logo
كيف تعيد تقنية 'التقطير' رسم مشهد الذكاء الاصطناعي؟

كيف تعيد تقنية 'التقطير' رسم مشهد الذكاء الاصطناعي؟

في عالم يشهد تسارعًا محمومًا في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال أساسي يشغل أذهان الكثيرين، وهو: كم تبلغ تكلفة تأسيس شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة ليست رقمًا ثابتًا، بل واقع ديناميكي يتغير يومًا بعد يوم، ويعود ذلك إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها: انخفاض تكاليف الحوسبة، وظهور تقنيات مبتكرة مثل (التقطير) Distillation، التي أصبحت حديث الساعة، والتي سهلت بناء نماذج لغوية كبيرة بجودة عالية وبتكاليف قليلة.
ومع ذلك تقنية (التقطير) ليست ابتكارًا جديدًا، ولكنها اكتسبت أهمية استثنائية في سباق الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت بمنزلة ثورة في مجال تطوير النماذج اللغوية، إذ تسمح هذه التقنية بإنشاء نماذج لغوية كبيرة عالية الجودة بتكلفة أقل، مما يفتح الباب أمام الشركات الناشئة والمطورين المستقلين للمنافسة في سوق كان حكرًا على الشركات العملاقة. ولكن، هل هذا التطور يمثل فرصة ذهبية للجميع، أم أنه يحمل في طياته مخاطر وتحديات جديدة؟
لذلك سنغوص في هذا المقال، في تفاصيل تقنية (التقطير)، لنكتشف كيف تغير قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي، وما الآثار المترتبة على هذا التطور، سواء على الشركات الناشئة، أو الشركات العملاقة، أو مستقبل الذكاء الاصطناعي ككل؟
تقنية التقطير.. مفهوم قديم بتطبيقات حديثة:
يكمن جوهر تقنية التقطير في استخلاص المعرفة من نموذج ذكاء اصطناعي ضخم لتطوير نموذج أصغر يتمتع بقدرات مشابهة ولكن بتكلفة أقل.
ففي هذه العملية، يُستخدم نموذج كبير الحجم، يتميز بقدرات متقدمة في توليد الاستجابات وتحديد مسارات التفكير – يمكن تشبيه بالمُعلِّم – لتدريب نموذج أصغر حجمًا وأقل تعقيدًا – يمكن تشبيه بالطالب – على محاكاة سلوك النموذج الأكبر، إذ يتعلم النموذج الأصغر كيفية توليد استجابات مماثلة واتباع مسارات التفكير نفسها التي يتبعها النموذج الأكبر. ويقلل هذا النهج من الحاجة إلى موارد حوسبة ضخمة، مما يجعل تطوير الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة واقتصادية.
أمثلة على قوة تقنية التقطير:
أثارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة (DeepSeek) ضجة كبيرة في هذا المجال من خلال تطوير نماذج تنافس نماذج (OpenAI) بتكلفة تدريب تقدر بنحو 5 ملايين دولار فقط، وقد تسبب هذا الإنجاز في ظهور حالة من الذعر في سوق الأسهم، وتسبب في خسارة شركة إنفيديا لما يصل إلى 600 مليار دولار من قيمتها السوقية مؤقتًا، بسبب المخاوف من انخفاض الطلب على الرقاقات الإلكترونية، وهو انخفاض لم يتحقق بعد.
وعلى صعيد آخر، نجح فريق من جامعة (كاليفورنيا – بيركلي)، في تدريب نموذجين جديدين بتكلفة تبلغ أقل من 1000 دولار، وفقًا لبحث نُشر في شهر يناير الماضي، وفي مطلع فبراير، نجح باحثون من جامعات ستانفورد وواشنطن ومعهد ألين للذكاء الاصطناعي في تدريب نموذج تفكير عملي بتكلفة أقل بكثير، كما ورد في ورقة بحثية، وقد كانت تقنية التقطير هي العامل المشترك في تحقيق هذه الإنجازات.
دور تقنية التقطير في خفض التكاليف:
تُعدّ تقنية التقطير أداة حيوية للمطورين، إذ يستخدمونها مع تقنية الضبط الدقيق، لتحسين أداء النماذج خلال مرحلة التدريب، ولكن بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالطرق التقليدية.
ويستخدم المطورون هاتين التقنيتين بنحو متكامل لتزويد النماذج بخبرات ومهارات محددة، مما يسمح بإنشاء نماذج متخصصة وفعالة بتكلفة معقولة، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام نموذج عام مثل نموذج (Llama) من ميتا وتقطيره باستخدام نموذج آخر ليصبح خبيرًا في قانون الضرائب الأمريكي.
كما يمكن استخدام نموذج الاستدلال (DeepSeek-R1) لتقطير نموذج (Llama) لتعزيز قدراته الاستدلالية، مما يسمح للنموذج بتوليد إجابات أكثر تفصيلًا وشرح عملية الوصول إليها خطوة بخطوة.
وقد سلطت شركة (SemiAnalysis) في تحليل نشرته في شهر يناير، الضوء على الإمكانات الثورية التي تحملها تقنية (التقطير) في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ أكد المحللون أن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في ورقة نموذج (R1)، هو القدرة على تحويل النماذج الصغيرة غير الاستدلالية إلى نماذج استدلالية من خلال ضبطها بدقة باستخدام مخرجات نموذج استدلالي، ويعني ذلك أن تقنية التقطير لا تقتصر على تقليل حجم النماذج فحسب، بل يمكنها أيضًا تحسين قدراتها الاستدلالية.
وبالإضافة إلى التكلفة المنخفضة، التي تُعدّ ميزة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، أصدرت شركة (DeepSeek) نسخ مقطرة من نماذج مفتوحة المصدر أخرى، باستخدام نموذج الاستدلال R1 كنموذج مُعلِّم.
وتُعدّ نماذج (DeepSeek) الكاملة الحجم، بالإضافة إلى أكبر إصدارات (Llama)، نماذج ضخمة جدًا بحيث لا يمكن تشغيلها إلا في أجهزة متخصصة، وهنا يأتي دور التقطير في حل هذه المشكلة، إذ يتيح إنشاء نماذج أصغر حجمًا وأكثر قابلية للتشغيل في الأجهزة العادية، بما يشمل: الأجهزة المحمولة وأجهزة الحافة.
ومن ثم؛ فقد تمثل الإنجاز الأهم لشركة DeepSeek في اكتشاف أن النماذج المقطرة لم تفقد جودتها مع تصغير حجمها، بل على العكس، فقد تحسن أدائها. ويمثل ذلك نقلة نوعية في مجال تقنية التقطير، إذ يثبت أنه يمكن إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي أصغر حجمًا وأكثر كفاءة دون التضحية بالجودة.
تاريخ تقنية التقطير وتطورها:
تعود جذور تقنية (التقطير) إلى ورقة بحثية نُشرت عام 2015، بتوقيع رواد الذكاء الاصطناعي البارزين في جوجل، جيف دين وجيفري هينتون، بالإضافة إلى أوريول فينيالز، نائب رئيس أبحاث (DeepMind) في جوجل. ومع ذلك، فقد كشف فينيالز حديثًا أن الورقة رُفضت من مؤتمر (NeurIPS) المرموق آنذاك، بسبب عدم تقدير تأثيرها المحتمل في المجال.
Distillation has been on the news (!) due to @deepseek_ai. The paper https://t.co/fRbFdfoHT1 was actually rejected from NeurIPS 2014 due to lack of novelty 🧐 (true-ish), and lack of impact 🙃.
Thanks reviewer#2 (literally), and thanks for @arxiv!@geoffreyhinton @JeffDean pic.twitter.com/TxGqvIw6aa
— Oriol Vinyals (@OriolVinyalsML) February 6, 2025
ولكن اليوم، بعد مرور عقد من الزمن، أصبحت تقنية التقطير في قلب النقاشات الدائرة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.
ويكمن السبب الرئيسي وراء القوة المتزايدة لتقنية التقطير في الوقت الحالي في وفرة وجودة النماذج المفتوحة المصدر التي يمكن استخدامها كنماذج مُعلِّمة. وقد أكدت كيت سول، مديرة الإدارة التقنية لـ LLM) Granite) التابع لشركة IBM، في بودكاست (Mixture of Experts) في شهر يناير الماضي، أن إطلاق شركة (DeepSeek) لنموذج ذي قدرات عالية جدًا، وهو النموذج المفتوح المصدر الأكثر قدرة حتى الآن، بموجب ترخيص MIT، قد أدى إلى تقويض الحواجز التنافسية التي حافظت عليها الشركات الكبرى بإبقاء نماذجها مغلقة.
ويعني ذلك أن إتاحة النماذج القوية المفتوحة المصدر تتيح للمطورين استخدامها لتقطير نماذج أصغر وأكثر كفاءة، مما يقلل من الفجوة بين الشركات الكبرى والشركات الناشئة والمطورين المستقلين.
مزايا وعيوب تقنية التقطير:
تزخر منصات مثل (Hugging Face)، وهي مستودع للنماذج اللغوية الكبيرة، بإصدارات مقطرة من نماذج مفتوحة المصدر شهيرة مثل: (Llama)من شركة ميتا، و(Qwen) من شركة (علي بابا) الصينية.
وتؤكد الإحصائيات هذا التوجه، فمن بين 1.5 مليون نموذج متوفر في منصة (Hugging Face)، يحمل ما يصل إلى 30 ألف نموذج كلمة (تقطير) في الاسم، مما يشير إلى طبيعتها المقطرة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه النماذج المقطرة لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى قائمة أكثر النماذج شعبية في المنصة.
وتُشبه (كيت سول) عملية التقطير بالتسوق في متاجر السلع الرخيصة، إذ تقدم أفضل قيمة مقابل التكلفة، ولكن مع محدودية في الاختيار وبعض العيوب، فتقنية التقطير قد تؤدي إلى تخصص النموذج في مهمة واحدة على حساب أدائه في مهام أخرى.
وقد حاول باحثو آبل تطوير (قانون لقياس التقطير) distillation scaling law، يتيح التنبؤ بأداء نموذج ذكاء اصطناعي مقطر، وذلك بناءً على عوامل مثل: حجم النموذج قيد الإنشاء، وحجم نموذج (المُعلِّم)، وقوة الحوسبة المستخدمة، وتوصلوا إلى أن التقطير قد يتفوق على التعلم الخاضع للإشراف التقليدي في بعض الحالات، ولكن بشرط استخدام نموذج عالي الجودة وأكبر من النموذج الذي يجري تدريبه، مع مراعاة وجود حد أقصى لحجم النموذج الكبير الذي سيستخدم كمُعلِّم للنموذج الأصغر.
ومع ذلك، تظل تقنية التقطير أداة قيمة لتقليل الفجوة بين الأفكار والنماذج الأولية، وتقليل حاجز الدخول إلى مجال تطوير الذكاء الاصطناعي. ويرى خبراء الذكاء الاصطناعي أن هذه التقنية لا تلغي الحاجة إلى النماذج الأساسية الكبيرة والمكلفة، ولكنها تثير تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية للشركات التي تستثمر في بناء هذه النماذج الضخمة.
إستراتيجيات الشركات الكبرى في مواجهة تقنية التقطير:
أكد جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، في تصريح لشبكة CNBC بعد إعلان أحدث أرباح الشركة الفصلية، أن نموذج (DeepSeek R1) يستخدمه كل مطور ذكاء اصطناعي تقريبًا في العالم اليوم لتقطير نماذج جديدة، ويمثل هذا الانتشار الواسع لتقنية التقطير فرصة ضخمة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وبتكلفة أقل.
ومع ذلك، فإن هذه التقنية تواجه معارضة متزايدة بسبب التهديد الذي تشكله للنماذج الضخمة والمكلفة والخاصة، مثل تلك التي تنتجها شركات رائدة مثل: OpenAI و Anthropic.
ويرى جاسبر تشانج، أحد مؤسسي منصة Hyperbolic، أن النماذج التأسيسية (Foundation models) ستتحول تدريجيًا إلى سلع أساسية، مشيرًا إلى أن هناك حدًا للقدرات التي يمكن تحقيقها من خلال النماذج المدربة سابقًا، وأننا نقترب من هذا الحد.
ويقترح تشانج أن الحل الأمثل للشركات الكبرى في مجال النماذج اللغوية الكبيرة هو التركيز في بناء منتجات تحظى بشعبية واسعة بدلًا من التركيز في تطوير النماذج فقط، ويتماشى هذا الرأي مع قرار شركة ميتا بجعل نماذج Llama الخاصة بها مفتوحة المصدر جزئيًا.
بالإضافة إلى ذلك، أشار بعض الخبراء إلى وجود تكتيكات أكثر عدوانية يمكن أن تتخذها الشركات لمواجهة التحديات التي تفرضها تقنية التقطير، وتشمل هذه التكتيكات اتخاذ إجراءات قانونية أو تقنية لتقييد استخدام تقنية التقطير.
فعلى سبيل المثال: يمكن للشركات التي تمتلك نماذج استدلالية أن تحذف أو تقلل من خطوات الاستدلال أو آثار التفكير التي تظهر للمستخدم، لمنع استخدامها في عملية التقطير، وتجدر الإشارة إلى أن شركة (OpenAI) تخفي مسار الاستدلال الكامل في نموذج (o1)، ولكنها أطلقت لاحقًا نسخة أصغر تُسمى (o3-mini) تعرض هذه المعلومات.
وقد صرح ديفيد ساكس، مستشار الرئيس ترامب في مجال العملات المشفرة وسياسات الذكاء الاصطناعي، لقناة فوكس نيوز في شهر يناير الماضي، قائلًا: 'سنشهد خلال الأشهر القادمة محاولات من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة لعرقلة عمليات التقطير'.
ومع ذلك، قد يكون من الصعب احتواء انتشار التقطير في ظل بيئة الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر التي تتسم بالفوضى.
وهذا ما أكدته (كيت سول) قائلة: 'بإمكان أي شخص الدخول إلى منصة (Hugging Face)، والعثور على كميات ضخمة من البيانات المولدة باستخدام نماذج GPT، وقد نُسقت هذه البيانات ونُظمت خصوصًا لأغراض التدريب، وغالبًا ما يجري الحصول عليها دون الحصول على التراخيص اللازمة'. وأكدت أن هذه الممارسة، التي تُعدّ سرًا مكشوفًا، مستمرة منذ مدة طويلة.
ثورة مستمرة:
التقطير ليس مجرد أداة تقنية، بل ثورة تُعيد تعريف تكلفة وإمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، وسواء استمرت في تهديد الشركات الكبيرة أو دفعت الابتكار لآفاق جديدة، فإنها تعيد تشكيل مستقبل الصناعة، إذ ستسمح هذه التقنية بإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وتخصيصًا، وستفتح المجال أمام المزيد من الشركات والمطورين للمشاركة في هذه الصناعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصر.. إطلاق مزايا جديدة للشركات الناشئة وحوافز لرواد الأعمال
مصر.. إطلاق مزايا جديدة للشركات الناشئة وحوافز لرواد الأعمال

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

مصر.. إطلاق مزايا جديدة للشركات الناشئة وحوافز لرواد الأعمال

في ظل التحولات المتسارعة نحو الاقتصاد الرقمي، تواصل مصر خطواتها الطموحة لتعزيز بيئة ريادة الأعمال وخلق مناخ محفز للابتكار التكنولوجي. وبينما تتجه أنظار العالم إلى الشركات الناشئة كمحركات رئيسية للنمو وتوليد فرص العمل، تكثف الحكومة المصرية جهودها لتوفير البنية التحتية والدعم اللازمين لتمكين رواد الأعمال من تحويل أفكارهم إلى قصص نجاح عالمية. وفي هذا السياق، أطلقت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" حزمة جديدة من الحوافز والمزايا غير المسبوقة التي تستهدف الشركات الناشئة في مراحلها الأولى، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنافسية، وتمكين الابتكار، وتحقيق الريادة الإقليمية لمصر في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال. برنامج Start IT وأعلن مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC)، التابع لـ"إيتيدا"، عن إطلاق الدورة الـ47 من برنامج الحاضنات التكنولوجية Start IT، بحزمة موسعة من المزايا والدعم غير المسبوق للشركات الناشئة، في إطار الاستراتيجية الوطنية لدعم الابتكار وتسريع التحول الرقمي. يأتي البرنامج، كأداة فاعلة لتحويل الأفكار التقنية الواعدة إلى شركات قابلة للنمو والتوسع، من خلال تقديم دعم مالي وتقني وإداري يشمل رفع قيمة الدعم النقدي والعيني إلى 480 ألف جنيه مصري، وتوسيع نطاق خدمات الحوسبة السحابية إلى 10 آلاف دولار من Amazon Web Services، ما يمثل قفزة نوعية في فرص نمو الشركات المحتضنة. كما أضاف البرنامج مزايا جديدة عبر منصة "Start IT Perks" التي تقدم خصومات وأدوات مدعومة من شركاء استراتيجيين مثل InterAct و فضلًا عن شراكات فاعلة مع منصات توظيف تقنية مثل Talents Arena وSprints وTechie Matters لتيسير الوصول إلى الكفاءات التكنولوجية، إلى جانب تدريب متخصص في الذكاء الاصطناعي واستشارات فنية تدعم جاهزية الشركات للمنافسة العالمية. دعم المبتكرين ورواد الأعمال وقال المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لـ"إيتيدا"، إن هذه الدورة الجديدة تجسد التزام الهيئة بتوفير منظومة دعم متكاملة للمبتكرين ورواد الأعمال في مصر، إدراكًا لدورهم الحيوي في دفع الاقتصاد الرقمي وتحقيق النمو المستدام. وأضاف الظاهر لـ"العين الإخبارية"، أن الحوافز والمزايا الجديدة التي تم إطلاقها للشركات الناشئة تأتي في إطار الالتزام بتعزيز بيئة ريادة الأعمال في مصر، وتمكين المبتكرين من تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للنمو. وأشار إلى أن إيتيدا ماضية في تنفيذ استراتيجيتها الداعمة لرواد الأعمال، من خلال تطوير مبادرات متكاملة تستجيب لاحتياجات الشركات الناشئة وتواكب المتغيرات التكنولوجية، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال. وأوضح أنه يشترط للقبول في البرنامج أن يقدم المشروع حلًا تقنيًا لمشكلة فعلية، وأن يعتمد على نموذج أولي قابل للتطبيق، كما يُلزم المتقدمون بالتفرغ الكامل للعمل على المشروع، مع استبعاد الطلاب غير المتفرغين أو المشروعات المحتضنة لدى جهات أخرى بالتزامن. ويُعد Start IT من أهم برامج الاحتضان في مصر، إذ يوفر فترة احتضان تمتد لعام كامل داخل أحد مراكز TIEC المنتشرة، ويشمل ذلك مساحات عمل مجهزة، ودعمًا تسويقيًا وفنيًا، واستشارات متخصصة، وبرمجيات وأجهزة، إضافة إلى فرص التشبيك مع مستثمرين وشركاء محتملين. ومنذ تأسيسه في 2010، يواصل مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال جهوده ليكون محركًا رئيسيًا للابتكار، وجسرًا لنقل مصر إلى مصاف الدول الرائدة في التكنولوجيا وريادة الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. aXA6IDgyLjI2LjIyOC45IA== جزيرة ام اند امز GB

كينيا تطلق مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" للتكيف مع آثار تغير المناخ
كينيا تطلق مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" للتكيف مع آثار تغير المناخ

البوابة

timeمنذ 4 ساعات

  • البوابة

كينيا تطلق مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" للتكيف مع آثار تغير المناخ

أطلقت كينيا مبادرة "الإنذار المبكر للجميع"، بهدف تعزيز استعداد البلاد وقدرتها على الصمود في مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ. وذكرت وزارة البيئة وتغير المناخ والغابات الكينية - في صفحتها على موقع "فيسبوك" - أن المبادرة ترتكز على جمع البيانات وتقييم المخاطر، وفهم نقاط الضعف بشكل أفضل؛ وتطوير خدمات رصد المخاطر والإنذار المبكر؛ ونقل المعلومات المتعلقة بالمخاطر إلى السكان المعنيين؛ بالإضافة إلى تعزيز القدرات الوطنية والمجتمعية للتكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف منها. وقالت وزيرة البيئة ديبورا ملونجو باراسا، إن إطلاق المبادرة جاء في الوقت المناسب لضمان حصول كل كيني على المعلومات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب والتي من شأنها إنقاذ الأرواح قبل وقوع الكوارث، مضيفا "نؤكد التزامنا بالشمول والابتكار والتعاون من خلال تخصيص 5% من ميزانية إدارة مخاطر الكوارث الوطنية لتحديث أنظمة الإنذار المبكر". وتشهد كينيا بشكل متزايد كوارث مناخية تؤثر بشكل رئيسي على المجتمعات في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وبحسب مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن الفيضانات التي حدثت في مارس وأبريل ومايو 2024، أثرت على ما يقدر بنحو 410 آلاف شخص، وتسببت في وفاة 315 شخصا، وخلفت خسائر تقدر بنحو 187 مليار شلن كيني (1.4 مليار دولار). وفي محاولة للحد من خسائر الكوارث، أنشأت الدولة الواقعة في شرق أفريقيا خارطة طريق للعمل الاستباقي 2024-2029، وتتعاون مع مؤسسات بما في ذلك مركز التنبؤ بالمناخ وتطبيقاته التابع للهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد). ورغم التقدم المحرز في أنظمة الإنذار المبكر وجمع البيانات، فإن التحدي الآن يتمثل في تحويل هذه البيانات إلى إجراءات حيوية. يذكر أنه تم إطلاق مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" عالميًا من قبل الأمم المتحدة وشركائها في عام 2022، لضمان حماية كل شخص على وجه الأرض بحلول عام 2027 من خلال أنظمة الإنذار المبكر بالكوارث.

«ستارغيت الإمارات».. تحالف تكنولوجي عالمي ينطلق من أبوظبي
«ستارغيت الإمارات».. تحالف تكنولوجي عالمي ينطلق من أبوظبي

صحيفة الخليج

timeمنذ 21 ساعات

  • صحيفة الخليج

«ستارغيت الإمارات».. تحالف تكنولوجي عالمي ينطلق من أبوظبي

أعلنت شركة «جي 42»، و«أوبن إيه آي»، و«أوراكل»، و«إنفيديا»، و«سوفت بنك غروب»، و«سيسكو» عن شراكة استراتيجية لإطلاق «ستارغيت الإمارات»؛ وهو مشروع متقدم للبنية التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي، سيتم تدشينه ضمن مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي الجديد، الذي تبلغ سعته 5 غيغاواط، ويقع في أبوظبي. ويأتي هذا الإعلان كخطوة تاريخية تُجسّد آفاقاً جديدة للتعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي. سيتم بناء «ستارغيت الإمارات»، وهو مجمع حوسبة ضخم بقدرة 1 غيغاواط، من قبل «جي 42»، وتشغيله من قبل «أوبن إيه آي» و«أوراكل». تحالف مدعوم كما سيتضمن التحالف دعماً من كل من «سوفت بنك قروب»، و«سيسكو»، التي ستقوم بتقديم تقنياتها للربط الشبكي الآمن، والقائم على إطار حماية أمني متقدّم ومتطور، إضافة إلى شركة «إنفيديا»، التي ستزوّد المشروع بأحدث أنظمة المسرعات من فئة «جي بي 300»، وسيوفّر هذا المجمّع بنية تحتية فائقة الأداء، وقدرات حوسبة على المستوى الوطني، واستجابة سريعة تتيح للذكاء الاصطناعي مواكبة تطلعات عالم أكثر ذكاءً. ومن المتوقع أن يدخل أول مجمع حوسبة بقدرة 200 ميغاواط حيز التشغيل في عام 2026. تدشين المجمّع كان تم الإعلان عن تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي، الذي سيضم مشروع «ستارغيت الإمارات»، الأسبوع الماضي في أبوظبي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويأتي هذا المشروع، في إطار التعاون الجديد الذي يربط بين حكومتي دولة الإمارات والولايات المتحدة، تحت مظلة «شراكة تسريع التكنولوجيا بين الإمارات والولايات المتحدة»، الهادفة إلى تعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، بما يضمن تطوير حلول ذكاء اصطناعي آمنة ومسؤولة تحقق فوائد مستدامة للبشرية. وفي إطار هذه الشراكة، ستوسّع الجهات الإماراتية أيضاً، استثماراتها في البنية التحتية الرقمية داخل الولايات المتحدة، في مشاريع مثل «ستارغيت أمريكا» انسجاماً مع سياسة «الاستثمار في أمريكا أولاً» التي أُعلن عنها مؤخراً. بنية تحتية يمتد مجمّع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الإماراتي–الأمريكي على مساحة تقارب 20 كيلومتراً مربعاً في أبوظبي، ليُصبح بذلك أكبر مشروع من نوعه خارج الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يوفّر قدرة حوسبية تصل إلى 5 غيغاواط، وموارد إقليمية للحوسبة، تخدم دول الجنوب العالمي. وسيعتمد تشغيل المجمّع على مزيج من مصادر الطاقة النووية، والطاقة الشمسية، والغاز الطبيعي لتقليل الانبعاثات الكربونية، كما سيضم مركزاً علمياً لتعزيز الابتكار، وتطوير الكفاءات، ودعم استدامة البنية التحتية الرقمية. مسار شراكة قال بينغ تشياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: «يشكّل إطلاق المجمع خطوة مهمة في مسار الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وبصفتنا شريكاً مؤسّساً، نفخر بالعمل إلى جانب مؤسسات تشاركنا في النهج والرؤية في مجال الابتكار المسؤول، والتقدّم العالمي الهادف. ويقوم هذا المشروع على الثقة والطموح المشترك، لنقل فوائد ومزايا الذكاء الاصطناعي إلى اقتصادات ومجتمعات وشعوب العالم». رؤية طموحة قال سام ألتمان، الشريك المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»: «من خلال تطوير أول منشأة مثل «ستارغيت»، خارج الولايات المتحدة هنا في الإمارات، فنحن نُحوّل رؤية طموحة إلى واقع ملموس. هذا هو الإنجاز الأول ضمن مشروع «أوبن ايه آي» للعالم، والذي يهدف إلى التعاون مع الشركاء لتطوير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي حول العالم. وتُعد هذه الخطوة مهمة، لضمان أن تصل مزايا وفوائد الابتكارات العصري مثل العلاجات الأكثر أماناً، ووسائل تعليمية مخصصة، وصولاً إلى حلول طاقة حديثة، جميع دول العالم». قال لاري إليسون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في «أوراكل»: «يقدّم مشروع «ستارغيت» تكاملاً فريداً بين حوسبة «أوراكل» المُحسّنة للذكاء الاصطناعي، وبنية تحتية سيادية على مستوى الدول. وسيمكن هذا المشروع الرائد الجهات الحكومية وقطاعات الأعمال في دولة الإمارات من ربط بياناتها بأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية. ويُرسي هذا الإنجاز معياراً جديداً للسيادة الرقمية». تشكيل مستقبل قال جنسن هوانغ، المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»: «يُعد الذكاء الاصطناعي القوة التحويلية الأبرز في عصرنا. ومن خلال «ستارغيت الإمارات»، نشيد البنية التحتية التي ستمكّن الإمارات من تجسيد رؤيتها الطموحة، وتمكين شعبها، ودفع اقتصادها، وتشكيل مستقبلها». ثورة معلوماتية قال ماسايوشي سون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «سوفت بنك»: «عندما كشفنا عن «ستارغيت» في الولايات المتحدة، بالتعاون مع «أوبن إيه آي» و«أوراكل»، وضعنا حجر الأساس للثورة المعلوماتية المقبلة. واليوم، تصبح الإمارات أول دولة خارج أمريكا تعتمد هذه المنصة السيادية للذكاء الاصطناعي، ما يُجسد الطابع العالمي لهذه الرؤية. وتفخر «سوفت بنك» بدعم قفزة الإمارات المستقبلية، فالاستثمارات الجريئة، والشراكات الموثوقة، والطموح الوطني، تصنع عالماً أكثر ترابطاً وسعادة وتمكيناً». اختتم تشاك روبينز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «سيسكو» قائلاً: «نفخر بالمساهمة في «ستارغيت الإمارات»، لدفع عجلة الابتكار الحيوي في مجال الذكاء الاصطناعي داخل الدولة وعلى مستوى العالم. ومن خلال توفير بنية تحتية شبكية مؤمّنة ومعدّة للذكاء الاصطناعي، نُسهم في بناء شبكات ذكية وموفّرة للطاقة، تُحوّل الذكاء إلى أثر ملموس على نطاق عالمي». يمثّل مشروع «ستارغيت الإمارات» قاعدة موثوقة، قابلة للتوسّع لبناء منظومة شاملة للذكاء الاصطناعي، تسهم في تسريع وتيرة الاكتشاف العلمية وتُحفّيز الابتكار عبر قطاعات استراتيجية مثل الرعاية الصحية، والطاقة، والخدمات المالية، والنقل، بما يعزز النمو الاقتصادي ويدعم مسيرة التنمية الوطنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store