
سفينة مادلين: حين يخاطر الأحرار بحياتهم... ويكتفي العرب بالتفرج
لم تكن سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة مجرد قارب صغير يشق أمواج البحر، بل كانت صرخة في وجه الصمت العالمي، ورسالة بحجم المأساة الفلسطينية، وراية للحرية ترفرف من قلب البحر المتوسط إلى ضمير البشرية، تلك السفينة لم تحمل سلاحًا ولا جيوشًا، بل حملت عزيمة أحرارٍ من مختلف دول العالم، جاءوا بأجسادهم العزلاء ليقفوا في وجه أعتى منظومة احتلال، ويقولوا للعالم: غزة ليست وحدها .
ركب هؤلاء المتطوعون، رجالاً ونساء، بحرًا تدرك كل موجة فيه معنى أن تعترضك البحرية الإسرائيلية، وأن يُسحب القارب بالقوة، وأن تُزج في السجون أو يُعتدى عليك. ومع ذلك أبحروا. لم يكونوا فلسطينيين، ولم يكونوا عربًا، بل أجانب لا يربطهم بغزة سوى شعور إنساني خالص بالعدالة والحرية والرفض القاطع للحصار والقتل الجماعي. خاطروا بحياتهم لا لأجل وطنهم، بل لأجل شرف البشرية الذي يُداس كل يوم على حدود القطاع .
وفي المقابل، كان المشهد في الضفة الأخرى من البحر مُخزيًا. عربٌ يملكون الأساطيل والموانئ، والطائرات والمطارات، والفضائيات والمنابر، لكنهم اكتفوا بالتفرج. صمتوا، وربما تمنوا في قرارة أنفسهم أن لا تصل السفينة، كي لا تُحرج أنظمتهم وتكشف عجزهم. بعضهم برر، وبعضهم تجاهل، وبعضهم أغمض عينيه وكأن غزة بلد غريب لا يعنيه .
هنا تكمن المفارقة المؤلمة: من يتكلم باسم العروبة يُصادر، ومن يتكلم باسم الإنسانية يُبحر. لقد أصبحت قضية فلسطين، في زمن الانحطاط العربي، عبئًا على بعض الأنظمة التي تلهث للتطبيع، بينما تحولت إلى بوصلة للكرامة عند الشعوب الحرة خارج هذه المنطقة، ولهذا أبحرت "مادلين" لا لكي تكسر الحصار فقط، بل لكي تكسر الجدار الصامت الذي بناه العرب حول غزة.
لقد كانت مهمة السفينة ناجحة بكل المقاييس، ليس لأنها وصلت، بل لأنها أوصلت، أوصلت صوت غزة إلى كل بيت، وفضحت وحشية الاحتلال وجبنه في مواجهة ناشطين عزّل، وعرّت نفاق العالم، وأعادت إحياء المأساة في ضمير الإنسانية. لكن في قلب هذا الإنجاز، يظل السؤال الموجع حاضرًا: لماذا لم تبحر هذه السفينة من بلد عربي ؟
ربما لأن قلوبهم غرقت في بحر التطبيع، أو لأن أنظمتهم منعتهم من أن يبحروا، أو لأنهم اعتادوا على مشهد المذبحة حتى فقدوا الإحساس بالدماء .
"مادلين" ليست نهاية الرحلة، بل بدايتها. هي دعوة لكل أحرار هذا العالم كي يركبوا قواربهم ويكسروا الحصار، ودعوة لكل صامتٍ كي يسمع صوت غزة ولو من أعماق البحر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
بعد وضعهما في الحبس الانفرادي.. ريما حسن وتياغو أفيلا بدآ إضراباً عن الطعام
بدأت النائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن والناشط البرازيلي تياغو أفيلا، اللذان كانا على متن سفينة "مادلين"، إضرابهما عن الطعام بعد عزلهما في زنزانتين انفراديتين من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا السياق، أعلنت نائبة رئيس البرلمان الفرنسي، كليمونس غيتيه، أن عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن وُضعت في عزلة في "إسرائيل" في ظروف غير صحية، وبدأت إضرابها عن الطعام. Rima Hassan a été placée à l'isolement, dans une cellule entame une grève de la mes pensées vont vers ma collègue emprisonnée, ainsi qu'à ses camarades de la # à République à 19H. تغريدة ثانية، قالت غيتيه، إنّ ريما حسن تعرّضت للتهديد من قبل "رجال نتنياهو"، الذين قالوا لها: "سنحطم رأسك بالحائط إن لم توقعي، سنحل الأمر بطريقتنا". 12 حزيران 12 حزيران كما دعت نائبة رئيس البرلمان الفرنسي إلى تظاهرة احتجاجية من أجل ريما في تمام السابعة بالتوقيت المحلي لفرنسا. « Je vais t'écraser la tête contre le mur si tu ne signes pas. On va régler ça à notre façon »Voilà comment a été menacée Rima Hassan par ses ravisseurs, soldats israé Des ressortissants français sont en danger entre les mains des hommes de Netanyahou. وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، فجر الثلاثاء، نقل الناشطين المؤيّدين للقضية الفلسطينية الذين كانوا على متن السفينة الشراعية "مادلين" إلى مطار بن غوريون في "تل أبيب"، لإعادتهم إلى بلدانهم، مشيرةً إلى أنّ "من يرفض توقيع أوراق الترحيل ومغادرة إسرائيل سيُحال إلى جهة قضائية، وفقاً للقانون الإسرائيلي". وقال الطبيب الفرنسي، بابتيست أندريه، لصحيفة "بوليتيكو"، الثلاثاء، إن السلطات الإسرائيلية تعاملت بأسلوب سيّئ مع ركاب سفينة المساعدات الإنسانية، التي جرى اعتراضها وهي في طريقها إلى غزة، والتي كانت على متنها الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ. ومنتصف ليل الأحد-الإثنين، اقتربت 4 قوارب إسرائيلية من السفينة محاولةً السيطرة عليها، قبل أن تعلن وسائل إعلام إسرائيلية بدء "الجيش" باقتحام السفينة ومن ثم اعتقال جميع الناشطين على متنها من دون مقاومة تذكر.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
ريما حسن من باريس: ستكون هناك سفن أخرى لكسر الحصار عن غزة
قالت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، اليوم الخميس، موجّهةً كلامها لـ "إسرائيل"، إنه ستكون هناك سفن أخرى لكسر الحصار عن غزة، مشيرةً إلى أنّ السفينة المقبلة ستسمّى "حنظلة". ريما حسن من #باريس تؤكد مواصلة أسطول الحرية وبعد #مادلين سفينة #حنظلة ستتوجه إلى #غزة#RimaHassanLibre#فيديو التعليق الأول لعضو البرلمان الأوربي #ريما_حسن من على متن الطائرة تتحدث عن فترة احتجازها في "إسرائيل" مع الزميل الصحفي مهند توتنجي #FreePalestine @RimaHas 12 حزيران 11 حزيران وتوافدت الحشود إلى ساحة الجمهورية، في العاصمة الفرنسية باريس لاستقبال حسن، بعد خروجها من المعتقل الإسرائيلي. المسيرة العالمية إلى #غزة.. مشاهد مباشرة من العاصمة الفرنسية باريس، عقب وصول النائبة ريما حسن، التي كانت على متن السفينة #مادلين، والتي تعرّضت لقرصنة إسرائيلية.#الميادين النائبة الأوروبية، قد بدأت، أمس الأربعاء، إضراباً عن الطعام، مع الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، بعد وضعهما في زنزانتين انفراديتين من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال، قبل يومين، نقل الناشطين المؤيّدين للقضية الفلسطينية، ومن بينهم ريما حسن، الذين كانوا على متن السفينة الشراعية "مادلين" التي كانت تهدف إلى كسر الحصار عن غزة، إلى مطار بن غوريون في "تل أبيب"، تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم.


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
عمر فياض مراسل الجزيرة الذي احتجزته إسرائيل من سفينة مادلين يعود للدوحة
الدوحة- 'القدس العربي': عاد عمر فياض، موفد الجزيرة مباشر لتغطية رحلة القارب 'مادلين'، إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعد أن وصل مطار 'شارل ديغول' في العاصمة الفرنسية باريس بعد احتجازه من قِبل السلطات الإسرائيلية. واستقبل مراسل الجزيرة الذي غطى توجه المركب مادلين نحو غزة لفك الحصار المفروض عليها، من قبل مسؤولين ومدراء في شبكة الجزيرة التي رتبت عودته للعاصمة الدوحة. وأظهرت لقطات منتشرة من زملاء الصحافي في شبكة الجزيرة، الاستقبال الحار لعمر فياض في مطار حمد الدولي. واحتجزت السلطات الإسرائيلية الزميل عمر فياض بعد مهاجمة القارب 'مادلين'، التابع لتحالف أسطول الحرية، في المياه الدولية في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين. وقال الزميل عمر فياض إن القوات الخاصة الإسرائيلية التي هاجمت القارب 'مادلين'، خلال رحلته لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، احتجزت كل من كان على متن القارب داخل غرفة لنحو 12 ساعة حتى الوصول إلى ميناء أسدود. وعمر فياض مذيع ومقدم برامج بقناة الجزيرة مباشر، التحق بالشبكة في عام 2014، شارك في مراحل إنتاج برنامج هاشتاج، الذي يعد أول برنامج تفاعلي مباشر، وشارك في تغطيات ميدانية في دول مختلفة، وأنتج مجموعة من التقارير المباشرة والمسجلة. كما صرَّح صحافي قناة الجزيرة مباشر عمر فياض، لدى عودته إلى مطار شارل ديغول في باريس: 'أول ما طلب منا الجنود الإسرائيليون فعله هو إلقاء هواتفنا'. ثم تابع وهو لا يزال تحت هول الصدمة بعد إقدام السلطات الإسرائيلية على اعتقاله وترحيله: 'لقد كانوا حريصين أشد الحرص على ألا نلتقط أي صور أو نرجي أي بث مباشر من السفينة'. وففي ليلة الاثنين 9 يونيو/حزيران، اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة مادلين في المياه الدولية، على بُعد 160 كيلومتراً من قطاع غزة، حيث كان على متنها الصحفيان عمر فياض ويانيس محمدي، الذي لا يزال قيد الاحتجاز في إسرائيل. وأدانت 'مراسلون بلا حدود' إقدام إسرائيل على اعتقال الصحفي عمر فياض تعسفاً، قبل الإفراج عنه بشروط، ودعت إلى إطلاق سراح يانيس محمدي فوراً ودون قيد أو شرط. وسبق أن أعربت شبكة الجزيرة الإعلامية عن قلقها البالغ على سلامة الناشطين والصحافيين الذين كانوا على متن سفينة 'مادلين' عند تعرضها لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية في المياه الدولية قبالة سواحل غزة. ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان حمايتهم. كما أدانت الجزيرة بشدة الهجوم الإسرائيلي على السفينة، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة مراسلها الصحفي عمر فياض، الذي كان ينقل الأحداث بشكل مباشر أثناء الاستيلاء القسري على السفينة. وكانت سفينة 'مادلين' في طريقها إلى غزة محملة بمساعدات إنسانية رمزية، ويستقلها ناشطون دوليون بارزون، من بينهم السويدية غريتا ثونبرغ، وريما حسن، عضو في البرلمان الأوروبي عن فرنسا.