
آلاف الفلسطينيين يصلّون الجمعة الأولى من رمضان في باحات المسجد الأقصى، رغم القيود الإسرائيلية المفروضة
Reuters
فرضت الحكومة الإسرائيلية قيوداً على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية، لأداء أول صلاة جمعة خلال شهر رمضان، في الحرم القدسي بمدينة القدس.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن "نحو 90 ألف مُصلٍ أدوا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى".
ونقل الصحفي محمود عدامة، من مكتب بي بي سي في القدس، أن رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت محددات لدخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى باحات المسجد الأقصى الجمعة، بحيث يُسمح فقط بدخول الرجال ممن تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، والنساء فوق 50 عاماً، والأطفال دون 12 عاماً.
ويشترط حصول جميع من هم ضمن المحددات على "موافقة أمنية مسبقة".
وتأتي هذه الإجراءات في وقت يشهد قطاع غزة وقفاً هشاً لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، بعد حرب استمرت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى يناير/كانون الثاني 2025.
BBC
قوات إسرائيلية عند حاجز تفتيش قبل السماح بدخول فلسطينيين للصلاة في باحات المسجد الأقصى
قيود وانتشار لقوات إسرائيلية
ونشرت الشرطة الإسرائيلية ثلاثة آلاف من عناصر الأمن في البلدة القديمة في القدس والمعابر المحيطة بها، بالتزامن مع أداء صلاة الجمعة الأولى من رمضان في باحات المسجد الأقصى.
وقالت في بيان إن هذه القوات تشمل عناصر من قوات حرس الحدود.
ورغم القيود المفروضة رصدت بي بي سي أن مئات الفلسطينيين توجهوا صباح الجمعة من مختلف مناطق الضفة الغربية إلى حاجز قلنديا العسكري، شمالي مدينة القدس، في محاولة للوصول إلى باحات المسجد الأقصى.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن شهود عيان قولهم إنّ القوات الإسرائيلية "أعادت عشرات المسنين على حاجزي قلنديا وبيت لحم كانوا في طريقهم للمسجد الأقصى، بحجة عدم حصولهم على التصاريح المطلوبة التي تمكنهم من الدخول". إضافة للتدقيق على هويات الشبان على مداخل البلدة القديمة، ومنعهم من الدخول.
من جانبها قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنه " ليس من صلاحيات، ولا حقّ السلطات الإسرائيلية تقييد دخول المواطنين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك تحت أية حجة أو مبرّر".
واعتبرت الوزارة في بيانها الصادر الجمعة أن تحديد سن المصلّين "خرق فاضح لالتزامات القوة القائمة بالاحتلال، وانتهاك للقانون الدولي ومبدأ الحق في حرية الحركة والوصول لأماكن العبادة".
وأشارت إلى أن "التقييدات المرافقة لتحديد سن الرجال والنساء تضيف تضييقات أخرى على أعداد المصلّين أيام الجمعة، إضافة إلى أن القدس أرض فلسطينية محتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ولا تخضع للسيادة الإسرائيلية"، بحسب ما ورد في البيان.
Anadolu via Getty Images
يتجمع فلسطينيون من سكان الضفة الغربية عند حاجز قلنديا العسكري الذي يفصل رام الله والقدس منذ الساعات الأولى من الصباح لأداء صلاة الجمعة الأولى من رمضان في باحات المسجد الأقصى. 7 مارس/آذار 2025.
صعوبة الحصول على تصاريح
يُطلب من الفلسطينيين تقديم طلبات الحصول على تصريح مسبق وإجراء فحص أمني، عبر تطبيق يحمل اسم "المنسق".
ويتبع تطبيق "المنسق" للإدارة المدنية الإسرائيلية، على أن يكون لدى كل من مقدمي الطلب بطاقة هوية إلكترونية ممغنطة، تصدرها السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين في الضفة الغربية. وتحتوي على شريحة تُخزّن بياناتهم الشخصية مثل الاسم، والصورة، وبصمات الأصابع وغيرها.
BBC
حاول محمود سلامة تقديم طلب للحصول على تصريح، أمس الخميس، لكن دون جدوى
التقى الصحفي علاء دراغمة، من مكتب بي بي سي في القدس، عدداً من الفلسطينيين على حاجز قلنديا، والذين قالوا إن الجنود الإسرائيليين على الحاجز، رفضوا السماح بعبور عشرات منهم بسبب عدم حيازتهم لمثل هذه التصاريح.
واشتكى آخرون من عدم استطاعتهم استصدار تصاريح عبر التطبيق الإسرائيلي، إذ يتم رفض طلباتهم، أو تعليق قبولها دون تقديم تفسير.
ومن بين هؤلاء محمود سلامة (62 عاماً) من بلدة بيتونيا غرب رام الله، الذي قال إنه حاول منذ الخميس، تقديم طلب للحصول على تصريح، إلا أن التطبيق رفض طلبه.
وأضاف "جئت إلى الحاجز على أمل أن يسمحوا لي بالدخول، لكن الجنود منعوني بحجة عدم وجود تصريح". وعبّر سلامة عن حزنه بالقول: "حرماننا من الصلاة في الأقصى خلال هذا الشهر الفضيل جريمة".
BBC
هذا العام ورغم حصوله على تصريح صلاة، إلا أن خالد رواد مُنع من الدخول عند الحاجز
أما كريمة أبو شوشة (65 عاماً)، فأوضحت أنها تحمل بطاقة ممغنطة وتصريح دخول، لكن الجنود أبلغوها بأنها "ممنوعة أمنياً". وقالت بحسرة وهي تُمسك بطاقتها عند الحاجز: "صلّيت الفجر ودعوت الله أن أصلّي في الأقصى في الجمعة الأولى، لكنهم منعوني".
ولم يستطع خالد رواد (56 عاماً) دخول القدس العام الماضي لأنه لم يكن قد تجاوز الـ55 عاماً. هذا العام ورغم حصوله على تصريح صلاة، إلا أنه مُنع من الدخول عند الحاجز بحجة "الرفض الأمني"، وفق قوله.
وأضاف "جئت من بلدة أبو ديس إلى حاجز قلنديا، ولم يرفض التطبيق تصريحي، لكن الجنود هنا فعلوا ذلك".
واختتم حديثه بالقول: "هذه الإجراءات تعقّد الأمور بدلاً من تسهيلها، فالقيود تزداد عاماً بعد عام، ما يجعل الوصول إلى الأقصى حلماً بعيد المنال للكثيرين".
الخارجية الفلسطينية تدين "اقتحام مساجد" في الضفة الغربية
قالت مصادر فلسطينية محلية، في وقت سابق إن قوات إسرائيلية "اقتحمت عدداً من المساجد داخل البلدة القديمة في نابلس، وأحرقت مسجد النصر".
وبحسب تلك المصادر فإن القوات الإسرائيلية "منعت رجال الإطفاء التابعين لبلدية نابلس من إطفاء الحريق داخل المسجد، ما أدى إلى تفاقمه بشكل كبير".
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "اقتحام القوات الإسرائيلية فجر الجمعة، 8 مساجد في مدينة نابلس في الضفة الغربية".
كما أدانت "العبث فيها وتخريب أجزاء منها، وكذلك إحراق أجزاء كبيرة من مسجد النصر في البلدة القديمة من المدينة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 10 ساعات
- الوسط
قتلى وجرحى في غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، والجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
Reuters قُتل 18 فلسطينياً منذ فجر الأحد، إثر القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة في غزة، بحسب ما أفاد جهاز الدفاع المدني في القطاع. وشنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر الأحد، سلسلة من الغارات في مناطق متفرقة شمالي قطاع غزة، شملت مواقع في بلدة بيت لاهيا، وذلك بالتزامن مع عمليات تفجير نفذتها القوات الإسرائيلية في منطقة تل الزعتر، في مخيم جباليا. وشمالي القطاع، قُتل 7 فلسطينيين، في قصف جوي استهدف منزلين في منطقة جباليا، فجر الأحد. كما قُتل ثلاثة أشخاص في غارة أخرى ببلدة بيت لاهيا، وفق مراسل بي بي سي لشؤون غزة. وفي وسط القطاع، أفاد مراسل بي بي سي لشؤون غزة، بمقتل مدير عمليات جهاز الدفاع المدني، أشرف أبو نار، وزوجته وأولاده الثلاثة بغارة جوية إسرائيلية على بلدة الزوايدة. كما قُتل شخص وأصيب آخرون، إثر قصف استهدف خيمة غرب مخيم النصيرات. وفي جنوب القطاع، قُتل شخص وأصيب آخر، في قصف استهدف منزلاً في خان يونس، كما قصفت طائرات إسرائيلية منزلاً آخر في المدينة. وأفاد شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي يجري منذ ساعات الليل عمليات نسف لمباني في بلدة القرارة، شمال شرقي خان يونس، وأن بلدة عبسان الجديدة شرق المدينة تعرّضت لقصف مدفعي. وكانت مصادر طبية، قد أعلنت عن مقتل 50 شخصاً، يوم السبت، إثر القصف الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع، وأفادت المصادر أن غالبية القتلى كانوا من النساء والأطفال. Reuters وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن القطاع بحاجة إلى 500 – 600 شاحنة يومياً، مؤكدةً أن "السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الحالية في غزة هو تدفق المساعدات بشكل فعال ومتواصل". وأضافت الأونروا، في بيان، بأن سكان القطاع "لا يستطيعون انتظار دخول المساعدات أكثر من ذلك". وقال برنامج الأغذية العالمي، إن أكثر من 70 ألف طفل في قطاع غزة يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية، مؤكداً أن البرنامج بحاجة إلى "وصول فوري وآمن وغير مقيد للمساعدات". وقُتل حتى الآن خلال الحرب نحو 54 ألف فلسطيني منذ اندلاع الحرب، بحسب حصيلة وزارة الصحة في غزة، وشهد القطاع دماراً واسع النطاق. ومنذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع منتصف آذار/مارس الماضي، بعد هدنة هشّة استمرت شهرين، قُتل 3747 فلسطينياً، وفق أرقام وزارة الصحة. واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل 1218 شخصاً، وفقاً للأرقام الرسمية الإسرائيلية. EPA-EFE/Shutterstock على صعيد متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه صاروخاً أُطلق من اليمن. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إن اعتراض الصاروخ تم عقب تفعيل صفّارات الإنذار في عدد من المناطق داخل إسرائيل. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، أن صفّارات الإنذار دوّت في القدس، ومنطقة البحر الميت. وأضافت القناة أن حركة الملاحة في مطار بن غوريون وسط إسرائيل عُلّقت مؤقتاً، قبل أن تُستأنف بعد ذلك بوقت قصير. وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن الخميس الماضي، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، وتسبب بتفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق وسط إسرائيل. فيما أعلن الحوثيون، الإثنين الماضي، بدء العمل على "فرض حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي، محذّرين السفن المتّجهة إلى هذا المرفق من أنه بات "ضمن بنك الأهداف"، على حدّ وصفهم. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها، وذلك في إطار "إسناد الفلسطينيين في غزة" بحسبهم.


عين ليبيا
منذ يوم واحد
- عين ليبيا
بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟
تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت وصف فيه مسؤولون أمريكيون العلاقة بين الجانبين بأنها تمرّ بمرحلة 'فتور متزايد'، رغم حرص الطرفين على عدم الإعلان عن قطيعة رسمية. وجاء ذلك عقب الهجوم الذي وقع قرب المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية، وأسفر عن مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية، إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن الحادث، رغم إدانته من جانب ترامب، لن يغيّر جوهر الخلافات المتراكمة بين الجانبين. وأدان ترامب الهجوم بشدة، قائلاً إنه 'أكثر رؤساء أميركا دعماً لإسرائيل في التاريخ'، لكنه في الوقت نفسه يواصل النأي بنفسه عن بعض سياسات نتنياهو، وهو ما عزاه مراقبون إلى 'خيبة أمل متنامية' داخل إدارة ترامب تجاه أداء الحكومة الإسرائيلية. ونقلت صحيفة 'بوليتيكو' عن خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو باتت علنية بشأن عدة ملفات في الشرق الأوسط، خصوصاً التعامل مع الحرب في غزة، وإيران، والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن الموقف من التوسع الاستيطاني والضغط الإسرائيلي المستمر للحصول على دعم غير مشروط. وقال أحد المسؤولين السابقين إن 'هناك مجموعة في الإدارة لا ترى في إسرائيل شريكاً استثنائياً، بل شريكاً عادياً لا يستحق معاملة خاصة'، في وقت أشار مقرب من البيت الأبيض إلى أن 'نتنياهو هو أصعب شخصية يمكن التعامل معها من بين جميع الملفات في الشرق الأوسط'. ورغم اتصال هاتفي جرى بين ترامب ونتنياهو عقب الهجوم، وُصف بأنه حمل تعبيراً عن 'حزن عميق' من جانب الرئيس، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن القضايا الجوهرية، خصوصاً موقف إسرائيل من المساعدات لغزة، ورفضها لجهود التسوية مع إيران، لا تزال محل خلاف حاد. وقال مسؤول أميركي إن ترامب بات 'منزعجاً من وتيرة التصعيد في غزة' التي يرى أنها تُعقّد مبادراته الإقليمية، وتُعيق مساعيه لتوسيع اتفاقات التطبيع العربي – الإسرائيلي، مضيفاً: 'هناك شعور بأن إسرائيل تطالب بالكثير دون أن تحقق لواشنطن مكاسب دبلوماسية توازي ذلك'. ويظهر تحول ترامب الإقليمي بوضوح في مواقفه الأخيرة، إذ فضّل زيارة دول الخليج خلال جولته الأخيرة متجنباً المرور بإسرائيل، كما تعزز التوجه نحو الشراكة مع السعودية والإمارات، اللتين يعتبرهما مقربون من البيت الأبيض 'أكثر التزاماً بقواعد اللعبة، وأكثر استعداداً لتوقيع الصفقات ودعم المفاوضات مع طهران'. من جهته، صعّد السفير الإسرائيلي في واشنطن، يتسحاق ليتر، لهجته قائلاً إن 'الهجوم يمثل جبهة جديدة في الحرب على إسرائيل، تقودها حماس وإيران ووكلاؤها'، مؤكداً أن الحادثة 'جزء من حملة لتشويه شرعية الدولة الإسرائيلية'. ورغم استمرار التنسيق الأمني والاتصالات الرسمية، يبدو أن 'العلاقة الخاصة' بين ترامب ونتنياهو تمرّ باختبار جدي، خاصة مع تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي بدأ يفقد صبره، ويسعى لإعادة ضبط علاقاته في الشرق الأوسط بما يتوافق مع مصالحه الاستراتيجية. هذا وتمثل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل واحدة من أقوى التحالفات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تأسست منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، وبدأت هذه العلاقة بدعم دبلوماسي أمريكي قوي، وتطورت بشكل ملحوظ خاصة بعد حرب 1967 وحرب 1973 حيث قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا واقتصاديًا واسعًا لإسرائيل، وعلى مدار العقود، أصبحت الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمساعدات العسكرية لإسرائيل، مما منحها تفوقًا عسكريًا عبر تزويدها بتقنيات متقدمة وأسلحة حديثة. سياسيًا وعسكريًا، تحظى إسرائيل بدعم كبير داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس باعتبارها حليفًا أساسيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا إيران والمنظمات المسلحة. وتعقد الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة وتتبادلان معلومات استخبارية بانتظام، بينما تدافع واشنطن عن إسرائيل في المحافل الدولية، مستخدمة في كثير من الأحيان حق النقض في مجلس الأمن لصالحها. وعلى الرغم من قوة هذا التحالف، شهدت العلاقات بين البلدين توترات متقطعة ناجمة عن خلافات حول قضايا مثل الاستيطان وعملية السلام مع الفلسطينيين واتفاق إيران النووي، إلا أن هذه الخلافات لم تؤثر بشكل جذري على عمق التعاون بينهما، وفي الوقت الحالي، تستمر الولايات المتحدة في تقديم دعم سياسي وعسكري واسع لإسرائيل، لكنها تسعى أيضًا إلى إدارة ملفات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يدعم الاستقرار الإقليمي


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
أكبر عملية تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا منذ غزو 2022
Volodymyr Zelensky/X أوكرانيون مفرج عنهم بعد وقت قصير من إطلاق روسيا سراحهم سلّمت كل من روسيا وأوكرانيا 390 جندياً ومدنياً في أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الغزو الروسي الشامل في عام 2022. أعاد الطرفان 270 جندياً و120 مدنياً من الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا، في إطار الاتفاق الوحيد الذي جرى التوصل إليه خلال محادثات مباشرة في إسطنبول قبل أسبوع. وقد اتفق الجانبان على تبادل ألف سجين، وأكدا إجراء المزيد من عمليات التبادل في الأيام المقبلة. ولم تشمل أي عملية تسليم أخرى هذا العدد من المدنيين، على الرغم من إجراء عشرات عمليات التبادل على نطاق أصغر. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الأسرى المفرج عنهم بينهم عسكريون ومدنيون، منهم الذين أسرتهم القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الحدودية الروسية خلال هجوم كييف في الأشهر الأخيرة. وتحدثت الوزارة عن وجودهم حالياً على الأراضي البيلاروسية، ومن المقرر نقلهم إلى روسيا للخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج. Russian MOD عسكريون روس أفرجت عنهم أوكرانيا وعلى منصات التواصل الاجتماعي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "نعيد مواطنينا إلى ديارهم"، مضيفاً أن السلطات الأوكرانية تتحقق "من كل اسم عائلة، والتفاصيل المتعلقة بكل فرد". وأفاد مقر تنسيق أسرى الحرب الأوكراني بأن الجنود الأوكرانيين الـ270، قاتلوا في مناطق شرق وشمال البلاد، من كييف وتشرنيغوف وسومي إلى دونيتسك وخاركيف وخيرسون. وأفاد مسؤولون بوجود ثلاث سيدات بين الأسرى المطلق سراحهم يوم الجمعة، وبأن بعض الجنود كانوا محتجزين منذ عام 2022. BBC وقفة جماعية شمال أوكرانيا لمواطنين ينتظرون عودة ذويهم إلى البلاد ونشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهنئته على منصة "تروث سوشيال" التابعة له، وتحدث عن اكتمال عملية التبادل متسائلاً: "هل هذا قد يُفضي إلى أمرٍ كبير؟؟؟". وتجمعت عائلات الجنود الأوكرانيين المحتجزين لدى روسيا في شمال أوكرانيا، يوم الجمعة، على أمل أن يكون أبناؤهم وأزواجهم من بين المفرج عنهم. وصرحت ناتاليا، التي أُسر ابنها يليزار خلال معركة مدينة سيفيرودونيتسك قبل ثلاث سنوات، لبي بي سي بأنها تعتقد أنه سيعود، لكنها لا تعرف متى. BBC أولها تحمل صورة لابنها فاليري، وقالت إنه قُبض عليه قبل شهرين وقالت (أولها) إن حياتها توقفت منذ أسر ابنها فاليري مع خمسة جنود آخرين في الشرق، لأنها لا تعرف إن كانوا على قيد الحياة، موضحة: "لقد أُسروا قبل شهرين في لوغانسك. اختفوا في إحدى القرى". واتُفق على تبادل الأسرى في تركيا قبل أسبوع، عندما التقى وفدان من أوكرانيا وروسيا على مستوى منخفض التمثيل وجهاً لوجه لأول مرة منذ مارس/آذار 2022، على الرغم من أن الاجتماع لم يستمر سوى ساعتين، ولم يُحرز أي تقدم نحو وقف إطلاق النار. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، بوجود جولة ثانية من المحادثات، وبأن موسكو ستسلم "مذكرة" إلى الجانب الأوكراني. وقال ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن "فوراً" التفاوض من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، بعد مكالمة هاتفية استمرت ساعتين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومنذ ذلك الحين، اتهم زيلينسكي بوتين بـ"محاولة كسب الوقت" لمواصلة الحرب. وأيّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اقتراح ترامب بأن يتوسط الفاتيكان في محادثات للتفاوض على وقف إطلاق النار، لكن لافروف قال إن هذا "خيار غير واقعي". وكرر وزير الخارجية الروسي ادعاءً لا أساس له، بأن زيلينسكي ليس زعيماً شرعياً، مقترحاً إجراء انتخابات جديدة قبل توقيع أي اتفاق سلام مستقبلي محتمل. وعندما سُئل لافروف عن مدى استعداد روسيا لتوقيع اتفاق، أجاب: "أولاً، نحتاج إلى اتفاق. وعندما يُتفق عليه سنقرر. ولكن، وكما قال الرئيس بوتين مراراً، لا يتمتع الرئيس زيلينسكي بالشرعية". وقال: "بعد إتمام الاتفاق، ستعرف روسيا مَن مِن بين أصحاب السلطة في أوكرانيا يتمتع بالشرعية". وأضاف: "المهمة الرئيسية الآن هي إعداد اتفاق سلام موثوق به، يوفر سلاماً طويل الأمد مستقراً وعادلاً، دون أن يُشكل تهديداً أمنياً لأحد. وفي حالتنا، نحن قلقون بشأن روسيا".