول: استمرار العدوان الإسرائيلي وتمدده نحو الحدود مع لبنان وسوريا، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية مفتوحة، الثاني: محاولة فرض تهجير قسري جزئي أو كامل للفلسطينيين نحو الأردن وسيناء، تحت ذرائع إنسانية، الثالث: انهيار الداخل الإسرائيلي نتيجة الانقسام السياسي وفقدان الثقة بقيادة نتنياهو، مما يفتح الباب لانتخابات مبكرة، أما الرابع، فهو سيناريو التدويل، حيث تدخل قوى كبرى على الخط بفرض تسوية جديدة، جميع هذه السيناريوهات تحمل تهديدات وجودية تتطلب استشرافاً استباقياً وتحالفات إقليمية وقرارات سيادية حاسمة. الأردن والموقف الثابت في وجه التمدد الإسرائيلي رغم الضغوط الإقليمية والدولية، ظل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، صامداً في وجه محاولات تصدير الأزمة الإسرائيلية إلى دول الجوار، لم ينجرّ الأردن إلى أي محاور تخدم أجندات طائفية أو ميليشيائية، بل اختار الدفاع عن القدس والمقدسات بهدوء القوة وعقلانية الرد، وقف الأردن في وجه مخططات التهجير القسري في غزة والضفة الغربية، وأكد في جميع المحافل أن الأمن القومي الأردني والفلسطيني لا يمكن تجزئته، وفي رسالة واضحة، قال جلالة الملك خلال القمة العربية في الرياض عام 2024: "لن نسمح بأن يُعاد تشكيل المنطقة على حسابنا، ولن نكون وطناً بديلاً". حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسن في هندسة التوازن الإقليمي في لحظة يغيب فيها العقل الاستراتيجي عن بعض عواصم القرار، يبرز جلالة الملك عبدالله الثاني كصوتٍ عاقل يقود منطق التوازن لا الانجرار، لم يسقط في فخ الانفعال، بل سعى إلى تأمين الجبهة الداخلية، وتعزيز الجبهة الدبلوماسية، وحشد الرأي العام العالمي ضد العدوان على غزة، وخلال زيارته إلى برلين في أبريل 2025، قال بوضوح: "السلام لا يولد من رحم القتل، ولا من ركام المدن المدمرة"، هذه الحكمة جعلت الأردن اليوم مركز توازن إقليمي، ومحور استقرار في بيئةٍ تموج بالصراعات. التوصيات الاستراتيجية لمواجهة مرحلة ما بعد أكتوبر: 1. تعزيز وحدة الموقف العربي من خلال قمة طارئة تضع خطوطاً حمراء أمام أي محاولة تهجير أو تقسيم. 2. تحصين الجبهة الداخلية الأردنية أمنياً وسياسياً وإعلامياً، والتصدي لأي محاولات اختراق. 3. إعادة صياغة الخطاب الإعلامي العربي لكشف جرائم الاحتلال وفضح داعميه. 4. المطالبة بتحقيق دولي مستقل في جرائم الحرب في غزة بموجب القانون الدولي. 5. التحرك العربي نحو مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية بمبادرة جماعية. 6. مراجعة اتفاقيات السلام والتطبيع والتهديد الحقيقي بتجميدها حتى وقف العدوان والانسحاب من الأراضي المحتلة. 7. الاستعداد العسكري والاستخباري لأي سيناريو مفاجئ من الجانب الإسرائيلي. 8. دعم جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية القدس ورفض الوطن البديل كعقيدة وطنية لا مساومة عليها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store