logo
ليس مجرد خطأ بل انهيار استراتيجي.. قراءة في جذور كارثة 7 أكتوبر

ليس مجرد خطأ بل انهيار استراتيجي.. قراءة في جذور كارثة 7 أكتوبر

فلسطين أون لاينمنذ يوم واحد
ترجمة عبد الله الزطمة
يرى العقيد (احتياط) الدكتور حنان شاي أن أحداث السابع من أكتوبر لم تكن نتيجة خطأ موضعي أو تقدير استخباري خاطئ، بل جاءت نتيجة انهيار طويل الأمد في العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي، بدأ منذ مطلع الألفية الثالثة، عندما تحوّل الجيش الإسرائيلي من جيش مناورة هجومية إلى جيش يعتمد أساسًا على الردع والنيران بعيدة المدى.
وفي مقال تحليلي نُشر اليوم الأحد على موقع "القناة7"، أشار شاي إلى أن العقيدة العسكرية الإسرائيلية الأصلية كانت تستند إلى "القضاء على التهديدات خارج الحدود عبر حروب وقائية حاسمة"، إلا أن هذا النهج تآكل تدريجيًا، خاصة بعد الانسحاب من جنوب لبنان وغزة، وتبني ما وصفه بـ"وهم الردع بالنيران الذكية"، دون القدرة على الحسم الميداني.
بحسب شاي، أدى تركيز الجيش على النيران البعيدة والاستخبارات إلى تراجع مهارات القيادة والمناورة الميدانية، وتحول التفكير العسكري إلى عملية بيروقراطية تستند إلى "بنوك أهداف" بدلًا من فهم منظومة العدو وهزيمتها ميدانيًا. ويرى أن هذا التحول أضعف قدرة الجيش على خوض معارك حاسمة، وخلق فراغًا استراتيجياً استغله الخصوم في غزة ولبنان.
ويضيف أن الفشل في حرب لبنان الثانية عام 2006، وعدم تنفيذ توصيات لجان التحقيق اللاحقة، خاصة لجنة فينوغراد، أسهم في ترسيخ هذا التوجه العقيم، ما مهد الطريق أمام مفاجأة 7 أكتوبر، عندما نجحت حماس في اختراق الحدود ومهاجمة التجمعات الإسرائيلية بجرأة غير مسبوقة.
يؤكد شاي أن التهديد كان معروفًا، ومذكورًا في تقارير استخبارية، مثل وثيقة "أسوار أريحا"، مشيرًا إلى أن غياب العمق الحدودي والاعتماد على "الدفاع داخل الأراضي الإسرائيلية" ترك مستوطنات الجنوب مكشوفة لأي هجوم مباغت، في غياب قدرة على الردع الفعّال أو المناورة السريعة.
يرى شاي أن الإخفاق لا يقتصر على الجانب المهني، بل يتجاوزه إلى الفشل الأخلاقي، إذ اعتبر الامتناع عن إزالة التهديدات المعروفة مسبقًا، "سلوكًا يُشبه التواطؤ مع الخطر"، ويشكل خرقًا للواجب الأخلاقي المتمثل في حماية الحياة وفق القانون الأساسي الإسرائيلي.
ويخلص إلى أن ما جرى هو "انهيار عقائدي ومهني طويل الأمد"، وأن تصحيحه يتطلب إعادة بناء جذرية للعقيدة القتالية، تبدأ بإعادة الاعتبار للمناورة البرية والتفكير العسكري الاستراتيجي، كما أشار إلى أهمية إعادة فتح مراكز التدريب المغلقة منذ التسعينيات كمؤشر على إدراك القيادة لهذا الخلل.
كارثة 7 أكتوبر، في نظر شاي، ليست نتاج غفلة لحظية أو خطأ استخباري، بل نتيجة تراكمية لعقود من الانحراف العقائدي والمهني داخل الجيش الإسرائيلي، وهو ما يجعل معالجتها أكثر تعقيدًا من مجرد تغيير في الوجوه أو التكتيكات.
المصدر / فلسطين أون لاين

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المكتب الحكومي: أقل من 15% من المُساعدات تصل إلى غزَّة وسط فوضى أمنيَّة متعمَّدة
المكتب الحكومي: أقل من 15% من المُساعدات تصل إلى غزَّة وسط فوضى أمنيَّة متعمَّدة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 29 دقائق

  • فلسطين أون لاين

المكتب الحكومي: أقل من 15% من المُساعدات تصل إلى غزَّة وسط فوضى أمنيَّة متعمَّدة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الاثنين، أن 266 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع خلال الأيام الثلاثة الماضية (الجمعة، السبت، الأحد)، من أصل 1,800 شاحنة متوقعة، مشيرا إلى تعرض معظمها للنهب والسطو في ظل ما وصفه بـ"فوضى أمنية متعمدة" يصنعها الاحتلال. وأشار المكتب في بيان صحفي، إلى أن إجمالي الشاحنات التي دخلت غزة على مدار 22 يوما لم يتجاوز 1,937 شاحنة، مقارنةً بالكمية المفترضة البالغة 13,200 شاحنة، أي أقل من 15% من الاحتياجات الفعلية، ومعظم هذه الشحنات تعرضت للنهب والسرقة. وأوضح، أن القطاع يحتاج يوميًا إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون شخص، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية بسبب الحرب المستمرة. وأكد، أنَّ الاحتلال يمنع إدخال شاحنات المساعدات بكميات كافية، ويواصل منع تأمين ما يدخل من شاحنات، ويواصل إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية. وحمَّل المكتب الحكومي الاحتلال وحلفاءه كامل المسؤولية عن الكارثة الإنسانية، داعيًا الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى التحرك الجدي لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات. ونشر المكتب الحكومي إحصائية (22 يوماً) بأعداد الشاحنات التي دخلت إلى قطاع غزة منذ إعلان الاحتلال السماح بإدخال المساعدات ابتداءً من يوم الأحد 27 يوليو 2025 على النحو التالي: 1. الأحد 27 يوليو 2025: (73 شاحنة) 2. الاثنين 28 يوليو 2025: (87 شاحنة) 3. الثلاثاء 29 يوليو 2025: (109 شاحنات) 4. الأربعاء 30 يوليو 2025: (112 شاحنة) 5. الخميس 31 يوليو 2025: (104 شاحنات) 6. الجمعة 1 أغسطس 2025: (73 شاحنة) 7. السبت 2 أغسطس 2025: (36 شاحنة) 8. الأحد 3 أغسطس 2025: (80 شاحنة) 9. الاثنين 4 أغسطس 2025: (95 شاحنة) 10. الثلاثاء 5 أغسطس 2025: (84 شاحنة) 11. الأربعاء 6 أغسطس 2025: (92 شاحنة) 12. الخميس 7 أغسطس 2025: (87 شاحنة) 13. الجمعة 8 أغسطس 2025: (83 شاحنة) 14. السبت 9 أغسطس 2025: (95 شاحنة) 15. الأحد 10 أغسطس 2025: (124 شاحنة) 16. الاثنين 11 أغسطس 2025: (103 شاحنات) 17. الثلاثاء 12 أغسطس 2025: (98 شاحنة) 18. الأربعاء 13 أغسطس 2025: (76 شاحنة) 19. الخميس 14 أغسطس 2025: (60 شاحنة) 20. الجمعة 15 أغسطس 2025: (85 شاحنة) 21. السبت 16 أغسطس 2025: (92 شاحنة) 22. الأحد 17 أغسطس 2025: (89 شاحنة) ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات بات الفلسطينيون يسمونها "مصائد الموت"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا. وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 شهيدًا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصا، بينهم 110 أطفال. المصدر / فلسطين أون لاين

"إسرائيل" بدأت في رحلة الانتحار
"إسرائيل" بدأت في رحلة الانتحار

فلسطين أون لاين

timeمنذ 29 دقائق

  • فلسطين أون لاين

"إسرائيل" بدأت في رحلة الانتحار

د. مازن النجار تركت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة آثارها البالغة على الكيان الصهيوني ذاته وآفاق استمراره. وقد عبر عن أزمته الوجودية كتاب وجنرالات وصحفيون وسياسيون، إسرائيليون وغربيون، تناولوا جوانب عديدة لأزمة الكيان يصعب حصرها جميعا. بعضها يتعلق بحرب طويلة جدا وغير مسبوقة في تاريخ الكيان، وأدت لإنهاك اقتصادي وتكاليف باهظة وتعطيل الإنتاج الضروري لإسناد الجهد الحربي؛ بسبب استدعاء مئات الآلاف من أفراد وتشكيلات الاحتياط، مما دفع شركات للإغلاق والهجرة، وراكم الديون وإصدار سندات الكيان محليا ودوليا. وبعضها تناول افتقاد الأهداف والإستراتيجية العسكرية في حرب عبثية طويلة استنزفت القوات العاملة وقوات الاحتياط، واضطرت قيادة الأركان لتمديد فترة خدمة قوات الاحتياط مرات، مما استنزف قدرة الكيان العسكرية، بما يتجاوز كافة الحروب السابقة، مما يحيل مزاعم نتنياهو بتغيير خرائط المنطقة، احتلالا وتوسعا واقتلاعا، إلى عبث. تهميش البقرة المقدسة يفاقم الأمرَ خلاف شديد وتبادل اتهامات وصراخ وتلاسن خرج للعلن مبكرا بين قيادة سياسية بلا وجهة، وبين قيادة عسكرية وأمنية متورطة بجرائم حرب وإبادة وتجويع ودمار شامل، وانهيار الثقة بين القيادتين، وحملة رئيس الوزراء وحلفائه، من دعاة الإبادة ومعسكرات الاعتقال والاقتلاع، على الجيش (بقرة "إسرائيل" المقدسة)، وقيادته وإهانتها واتهامها بالعجز والفشل وتحميلها وحدها كافة مظاهر الإخفاق منذ اندلاع طوفان الأقصى. وتزداد الأزمة تفاقما بعزل القيادة العسكرية عن دائرة صنع القرار السياسي وتهميشها، خاصة بعد اختتام عملية "عربات جدعون" التي لم تنجز إلا التدمير والإبادة والتجويع، وتكبدت خسائر فادحة. ويزداد السخط لدى مئات الخبراء والقادة العسكريين والأمنيين السابقين الذين يمثلون العقل الإستراتيجي الصهيوني، ما يؤكد ضياع الإجماع حول شؤون الأمن، ومصير المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي. يتزامن ذلك مع انقسام المجتمع الصهيوني عموديا بين علمانيين (يُرمز لهم بمملكة إسرائيل التوراتية) ومتدينين (مملكة يهوذا)، كما وقع بعد انقسام مملكة داود وسليمان. وساءت الأمور أكثر وانتشرت الكراهية بينهما بعد انقلاب نتنياهو وحلفائه على المحكمة العليا ونقض صلاحياتها في مراقبة الحكومة، مما أثار اليهود العلمانيين بالكيان والغرب. وتضاعف الانقسام دينيا وسياسيا بعد طوفان الأقصى واندلاع احتجاجات واسعة متواصلة في تل أبيب والمدن ضد تجاهل حكومة نتنياهو أسرى الكيان، ويتعرض المتظاهرون يوميا لعنف أنصار اليمين والشرطة، اعتقالا وسحلا بالشوارع، إذ يغلب على المحتجين الطابع العلماني المناقض لليمين الديني والقومي وائتلافه الحاكم. احتلال غزة: لا إجماع ولا إقرار مهني! يقول الصحفي الإسرائيلي المخضرم ومحرر "معاريف"، بن كاسبيت، أن "إسرائيل منذ تأسيسها دأبت على شن حروب واتخاذ خطوات إستراتيجية خطيرة ومثيرة للجدل، ولكن بعد استيفاء شرطين: الأول إجماع (وطني) واسع، والثاني إقرار القيادة المهنية لكبار الخبراء ومسؤولي الأمن. وفي الحالات القصوى، لم يكن ممكنا الاكتفاء بأحدهما. أما في حالة "احتلال غزة"، فلم يتحقق أي منهما. فلا إجماع ولا إقرار مهني! ورغم ذلك، يلعب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بهذه اللعبة التي اشتراها للكهانيين الذين استولوا على حكومته. لكن اللعبة تم شراؤها بـ"أموالنا"، وقد نفقد السيطرة عليها، فتصبح لعبة من الجحيم". وجاءت حملة تجويع أهل غزة، التي دفعت أكثر من مليوني إنسان إلى كارثة إنسانية ومجاعة تجاوزت كل مستويات الجوع ومقاييسه ومراحله المعتمدة أمميا ودوليا، لتُدخل الكيان الصهيوني مرحلة جديدة بل أزمة كبيرة مع النظام العالمي الإمبريالي الذي أنشأ المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي ذاته، وتعهده قرنا كاملا، بالحصانة من العقوبات والدعم السياسي وأدوات الإبادة، ومنحه الضوء الأخضر لارتكاب جرائم الحرب والاحتلال والتطهير العرقي والقتل الجماعي بشكل أدهش قادة الكيان، فغرهم وورطهم في شرور أعمالهم. من أبرز تطورات العامين الماضيين هو انكشاف السردية الصهيونية أمام العالم وسقوط مزاعمها وديباجاتها وأساطيرها أمام الرأي العام الغربي بخاصة، وظهور القصة الحقيقية أو الجريمة التاريخية لتأسيس المشروع الصهيوني ونكبة فلسطين على أنقاض شعبها بالحديد والنار والاقتلاع وعشرات المذابح، لإحلال شعب محل شعب، وتاريخ محل تاريخ، وثقافة محل ثقافة، وكل منها إبادة بحد ذاتها. ليست حربا.. بل مهزلة دامية بدوره، قدم يوآف بن إلياهو، المحلل الأمني والإستراتيجي، خطابا صادما من نادي الصحافة الدولي بقلب تل أبيب، في اليوم 663 من الإبادة في غزة، وأمام صحفيين إسرائيليين ودوليين، وبثته مباشرة عدة قنوات: "أيها السادة، 663 يوما من القصف، 663 يوما من الموت والدمار، من الخداع والتضليل، من رفع الشعارات الكاذبة: "سنمحو حماس"، "سنعيد الردع"، "سنستعيد رهائننا".. وها نحن اليوم نقف أمام مرآة الحقيقة، عراة تماما من أي إنجاز. فإسرائيل لم تنتصر. إسرائيل غاصت في مستنقعٍ صنعته بيديها. كل ما فعلناه خلال 663 يوما هو تحويل قطاع غزة إلى أطلال، لكننا لم نحطم فيه إلا صورة إسرائيل الأخلاقية والعسكرية. أين الردع؟ أين الإنجاز؟ أين الرهائن؟ أين الخطة؟ لا شيء. نتنياهو! هذه ليست قيادتك. هذه جريمتك. رئيس الحكومة استخدم دماء الجنود والرهائن والضحايا من الجانبين كورقة انتخابية. دخل الحرب بدون هدف، ولا يعرف كيف يخرج منها. والنتيجة؟ أكثر من 4000 جندي قتيل، شلل اقتصادي وأمني داخلي، عزلة دولية تتزايد، وصورة "إسرائيل" كدولة احتلال فقدت السيطرة. فشل استخباراتي غير مسبوق. بدأت الحرب بانهيار أمني يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولم تنتهِ لأنه لا أحد يعرف أين تبدأ المقاومة وأين تنتهي. "حماس" وغيرها من الفصائل تقاتل من أنفاق لا نهاية لها، بنظام لامركزي، وبعقيدة لا نملك أدوات لفهمها. نحن نحارب أشباحا بعقلية حرب 1973. فالمقاومة الفلسطينية ليست مجرد مليشيا، بل هي نموذج حرب جديد. إنها مرنة: تضرب وتعود. تفقد القادة وتعيد التنظيم. تحظى بحاضنة شعبية كاملة رغم الكارثة الإنسانية. تتفوق في الإعلام والحرب النفسية علينا. وتقاتل بروح نحن لا نملكها: لأنهم لا يخافون الموت، ونحن نخشاه. وماذا فعلنا نحن؟ قتلنا عشرات آلاف البشر بينهم آلاف الأطفال، ولم نكسر عزيمتهم. هدمنا بيوتهم، فقط لنرى مقاوميهم يعودون من تحت الركام. اعتمدنا على طائراتنا، ففقدنا السيطرة على الأرض. تجاهلنا الرأي العام العالمي، فخسرنا قلوب حتى أقرب حلفائنا. أيها السادة، لا يمكن كسب حرب ضد شعب يقاتل من أجل وجوده، بينما نحن نقاتل من أجل صورة على شاشة "القناة 12″. الوقت لا يعمل لصالحنا. الرهائن لن يعودوا بالقنابل. والردع لن يُستعاد بالمذابح. والرسالة الأخيرة: إن لم تتوقف هذه الحرب الآن، فإن الخسارة المقبلة لن تكون في غزة.. بل في تل أبيب نفسها. إن لم نكسر غرور هذه الحكومة، فإن المقاومة ستكسر بنيتنا من الداخل. شكرا لكم… وليشهد التاريخ أن بعضنا نطق بالحقيقة، قبل أن تتحطم تماما في صمت الأغلبية".. انتهى. الطريق نحو الحرب الأبدية ونقلت هآرتس عن المحلل العسكري، عاموس هرئيل، أن خطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة تضع "إسرائيل" على طريق (آمنة) نحو حرب أبدية. أما محلل يديعوت أحرونوت العسكري، آفي يسخاروف فيقول: من المؤكد أن الحرب في غزة ستدرس في المدارس والكليات العسكرية، بعنوان "هكذا لا تحسم حربا". "إن الفشل الذريع للحكومة الإسرائيلية في ترجمة النجاح العسكري التكتيكي إلى إنجازات سياسية إستراتيجية هو خطأ فادح لا يقل، إن لم يكن أكبر، عن فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول، على الأقل، فوجئنا حينها. لكن في إدارة الحرب؟ كان كل شيء واضحا ومعروفا". وبحسب تقرير أوليان شيشي بالقناة N12، انضم رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، لموقف رئيس الأركان إيال زامير في نقاش مجلس الوزراء، وعارض خطة رئيس الوزراء لاحتلال غزة، كما أبدى رئيس الموساد تحفظاته على هذه الخطوة، ودعا إلى مواصلة المفاوضات بشأن صفقة الرهائن. وخلال استراحة، اندلعت مواجهة حامية الوطيس بين وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش. قال هنغبي بجلسة مجلس الوزراء: "لست مستعدا للتخلي عن إنقاذ الرهائن. لا أفهم كيف يمكن لأي شخص شاهد فيديوهات الأسيرين الجائعين إيفيتار [ديفيد] وروم [براسلافسكي]، وكل ما نُشر قبلها، أن يؤيد مقولة "كل شيء أو لا شيء". هذا يعني التخلي عن فرصة إنقاذ ما لا يقل عن عشر رهائن فورا، لأن حماس لن تلتزم بهذا الأمر. وأضاف هنغبي أن "وقف إطلاق النار سيُتيح محاولة التوصل لاتفاق بشأن العشر المتبقين. أتفق تماما مع رئيس الأركان على أن السيطرة على مدينة غزة تُعرض حياة الرهائن للخطر، لذلك أعارض اقتراح رئيس الوزراء". سموتريتش: إذا لم نتجه نحو احتلال كامل وإذا فعلنا ذلك لمجرد التوصل لاتفاق، فلن يكون الأمرُ مُجديا. إذا كان الأمر كذلك، فإن خطة رئيس الأركان هي الأفضل حقا. بن غفير: يجب ألا نتوقف بمنتصف الطريق. الرسالة التي تتلقاها حماس باستمرار هي أن الكرة بيديها. يجب أن نمضي قدما حتى النهاية. رئيس الأركان: ستكون حياة الرهائن في خطر إذا شرعنا في خطة لاحتلال غزة. ليس لدينا أي ضمانات بعدم تعرضهم للأذى في مثل هذه الحالة. إذا كان هذا ما تسعى إليه، فأقترح عليك أن تُخرج عودة الرهائن من أهداف الحرب. بن غفير: نريد قرارا. هناك إحاطات مستمرة من المسؤولين العسكريين. أنتم تابعون للمستوى السياسي. تعلموا من الشرطة كيفية الامتثال لقرارات المستوى السياسي. سموتريتش: يجب ألا نتوقف بمنتصف الطريق. إذا سعينا لاتفاق مؤقت، فستكون هزيمة. مآلات وتهديدات وجودية أفلتت قيادة المشروع الصهيوني من سيطرة المؤسسة الصهيونية العلمانية التقليدية، (العقلانية) بموازين الإمبريالية ومعايير المركز الغربي الإمبراطوري، وأصبح المشروع والكيان كلاهما تحت سيطرة أقلية قومية دينية تحكمها غيبيات استيطان وهمية وأساطير الإبادة في العهد القديم، وخرافات ملاحم بني إسرائيل وشرائع التلمود الوثنية العنصرية وتعاليم إله العنف الوثني "يهوه". ومآلات ذلك بالغة الخطورة تهدد وجود واستمرار الكيان الصهيوني ذاته. وهذا هو التطور الطبيعي للمشروعات الاستيطانية الإمبريالية القائمة على العنف العنصري والفاشية والإبادة. اختطفت هذه الأقلية الكيان الصهيوني، وابتزت نتنياهو واليمين العلماني، واستغلت تمحوره حول ذاته ونرجسيته ورعبه من السجن نتيجة فساده، فاتخذته رهينة ومعه الكيان الصهيوني كله، وصادرت الديمقراطية اليهودية المزعومة، ديمقراطية سفينة القراصنة، وباتت عمليا تنفرد بقرار الكيان، وقد تقطع الحبل السُري الذي يربطه بالنظام الإمبريالي العالمي. وهذا بدا جليا في العزلة المفروضة على الكيان، وانقلاب جمهور الشارع الغربي عليه، واعتباره كيانا فاشيا قائما على الإبادة والعنصرية. والأخطر هو انفراط العقد (الاجتماعي)، أو بالأحرى الاستيطاني، بين الكيان الصهيوني ومستوطنيه، بزعم أنه مأوى يهود العالم وحصنهم، بترك الأسرى الإسرائيليين يواجهون مصيرهم في غياهب أنفاق غزة وقد استحالوا هياكل عظمية وجيفا تنتظر الاحتضار! بعد أيام من حدث 7 أكتوبر/تشرين الأول، عُرض فيلم توثيقي (حصري) لأعضاء الكنيست، فأغمى على بعضهم من هول الصدمة؛ لكن في لحظة نادرة، وبعد مشاهدة العنف العدمي الذي أوقعته آلة الحرب الإسرائيلية على (الرهائن) من مستوطني غلاف غزة، قال يائير لبيد، زعيم المعارضة بالكنيست، الذي لم تُعرف عنه الحكمة: "إسرائيل ليست دولة أخلاقية، وليست قوة إقليمية، ولن تنتصر في الحرب"! وعندما أعلن نتنياهو نواياه الحقيقية، ونيته تغيير خرائط المنطقة بالحروب، قال لبيد: "نتنياهو سيحارب الجميع ويهزم الجميع في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل"! تبدو لحظة الإبادة الإسرائيلية، بتعبير عبدالوهاب المسيري، "لحظة نماذجية" مثالية لفهم سيرورة وأزمات مشروعات الاستيطان، وتمثل مسارا استيطانيا وحيدا نحو حل نهائي لأزمة المشروع الصهيوني: الوجود الفلسطيني، والمقاومة، وعقم استخدام الإبادة ضد حقٍ لا يقبل الإبادة!

7 آلاف مواطن مهددون بالتهجير القسري من بادية القدس
7 آلاف مواطن مهددون بالتهجير القسري من بادية القدس

معا الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • معا الاخبارية

7 آلاف مواطن مهددون بالتهجير القسري من بادية القدس

القدس - معا- أعلنت محافظة القدس، اليوم الاثنين، أن نحو 7 آلاف مواطن يعيشون في 22 تجمعاً في بادية القدس، يواجهون خطر التهجير القسري، جراء تنفيذ مشروع الاستعمار الإسرائيلي المعروف بـE1 إلى جانب مشروع شارع السيادة. وأضافت، إضافة إلى المشروع الاستعماري سيعزل ويفصل تجمعَي جبل البابا ووادي جمل عن بلدة العيزرية بشكل شبه كامل، حيث يقطن في هذين التجمعين نحو 100 نسمة. وكان وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أعلن قبل عدة أيام موافقته على بناء آلاف الوحدات الاستعمارية ضمن المخطط الاستعماري في المنطقة "E1"، الواقعة شرق القدس، ما يعني ضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وتقويض وحدتها الجغرافية والسكانية، وتكريس تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة بعضها عن بعض. وبحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الانسان في الأرضي المحتلة "بيتسيلم"، سيؤدّي تنفيذ مخططات البناء في منطقة E1 إلى خلق تواصل عمرانيّ بين مستوطنة معاليه أدوميم وبين القدس، وسيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أجزاء الضفة الغربية، وسيمس بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store