
نبل ورجولة
ملامح الحزن بدت واضحة على وجهه وهو يطلب إعداد اتفاقية تسوية للطلاق من زوجته وأم أطفاله، لكن ما أصر على إدراجه كان مثيراً للذهول.
بكل نبل، فرض على نفسه التزاماً بنفقة شهرية تتجاوز أضعاف ما يمكن أن تقضي بها المحكمة لو قررت زوجته أن تسلك طريق القضاء، كما تكفل بإيجار المنزل الفخم الذي تسكن فيه، ونفقات رحلة سنوية إلى الوجهة التي تفضلها، وصيانة سيارتها الفارهة، وسائقها والعمالة المساندة لها.
وحين التقيا أثناء التفاوض، قال لها بكل وضوح لا داعي للتنازع قضائياً، فأنا متكفل بكل احتياجاتك، وأتعهد بالحفاظ على نمط المعيشة الذي كنت تتمتعين به أثناء زواجنا، ولن ينقصك سوى وجودي في حياتك.
وأثناء توثيق الاتفاقية في المحكمة، أبدى الجميع انبهاره بسلوك الرجل، فمن النادر أن يتصرف أحد بهذه الطريقة، وكممثل قانوني له كان من الضروري أن أسأله: هل يمكن أن تشرح لي سبب الطلاق فربما أسهم في تخفيف الأعباء التي تفرضها على نفسك؟
رده كان حاسماً ووافياً: هذه السيدة مكرمة لكونها أم أولادي، ولا يمكن أن أقبل بإذلالها أو التعنت معها، حتى لا يلومني أحدهم يوماً، وأفضل أن أحتفظ بسبب الانفصال لنفسي.
لم ألتق شخصاً بمثل هذا الرقي والترفع، وتضاعف احترامي له حين تأكدت أنه لم يكن السبب في الطلاق، بل كان نعم الزوج والرفيق طيلة فترة الزواج، ولم يتغير عليه شيء حين قرر الانسحاب بهدوء.
ما لا يدركه البعض أن كثيراً من المحامين لا يفضلون العمل في دعاوى الأحوال الشخصية، لأنها تتسم بالتعقيد والحساسية البالغة، ليس قانونياً، لكن لاعتبارات إنسانية وأخلاقية، فالحب يتحول في معظم الحالات إلى كراهية بالغة، ونزعة متطرفة للانتقام.
الطلاق رغم كونه أبغض الحلال إلا أنه يظل حلاً وملاذاً آمناً في حالات عدة تستحيل العشرة فيها، وهنا يظهر جوهر الإنسان ومعدنه وطيب أصله، أو غير ذلك.
البعض يتصرف مثل صديقنا الذي أصر على إكرام أم أبنائه، والحفاظ على الود ملتزماً بقول المولى عز وجل: ﴿فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان﴾، وقوله: ﴿ولا تنسوا الفضل بينكم﴾، فالزواج شراكة بين شخصين قد تنجح وتستمر، أو يحتاج طرفاها إلى الانفصال بنبل، محافظين على ما تحقق فيها من ربح وهو الأبناء.
*محكم ومستشار قانوني
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 9 ساعات
- الإمارات اليوم
نبل ورجولة
ملامح الحزن بدت واضحة على وجهه وهو يطلب إعداد اتفاقية تسوية للطلاق من زوجته وأم أطفاله، لكن ما أصر على إدراجه كان مثيراً للذهول. بكل نبل، فرض على نفسه التزاماً بنفقة شهرية تتجاوز أضعاف ما يمكن أن تقضي بها المحكمة لو قررت زوجته أن تسلك طريق القضاء، كما تكفل بإيجار المنزل الفخم الذي تسكن فيه، ونفقات رحلة سنوية إلى الوجهة التي تفضلها، وصيانة سيارتها الفارهة، وسائقها والعمالة المساندة لها. وحين التقيا أثناء التفاوض، قال لها بكل وضوح لا داعي للتنازع قضائياً، فأنا متكفل بكل احتياجاتك، وأتعهد بالحفاظ على نمط المعيشة الذي كنت تتمتعين به أثناء زواجنا، ولن ينقصك سوى وجودي في حياتك. وأثناء توثيق الاتفاقية في المحكمة، أبدى الجميع انبهاره بسلوك الرجل، فمن النادر أن يتصرف أحد بهذه الطريقة، وكممثل قانوني له كان من الضروري أن أسأله: هل يمكن أن تشرح لي سبب الطلاق فربما أسهم في تخفيف الأعباء التي تفرضها على نفسك؟ رده كان حاسماً ووافياً: هذه السيدة مكرمة لكونها أم أولادي، ولا يمكن أن أقبل بإذلالها أو التعنت معها، حتى لا يلومني أحدهم يوماً، وأفضل أن أحتفظ بسبب الانفصال لنفسي. لم ألتق شخصاً بمثل هذا الرقي والترفع، وتضاعف احترامي له حين تأكدت أنه لم يكن السبب في الطلاق، بل كان نعم الزوج والرفيق طيلة فترة الزواج، ولم يتغير عليه شيء حين قرر الانسحاب بهدوء. ما لا يدركه البعض أن كثيراً من المحامين لا يفضلون العمل في دعاوى الأحوال الشخصية، لأنها تتسم بالتعقيد والحساسية البالغة، ليس قانونياً، لكن لاعتبارات إنسانية وأخلاقية، فالحب يتحول في معظم الحالات إلى كراهية بالغة، ونزعة متطرفة للانتقام. الطلاق رغم كونه أبغض الحلال إلا أنه يظل حلاً وملاذاً آمناً في حالات عدة تستحيل العشرة فيها، وهنا يظهر جوهر الإنسان ومعدنه وطيب أصله، أو غير ذلك. البعض يتصرف مثل صديقنا الذي أصر على إكرام أم أبنائه، والحفاظ على الود ملتزماً بقول المولى عز وجل: ﴿فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان﴾، وقوله: ﴿ولا تنسوا الفضل بينكم﴾، فالزواج شراكة بين شخصين قد تنجح وتستمر، أو يحتاج طرفاها إلى الانفصال بنبل، محافظين على ما تحقق فيها من ربح وهو الأبناء. *محكم ومستشار قانوني لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


البيان
منذ 11 ساعات
- البيان
الشركاء السامون
فالشخص النرجسي وغير السوي يقتل شريكه ببطء، دون أن يهتم أو يشعر بأي ندم، بل إنه دائم الشكوى والتظلم، وغالباً ما ينجح في قلب الموقف لصالحه وقلب الطاولة في وجه شريكه ودفعه للاستسلام مستغلاً ضعفه أو حبه له أو حاجته إليه أو عجزه عن المواجهة واتخاذ قرار الهرب منه!


الإمارات اليوم
منذ يوم واحد
- الإمارات اليوم
محمد رمضان: "الأولاد عايروا ابني وقالوله أنت أسود زي أبوك"
نشر الفنان محمد رمضان عبر حسابه الخاص في "فيسبوك" بياناً صحافياً كشف فيه تفاصيل واقعة اعتداء نجله بالضرب على طفل آخر في أحد النوادي، حيث نشر عبر حسابه الرسمي في موقع "إنستغرام" صورة لمادة من القانون المصري تنص على ضرورة حجب هوية الأطفال في هكذا حوادث، معلقاً: "القانون ده من 2018 يا سادة بضرورة حماية الطفل والعيلة بحجب هوية الطفل واسمه وصورته عن الإعلام والصحافة حتى لو كان مُجرد شاهد في قضية، ولكن لأن الطفل ده أبوه محمد رمضان - يبقى حلال - وبالأمر يصدروا بيان صحفي لكل الصحف والمواقع العامة والخاصة والحكومية انشر صورة ابن محمد رمضان واكتب إنه هيتاخد من أمه وأبوه وهيروح دار الرعاية، مع إن القانون بيمنع النشر ولكنهم نشروا... من حقي كأب اعرف مين خالف القانون وأصدر البيان الصحفي اللي مفيش مؤسّسة واحدة قدرت ترفض نشره... ورغم كل شيء لا أشك أبداً بنزاهة القضاء المصري". وأضاف البيان: "ابني اللي كان واضح في الڤيديو اللي النيابة شافته إنه كان قاعد في حاله مع أخته الصغيرة في النادي وراحوله مجموعة أطفال يقولوله أنت أسود زي أبوك وأبوك عنده ڤيلا كبيرة وعربيات علشان فلوسه حرام إنما إحنا عايشين في شقق نيو جيزة علشان أهالينا مش حرامية... ولما ابني كلّمني في التليفون سمعت الكلام ده بنفسي .. وواضح إن ده كلام أهل طفل منهم لأن مستحيل طفل يفكّر كده، وده في حد ذاته بيزرع الحقد والغل الطبقي بين الأطفال".