logo
بيتُ الشعر في الشارقة قصيدةٌ عربية مكتملة البهاء

بيتُ الشعر في الشارقة قصيدةٌ عربية مكتملة البهاء

وطنا نيوزمنذ 3 أيام
وطنا اليوم-أ.د. خليل الرفوع- بحكمةِ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكمُ الشارقة وحكيمُها أنشِئَ بيتُ الشعر بدائرة الثقافة في رحاب إمارة الشارقة العاصمة الدائمة للعلم والأدب والفكر، ومن رؤية سموه يتجدد بيت الشعر تألقًا ليظللَ الشعراءَ بغيمة البيان ونَدى الجمال، ومن سحائب فكر سموه ورؤيته في عظمة اللغة العربية انطلق القائمون على بيت الشعر ليؤسسوا قواعَد بيانيةً راسخةً في فجر العربية، وتاريخ الشعر، وسحر الكلمة، ليكونَ من ثمة البناءُ مكتملَ البهاء أناقةً كما هي الشارقة في روحها وجمالها.
إن ما يقوم به بيت الشعر هو تنشيطُ جمالِ حركيةِ الكلمة الشعرية، والفعل الثقافي، وإبراز صوت القصيدة في عالم تحيكُ خيوطَه عولمةُ المادة المتحجرة، بيتُ الشعر رافدٌ جمالي في مشروع الشارقة الثقافي، ففيه أمسيات أسبوعية تنشر شذى القصيدة ونداها في وجدان الحضور، وفيه: تعقد ندوات فكرية نقدية، وتمنح جوائز ثقافية، وتلقى محاضرات لتطوير مواهب المبدعين، وتعطى دورات في تعلم العروض، وتُحَّكمُ وتطبع دواوين الشعراء والمجلات الثقافية، وغير ذلك من مبادرات ومشاريع وإصدارات، وتبقى أمسية الثلاثاء في كل أسبوع منذ افتتاح بيت الشعر الأكثر تألقًا في البوح البياني، وفيها قصائد تلقى على ألسنة شعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي وغيره من الأوطان أمامَ حضور يحرص على الاستماع والاستمتاع والتأمل.
من بيت شعر الشارقة انطلقت بيوت الشعر العربية لتمتد على مساحة الوطن؛ لتنشر أصالة القصيدة في روح الأمة من المفرق في الأردن حتى نواكشط في موريتانيا، مرورًا بعَمَّان والأقصر والقيروان والخرطوم ومراكش وتطوان، وهي مدن بفعل الحراك الشعري أضحت مناراتٍ يهتدي بها وإليها الشعراء وعشاق البيان، وعلى منصاتها تُلقى أجمل القصائد لعلها تعيد وحدة الأمة بالكلمة تحت غيمة القصيدة وأحرفها الندية.
ولسمو الشيح الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي الثقافة ومفجر ينابعها رأيٌ في دلالة معنى الشعر، وهو العلم، إذ كان العرب منذ بدايات القصيدة الأولى به يتواصلون وينشرون أخبارهم وفلسفتهم الوجودية، وهو رأي آتٍ من موسوعة تاريخية أدبية عروبية يمثلها سموه، وقد رُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: ' كان الشعرُ علمَ قومٍ لم يكن لهم علمٌ أصحُّ منه'، وقال الناقد الكبير محمد بن سلام الجُمحي:' كان الشعرُ في الجاهلية عند العرب ديوانَ علمهِم ومنتهى حِكمهم به، به يأخذون وإليه يصيرون'، هكذا فُهِمَ الشعرُ منذ عتباتِ القصيدة الأولى، فبالشعر يعلمُ الناسُ أخبارَ الآخرين ومعارفَهم ومشاعرَهم، وبذا فهو تعبير عن وجدان الأمة ووقع الوجود عليها؛ ولذا قيل عن الشعر: إنه ديوان العرب، وهل بغير الشعر عرفنا أخبارَ العرب وأنماطَ حياتهم وقيمَهم وأخلاقَهم، وعلاقاتِهم مع الأمم المجاورة، وكيف يفكرون ويعشقون ويكرهون، نعم إنه علمُ قوم لم يكن لهم علم أصح منه.
كان للعرب أسواقٌ أدبية في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور، وفي رأيي أن المقاربة بين أسواق العرب قديمًا وبين بيت شعر الشارقة وبيوت الشعر في المدن العربية في هذا الزمن غير دقيقة؛ فلا يمكن تشبيهها بتلك الأسواق القديمة لسبب واضح دالٍّ:
كان في كل زمن قديم سوق مرتبطة بالتجارة وبمواسم الحج، فكانت في العصر الجاهلي سوق عُكاظ جنوب مكة، تعقد قبيل أيام الحج، وفي ذات الزمن كان الشعر يلقى في مضارب القبيلة، وفي بلاط الحِيرة حيث المناذرة في العراق، وخيام جِلَّق والجَابية حيث الغساسنة في بلاد الشام، والغريب أنه لم يظهر من هاتين المملكتين إلا شاعر واحد في الحيرة هو عدي بن زيد العبادي التميمي، وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كان الشعر يلقى في المساجد أو في ساحات الفتح بلا مواسم محددة، وفي العصر الأموي كان يلقى في سوق المِرْبَد في البصرة، وفي سوق كُنَاسة في الكوفة حيث شعراء النقائض يفتخرون بعصبية قبلية طبعت هاتين المدينتين بطوابعهما، وهما أقرب إلى ما نسميه في أيامنا المسرح، يتوافد إليهما الجماهير للتسلية وليستمعوا إلى آخر ما قاله جرير والفرزدق وقليل من الشعراء الآخرين، كما كان الشعر يلقى في بلاط الخلافة في دمشق، وبعدها في بلاط الدولة العباسية والفاطمية والحمدانية والزنكية والأيوبية، وأغلب ذلك الشعر طبع بالمدح وهجاء الخصوم، لقد كان لتلك الأسواق القديمة دور طليعي في تأسيس الفكر العربي والأسلوب اللغوي، لكنها لم تك ذات أثر في نشر القصيدة بين العرب على امتدادهم الأفقي. وقد أقبل الناس على حفظ الشعر بفعل الرواة وصفاء الذهن، وانتشار العربية الفصيحة بين العرب، ولم يكن لهم غير الشعر وسيلة للهو أو الترفيه.
فالمقاربة بين بيت الشعر في الشارقة وما تولد عنه من بيوت شعر عربية وبين الأسواق الأدبية قديمًا مقاربة توضيحية لكنها غير صحيحة؛ لأن ما تقوم به بيوت الشعر العربية من جهد معرفي تعليمي في نشر الشعر زمن تهلهل الذائقة الأدبية، ورعاية المواهب أضعاف ما قامت به الأسواق قديمًا، ويكفي الإشارة إلى عقد الأمسيات الشعرية أسبوعيًّا لشعراء من أقطار متباعدة، وكذلك الحضور من دول عربية مختلفة جمعتهم العروبة وجمال القصيدة، ولعل حضورًا لأية أمسية من أمسيات الثلاثاء الساعة التاسعة في بيت شعر الشارقة يكشف عن صحة ما نقول، هذا ما تنهض به دائرة الثقافة في الشارقة بجهد مديرها المبدع الأستاذ عبدالله بن محمد العويس والمتابعة الدائبة من صديق الشعر ومؤصِّل رواقه الشاعر محمد البريكي.
وبعدُ،
فلبيت الشعر في الشارقة وما تولد عنه من بيوت شعرية تقديرٌ فائق لما يوليه من رعاية للشعر والشعراء على امتداد مساحات الوطن العربي، وهو منصة للإبداع والعلم والفكر وضبط جودة القصيدة؛ لأنها ستنشد في جمهورٍ محبٍّ لجمالية صورة الكلمة، وتلقى أمام متابعي الحراك الشعري تدبرًا وتأملًا وتأثرًا ونقدًا، وإزاء ذلك فالمؤمّل من مبدعي القصيدة عدمُ التركيز على الصورة الفنية وحسب، بل إعطاء إيحائية اللغة وانزياحات الأسلوب ومموسقة النص ألقاءً بيانيًا، وما يدفع أي نص للخلود هو: الجمع الجمالي بين فتنة اللغة وتجديد الصورة وتنغيم الإيقاع معًا، لعل تأثيرًا في بنية العقل العربي تُحدِثُه القصيدة العربية المعاصرة.
الجامعة القاسمية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رجا طلب يكتب: زياد الرحباني .. " الصعلكة الراقية " !!
رجا طلب يكتب: زياد الرحباني .. " الصعلكة الراقية " !!

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • سرايا الإخبارية

رجا طلب يكتب: زياد الرحباني .. " الصعلكة الراقية " !!

بقلم : كنت اتمنى ان التقيه واجرى معه حوارا صحفيا ليس من اجل الحصول على تصريحات ومواقف مثيرة وجدلية، فهو حالة جدلية بحد ذاته، ولكن لاسجل في سجلي المهني كصحافي وكاتب اني التقيت به وحاورته واستمتعت بفن محاورته، فالحوار مع زياد الرحباني يحتاج لمهارات خاصة تتجاوز طرح الاسئلة وانتظار الاجابات، ومنذ اعلان وفاته تابعت العديد من اللقاءات التى اجريت معه وكنت في الاغلب اشفق على محاوريه الذين كانوا يقفون عاجزين عن فهم اجوبته او مستسلمين لما يطلقه من كلام عميق مغلف بالسخرية القاتلة او تنتابهم حالة من الدهشة والتسمر امام معلومات وتصريحات صادمة جريئة لا يقوى على النطق بها او سردها الا شخصية واثقة من نفسها لديها فائض من الثورية تمكنها من "الطخطخة" في كل الاتجاهات. لتلك الاسباب اخترت عنوان هذا المقال كتوطئة لرسم صورة قلمية عن زياد الشنفرى او عروة بن الورد"اللبناني"، فالصعاليك في زمن ما قبل الاسلام كانوا "نوابغ" وشعراء لا مثيل لهم في زمن كانت فيه اللغة العربية هي قوة العرب الاساسية التى ميزتهم عن بقية الامم ولذلك تحدانا الله باللغة العربية منزلا اعجازه "القران" على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. لا اعلم ان كنت اضيف شيئا جديدا عن زياد الرحباني وعبقريته في هذا المقال ام لا؟، فهو بحاجة لدراسة معمعقة، فزياد الرحباني الذي عاش 69 عاما، خرج من هذه الحياة منتصرا رغم حجم الالم الذي اختاره هو لنفسه في تحد للذات قل نظيره، نجح في هذا التحدي بانتاج حالة من "الصعلكة الراقية" بلا ابتذال او رخص او همجية او ابتزاز كما هو حال بعض النخب الفنية والصحافية في عالمنا، كان مؤمنا بالانسان وكرامته فاختار العيش بين الناس والبسطاء وعمل على الانغماس بهمومهم، وهو امر لم يفتعله زياد الرحباني بل مارسه بمنتهى التلقائية والعفوية، ولذلك وعندما نستمع للالحان التى لحنها والكلمات التى كتبها سنجدها كلها جاءت من الواقع ومن حياة الناس ومعاناتهم، لم يكن زياد يجيد تنميق الكلام او العيش المترف رغم ما تمتع به من حضور فني وموسيقى وشعري، ولهذا فقد كان زياد الرحباني هو زياد الرحباني وليس ابن فيروز او عاصى الرحباني، عاش ومات وهو يتكئ على ابداعه وفنه وقلمه، واعتقد وانا لست ناقدا فنيا او موسيقيا ان المقطوعة التى عزفها زياد الرحباني على مسرح البيكاديلي عام 1975 في بدايات الحرب الاهلية اللبنانية كمقدمة لمسرحية "ميس الريم" يجب ان تصنف كمقطوعة عالمية تضاهي مقطوعات موزارت وبيتهوفن "وانصح القارئ الكريم بالاستماع اليها. يغادر زياد الرحباني الحياة وفي رصيده الفني – الانساني 100 اغنية مغناة وكان نصيب الاسد منها لوالدته "الايقونة" فيروز الذي لم يكن يناديها الا باسمها "فيروز"، و11 مسرحية شارك فيها اما تمثيلا او تاليفا او اخراجا وتوزعت بين السخرية "المحزنة" والسياسية الناقدة او الاجتماعية التى تفجر الم الناس وقضاياهم. اهم ما يميز "صعلكة زياد الراقية" انه لم يسع الى المال كهدف او حتى الشهرة، احب حريته وحرية الناس، ومات وهو يعرف مرضه ورفض العلاج رغم توفر المتبرع المالي والمتبرع "بالكبد" وذلك لانه كان مؤمنا بالله وقدره. كانت لحظة وفاة زياد الرحباني اشبه بانفجار قنبلة منسية من حروب قديمة، انفجرت في وجوهنا جميعا لتقول لنا انتبهوا كم هو حجم الفقد وبشاعته، وان بساطة وتواضع زياد الرحباني في كل شيء لا تعني الاعتياد على غيابه او تقبل هذا الغياب، فهناك نجم قد افل، وهناك فراغ قادم قاتل قد يفترس ما تبقى في قلوبنا من تحد وحب للحياة كان زياد احد مباهجها. التقط الكثيرون لحظة وداع زياد ليكونوا داخل ذلك المشهد "الدرامي" الذي جمع الحزن الحقيقي ببعض الدمع المصطنع بدافع الظهور الفاضح للبعض، ونجح زياد وهو في تابوته في ان يكشف لنا الصادق من الكاذب وكانه يقول لنا مازالت اواصل مهمتي. كان نجاح زياد الثوري يتمثل في (الفشل في مجاملة الطبقة السياسية، والفشل في الانخراط في مجتمع كاذب ومنافق، اما الفشل الاهم والاخطر كان في علاقته مع المرأة) وهذه واحدة من سمات العباقرة.

دانييلا رحمة تضع نيقولا معوض في موقف محرج (فيديو)
دانييلا رحمة تضع نيقولا معوض في موقف محرج (فيديو)

الوكيل

timeمنذ 4 ساعات

  • الوكيل

دانييلا رحمة تضع نيقولا معوض في موقف محرج (فيديو)

الوكيل الإخباري- شهدت فعاليات مهرجان "بياف 2025"، الذي أُقيم مساء الأحد في ساحة النجمة وسط بيروت، لحظة لافتة أثارت جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل، بطلتها الفنانة اللبنانية دانييلا رحمة، التي تجاهلت على المسرح تهنئة زميلها الفنان نيقولا معوض خلال تكريمها. اضافة اعلان وأثناء تقديم الجائزة، توجّه معوض، مقدم الحفل، إلى دانييلا رحمة بالقول: "مبروك الجائزة، ومبروك الخبر السعيد أيضًا اللي شفناه كلنا على السوشال ميديا." لترد عليه دانييلا بسخرية: "إني تزوجت؟ كتير مأخر يا نيقولا"، في محاولة واضحة لتفادي الحديث، إلا أن معوض تابع قائلاً: "لا، شيء آخر غير الزواج! سلمي على ناصيف، وإن شاء الله يارب يظل بيتكم عامرًا بالفرح والصحة." ورغم ابتسامتها أمام الحضور وعدسات الكاميرا، تجاهلت دانييلا تمامًا التعليق على التلميح المتعلق بحملها، وهو ما فُسّر من قِبل البعض كرسالة ضمنية برغبتها في إبقاء حياتها الخاصة بعيدًا عن الأضواء. وقد انتشر مقطع الفيديو عبر وسائل التواصل، مثيرًا موجة من التفاعلات بين مؤيدين لتصرّفها بوصفه "حفاظًا على خصوصيتها"، ومنتقدين اعتبروه "ردًا جافًا" في مناسبة احتفالية علنية. يُشار إلى أن العلاقة بين دانييلا رحمة والفنان ناصيف زيتون لطالما كانت محط أنظار المتابعين، وسط تكهنات مستمرة حول ارتباطهما، رغم تحفظ الطرفين عن تأكيد أو نفي التفاصيل. ارم نيوز

المسار (القيمة والأثر)
المسار (القيمة والأثر)

عمون

timeمنذ يوم واحد

  • عمون

المسار (القيمة والأثر)

ابتداءً فإن منح الأستاذ الدكتور تركي عبيدات ثقته لي بتحرير محتوى كتابه القيّم والذي عنونه بـ (المسار) وإخراجها بكتاب يضم سيرته الوضّاءة وبكل ما تحفل به من صور ومشاهد وذكريات وانجازات، أمر يعتبر في سياقه الشخصي، شرف عظيم وإضافة نوعية على طريق ما بدأت به قبل سنوات، حين عكفت على خوض غِمار تجربة توثيق سير حياة ثُلّة من رجالات الدولة عبر مراحل زمنية متعاقبة من تاريخها المجيد، ولكنه في إطاره العام كان تكليفًا كبيرًا وضعني أمام مسؤولية عظيمة تبينت لي عقب أول لقاء جمعني بالرجل في الثامن عشر من كانون الأول لسنة 2021، ولعلي كنت أبدو أمامه مترددًا من المضي في التجربة إذ عرفت أن في (مساره) الكثير مما سيكتبه والذي جزمت حينها أن فيه ما "ينفعُ الناسَ ويمكثُ في الأرضِ"، وهكذا كانت الحقيقة التي وقفت عليها في عجالة إن حياة هذا الأردني النبيل وابن العبيدات الأصيل هي شريطٌ بانورامي يتفرّع منه قلبٌ خافقٌ وعرقٌ نابضٌ بمحبةِ وطنه وأبنائه، وضميرٌ مُشبعٌ بالحقّ والحقيقةِ، وكأنّي به يناجي ربّ العزة بقوله تعالى: "وقلْ ربّي أدخلني مُدخل صِدق وأخرجني مُخرج صدق واجعلْ لي من لدنكَ سلطانًا نصيرا" (الإسراء :80"). خرج المسار إلى النور في الحادي والعشرين من تموز من العام الجاري 2025، في حفل إشهار مهيب أمّه نخبة واسعة من رجالات الدولة من السياسيين والأكاديميين والإعلاميين ووجوه ناظرة تمثّل فئات من عشائر أردنية من مختلف مناطق المملكة، التقت على محبة واحترام الدكتور تركي عبيدات الذي ظلّ على امتداد عقود مسيرته العملية وحضوره الاجتماعي متمسكًا بكل ما عرفه الناس عنه من التزام بقيمٍ ومُثل ومبادئ شكلت معينًا خصبًا وموردًا عذبًا كانت هي المكوّنات التي دخل من خلالها إلى قلوب عامة الناس وخاصتهم، وعندما وجّه إليهم دعوته الكريمة لحضور الحفل البهي ما كان منهم إلا لبّوا الدعوة محبة واعتزازًا بعلاقة وثيقة ارتبطوا فيها بالدكتور عبيدات في نسيج متراص هو خير ما نفخر به في أردننا الحبيب على هيئة وحدة وطنية عزّ نظيرها في بلاد غير بلادنا. انتهى الاحتفال، ولم تنتهي الإشادات بالكتاب، ولو أنني على المستوى الشخصي لم أُفاجأ بالكتابات والتحليلات التي تناول كاتبوها (المسار) كلٌّ من وجهة نظره، لأنني الأعرف والأكثر اطلاعًا على المضمون الراقي والمحتوى المتميز بين طياته بكل ما جادت به ذاكرة الدكتور تركي من مشاهد وصور وأحداث أتى عليها وكأنها قد وقعت للتوّ ولم يمضي عليها زمنًا طويلًا، مما يجيز القول أن كتابه كان شهادة حيّة على العصر وعلى حقب عديدة مرّت بها دولتنا الأردنية التي رأى أنها كانت قادرة على تجاوزها في كل مرحلة بهمّة قيادة هاشمية وعزيمة شعب وإيمانه بوطنه وبالرسالة التي استودعها الله في عنق الهاشميين، وهكذا يقدم المسار توثيقًا حقيقيًا أظنّ ومعي الكثيرين أننا بأمس الحاجة إليه في هذه الآونة التي يزداد فيها افتراء المتقولين والمشككين بمواقف المملكة، وعليه فإن ما جاء بالكتاب كان جديرًا بالاهتمام من كل زاوية، وحسبي بأبي قصي فهمًا وثقافة عندما أشار إلى عمق رسالة الأستاذ الجامعي المناط به الأخذ بيد شبابنا للطريق السوي الذي ينأى بهم عما يواجههم من تيارات هدّامة يحاول أصحابها التأثير على عقول الناشئة وإفراغها من كل ما هو مفيد ونافع لهم. في المسار تجربة وملاحظة وفكر وكينونة شاملة، وهو عبارة عن مذكرات وسيرة حياة كما اعتقد الدكتور تركي عبيدات ورأى أنه عاشها هو، وهكذا بدا المسار كقصة أو رواية ممتعة من نوع خاص عبّر فيها عن تجربته، فجاءت دقيقة كحدّ السيف بكل ما يجسده من ارتقاء وأفق وأمل. مطالعة كتاب المسار وقراءته بعناية مسألة جادة تستحق التأمّل، لأخذ العبرة والفائدة وللوقوف على سيرة إنسان لم يولد وفي فمه ملعقة لا من ذهب ولا من فضة بقدر ما كانت العصامية سلاحه، ونظرته إلى مستقبل علمي وعملي باهر، هاجسه، وفي كل فصل من الفصول التسعة "فاكهة" من نوع خاص يتلذذ بها القارئ مع فنجان قهوة أكان احتساه في الصباح أو في المساء، وفي كل سطر حكاية وفي كل صفحة رواية، ويبقى التأكيد على ما يلمسه المتتبع لموضوعات الكتاب إن الدكتور تركي عبيدات رجل منتمي إلى وطنه ويحب قيادته الهاشمية لكن الانتماء والولاء بنظره أمر مقترن بالعمل وبعيدًا عن كل البعد عن الشعارات الفارغة والكلمات الرنانة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store