logo
26 Apr 2025 06:52 AM عشرون محطة خالدة من حبريّة البابا فرنسيس

26 Apr 2025 06:52 AM عشرون محطة خالدة من حبريّة البابا فرنسيس

MTV٢٦-٠٤-٢٠٢٥

في صباح وداعه الأخير، ينحني العالم بخشوع لروح رجل اختار أن يكون "خادماً للرجاء"، هو الذي لم يكتف بقراءة الكتاب المقدّس أمام المؤمنين بل عاش آياته: "من أراد أن يكون كبيراً فيكم فليكن خادماً لكم". هكذا قاد الكنيسة أوّل بابا يسوعي، ومن عمق الجراح الإنسانية، طبع حبريته بشكل مختلف.
يُشيَّع اليوم البابا فرنسيس فيما تبقى مواقفه وأقواله تتردد في الذاكرة. البابا الذي انتخب عام 2013، عايش حروباً في العالم، ووقف إلى جانب الفقير والمظلوم، كسر بروتوكولات، تقرّب من الشباب وحضّ على تخطّي الخصومات وعدم الحكم على الآخر، واللافت في حبريّته أكثر من محطّة أو موقف، تجلّت فيها رحمته، وحسّه الفكاهي وقربه من الشّعب.
منذ الأيام الأولى لحبريته، خطّ البابا سطوراً غير مألوفة في دفتر البابوية. ففي خميس الأسرار 2013، غسل وقبَّل أقدام 12 سجيناً، من بينهم شابتان ومسلمان، في مشهد رمزي للرحمة والتواضع وكسر القيود الطقسية. ولم تمضِ سنوات حتى كرَّر الركوع ذاته، لا أمام مذبح بل أمام زعماء جنوب السودان، وهنا دعا إلى التسامح والسلام.
فرنسيس لم يكن مجرد رأسٍ للكنيسة الكاثوليكية، بل كان صوتاً للعالم المنكوب. في 25 أيار 2014، في خلال زيارته بيت لحم، توقف فجأة عند الجدار الفاصل، رفع صلاة صامتة، وجمع لاحقاً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.
في أبو ظبي 2019، أصبح أول بابا تطأ قدماه أراضي شبه الجزيرة العربية، حيث وقّع "وثيقة الأخوة الإنسانية" مع شيخ الأزهر. وفي نهاية الزيارة، اخترقت طفلة الحراسة، فانحنى كجد عظيم ولمس رأسها. وفي العراق عام 2021، التقى المرجع الأعلى للشيعة السيد علي السيستاني، في لحظة حوارية بين الأديان غير مسبوقة، وفي عربة غولف بين الركام في الموصل، جلس صامتاً، مستمعاً إلى حكايات مسيحيين ومسلمين عاشوا الاضطهاد والترهيب.
وفي 8 كانون الأول 2022، خلال صلاة العذراء التقليدية في روما، انهمرت دموعه عندما تذكر الشعب الأوكراني قائلاً: "أيتها العذراء الطاهرة، كنت أتمنى أن أقدّم لك اليوم شكر الشعب الأوكراني... بدلاً من ذلك، أعود أحمل توسّلات الأطفال، الشيوخ، الآباء، والأمهات... تلك الأرض المعذبة. لكننا نعلم أنك معهم، كما كنتِ تحت صليب ابنك".
أما في كينشاسا عام 2023، فقد دعا أكثر من 65 ألف شاب إلى بناء مستقبل خالٍ من الفساد والتفرقة العرقية واللاثقة التي غذّت العديد من النزاعات الدامية في أفريقيا. وقاد الحشود بهتاف ارتجالي باللغة الفرنسية.
في الفاتيكان عام 2024، استقبل وفداً من أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، واستمع شخصياً لألم كل فرد، ومن كراسي الحضور اتّخذ بينهم صورة تذكاريّة كاسراً بذلك القواعد البروتوكوليّة، من دون أن ينسى أن يحمّل أمانة المتابعة العمليّة للقضيّة لأعلى مسؤول في دولته.
هو لم يتابع الأزمات والحروب والسياسة فحسب، بل كان البابا القريب من البسطاء، من الأطفال والشباب، من الضاحكين والمرهقين. في لقاء مع فريق "هارلم غلوبتروترز" عام 2015، حاول تدوير الكرة على إصبعه وسط ضحكات الحاضرين. وفي الطائرة إلى المكسيك، تلقى قبعة السومبريرو ومازح الصحافيين. التقى لاعبي NBA، وصافح "سبايدرمان" الذي يزور الأطفال المرضى، وأهدى طفلاً صغيراً قبعته البابوية.
وفي أحد اللقاءات، عندما سأله طالب مكسيكي عن ألم ركبته، قال مازحاً: "تحتاج إلى القليل من التيكيلا!"، فضجّ الجمهور بالضحك ومن بينهم الإكليروس.
أحبّ الطبيعة والكواكب، مداعباً شبل نمر في الفاتيكان، متحدثاً بروحانية مع رواد الفضاء وشارحاً عن أهميّة حماية الكوكب، ومتسلماً منهم بدلة فضائية تحمل اسمه "خورخي برغوليو"، وعلم الأرجنتين، ورموز الفاتيكان. فهو آمن أن الأرض هي بيت مشترك، وكلنا رعاة له.
اليوم، لا يُشيَّع البابا فرنسيس كرجل دولة أو زعيم طائفة، بل كضمير عالمي. هو الذي جسّد أهميّة أن يلبس الكرسي الرسولي ثوب الإنسان لا ثوباً آخر.
ما أعيد التذكير به في هذا المقال 20 موقفاً من مئات، لم تكن فقط مفاجئة، بل صادقة أيضاً.
يودّعه العالم على رجاء أن يبقى نوره يهدي من يأتي بعده، وأن يظل صوت الضمير لوجوه تبحث عن الكنيسة الفعليّة للمسيح في قلب الضجيج، الثرثرة، والتمجيد الفاني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا.. 8 ملايين مواطن كانوا مطلوبين من أجهزة نظام الأسد
سوريا.. 8 ملايين مواطن كانوا مطلوبين من أجهزة نظام الأسد

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 20 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

سوريا.. 8 ملايين مواطن كانوا مطلوبين من أجهزة نظام الأسد

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، أن أكثر من ثمانية مليون شخص، أي ما يقارب نحو ثلث الشعب السوري، كانوا مطلوبين من قبل أجهزة المخابرات والأمن التابعة للحكم السابق. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا خلال مؤتمر صحافي في دمشق إن "عدد المطلوبين تقريبا من النظام البائد لاسباب سياسية تجاوز ثمانية ملايين مطلوب". وأضاف: "نتحدث تقريبا عن أن لدى ثلث الشعب السوري قيود مطلوب فيها أمنيا عند مخابرات وأجهزة النظام البائد القمعية". تطرق البابا إلى أبرز التغييرات في الهيكلية التنظيمية للوزارة، مؤكدا العمل على إعادة حوكمة الإجراءات وأتمتة المعلومات وتجهيز بطاقات شخصية بهوية بصرية جديدة تواكب الجديدة، على حد قوله. وأعلن عن دمج جهازي الشرطة والأمن العام في جهاز واحد تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي في دمشق، ويرأسه قائد واحد هو وزير الداخلية، وتتبع له عدة مديريات في مختلف المناطق التابعة للعاصمة دمشق. وأفاد بأنه سيتم استحداث عدة إدارات لمتابعة الشكاوى بحق أجهزة الأمن وتأسيس إدارة خاصة للسجون والإصلاحيات، وإدارة حرس للحدود لتأمين سلامة حدود البلاد البرية والبحرية ومكافحة الأنشطة غير القانونية، وكذلك استحداث أكاديمية للعلوم الأمنية والشرطية. وأكد المتحدث باسم الداخلية السورية أنه سيتم إنشاء إدارة مهام خاصة تتألف من وحدات ذات تدريب عال لمواجهة مخاطر أحداث الشغب وعمليات احتجاز ، إضافة إلى استحداث إدارة الشرطة السياحية لتأمين المواقع السياحية وزوارها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ميقاتي أبرق إلى البابا لاوون الرابع عشر مهنئًا: إلتزامكم الراسخ بالسلام والعدالة مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش
ميقاتي أبرق إلى البابا لاوون الرابع عشر مهنئًا: إلتزامكم الراسخ بالسلام والعدالة مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش

LBCI

timeمنذ 2 أيام

  • LBCI

ميقاتي أبرق إلى البابا لاوون الرابع عشر مهنئًا: إلتزامكم الراسخ بالسلام والعدالة مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش

وجه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي برقية تهنئة الى قداسة البابا لاوون الرابع عشر. وجاء فيها: "ببالغ الاحترام والاعجاب، أتقدم بأحر التهاني على تنصيب قداستكم على رأس الكنيسة الكاثوليكية. لطالما ارتبط لبنان، أرض التراث الروحي الغني ومزيج الطوائف الدينية، بعلاقته الراسخة مع الكرسي الرسولي. إن انتخابكم، الذي يحمل الأمل والتجدد لملايين البشر حول العالم، يلقى صدىً عميقًا لدى الشعب اللبناني، ولا سيما إخواننا المسيحيين، الذين ينظرون إلى الفاتيكان كمنارة للإيمان والقيادة الروحية. في ظل هذه التحديات العالمية والتعقيدات الإقليمية، ندعو الله أن تتسم بابويتكم بالحكمة والرحمة، وأن تعزز الحوار بين المسيحيين والمسلمين. إن التزامكم الراسخ بالسلام والعدالة وكرامة كل إنسان هو مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش. بالنيابة عن نفسي، وبالمشاعر الصادقة التي يتشاركها الكثيرون في لبنان، أؤكد لقداستكم استمرار صلواتنا من أجل صحتكم ورسالتكم والمسؤوليات المقدسة الموكلة إليكم. بارك الله في قيادتكم وسدد خطاكم في خدمة الإنسانية بتواضع وكرم".

"الوفاء للمقاومة" هنأت بعيد المقاومة والتحرير: نحن على موعد مع جمهور الثنائي جنوبًا لتتويج الاستحقاق البلدي
"الوفاء للمقاومة" هنأت بعيد المقاومة والتحرير: نحن على موعد مع جمهور الثنائي جنوبًا لتتويج الاستحقاق البلدي

الديار

timeمنذ 3 أيام

  • الديار

"الوفاء للمقاومة" هنأت بعيد المقاومة والتحرير: نحن على موعد مع جمهور الثنائي جنوبًا لتتويج الاستحقاق البلدي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" جلستها الدورية اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وتباحثت في عدد من القضايا السياسية والنيابية والبلدية وشؤون تتصل بلبنان وفلسطين والمنطقة. وأشارت "الكتلة" في بيان الى ان "عيد المقاومة والتحرير، يطل يوم الخامس والعشرين من أيار هذا العام، ليؤكد من جديد، بما لا يدع مجالا للشك، ان خيار المقاومة هو الذي أنبت هذه الشجرة الطيبة، وأثمر النصر بتحرير الأرض من رجس العدوان، وأعاد لوطننا لبنان معاني العزة والكرامة والسيادة والاستقلال بعد ان رزح تحت وطأة الاحتلال قرابة عقدين من الزمن. واليوم إذ ترزح أجزاء إضافية من الوطن تحت الاحتلال بعد العدوان الصهيوني الأخير والمستمر، وإزاء تقاعس المجتمع الدولي والجهات الضامنة عن القيام بواجباتهم بإلزام العدو الالتزام بمندرجات آلية التفاهم حول القرار 1701 وتنفيذ بنودها، فيما التزم لبنان تنفيذها كاملة، فإن الاتفاق نفسه يعطي لبنان واللبنانيين الحق في الدفاع عن أنفسهم وسيادتهم وأرضهم ويثبت من جديد حقانية وضرورة وجدوى المقاومة". اضاف البيان "إن الكتلة ولمناسبة عيد المقاومة والتحرير، تتوجه لشعبها المضحي بأسمى التهاني وأطيب التحايا بالنصر الذي حققته سواعد المجاهدين وتضحياتهم، وصبر وصمود أهلهم، كما تسأل الله الرحمة وعلو الدراجات للشهداء القادة والمجاهدين والتبريك لعوائلهم، وكذلك لعوائل الجرحى والأسرى المحررين، وتؤكد التزامها استمرار العمل على تحرير بقية الأسرى وكشف مصير المفقودين خلال الحرب العدوانية الأخيرة"، مؤكدة أنه "حفاظا على سيادة لبنان وتثبيتا لنهج تحريره من العدوان، فإنها تشدد على ضرورة رفض مشاريع الإذعان والتطبيع مع الاحتلال وأي محاولة أو صيغة لتبرير أو شرعنة اعتداءاته". وعن نتائج الانتخابات البلدية في البقاع وبيروت وجبل لبنان والشمال، عبرت الكتلة "عن إرتياحها واعتزازها بأهل المقاومة ومحبيها الذين اثبتوا عبر تفاعلهم الإيجابي مع الثنائي الوطني رسوخ خيارهم في خط دعمها وولائهم لها، وأبوا إلا أن يحولوا هذه المناسبة الإنمائية إلى محطة من محطات الولاء والوفاء والثبات على نهجها، وهذا ليس غريبا أبدا على أهل البقاع، ولا على أهلنا في بيروت وجبل لبنان والشمال". وعن انتخابات الجنوب، قالت الكتلة "نتطلع إلى أهلنا وكل المؤيدين والحلفاء للثنائي الوطني الذين سيسهمون في تتويج خاتمة هذا الاستحقاق البلدي بالفوز الذي يؤمل أن يشكل حصانة لجميع أبناء المنطقة ويعود عليهم بالخير لجهة إعادة إعمار قراهم وإنمائها". ودعت الكتلة المسؤولين اللبنانيين "إلى التحلي بالوعي والتبصر الكامل بمصلحة البلد وأهله بعيدا عن ضغوط الإدارة الأميركية، وما تريده إنفاذا لتعهدها الدائم والثابت لمصلحة العدو "الإسرائيلي" على حساب لبنان واللبنانيين. ونؤكد على ضرورة أن تضع الحكومة هذه الإدارة أمام مسؤولياتها في ضمان وقف إطلاق النار، وتحميلها مسؤوليّة استمرار العدو في احتلاله وانتهاكاته واغتيالاته اليومية، فضلا عن ضرورة إلزامه وقف اعتداءاته التي تمنع اللبنانيين من إعمار الاعمار". ورأت الكتلة "في مناسبة تنصيب البابا الجديد ليو الرابع عشر وتوليه مهامه سانحة أمل في أن يتمكن رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم من تأدية دورٍ ريادي ومؤثر لنصرة المظلومين والمستضعفين وخدمة الفقراء، وإشهار موقف الحق والعدل والمحبة، في زمن ملأه الاستبداد والطغيان الدولي والاحتلال الاستيطاني العنصري بالظلم والعدوان".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store