
زيارة تاريخية.. تفاصيل زيارة البابا تواضروس مدرسةَ القديس سافا اللاهوتية في بلجراد
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس الإثنين، مدرسة القديس سافا اللاهوتية في بلجراد؛ حيث كان في استقباله إلى جانب القس رادومير فروشينيتش عميد المدرسة، نيافة المطران إيلاريون الأسقف المساعد لبطريرك صربيا، وعدد كبير من أساتذة المدرسة وطلابها.
ورحَّب عميد المدرسة بقداسة البابا، قائلًا: "مرحبًا بكم يا قداسة البابا في أقدم مدرسة ثانوية في مدينة بلجراد، معهد القديس ساڤا اللاهوتي. يشرفني ويشرف أساتذة وطلاب هذا المعهد أن نستقبلكم اليوم، ضيفًا عزيزًا على قلوبنا، ممثلاً للكنيسة القبطية المجيدة والعريقة"، ثم قدَّمَ القس فروشينيتش نبذة عن تاريخ ومسيرة المدرسة التي تأسست عام ١٨١٠.
ولفت القس رادومير فروشينيتش إلى أن المدرسة سعت طوال تاريخها إلى البحث عن الحقيقة وفهم العالم في عالم مليء بعدم المساواة، والعنف، والهجرة القسرية، والتمييز، والفقر، وظلت ركيزة ثابتة للروحانية والثقافة والعلم. فخرجت منها عقول عظيمة شهدت الإيمان بالقيامة؛ إيمانًا يبدد الخوف ويعطي رجاء وسط المعاناة.
ووجه القس رادومير فروشينيتش حديثه إلى قداسة البابا، قائلاً: "قداسة البابا إن محاضرتكم اليوم تمثل بناء جسر آخر من الانفتاح الصادق والمحبة الأخوية بين الكنيسة الأرثوذكسية الصربية والكنيسة الأرثوذكسية القبطية، مرحبًا بكم في معهد القديس سافا، ويسرنا أن نعطيكم الكلمة".
وألقى قداسة البابا محاضرته التي جاءت بعنوان: "الجهاز الروحي للإنسان المسيحي"، فبدأها بقوله: "أفرح أن أكون معكم في هذا المكان العريق، وأتحدث مع شباب يبني المستقبل مثلكم. أود أن أحدثكم عن الجهاز الروحي للإنسان المسيحي، من الناحية الروحية، يتكون الجهاز الروحي من ثلاثة مكونات: الأذن، والعين، والقلب".
(1) الأذن: هي عضو خارجي وداخلي، وليس المهم ما نسمع أو مَن نسمع؛ بل كيف نسمع.
- السمع يأتي من فضيلة اسمها الطاعة، وهي كلمة محبوبة تمثل حياة الإنسان الناجح. يقول الكتاب المقدس: هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا (لو ٩: ٣٥).
- هناك أناس يسمعون ولا يفهمون: مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ (مت ١٣: ١٣).
- أمثلة لمن سمعوا صوت الرب بإصغاء وانفتاح قلب: موسى النبي (في العليقة).
القديس أنطونيوس (في الإنجيل)، القديس أغسطينوس (في سيرة أنطونيوس).
وحدَّد قداسته سبعة مجالات لسماع صوت الله؛ وهي:
1- صوت الضمير: اجعل ضميرك حيًّا مستيقظًا، اسمعه في أوقات الهدوء لا الضوضاء.
2- صوت الوصية: عبر القراءة المنتظمة لكلمة الله.
3- صوت المرشد الروحي: من خلال الاعتراف وجلسات التدبير الروحي.
4- صوت الطبيعة: الزلازل، الأوبئة، الكوارث، رسائل سماوية للتوبة.
5- صوت الحياة: أحداث وقصص الآخرين.
6- صوت الكنيسة: عبر الآباء والتقليد الشفهي.
7- صوت الآخر: الله يتكلم من خلال المحيطين بك.
(2) العين: وهي عضو النور لدى الإنسان
- العين البسيطة تنير الجسد: "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ" (مت ٦: ٢٢- ٢٣)، العين البسيطة تنير الجسد، والشريرة تظلمه. البصر للعين الخارجية، البصيرة للداخلية. إبليس أغوى حواء بثمرة شهية للنظر، داود نظر فسقط.
- العين النقية ترى بطريقة الأمور بشكل صحيح: "وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ" (مز ١٩: ٨).
كيف تحصل على عين نقية؟!
1- مطالعة وجه المسيح: في الصلاة والأسرار.
2- مطالعة الإنجيل: بالقراءة والتأمل.
3- مصاحبة القديسين: بأسمائهم وسيرهم.
4- مشاهدة المقدسات: بالزيارات والخلوات.
5- خدمة المحتاجين: افتقاد الأيتام والأرامل.
(3) القلب: هو عضو الحياة، مركز المحبة والمعرفة الإلهية.
- القلب النقي يعاين الله: "طُوبَى لِأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت ٥: ٨). نقاوة القلب تتحقق بالصحبة الجيدة، القراءات الجيدة، المشاهدات الجيدة، السماعات الجيدة.
- إن كنت تريد قلبًا نقيًّا، ادخل أعماق نفسك، صل بندم، ارتم في أحضان الكنيسة، واجعل النقاوة هدف حياة. اجعل قلبك مختونًا: إذا رأيت حقدًا، حسدًا، شهوة، اطردها فورًا، ليبقى قلبك نقيًا يعاين الله هنا وفي الأبدية.
بعد المحاضرة، أجاب قداسة البابا عن أسئلة الطلاب حول سلطان الله في صوت الطبيعة، والتعايش الجماعي، والتوازن بين الإصغاء للآخر وهمسات الضمير، قائلاً: "الله له سلطان على كل الخليقة، أصغر خلية وأعظم كوكب. الكنيسة هي المكان؛ حيث يجد الإنسان الحرية والخلاص، فهي بيت الخلاص الوحيد، حيث جسد المسيح ورأسه. التوازن يتحقق بمحبة الله المنسكبة في قلوبنا، وبالصلاة والوصية، وبحياة الطاعة والمحبة".
واختُتم اللقاء بكلمات شكر وتقدير لقداسة البابا، وسط تصفيق الطلاب والأساتذة، الذين عبروا عن امتنانهم لهذه الزيارة التاريخية، وللمحاضرة التي وصفوها بأنها علامة محبة وتواصل بين الشعبَين والكنيستَين.
وكان قداسة البابا تواضروس قد زار كنيسة ميلاد السيدة العذراء مريم بحي زيمون؛ حيث كان في استقباله نيافة المطران إيلاريون، الأسقف المساعد لبطريرك صربيا، وعدد من الآباء الكهنة، في لقاء ساده المحبة، واطلع قداسته خلال الزيارة على تاريخ الكنيسة العريق وطرازها المعماري المميز.
يأتي هذا في إطار زيارة قداسة البابا لصربيا ضمن جولته الرعوية الحالية بإبراشية وسط أوروبا التي بدأها يوم ٢٥ أبريل الماضي؛ حيث تعد زيارة صربيا المحطة الثالثة من محطات جولة قداسته بالإبراشية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوفد
منذ ساعة واحدة
- الوفد
أوقاف الفيوم تنظم ندوة علمية كبرى بالمسجد الكبير بفيديمين
عقدت مديرية أوقاف بالفيوم برئاسة الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة، ندوة علمية كبرى بالمسجد الكبير التابع لإدارة أوقاف فيديمين. يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف المصرية ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي، وضمن جهودهما لتحقيق مقاصد الشريعة وتقديم خطاب ديني وسطي رشيد. جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور فضيلة الشيخ يحيى محمد، مدير إدارة الدعوة بالمديرية، وفضيلة الشيخ طه علي، مسؤول المساجد بالمديرية، وفضيلة الشيخ محمد حسن، مدير إدارة أوقاف فيديمين، وفضيلة الشيخ أحمد رجب السيد، إمام المسجد، وجمع غفير من رواد المسجد، حيث تم تقديم ندوة بعنوان: ' فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ '. العلماء: من نوى الحج وأحرم به فعليه أن يجتنب كل قول أو فعل خارجا عن آداب الإسلام وخلال الندوة أكد العلماء أن مَن نوى وأوجب على نفسه الحج وأحرم به فعليه أن يجتنب كلّ قول أو فعل يكون خارجًا عن آداب الإسلام ومؤديًا إلى التنازع بين الرفقاء؛فإنَّ الجميع قد اجتمعوا على مائدة الرحمن، وهذا يقتضي منهم أن يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، أخرج الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَجَّ للهِ فلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». أشار العلماء إلى أن الله عبَّر عن أشهر الحج بأنها معلومات؛ لأنَّ العرب في الجاهلية كانوا يعرفونها، وهي: شهر شوال وذو القعدة والأيام العشرة الأُوَل من شهر ذي الحجة، وقد جاءت شريعة الإسلام مقررة لما عرفوه،ثم حضهم سبحانه على فعل الخير بعد نهيهم عن اجتراح الشر فقال:﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197]، أي: اتركوا أيها المسلمون كل قول أو فعل لا يرضي الله تعالى، وسارعوا إلى الأعمال الصالحة خصوصًا في تلك الأزمنة والأمكنة المفضلة، واعلموا أنه سبحانه لا يخفى عليه شيء من تصرفاتكم، وتزودوا بالزاد المعنوي المتمثل في تقوى الله وخشيته، وبالزاد المادي الذي يغنيكم عن سؤال الناس، وأخلصوا لي قلوبكم ونواياكم يا أصحاب العقول السليمة والمدارك الواعية.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار مصر : اتقوا الله في مصر.. نشأت الديهي يوجه رسالة للأحزاب قبل الانتخابات
الاثنين 26 مايو 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - وجه الإعلامي نشأت الديهي، نداءه لرؤساء الأحزاب وأصحاب القرار في الترشح لإنتخابات مجلس النواب، قائلاً: "اتقوا الله في مصر، وأسوأ ذنب هو اختيار غير الأكفأ، فلا تخونوا الوطن ولا الله ورسوله". وقال نشأت الديهي، خلال تقديمه برنامج 'بالورقة والقلم'، عبر فضائية 'تن'، أنه لا بد من المرشحين للانتخابات بضرورة النزول إلى الشارع والتواصل المباشر مع المواطنين، مؤكدًا أن الانتخابات لا تُدار من العاصمة فقط، بل تبدأ من الريف والمناطق المختلفة في بحري والصعيد. وتابع مقدم برنامج 'بالورقة والقلم'، أن الوعي الشعبي تطور"، محذرًا من محاولات خداع الناخبين أو استغلال مشاعرهم، مطالبًا المرشحين بطرح أفكار واضحة وخطط مدروسة بدلاً من الشعارات الجوفاء. كما دعا الأحزاب إلى تحمل مسؤوليتها السياسية، قائلاً: "اشتغلوا ومتقعدوش وتقولوا فيه تضييق، انزلوا ورونا نفسكم".


البشاير
منذ 3 ساعات
- البشاير
'الديهي' للأحزاب والمرشحين: انزلوا للناس واتعرفوا عليهم.. الناس بتفرز
وجّه الإعلامي نشأت الديهي، دعوة صريحة للأحزاب السياسية والمرشحين للانتخابات بضرورة النزول إلى الشارع والتواصل المباشر مع المواطنين، مؤكدًا أن الانتخابات لا تُدار من العاصمة فقط، بل تبدأ من الريف والمناطق المختلفة في بحري والصعيد. وأكد 'الديهي' خلال تقديم برنامجه 'بالورقة والقلم' المذاع عبر فضائية 'TeN'، مساء الأحد، أن 'الوعي الشعبي تطور'، محذرًا من محاولات خداع الناخبين أو استغلال مشاعرهم، مطالبًا المرشحين بطرح أفكار واضحة وخطط مدروسة بدلاً من الشعارات الجوفاء. كما دعا الأحزاب إلى تحمل مسؤوليتها السياسية، قائلاً: 'اشتغلوا ومتقعدوش وتقولوا فيه تضييق، انزلوا ورونا نفسكم'. وأضاف: 'الإعلام سيظل منصة لكل صاحب فكرة، وعلينا استغلال الانتخابات لاكتشاف المواهب السياسية الحقيقية'، مشددًا على خطورة اختيار أشخاص غير مؤهلين لمواقع المسؤولية. وأنهى حديثه بنداء لرؤساء الأحزاب وأصحاب القرار في الترشح، قائلاً: 'اتقوا الله في مصر، وأسوأ ذنب هو اختيار غير الأكفأ، فلا تخونوا الوطن ولا الله ورسوله'. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية