logo
هكذا تفكر إسرائيل؛ أمّا 'نحن'

هكذا تفكر إسرائيل؛ أمّا 'نحن'

رؤيا نيوزمنذ 2 أيام
ما جرى في السابع من أكتوبر لم يكن بالنسبة لإسرائيل مجرد هجوم دموي مفاجئ، بل لحظة مفصلية أعادت تعريف عقيدتها الأمنية وحدود مشروعها الإقليمي، لحظة شبيهة إلى حد بعيد بما شكّلته أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة للولايات المتحدة. فور وقوع هجوم طوفان الأقصى، لم يتردد بنيامين نتنياهو في مقارنته بما حدث لأميركا في 11 سبتمبر.
لم تكن هذه المقارنة مجرد خطاب تعبوي، بل تعكس رؤية استراتيجية أعمق، إذ يوظف نتنياهو الصدمة لإطلاق مشروع إسرائيلي قديم متجدد، يقوم على إعادة صياغة البيئة الأمنية والسياسية في المنطقة، بما يضمن لإسرائيل أمناً شبه مطلق في محيط منزوع السلاح وخالٍ من أي مصادر تهديد.
بعد أحداث 11 سبتمبر استغل المحافظون الجدد (في البيت الأبيض) الصدمة لتنفيذ مشروع «القرن الأميركي الجديد» الذي كانت قد أعدته مجموعة من مراكز الأبحاث بقيادة شخصيات مثل بول وولفيتز وويليام كريستول وروبرت كاجان. تأسس المشروع عام 1997 تحت اسم «مشروع القرن الأميركي الجديد» بهدف إعادة صياغة النظام الدولي وضمان الهيمنة الأميركية، وكانت العراق وسورية وإيران في قلب التصور، وقد تحوّل الحادي عشر من سبتمبر إلى الذريعة المثالية لتسريع تنفيذه عبر غزو العراق وإعادة رسم خرائط المنطقة. نتنياهو اليوم يفعل شيئاً مشابهاً، إذ يرى في طوفان الأقصى فرصة تاريخية لتسريع مشروعه الذي لم يعد مرتبطاً بحدود غزة وحدها، بل يطال الجنوب السوري ولبنان وإيران وغزة وحتى التوازنات السياسية في تركيا والدول العربية.
من يتابع خطاب نتنياهو ووزرائه يدرك أن إسرائيل لم تعد تكتفي بردع خصومها، بل تسعى إلى إعادة هندسة الجغرافيا السياسية للمنطقة. في الجنوب السوري، قال نتنياهو بوضوح: «لن نسمح بوجود أي قوات عسكرية تهدد حدودنا في الجنوب السوري، ولن نعود إلى المعادلة القديمة»، وأكّد وزير الدفاع يوآف غالانت أنّ إسرائيل ستعيد رسم الواقع هناك بما يضمن أمنها الاستراتيجي، وهو ما يعني عملياً منع الجيش السوري من العودة إلى مناطقه السابقة وفرض ممر آمن يربط السويداء بالجولان وفق الرؤية الإسرائيلية.
في لبنان، لم تعد القضية مقتصرة على تحجيم حزب الله أو إضعافه، بل الحديث بات صريحاً عن نزع سلاحه بالكامل وإنهاء قدرته الصاروخية التي تشكّل تهديداً مباشراً لإسرائيل. أما في غزة فلا يدور النقاش حول إعادة الإعمار أو تحسين الأوضاع الإنسانية، بل حول «اليوم التالي» الذي يتضمن إخراج حماس كلياً ونزع سلاح المقاومة وتحويل القطاع إلى كيان منزوع القوة والسيادة، وتحت الهيمنة الأمنية الإسرائيلية.
حتى فكرة الدولة الفلسطينية المقترحة في إعلان نيويورك الأخير فهي منزوعة السلاح، لإرضاء نتنياهو، ولن يرضى ولن يقبل بذلك، وقد تخطت إسرائيل أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية، ما هو مسموح به فقط كانتونات وتهجير طوعي وقسري للفلسطينيين!
أما إيران، فالمعركة معها مفتوحة حتى تحجيم قوتها الصاروخية وإزالة خطرها عن إسرائيل، فيما لا يمكن استبعاد أن تمتد الاستراتيجية الإسرائيلية إلى التأثير في المشهد السياسي التركي وضبطه بما يضمن وجود حكومة أكثر انسجاماً مع المصالح الإسرائيلية، وربما الضغط بطرق مختلفة على بعض الدول العربية مهما كانت صفتها «الصديقة» لتل أبيب.
هذا المشروع لم يعد شخصياً مرتبطاً ببقاء نتنياهو، بل أصبح أقرب إلى حالة شبه إجماع داخل المؤسسة الإسرائيلية والنخب السياسية، ولن يأتي يائير لبيد أو نفتالي بينيت أو غيرهما ليعيد إسرائيل إلى ما قبل 8 اكتوبر 2023..
ما يجري اليوم ليس سلسلة تكتيكات أمنية مؤقتة، بل مخطط استراتيجي طويل الأمد يهدف إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة وتكريس إسرائيل قوة إقليمية مطلقة. وفي ضوء ذلك، لا يعود السؤال المطروح: ماذا تريد إسرائيل؟ بل: كيف نفكر «نحن» (من نحن؟! هو سؤال آخر لا توجد لدينا إجابة عنه) في مواجهة هذا المشروع الذي يُعاد تنفيذه خطوة خطوة في وضح النهار؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: من المهم أن تنضم جميع دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات إبراهيم
ترامب: من المهم أن تنضم جميع دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات إبراهيم

الرأي

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرأي

ترامب: من المهم أن تنضم جميع دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات إبراهيم

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إنه من المهم انضمام دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات إبراهيم، وإن ذلك سيضمن السلام في المنطقة. وكتب ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "الآن وبعد القضاء التام على الترسانة النووية التي تصنعها إيران، من المهم جدا بالنسبة لي أن تنضم جميع دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات إبراهيم". وتعقدت جهود توسيع نطاق هذه الاتفاقيات بسبب ارتفاع عدد القتلى والمجاعة في غزة.

الحكومة اللبنانية تجتمع الخميس لاستكمال البحث في نزع سلاح حزب الله
الحكومة اللبنانية تجتمع الخميس لاستكمال البحث في نزع سلاح حزب الله

الرأي

timeمنذ 2 ساعات

  • الرأي

الحكومة اللبنانية تجتمع الخميس لاستكمال البحث في نزع سلاح حزب الله

تعقد الحكومة اللبنانية جلسة جديدة الخميس لاستكمال البحث في نزع سلاح حزب الله، بعدما كلّفت الجيش إعداد خطة لذلك قبل نهاية العام على وقع ضغوط أميركية تتعرض لها السلطات، في خطوة لقيت رفضا مطلقا من الحزب. ويخصص اجتماع الخميس الذي يعقد عند الثالثة عصرا (12,00 ت غ) في القصر الجمهوري، لبحث مضمون مذكرة حملها المبعوث الأميركي توم باراك، تتضمّن جدولا زمنيا لنزع سلاح الحزب المدعوم من طهران، والذي كان قبل المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان. وعلى وقع ضغوط أميركية وخشية من توسيع إسرائيل ضرباتها المتواصلة على لبنان على رغم اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الثلاثاء "تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي بيد الجهات المحدّدة في إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الاعمال العدائية وحدها"، على أن يتمّ "عرضها على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها". وأدرجت الحكومة قرارها الذي وصفه خصوم الحزب بأنه "تاريخي"، في إطار تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة أميركية وأنهى الحرب بين حزب الله واسرائيل في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. ونصّ على حصر حمل السلاح بالأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية الرسمية. وسارع الحزب الذي تلقى خلال الحرب خسائر كبرى على صعيد البنية العسكرية والقيادية، الى رفض القرار الأربعاء. وقال إن الحكومة ارتكبت "خطيئة كبرى في اتخاذ قرار يُجرّد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي"، مضيفا "سنتعامل مع هذا القرار كأنَّه غير موجود". وانسحب وزيران محسوبان على الحزب وحليفته حركة أمل من جلسة الثلاثاء، احتجاجا على القرار، بينما تغيّب اثنان آخران بداعي السفر. وتضم الحكومة الحالية خمسة وزراء شيعة، أربعة منهم محسوبون على حزب الله وحليفته امل. ولم يتضح إذا كانوا سيشاركون في الجلسة الخميس. ويطالب حزب الله بأن تنسحب اسرائيل من خمس مرتفعات في جنوب لبنان أبقت قواتها فيها بعد سريان وقف إطلاق النار، وأن توقف ضرباتها، من بين شروط أخرى، قبل نقاش مصير سلاحه داخليا ضمن استراتيجية دفاعية. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء إنّ أيّ قرار في ما يتّصل بخطة الحكومة "سيعود في نهاية المطاف إلى حزب الله"، مضيفا "نحن ندعمه عن بُعد، لكنّنا لا نتدخّل في قراراته". من جهته، جزم إيرج مسجدي، مساعد قائد فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، بأن نزع سلاح الحزب "لن يكتب له النجاح". وقال وفق مقطع مصور نشرته وكالة تسنيم "إنها خطة أميركية صهيونية. وبرأيي، لن يُكتب لها النجاح أبدا". ونقلت صحيفة الاخبار المقربة من الحزب الخميس عن "أوساط سياسية مطلعة" أن في حوزة الحزب وحليفته حركة أمل "مجموعة من الأوراق السياسية التي يمكن تفعيلها في حال لم تتراجع الحكومة عن قرارها، تبدأ بالانسحاب من الحكومة، وقد تتوسّع نحو سحب الثقة منها داخل مجلس النواب". وسبق لإسرائيل التي أوقعت ضربات شنتها على جنوب لبنان الأربعاء قتيلين، أن توعّدت بمواصلة عملياتها في حال لم تنجح السلطات بنزع سلاح الحزب.

إسرائيل تعلن الحرب على طلاب المدارس اليهودية
إسرائيل تعلن الحرب على طلاب المدارس اليهودية

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

إسرائيل تعلن الحرب على طلاب المدارس اليهودية

اتهم الحاخام دوف لاندو، الزعيم الروحي لحزب "ديغل هتوراه"، الحكومة الإسرائيلية بشن حرب على طلاب المدارس الدينية بعد اعتقال متهربي تجنيد، محذراً من "صراع عالمي غير مسبوق". اذ جاء ذلك وسط مشاورات بين فصائل حريدية لتوحيد الموقف، فيما أعلن الحزب انسحابه من الائتلاف احتجاجاً على تجاهل قانون إعفاء طلاب التوراة من الخدمة العسكرية. وتعود جذور الأزمة إلى عام 1948، حيث بدأ إعفاء الحريديم من التجنيد، فيما تطالب المحكمة العليا الآن بإلغاء هذا الامتياز، مما يهدد استقرار الحكومة الإسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store