
جمال عاشور يكتب: من خشبة الأوبرا إلى قلب الناس
المهرجان الصيفي لدار الأوبرا، الذي بدأ على المسرح المكشوف في القاهرة، وينتقل اليوم لأول مرة إلى استاد الإسكندرية، ليس مجرد حدث عابر، بل هو علامة تحول في وعي المؤسسة الثقافية الأولى في البلاد. أن تذهب الأوبرا إلى الناس لا أن تنتظرهم، أن تتقاطع مع حياتهم لا أن تظل مشروطة بالبطاقات والدعوات.
تغير المكان، وتغيرت الرؤية، يجعل الأوبرا لم تعد حكرًا على فئة، بل بدأت تقول صراحة: "كلنا جمهور، وكلنا معنيون بالجمال".
نقل الحفلات إلى استاد رياضي قد يبدو للبعض صادمًا، أو "أقل من مكانة الأوبرا"، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، الأوبرا لا تفقد قيمتها حين تقترب من الناس، بل تكسب حضورًا جديدًا وتأثيرًا أوسع، لا يليق بالفن أن يبقى مختبئًا خلف الستار، والفنان الحقيقي لا يخاف من اتساع المساحة، بل يحتضنها.
ليالٍ غنائية تشارك فيها أسماء محبوبة من جمهور واسع، مع تذاكر مخفضة، وتنظيم جيد، ومشاركة فنانين من أجيال مختلفة.. كل ذلك يقول شيئًا واحدًا: الثقافة حين تنزل إلى الشارع، تصبح حياة.
ما تحتاجه الأوبرا الآن هو ألا تكتفي بهذا المهرجان، بل أن تبني عليه، وتكرر التجربة في محافظات أخرى، وتعيد اكتشاف دورها الوطني لا كمكان للحفلات، بل كمنصة حية تُخاطب الناس بلغتهم، في أماكنهم، وبأحلامهم.
إن كنا نريد عودة الفن إلى موقعه الطبيعي في وجدان الناس، فلنبدأ من هنا: من المدرجات، من المسارح المفتوحة، من فكرة بسيطة تقول إن الفن لا يعيش في الأبراج، بل في الشوارع التي تمشي فيها الحياة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان فعاليات المهرجان الصيفي للأوبرا في الإستاد
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، فعاليات المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء 'صيف الأوبرا 2025'، في تجربة فنية مميزة تُقام لأول مرة داخل إستاد الإسكندرية الرياضي. وذلك بتنظيم من دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، وتزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي. وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن انطلاق مهرجان 'صيف الأوبرا' من داخل إستاد الإسكندرية يُعد تجربة نوعية تعكس سعي الوزارة لتطوير سُبل تقديم الفنون والارتقاء بآليات الوصول للجمهور، مشيرًا إلى أن اختيار هذا الموقع المتميز أتاح الفرصة لجمهور أوسع من مختلف الفئات للاستمتاع بالعروض الفنية الراقية في أجواء مفتوحة ومبهجة. وأوضح أن هذه التجربة تأتي في إطار رؤية الوزارة لتحقيق العدالة الثقافية وتوسيع نطاق وصول الخدمات الثقافية والفنية إلى مختلف المحافظات والفئات الاجتماعية، وقال:"نؤمن بأن الفنون ليست حكرًا على القاعات المغلقة، بل يجب أن تصل إلى الناس في كل مكان، في الساحات العامة والملاعب والحدائق، وأن تُقدم للجمهور المصري بشكل يليق بذوقه الرفيع ويُعزز من وعيه ووجدانه. ومهرجان صيف الأوبرا هو إحدى ثمار هذه الرؤية، ونسعى لتكرار هذه التجربة الناجحة في محافظات أخرى دعمًا للسياحة الثقافية وتعزيزًا لرسالة الفن في بناء الإنسان.' من جانبه، أعرب الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، عن فخره باستضافة المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء 2025 لأول مرة في إستاد الإسكندرية، معتبرًا إياه تجربة فنية وثقافية غير مسبوقة تُبرز مكانة المدينة الثقافية والتاريخية، مشددًا على أن الإسكندرية لطالما كانت ملتقى للحضارات، وها هي اليوم تُواصل دورها كمنارة للثقافة والفن. وأكد المحافظ حرص المحافظة على دعم كل المبادرات الثقافية والفنية التي تُسهم في تشكيل الوعي المجتمعي وترسيخ القيم الإيجابية، مشيدًا بالتعاون المثمر مع وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية في تقديم عروض جادة وراقية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتستهدف مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية. كما ثمّن مشاركة عدد كبير من ذوي الهمم وأعضاء الجمعيات الأهلية في فعاليات المهرجان، مؤكدًا أن الثقافة والفنون حق لكل مواطن، وأن الدولة حريصة على دمج جميع الفئات في الحياة الثقافية. وقد استُهل الحفل بفقرة 'شباب في شباب'، التي قدمتها فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا تحت إشراف المايسترو تامر غنيم، وقيادة الدكتور محمد الموجي، وشملت مجموعة من الأغنيات المحببة ذات الإيقاعات الكلاسيكية والمعاصرة، منها:على رمش عيونها، أول مرة تحب يا قلبي، يا إسكندراني، سالمة يا سلامة، سهر الليالي، حرمت أحبك، عيناك ليالٍ صيفية، كل اللي لاموني، زي العسل، وأداها: كنزي، ياسر سعيد، وحنان عصام. واختتمت الأمسية بحفل غنائي كبير للنجم إيهاب توفيق، قدّم خلاله باقة من أشهر أغانيه التي شكّلت محطات بارزة في مشواره الفني، منها: سحراني، عامل عاملة، أحلى منهم، مشتاق، ما تحلويش أكتر من كده، هدي القمر، بحبك يا أسمراني، علمي علمي، في حد شافنا، السهرة جامدة، مالهمش في الطيب، قدّك، مراسيل مراسيل، على كيفك ميل، الله عليك يا سيدي، تترجى فيّا. ويتواصل المهرجان على مدار خمسة أيام من الأحد 27 وحتى الخميس 31 يوليو الجاري، ويشمل برنامجًا فنيًا متنوعًا، حيث يُقام يوم الإثنين 28 يوليو حفل لعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز يعقبه حفل للفنان أحمد جمال. أما الثلاثاء 29 يوليو فيشهد حفلًا للفنانة ريهام عبد الحكيم يسبقه عرض 'شباب في شباب 2' بمشاركة مطربي الأوبرا: محمد الخولي، فرح الموجي، ومحمد حسن، بقيادة المايسترو أحمد عامر. وفي الأربعاء 30 يوليو، يُقدّم فريق وسط البلد عرضًا يليه حفل للفنان هشام عباس. ويُختتم المهرجان مساء الخميس 31 يوليو بحفل موسيقي للفنان خالد سليم، يسبقه عرض موسيقي للموسيقار هشام خرما يتضمن مجموعة من مؤلفاته العصرية.


صدى البلد
منذ 17 ساعات
- صدى البلد
جمال عاشور يكتب: من خشبة الأوبرا إلى قلب الناس
في لحظة فارقة من عمر الفن في مصر، قررت دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، أن تتحرك.. أن تخرج من عزلة القاعات المغلقة، وأن تواجه الحقيقة البسيطة: الجمهور لن يأتي إذا لم يشعر أن الفن يخصه. المهرجان الصيفي لدار الأوبرا، الذي بدأ على المسرح المكشوف في القاهرة، وينتقل اليوم لأول مرة إلى استاد الإسكندرية، ليس مجرد حدث عابر، بل هو علامة تحول في وعي المؤسسة الثقافية الأولى في البلاد. أن تذهب الأوبرا إلى الناس لا أن تنتظرهم، أن تتقاطع مع حياتهم لا أن تظل مشروطة بالبطاقات والدعوات. تغير المكان، وتغيرت الرؤية، يجعل الأوبرا لم تعد حكرًا على فئة، بل بدأت تقول صراحة: "كلنا جمهور، وكلنا معنيون بالجمال". نقل الحفلات إلى استاد رياضي قد يبدو للبعض صادمًا، أو "أقل من مكانة الأوبرا"، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، الأوبرا لا تفقد قيمتها حين تقترب من الناس، بل تكسب حضورًا جديدًا وتأثيرًا أوسع، لا يليق بالفن أن يبقى مختبئًا خلف الستار، والفنان الحقيقي لا يخاف من اتساع المساحة، بل يحتضنها. ليالٍ غنائية تشارك فيها أسماء محبوبة من جمهور واسع، مع تذاكر مخفضة، وتنظيم جيد، ومشاركة فنانين من أجيال مختلفة.. كل ذلك يقول شيئًا واحدًا: الثقافة حين تنزل إلى الشارع، تصبح حياة. ما تحتاجه الأوبرا الآن هو ألا تكتفي بهذا المهرجان، بل أن تبني عليه، وتكرر التجربة في محافظات أخرى، وتعيد اكتشاف دورها الوطني لا كمكان للحفلات، بل كمنصة حية تُخاطب الناس بلغتهم، في أماكنهم، وبأحلامهم. إن كنا نريد عودة الفن إلى موقعه الطبيعي في وجدان الناس، فلنبدأ من هنا: من المدرجات، من المسارح المفتوحة، من فكرة بسيطة تقول إن الفن لا يعيش في الأبراج، بل في الشوارع التي تمشي فيها الحياة.


صدى البلد
منذ 20 ساعات
- صدى البلد
الإسكان: إقبال جماهيري على فعاليات الأسبوع الأول من مهرجان ليالينا في العلمين
اختتمت فعاليات الأسبوع الأول من مهرجان 'ليالينا في العلمين' بمدينة العلمين الجديدة، الذي يقام تحت رعاية المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة. وذلك في إطار التعاون بين وزارتي الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والثقافة. وقدمت فرقة رضا للفنون الشعبية عرضًا مبهرًا أعادت خلاله إحياء الموروث الشعبي المصري في لوحة فنية تنبض بالحياة، امتزجت فيها الإيقاعات الشرقية بالاستعراضات المستوحاة من التراث، لتعكس كل فقرة حكاية صغيرة وعادة من قلب مصر، وتنقلت العروض بين ألوان الفنون الشعبية من النوبة، إلى الصعيد والأقصر، مرورًا بمشاهد من الدلتا وسيناء، وسط أجواء احتفالية شهدت تفاعلًا واسعًا من الجمهور. وأعرب المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان، عن سعادته بتنوع الأنشطة الثقافية والفنية التي يتم تنفيذها بمدينة العلمين الجديدة، في إطار توجيهات القيادة السياسية بترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز دور الثقافة في التنمية، مشيدًا بالتعاون المثمر بين وزارة الإسكان ووزارة الثقافة في تنظيم فعاليات مدينة العلمين الجديدة، في إطار رؤية الدولة لتحويل مدينة العلمين إلى مركز يجمع بين التنمية العمرانية والنهضة الثقافية وكافة الأنشطة المختلفة لتلبية احتياجات السكان بالمدينة والمترددين عليها. وأكد وزير الإسكان، حرص الوزارة، ممثلة في أجهزتها المختلفة، على توفير مختلف الاحتياجات اللوجستية والتجهيزات لإقامة الفعاليات المختلفة بمدينة العلمين الجديدة والمدن الأخرى، بجانب مواصلة التنسيق مع مختلف الوزارات والجهات المعنية لتحقيق التنمية المطلوبة، لافتاً إلى أن مدينة العلمين الجديدة تحظى باهتمام بالغ كونها تعد أساس التنمية بإقليم الساحل الشمالي، ويتم تكثيف جهود الوزارة في مختلف المجالات لوضع العلمين الجديدة في صورتها كمدينة بها كافة مقومات الحياة على مدار العام، وتحويلها إلى نقطة جذب حضارية متكاملة، تمتزج فيها جودة الحياة بالأنشطة الاقتصادية والثقافية والترفيهية المتنوعة. وبدوره، ثمّن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، التعاون البناء مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية من أجل إنجاح هذا المهرجان بالشكل الذي يليق بمدينة العلمين الجديدة، مؤكدًا أن هذا النجاح يحفز الوزارتين على المزيد من الفعاليات خلال الأسابيع المقبلة، تلبية لرغبات زوار وأهالي العلمين. كما أشار وزير الثقافة إلى أن الفعاليات الفنية والثقافية التي تُقام في مدينة العلمين الجديدة تُجسّد توجه الدولة نحو دمج الثقافة في قلب عملية التنمية الشاملة، وتحويل المدن الجديدة إلى مراكز للإشعاع الحضاري، مشددًا على أن وزارة الثقافة منفتحة على جميع أشكال التعاون المثمر مع مختلف مؤسسات الدولة، إيمانًا منها بدور الثقافة في الارتقاء بالوعي وبناء الإنسان، وتعزيز الانتماء الوطني من خلال إتاحة المنتج الثقافي والفني للجميع دون استثناء. وتعمل وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في جهاز مدينة العلمين الجديدة، على توفير كافة اللوجستيات والاحتياجات اللازمة لإقامة الفعاليات بالمدينة، حيث تم وجارٍ تشغيل العديد من الخدمات المختلفة بها، ومن بينها الخدمات والأنشطة الثقافية، لتوفير آليات دائمة للحياة والسكن بالمدينة، بالتعاون والتنسيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية. وتشارك وزارة الثقافة في البرنامج من خلال عدد من قطاعاتها، هي: الهيئة العامة لقصور الثقافة، صندوق التنمية الثقافية، دار الأوبرا المصرية، قطاع الإنتاج الثقافي، البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، أكاديمية الفنون، ومكتبات مصر العامة، حيث يتضمن البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة والعروض الفنية والترفيهية، من بينها: عروض السيرك القومي، والفنون الشعبية، والموسيقى العربية، والمسرح، والعروض التراثية، بالإضافة إلى أنشطة خاصة بالأطفال، وتُقدَّم جميعها مجانًا لجمهور العلمين وزوارها. وتأتي فعاليات "ليالينا في العلمين" ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز الأنشطة الفنية والثقافية بالمناطق السياحية الجديدة، وفتح آفاق الإبداع أمام مختلف فئات المجتمع، بالتعاون مع وزارة الإسكان.