
الصرخة مشروع تحرّر وجهاد
يمني برس- بقلم- فيصل الطهيفي
إن أولى خطوات التحرّر الحقيقي تبدأ بكسر حاجز الصمت والخوف، وتبني الموقف الذي يرفض الهيمنة والتسلط من أية جهة كانت، وكان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) أول من أدرك هذه الحقيقة بوعيٍ فَذٍّ. فإطلاقه لشعار 'الصرخة' كان أكثر من مُجَـرّد كلمات تقال، بل كان إعلانًا عمليًّا لموقفٍ جهادي شجاع، يعبّر عن البراءة من أعداء الله، ويعيد للأُمَّـة هويتها القرآنية التي حاول الاستكبار العالمي أن يطمس معالمها.
ففي مواجهة الظلم الذي يطال الأُمَّــة الإسلامية من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا و(إسرائيل)، كانت الصرخة بمثابة تجسيد لروح الثورة والرفض. لم تكن مُجَـرّد كلمات تردّد في لحظات عاطفية، بل كانت دعوة صادقة ونداء مدوٍ في مواجهة الظلم والعدوان. ومع مرور الأيّام، أثبتت الصرخة قدرتها على أن تكون أدَاة تحرّرية فعالة، تساهم في إعادة بناء الوعي الجمعي للأُمَّـة، وتبعث في نفوسها روح العزة والكرامة.
وفي فكره الثوري، لم يكن الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ينظر إلى الصرخة ككلمات وحسب، بل كانت بالنسبة له مشروعًا جهاديًّا حقيقيًّا يساهم في تحفيز الأُمَّــة للتصدي للأعداء. ففي تلك اللحظات الصعبة التي كان يعصف فيها الخوف والجمود بالأمة، كان يطرح هذا السؤال الجوهري: 'هل نحن مستعدون للعمل؟' ويقدم الجواب القاطع: 'انطلقوا بالصرخة!' ليبث في قلوب الأُمَّــة قوة وعزيمة.
وتتجلى أهميّة الصرخة في كونها ليست مُجَـرّد شعار سياسي أَو إعلامي، بل هي إعلان للموقف الجهادي، وكسر للجمود الفكري الذي حاول الأعداء أن يغرسوه في الأُمَّــة. إن إطلاق هذه الصرخة على مرأى ومسمع من العالم كان بمثابة تحدٍ هائل لقوى الاستكبار، وأدَاة قوية في معركة الوعي والهوية. الصرخة كانت مصدرًا لإشعار الأُمَّــة بضرورة التحَرّك الجاد، وترك كُـلّ أشكال التحلل والتراخي.
ورغم بساطة الكلمات التي تضمنها الشعار، إلا أن له تأثيرا عميقًا في نفوس الأعداء، حَيثُ كان يعكس التحدي والرفض لكل محاولات التسلط. ولعل من أعظم مفاهيم هذه الصرخة هو أنها تأتي في وقت كان فيه الإعلام الغربي يحاول تزوير الحقائق وفرض رواياته المشوهة عن الإسلام والمسلمين. في مواجهة هذا، كانت الصرخة بمثابة جرس إنذار، يفضح ما يدور خلف الستار من مؤامرات، ويكشف الوجه الحقيقي للعدو.
وأكّـد الشهيد القائد أن الصرخة ليست مُجَـرّد إعلان لحالة رفض، بل هي جزء من جهادٍ فكري وأيديولوجي طويل. ففي معركة الأفكار، كان هدفه أن يثبت في أذهان الأُمَّــة أن أمريكا هي عدوها الأول، وأن (إسرائيل) هي المصدر الأَسَاسي للشر والفساد في الأرض. هذه المفاهيم، التي حاول الإعلام الأمريكي أن يروجها، كانت بحاجة إلى مواجهة جادة. ولذلك كانت الصرخة الأدَاة التي تنبه الأُمَّــة لما يحاك ضدها، وتنبه أعداءها إلى أن الأُمَّــة الإسلامية لن تبقى صامتة إزاء الجرائم التي ترتكب بحقها.
ومن خلال تكرار هذه الصرخة في مختلف الأوساط، كان الشهيد القائد (رضوان الله عليه) يدعو الأُمَّــة إلى أن تكون هي المبادرة في نشر هذه الرسالة، وتوسيع تأثيرها إلى أبعد مدى. فكلما زادت الأصوات التي تردّد هذا الشعار، كلما زادت قوة التأثير النفسي على الأعداء، وأصبح من الصعب على القوى الاستكبارية أن تتجاهل هذه الرسالة الجهادية العميقة. وعندما تردّد الأُمَّــة هذا الشعار في كُـلّ مكان، فَــإنَّها تؤكّـد على رفضها لكل أشكال الاستعباد والهيمنة، وتعلن رفضها للمشاركة في المؤامرات التي تهدف إلى تدمير الهوية الإسلامية.
ويستمر الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في التأكيد على أن الصرخة لا تقتصر على كونها جهادًا معنويًّا فقط، بل هي جزء من جهاد شامل يشمل كُـلّ المجالات. فعندما يتبنى المسلمون هذا الشعار في حياتهم اليومية، فهم يرسخون في أنفسهم مواقفهم الثابتة تجاه قضايا الأُمَّــة. وهذه الصرخة تُعد جهادًا اقتصاديًّا ونفسيًّا، يؤثر على القوى الاستكبارية بشكل يفوق القوة العسكرية في بعض الأحيان.
وقد أكّـد الشهيد القائد (رضوان الله عليه) أن المقاطعة الاقتصادية جزء من هذا الجهاد الشامل في سبيل الله، وأنها أدَاة قوية تكشف حجم التبعية التي فرضها الاستكبار على الأُمَّــة، وتُظهر قدرتها على التأثير على أعدائها من خلال قطع تدفق الأموال التي يستخدمها هؤلاء الأعداء في تنفيذ مؤامراتهم. وبالتالي، فَــإنَّ المقاطعة الاقتصادية تندرج ضمن مفهوم الجهاد الحقيقي في وقتنا الحاضر، حَيثُ تُعتبر سلاحًا اقتصاديًّا ونضاليًّا لا يقل أهميّة عن الجهاد العسكري.
وكان الشهيد القائد يؤمن أن هذه الصرخة ليست مُجَـرّد كلمات تردّد بلا معنى، بل هي أدَاة تحرّرية تسهم في كسر العزلة التي فرضتها قوى الاستكبار على الأُمَّــة، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة من الصمود والمقاومة. فكلما علت الصرخة في سماء الأُمَّــة، كلما قربت لحظة النصر على الأعداء، وأصبح المستقبل أكثر إشراقًا.
وفي الختام، يمكن القول إن الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) هي أكثر من مُجَـرّد شعار يردّد في مناسبات معينة، بل هي مشروع تحرّري شامل، يدعو الأُمَّــة إلى الاستيقاظ من سباتها، وتبني الموقف الجهادي بكل أبعاده. هي صرخة عز وفخر، ومفتاح لتحرير الأُمَّــة من قيود الهيمنة الاستكبارية، ودعوة للعمل الجاد في مواجهة أعداء الله، لنكون أُمَّـةً حية، ترفُضُ الظلم والعدوان، وتؤمن بأن النصر لا يأتي إلا بالتحَرّك الفعّال، والعمل الجاد، والتمسك بالهوية القرآنية التي أراد لها الله أن تكون منبعَ عزتنا وقوتنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المساء الإخباري
منذ 25 دقائق
- المساء الإخباري
اللي مستني الإجازات يفرح… خريطة كل العطلات الرسمية اللي باقيه في 2025 بالتواريخ والمفاجآت
مع اقتراب دخول النصف الثاني من عام 2025، يزداد اهتمام المواطنين، لا سيما الموظفين والعمال، بمعرفة المواعيد الدقيقة للعطلات الرسمية المتبقية، لما لها من أهمية في تنظيم جدول الأعمال وتخطيط المناسبات الاجتماعية والرحلات الأسرية، كما أنها تشكل فترات راحة مطلوبة بعد فترات من الضغط اليومي في العمل، وتعد فرصة حقيقية لإعادة الشحن النفسي والجسدي، بالإضافة إلى دورها في تعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، ومن الناحية الرمزية، تعبر هذه الإجازات عن قيم ثقافية وتاريخية ودينية متجذرة في وجدان المجتمع، وهو ما يجعلها ذات أهمية متجددة كل عام. العطلات الرسمية المتبقية في مصر خلال عام 2025 أصدرت الحكومة الجدول الزمني للعطلات الرسمية المتبقية في 2025، والذي يشمل مناسبات دينية ووطنية ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر. تعكس هذه المناسبات تنوع النسيج الاجتماعي والثقافي في مصر، وتبرز مدى التوازن بين الأبعاد الدينية والوطنية في الإجازات الرسمية وتأتي القائمة مرتبة زمنيا كما يلي: الخميس 5 يونيو: وقفة عرفات، وهي من أهم الأيام في التقويم الإسلامي وتحمل مكانة عظيمة لدى المسلمين، حيث ترتبط بشعائر الحج والدعاء والتقرب إلى الله. الجمعة 6 يونيو: أول أيام عيد الأضحى المبارك، الذي يعد من أكبر الأعياد الإسلامية، ويتميز بذبح الأضاحي وصلة الرحم والفرح العام. السبت 7 يونيو: ثاني أيام عيد الأضحى، استكمالًا لمظاهر الاحتفال والتواصل الاجتماعي. الخميس 26 يونيو: رأس السنة الهجرية، مناسبة دينية تجدد التذكير بقصة الهجرة النبوية، وتؤكد على معاني الصبر والتضحية. الاثنين 30 يونيو: ذكرى ثورة 30 يونيو، وهي إحدى المحطات المفصلية التي غيرت مسار الأحداث في تاريخ مصر الحديث. الأربعاء 23 يوليو: عيد ثورة 23 يوليو، المناسبة التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت بداية الجمهورية المصرية. الخميس 4 سبتمبر: المولد النبوي الشريف، حيث يُحتفى بمولد النبي محمد وتُقام الاحتفالات الدينية والاجتماعية في مختلف المحافظات. الاثنين 6 أكتوبر: عيد القوات المسلحة، وهو يوم وطني يحتفل فيه المصريون بذكرى نصر أكتوبر العظيم في عام 1973. المناسبات الوطنية والدينية القادمة من بين هذه العطلات، تحظى بعض المناسبات بمكانة خاصة سواء من حيث الطول الزمني أو الرمزية المرتبطة بها: عيد الأضحى المبارك، يُعد من أطول الإجازات الرسمية في العام، إذ يمتد عادة على أربعة أيام، ويعتبر فرصة كبيرة للسفر والراحة والتواصل الأسري. رأس السنة الهجرية، تذكر المصريين ببداية عهد جديد وتعيد طرح معاني الإيمان والتجديد والالتزام الروحي. عيد ثورة 23 يوليو، يحمل دلالة وطنية قوية كونه يؤرخ لتحول تاريخي كبير أدى إلى ولادة نظام جديد غيّر الواقع السياسي والاجتماعي. المولد النبوي الشريف، يُمثل أحد أبرز المناسبات الدينية، إذ تقام فيه الاحتفالات والندوات ويوزع الحلوى التقليدية في مشهد يتكرر سنويًا ويجمع بين البهجة والروحانية.


يمني برس
منذ ساعة واحدة
- يمني برس
الشيخ نعيم قاسم: الجنوب لن يُفرّط فيه.. والمشاركة في الانتخابات البلدية تجسيد للصمود والإعمار
شدّد أمين عام حزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، على التمسك بكل ذرة تراب من جنوب لبنان، مؤكدًا أن 'الاحتلال الإسرائيلي لن يبقى على شبر واحد من أرضنا'، وذلك في كلمة وجهها، اليوم الخميس، إلى أهل الجنوب، بمناسبة الانتخابات البلدية والاختيارية المقررة السبت المقبل. وأوضح الشيخ قاسم أن المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات تُعد جزءاً من عملية إعادة الإعمار، التي ستُتابَع بالتعاون بين البلديات المنتخبة والدولة اللبنانية، التي دعاها إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة. وأكد أن استعادة أرض الجنوب وإعمارها، إلى جانب إعادة بناء كل ما تهدم في لبنان، يُعدّ وفاءً لدماء الشهداء، وفي مقدمتهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، كما أنه تكريم للجرحى والأسرى الذين يعمل حزب الله على استرجاعهم. وأشار إلى أن الانتخابات البلدية هذه السنة تمثّل تحدياً ضمن معركة الصمود، والتشبث بالأرض، وحياة أهلها وبساتينها ومنازلها، مضيفاً: 'كل من راهن على العدوان الإسرائيلي ينتظر ما ستسفر عنه هذه الانتخابات'. وخاطب أهل الجنوب قائلاً: 'أنتم من قدمتم التضحيات الكبرى، وضربتم مثلاً في الصمود الأسطوري لعقود في وجه العدوان، وآخرها كان في دعمكم لطوفان غزة ومعركة أولي البأس، فأثبتم أنكم أهل الكرامة والسيادة والتحرير'. وأشاد بجهود أبناء الجنوب في إعادة إعمار مناطقهم بعد تحرير عام 2000، وبعد عدوان تموز 2006، وبتفوقهم على الدولة والمسؤولين حين عادوا إلى أراضيهم رغم المخاطر، متسلحين بالإيمان والتحدي والشجاعة. وختم قائلاً: 'لسنا نخاطبكم من أجل الفوز، فأنتم فائزون بإذن الله، بتكاتفكم والتفافكم حول حركة أمل وحزب الله، ودعمكم للوائح التنمية والوفاء. أنتم المقاومة، ونريد منكم تكثيف المشاركة ليكون الانتصار مدوياً'.

يمرس
منذ ساعة واحدة
- يمرس
ترامب يعلق بشأن مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن
وكتب الرئيس في منشور على منصة تروث سوشيال: "يجب أن تنتهي هذه المجازر المروعة في واشنطن العاصمة، والتي تستند بوضوح إلى معاداة السامية، فورًا! لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة ، تعازيّ لعائلات الضحايا، من المحزن أن تحدث مثل هذه الأمور! بارك الله فيكم جميعًا". وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية ، كريستي نويم، قد أعلنت مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن ، ليلة الأربعاء، بالقرب من المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية. وقالت شاهدة العيان سارة مارينوزي لشبكة CNNإن مطلق النار الذي قتل زوجين شابين خارج المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، الأربعاء، "تظاهر بأنه شاهد" وانتظر وصول الشرطة لأكثر من 10 دقائق قبل أن يدّعي أنه فعل ذلك "من أجل غزة". تم