
فرنسا.. مسلمو «أميان» يؤدُّون صلاة العيد وسط صدمة مقتل مهاجرين
احتشد أمس، نحو ثلاثة آلاف مُصلٍّ في ملعب مجاور لأكبر مسجد في مدينة أميان شمالي فرنسا لأداء صلاة عيد الأضحى.وحل العيد هذا العام، بعد أيام قليلة من الصدمة التي تعرَّض إليها مسلمو فرنسا؛ بسبب مقتل الشاب أبو بكر سيسي في مسجد قرب مدينة نيم جنوب شرق البلاد، والتونسي هشام الميراوي قرب مدينة تولون.جريمتان عززتا الشعور بالعنصرية لدى المسلمين.ووسط نسمات باردة، توجه المسلمون نساءً ورجالًا، شيبًا وشبابًا وأطفالًا إلى الملعب المجاور لمسجد «الفتح» أكبر مساجد المدينة، لأداء صلاة عيد الأضحى، الشعيرة الأكبر للمسلمين.أقيمت الصلاة في الملعب المجاور للمسجد لضيق مساحته، ولاستيعاب الآلاف من المصلين.وحل عيد هذا العام في جو من الصدمة وسط المسلمين، بعد أيام قليلة من مقتل الحلاق التونسي هشام الميراوي في منطقة «لوفار» قرب مدينة تولون الساحليَّة، جنوب شرق البلاد، على يد رجل فرنسي مسلَّح.فيما تحقق الشرطة في الجريمة على أنَّها «إرهابيَّة على صلة بالعنصريَّة».وفي جنوب شرق البلاد أيضًا قرب مدينة نيم، قتل المهاجر المالي أبو بكر سيسي، وهو يصلِّي في مسجد في جريمة عرفت إدانة واسعة في البلاد رُبطت أيضًا بالعنصريَّة.والجريمة التي أزهقت روح المهاجرين أحدثت صدمة كبيرة في صفوف الجالية المسلمة في فرنسا، البلد الذي توجد به أكبر جالية مسلمة في أوروبا.وفي باب الملعب، كان ريجيس دوبي المعروف باسم «جيلالي»، رئيس جمعية مسجد الفتح، في استقبال المصلين.وقال هذا الفرنسي (60 عامًا) الذي اعتنق الإسلام منذ ثلاثة عقود عن عيد هذا العام: «على غرار عيد الفطر، قررنا تنظيم الصلاة في الملعب لاستيعاب كل المصلِّين. فمسجد أميان لا يستطيع أنْ يستوعب أكثر من 300 شخص. لكن هنا في الملعب استقبلنا 3000 مُصلٍّ في صلاة عيد الفطر، والعدد نفسه تقريبًا خلال صلاة عيد الأضحى».وأضاف بخصوص الجريمتين اللتين وقعتا في جنوب شرق فرنسا: «لا يوجد أيُّ مسجد بفرنسا في منأى عن التعرض لهجوم «إرهابي».يجب أنْ نبقى حذرين في خضم الأحداث خلال الأسابيع الماضية ولا نصاب بالبارانويا».وخصصت محافظة المدينة سيارات وعناصر شرطة لتأمين الصلاة وفق «جيلالي» الذي تابع: «أودُّ أنْ أشكر مديرية الشرطة التي خصصت لنا حماية أمنية ظاهرة للعيان. وهي أكثر من المعتاد خصوصًا في صلاة الجمعة والأعياد».أمَّا عمر الزواوي ( 55 عامًا) يعمل موظفًا في بلدية أميان منذ 15 عامًا فأكَّد أنَّه بات يتوخَّى حذرًا أكبرعندما يذهب إلى المسجد، خصوصًا في أيام الجمعة.وقال لوكالة فرانس 24: «شعرت بصدمة كبيرة بعد مقتل المصلِّي أبو بكر سيسي في جنوب البلاد. لكن رغم ذلك وحتى قبل وقوع هذا الحدث، كنت أتوخَّى الحذر عندما أتوجَّه للمسجد».أميان، فرنسا في 6 يونيو 2025.عمر التيس «عنصرية في العمل وفي الشارع»، وبعيدًا عن الحياة المهنيَّة، يؤكد الزواوي، أحمر البشرة، وصاحب العينين الخضراوين، أنَّه تعرض لمواقف عنصرية في حياته اليوميَّة، خصوصًا بسبب لهجته المختلفة.وقال في هذا الشان: «في إحدى المرَّات، كنتُ جالسًا في مقهى مع أصدقاء أحد أصحابي. وعندما بدأوا يطلقون شتائم عنصريَّة عن العرب، لم يتوقعوا بأنَّني عربيٌّ أيضًا، وذلك بسبب لون بشرتي وعينيَّ. لكن فاجأتهم وقلت لهم أنا أيضًا عربيٌّ».ويحمِّل اليمين المتطرف ممثَّلًا في حزب التجمع الوطني، المهاجرين مسؤوليَّة عجر الموازنة في البلاد، ويطالب بتقليص المساعدات الاجتماعيَّة المقدَّمة لهم، وعدم منح بطاقات إقامة للمهاجرين غير النظاميِّين والتقليص من تدفق المهاجرين.بات التجمع الوطني الحزب الأول في فرنسا من حيث الشعبيَّة، وحصل على عشرة ملايين صوت في آخر انتخابات تشريعية في الصيف الماضي.وفي منطقة «لا سوم» التي تتبع لها مدينة أميان، تحصل اليمين المتطرِّف على 44 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى، و47 بالمئة في الثانية.وفي خطبة العيد، ركز الإمام الطيب لفقير، 65 عامًا، على قيم التسامح ومكارم الأخلاق وصلة الرحم التي يدعو إليها الإسلام.وقال «العيد هو يوم فرح وعبادة وسرور. في عيد هذه السنة، أقول لمسلمي فرنسا، إننا دعاة لله. ننشر الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى الوسطيَّة والاعتدال. ننشر الإسلام الذي يرى أنَّ الناس جميعًا أبناء آدم. وفي حال حدوث أيِّ اعتداء، فلا نحمل المسؤولية للشعب الفرنسي بأكمله، بل لمرتكبه فقط. فالشخص غير المعتدل لن يفهم نفسه في الحياة، ولن يعرف قيمة الإنسان. في كل الأحوال، يجب على المسلم أنْ يكون يقظًا، وعليه أنْ يحافظ على نفسه وعلى إخوانه. فالمسلم لا ينتقم ولا يظلم. الظلم في ثقافتنا جريمة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 4 ساعات
- سعورس
عضو مجلس النواب البحريني: القيادة السعودية ترسم ملامح موسم حج متميز
وأكد النعيمي أن ما وفرته المملكة العربية السعودية من إمكانات وتنظيم رفيع، وإجراءات متكاملة، يعكس التزامًا ثابتًا ومسؤولية دينية وتاريخية عميقة تجاه الحجاج من مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن الحجاج البحرينيين لمسوا عن قرب هذه العناية الفائقة منذ وصولهم إلى الديار المقدسة وحتى أداء مناسكهم بكل يُسر وسهولة. وأعرب النعيمي عن بالغ تقديره للمستوى الرفيع من الخدمات المقدمة في جميع المراحل، سواء على مستوى النقل أو الإقامة أو التنظيم الأمني والصحي، مؤكداً أن تلك الجهود ليست غريبة على المملكة العربية السعودية، التي دأبت على تسخير كل طاقاتها لخدمة الإسلام والمسلمين. كما تقدم النعيمي بخالص التهاني والتبريكات إلى القيادة السعودية الرشيدة بمناسبة نجاح موسم الحج، مؤكدًا أن ماتحقق من إنجازات على مختلف المستويات يعكس رؤية واضحة وإرادة صادقة لتعزيز مكانة المملكة الريادية في رعاية الحجاج وخدمة الحرمين الشريفين. واختتم تصريحه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يديم على المملكة العربية السعودية نعمة الأمن والاستقرار، ويبارك في قيادتها الحكيمة، ويحفظها ذخراً للإسلام والمسلمين.


المناطق السعودية
منذ 10 ساعات
- المناطق السعودية
وزير الشؤون الإسلامية يستقبل شخصيات إسلامية من فرنسا والمملكة المتحدة ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين
استقبل معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، في مقر الوزارة بمشعر منى أمس، زادرا جيلالي، وزادرا محمد من الجمهورية الفرنسية، والشيخ منّ الله من المملكة المتحدة، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفذه الوزارة. وسأل معاليه, الله -عز وجل- أن يتقبل منهم حجهم، وأن يجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا. من جهتهم، أعرب الضيوف عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- على ما يقدمانه من جهود عظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، مثمنين استضافتهم ضمن البرنامج، وما حظوا به من عناية واهتمام. وأشادوا بالخدمات المتكاملة والتسهيلات الكبيرة التي وفرتها المملكة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، مما مكّن الحجاج من أداء مناسكهم في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة، مؤكدين أن ما شاهدوه من تنظيم وتهيئة يعكس حرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم للمناسك.


صحيفة سبق
منذ 13 ساعات
- صحيفة سبق
مشعر منى.. مفتي عام المملكة يستقبل الشيخ صالح بن حميد
استقبل سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، بمقر إقامته في مشعر منى بمكة المكرمة، إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، الذي هنأه بعيد الأضحى، سائلًا الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير والبركات.