logo
محكمة تُلزم «الصندوق العقاري» بإقراض مواطن 500 ألف..«عكاظ» تكشف التفاصيل..

محكمة تُلزم «الصندوق العقاري» بإقراض مواطن 500 ألف..«عكاظ» تكشف التفاصيل..

عكاظمنذ 3 أيام
علمت «عكاظ»، أن المحكمة الإدارية بديوان المظالم في منطقة عسير، قضت بإلزام صندوق التنمية العقارية بالمنطقة بإقراض مواطن مبلغ 500 ألف ريال من رأسمال الصندوق، وعدم إحالته إلى البنوك التجارية، كونه أحد من تنطبق عليهم الاشتراطات النظامية، إذ كان تاريخ طلبه في مطلع ذي الحجة 1419هـ، وفي وقت لاحق أيدت محكمة الاستئناف الإداري الحكم فيما انتهى إليه وبات قطعياً.
وبحسب الوثائق، التي اطلعت عليها «عكاظ»، تتلخص وقائع الدعوى في ما قدمه مواطن أمام المحكمة الإدارية من دعوى طالب فيها بإلزام فرع صندوق التنمية العقارية بمنطقة عسير بإقراضه من رأسمال الصندوق دون إحالته للبنوك، وقال في دعواه، إن الشروط تنطبق عليه بحسب تاريخ تقديم الطلب في عام 1419هـ قبل التعديل على آلية القرض.
وفي غياب الجهة المدعى عليها، رغم إبلاغها بموعد الجلسة، رأت المحكمة استقرار دفوعها في مثل هذه الدعاوى في قضايا سابقة تتفق مع الدعوى، إذ يتمسك صندوق التنمية العقارية بنظامه، وأنه يجوز لصندوق التنمية العقارية أن يتولى إدارة منح القروض ومتابعتها وحفظ حساباتها مباشرة أو يوكل ذلك إلى إحدى المؤسسات البنكية طبقاً لعقد يبرم لهذا الغرض، وأوكل صندوق التنمية العقارية لبعض المؤسسات البنكية طبقاً لعقد يبرم معها ومارس صلاحيات وفق ذلك، وتمسك الصندوق بسلامة الإجراءات التي اتخذها برفض إقراض المواطن من رأس المال في ظل التعديلات والإجراءات المعمول بها وتنظيم الدعم السكني.
واطلعت المحكمة على الأوامر والتعليمات المنظمة لعمل صندوق التنمية العقارية وآليات تنظيم الدعم السكني المقدمة قبل وبعد التعديل، فضلاً عن إطلاق وزارة الإسكان مجموعة من البرامج السكنية، منها 85 ألف دعم تمويلي مدعوم التكاليف من الدولة، بالشراكة مع صندوق التنمية العقارية والبنوك، ويسدد الصندوق أرباح التمويل من المستفيد بشكل كلي أو جزئي بناء على عدد أفراد الأسرة والدخل والعمر. وتمسك المواطن بطلبه أمام المحكمة بإلزام صندوق التنمية العقارية بالقرض بحسب التنظيم القديم، في حين طلب الصندوق من المحكمة رفض الدعوى. ودرست المحكمة مذكرات الدفوع والأوامر والقرارات الصادرة في هذا الصدد، وخلصت إلى إصدار حكم يقضي بإلغاء قرار صندوق التنمية العقارية في منطقة عسير بالامتناع عن إقراض المواطن من رأسمال الصندوق، ما يعني إلزامه بتقديم القرض دون إحالته للبنوك، وفق التنظيم القديم.
وعقب اكتساب الحكم القطعية وسريان نظام التنفيذ الجديد للمحاكم الإدارية، قدم المواطن صاحب الدعوى والمحكوم له طلباً أمام التنفيذ لإلزام صندوق التنمية بتنفيذ الحكم القضائي الصادر له والمؤيد من محكمة الاستئناف الإداري خلال 30 يوماً من تاريخ التبليغ، وعلى ضوء ذلك أمر قاضي التنفيذ الإداري صندوق التنمية العقارية بأن ينفذ السند التنفيذي الصادر ضده، وفي وقت لاحق قدم ممثل صندوق التنمية العقارية طلباً إلى محكمة التنفيذ الإداري يطلب منها حفظ طلب التنفيذ عقب إدراج اسم المواطن في قائمة الانتظار، وصدر قرار محكمة التنفيذ بثبوت تنفيذ القرار محل طلب التنفيذ وقررت محكمة التنفيذ الإدارية إغلاق ملف القضية، وألغت سلسلة الإجراءات التي تلزم صندوق التنمية العقارية بالتنفيذ.
وعقب اكتساب الحكم القطعية وسريان نظام التنفيذ الجديد للمحاكم الإدارية، قدم المواطن صاحب الدعوى والمحكوم له طلباً أمام التنفيذ لإلزام صندوق التنمية بتنفيذ الحكم القضائي الصادر له والمؤيد من محكمة الاستئناف الإداري خلال 30 يوماً من تاريخ التبليغ، وعلى ضوء ذلك أمر قاضي التنفيذ الإداري صندوق التنمية العقارية بأن ينفذ السند التنفيذي الصادر ضده، وفي وقت لاحق قدم ممثل صندوق التنمية العقارية طلباً إلى محكمة التنفيذ الإداري يطلب منها حفظ طلب التنفيذ عقب إدراج اسم المواطن في قائمة الانتظار، وصدر قرار محكمة التنفيذ بثبوت تنفيذ القرار محل طلب التنفيذ.
وقال المواطن المحكوم له، لـ«عكاظ»، إنه ينتظر من محكمة التنفيذ الإداري تنفيذ القرار بإلزام صندوق التنمية العقارية بتقديم القرض تنفيذاً لمنطوق الحكم،
وشدد المواطن على أنه يتمسك بطلب تنفيذ منطوق الحكم وحصوله على مبلغ القرض كونه حصل على أمر قضائي يمنحه قرضاً بمبلغ 500 ألف ريال، وأنه لا يزال في انتظار استلام القرض الموعود، لا سيما أن تنفيذ الحكم بات منتهياً أمام دائرة التنفيذ الإداري.
وأبدى تخوفه من صندوق التنمية العقارية بالالتفات على تحقيق الغاية من الحكم في الدعوى - بحسب حديثه - دون مسوغ من النظام.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التأكيد على الاستثمار في التشجير
التأكيد على الاستثمار في التشجير

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

التأكيد على الاستثمار في التشجير

أكد البرنامج الوطني للتشجير، على أهمية دور القطاع الخاص في دعم وتنفيذ مستهدفات البرنامج، للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وتنمية الغطاء النباتي واستدامته، وفقًا لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، منوهًا بجاذبية الاستثمار والشراكة في مجالات وأنشطة التشجير، وإعادة تأهيل الأراضي. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده البرنامج، مع اللجنة الوطنية للبيئة والمياه والزراعة باتحاد الغرف التجارية السعودية، برئاسة الأستاذ عبدالعزيز التويجري؛ وذلك بهدف التعرف على أهداف البرنامج ومجالات عمله وبرامجه التنفيذية. ويأتي هذا اللقاء في إطار توسيع نطاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لتحفيز العمل الجماعي، وتمكين الجهات ذات العلاقة من الإسهام في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وتحسين جودة الحياة في مختلف مناطق المملكة. واستعرض الاجتماع أبرز مجالات الاستثمار في القطاع البيئي بالمملكة، إضافةً إلى دور القطاع الخاص في دعم وتنفيذ مستهدفات البرنامج، ومناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة في أنشطة التشجير، وإعادة تأهيل الأراضي، حيث تتمتع المملكة بعدة مزايا محفّزة للاستثمار في القطاع البيئي، أهمها الموارد الأرضية الوفيرة، والبيئة الداعمة والمسهّلة للاستثمار في مجال البيئة، إضافةً إلى الأثر البيئي والاجتماعي الإيجابي الذي يحققه الاستثمار في هذا المجال، وتوافق البرنامج الوطني للتشجير مع الأولويات الوطنية، وعقوده طويلة الأجل، إلى جانب توقع زيادة الطلب على البنية التحتية والتقنيات والابتكارات في هذا القطاع. يُشار إلى أن جهود البرنامج الوطني للتشجير، أحرزت تقدمًا ملموسًا، وأثمرت عن تحقيق منجزاتٍ قياسية في مجال تعزيز استدامة الغطاء النباتي، وزيادة المساحات الخضراء في المملكة؛ حيث أعلن البرنامج عن إعادة تأهيل (500) ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، بالإضافة إلى زراعة أكثر من (151) مليون شجرة في مختلف المناطق؛ مما يُعزز من أهمية بناء الشراكات بين القطاعات (العام، والخاص، وغير الربحي)، للإسهام في الحفاظ على البيئة، وتنمية الغطاء النباتي، وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

رغم التحديات الجيوسياسية العالمية.. "أرامكو" تواصل تحقيق النمو والأرباح لمساهميها
رغم التحديات الجيوسياسية العالمية.. "أرامكو" تواصل تحقيق النمو والأرباح لمساهميها

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

رغم التحديات الجيوسياسية العالمية.. "أرامكو" تواصل تحقيق النمو والأرباح لمساهميها

كشفت النتائج المالية لأرامكو السعودية خلال النصف الأول من عام 2025 صلابة الشركة ومرونتها رغم التحديات الجيوسياسية، وأثبتت الشركة ذلك من خلال تحقيق أرباح قوية، وتوزيعات ثابتة للمساهمين، وتخصيص رأس المال بصورة منضبطة، كما أظهرت النتائج حجم هذا العملاق الوطني الذي يُعد الأكبر من بين شركات النفط العالمية. ويعود نجاح أرامكو السعودية في الحفاظ على مكانتها الريادية، وتحقيق نمو متواصل، وأرباح مستمرة إلى عوامل عديدة، فالشركة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 90 عامًا تُعدّ مفخرة للإنسان السعودي في المحافل العالمية، وتحظى بجذب المستثمرين في الأسواق العالمية، وتحقيق الربحية، فضلًا عن تميّزها بأنها الأفضل في تبني التحديثات التقنية ومواكبة الابتكار، واستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف توفير طاقة موثوقة وآمنة، وبأسعار معقولة ومستدامة. وما يميز أرامكو السعودية أنها تملك أصولًا واستثمارات وسمعة سوقية جعلت من إدراج أصغر حصة من أصولها حدثًا عالميًا. ومنذ إدراجها في عام 2019 تواصل أرامكو السعودية تنفيذ أكبر خطة نمو استثماري في تاريخها، كما رفعت الشركة توزيعاتها الأساسية بنسبة تقارب 13%، وذلك في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة والبتروكيميائيات في العالم تراجعات مرحلية، فقد بلغ إجمالي توزيعات الأرباح أكثر من 460 مليار دولار. وتُظهر هذه التوزيعات حجم أرامكو السعودية واستعدادها للتحديات التي تمر بها أسواق الطاقة من حروب في الإقليم، وتقلبات في السياسات الاقتصادية الدولية، وحروب اقتصادية، فالمركز المالي القوي في قطاع النفط بالمقارنة مع أداء خمس شركات نفط عالمية في الربع الثاني من عام 2025: (بي بي)، شل، شيفرون، توتال إنيرجيز، إكسون موبيل؛ يجعلها الشركة الأكبر عالميًا بنسبة مديونية تُعد الأدنى عالميًا في قطاع شركات النفط. ويعد رفع معدل الدين بشكل منضبط يُعد جزءًا من استراتيجية أشمل تنتهجها أرامكو السعودية بهدف خفض المتوسط المرجّح لتكلفة رأس المال، مع الحفاظ على التصنيف الائتماني الاستثماري الذي تتمتع به الشركة. وكل هذا يمنحها مرونة عالية في الاستمرار في توزيعات الأرباح، وضمان الحفاظ على عوائد المساهمين، في ذات الوقت الذي تمضي فيه الشركة قدمًا في تنفيذ خططها الطموحة للنمو. ويعزز هذا التوازن من قدرة الشركة على اقتناص الفرص في عدة قطاعات بما في ذلك التوسع في مشاريع الغاز، ومواصلة اكتشافات جديدة للنفط والغاز يعكس الميزة المستدامة في الاستكشاف والاستحواذ على مشاريع طاقة عالمية، واستكشاف فرص إضافية، تشمل الطاقة والمواد الكيميائية، وكذلك تطوير التقنية، والتوسع عالميًا في أعمال البيع بالتجزئة. وقد بلغت الاستثمارات الرأسمالية للشركة في الربع الثاني من عام 2025 مبلغ 12.4 مليار دولار أمريكي، هذا يتضمن استثمارات خارجية بقيمة 0.1 مليار دولار أمريكي، كما بلغت الاستثمارات الرأسمالية في النصف الأول من عام 2025 مبلغ 25.5 مليار دولار أمريكي، بما يتماشى مع النطاق الاسترشادي للاستثمارات الرأسمالية في السنة المالية 2025، والتي تتراوح بين 52 و58 مليار دولار أمريكي. ويظهر هذا الخيار الاستراتيجي الذي تتبناه أرامكو السعودية، ويعكس الاتساق في منهجيتها للنمو طويلة الأجل، وهو يختلف عن النهج قصير الأجل الذي يركّز فقط على تغطية الالتزامات من التدفقات النقدية التشغيلية، على حساب مشاريع استراتيجية واعدة في مجالات الغاز والطاقة. لقد أظهرت النتائج الأخيرة لأرامكو السعودية قدرتها على المحافظة على مركز مالي قوي، ومواصلة تقديم عوائد مستدامة لمساهميها حتى في الفترات التي تشهد تقلبات متزايدة. وهذا ليس بجديد على أرامكو السعودية التي تمتلك سجلًا حافلًا في التعامل مع التحديات.

خبراء الصندوق.. التنويع الاقتصادي يسير بخطوات راسخة وتطور ملموسصندوق النقد الدولي.. الاقتصاد السعودي نموذج للصمود والتحول المنضبط
خبراء الصندوق.. التنويع الاقتصادي يسير بخطوات راسخة وتطور ملموسصندوق النقد الدولي.. الاقتصاد السعودي نموذج للصمود والتحول المنضبط

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

خبراء الصندوق.. التنويع الاقتصادي يسير بخطوات راسخة وتطور ملموسصندوق النقد الدولي.. الاقتصاد السعودي نموذج للصمود والتحول المنضبط

في تقريره الصادر عن العام 2024، قدّم صندوق النقد الدولي تقييمًا شاملًا لأداء الاقتصاد السعودي ضمن مشاورات المادة الرابعة، كاشفًا عن صورة متزنة لاقتصادٍ تمكن من الصمود أمام تقلبات الأسواق الخارجية وتراجع أسعار النفط، وواصل في الوقت ذاته تنفيذ إصلاحات هيكلية طموحة مكّنت المملكة من المضي قدمًا في مشروعها الاقتصادي طويل الأجل. أظهر التقرير أن الأنشطة غير النفطية استمرت في النمو بمعدلات جيدة، حيث سجل الناتج المحلي غير النفطي نمواً بنسبة 4.5 % في العام 2024، مدفوعًا بقطاعات البناء والتجزئة والضيافة، رغم التراجع الملحوظ في الناتج المحلي النفطي بنسبة 4.4 % نتيجة الالتزام باتفاقيات 'أوبك+' التي خفضت الإنتاج إلى 9 ملايين برميل يوميًا، هذا الأداء المتوازن يؤكد قدرة الاقتصاد السعودي على تقليل اعتماده على النفط تدريجيًا دون أن يُعرض التوازن الكلي للخطر، التضخم ظل تحت السيطرة، ولم يتجاوز 2.2 % في مايو 2025، وهي نسبة تُعد منخفضة بالنظر إلى البيئة التضخمية العالمية، فيما سجّل معدل البطالة بين المواطنين أدنى مستوياته منذ بدء الرصد، مع انخفاض حاد في بطالة النساء والشباب، وهو ما يعكس أثر السياسات النشطة في سوق العمل وارتفاع معدلات مشاركة المرأة. التقرير أشار أيضًا إلى أن التحول الاقتصادي الجاري تحت مظلة رؤية السعودية 2030، لم يعد مجرد استراتيجية معلنة بل واقعا ملموسا، تدعمه استثمارات ضخمة تقودها الدولة وصندوق الاستثمارات العامة، الذي يضخ ما لا يقل عن 150 مليار ريال سنويًا في الاقتصاد المحلي، ما يدعم مستويات النمو ويعزز من خلق فرص العمل في القطاعات غير النفطية. في المقابل، أشار الصندوق إلى عدد من التحديات المرتبطة بالعجز المالي والتراجع في الحساب الجاري، إذ بلغ عجز المالية العامة نحو 4 % من الناتج المحلي الإجمالي، مع ارتفاع الدين العام إلى 29.8 % في العام 2025، ومن المتوقع أن يبلغ 40.6 % بحلول العام 2030 إذا استمرت وتيرة الاقتراض الحالية، ورغم أن هذه النسب لا تزال ضمن الحدود الآمنة، إلا أن الصندوق شدد على أهمية اتخاذ خطوات استباقية لضبط أوضاع المالية العامة، من خلال توسيع الإيرادات غير النفطية، واحتواء فاتورة الأجور، وإصلاح منظومة الدعم، وتحسين كفاءة الإنفاق العام. كما أوصى الصندوق بضرورة تبني إطار متوسط الأجل للمالية العامة يرتكز على قاعدة للنفقات، بهدف تحقيق عدالة الأجيال وضمان استدامة الموارد المالية، القطاع المالي حظي بتقييم إيجابي، إذ أشار التقرير إلى قوة النظام المصرفي وارتفاع مستويات رأس المال، وانخفاض القروض المتعثرة إلى أدنى مستوياتها منذ 2016، ما يعكس متانة الجدارة الائتمانية والرقابة المستمرة من البنك المركزي السعودي. كما أن سياسة ربط الريال بالدولار لا تزال مناسبة في المرحلة الحالية، وتسهم في استقرار الأسعار ودعم ثقة المستثمرين. في الوقت ذاته، حث الصندوق السلطات المالية على توخي الحذر إزاء تسارع نمو الائتمان، مع أهمية تعميق السوق المالية المحلية وتنويع أدوات التمويل، لا سيما لصالح المنشآت الصغيرة والمتوسطة. من ناحية آفاق النمو، يتوقع التقرير استمرار التحسن في الأداء الاقتصادي خلال السنوات المقبلة، مع بلوغ نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.6 % في 2025 و3.9 % في 2026، مدعومًا بإلغاء تدريجي لتخفيضات الإنتاج النفطي، وارتفاع الإنفاق الاستثماري العام، واستضافة فعاليات دولية كبرى مثل كأس آسيا ومعرض إكسبو وكأس العالم، وهو ما من شأنه تحفيز الطلب الداخلي وتنشيط قطاعي السياحة والبناء. إلا أن هذه التوقعات تظل محاطة بعدد من المخاطر، من بينها ضعف الطلب العالمي على النفط، والمخاطر الجيوسياسية، وتباطؤ الإنفاق الحكومي، إضافة إلى التحديات التي قد تنشأ من تباطؤ نمو الصادرات غير النفطية أو تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة. اللافت في التقرير هو إشادته بقدرة المملكة على قيادة استقرار إقليمي اقتصادي أوسع، في ظل امتلاكها لاحتياطات مالية ضخمة وأصول خارجية تديرها جهات سيادية. كما أشار إلى أن المملكة تلعب دورًا مؤثرًا في الأسواق الدولية من خلال إصدارات الدين السيادي التي باتت تُقابل بثقة عالية من المستثمرين، مما يعكس استدامة السياسات الاقتصادية وقدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها المالية. في الوقت نفسه، أوصى الصندوق بأن تستمر المملكة في تبني سياسات صناعية موجهة وشفافة، تكون مكملة للإصلاحات الهيكلية دون أن تزيح القطاع الخاص أو تزاحمه، مع التأكيد على أهمية تسريع إصلاحات التعليم وسوق العمل لتعزيز الإنتاجية وتنويع مصادر النمو. في المجمل، يقدم تقرير صندوق النقد الدولي شهادة ثقة دولية بأداء الاقتصاد السعودي، لكنه يضع في الوقت نفسه خارطة طريق واضحة للحفاظ على هذا الزخم وضمان ديمومة الاستقرار المالي والاقتصادي. فبين مكاسب حاضرة وطموحات مستقبلية، يظل التحدي الأكبر هو الالتزام بتوازن دقيق بين الإنفاق الفعّال والانضباط المالي، وبين النمو المتسارع والحذر من تراكم المخاطر. المملكة اليوم أمام فرصة حقيقية لتعزيز مكتسباتها وتكريس تحولها إلى اقتصاد أكثر مرونة واستدامة، لا يتأثر بتقلبات أسعار النفط بقدر ما يتكئ على قاعدة إنتاجية متنوعة تستند إلى المعرفة ورأس المال البشري والحوكمة الاقتصادية الرشيدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store