
ضغط فصائلي على بغداد لتمرير قانون «الحشد»
وخلال مكالمة، الأربعاء، بين رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أفصح الأخير عن «مخاوف بلاده بشأن مشروع قانون (الحشد الشعبي) الذي لا يزال قيد المناقشة».
رداً على الموقف الأميركي، قال قيس الخزعلي، أمين حركة «عصائب أهل الحق»، وأحد قادة تحالف «الإطار التنسيقي»، إن «ما يجري من تدخل أميركي سافر في الشأن العراقي لم يعد مجرد تجاوز دبلوماسي، بل هو اعتداء واضح على السيادة الوطنية وضرب مباشر لجوهر العملية الديمقراطية التي طالما تغنّى بها الغرب»، على حد تعبيره.
وفي إشارة إلى رفض واشنطن لتشريع قانون «الحشد الشعبي»، أوضح الخزعلي أن «منع البرلمان من أداء دوره التشريعي تحت الضغط الأميركي هو تعطيل لمؤسسات الدولة وابتزاز سياسي لا يمكن القبول به».
وشدد الخزعلي، الذي يقود أيضاً جناحاً مسلحاً في «الحشد الشعبي»، على أن «الاستجابة للضغوط تعني التنازل عن القرار الوطني والتفريط بإرادة الشعب، أما السكوت فيعني إعلان وفاة الديمقراطية العراقية رسمياً».
قيس الخزعلي زعيم حركة «العصائب» (أ.ف.ب)
وكان المسؤول الأمني لـ«كتائب حزب الله» العراقية قد أكد أن «اتفاق الفصائل العراقية مع رئيس الوزراء بشأن انسحاب القوات الأميركية لم يتبقَّ عليه سوى شهرين». وكتب حساب المتحدث في منصة «إكس»، ويحمل اسم «أبو علي العسكري»، أن «رئيس الوزراء ملزم بإخراج الأميركيين من قيادة العمليات المشتركة والمطار (بغداد) و(قاعدة) عين الأسد».
وقال العسكري: «أعطينا رئيس الوزراء فرصة كافية للالتزام بالاتفاق (...) والفصائل سيكون لها رأي آخر».
ويقضي اتفاق توصلت إليه واشنطن وبغداد، في سبتمبر (أيلول) 2024، بإنهاء المهام العسكرية للتحالف الدولي في العراق، في غضون 12 شهراً، ووفقاً لآلية يتفق عليها الطرفان في هذا الإطار، على أن يبدأ التنفيذ في سبتمبر 2025.
لم يعلق تحالف «الإطار التنسيقي» الحاكم على إعلان واشنطن رفضها تشريع قانون «الحشد الشعبي»، إلا أنه عقد اجتماعاً بعد مكالمة السوداني وروبيو وأصدر بياناً اكتفى فيه بإدانة هجمات الطائرات المسيّرة على حقول النفط في إقليم كردستان.
وكان الوزير الأميركي قد شدد حينها على أن «تشريع هذا النوع من القوانين سيؤدي إلى ترسيخ النفوذ الإيراني والجماعات المسلحة التي تقوض سيادة العراق».
وتداولت تقارير محلية مضمون رسالة أميركية عرضت على اجتماع «الإطار التنسيقي» تشرح «أسباب واشنطن في رفض قانون الحشد، وتحذيرها من عواقب تشريعه»، مشيرةً إلى أن «رعاة القانون يخاطرون بسيادة بلدهم لصالح النفوذ الإيراني».
ومن الصعب التأكد من صحة الرسالة التي قيل على نطاق واسع إنها وصلت إلى بغداد قبل مكالمة روبيو والسوداني. كما لم تتفق مصادر مستقلة مع وجود «سياق دبلوماسي لنقل مثل هذه الرسائل».
البرلمان العراقي خلال إحدى جلساته في بغداد (إعلام البرلمان)
مع ذلك، رأى النائب ماجد شنكالي، عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية والقوى الشيعية «لا تزال علاقة متينة». وأوضح شنكالي، في تصريحات لمحطة تلفزيون محلية، أن البرلمان لن يعقد أي جلسة تناقش قانون دمج «الحشد الشعبي»، مشيراً إلى «تأثير الضغوط الأميركية في منع تمرير هذا القانون». وأضاف شنكالي: «الولايات المتحدة لن تسمح بتشريع قانون (الحشد الشعبي) في مؤسسات الدولة»، محذّراً من «احتمال فرض عقوبات تدريجية في حال تمرير هذا القانون».
وكان رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني قد تحدث أيضاً عن «رسائل أميركية وصلت إلى جميع القيادات السياسية في العراق، تؤكد أن واشنطن تدعم دمج عناصر (الحشد الشعبي) في المنظومة الأمنية الرسمية، وليس مجرد إعادة هيكلة هذه القوات».
لكن المشهداني استدرك قائلاً: «المسألة لا تتعلق بحل (الحشد)، بل بتنظيم عمله وتوحيد السلاح تحت سلطة الدولة»، مشيراً إلى أن «الحكومة أرسلت قانون (الحشد) إلى البرلمان دون تحديد واضح للمناصب والصلاحيات، ما يصعّب منح الحقوق دون وجود إطار مؤسسي دقيق».
وعلى أثر هذه التصريحات، تعرّض المشهداني لهجوم من عدد من أعضاء مجلس النواب، وصل إلى الدعوة لجمع تواقيع لإقالته من منصبه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق للأعمال
منذ 43 دقائق
- الشرق للأعمال
أسعار النفط ترتفع قليلاً مع إبرام أوروبا اتفاقاً تجارياً مع أميركا
ارتفعت أسعار النفط قليلاً بعد إبرام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقية تجارية قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية في الأول من أغسطس. اقترب سعر خام برنت من 69 دولاراً للبرميل بعد أن أغلق منخفضاً بنسبة 1.1% يوم الجمعة، وتجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط 65 دولاراً. يواجه الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية بنسبة 15% على معظم صادراته، على الرغم مما يبدو من اختلاف ترمب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حول بعض التفاصيل الرئيسية للاتفاقية. آفاق النمو الاقتصادي مهددة بسياسات ترمب أثارت سياسات ترمب التجارية وتهديدات الدول المستهدفة بالرد مخاوف بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي، مما أثر سلباً على النفط والسلع الأخرى. كما أن قرار تحالف أوبك+ بزيادة حصص إنتاجه بسرعة وضع السوق على مسار تسجيل تخمة في المعروض في وقت لاحق من هذا العام. ستجتمع لجنة تابعة لأوبك+ في وقت لاحق من اليوم الإثنين لتقييم الوضع في سوق النفط، قبل اجتماع يُعقد يوم الأحد لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج لشهر سبتمبر. يُتوقع أن يرفع التحالف حصص الإنتاج مجدداً، وفقاً للمندوبين. هدنة صينية أميركية في الرسوم أعلن ترمب وفون دير لاين عن اتفاقية التجارة يوم الأحد، على الرغم من أنهما لم يكشفا عن التفاصيل الكاملة أو يصدرا أي وثائق مكتوبة. حددت الولايات المتحدة، التي توصلت أيضاً إلى اتفاق مع اليابان، موعداً نهائياً في الأول من أغسطس لإبرام الصفقات مع شركائها التجاريين قبل سريان الرسوم الجمركية الأميركية. من المقرر أن يجتمع مسؤولون أميركيون وصينيون يوم الإثنين لإجراء محادثات تجارية، وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أنه من المتوقع أن يمدد البلدان هدنة الرسوم الجمركية، وفقاً لأشخاص لم تحدد هوياتهم. وفي أحدث تعاملات، ارتفعت عقود خام برنت للتسوية في شهر سبتمبر بنسبة 0.5% لتصل إلى 68.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 11 صباحاً بتوقيت سنغافورة. كما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط لشهر سبتمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 65.45 دولار للبرميل.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
سفير فلسطين لدى المملكة:دور المملكة الريادي تجاه القضية الفلسطينية امتداد أصيل لمواقفها التاريخية
أكد سفير دولة فلسطين لدى المملكة مازن غنيم أن الدور الريادي للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية امتداد أصيل لمواقفها التاريخية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، الذي رسخ دعم فلسطين بصفتها قضية العرب والمسلمين الأولى. وقال: "نعرب في دولة فلسطين قيادةً وشعبًا عن تقديرنا العميق وامتناننا الكبير للموقف الثابت والداعم للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- تجاه القضية الفلسطينية، الذي تجلى مجددًا في إعلان صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية حول رئاسة المملكة بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية للمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين، الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. وأشار إلى أن المملكة جسّدت على الدوام الركيزة الأساسية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ودعم الجهود الدولية والعربية والإسلامية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ونوه السفير الفلسطيني بما أكده سمو وزير الخارجية حول دعم المملكة للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، الذي أُطلق في سبتمبر 2024م بالشراكة مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي، وعد هذا المؤتمر الدولي المرتقب في نيويورك فرصة مهمة للدفع قدمًا نحو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتثبيت حقوقه غير القابلة للتصرف. وبين أن وقوف المملكة إلى جانب فلسطين اليوم، كما كانت بالأمس، هو عنوان للثبات والمروءة، وتجسيد لمعاني الأخوة الصادقة، وستظل بلاده وفية لهذا الدعم الكريم حتى يتحقق للشعب الفلسطيني حريته الكاملة في دولته المستقلة.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
تفكيك خلايا ماهر الأسد في الساحل السوري
تمكنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية السورية من تفكيك خلايا مرتبطة بماهر الأسد؛ قائد «الفرقة الرابعة» في النظام البائد. وقال بيان إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط وتفكيك خلية إرهابية يقودها ماهر حسين علي، المتورط في تنفيذ هجمات سابقة استهدفت مواقع تابعة للأمن الداخلي، وإنه كان بصدد الإعداد لهجمات جديدة في المحافظة. وأظهرت التحقيقات وجود تنسيق مباشر بين هذه الخلية وكل من ماهر الأسد والوضاح سهيل إسماعيل؛ قائد ما يُعرف بـ«فوج المكزون»، إلى جانب تلقي دعم لوجيستي مباشر من «حزب الله» اللبناني وميليشيات أخرى. وأسفرت العمليات الأمنية أيضاً عن اعتقال العقيد السابق في «الحرس الجمهوري» مالك علي أبو صالح، رئيس ما تُعرف بـ«غرفة عمليات الساحل».