
الحرب الناعمة والاحتلال المُقنَّع
حماس سعيد عبدلي
في ظل التحولات الثورية التي يشهدها العالم اليوم، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، طرأت ظواهر وأفكار جديدة تهدد النُسُق الثقافية والفكرية والسياسية للدول، بل والأمن على الصعيد العالمي، من خلال التطورات الرقمية التي أنتجت لنا حروب الجيل الخامس أو الحرب الناعمة المنذرة بتفكيك الروابط الاجتماعية وتهشيم البنية الثقافية وتمزيق اللحمة الوطنية. فهذه الحرب تعتمد على استبدال الإعلام بالدبابات، والعملاء بالجيوش، والاحتلال الفكري بالاحتلال العسكري، حيث يتم السيطرة على الذهن والوعي الجمعي للشعوب والجماعات. إذ تكرس هذه الحرب هزيمة الأفراد دون الحاجة إلى القوة العسكرية، مما يمهد الطريق لإخضاع الشعوب والدول. فمنذ القدم، مارست الدول تأثيرها ونفوذها على غيرها لتحقيق أهداف ثقافية وسياسية وعسكرية واقتصادية معينة، سواء من خلال القنصليات والسفارات، أو عبر الوسائل الثقافية والإعلامية المتنوعة. وهذا النوع من التأثير يتم على مختلف الأصعدة، سواء من قبل الأحزاب والمنظمات والكيانات السياسية، أو من قبل الشركات العابرة للقطرية. والمثير للاهتمام أنه لم تعترف أي دولة حتى الآن بممارستها هذا النوع من الحروب وانتهاجها له بشكل رسمي. كل هذه التطورات والتحولات الجيوستراتيجية تجعلنا نتساءل عن ماهية أو مفهوم هذا النوع من الحروب المختلف عن الحروب التقليدية التي عهدناها.
المفهوم:
يُعتبر مفهوم "الحرب الناعمة" من المفاهيم الحديثة التي ظهرت في عالم الحروب، وقد قدمه الأمريكي جوزيف ناي في كتابه "وثبة نحو القيادة" عام 1990، ثم جاء ليُعيد استخدامه في كتابه "مفارقة القوة الأميركية" عام 2002، قبل أن يطوره في كتابه الشهير "القوة الناعمة" عام 2004. ووفقًا لناي، فإن الحرب الناعمة تعني "استخدام كافة الوسائل المتاحة للتأثير على الآخرين بدون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية". هذا التعريف يعكس التحول في المفهوم التقليدي للحروب، من اعتمادها على القوة المدمرة، إلى أساليب أكثر هدوءً وذات تأثير غير مباشر. ومن هنا نلاحظ أن مصطلح الحرب الناعمة يتناقض ظاهريًا مع تعريف الحرب التقليدي، حيث إن الحرب الكلاسيكية غالبًا ما ترتبط باستخدام الأسلحة الفتاكة ذات القدرة التدميرية الهائلة. كما أن نتائجها تكون غالبًا مصحوبة بسفك الدماء ونهب الثروات وتدمير البنية التحتية للدول، أي تحقيق سيطرة مباشرة على الدول الخاضعة. في المقابل، تشير الحرب الناعمة إلى استراتيجية تسويقية تم صياغتها من قبل الأدبيات "الإمبريالية الحديثة" التي استبدلت وسائلا أكثر جذبًا وإثارة بالأدوات العسكرية الخشنة، مثل التكنولوجيا الحديثة، الإنترنت، الإعلام، المال، الفن، الرياضة، السينما، والثقافة. هذه الوسائل الجديدة تهدف إلى التأثير على عقول الشعوب المقهورة التي تعيش تحت نير الجهل والاستبداد والفقر، خاصة وأن هذا النوع الجديد من الحروب يتقنع تحت شعارات قد تجذب بعض الشعوب، فهو يتنكر تحت شعار التنمية والعولمة والتبادل الاقتصادي والفن والسينما والتي يصعب مقاومتها عكس الحرب التقليدية التي يمكن مواجهتا أو رفضها بسهولة من قبل الشعوب نظرا لوضوح أهدافها وسهولة تبينها. وفي هذا السياق، يشير الباحث حرز الله محمد لخضر إلى أن جوهر الحرب الناعمة يكمن في الاستغناء عن الدبابات بالإعلام، والجيوش بالعملاء، والاحتلال المادي بالاحتلال الفكري. وبالتالي، تكمن قوة الحرب الناعمة في تكريس هزيمة الأفراد والجماعات في أي مكان دون الحاجة إلى استخدام القوة العسكرية. كذلك نجد أن الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو قد قدّم تعريفًا آخر للقوة الناعمة، حيث وصفها بأنها "إجبار غير مباشر وسجال عقلي وقيمي يهدف إلى التأثير على الرأي العام داخل الدولة وخارجها". من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، روبرت غيتس، في عام 2007 أمام أعضاء الكونغرس، ضرورة تعزيز القوة الناعمة الأميركية من خلال "زيادة الإنفاق على الأدوات المدنية في الأمن القومي مثل الدبلوماسية، والاتصالات الاستراتيجية، وتقديم المساعدة الأجنبية، وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية '. ومع مرور الوقت، شهدنا تحولًا لافتًا في استراتيجيات الحروب التقليدية، حيث تم استبدالها بما يُسمى "الحروب الصامتة"، التي تتميز بمدى ونفوذ وتأثير عالٍ جدًا. هذه الحروب تتبع منهجية دقيقة للتخطيط والإعداد، وتهدف إلى تفريغ المجتمعات من داخلها وإضعافها وصولًا إلى تغيير الأنظمة المعادية للدول التي تعتمد هذه الأنماط من الحروب. ومن بين هذه الدول، تأتي الولايات المتحدة الأميركية في صدارة الدول التي تعتمد على هذا النمط من الحروب. فالتحول الذي شهده مفهوم الحرب الناعمة بدأ بعد الحربين في أفغانستان والعراق، حيث تكبدت الولايات المتحدة تكاليف باهظة على المستويين البشري والاقتصادي. لذلك توصل جوزيف ناي مع غيره من أعضاء المؤسسة الحاكمة إلى ضرورة تفعيل القوة الناعمة، مما يمثل انتقالًا استراتيجيًا من القوة الصلبة في ميدان المعركة العسكرية إلى القوة الناعمة في مجالات التفوق التكنولوجي، والثقافي، والإعلامي، والسياسي. وقد أصبح هذا الهدف الأساس لهذه الحرب الجديدة، رغم إيمان ناي بتفوق بلاده في المعدات والقدرات العسكرية.
استراتيجيات الحرب الناعمة:
يرى العديد من المحللين أن خطورة الحرب الناعمة تكمن في اعتمادها على العديد من الاستراتيجيات: أولاً، تتميز هذه الحرب بسرّيتها؛ فهي لا تُعلن بشكل رسمي ولا تُظهر أهدافها التي تكمن في السيطرة على العقول وتوجيهها دون أن يشعر الأفراد بذلك. هذه السرية تساهم بشكل كبير في نجاح الحرب الناعمة لأنها تتيح لها التغلغل دون مقاومة تذكر. ثانيًا، تتسم أسلحة الحرب الناعمة بأنها غير مرفوضة في المجتمع، حيث تستخدم وسائل متعددة كالأدوات التنموية والأخلاقية والثقافية. من أبرز هذه الأسلحة الفضائيات، ومواقع الإنترنت، والهواتف المحمولة، بالإضافة إلى بعض المدارس والجامعات التي ترتبط بالغرب، وكذلك منظمات المجتمع المدني غير الحكومية التي تساهم في نشر هذه الأفكار. وأخيرًا، تقوم الحرب الناعمة على ترويج شعارات جذابة وواقعية، حيث تدعو إلى مفاهيم يرغب الناس في تحقيقها. بحيث يتم خداع الأفراد وتحفيزهم على تبني هذه الشعارات، التي تبدأ في الانتشار بين الجماهير والنخب. ومن ثمة تنتقل هذه الأفكار من خلال وسائل الإعلام مثل الفضائيات والإنترنت، لتغزو فكر النخب والناشطين، وتكتسب قبولًا واسعًا ومطلبًا عامًا، مثل شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان.
أهدافها:
تسعى الحرب الناعمة إلى التأثير على العقول والأفكار والقيم والأخلاق والهويات والأديان وإعادة تشكيلها وفقا لأجندات الدول التي تقوم بشن هذا النوع من الحروب، وذلك من خلال التحريف والتزييف والتجريف، دون الحاجة إلى استخدام أي سلاح مادي عنيف. وتتجلى نتائجها في إحلال الفتن الطائفية بدل الهوية الوطنية الجامعة، وتشجيع تكوين جماعات من الخونة والمتعاونين الذين يخوضون حروبا بالوكالة، بالإضافة إلى تحطيم القيم الأخلاقية لدى مختلف فئات المجتمع من شباب ونساء ورجال. من جانب آخر، تستهدف حروب الجيل الخامس المنظومة الفكرية والثقافية للأفراد والمجتمعات. ورغم أن أدوات هذه الحرب قد تبدو ناعمة، إلا أنها أشد ضراوة وفتكًا، حيث تسعى إلى اختراق الكيان المجتمعي من داخله لا من خارجه عكس الحروب التقليدية. تستخدم هذه الحروب تقنيات اتصال فائقة التأثير بهدف غسل الأدمغة وإعادة تشكيل أفكار الأفراد وسلوكهم، ما يساهم في تنميط هذه الأفكار والسلوكيات. وتأكيدا على ذلك، فقد وصف أحد الصحفيين في مقدمة برنامجه "الحرب الناعمة وطرائق الغزو الجديدة" تأثيرات هذه الحرب، خاصة على دول العالم الثالث، قائلاً إنها تؤدي إلى تهشيم الهوية الوطنية، وتفكيك البنية الفكرية والثقافية لهذه المجتمعات، كما تزرع الشكوك في قدرتها على النهوض. ونتيجة لذلك، تصبح هذه المجتمعات في موقع المغلوب الذي يخدم الغالب في مختلف الاتجاهات. كل هذه الأهداف تدفعنا للتساؤل عن الأدوات أو المطايا التي يتم استخدامها من أجل تحقيق الأهداف سابقة الذكر؟
الأدوات:
تمثل وسائل الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى الفن والسينما والرياضة، الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها الحروب الناعمة لتحقيق أهدافها. وتتخذ هذه الحروب من الاختلافات الفكرية، الإثنيات، الطوائف، التنوع اللغوي والعرقي، والأيديولوجيات محاور للعمل على تأجيج النعرات وخلق الانقسامات بين المجتمعات. كما تهدف إلى نشر انحلال أخلاقي وزرع ثقافات مناوئة للقيم المحلية تمهيدًا لإخضاع الأجيال القادمة لرؤى القوى الإمبريالية، مما يؤدي في النهاية إلى تخريب أوطانهم وتنفيذ مخططات أعدائهم. لتنفيذ هذه الأهداف بنجاح، تتطلب الحرب الناعمة أدوات تقنية ومعرفية متقدمة، فضلاً عن جهود بشرية ضخمة في التخطيط والتحليل السياسي، إلى جانب أجهزة استخبارات متخصصة توفر المعلومات الأساسية. كما تتطلب تقنيات اتصال وإعلام قوية لتنفيذ استراتيجية دائمة التأثير. ومن أبرز أدوات هذا النوع من الحروب، الحرب النفسية أو البروباغندا التي تهدف إلى التأثير على العقول والمشاعر عبر أساليب نفسية محكمة تهدف إلى استثارة ردود فعل محددة في الطرف الآخر. إذ تُستخدم هذه الأساليب لتعزيز مواقف أو رؤى بعينها على حساب رؤى أخرى. وعلى عكس الحرب النفسية التقليدية، التي كانت تعتمد على أدوات محدودة مثل الإذاعات والجرائد، فإن الحرب الناعمة اليوم تستخدم أساليب أكثر تطورًا، مثل نشر الأخبار الزائفة وإغراء الناس بالشعارات المغرية التي تتبنى أسلوب الحياة الغربية الذي قد يتعارض مع القيم الجمعية للمجتمعات التي تستهدفها. كما لا يمكن إغفال الغزو الثقافي كأداة أخرى من أدوات الحرب الناعمة الذي يتم عبر زرع الشك في القيم والمفاهيم الاجتماعية والترويج لخطابات معينة مثل خطاب "التجديد الديني" و"مراجعة التراث" وغيرها والتي تكون مدعومة من مراكز بحثية غربية هدفها تنفيذ استراتيجيات الحرب الناعمة لحساب الدول الغربية التي تمولها. كل هذا يؤدي إلى تحول تدريجي في التقاليد والاعتقادات. وفي هذا السياق، تروج القوى المعادية لمجتمع عالمي مفتوح بلا ضوابط تحت شعار العولمة، حيث تسعى إلى تعميم النموذج الأمريكي القائم على الاستهلاك والهيمنة السياسية والثقافية. أما الإنترنت، فقد أصبحت من أبرز الجبهات في هذه الحروب، حيث يعمد إلى غزو الفكر من خلال محركات البحث التي توجه نتائجها وفقًا لأجندات محددة، مما يعكس التأثير العميق لهذه الأدوات الرقمية على الثقافة والهويات المحلية. ومع الانغماس الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل نشر مفاهيم وأيديولوجيات تخدم مصالح القوى الكبرى. فيما يتعلق بالوسائل الإعلامية والفضائية، فقد أصبحت أداة أساسية للتضليل، بل وتحولت غرف الأخبار في القنوات إلى غرف قيادة عسكرية، حيث تستخدم الأخبار الكاذبة والدعاية الموجهة لتشويه الحقائق وتوجيه الجمهور. كما تسهم البرامج التلفزيونية والمسلسلات في تعزيز حضور النموذج الغربي. فكيف كان تأثير الحرب الناعمة على العالم العربي الإسلامي؟
تأثيرات الحرب الناعمة على العالم العربي والإسلامي:
يمكن تلخيص الحرب الناعمة في الجملة الآتية "سَتَفْعَلُ ما أُريد بإرادَتِكَ"، فهي تدفع الشعوب أو الدول إلى القيام بأجندات دول أخرى وذلك بمحض ارادتها. ففي مقدمة برنامجه "الحرب الناعمة وطرائق الغزو الجديدة"، وصف أحد الصحفيين تأثيرات الحرب الناعمة على العالم الثالث بشكل دقيق، حيث أشار إلى أنها تؤدي إلى تهشيم الهوية الوطنية وتفكيك البنية الفكرية والثقافية، فضلاً عن التشكيك في قدرة المجتمعات على النهوض، مما يؤدي في النهاية إلى جعل هذه المجتمعات في خدمة الغالب، بحيث يصبح المغلوب دائماً خاضعاً للهيمنة في مختلف الاتجاهات. هذا الذي يفسر خضوع دول الجنوب أو العالم الثالث لدول الشمال باعتبارها محلا للهيمنة وهدفا لحروب الجيل الخامس. ويعتبر العالم العربي الإسلامي جزءا من دول الجنوب، وعلى مدار العقود الأخيرة، كان هذا الجزء من العالم مفتوحا لعمليات تفكيكية دقيقة ومدروسة. وقد نتجت عن هذه العمليات تهديدات طالت النظام الفكري والقيمي للمجتمعات. لكن، وقبل الحديث عن أي تدخلات خارجية، لا بد من الإشارة إلى أن السبب الرئيسي لهذا الوضع المزري يعود إلى الهشاشة الفكرية التي تعاني منها مجتمعاتنا، إضافة إلى انخفاض مستويات التعليم والبحث العلمي وانتشار الأمية والمرض والجهل، الأمر الذي يجعل العالم العربي والإسلامي من أكثر الشعوب القابلة للاستعمار على حد قول المفكر الجزائري مالك بن نبي. كما أن استحكام النظم الاستبدادية المنغلقة ساهم في جعل عناصر الهوية العربية والإسلامية عرضة للتحديات الناتجة عن العولمة و"التثاقف". هذا الوضع أسفر عن مظاهر الاغتراب الهوياتي، والاستلاب الثقافي، فضلاً عن الجمود الفكري، مما انعكس سلباً على بنية المجتمعات. وفي هذا السياق، تجلت هذه التهديدات في صورة العديد من الفتن المتجانسة التي طالت مختلف جوانب الحياة، متجاوزة في خطرها الأمن المجتمعي والفكري إلى تهديد الاستقرار السياسي. ولا يمكننا المرور دونما ذكر المثال الإيراني، إذ قامت إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية فيها سنة 1979 إلى اعتماد سياسة "تصدير الثروة" من خلال ترويج خطاب ولاية الفقيه وإنشاء قنوات إعلامية تروج للمشروع الإيراني في المنطقة العربية، الأمر الذي يفسر النفوذ الإيراني الآن على العديد من العواصم العربية. من جهة أخرى، فإن التوترات الإثنية التي تفاقمت بسبب التطرف الديني والإرهاب، والصراع بين الثنائيات اللغوية والعرقية (وهنا نستحضر النموذج العراقي والسوري)، والتعصب المذهبي، والتجاذبات الأيديولوجية الحادة، أصبحت تشكل تهديدا مباشرا للاستقرار الداخلي.
قصارى القول، إن الحرب الناعمة تمثل أداة استراتيجية معقدة وفعّالة في الصراعات الدولية الحديثة، حيث تسعى الدول والمجموعات الكبرى إلى تحقيق أهدافها من خلال التأثير على الثقافة والسياسة والاقتصاد بدلاً من استخدام القوة العسكرية المباشرة. ومع تزايد أهمية هذه الأدوات في عصر العولمة، من الضروري أن تتبنى الدول استراتيجيات مرنة لمواكبة تحديات الحرب الناعمة واحتواء تأثيراتها. كما يجب أن تُفهم الحرب الناعمة ليس فقط كأداة تأثير سياسي، ولكن كعملية مستمرة تشكل جزءًا من الصراع الشامل في النظام الدولي. وتبقى الإشكالية الأهم هي كيفية تطوير آليات دفاعية ونوافذ مبتكرة للرد على هذه الأنماط الحديثة من الصراع بما يتلاءم مع تطورات عالم اليوم الذي يتسم بالانفتاح والترابط بين الدول والثقافات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 2 ساعات
- المغرب اليوم
العربُ في خضم زمن جديد
احتفل العالم في الأيام القليلة الماضية، بمرور ثمانية عقود، على نهاية الحرب العالمية الثانية، وهزيمة الفاشية والنازية، وولادة عالم جديد بكيانات سياسية واقتصادية وآيديولوجيات جديدة. كانت أغلب البلدان العربية آنذاك، تحت الاستعمار أو الحماية والوصاية الأوروبية. الحرب العالمية الأولى أنهت الإمبراطورية العثمانية، التي حكمت الجزء الأكبر من المنطقة العربية، وبعدها جثم الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي، على مساحة واسعة من المنطقة العربية. لم يعرف العرب من قبل التكوين السياسي الذي يُسمى الدولة. بعد موجة الاستقلال قامت الكيانات الجديدة، التي تحمل أسماء تعبّر عن هوياتها الوطنية. كان النظام الملكي هو السائد في حكم التكوين الجديد. التنمية والتطور والسلم الاجتماعي، كانت الأهداف التي تتحرك نحوها الطموحات الوطنية. كان القادة من رجال عركتهم التجارب والمعاناة في زمن التسلط العثماني، والقمع الاستعماري والفقر والأمية. لم تكن لهم مؤهلات تعليمية عالية، ولكنهم امتلكوا الحكمة والفراسة. كان الهدف الأساسي لذلك الجيل من الملوك، هو أن يحققوا لأولادهم وأحفادهم، ما حُرموا هم منه على مدى زمن طويل. النسيج الاجتماعي في كيانات ما بعد الاستقلال، اختلف من بلد عربي إلى آخر. القبيلة هي الوعاء الجامع للسكان في القرى والواحات، أما المدن فكانت تضم شرائح ثقافية واقتصادية ومهنية متنوعة. الأحزاب السياسية لم تقم إلا في القليل من البلدان. ساد السلم الاجتماعي وانطلقت مسيرة التعليم، وترسخت قواعد الإدارة والقانون والأمن. بعد سنوات قليلة من تحقيق حلم الاستقلال، هبَّت عواصف عاتية على الكيانات الوليدة. أولها وأشدها كانت قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وهذا الجرح ظلّ غائراً في العقل والوجدان العربي. الجيش والعَلم والنشيد الوطني، هي العناوين لسيادة الأمة. أسست كل دولة عربية جيشاً لحماية وجودها وحدودها، لكن هذه المؤسسة المسلحة، تحولت في بعض الأقطار قوة استولت على الحكم. حدث ذلك والحرب الباردة العالمية بين الشرق والغرب على أشدها. اصطفت الأنظمة العسكرية إلى جانب الكتلة الشرقية، وارتفع في هذه الأنظمة صوت القومية العربية بشعاراتها وأناشيدها وآيديولوجياتها، وتبنت بعض تلك الأنظمة المسار الاقتصادي الاشتراكي، وبدأت حروب المخابرات العابرة للحدود. تسممت العلاقات السياسية بين الدول العربية، وخاض الإعلام معارك كلامية حادة، وطفحت عبارات الثورية التقدمية والرجعية العميلة... إلخ. اكتُشف النفط في عدد من البلدان العربية، وكان هذا الاكتشاف مصدراً لثروات كبيرة، تباينت سياسات استثمارها من بلد إلى آخر. هناك مَن أنفق تلك الثروة في تكديس السلاح والحروب، ومن سخَّرها للتنمية الشاملة في كل المجالات. دول عربية لم يهبها الله ثروات من باطن الأرض، لكنه وهبها ثروة العقل والحكمة، فحققوا لشعوبهم السلم الاجتماعي والاستقرار، ونجحوا في تحقيق تنمية بقدراتهم الوطنية. شهد العقدان الأخيران من هذا القرن، تطورات إقليمية وعالمية كبيرة، أعادت تشكيل المنظومات والتوازنات السياسية والاقتصادية الدولية. برزت الصين الشعبية قوةً اقتصادية وعسكرية عملاقة، والهند انطلقت في بناء قدراتها العلمية والاقتصادية والعسكرية، وعادت روسيا إلى لعب دور فاعل دولياً، وأوروبا المتحدة في كيان كونفدرالي، فرضت وجودها الدولي. أميركا اللاتينية لم تعد الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأميركية. المنطقة العربية لم يكن لها وجود يُحسب في النظام الدولي، وتُعدُّ من النتوءات والتخوم على خريطة النظام الدولي. لم تنجح المنطقة العربية، في بناء تكامل اقتصادي بينها، أو إقامة تكوين سياسي عامل. شعار الوحدة العربية الذي رفعته الأنظمة التي هتفت بالقومية، ابتلعته عاديات الزمن وتهاوت أنظمته، فزمننا المعيش لا مكان فيه لصخب العواطف وشعارات التعبئة الكلامية. أوروبا لم تتوحد تحت شعار القومية الأوروبية، بل جمعها تماثل فكرها وأنظمتها السياسية الديمقراطية، وتقدمها الاقتصادي والعلمي. اختراق استراتيجي، نقل منطقة الخليج العربي، من منطقة التخوم إلى المكان الفاعل في النظام الدولي الذي يتشكل الآن من جديد. بلدان الخليج أقامت مجلساً للتعاون، وبقي هذا المجلس ثابتاً وفاعلاً، رغم كل الهزات التي شهدتها المنطقة. دول مجلس التعاون العربي، تلعب اليوم دوراً عالمياً، عبر مبادرات السلام، ونجحت في عقد اجتماعات بين الخصمين، روسيا وأوكرانيا، حيث تم تبادل الأسرى بينهما، واستضافت المفاوضات بين أميركا وإيران، وتلعب دوراً كبيراً في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة. زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة، إلى ثلاث دول خليجية وعقد قمة مع قادة كل دول الخليج، وما تم الاتفاق عليه مع الرئيس ترمب، فتحا باباً واسعاً لدخول هذه الدول إلى عقل العالم الجديد. الخليج العربي ينطلق نحو زمن جديد بإنسان جديد.


يا بلادي
منذ يوم واحد
- يا بلادي
فرنسا: هل يمثل الإخوان المسلمون فعلا بوابة "التسلل الإسلامي"؟
بعد تبني قانون تعزيز الأمن الداخلي ومكافحة الانفصالية في فرنسا، يأتي الآن دور مواجهة ما يعرف بـ"التسلل الإسلامي" ضمن الجهود المبذولة للتصدي للإسلام الراديكالي. وفي هذا السياق، ناقش مجلس الدفاع والأمن الوطني يوم الأربعاء تقريرا بعنوان "الإخوان المسلمون والإسلام السياسي في فرنسا". وقد تم تسريب الوثيقة إلى الصحافة، وتحظى بدعم قوي من وزير الداخلية برونو ريتايو، حيث تشير إلى أن الفكر الإخواني يسعى لـ "السيطرة على مؤسسات السلطة" في فرنسا "من القاعدة إلى القمة". ويشير التقرير إلى أن هذا التسلل يتمثل في "التخفي" من خلال الانخراط في المجتمع المدني والمشاركة في الحياة العامة، بين الجمعيات وهيئات اتخاذ القرار، لفرض قواعد مستمدة من الشريعة الإسلامية على فرنسا، مما يتعارض مع المبادئ العلمانية والجمهورية. ويهدف التقرير المكون من 75 صفحة إلى توفير مفاتيح التحليل والفهم التي يمكن أن تعرقل مشروع الإخوان، في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2026 بسرعة. وفي أحد فصوله، يتناول التقرير الذي اطلعت عليه "يابلادي" فكرة "الفكر الإخواني" فيما يتعلق بالعلاقة "بين المسلم المؤمن في السياق الأقلية واللاأدري أو حتى الملحد"، والتي تعد "أكثر محدودية رغم المواقف الداعية للانفتاح المواطن". كما يتطرق إلى "تدني مكانة المرأة" و"تمجيد المرأة المحجبة"، وفقا لأيديولوجية "تستند إلى تحديد جنسي" تجعل "عدم الاختلاط قاعدة وتستغل الحجاب". هذه الفكرة تتماشى مع موقف برونو ريتايو الرافض لارتداء الحجاب، حيث جعله محورا رئيسيا، خاصة في مجال الرياضة من خلال التصويت على قانون في هذا الشأن في فبراير الماضي. وفي تصريحاته الأخيرة، أكد مجددا رغبته في حظر الحجاب أيضا في الجامعات. يتعمق التقرير في تحليله من خلال الحقائق المتعلقة بالأحداث الدولية أكثر من التركيز على النهج الاجتماعي والسياسي والقانوني على المدى الطويل. حيث يشير إلى أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" يظل "ينبوعا دائما للعداء للصهيونية، بل وحتى لعداء للسامية يظهر بشكل متزايد". وفي هذا السياق، يربط بين "حماس والمنظمة الدولية للإخوان المسلمين" بالعودة إلى سياق الحرب العالمية الثانية، وكذلك ظهور الفكر الإخواني في مصر وتطور هذا الخطاب خلال سنوات الخمسينيات. ينحرف العرض التاريخي بسرعة نحو استعراض تصريحات حديثة حول القضية الفلسطينية، لا سيما تلك الخاصة بالإمام المغربي المطرود من فرنسا، حسن إيكويسن. ثم يذكر "تصاعد الأنشطة المعادية للصهيونية في عدد من المساجد الفرنسية" منذ أكتوبر 2023، "بفضل الغضب الناجم عن الخسائر البشرية" الناتجة عن العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة. وفي سياق هذا التفكير، يتحدث التقرير عن "استراتيجية تواجد تجمع بين التخفي، والسعي للشرعية، وإدانة الإسلاموفوبيا". مشيرا إلى مفهوم "خادع" ووسيلة عمل"ظرفية"، يبرز الوثيقة أن مكافحة هذا التمييز ضد المسلمين ستكون "واحدة من الشعارات الرئيسية للإخوان المسلمين". الذين يستخدمونها "لتشويه التدابير المستوحاة من مبدأ العلمانية، التي تعرض على أنها جزء من 'عنصرية الدولة' التي تستهدف المسلمين وتدين السياسات الرامية لمكافحة التطرف العنيف والانفصالية الإسلامية". مع ذلك، تشير تحليلات سابقة ودراسات سوسيولوجية وتاريخية إلى أن الإسلاموفوبيا متجذرة في مفهوم صاغه علم الأنثروبولوجيا خلال القرن التاسع عشر، أي قبل نشأة جماعة الإخوان المسلمين في عشرينيات القرن الماضي بمصر. وفي تحليله، يذكر التقرير على وجه الخصوص حالة "التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا" (CCIF) الذي صدر في حقه مرسوم بالحل في 2 ديسمبر، وكذلك ظهور "مركز مكافحة الإسلاموفوبيا في أوروبا" (CCIE) قبله بفترة قصيرة، مبرزًا ما وصفه بـ"القدرة المستمرة على الإضرار". ويقدّر التقرير عدد الجمعيات المرتبطة بالتيارات الإسلامية والإخوانية في فرنسا بحوالي 280 جمعية. ويمضي التقرير إلى التأكيد على وجود "تداخل" بين الناشطين المناهضين للإسلاموفوبيا وتيار "ما بعد الاستعمار". بالأرقام.. التيار الإخواني يبقى أقلية من بين الأرقام الأخرى، يقدّر التقرير أن 139 مكانا للعبادة في فرنسا له ارتباطات بجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى 68 مكانا آخر "يعتبر قريبا من اتحاد مسلمي فرنسا"، موزعين على "55 إقليما"، إلا أنهم لا يمثلون سوى "7% من بين 2800 مكان عبادة إسلامي". ورغم أن هذه الأرقام تشير إلى طابع أقلي يخضع لرقابة السلطات، فإن ملاحظات بعض المتخصصين تُبرز وجود التباسات ونقائص منهجية في التقرير، بل وحتى تكرارا لتحاليل سبق تقديمها في السنوات الماضية. وقد علّق نيكولا كادين، المقرر العام السابق لمرصد العلمانية، على ذلك قائلا إن التقرير يتضمن "بدهيات، وخلطا، وتبسيطا مفرطا، وإعادة صياغة لأفكار قديمة... بعضها صحيح، وبعضها الآخر لا يمت للواقع بصلة". وعبر منصة "إكس"، أشار الخبير في قضايا العلمانية والتضامن إلى نقص في المراجع الأكاديمية، وانحيازات سياسية، وتقديرات تقريبية، ومشاكل في البنية. وأضاف "مع ذلك، يظل التقرير يحتوي على تقييمات كلاسيكية وغير إشكالية كثيرا، سواء بشأن تنظيم معين أو بشأن تدخلات أو تأثيرات خارجية. وعلى عكس ما يقال ويشاع، لا شيء في هذا التقرير مفاجئ، إلا إذا كان القارئ لم يتابع الموضوع من قبل". كما أشار إلى وجود "تقديرات عبثية تماما، ولا تستند إلى أي مصدر، وهو ما يعد إشكالا خطيرا في تقرير رسمي". وأحال نيكولا كادين على المصدر الأصلي، وهو تقرير مرصد العلمانية لسنتي 2019-2020، لبيان كيف تم إعادة استخدام أفكار تتعلق بتسهيل دفن المسلمين في فرنسا، وتعزيز دراسات الإسلام، والأطر الدينية، والتكوينات في مجال العلمانية. وأوضح أن بعض هذه الأفكار "بديهية"، مثل تعزيز "الحوار بين الأديان وبين القناعات، ومراقبة التدفقات المالية الأجنبية، وتوضيح التدخلات الخارجية عبر المعلومات الإقليمية". الدعوة إلى تجاوز ربط الظاهرة بالإخوان المسلمين لـ"فهم أعمق" وفي سلسلة تغريدات، أشار كادين إلى أن "الاختراق المزعوم في قطاعات مختلفة، والذي يعد محورًا رئيسيًا في التقرير، غير موثق"، ويتناقض إلى حد بعيد مع تقرير وزارة الداخلية لسنة 2024، الذي كان يستند إلى مصادر موثوقة. وفي هذا الإطار، أعرب عن أسفه لما وصفه بـ"توظيف سياسي مذهل" لخدمة "أجندة سياسية بمشاركة مؤسفة من عدد كبير من وسائل الإعلام (التي يبدو أنها لم تطلع لا على هذا التقرير ولا على تقارير سابقة أكثر جدية)". كما انتقد غياب توصيات عملية كثيرة من شأنها أن تُفضي إلى مواجهة حقيقية لأي تطرف أو إسلام سياسي، بعيدًا عن التركيز الحصري على جماعة الإخوان المسلمين. وأرجع هذا القصور إلى "عدم معالجة جذور ودوافع اللجوء إلى الدين" باعتباره "قيمة ملاذ" للعديد من المواطنين، سواء بسبب هشاشتهم، أو كردّ فعل على العلمنة، أو نتيجة "فشل الأيديولوجيات العلمانية (الرأسمالية، الشيوعية، الاشتراكية، إلخ)"، أو بسبب "البحث عن هوية في ظل الشعور بالرفض". ويفسر الفقيه التوترات الشديدة التي تستهدف الإسلام بشكل خاص، وتضخمها بعض وسائل الإعلام، بالسياق الأمني المرتبط بالهجمات الإرهابية (والتي تخلط بشكل مخجل بالممارسة العامة للإسلام)، و"استيراد النزاعات"، و"ضعف الاختلاط الاجتماعي والثقافي الذي يُفضي إلى الانغلاق والأحكام المسبقة"، و"الماضي الاستعماري"، و"غياب هيكلة واضحة للممارسة الدينية"، فضلًا عن "التطرف الديني الناتج عن تأثيرات خارجية". وبعيدا عن التشخيص، اقترح نيكولا كادين عددا من السبل، من بينها: تبني دبلوماسية أكثر "هجومية في مواجهة التدخلات الأيديولوجية الخارجية"، وتعبئة أجهزة الاستخبارات مع تحسين تكوينها في مجالات الإسلام، والوقائع الدينية، والعلمانية، فضلا عن "تعزيز الشعور بالانتماء إلى المواطنة المشتركة عبر الاعتراف بجميع الثقافات الحاضرة على أراضي الجمهورية ومساهمتها فيها"، وغيرها من المفاتيح العملية.


كش 24
منذ 3 أيام
- كش 24
القوات المسلحة الملكية تخلد ذكرى الجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية
مثلت مديرية التاريخ العسكري، القوات المسلحة الملكية في احتفالات الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية بفرنسا والذكرى الخامسة والثمانين لمعركة جومبلو ببلجيكا. وجاءت هذه المشاركة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وترأس اللواء يوسف المهدي، رئيس مديرية التاريخ العسكري لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يومي 08 و11 ماي 2025، بمعية مسؤولين فرنسيين وبلجكيين، هذه الاحتفالات بكل من بلديتي شامبيري وسانت أندري بفرنسا، وبلديتي جومبلو وشاستر ببلجيكا. وتمّ خلال هذه الاحتفالات التي عرفت حضور شخصيات مدنية وعسكرية وازنة، من المغرب وفرنسا وبلجيكا، إضافة إلى عدد من قدماء المحاربين الفرنسيين والبلجيكيين وعائلاتهم، عزف النشيد الوطني لكل من المغرب وفرنسا وبلجيكا، قبل الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الواجب ووضع أكاليل من الزهور على النصب التذكارية بالمواقع المذكورة. تلى هذا البروتوكول المتّبع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تلاوة كلمات استحضرت مناقب الجنود المغاربة والفرنسيين والبلجيكيين إلى جانب دول الحلفاء الأخرى، مع التركيز على استبسال جنود وحدات الرّماة والكوم المغاربة وتقديم بعض الشهادات الحيّة لمواطنين أوروبيين عاشوا تلك الأحداث وجاوروا الجنود المغاربة في ساحات القتال.