
نظام دولي جديد
ربما حملت الحرب الباردة التي انتهت في تسعينات القرن الماضي مخاطر تعد يسيرة عما يحدث الآن من صراع هجين وسباق تسلح أرضي وفضائي بين روسيا والدول الغربية عموماً، التي تتجه لتحديث استراتيجياتها العسكرية وإعادة بناء الجيوش بما يتوافق مع التوترات المستقبلية، والبدء بعمليات تسليح واسعة.
روسيا التي تعرضت لضربة أوكرانية كبيرة و«مهينة» على مطاراتها تسببت بأضرار كبيرة في طائراتها الاستراتيجية، وهي أحد الثالوث النووي، تصّر على أن كييف تُقاد من خصومها الغربيين، وأن حقيقة المعركة هي مع الغرب أجمع، ولذلك فإنها تعد العدة لحرب غير متوقعة قد تنزلق إليها في أي لحظة، والتي غالباً لن تكون تقليدية، إذ ستكون من يبدأها حرب ساحقة ربما النووي أول ما يستخدم بها.
لكن ما تتخوف منه موسكو، أيضاً يجري على دول كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، التي تدرك أنه لا مناص من تحديث جيوشها وتقويتها، فلندن وضعت خطة ضخمة لتطوير قدراتها التكنولوجية والتقليدية والنووية، وترى أنه بمقدور روسيا شن حرب هجينة تسحق بريطانيا، عبر شن عمليات واسعة على قواعدها العسكرية، إلى جانب الحرب السيبرانية، وعمليات تخريب واسعة، لذا فإنها تعمل بشكل متسارع على سد كل الثغرات هذه، وقد قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إن بلاده تواجه تهديدات حقيقية، ومن مخاطر نووية جديدة، وهجمات سيبرانية، ويجب الاستعداد وكأن الحرب قد تبدأ غداً.
أما ألمانيا وإلى جانبها فرنسا والعديد من الدول الأوروبية، فإن استعداداتها للحرب تتواصل، وهي متأهبة للحظة الصفر، إذ ترى أن الأمور تأخذ منحى تصاعدياً ولا بد من العمل بجدية لذلك، وقد اتجهت برلين بالفعل نحو البناء لتكون أقوى جيش أوروبي، وتطمح لتجنيد نحو 60 ألف جندي خلال السنوات القليلة المقبلة.
عمليات التسلح غير المسبوقة والمصحوبة بنبرة تصعيدية تشي بأن الأمور تتجه إلى مزيد من التأزم، وأن جل محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع تعد هباء منثوراً، لأن الواقع على الأرض له رأي آخر، يخالف أي محاولات لاحتوائه.
فروسيا ترى أن النصر مسألة قومية، وأنه لا بد منه مهما كلف من أثمان، سواء من خلال المفاوضات أو بالنار، فالهدف بالنسبة لها واحد، وهو إسقاط كييف وإجبارها على وضع لا يرضي الغرب، وهذا ما ترفضه أوروبا جملة وتفصيلاً، ولأجل ذلك تقدم الدعم اللامحدود لكييف، على اعتبار أنها الخط المتقدم في المواجهة، بينما تستعد القارة أيضاً لصد «الدب» الروسي في حال سقطت جبهة أوكرانيا عسكرياً.
العالم يشهد اليوم ولادة نظام دولي جديد عسير، ومألاته إلى الآن تبدو غامضة ويصعب التنبؤ بنتائجها، لكن السنوات القليلة المقبلة كفيلة بإخبارنا الإجابة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
«الأولى لرئيس فرنسي منذ 4 عقود».. ماكرون يزور موناكو
موناكو - أ ف ب بدأ إيمانويل ماكرون السبت زيارة دولة تستمر يومين لموناكو، هي الأولى لرئيس فرنسي الى الإمارة الواقعة في جنوب البلاد منذ 41 عاماً، وتسبق مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات الذي تستضيفه مدينة نيس. واستقبل الأمير ألبير الثاني والأميرة شارلين وولداهما جاك وغابرييلا البالغان عشر سنوات، ماكرون وزوجته بريجيت قبيل الساعة 15,30 بتوقيت غرينيتش في قصر الإمارة الواقعة على البحر المتوسط. وشارك في مراسم الاستقبال نحو ستين من أفراد قوات «درك الإمارة» بالزي الرسمي، إلى جانب 16 من عناصر الإطفاء، على وقع النشيد الوطني. وحضرت المراسم وزيرة التحول البيئي الفرنسية أنييس-بانييه روناشير، ووزير النقل الفرنسي فيليب تابارو، والوزير الفرنسي المسؤول عن الشؤون الأوروبية بنجامين حداد، بالإضافة إلى المذيع ستيفان بيرن، وهو صديق مقرب للرئيس وزوجته. ومن المقرر أن يعقد ماكرون وألبير الثاني اجتماعاً خاصاً يليه عشاء رسمي. وأفاد قصر الاليزيه في بيان بأن «هذه الزيارة التي تجسّد روابط الصداقة القوية والتاريخية بين البلدين، ستكون أول زيارة دولة لرئيس فرنسي الى موناكو منذ فرنسوا ميتران (في كانون الثاني/ يناير) 1984». وقام أسلاف ماكرون، جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، بزيارة موناكو في 1997 و2008 و2013 توالياً، لكن زياراتهم كانت على مستوى بروتوكولي أدنى. كذلك، زارها الرئيس الحالي نفسه في كانون الثاني / يناير لحضور جنازة رئيس وزراء الإمارة. وتبلغ مساحة موناكو كيلومترين مربعين فقط، وهي ثاني أصغر دولة مستقلة بعد الفاتيكان، وتعرف بجمال طبيعتها وطابعها المعيشي الباذخ، ومعالم مثل الكازينو الشهير وميناء اليخوت، والاعفاءات الضريبية الجاذبة لأثرياء ومشاهير اختاروها مقراً لإقامتهم. كذلك، تستضيف الامارة سنوياً في شوارعها الضيقة، إحدى أشهر جولات بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد. ويبلغ عدد سكان الإمارة 38 ألف شخص، بينهم نحو عشرة آلاف فقط من المواطنين. وترتبط موناكو بعلاقات وثيقة مع فرنسا في المجال المصرفي والنقدي والجمركي. كما تتولى باريس أمن الإمارة، وتوفد إليها غالباً قضاة وأساتذة وموظفين كبارا. ويعود منصب وزير الدولة، أو رئيس الحكومة، تقليدياً في موناكو إلى شخصية تسمّيها الدولة الفرنسية. ومن المقرر أن يوقع ماكرون والأمير ألبير الأحد، اتفاقاً لتعزيز التعاون الجمركي بين البلدين، وهي قضية شائكة خصوصاً لجهة ضبط تهريب الأموال النقدية بين بلدين لا حدود رسمية بينهما. وسيبحث الجانبان مسألة حماية المحيطات التي لطالما كانت موضع اهتمام أسرة غريمالدي الحاكمة، وخصوصاً الأمير ألبير ووالده الراحل رينييه. وتأتي الزيارة قبل يومين من استضافة مدينة نيس في جنوب فرنسا، لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات.

سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
ألمانيا: شبكة العنكبوت دمرت "10 بالمئة" من القاذفات الروسية
وأوضح الميجر جنرال كريستيان فرويدنغ، وهو المنسق العسكري للمساعدات الألمانية لأوكرانيا، أن تقييمات بلاده تشير إلى تضرر أكثر من 12 طائرة روسية، من بينها قاذفات من طراز "تو-95" و"تو-22" وطائرات استطلاع من نوع "إيه-50". وأضاف فرويدنغ، في تسجيل صوتي اطلعت عليه وكالة رويترز، أن الهجوم استهدف طائرات كانت على وشك تنفيذ ضربات جوية ضد الأراضي الأوكرانية، مؤكدا أن بعض طائرات "إيه-50" المتأثرة كانت على الأرجح خارج الخدمة عند استهدافها، لكنها تمثل خسارة كبيرة نظرا لندرتها وأهميتها في توفير معلومات جوية دقيقة على غرار طائرات "أواكس" التابعة لحلف الناتو. وأشار المسؤول الألماني إلى أن هذه الطائرات لم يعد من الممكن استخدامها حتى كقطع غيار، ما يزيد من حجم الضرر الذي تكبدته روسيا. ولفت إلى أن "10 في المئة من أسطول القاذفات بعيدة المدى قد تضرر، وهذا رقم كبير في سياق القدرات النووية الروسية". واشنطن: أوكرانيا دمرت 10 طائرات من جهتها، نقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين أن تقديرات واشنطن تشير إلى أن الهجوم الأوكراني أصاب ما يصل إلى 20 طائرة روسية، وتم تدمير نحو 10 منها بالكامل. ويرى خبراء أن روسيا قد تستغرق سنوات لتعويض هذه الخسائر. رغم ذلك، لا يُتوقع أن تؤدي الضربة إلى تقليص فوري في وتيرة الهجمات الروسية على أوكرانيا، إذ لا تزال موسكو تحتفظ بنسبة 90 في المئة من قاذفاتها القادرة على إطلاق صواريخ باليستية وكروز، بحسب فرويدنغ. وأضاف المسؤول العسكري الألماني أن الضغط الآن سيزداد على ما تبقى من أسطول الطائرات الروسية، ما قد يؤدي إلى استهلاكها بشكل أسرع، إلى جانب التأثير النفسي الكبير على القيادة الروسية التي كانت تعتبر أراضيها بمنأى عن الهجمات. وكشف فرويدنغ أن الهجمات الأوكرانية استهدفت أربعة مطارات روسية على الأقل، بينها اثنان يبعدان 100 كيلومتر فقط عن موسكو، إضافة إلى مطار أولينيا في مورمانسك ومطار بيلايا الجوي، مشيرا إلى استخدام طائرات مسيرة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى محاولة فاشلة لاستهداف مطار أوكرانيكا قرب الحدود الصينية. ووفقا للمسؤول الألماني، فإن الطائرات المستهدفة تدخل ضمن ما يعرف بـ "الثالوث النووي الروسي"، الذي يشمل القدرة على إطلاق الأسلحة النووية جوا وبرا وبحرا.


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
ماكرون يبدأ زيارة دولة لموناكو منذ 41 عاماً
بدأ إيمانويل ماكرون السبت زيارة دولة تستمر يومين لموناكو، هي الأولى لرئيس فرنسي الى الإمارة الواقعة في جنوب البلاد منذ 41 عاماً، وتسبق مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات الذي تستضيفه مدينة نيس. واستقبل الأمير ألبير الثاني والأميرة شارلين وولداهما جاك وغابرييلا البالغان عشر سنوات، ماكرون وزوجته بريجيت قبيل الساعة 15,30 بتوقيت غرينيتش في قصر الإمارة الواقعة على البحر المتوسط. وشارك في مراسم الاستقبال نحو ستين من أفراد قوات "درك الإمارة" بالزي الرسمي، إلى جانب 16 من عناصر الإطفاء، على وقع النشيد الوطني. وحضرت المراسم وزيرة التحول البيئي الفرنسية أنييس-بانييه روناشير، ووزير النقل الفرنسي فيليب تابارو، والوزير الفرنسي المسؤول عن الشؤون الأوروبية بنجامين حداد، بالإضافة إلى المذيع ستيفان بيرن، وهو صديق مقرب للرئيس وزوجته. ومن المقرر أن يعقد ماكرون وألبير الثاني اجتماعا خاصا يليه عشاء رسمي. وأفاد قصر الاليزيه في بيان بأن "هذه الزيارة التي تجسّد روابط الصداقة القوية والتاريخية بين البلدين، ستكون أول زيارة دولة لرئيس فرنسي الى موناكو منذ فرنسوا ميتران (في يناير) 1984". وقام أسلاف ماكرون، جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، بزيارة موناكو في 1997 و2008 و2013 تواليا، لكن زياراتهم كانت على مستوى بروتوكولي أدنى، كذلك، زارها الرئيس الحالي نفسه في يناير لحضور جنازة رئيس وزراء الإمارة. وتبلغ مساحة موناكو كيلومترين مربعين فقط، وهي ثاني أصغر دولة مستقلة بعد الفاتيكان، وتعرف بجمال طبيعتها وطابعها المعيشي المترف. وتستضيف الامارة سنويا في شوارعها الضيقة، إحدى أشهر جولات بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد. ويبلغ عدد سكان الإمارة 38 ألف شخص، وترتبط موناكو بعلاقات وثيقة مع فرنسا في المجال المصرفي والنقدي والجمركي.