
أنس الشريف: ما الأحداث والتصريحات التي سبقت استهدافه حتى وصيته الأخيرة؟
نشر الحساب الموثق لمراسل قناة الجزيرة أنس الشريف عبر منصة إكس، وصية نُسبت إليه منتصف ليلة الاثنين، يقول فيها "هذه وصيتي ورسالتي الأخيرة، إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي".
ويقول الشريف في الوصية المنسوبة إليه، ومؤرخة في السادس من أبريل2025: "عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مراراً، ورغم ذلك لم أتوانَ يوماً عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف...".
وقبل مقتله بعدة دقائق نشر الشريف تغطيته الأخيرة لحرب غزة، وقال فيها "قصف لا يتوقف، منذ ساعتين والعدوان الإسرائيلي يشتد على مدينة غزة".
وأعلن مدير مستشفى الشفاء في مدينة غزة مقتل خمسة فلسطينيين باستهداف إسرائيلي لخيمة كان يتواجد فيها صحفيون قرب بوابة المستشفى، من بينهم مراسلا قناة الجزيرة: أنس الشريف ومحمد قريقع، إضافة إلى المصورين في القناة إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، وسائق الطاقم محمد نوفل، إضافة إلى إصابة الصحفي محمد صبح، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وأقر الجيش الإسرائيلي بعد الضربة التي استهدفت خيمة الصحفيين، باستهداف الشريف في بيان قال فيه إنه استهدف "القيادي في حركة حماس أنس الشريف الذي تظاهر بصفة صحفي في شبكة الجزيرة"، واتهمه بأنه كان يقود "خلية تابعة للحركة ومسؤولاً عن تنسيق هجمات صاروخية ضد مدنيين إسرائيليين وقوات الجيش".
وأوضح أن العملية نُفذت باستخدام ذخيرة دقيقة مع إجراءات، وصفها بأنها تهدف إلى تقليل الأضرار على المدنيين، بما في ذلك المراقبة الجوية وجمع معلومات استخباراتية إضافية.
من جانبها أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية "الاغتيال المدبَّر لمراسلَينا أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورَين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل"، وفق بيان صدر عنها فجر الاثنين.
وأورد البيان: "اغتيال مراسلينا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة...الأمر بقتل أنس الشريف أحد أشجع صحفيي غزة وزملائه محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقاً لاحتلال غزة. شبكة الجزيرة وهي تودع ثلة جديدة من خيرة فرقها الصحفية تحمّل جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها".
من جهتها نعت حركة حماس، الشريف بصفته الصحافية، وقالت إنها "جريمة وحشية تتجاوَز كل حدود الفاشية والإجرام"، مضيفة أن "الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة، هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، في ظل صمت دولي شجع الاحتلال على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة".
social media
اتهامات إسرائيلية سابقة
وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، قد نشر في وقت سابق بأن مراسل الجزيرة أنس الشريف له "ارتباط بحركة حماس وتغطيته لأنشطة مسلحة".
وفي أغسطس 2024، اتهم أدرعي الشريف بأنه يغطّي "أنشطة حماس والجهاد الإسلامي" في مدرسة قُصفت، وقال في منشور عبر منصة إكس: "أنت تخفي جرائم حماس والجهاد في الاختباء داخل المدارس، أنا مقتنع أنك تعرف أسماء عدد كبير من إرهابيي حماس بين القتلى في المدرسة، لكنك تمثّل مسرحية إعلامية كاذبة لا تمتّ لسكان غزة بصِلة".
وفي يوليو 2025، قال أدرعي إن الشريف "واحد من ستة صحفيين بالجزيرة تابعين لحماس أو الجهاد الإسلامي"، وهو ما نفته الجزيرة بشدّة.
"تحريض"
وفي حينها وصف الشريف اتهامات إسرائيل له بـ"الإرهاب"، بـ"التحريضية" و"محاولة إسكاتي، في مسعى لوقف تغطيتي عبر شاشة الجزيرة ومواقع التواصل الاجتماعي".
وكتب حينها "رسالتي واضحة لن أصمت. لن أتوقف. صوتي سيبقى شاهداً على كل جريمة، حتى تتوقف هذه الحرب في أقرب وقت".
وفي أواخر يوليو 2025، أصدرت لجنة حماية الصحفيين - وهي منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية، مقرها في مدينة نيويورك، بياناً أعربت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"تهديدات مباشرة وتحريض علني" ضد أنس الشريف، عقب تداول مقاطع وتصريحات على منصات تواصل اجتماعي "تشير إليه بالاسم وتشكك في عمله الصحفي".
ودعت اللجنة في بيانها السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامته وسلامة جميع الصحفيين العاملين في غزة، مشددة على أن استهداف الصحفيين أو التحريض عليهم يشكل انتهاكاً للقوانين الدولية التي تحمي العمل الصحفي أثناء النزاعات.
وتزامن بيان لجنة حماية الصحفيين مع موقف مماثل من شبكة الجزيرة، التي أصدرت في 25 يوليو 2025 بياناً قالت فيه إن ما يتعرض له مراسلها في غزة، أنس الشريف، يندرج ضمن "حملة تحريض" تستهدف مراسليها الميدانيين، واعتبرت ذلك محاولة لإسكات التغطية المستمرة من داخل القطاع.
وأكدت الشبكة أن مراسليها يعملون وفق المعايير المهنية وميثاق الشرف الصحفي، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في حماية الصحفيين.
كما صدرت تصريحات من المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، أيرين خان، شددت فيها على أن "التحريض العلني ضد الصحفيين في مناطق النزاع يضاعف من احتمالات تعرضهم للاستهداف، ويقوّض قدرة وسائل الإعلام على القيام بدورها الرقابي".
وأشارت إلى أن القانون الدولي الإنساني يفرض على أطراف النزاع ضمان حماية الصحفيين والعاملين في الإعلام، وعدم استهدافهم أو التحريض عليهم، باعتبارهم مدنيين يقومون بمهمة مهنية أساسية.
وحتى نهاية شهر يوليو 2025، ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 232 صحفياً، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.
من هو أنس الشريف؟
ولد أنس الشريف في عام 1996 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ويُعد من أبرز المراسلين الميدانيين لشبكة الجزيرة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وظهر الشريف بشكل متكرر في بثوث مباشرة من مناطق قريبة من مواقع القصف أو خطوط التماس، ناقلاً مشاهد ميدانية مباشرة.
وفي ديسمبر 2023 فقد والده، جمال الشريف (65 عاماً)، في قصف استهدف منزل العائلة، وواصل بعدها عمله الصحفي.
وغطّى الشريف حوادث استهداف زملائه، وبينهم إسماعيل الغول ورامي الريفي اللذان قُتلا في غارة على مخيم الشاطئ عام 2024.
والشريف متزوج ولديه طفل وطفلة. وشارك في يناير الماضي صورة بثتها زوجته، تجمعه بطفليه عبر حسابه الموثّق على منصة إنستغرام.
https://www.instagram.com/p/DFIQVv1sfsY/?igsh=cHV1dXA2MzVzeXc%3D
Reuters
من هو محمد قريقع؟
ولد مراسل الجزيرة محمد قريقع في حي الشجاعية بغزة في 15 مارس 1992. تخرج في الجامعة الإسلامية في غزة حاصلاً على بكالوريوس في الصحافة والإعلام عام 2015.
وفي أبريل عام 2024 وجد محمد قريقع جثة والدته أمام مستشفى الشفاء، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المستشفى (حيث قتله الجيش الإسرائيلي لاحقاً).
وفي مارس 2025 أصيب شقيق محمد قريقع في غارة إسرائيلية على حي الشجاعية توفي على إثرها في المستشفى.
وقد ترك محمد قريقع طفلته زينة وهي الآن في سن الخامسة.
صحفيون قتلوا في حرب غزة
ووثقت بي بي سي في تقرير سابق مقتل عدد كبير من الصحفيين والعاملين في وسائل إعلام خلال الحرب في غزة ولبنان وإسرائيل. وتالياً أسماء عدد منهم:
من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
فاطمة حسونة، صحفية مستقلة، قُتلت في 16 أبريل 2025
حلمي الفقعاوي، قناة فلسطين اليوم، 7 أبريل 2025
أحمد منصور، قناة فلسطين اليوم، 7 أبريل 2025
محمد منصور، قناة فلسطين اليوم، 24 مارس 2025
حسام شبات، صحفي مستقل ومتعاون مع الجزيرة، 24 مارس2025
محمود البسوس، مستقل ومتعاون مع رويترز ووكالة الأناضول، 15 مارس 2025
أحمد الشياح، مستقل ومتعاون مع الجزيرة ووكالة قدس برس للأنباء، 15 يناير 2025
أحمد أبو الروس، وكالة "الرابعة" للأنباء، 15 يناير 2025
محمد التلمس، وكالة صفا الإخبارية، 14 يناير 2025
سائد أبو نبهان، مستقل ومتعاون مع قناة الغد ووكالة الأناضول، 10 يناير 2025
أريج شاهين، مستقلة، 3 يناير 2025
عمر الديراوي، وكالة "الرابعة" للأنباء، 3 يناير 2025
حسن القيشاوي، مستقل، 2 يناير 2025
فيصل أبو القمصان، قناة القدس اليوم ، 26 ديسمبر 2024
أيمن الجدي، قناة القدس اليوم، 26 ديسمبر 2024
إبراهيم الشيخ علي، قناة القدس اليوم، 26 ديسمبر 2024
محمد اللدعة، قناة القدس اليوم، 26 ديسمبر 2024
فادي حسونة، قناة القدس اليوم، 26 ديسمبر 2024
محمد الشُرافي، مستقل ومتعاون مع قناة الأقصى، 18 ديسمبر 2024
أحمد اللوح، مستقل ومتعاون مع الجزيرة، 15 ديسمبر 2024
محمد بعلوشة، قناة المشهد، 14 ديسمبر 2024
محمد القريناوي، وكالة سند للأنباء، 14 ديسمبر 2024
إيمان الشنطي، مستقلة ومتعاونة مع قناتي الأقصى والجزيرة، 11 ديسمبر 2024
ممدوح قنيطة، قناة الأقصى، 30 نوفمبر 2024
أحمد أبو شريعة، مستقل، 19 نوفمبر 2024
مهدي المملوك، قناة القدس اليوم الفضائية،11 نوفمبر 2024
أحمد أبو سخيل، الإعلامية نيوز، 9 نوفمبر 2024
زهراء أبو سخيل، الإعلامية نيوز، 9 نوفمبر 2024
بلال رجب، قناة القدس اليوم الفضائية، 1 نوفمبر 2024
عمرو أبو عودة، مستقل، 31 أكتوبر 2024
نادية عماد السيد، مستقلة، 27 أكتوبر 2024
سائد رضوان، قناة الأقصى، 27 أكتوبر2024
حنين بارود، شبكة الماجدات الإعلامية، 27 أكتوبر 2024
طارق الصالحي، شبكة غزة مباشر، 15 أكتوبر 2024
محمد الطناني، قناة الأقصى، 9 أكتوبر 2024
حسن حمد، مستقل ومتعاون مع الجزيرة وقناة ميديا تاون، 6 أكتوبر 2024
عبد الرحمن بحر، عاجل فلسطين، 5 أكتوبر 2024
نور أبو عويمر، مستقلة ومتعاونة مع الجزيرة مباشر، 3 أكتوبر 2024
وفاء العديني، مستقلة، 29 سبتمبر 2024
محمد عبد ربه، وكالة المنارة، 27 أغسطس 2024
حسام الدباكة، مستقل ومتعاون مع قناة القدس اليوم الفضائية، 22 أغسطس2024
حمزة مرتجى، مؤسسة ريكورد ميديا، 20 أغسطس 2024
إبراهيم محارب، مستقل، 18 أغسطس 2024
تميم أبو معمر، إذاعة صوت فلسطين، 9 أغسطس2024
محمد عيسى أبو سعادة، مستقل، 6 أغسطس 2024
إسماعيل الغول، الجزيرة،31 يوليو 2024
رامي الريفي، مستقل ومتعاون مع الجزيرة ،31 يوليو 2024
محمد أبو دقة، مستقل ومتعاون مع صحيفة الحدث، 29 يوليو 2024
محمد أبو جاسر، صحيفة الرسالة، 20 يوليو 2024
محمد منهل أبو عرمانة، فلسطين الآن، 13 يوليو2024
رزق أبو شكيان، فلسطين الآن، 6 يوليو2024
وفاء أبو ضبعان، مستقلة، 6 يوليو2024
أمجد جحجوح، مستقل، 6 يوليو 2024
سعدي مدوخ، مستقل، 5 يوليو 2024
محمد السكني، القدس اليوم، 4 يوليو 2024
محمد أبو شريعة، وكالة شمس للأنباء، 1 يوليو 2024
رشيد البابلي، مستقل ، 6 يونيو 2024
علا الدحدوح، صوت الوطن، 31 مايو 2024
محمود جحجوح، فلسطين بوست، 16 مايو 2024
بهاء الدين ياسين، وكالة وطن للإعلام وشبكة القدس الإخبارية، 10 مايو2024
مصطفى عياد، مستقل ومتعاون مع الجزيرة، 6 مايو 2024
سالم أبو طيور، القدس اليوم، 29 أبريل 2024
إبراهيم الغرباوي، مستقل، 26 أبريل 2024
أيمن الغرباوي، مستقل ،26 أبريل 2024
محمد الجمل، وكالة "فلسطين الآن"، 25 أبريل 2024
مصطفى بحر، موقع عاجل فلسطين، 31 مارس 2024
محمد عادل أبو سخيل، وكالة شمس للأنباء، 28 مارس2024
ساهر أكرم ريان، وكالة وفا، 25 مارس 2024
محمد السيد أبو سخيل، إذاعة صوت القدس، 18 مارس2024
طارق أبو سخيل، إذاعة صوت القدس، 18 مارس2024
محمد الريفي، مستقل، 15 مارس 2024
عبد الرحمن صايمة، رقمي تي في، 14 مارس 2024
محمد سلامة، قناة الأقصى، 5 مارس 2024
محمد ياغي، مستقل، 23 فبراير 2024
زيد أبو زايد، إذاعة القرآن الكريم، 15 فبراير 2024
أيمن الرفاتي، الميادين، 14 فبراير 2024
أنغام أحمد عدوان، قناة فبراير الليبية، 12 فبراير2024
علاء الهمص، إس إن دي، 12 فبراير 2024
ياسر ممدوح، وكالة أنباء كنعان، 11 فبراير 2024
نافذ عبد الجواد، تلفزيون فلسطين، 8 فبراير 2024
رزق الغرابلي، المركز الفلسطيني للإعلام، 6 فبراير 2024
محمد عطا الله، الرسالة ورصيف22، 29 يناير 2024
طارق الميدنة، مستقل، 29 يناير 2024
إياد الرواغ، إذاعة صوت الأقصى، 25 يناير 2024
يزن الزويدي، الغد، 14 يناير 2024
محمد جمال صبحي الثلاثيني، القدس اليوم، 11 يناير 2024
أحمد بدير، بوابة الهدف، 10 يناير 2024
شريف عكاشة، مستقل، 10 يناير 2024
هبة العبادلة، إذاعة الأزهر، 9 يناير 2024
عبدالله إياد بريص، قناة روافد التعليمية، 8 يناير 2024
مصطفى ثريا، مستقل، 7 يناير 2024
حمزة الدحدوح، الجزيرة، 7 يناير 2024
المصور اللبناني عصام عبدالله، مصور وكالة رويترز، 13 أكتوبر 2023
المحررة في صحيفة معاريف العبرية، شاي ريجيف، 7 أكتوبر 2023

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ ساعة واحدة
- الأنباء
قرارات الحكومة تعزز قوة لبنان في مواجهة الضغوط الدولية والتعنت الإسرائيلي
القرارات التي اتخذتها الحكومة في جلستي الخامس والسابع من الشهر الجاري لم تمر مرور الكرام، بل شكلت منعطفا سياسيا ودستوريا يعيد التأكيد على أن لبنان لا يزال قادرا، على رغم كل العواصف والانقسامات، على الإمساك بخيوط المبادرة وإطلاق مسار جديد نحو تكريس السيادة وبناء الدولة. فالأهمية لا تكمن فقط في مضمون ما تقرر، بل في ما حمله من رمزية سياسية تفتح الباب أمام استعادة ثقة اللبنانيين بأن دولتهم يمكن أن تنهض من كبوتها وتفرض سلطتها على كامل أراضيها. ويشير مرجع لبناني بارز لـ«الأنباء» إلى أن «هذه القرارات تعكس عودة الدولة إلى المبادرة بعد سنوات طويلة من الغياب أو التردد، وأنها بمثابة إعلان نوايا صريح بأن المؤسسات الرسمية وحدها هي المرجع وصاحبة القرار، وأن كل القوى مدعوة للالتقاء تحت سقف الشرعية لا سواها». هذا المسار يعيد طرح جوهر الفكرة اللبنانية وهي أنه لا خلاص إلا عبر الدولة، ولا استقرار إلا من خلال سلطة شرعية موحدة، ولا مستقبل إلا بشراكة حقيقية بين جميع المكونات. ويقول المرجع «من هنا يكتسب القراران بعدا يتجاوز الآنية إلى التأسيس لمرحلة مختلفة، عنوانها أن لبنان دولة حرة وسيدة ومستقلة، لا تتبع قطار أي محور أو جهة، بل تسعى إلى أن يكون قطارها الوحيد هو قطار الشراكة الوطنية ودولة القانون». وقد جعلت هذه القرارات، بحسب المرجع، «موقف لبنان أكثر قوة وصلابة في مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة التي حاولت استغلال الانقسام الداخلي لفرض إملاءات أو تنازلات لا تخدم المصلحة الوطنية. كما أنها شكلت ردا عمليا على التعنت الإسرائيلي المستمر في ملفي الحدود والاعتداءات المتكررة، إذ قدمت صورة واضحة عن دولة متماسكة تعرف كيف تدير خلافاتها الداخلية وتوحد قرارها في مواجهة الخارج، الأمر الذي عزز ثقة الحلفاء بلبنان، وفرض على خصومه إعادة حساباتهم». انعكاسات هذا التوجه يمكن أن تكون إيجابية على أكثر من صعيد. ويرى المرجع انه «داخليا، يوجه الوضع رسالة واضحة للبنانيين بأن زمن الارتهان للخارج أو للاستقواء بخطابات الحرب والتهديد قد ولى، وأن اللحظة تقتضي التقاء الجميع على طاولة واحدة لصوغ عقد وطني يواكب تحديات المرحلة. وخارجيا، يعطي القراران إشارات بالغة الأهمية إلى المجتمعين العربي والدولي بأن لبنان يريد أن يفتح صفحة جديدة قائمة على الاستقرار والازدهار، وأنه يطمح إلى شراكات اقتصادية واستثمارية تعيد إليه دوره الحيوي في المنطقة». ويضيف المرجع أن «القرارات الحكومية لا تكتفي بتثبيت مبدأ السيادة، بل تفتح أيضا نافذة اقتصادية واعدة إذا ما أحسن اللبنانيون استثمارها، بحيث يمكن أن تكون مدخلا لتدفق استثمارات عربية ودولية طالما انتظرها لبنان منذ عقود». لقد انتظر اللبنانيون طويلا أن تلتقط السلطة السياسية لحظة تاريخية مشابهة، منذ التسعينيات وحتى اليوم. ولعل ما صدر عن مجلس الوزراء يشكل بداية جدية لمرحلة مختلفة إذا ما استكمل بإرادة جامعة وتوافق داخلي، بعيدا من لغة التخوين والتجاذبات العقيمة. فالرهان الحقيقي ليس في تسجيل نقاط على الخصوم، بل في خلق فرص عمل، وتثبيت مناخ اقتصادي منتج، وتأمين بحبوحة افتقدها اللبنانيون منذ عقود. القرارات الأخيرة تحمل في طياتها إمكانية أن تكون قاعدة ارتكاز لحوار لبناني واسع، عنوانه أن لبنان لكل أبنائه، وأن قوة الدولة لا تقاس بعدد المواقف الصاخبة أو الشعارات، بل بقدرتها على حماية سيادتها وتثبيت استقرارها وصون حرية شعبها. وفي هذا المعنى، ويؤكد المرجع أن «التلاقي الداخلي حول مفهوم الدولة الواحدة هو السلاح الأنجع بوجه أي محاولة لإعادة لبنان إلى زمن الحروب، وهو الطريق الوحيد لبناء الثقة مع الخارج وإعادة وضع لبنان على خريطة الاستقرار الإقليمي». ويعتبر المرجع انه «إما أن يكون القراران بداية مسار طويل نحو دولة القانون والسيادة الفعلية، وإما أن تذهب الفرصة مجددا هباء. لكن المؤشرات حتى الآن توحي بأن قطار الشراكة انطلق، والواجب يقتضي أن يركبه الجميع بلا استثناء، لأن في وحدتهم وحدها خلاص لبنان».


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
السيسي يؤكد دعم الدولة الكامل لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
القاهرة ـ خديجة حمودة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم الدولة الكامل لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشددا على أهمية إطلاق المبادرات وإنشاء مراكز متخصصة لإعداد كوادر مؤهلة مع ضرورة الالتزام بالموضوعية التامة في اختيار أفضل العناصر وتوفير تدريب عالي المستوى لها. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، مع كل من د.مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومحمود توفيق وزير الداخلية، ود.عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، واللواء عمرو عادل حسني القائم بأعمال رئيس هيئة الرقابة الإدارية، واللواء هاني محمود منصور مدير إدارة الإشارة بالقوات المسلحة. كما وجه الرئيس بوضع استراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ لتطبيق الذكاء الاصطناعي مع التركيز على البحث والتطوير والتدريب، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتعظيم الاستفادة منها. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي بأن الرئيس اطلع على تقرير شامل حول خطط تطوير شبكات الاتصالات بما يضمن تعزيز كفاءتها وتوسيع نطاق تغطيتها، لتقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية، حيث وجّه السيد الرئيس بمواصلة دعم قدرات الشبكات، وتوسيع مناطق التغطية، والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، لا سيما إمكانات الجيل الخامس. وأوضح المتحدث الرسمي، أن هذا الاجتماع قد أعقبه اجتماع مصغر، استعرض خلاله وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنشطة الوزارة، مشيرا في هذا الصدد إلى قيام 74 شركة في مجال التعهيد، منذ نوفمبر 2022 حتى عام 2024، بتوقيع التزامات بتعيين 60 ألف متخصص في مصر، مضيفا أن مصر تستضيف أكثر من 260 مركزا لشركات التعهيد منها نحو 190 مركزا لشركات عالمية. وفيما يخص تصميم الإلكترونيات، أشار الوزير إلى أن عدد الشركات العاملة في هذا المجال بلغ 83 شركة خلال عام 2025، مع استهداف الوصول إلى 120 شركة بحلول عام 2028، كما أكد أن مصر تتصدر دول المنطقة في جذب الاستثمارات الموجهة للشركات الناشئة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
مصر تجدد رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين وتدعو الدول إلى عدم المشاركة في هذه الجريمة النكراء
القاهرة - خديجة حمودة جددت مصر رفضها القاطع لأي مخططات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وتحت أي ذرائع أو مسوغات أو مسميات، سواء كان التهجير قسريا أو طوعيا من خلال سياسات التجويع ومصادرة الأراضي والاستيطان وجعل الحياة مستحيلة علي الأرض الفلسطينية. وذكرت وزارة الخارجية والهجرة- في بيان، أمس أن جمهورية مصر العربية تابعت بقلق بالغ ما تردد خلال الآونة الأخيرة حول وجود مشاورات إسرائيلية مع بعض الدول لقبول تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى أراضيها، في إطار سياسة إسرائيلية مرفوضة تستهدف إفراغ الأرض الفلسطينية من أصحابها واحتلالها وتصفية القضية الفلسطينية. ونوهت الخارجية في البيان، إلى أن اتصالاتها مع الدول التي تردد موافقتها علي استقبالها للفلسطينيين أفادت بعدم قبولها لتلك المخططات المستهجنة. وجددت رفضها القاطع لأي مخططات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وتحت أي ذرائع أو مسوغات أو مسميات سواء كان التهجير قسريا أو طوعيا من خلال سياسات التجويع ومصادرة الأراضي والاستيطان وجعل الحياة مستحيلة على الأرض الفلسطينية. وأكدت أنها لن تقبل بالتهجير ولن تشارك به باعتباره ظلما تاريخيا لا مبرر أخلاقيا أو قانونيا له ولن تسمح به باعتباره سيؤدي حتما إلى تصفية القضية الفلسطينية. ودعت كافة دول العالم المحبة للسلام لعدم التورط في هذه الجريمة غير الأخلاقية المنافية لكافة مبادئ القانون الدولي الإنساني، والتي تشكل جريمة حرب وتطهيرا عرقيا وتمثل خرقا صريحا لاتفاقيات جنيف الأربع. وحذرت من المسؤولية التاريخية والقانونية التي ستقع على أي طرف يشارك في هذه الجريمة النكراء، وما تحمله من عواقب وتداعيات سياسية ذات أبعاد إقليمية ودولية.