logo
مسيحيّو سوريا يرفعون الصوت: باقون هنا

مسيحيّو سوريا يرفعون الصوت: باقون هنا

IM Lebanonمنذ 5 ساعات

كتب زياد البيطار في 'نداء الوطن':
استهدف هجوم إرهابي كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق يوم الأحد الفائت، ما أسفر عن استشهاد نحو 25 مسيحيًّا خلال القداس، مثيرًا صدمة واسعة في الأوساط المسيحية ومجدّدًا التساؤلات حول مصير الأقليّات في سوريا. وخلال صلاة الجنازة التي أقيمت الثلثاء، ألقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي كلمة حادّة انتقد فيها تقصير السلطات السورية في حماية المسيحيين، معتبرًا أنّ اتصال الرئيس السوري أحمد الشرع بعد التفجير غير كافٍ لأنّ المصيبة كبرى، وهو موقف قوبل بتصفيق حارّ وطويل من الحاضرين، في تعبير واضح عن حالة الغضب والاحتقان لدى الطائفة الأرثوذكسية.
من المهادنة إلى المواجهة
حول العلاقة الجديدة بين الكنيسة الأرثوذكسية والسلطة السورية، رأى الباحث في التاريخ والخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الدكتور عماد مراد خلال حديث مع 'نداء الوطن' أنّ هذه الحادثة تشكّل تحوّلًا في العلاقة، خصوصًا في ضوء انتقادات البطريرك المتكرّرة للحكم الجديد. ولفت إلى أنه 'قبل استلام السلطة السورية الجديدة الحكم، لم يكن هناك تباين بين الكنيسة الأرثوذكسية والدولة'، مشيرًا إلى أن 'حافظ الأسد كان يعتمد مبدأ أنّ قوّته قائمة على تحالف الأقليّات، كونه ينتمي إلى الطائفة العلوية التي تشكّل أقليّة بدورها، وبالتالي، كان من الطبيعي أن يوطّد علاقته بالمسيحيين، ولا سيّما الأرثوذكس'.
وأوضح مراد أنّ 'المسيحيين خلال حكم آل الأسد لم يتمتّعوا بحماية أو حرّية كاملة، لكن كان هناك نوع من الأمان ومصلحة متبادلة بين الطرفين'، لافتًا إلى أن 'الأسد الأب كان يروّج لفكرة أن سقوط نظامه سيؤدي إلى قيام دولة إسلامية في سوريا، ما دفع الأقليات إلى التمسّك به كحامٍ ولو ضمنيًا'.
في سياق متصل، رأى مراد أن 'النظام السوري السابق، إلى جانب 'حزب اللّه'، شكّلا نوعًا من الضمانة الموَقتة لمسيحيي سوريا، من خلال الوقوف في وجه الموجات المتطرّفة'. لكنه اعتبر أن 'هذا الواقع ترك أثرًا سلبيًا، إذ دفع بعض المتطرّفين داخل السلطة السورية الحالية إلى التعامل مع المسيحيين على أنهم امتداد سياسي للنظام السابق، ما جعلهم عرضة لانتقام مقنّع'.
الكنيسة الأرثوذكسية ودورها المرتقب
البطريرك يازجي لم يكن جديدًا على خطاب المواجهة، إذ سبق له أن وجّه انتقادات مماثلة للسلطة خلال عظته في احتفالات عيد الميلاد، داعيًا إلى الانفتاح والتعاون مع جميع مكوّنات الشعب السوري. أمّا اليوم، وبعد المجزرة التي أودت بحياة مسيحيين أثناء صلاتهم داخل كنيسة مار الياس، فبدا خطابه أكثر حدّية، ليضع الحكم أمام اختبار حقيقي وجديد حول مدى استعداده لحماية المسيحيين وسائر الأقليات في البلاد واحترام حقوقهم.
الوضع الراهن يضع المسيحيين السوريين أمام تحدّيات جسيمة، خصوصًا في ظلّ التصاعد المستمرّ لأعمال العنف ضدّهم. لكن رغم ذلك، أكّد مراد أن 'المسيحيين متعلّقون بأرضهم، ولا يرغبون في الهجرة أو التخلّي عن جذورهم، والدليل على ذلك مشاركتهم الواسعة في مراسم دفن شهداء التفجير، التي تحوّلت إلى تظاهرة إيمانية ووطنية تعبّر عن تشبّثهم بسوريا رغم الألم'.
وفي السياق، اعتبر مراد أن 'الكنيسة الأرثوذكسية في سوريا، بقيادة البطريرك يازجي، تمثل صوت جميع المسيحيين، وستلعب دورًا محوريًا في المرحلة المقبلة، تمامًا كما لعبت الكنيسة المارونية دورًا سياسيًا في لبنان في مراحل حسّاسة من تاريخه'.
وحول خلفيات التفجير الإرهابي الذي استهدف المسيحيين، فضلًا عن المضايقات التي يتعرّضون لها، رأى مراد أن 'هذه العمليات ليست ذات طابع سياسي، بل هي ذات بُعد ديني واضح، وتهدف إلى فرض الإسلام المتشدّد من قِبل جماعات متطرّفة تسعى إلى إقامة دولة إسلامية وترى في غير المسلم مواطنًا من الدرجة الثانية'.
وإذ شدّد مراد على أنه 'لا تجوز المقارنة بين مسيحيي الشرق، وتحديدًا سوريا، وبين المسيحيين في لبنان'، أوضح أن 'مسيحيي لبنان لديهم جذور عريقة في تأسيس الكيان اللبناني، وهم الذين رسموا حدود لبنان الكبير، ولا يزال لهم دور سياسي وثقافي أساسي في الحياة اللبنانية'.
وأشار إلى أن 'البطريرك الراحل مار نصرالله صفير، على الرغم من معارضته الشديدة للوصاية السورية على لبنان، لم يهاجم يومًا رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، ورفض إسقاطه في الشارع، ما يُعبّر عن نمط مختلف من التعاطي السياسي لا يمكن إسقاطه على الواقع السوري'.
وختم مراد أن 'الوضع المسيحي في لبنان، خصوصًا بعد الحرب الإسرائيلية على 'حزب اللّه'، وانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، يشهد استقرارًا وازدهارًا ملحوظًا، وهو ما يفتقر إليه المسيحيون في سوريا في هذه المرحلة الحرجة'.
المسيحيون في الشرق ليسوا مجرّد أقلّية تبحث عن أمان، بل هم مكوّن تأسيسي يحمل رسالة، ومقاومون حتى الرمق الأخير. المسيحيون لا يبحثون عن حماية، ولا هم أتباع، بل أحرار ومتجذّرون في أرضهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شحادة: يد الإرهاب امتدت الى المكان الذي يزرع المحبة في القلوب
شحادة: يد الإرهاب امتدت الى المكان الذي يزرع المحبة في القلوب

المركزية

timeمنذ 30 دقائق

  • المركزية

شحادة: يد الإرهاب امتدت الى المكان الذي يزرع المحبة في القلوب

شارك وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة، في اللقاء التضامني الذي دعا إليه اللقاء الأورثوذكسي مع ضحايا مجزرة كنيسة مار الياس للروم الأورثوذكس في دمشق، ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية جوزاف عون، ودولة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وشدد شحادة في كلمته على أن يد الإرهاب لا تفرّق بين طائفة وأخرى وأرادت أن تضرب الإيمان في المكان الذي يزرع المحبة في القلوب، داعياً الى محاسبة الفاعلين لأن مثل هذه الجريمة يجب ألا تمر من دون محاسبة. وإليكم نص الكلمة كاملةً: أقفُ اليومَ أمامكم ممثّلًا فخامةَ رئيسِ الجمهوريّةِ جوزاف عون ودولةَ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ نواف سلام، لنقدّمَ تعازينا الحارّة للشعبِ السوريِّ الذي تألّمَ جرّاءَ مجزرةِ كنيسةِ مار إلياس للرومِ الأرثوذكسِ في دمشق، هذهِ المجزرةُ التي طالتِ الأبرياءَ، شهداءَ المسيحِ، داخلَ بيتِ الله. إنّ يدَ الإرهابِ، التي لا تفرّقُ بينَ طائفةٍ وأخرى وأرادتْ من خلالِ هذا الاعتداءِ أن تضربَ الإيمانِ وأن تزرعَ الخوفَ في المكان الذي يزرعُ المحبةَ في قلوبِ الناس، وأن تهدّدَ السلمَ الأهليَّ والروحيَّ، في المكانِ الذي يبشرُ بالسلم. لكنّنا نعرفُ أنّ الإيمانَ أقوى من الإرهاب، وأنّ المحبّةَ، محبّةَ الوطنِ والعائلةِ والأرضِ، أقوى من الحقد. من لبنانَ الجريحِ مثلِ سوريا، من أرضِ الكنائسِ والمساجدِ، من بلدِ الشهداءِ والرجاءِ، نؤكّدُ أنّ الوجعَ واحدٌ، وأنّ هذهِ الجريمةَ النكراءَ لن تمرَّ من دونِ محاسبةٍ، ولا من دونِ تحقيقِ العدالةِ التي يجب أن تكونَ مع القانونِ، أقوى من الإرهابِ والقتلِ وأعداءِ الحياةِ. نلتقي اليومَ من أجلِ راحةِ أرواحِ الشهداءِ، ومن أجلِ شفاءِ الجرحى، ومن أجلِ أن تبقى كنائسُنا ومساجدُنا أماكنَ آمنة للصلاة لا مسارحَ للحقد. ونصلّي من أجلِ السلام في سوريا ولبنان.

تجدد: التطورات الاقليمية الاخيرة تصب في مصلحة المباشرة بالاصلاح
تجدد: التطورات الاقليمية الاخيرة تصب في مصلحة المباشرة بالاصلاح

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

تجدد: التطورات الاقليمية الاخيرة تصب في مصلحة المباشرة بالاصلاح

أكّدت الهيئة التنفيذية لـ'التجدد للوطن' أنّ 'لبنان بقي بمنأى عن الحرب التي دارت بين إسرائيل و ايران بمشاركة فعلية لاميركا، لافتةً إلى أنّها 'اشارة ايجابية بانه لم يعد في لبنان اي جهة راغبة او قادرة على الانخراط في القتال مع اسرائيل خدمة لمصالح خارجية، أو تحمل اعباء حروب جديدة'. وقالت، بعد اجتماعها الدوريّ، إنّ 'هذا التطور الجديد يصب في مصلحة استعادة الدولة المركزية لصالح الجميع مع كامل مواصفاتها السيادية وإنضمام كل اللبنانيين الى الدولة، وحصر السلاح بيدها وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الامن وما تشير اليه مواقف اصدقاء لبنان في المجتمع الدولي وهذا يصب بدون شك في مصلحة لبنان'. وأوضحت أنّ 'مطلب الاصلاح ، هو شأن داخلي محض، توسم معه اللبنانيون من الحكم الجديد ان يتحقق، بترجمته العملية الاولى و هي تعطيل المحاصصة التي كانت السبب الاساسي لضعف الدولة وفعالية مؤسساتها و قضائها و تراجع الثقة الخارجية. وتغليب الكفاءة والاستقامة عبر تشجيع الشباب الطالع في خدمة الدولة وليس التطلع الى الهجرة'. ورأت الهيئة أنّ 'التطورات الاقليمية الاخيرة تصب في مصلحة المباشرة بالاصلاح ، واغتنام فرصة التهدئة و السلام للعمل الى اعادة لبنان الى دوره واصالته وضرورته في منطقته والعالم كنموذج حي لحرية المعتقد المنصوص عنه في المادة التاسعة من الدستور ، وللعيش الواحد واحترام الاخر و احترام معتقده وممارساته'. واستنكر المجتمعون الاعتداء الذي طال كنيسة مار الياس للروم الارثوذكس في دمشق الذي راح ضحيته ٢٧ شخصا من المصلين ، من قبل اعداء الاعتدال وممارسي التطرف الذي هو نقيض الاسلام.

لقاءٌ تضامني بدعوة من "اللقاء الأرثوذكسي" مع ضحايا تفجير كنيسة مار الياس في دمشق
لقاءٌ تضامني بدعوة من "اللقاء الأرثوذكسي" مع ضحايا تفجير كنيسة مار الياس في دمشق

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

لقاءٌ تضامني بدعوة من "اللقاء الأرثوذكسي" مع ضحايا تفجير كنيسة مار الياس في دمشق

عُقد لقاءٌ تضامني بدعوة من "اللقاء الأرثوذكسي" مع ضحايا تفجير كنيسة مار الياس في دمشق. واستهل اللقاء بكلمة لأمين عام "اللقاء الأرثوذكسي" مروان أبو فاضل قال فيها: "نحن أبناء هذه الأرض وملحها ولسنا من الكافرين ولن ننسى ولن نسكت. عليكم أيها الحكّام أن تضربوا الخلل الإرهابي الآن كي تبدّدوا الشك بالنيات المبطنّة وتُظهروا للجميع أنّ العدالة والمساواة والمواطنة مبادئ قائمة فعلاً كي لا تُصبح متنقّلة". وأشار الى ان "رئيس الجمهورية جوزاف عون رمزٌ مسيحي كبير ونال ثقة العالم العربي ونطلب منه أن يحضّ الجميع على أخذ الخطوات اللازمة لحماية مسيحيّي الشرق". وشارك وزير المهجرين كمال شحادة ممثلاً رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام في اللقاء، حيث قُدّمت التعازي بالضحايا الذين سقطوا جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة. وأكد شحادة أن "الإرهاب لا يفرّق بين طائفة وأخرى، بل يستهدف الجميع دون استثناء"، وأضاف: "حمى الله أوطاننا من شرّ الإرهاب، ووفّقنا جميعاً في بناء مجتمعات يسودها الأمن والسلام". كذلك، شارك الوزير السابق نقولا نحاس ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في اللقاء، حيث شدد في كلمته على ضرورة استخلاص العبر من هذا التفجير الإرهابي، مؤكداً أنّ "الجرائم التي تقع على خلفيات طائفية لا تقتصر آثارها على مكان واحد، بل تطال مجالات عدّة وتترك تداعيات خطيرة على المجتمعات". كما شارك النائب محمد خواجة ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حيث أكد أنّ "التفجير الآثم الذي استهدف الكنيسة نفّذته جماعات تكفيرية لا دين لها ولا مذهب، ولا تمتّ إلى الدين بأيّ صلة". ودعا خواجة إلى "اتخاذ العبرة من هذه المناسبة الحزينة'، مشدداً على أنّ 'وحدتنا الوطنية هي السدّ المنيع الذي يحصّن الوطن، ويمنع تسلل الفتن التي يسعى البعض إلى زرعها في جسد الوطن خدمة لأجندات لا تمتّ إلى المصلحة الوطنية بصلة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store