
دبلوماسية الأمير وخفض التصعيد
إن تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران ستكون له تداعيات كبيرة على مستقبل المنطقة واستقرارها دون جهود لاحتواء هذا النزاع، سيما وأن الطرفين يعدانها حرب وجود، خطط لها كركن أساس في البناء العقائدي لهم والذي امتد لسنوات طويلة، ورغم أنهم اعتمدوا استراتيجية الحرب بالوكالة إلا أننا اليوم أمام مواجهة مباشرة ومفتوحة تستخدم فيها كل المقدرات العسكرية والامنية، ليصل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، مما يشكل خطرا على المنطقة كدول وشعوب.
منذ الساعات الأولى لبدء المواجهة كان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على قدر المسؤولية من أجل المساهمة في إيجاد حلول يمكن من خلالها تفادي ما يمكن أن يعمل على زعزعة استقرار المنطقة، فبحث ولي العهد في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب «أهمية ضبط النفس والتهدئة وحل جميع النزاعات بالسبل الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط» في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد ايران، وضرورة ضبط النفس وخفض التصعيد وأهمية حل كافة الخلافات بالوسائل الدبلوماسية، مؤكدا أهمية استمرار العمل المشترك لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ؛ ودبلوماسية الهاتف لولي العهد لم تتوقف عند ترمب من أجل خفض التصعيد بل بحث الأمير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية، التطورات التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على العالم.
ان هذا التحرك للأمير محمد بن سلمان يجب أن يُفهم على أنه فلسفة ونهج جديد يمكن أن نصفه بـ«دبلوماسية الأمير»، والذي تعود جذورها منذ تنصيبه وليا للعهد واستشعاره لما وصلت إليه بلاده من مكانة ودور فاعل ومؤثر إقليمياً ودولياً، وإلى طموحه المستند على إرث وإمكانات ورؤية ليتمكن من خلالها أن تكون السعودية مؤثرة في المنظومة العربية والإقليمية والدولية ؛ هذه المكانة التي سعى لها ولي العهد كانت تتطلب فلسفة عمل مختلفة منه اعتمدت في مسارها الأول تصفير المشاكل الخارجية مع الجوار الأقرب والمحيط الأبعد، واعتماد مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية والإقليمية، والانفتاح على جميع الدول لتوحيد وتنسيق المواقف الدبلوماسية، وبمسار ثانٍ اعتمد الترابط بالمصالح الاقتصادية، هذان المساران وفرا للمملكة العربية السعودية العديد من الحلفاء.
ووفق «دبلوماسية الأمير» يستثمر ولي العهد صداقاته مع ملوك وأمراء ورؤساء دول في نقل بلاده إلى مراتب متقدمة، أظهر من خلالها صورة جديدة للسعودية كداعم للتنمية المستدامة والمستقبل المشرق للمنطقة، مما يجعل بلاده بمكانة أعلى على مستوى التأثير في الساحة الدولية، وهذا ما يؤشر عن وجود وساطة مع واشنطن لأجل خفض التصعيد وإنهاء الحرب بين تل أبيب وطهران، فقد أعربت المملكة وفي موقف متقدم، عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران، وتأكيدها بأن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري، الأمر الذي يؤكد أهمية هذا النهج من شخصية الأمير، وقدرته على استثمار الصداقات لأغلب قيادات العالم بالشكل الذي يحقق مصالح بلده أولاً، وبناء المصالح المشتركة ثانيا، وحل الصراعات ثالثا، كذلك فإن هذه العلاقات الشخصية الموثوقة جعلت منه أكثر قدرة لوضع الحلول والتصورات لأغلب أزمات المنطقة وجوارها.
تعول إيران ودول المنطقة والعالم على دور الأمير محمد بن سلمان وأثره في إيجاد مسار دبلوماسي للحرب التي تدور في المنطقة، إن هذا الدور الاستراتيجي لولي العهد السعودي عامل حاسم وأساس في ملفات المنطقة، وأيضا مؤشر لمكانة أكبر سوف تحتلها بلاده، ولصنع قرارات السياسة العالمية في منطقة الشرق الأوسط.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 36 دقائق
- عكاظ
عالم يمضي بعينين مغمضتين.. لـ«المجهول»
لا تزال الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران مستمرة من الأسبوع الماضي، برشقات من الصواريخ البالستية، والمسيّرات المفخخة، من دون أن تلوح بادرة في الأفق بأنها ماضية إلى نهاية قريبة. ولأن الشعوب العربية والشرق أوسطية ذهلوا بالتهور الإسرائيلي، والرد الإيراني، ومساعي بنيامين نتنياهو إلى جرِّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للانضمام للحرب، فهم لم يتنبّهوا للتكلفة الإنسانية، والبشرية والاقتصادية الباهظة لحرب نتنياهو؛ الذي ظل يزعم منذ عام 2012 أنه بقيت أيام وأسابيع لتمتلك إيران القنبلة النووية. لم يتساءل أهل المنطقة والعالم ماذا لو لعبت إيران ورقة إغلاق مضيق هرمز؟ وماذا لو أدى أي تدخل أمريكي مباشر لتدمير منشآت البرنامج النووي الإيراني إلى تلوث إشعاعي وكيميائي ستتضرر منه الشعوب الخليجية، والآسيوية، والعربية؛ بل قد تتضرر منه شعوب العالم كله؟ لم يعد وقوع هذه الحرب لغزاً لمن يقرأون ما بين السطور، فقد تعجّل نتنياهو شنّها لضمان بقائه على سُدّة الحكم سنوات أخرى، يعرقل خلالها محاولات محاكمته على فساده. وعلى رغم أن الرئيس دونالد ترمب يطلق تصريحات وتهديدات متضاربة، يشجع فيها نتنياهو على مواصلة ضرب إيران، إلا أن البشَر في أرجاء العالم يأملون بأن يتمسك بتحقيق وعوده الانتخابية بوقف حروب العالم، وإحلال السلام، وإقامة نظام عالمي يعتمد على المصالح، والتبادل العادل. وفي المنطقة العربية والخليجية المطلب الدائم هو: شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي، وأسلحة الدمار الشامل. أخبار ذات صلة


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
الوقت وحده سيخبرنا .. ترامب يعلق مجددا على ضرب إيران
علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا على احتمالات انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حملتها العسكرية على إيران. ونشر ترامب مقطع فيديو على منصة "تروث سوشيال" يتحدث عن تهديده بضرب إيران خلال الأسبوعين المقبلين، مع تعليق قال فيه: "الوقت وحده كفيل بأن يخبرنا". والمقطع الذي نشره ترامب مأخوذ من شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، ويتحدث به الكاتب السياسي مارك ثيسن عن نية ترامب وقف البرنامج النووي الإيراني، سواء كان ذلك عسكريا أو بالمفاوضات. وتحدث ثيسن عن "الفرصة الأخيرة" لإيران، في إشارة إلى مهلة أسبوعين حددها ترامب لتقرير ما إذا كان سيوجه ضربة عسكرية لبرنامج طهران النووي. ويأتي المنشور قبيل عقد ترامب اجتماعا لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، حيث يواصل دراسة إمكانية الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني. وحدد ترامب الخميس مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن إمكان توجيه الولايات المتحدة ضربة لإيران، وأكد الجمعة أنه قد يتخذ قراره بهذا الشأن قبل انقضاء المهلة. والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها قنابل خارقة للتحصينات قوية بما يكفي للوصول إلى منشأة "فوردو"، أهم موقع نووي إيراني. والسبت ذكرت "رويترز" أن الولايات المتحدة بدأت تنقل قاذفات "بي 2" إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي، مما يعزز احتمال مشاركتها في أي هجوم بشكل مباشر. ويمكن تجهيز القاذفة "بي 2" لحمل القنابل الأميركية "جي بي يو 57" زنة 30 ألف رطل، المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، مثل موقع "فوردو".


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
الأسبوع في 10 صور: لهيب الحرب يشعل إسرائيل وإيران.. والجوع ينهش جسد غزة
إيرانيان يناقشان الصراع الإيراني - الإسرائيلي، بينما يتصاعد الدخان في الخلفية من مصفاة نفط مشتعلة قصفتها إسرائيل