
نتنياهو ومحاولة إنقاذ إرثه السياسي عبر إيران
بعد ثمانية أشهر من تراجع مكانته عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة جديدة لإعادة تشكيل صورته الداخلية والدولية، مدفوعةً بتصعيد غير مسبوق مع إيران. وبينما يواجه اتهامات جنائية، وتراجعًا في شعبيته، ومذكرات توقيف دولية، تعزز الحرب الحالية الخطاب الذي لطالما تبناه: أن إيران تمثل التهديد الوجودي الأول لإسرائيل.
وفي حين أن نتائج المواجهة مع إيران لم تُحسم بعد، إلا أن اللحظة السياسية قد تمنح نتنياهو شريان حياة نادر، في توقيت حاسم قبل انتخابات إسرائيلية محتملة خلال العام المقبل.
فرصة أخيرة
وفي الداخل، يُنظر إلى الحرب على إيران كفرصة أخيرة لنتنياهو لإعادة صياغة إرثه قبل أن تنهيه صناديق الاقتراع أو مسار المحاكم. لكن خبراء يشيرون إلى أن أي مكاسب سياسية قد تتبدد مع استمرار الخسائر البشرية في غزة، وفشل تحقيق انتصار حاسم أو إعادة الرهائن.
ويشبّه بعض مساعديه وضعه الحالي برئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، الذي قاد بريطانيا للنصر في الحرب العالمية الثانية، ثم خسر الانتخابات مباشرة بعد انتهائها.
ورغم الزخم الجديد، لا تزال تحديات نتنياهو الداخلية قائمة. فالقضية الجنائية المتعلقة بتهم الفساد، واستمرار الحرب في غزة، ووجود رهائن لدى حماس، تجعل مستقبله السياسي مفتوحًا على سيناريوهات متباينة. ووفقًا لاستطلاعات رأي نُشرت خلال الأسبوع الماضي، فإن حزب الليكود بزعامة نتنياهو سيجد صعوبة في تشكيل ائتلاف حاكم إذا أجريت الانتخابات حاليًا.
وبينما يعتبره بعض الإسرائيليين منقذًا أمنيًا في مواجهة إيران، يُنظر إليه في الأوساط الدولية على أنه زعيم يفتقر إلى الشرعية الأخلاقية، خاصة بعد صدور طلبات توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
المشهد السياسي
وعقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل، الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص، بدا نتنياهو فاقدًا للسيطرة. واجه انتقادات داخلية لاذعة، وُجّهت إليه اتهامات بالإهمال الأمني، وسُجل أدنى مستويات التأييد الشعبي في مسيرته. ورفض تحمّل المسؤولية المباشرة، وألقى باللوم على الأجهزة الأمنية، وسط دعوات شعبية متصاعدة لإجراء تحقيقات عامة.
لكن الهجوم الإيراني الأخير والتدخل الأميركي المباشر في استهداف منشآت نووية داخل إيران منحه فرصة لتفعيل موقعه السياسي مجددًا، مستندًا إلى سردية أمنية أكثر اتساقًا مع خطابه السابق.
صعود جديد
ومنذ ولايته الأولى في التسعينيات، بنى نتنياهو مسيرته السياسية على التحذير من البرنامج النووي الإيراني، واعتباره الخطر الأكبر على أمن إسرائيل. كرر هذا الطرح في كل منبر دولي، من الكونجرس الأمريكي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث رفع في إحدى المرات رسمًا كاريكاتيريًا لقنبلة إيرانية قيد التشكيل.
وبينما اتُّهم بالتضخيم أو صرف الانتباه عن أزمات داخلية، يرى حلفاؤه اليوم أن الواقع يتقاطع مع تحذيراته القديمة. وأكد مقربون منه، منهم مساعده السابق أفيف بوشينسكي، أن نتنياهو اليوم «ينقذ إرثه»، ويثبت أن نهجه تجاه إيران لم يكن مبالغة.
وأدى الهجوم الذي شنته حماس إلى هزة عميقة في التصورات الأمنية الإسرائيلية. فقد تبنّى نتنياهو على مدار سنوات سياسة «احتواء» حماس، وسمح بمرور مساعدات مالية من دول وسيطة كجزء من إستراتيجية تهدئة. إلا أن تلك السياسات اصطدمت بأكثر هجوم دموي شهدته إسرائيل منذ تأسيسها.
وأثار هذا التحول تساؤلات حول مدى فعالية أولويات نتنياهو الأمنية، وخصوصًا اتهامات بتجاهل التهديد القريب في غزة لصالح التركيز الإستراتيجي على إيران.
دعم مرحلي
وشكّل التدخل الأميركي الأخير في إيران ـ الذي قاده الرئيس دونالد ترامب ـ دفعة سياسية لنظام نتنياهو. ورأى مراقبون أن ظهوره صبيحة الهجوم الأميركي، وهو يشكر ترامب بابتسامة لافتة، لم يكن فقط تعبيرًا عن انتصار إستراتيجي، بل أيضًا عن لحظة إعادة تموضع سياسي داخلي.
ومع أن دعم واشنطن حاسم في هذه المرحلة، إلا أن محللين يحذرون من ربط مصير نتنياهو السياسي بهذا التغيير المؤقت، خاصة أن العلاقات الإسرائيلية الأميركية تبقى عرضة لتغيرات مزاج الإدارة الأميركية والكونجرس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 29 دقائق
- العربية
ترامب قال إن وقف إطلاق نار "كاملاً وشاملاً" بين إسرائيل وإيران سيدخل حيز التنفيذ
تراجع الدولار ، اليوم الثلاثاء، بينما ارتفع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران، في نبأ أسعد المستثمرين وأثار موجة من الإقبال على المخاطرة في الأسواق. وقال ترامب إن وقف إطلاق نار "كاملا وشاملا" بين إسرائيل وإيران سيدخل حيز التنفيذ بهدف إنهاء الصراع الدائر منذ 12 يوما بين الجانبين، وذلك بعد لحظات من تبادل الطرفين التهديدات بشن هجمات جديدة. وأكد مسؤول إيراني وقطري أن طهران وافقت على وقف إطلاق النار، فيما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق في اتصال مع ترامب على وقف إطلاق النار ما دامت إيران ملتزمة بوقف هجماتها، وفقًا لـ "رويترز". وارتفع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر على خلفية هذه الأنباء، وزاد في أحدث التداولات 0.35% إلى 0.6483 دولار، كما صعد الدولار النيوزيلندي 0.37% إلى 0.5998 دولار. وانخفض الدولار على نطاق واسع في أعقاب هذه الأنباء، بعدما استمد دعما الأسبوع الماضي من الطلب على الملاذ الآمن. وانخفضت العملة الأميركية 0.21% مقابل الين إلى 145.79. وصعد اليورو 0.21% إلى 1.1602 دولار، وارتفع الجنيه الإسترليني 0.18% إلى 1.3551 دولار.


العربية
منذ 29 دقائق
- العربية
الذهب عند أدنى مستوى في أسبوعين بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
تراجع الذهب لأدنى مستوى في أسبوعين تقريبا، اليوم الثلاثاء، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران وإسرائيل وافقتا على وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع الذي استمر 12 يوما، مما قلص الطلب على المعدن كملاذ آمن. وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 3349.89 دولار للأونصة بحلول الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل أدنى مستوى له منذ 11 يونيو/حزيران. ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9% إلى 3364.20 دولار، وفقًا لـ "رويترز". اقرأ أيضاً الدولار يتراجع وسط إقبال على المخاطرة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال أن وقف إطلاق نار "كاملا وشاملا" بين إسرائيل وإيران سيدخل حيز التنفيذ في غضون 12 ساعة، ومن ثم ستعتبر الحرب "منتهية". وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب توسط في الاتفاق أمس الاثنين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما كان فريقه يتواصل مع المسؤولين الإيرانيين. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن إسرائيل وافقت على الهدنة شريطة ألا تشن إيران المزيد من الهجمات. وأضاف المسؤول أن إيران أشارت إلى أنها ستلتزم بالاتفاق. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 36.03 دولار للأونصة وانخفض البلاتين 0.3% إلى 1260.78 دولار ونزل البلاديوم 0.1% إلى 1043 دولارا.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
نتنياهو: إعادة الرهائن المحتجزين في غزة ستستغرق «وقتاً إضافياً»
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أنه يبقى «عازماً» على إعادة آخر الرهائن من قطاع غزة، لكن هذا الأمر سيستغرق «وقتاً إضافياً». وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي متلفز: «نحن عازمون على إعادة الجميع، وسنقوم بذلك»، معتبراً أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران تساهم في تحقيق أهدافه في غزة، بما فيها إعادة جميع الرهائن. لكنه أوضح أن «كل ذلك سيستغرق وقتاً إضافياً».