
ما حكم الاقتراض للأضحية؟.. دار الإفتاء توضح مشروعية الأضحية.. وحكمها والمختار للفتوى فى حكم الأضحية.. وتكشف عن آراء المذاهب الفقهية فى ضابط القدرة والاستطاعة والاقتراض للأضحية
أكدت دار الإفتاء أن الأضحية سنة مؤكدة، والاستطاعة والقدرة شرط في التكليف على العموم، وشرط في الأضحية خصوصًا؛ بحيث إنه لا يطلب من المكلف تحصيلها ما دام ليس قادرًا عليها.
ويجوز للمكلف أن يستدين ليشتري الأضحية ما دام قد علم من نفسه القدرة على الوفاء بالدَّيْن، وأما إن علم من نفسه العجز عن الوفاء به لم يجز له فعل ذلك، وعلى كلِّ حالٍ فإن الأضحية تقع صحيحة مجزئة إذا تمت من مال الدَّيْن.
الاستطاعة من شروط التكليف
من المقرر شرعًا أن الاستطاعة من شروط التكليف، ويدل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع؛ الكتاب: قوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقال سبحانه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7]، وعدم تكليف الله سبحانه وتعالى أحدًا من عباده فوق طاقته من كمال لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم.
ومن السنة المطهرة: ما أخرجه الشيخان -واللفظ للبخاري- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" : [هذا من قواعد الإسلام المهمة ومن جوامع الكلم التي أُعْطِيها صلى الله عليه وآله وسلم، ويدخل فيها ما لا يُحصى من الأحكام؛ كالصلاة بأنواعها، فإذا عجز عن بعض أركانها أو بعض شروطها أتى بالباقي، وإذا عجز عن بعض أعضاء الوضوء أو الغسل غَسَل الممكن، وإذا وجد بعض ما يكفيه من الماء لطهارته أو لغسل النجاسة فَعَل المُمكن، وإذا وجبت إزالة منكرات أو فطرةِ جماعةِ مَن تلزمه نفقتهم أو نحو ذلك وأمكنه البعض فعل الممكن، وإذا وجد ما يستر بعض عورته أو حفظ بعض الفاتحة أتى بالممكن، وأشباه هذا غير منحصرة، وهي مشهورة في كتب الفقه، والمقصود التنبيه على أصل ذلك].
وكون القدرة مناط التكليف هو ما نص عليه علماء أهل السنة؛ جاء في "مسلم الثبوت" للبهاري وشرحه "فواتح الرحموت" للِّكنوي : [(القدرة شرط التكليف اتفاقًا) بين أهل السنة القامعين للبدعة، وأكثر أهل الأهواء أيضًا يوافقنا].
مشروعية الأضحية
وأما الأضحية فمشروعة بالاتفاق، والأصل في مشروعيتها: قوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2]؛ قال الإمام البيضاوي في "تفسيره" : [قد فسرت الصلاة بصلاة العيد، والنحر بالتضحية].
وما رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسَمَّى، وكَبَّر، ووضع رِجْلَه على صِفاحهما".
وقال العلامة ابن قدامة في "المغني" : [وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية].
حكم الأضحية
اختلف العلماء في حكم الأضحية؛ فذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنها سنة مؤكدة، وذهب الحنفية إلى وجوبها.
المختار للفتوى في حكم الأضحية
والمختار عندنا للفتوى أنها سنة مؤكدة على الكفاية؛ للحديث السابق، وهي لم تجب؛ لما رواه مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ»؛ فعلق التضحية على إرادة المكلف، وليس الواجب هكذا، ولأن التضحية لو كانت واجبة لم تسقط بفوات إلى غير بدل؛ كالجمعة وسائر الواجبات.
آراء المذاهب الفقهية في ضابط القدرة والاستطاعة والاقتراض للأضحية وعليه: فإذا كانت الاستطاعة والقدرة شرطًا في التكليف على العموم، فهي أيضًا شرط في الأضحية سواءٌ على القول بوجوبها أو باستحبابها؛ بحيث إنه لا يطلب من المكلف تحصيلها ما دام ليس قادرًا عليها.
وحدُّ القدرة والاستطاعة في خصوص الأضحية قد جعله فقهاء الحنفية: السعةَ والغنى؛ قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع" : [ومنها -أي من شروط وجوب الأضحية-: الغنى؛ لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من وجد سعة فليضح»؛ شرط -عليه الصلاة والسلام- السعة؛ وهي الغنى، ولأنا أوجبناها بمطلق المال، ومن الجائز أن يستغرق الواجب جميع ماله، فيؤدي إلى الحرج، فلا بد من اعتبار الغنى؛ وهو أن يكون في ملكه مائتا درهم أو عشرون دينارًا أو شيء تبلغ قيمته ذلك، سوى مسكنه وما يتأثث به وكسوته وخادمه وفرسه وسلاحه وما لا يستغني عنه وهو نصاب صدقة الفطر].
وعبر عنه المالكية بكون الأضحية لا تجحف بحال المضحي؛ فقال الشيخ الخرشي في "شرح مختصر خليل": [الضحية يشترط فيها أن لا تجحف بمال المضحي، فإن أجحفت بماله من غير تحديد فإنه لا يخاطب بها، والذي يفيده كلام بعضٍ أن المراد بالجحف: ما يخشى بصرفه في الضحية الحاجة إليه في أي زمن من عامِهِ].
وأما الشافعية فعبروا بمطلق القدرة، ولكن ضبطوها بأن تكون الأضحية زائدة عن حاجته وحاجة مَن يعول؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" : [وإنما تسن لمسلم قادر حر كله أو بعضه، (ويحافظ عليها القادر)، أما غيره: فلا تسن له].
وجاء في "مغني المحتاج" للشيخ الخطيب الشربيني : [قال الزركشي: ولا بد أن تكون فاضلة عن حاجته وحاجة مَن يمونه على ما سبق في صدقة التطوع؛ لأنها نوع صدقة].
قال الشيخ الخطيب معلقًا: [وظاهر هذا أنه يكفي أن تكون فاضلة عما يحتاجه في يومه وليلته وكسوة فصله كما مر في صدقة التطوع. وينبغي أن تكون فاضلة عن يوم العيد وأيام التشريق، فإنه وقتها، كما أن يوم العيد وليلة العيد وقت زكاة الفطر. واشترطوا فيها أن تكون فاضلة عن ذلك].
ولكن من لم يكن قادرًا فأراد أن يستدين ليضحي لينال فضل الأضحية، فإن كان علم من نفسه الوفاء جاز له، وإن علم من نفسه العجز عن الوفاء لم يجز له إلا أن يعلم المقرض بحاله.
وقد روى النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ»، قال رجل: يا رسول الله، أتعدل الدَّيْن بالكفر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « نَعَمْ».
وروى أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ أَنْ يَلْقَاهُ بِهَا عَبْدٌ بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لَا يَدَعُ لَهُ قَضَاءً»، وعلى كلٍّ فإن الأضحية تقع صحيحة مجزئة إذا تمت من مال الدين.
قال الإمام عبد الباقي الزرقاني في "شرح مختصر خليل": [وهل يلزم الفقير تسلف ثمنها -وهو قول ابن رشد، وبه جزم ابن ناجي على المدونة- أو لا -وهي طريقة ابن بشير، وهي ظاهر كلام ابن الحاجب-؟ خلافٌ محله حيث كان يرجو القضاء]
وقال الإمام البهوتي في "كشاف القناع : [ومن عدم ما يضحي به اقترض، وضحى مع القدرة على الوفاء].
عليه: فإنه يجوز للمكلف أن يستدين ليشتري الأضحية ما دام قد علم من نفسه القدرة على الوفاء بالدَّيْن، وأما إن علم من نفسه العجز عن الوفاء به لم يجز له ارتكابه، إلا أن يعلم المقرض بحاله، ويرضى بذلك، وعلى كلٍّ فإن الأضحية تقع صحيحة مجزئة إذا تمت من مال الدَّيْن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ ساعة واحدة
- اليوم السابع
10 أسئلة متوقعة فى الجبر لطلاب الثانوية استعدادا لامتحانات نهاية العام
مع اقتراب انطلاق امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025، والمقررة بدايتها يوم 15 يونيو المقبل، يحرص الطلاب على تكثيف مراجعاتهم النهائية من خلال حل أكبر قدر ممكن من التدريبات والنماذج الاسترشادية، والاطلاع على أنماط الأسئلة المتكررة في الامتحانات السابقة، في سبيل تحقيق أعلى الدرجات. وفي هذا الإطار، يقدم "اليوم السابع" مجموعة من الأسئلة المتوقعة في مادة الجبر ، تتيح للطلاب فرصة مثالية للتدريب على شكل امتحان نهاية العام، وفهم أساليب صياغة الأسئلة وطريقة التعامل معها. وتأتي هذه المراجعة ضمن سلسلة شاملة يقدمها "اليوم السابع" لطلاب الثانوية العامة في مختلف المواد الدراسية ، وذلك بالتعاون مع نخبة من كبار معلمي وزارة التربية والتعليم، بهدف دعم الطلاب وتوفير محتوى تعليمي مكثف ومبسط يساعدهم على الإلمام بكافة جزئيات المنهج قبل دخول الامتحان. السؤال الثاني السؤال الثالث السؤال الخامس السؤال السادس السؤال السابع السؤال الثامن السؤال العاشر


جريدة المال
منذ ساعة واحدة
- جريدة المال
أسعار اللحوم البلدية والمستوردة وأضاحي العيد اليوم السبت 24-5-2025
تباينت أسعار اللحوم البلدية و الضاني والأضاحي اليوم السبت 24-5-2025 ليتراوح سعر كيلو اللحوم البقري بين 390 جنيها إلي 450 جنيها والمفروم 290 إلي 490 جنيها حسب الجودة والقطعية و الضاني 520 جنيها والكبدة 390 إلي 480 واللحوم الجملي أو المفروم 350 إلي 380 جنيها في عدد من محلات الجزارة . وأضاف التجار أن أسعار اللحوم والكبدة والمفروم وعرق التربيانكو 290 جنيها في المنافذ الوزارية والمبادرات الشعبية وفروع حياة كريمة بالقاهرة والجيزة. وأكد التجار أن سعر كيلو الاسكالوب 500 جنيها للكيلو و الفلتو 495 جنيه والسمانة البلدي 420،وش أو ضهر الفخدة 495 و الستيك البقري 530 و المفروم البلدي 350 جنيها والانتركوت 430 والمفروم الفاخر 480 طبقا لعدد من التجار. وأفاد التجار أن سعر كيلو اللحوم البقري في السوبر ماركت وبعض المحال التجارية تراوح ما بين 360 إلي 560 جنيها والكفتة الكندوز 360 و البرجر البقري 350 جنيها وكفتة داوود باشا 350 جنيها والسجق 350 جنيها والسجق المخصوص 380 و لحوم الضاني 520 جنيها ولحم الجمل 380 . وذكر التجار أن سعر اللحوم والمفروم والكبدة بمنافذ الوزارات والمبادرات الشعبية والحزبية سجل 290 للكيلو والضاني والكبدة للصنفين واللحوم السودانية والكبدة 290 جنيها واللحوم في المنافذ المتحركة والثابتة ب290 . وأوضح التجار أن سعر اللحوم المجمدة 250 جنيها للكيلو الكندوز والمفروم 240 جنيها،والسجق المستورد 155 إلي 170 جنيها واللحوم الجاموسي 250 والكتف البتلو الاسترالي 250 . وأضاف التجار أن سعر كيلو الكبدة الجملية 450 جنيها واللحوم الجملية 380 والكبدة الضاني 550 جنيها والكبدة الكندوز 380 الي 480 جنيها والدهن البقري والجملي ب 180 جنيها. وقال التجار أن سعر المفروم البرازيلي 240 جنيها والكباب حلة 250 جنيها والكبدة المجمدة 145 جنيها للكيلو والسجق والبرجر 150 . وأشار التجار إلي أن سعر كباب الحلة الفريش 460 في محال السوبر ماركت وسجل سعر لعرق التربييانكو 420 والفلتو 570والكبدة البلدية 495 جنيها لكل كيلو . وأفاد التجار أن سعر كيلو الجاموسي القائم سجل 160 جنيها وسعر المذبوح 240 والكيلو القائم البقري 180 جنيها والمذبوح 350 والبقر الوالد سجل 100 ألف جنيه والجاموس 105 ألف جنيه والضاني الحي 250 جنيها والمذبوح 400 والجملي 240. وأضاف التجار أن كيلو السجق المخصوص 370 جنيها والمفروم البلدي خالي الدهن 370 جنيها والمكعبات بالدهون 327 جنيها واللحوم البرازيلي 290 جنيها والكبدة المجمدة 160 جنيها . ونوه التجار إلي أن سعر اللحوم في منافذ وزارة الزراعة 270 جنيها والمفروم البقري 260 جنيها والكفتة 260 جنيها و البرجر 280جنيه والبوفتيك والفلتو وعرق التربييانكو 300 جنيها. وذكر التجار أن أسعار الكبدة البلدية الطازجة تراوحت من 390 الي 460 والكبدة بمنافذ امان 280 جنيها . وقال التجار أن سعر كيلو لحوم الماعز 500 جنيها والضاني البلدي 450 في الأسواق الشعبية والضاني البرقي 520 واللحوم الجملي 300 إلي 380 جنيها والمفروم الجملي 380 للكيلو . وأفاد التجار أن سعر كيلو اللحم القائم للعجول المستوردة يتراوح بين 185 إلى 190 جنيها للأنواع المستوردة الأوكرانية والإسبانية والكولومبية. وأفاد التجار أن سعر البقرة الوالدة تراوح بين 80ألفا و90 ألف والجاموسة 60ألف إلى 110 ألف جنيه و الأضاحي الصغيرة تبدأ من 7000 جنيه والكبيرة40 ألف جنيه والكيلو البقري القاءم 180 والجاموسي 160 جنيها. أسعار اللحوم في المنافذ الحكومية الثابتة والمتحركة :290 جنيها أسعار الضاني في المنافذ :350 جنيها أسعار اللحوم في منافذ بعض المبادرات :250 جنيها أسعار اللحوم البلدية في محال الجزارة: 380 إلى 420 جنيها للكيلو أسعار الكفتة الكندوز: 350 جنيها أسعار المفروم البلدي : 280 جنيها أسعار اللحوم المجمدة: 250 جنيها للكيلو أسعار اللحوم الجاموسي المستوردة: 240 جنيها أسعار البتلو : 500 جنيه للكيلو اسعار البتلو المستورد :240 جنيها اسعار السجق البلدي : 350 جنيها أسعار الكتف الضاني المجمد :270 جنيها أسعار الضاني البلدي : 520 جنيها أسعار السجق و البرجر أو المفروم الجملي : 380 جنيها أسعار الكبدة المجمدة: 160 جنيها اسعار السجق البلدي : 170 جنيها اسعار الدهن الجملي و البقري :200 جنيه


اليوم السابع
منذ 2 ساعات
- اليوم السابع
من بوابة المدينة إلى الحرم.. استمرار تفويج حجاجنا لمكة المكرمة
تواصلت وفود الحجاج المصريين إلى مكة المكرمة في مشهد متكرر يحمل كل عام نكهة روحانية خاصة، مع بدء الاستعداد لأداء مناسك الحج القادمين من مطارات مصر، ومن سبقوهم بعد أن قضوا عدة أيام في المدينة المنورة، توافدوا على مكة وسط تسهيلات واضحة في التنقل والاستقبال. وقد جرى تسكين الحجاج في أماكن قريبة من الحرم، حرصًا على راحتهم وتخفيفًا لمشقة التنقل، ضمن خطة تنظيمية شاملة وضعتها بعثة الحج المصرية. الخلفية التنظيمية لهذا المشهد تكشف عن مجهود كبير بدأ من لحظة استقبال الحجاج في مطار المدينة، حيث انتشر مندوبو البعثة في المواقع كافة لتيسير الإجراءات، في أجواء امتزج فيها الرسمي بالإنساني، حيث استُقبل الحجاج بالترحيب والورود والهدايا، وجرى نقلهم إلى فنادقهم عبر أتوبيسات مكيفة، وُفّرت خصيصًا لمراعاة الظروف المناخية. عملية التسكين جرت إلكترونيًا بسهولة ويسر، وسط تعاون لافت بين الفرق الإدارية والطبية، وهو ما أسهم في تقليص وقت الانتظار وتخفيف الضغط عن الحجاج. وخصصت البعثة فرقًا لمساعدة الحالات الإنسانية، لا سيما كبار السن والمرضى، إلى جانب الاستعانة بعناصر من الشرطة النسائية لمرافقة السيدات ومساعدتهن في التنقل. كما نُظمت زيارات ميدانية منظمة للروضة الشريفة والمزارات الإسلامية، ورافق الحجاج علماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لتقديم الإرشادات الدينية وشرح مناسك الحج بلغة بسيطة واضحة. الجانب الصحي لم يكن غائبًا عن المشهد، فقد أُنشئت عيادات طبية في أماكن الإقامة، وأُتيح الكشف المجاني وصرف الأدوية، مع توجيه الحجاج إلى شرب كميات كافية من المياه، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، في ظل تحذيرات من الإجهاد الحراري. وتتابع غرفة العمليات الرئيسية في المدينة المنورة أوضاع الحجاج على مدار الساعة، لضمان موسم حج آمن ومطمئن. في هذا الإطار المنظم، بدت تجربة الحاج المصري هذا العام أكثر سلاسة، حيث اختفى الازدحام، وظهرت ملامح الطمأنينة على الوجوه، وكأن بعثة الحج المصرية قررت أن تمنح حجاجها شعورًا بأنهم في رحلة لا تفتقد الراحة رغم عظمة المشهد ومشقة الطريق.