logo
غروب الإمبراطورية الأمريكية!

غروب الإمبراطورية الأمريكية!

مصرس٢٣-٠٢-٢٠٢٥

مستقبل الولايات المتحدة شأن دولى بقدر الأدوار التى تلعبها فى تقرير مصائر العالم. هذه حقيقة يصعب إنكارها.
لكنها ليست اللاعب الوحيد، ولا كلمة رئيسها لا ترد. هذه حقيقة أخرى.بعد نهاية الحرب الباردة جرت مراجعات واسعة حول طبيعة وأسس النظام الدولى، ودواعى القلق من أن تنفرد دولة واحدة بمقاديره. إلى أى حد يحتمل العالم، والولايات المتحدة نفسها، زوابع «ترامب» السياسية مع حلفائه قبل خصومه؟!بأزمتى غزة وأوكرانيا، ناقضت تصريحاته وتصرفاته قواعد القانون الدولى، فى الأولى بتبنى «التطهير العرقى».. واصطدمت فى الثانية بأسس وجذور التحالف الغربى، الذى تقوده بلا منازع منذ الحرب العالمية الثانية.استدعت دعوته العنصرية إلى إخلاء غزة من أهلها ردة فعل عربية ترفض التهجير القسرى. كما استدعت إدارته شبه العشوائية للأزمة الأوكرانية ردة فعل أوروبية جماعية تدعو إلى منظور جديد لأمن القارة بعيدا عن الولايات المتحدة.قبل ثلاث سنوات نشبت الحرب الأوكرانية بذريعة حماية الأمن الروسى من أن يتمركز حلف «الناتو» بجوارها. بالنسبة للرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» كان التدخل العسكرى محتما، لكنه استخدم لإحكام الحصار على موسكو.استندت ذريعته على خرق الولايات المتحدة لوعد قطعته على نفسها عام (1990)، عدم نشر صواريخ «الناتو» على الحدود الروسية مقابل موافقة موسكو على توحيد الألمانيتين.إثر التدخل الروسى تعرضت موسكو لحرب استنزاف طويلة، فرضت عليها عقوبات قاسية أنهكت اقتصادها، تراجعت أدوارها الدولية إلى حدود غير مسبوقة، لكنها صمدت فى ميادين القتال بمواجهة حلف «الناتو» وضمت أراضى جديدة.لم تعد اعتبارات الأمن الروسى وحدها موضوع الحرب، أصبح التنازع على الأرض عنوانا رئيسيا، لكل طرف أسبابه وحيثياته فى طلب ضم مناطق معينة إليه.توحدت أوروبا وراء إدارة الرئيس الأمريكى السابق «جو بايدن» باسم الدفاع عن وحدة الأراضى الأوكرانية ودرء «الخطر الروسى» على سلامة دولها.إثر صعود «ترامب» بدأت مستجدات السياسات تهدد الأمن الأوروبى نفسه، الذى بات يفتقد لأول مرة منذ ثمانين سنة للغطاء العسكرى الأمريكى.ارتفعت فى مراكز القرار الأوروبى دعوات لبناء جيش أوروبى للدفاع عن أمن القارة دون حاجة إلى الولايات المتحدة. جرى بالوقت نفسه نوع من التأهب لإعادة صياغة حلف «الناتو» وتوفير احتياجاته ومتطلباته إذا ما أخلت الولايات المتحدة بالتزاماتها المالية والتسليحية.طرحت فكرة نشر (30) ألف جندى أوروبى فى أوكرانيا. كان ذلك تحديا ل«ترامب» وإزعاجا ل«بوتين».إذا تفاقمت الأزمة الأوروبية الأمريكية قد تجد واشنطن نفسها منعزلة ووحيدة خلف المحيط وينهار بالوقت نفسه ما تبقى من عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.عندما انهار الاتحاد السوفييتى وتفككت ما كان يطلق عليها المنظومة الاشتراكية وحل حلف «وارسو» بقوة الأمر الواقع انتهى النصف الأول من معادلات ما بعد الحرب. ربما نكون الآن أمام احتمال انهيار النصف الثانى، الذى قادته الولايات المتحدة بمفردها. هذا أخطر تهديد لجذور ومرتكزات القوة الإمبراطورية الأمريكية.كانت القوة العسكرية ركيزة أولى تأكدت ضروراتها أمام العالم الغربى فى الحرب العالمية الثانية. وكانت الوفرة المالية ركيزة ثانية مكنتها من المساعدة فى إعادة إعمار أوروبا، خاصة ألمانيا، كما ساعدتها فى تمويل المنظمات الدولية، لم يكن ذلك تبرعا مجانيا بقدر ما كان تسويغا للعب أدوار قيادية تطلبها وتقدر على تكاليفها بنفس الوقت. وكانت قوة الصورة ركيزة ثالثة فى تثبيت أركان الإمبراطورية.بدت هوليوود ومساحة الحريات العامة الصحفية الإعلامية الواسعة عاملين جوهريين فى بناء ما أطلق عليه لسنوات طويلة «الحلم الأمريكى». أخطر ما تنطوى عليه زوابع «ترامب» تبديد الحلم القديم نهائيا وإحالته إلى كابوس مقيم.قبل صعود «ترامب» إلى البيت الأبيض مجددا تعهد بإنهاء الأزمة مع روسيا، دون أن تكون لديه خطة واضحة متماسكة للخروج من المستنقع الأوكرانى.لم يكن ذلك التوجه بذاته مقلقا للأوروبيين. ما يستدعى القلق انفراده بالتصرف بأدق قضايا الأمن الأوروبى دون مراجعتهم، أو استشارتهم ولا وضع أوكرانيا نفسها فى صورة تفكيره.بتعبير الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون»: «إننا نطلب وقف إطلاق نار، لكن ليس على حساب وحدة الأراضى الأوكرانية، ذلك سوف يكون استسلاما».يدرك «بوتين» أن الطريقة التى يدير بها «ترامب» المحادثات بعيدا عن الأوروبيين لا تجعل من الممكن إحراز أى سلام مستقر.شجع الأوروبيون الرئيس الأوكرانى «فولوديمير زيلينسكى» على تحدى «ترامب»، الذى يمعن فى تعمد إهانته بوصفه «الديكتاتور»، الذى يفتقد إلى الشعبية والشرعية.فى البداية أبدى «زيلينسكى» نوعا من الاستعداد لقبول ما يملى عليه، ثم بدأ يعبر عن درجة من التململ قبل أن يعلو صوته معارضا: «لن نذعن».. «إننا نرفض منح أمريكا نصف معادننا النادرة» تعويضا عن خسائرها المالية فى الحرب على ما يطالب «ترامب».مشكلة «ترامب» أنه يتصرف، كما لو أنه ملك على العالم كله، لا أوروبا فقط. يصدق تصوراته عن نفسه، ويروجها فى الإعلام، مستهينا بالحلفاء الإقليميين والدوليين حتى وجد الحليف البريطانى، لأول مرة منذ استقلال الولايات المتحدة، على الجانب الآخر من واشنطن فى مسألة الأمن الأوروبى.إنه التحلل فى بنية الإمبراطورية الأمريكية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلة أمريكية تفضح القوات البحرية الأمريكية وتكشف ماحدث لها خلال المواجهة مع اليمن
مجلة أمريكية تفضح القوات البحرية الأمريكية وتكشف ماحدث لها خلال المواجهة مع اليمن

يمني برس

timeمنذ 2 ساعات

  • يمني برس

مجلة أمريكية تفضح القوات البحرية الأمريكية وتكشف ماحدث لها خلال المواجهة مع اليمن

أكدت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الرئيس ترامب مع 'الحوثيين' يمثل هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا. وتشير إلى أن المهمة في البحر الأحمر ضد 'الحوثيين' كانت أعنف عملية قتالية تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية. كما أعلنت عن تغيير قائد حاملة الطائرات ترومان عند وصولها إلى نورفولك في ولاية فيرجينيا خلال الأسابيع المقبلة.

يعلن ترامب 'شراكة' بين الولايات المتحدة ستيل ونيابون ستيل مقرها اليابان
يعلن ترامب 'شراكة' بين الولايات المتحدة ستيل ونيابون ستيل مقرها اليابان

وكالة نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • وكالة نيوز

يعلن ترامب 'شراكة' بين الولايات المتحدة ستيل ونيابون ستيل مقرها اليابان

قال الرئيس ترامب يوم الجمعة إن الصلب الأمريكي سوف يحتفظ به المقر الرئيسي في بيتسبرغ كجزء من ما أسماه 'شراكة مخططة' بين صانع الصلب الأمريكي الأيقوني و Nippon Steel ومقره اليابان ، والذي يحتوي على سعى لشرائه. كان عرض Nippon Steel ما يقرب من 15 مليار دولار لشراء الولايات المتحدة الصلب تم حظره من قبل الرئيس السابق جو بايدن. بعد أن أصبح السيد ترامب رئيسًا ، كان يخضع لآخر مراجعة الأمن القومي من قبل لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة. 'أنا فخور بالإعلان أنه ، بعد الكثير من الاعتبار والتفاوض ، ستبقى الولايات المتحدة الصلب في أمريكا ، وتبقي مقرها الرئيسي في مدينة بيتسبيرغ العظيمة ،' الرئيس '، الرئيس كتب عن الحقيقة الاجتماعية. 'لسنوات عديدة ، كان الاسم ،' الولايات المتحدة ستيل 'مرادفًا للعظمة ، والآن سيكون مرة أخرى. ستكون هذه شراكة مخططة بين الولايات المتحدة Steel و Nippon Steel ، والتي ستخلق 70،000 وظيفة على الأقل ، وتضيف 14 مليار دولار إلى الاقتصاد الأمريكي.' قفزت أسهم US Steel بنسبة 21 ٪ على الأخبار ، واستمرت في الارتفاع في تداول ما بعد البيع. وقال الرئيس أيضًا إنه سيحمل 'تجمعًا كبيرًا' في الولايات المتحدة في بيتسبرغ يوم الجمعة 30 مايو. لم يقدم البيت الأبيض على الفور مزيدًا من التوضيح ، وكان من غير الواضح من سيمتلك الصلب الأمريكي بموجب الترتيب. امتدح الولايات المتحدة ستيل السيد ترامب يوم الجمعة ، قائلاً في بيان: 'الرئيس ترامب هو قائد جريء ورجل أعمال يعرف كيفية الحصول على أفضل صفقة لأمريكا والعمال الأمريكيين والتصنيع الأمريكي'. وقالت الشركة 'ستبقى الولايات المتحدة ستيل أمريكية ، وسوف ننمو أكبر وأقوى من خلال شراكة مع نيبون ستيل التي تجلب استثمارات هائلة وتقنيات جديدة وآلاف الوظائف على مدى السنوات الأربع القادمة'. 'تقدر الولايات المتحدة الصلب بشكل كبير قيادة الرئيس ترامب والاهتمام الشخصي لعقود الآلاف من عمال الصلب وشركتنا الأيقونية.' قال نيبون ستيل في بيان إنه 'يشيد الرئيس ترامب بسبب عمله الجريء للموافقة على شراكتنا مع الولايات المتحدة' ، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول شروط الصفقة. وقال نيبون ستيل: 'إننا نشارك التزام إدارة ترامب بحماية العمال الأمريكيين ، وصناعة الصلب الأمريكية ، والأمن القومي الأمريكي' ، واصفا الاتفاقية 'مغير اللعبة – بالنسبة للولايات المتحدة وجميع أصحاب المصلحة ، بما في ذلك صناعة الصلب الأمريكية'. لقد فرض السيد ترامب تعريفة 25 ٪ على جميع واردات الصلب الأجنبية في محاولة لإبقاء لاعبي الصناعة في الولايات المتحدة محاولة Nippon Steel لشراء الولايات المتحدة كان محاولة Nippon Steel لشراء الشركة الأمريكية دائمًا تضمن خططًا للحفاظ على مقرها الرئيسي. ل تحلية الصفقة ، قدمت Nippon Steel التزامًا بقيمة 2.7 مليار دولار بترقية منشآت في ولاية بنسلفانيا وإنديانا على رأس التزام سابق بإنفاق 1.4 مليار دولار. حذر ديفيد بوريت ، الرئيس التنفيذي لشركة US Steel في سبتمبر الماضي ، من أنه إذا تم حظر الصفقة ، فإن الولايات المتحدة ستعمل 'إلى حد كبير' ، وسوف يثير 'أسئلة خطيرة' حول البقاء مقرها الرئيسي في بيتسبرغ. وافق مجلس الإدارة والمساهمين في الولايات المتحدة على عرض Nippon Steel العام الماضي. وقد عارضها اتحاد عمال الصلب المتحدة. لم يكن للاتحاد أي تعليق فوري يوم الجمعة. خلال الحملة ، قال السيد ترامب إنه يعارض الصفقة ، وقبل تولي منصبه كرر لقد كان 'ضد شركة الولايات المتحدة العظيمة التي كانت ذات يوم ، يتم شراؤها من قبل شركة أجنبية.' كما عارض الرئيس بايدن الصفقة ، وبعد أشهر من المراجعة اتخذ قرارًا في أوائل يناير لمنعها. الشركتان الدعاوى القضائية المقدمة استجابة. ثم في فبراير ، اقترح السيد ترامب ذلك نيبون الصلب لن تشتري لنا الصلب ، كما خططت ، ولكنها ستستثمر بدلاً من ذلك في الولايات المتحدة. قال رئيس Nippon Steel إن تحويل الصلب الأمريكي إلى شركة تابعة مملوكة بالكامل نقطة انطلاق المفاوضات وفقا لتقارير حديثة من نيكي آسيا التي قالت إن الشركات ناقشت أيضًا العديد من المقترحات الأخرى. 'الولايات المتحدة هي شركة مميزة للغاية. لا نريد أن تذهب إلى اليابان أو أي مكان آخر ، لذلك نحن نعمل معهم. لا أعرف ما إذا كانوا بحاجة إلى أي أموال الآن ، سأكون صادقًا معك. لقد ضربوا الذهب ،' قال السيد ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي.

أخبار العالم : "حماس": دعوة نائب أمريكي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية
أخبار العالم : "حماس": دعوة نائب أمريكي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية

نافذة على العالم

timeمنذ 3 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : "حماس": دعوة نائب أمريكي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية

السبت 24 مايو 2025 12:30 صباحاً نافذة على العالم - أعربت حركة "حماس" عن إدانتها لتصريحات عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري راندي فاين، التي دعا فيها إلى قصف غزة بالسلاح النووي. واعتبرت الحركة هذه "الدعوة المتطرفة جريمة مكتملة الأركان، ودليلا على العنصرية الفاشية التي تحكم تفكير بعض الساسة الأمريكيين، وهو ما يستوجب الإدانة من الإدارة الأمريكية ومن الكونغرس، الذي بات منصة لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها، عندما استقبل مجرم الحرب نتنياهو". وأضافت: "تمثل هذه التصريحات انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وتحريضا علنيا على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني". وأكد أنه "ورغم هذه الدعوات الوحشية، فإنها لن تُضعف عزيمة شعبنا، ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح مجددا الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه". ووصف فاين في وقت سابق القضية الفلسطينية بـ "الشريرة". وقال: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام مع النازيين، ولم نتفاوض مع اليابانيين. لقد استخدمنا القنابل النووية مرتين ضد اليابان من أجل تحقيق استسلام غير مشروط". وأضاف: "ينبغي أن يكون الموقف ذاته في هذا السياق، فهناك خلل عميق جدًا في هذه الثقافة ويجب القضاء عليه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store