
الزنداني يطلق حزمة قرارات جديدة لإعادة هيكلة الخارجية اليمنية
هذه التحركات كجزء من خطة إصلاح شاملة يقودها وزير الخارجية الدكتور شائع بن محسن الزنداني، لإعادة ترتيب البيت الدبلوماسي اليمني وتفعيل دوره الخارجي بعد سنوات من الجمود والتراكمات.
مصادر مطلعة في وزارة الخارجية أكدت أن لجنة شؤون السلك الدبلوماسي والقنصلي، التي يرأسها نائب وزير الخارجية السفير مصطفى نعمان، أقرت أسماء المعينين استنادًا إلى معايير الأسبقية واحتياجات السفارات الفعلية فيما تعد هذه التعيينات خطوة غير مسبوقة وهي الأولى منذ استدعاء أكثر من 160 دبلوماسيًا وإداريًا في أغسطس الماضي، والتي تستهدف تفكيك حالة الترهل والازدواجية التي سادت البعثات لسنوات، حيث تراكمت أعداد العاملين دون رقابة أو تقييم للأداء.
ويأتي هذا الإجراء جاء نتيجة مراجعة شاملة للكوادر الدبلوماسية والإدارية، ودون شك أنه يحقق جزء من اهداف خطة الإصلاحات التي تسعى لتقليص ملموس في النفقات وتوجيه الكفاءات إلى الداخل للمشاركة في عملية إعادة بناء الوزارة من مقرها الرئيسي في العاصمة المؤقتة عدن.
الوزير يفي بالوعود
الوزير الزنداني، القادم من صلب السلك الدبلوماسي، بدأ في تنفيذ رؤية واضحة لإصلاح الوزارة داخليًا وخارجيًا، من خلال إعادة هيكلة الدوائر، وتحديث إداراتها، وتطبيق معايير مهنية في التعيينات الجديدة، وهاهو يفي بما وعد في تصريحات سابقة بعد تعيينه وزيراً للخارجية حين أكد على خطته بما فيها تقليص البعثات الخارجية بنسبة تصل إلى 25%، وتوجيه الموارد نحو تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي.
في الوقت نفسه، وضعت الوزارة معايير صارمة لاختيار السفراء تعتمد على المؤهلات والخبرة والمعرفة باللغة، وأكد الوزير الزنداني أن السفارات تمثل الدولة اليمنية ولا مكان فيها للمحاصصة أو التعيينات الحزبية. كما أشار إلى أن عددًا من السفارات كان يعاني من تضخم غير مبرر في عدد الموظفين، وهو ما تسعى الخطة الحالية لمعالجته.
وأشار الزنداني إلى أن الوزارة انتقلت بشكل شبه كامل إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث جُهزت لاستقبال الدبلوماسيين العائدين، وتمكينهم من أداء أعمالهم من داخل الوطن. وأكد أن الوزارة بصدد إنشاء دوائر متكاملة داخلية لضمان التواصل الفعال مع البعثات الخارجية ومتابعة أعمالها بشكل مهني ومنهجي.
اشادة ودعم القيادة
الدعم السياسي لهذه الإصلاحات كان واضحًا، حيث نال الوزير الزنداني إشادة كبيرة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي في كلمته خلال اجتماع الحكومة الماضي في عدن حيث أثنى الرئيس العليمي على الخطوات الجادة للوزير التي تعمل على إعادة الاعتبار للدبلوماسية اليمنية، وأشار العليمي إلى أن الوزير الزنداني واجه عراقيل كبيرة وتحديات في تنفيذ خطته ، لكنه مضى قدمًا بإصرار وثبات. ودعا رئيس المجلس رئيس الوزراء وكافة الوزراء إلى تقديم الدعم الكامل للوزير الزنداني ومساندته في تنفيذ رؤيته، مشددًا على ضرورة استكمال هذه الجهود ضمن خطط مؤسسية مستدامة تضمن فاعلية المؤسسات الدبلوماسية واستقلاليتها في المرحلة القادمة.
نقلة نوعية
يرى مراقبون أن الإصلاحات الجارية تُعد تحولًا نوعيًا في مسار عمل وزارة الخارجية، التي ظلت لسنوات تعاني من الترهل والبيروقراطية والتدخلات الحزبية. ويعتبرون أن نجاح هذه الخطة يتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية لدعم هذا المسار، وخاصة أن اليمن يواجه تحديات معقدة في الساحة الإقليمية والدولية.
خطة الوزير الزنداني لا تقتصر على التغييرات الإدارية، بل تمتد لتطوير الأداء الدبلوماسي على المستوى السياسي والإعلامي، من خلال تفعيل دور السفراء كممثلين حقيقيين لليمن وقضاياه، والعمل على توحيد الخطاب اليمني في المحافل الدولية، وتحقيق أهداف استراتيجية تشمل الأمن والتنمية والتعاون الإقليمي.
اهتمام بالتأهيل والتدريب
وكان الوزير الزنداني تحدث عن إعادة إنشاء المعهد الدبلوماسي في عدن لتأهيل الكوادر، في خطوة تهدف إلى بناء جهاز دبلوماسي أكثر مهنية وكفاءة. وسيتولى المعهد مسؤولية إعداد وتأهيل الكوادر الجديدة التي سيتم استيعابها في وزارة الخارجية، إلى جانب إعادة تأهيل العاملين الحاليين في السلك الدبلوماسي الذين هم بحاجة إلى رفع كفاءتهم في مجالات متعددة مثل العلاقات الدولية، والبروتوكول، واللغات الأجنبية، والدبلوماسية الرقمية ويُتوقع أن يلعب المعهد دورًا محوريًا في ضخ دماء جديدة في الجهاز الدبلوماسي، وتعزيز قدراته في مواكبة التغيرات المتسارعة في البيئة السياسية والدبلوماسية العالمي
وبحثت وزارة الخارجية في وقت سابق مع عدد من الجهات لتوقيع اتفاقيات من اجل التدريب تتيح إرسال الدبلوماسيين اليمنيين للتدرب في أكاديميات مرموقة، بهدف نقل أفضل التجارب والممارسات الدولية.
رغم الجهود الكبيرة الي يبذلها الوزير الزنداني وفريقه تبقى التحديات قائمة، خصوصًا في ظل استمرار الحرب وانعكاساتها على مؤسسات الدولة. ومع ذلك، فإن الإصرار على بناء مؤسسة دبلوماسية حديثة يعكس إرادة حقيقية في تجاوز المرحلة وتحقيق تطلعات اليمنيين لدبلوماسية فعّالة ومؤثرة و يُنظر إلى هذه الإصلاحات بوصفها رهانًا وطنيًا كبيرًا على دبلوماسية قادرة على استعادة مكانة اليمن الخارجية، وتمثيل مصالحه في ظل عالم مضطرب، تتغير فيه موازين العلاقات الدولية بسرعة، وتزداد فيه الحاجة إلى صوت يمني موحد وفاعل يعبر عن دولة وشعب في آن واحد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الوفد الأممي يزور نقاط تأمين خط الضالع – صنعاء ويشيد بجهود تعزيز الأمن والتهدئة
زار وفد من مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، اليوم الأربعاء، عددًا من النقاط الأمنية والعسكرية المكلفة بتأمين الطريق الرابط بين محافظة الضالع والعاصمة صنعاء. تهدف الزيارة إلى الاطلاع على الوضع الأمني وضمان انسيابية حركة المدنيين والتجارة، في إطار الجهود الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية وتعزيز فرص التهدئة. واستمع الوفد إلى شرح مفصل من الضباط والجنود حول طبيعة المهام والتحديات الأمنية القائمة، مشيدًا بالجهود المبذولة والتنسيق المستمر بين الجهات الأمنية والسلطات المحلية، مؤكداً أهمية ذلك في بناء بيئة داعمة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
قيادة الضالع تستقبل وفدًا أمميًا لتقييم فتح الطريق الدولي بين عدن وصنعاء وتأمينه بالكامل
استقبلت قيادة محافظة الضالع، صباح اليوم، وفدًا من مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن برئاسة المستشار العسكري أنطوني هايورد، ومدير المكتب بربت سكوت، وذلك في زيارة ميدانية تهدف إلى تقييم الوضع الإنساني والأمني بعد مرور نحو شهر على فتح الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن والعاصمة صنعاء عبر منفذ الضالع، والذي تم فتحه وتأمينه من قبل القوات المسلحة الجنوبية والقوات المشتركة لخدمة المواطنين. وكان في مقدمة مستقبلي الوفد محافظ الضالع، اللواء الركن علي مقبل صالح ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بالمحافظة العميد عبد الله مهدي وقائد محور الضالع قائد المنطقة العسكرية الثامنة اللواء ركن مظلي هادي العولقي، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية والأمنية والمدنية، حيث جرى استعراض الجهود التي بذلتها السلطة المحلية والقوات العسكرية في سبيل فتح وتأمين هذا الطريق الاستراتيجي، والذي يمثل شريانًا رئيسيًا للحركة بين الجنوب والشمال. وأكد المحافظ خلال اللقاء أن فتح الطريق جاء في إطار حرص قيادة المحافظة على تخفيف معاناة المدنيين وتعزيز فرص السلام، موضحًا أن منفذ مريس مفتوحًا منذ قرابة الشهر، في حين تواصل مليشيا الحوثي رفضها القاطع لفتح طريق الفاخر–إب من جهتها، متسببة في استمرار معاناة المواطنين ومضاعفة المشقة عليهم. من جانبه، أوضح رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، العميد عبدالله مهدي سعيد، أن الطريق مؤمّنة بقوات أمنية ونسائية لضمان سلامة العابرين، مشيرًا إلى أن القوات ضبطت عدة محاولات لتهريب مخدرات ومواد متفجرة من قبل المليشيات الحوثية، مما يعكس استغلالها للطرق والمعابر الإنسانية لأغراض تهدد أمن واستقرار المجتمع. بدوره، تطرق قائد المنطقة العسكرية الثامنة قائد محور الضالع، اللواء الركن مظلي هادي العولقي، إلى الوضع العسكري في الجبهات، مؤكدًا أن الجبهات تشهد حالة من "اللاحرب واللاسلم"، وأن التدهور الحاد في وضع المليشيا الحوثية عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا يمثل فرصة سانحة يجب استثمارها من قبل الأطراف الأممية للضغط نحو خيار السلام. وعقب اللقاء، قام الوفد الأممي بجولة ميدانية إلى منطقة مريس، إحدى أبرز مناطق التماس، حيث اطلع على الأوضاع الميدانية ومدى التزام الأطراف بحماية المدنيين، خصوصًا فيما يتعلق بمخاطر الألغام والاستهداف العشوائي، ضمن جهود الأمم المتحدة لمتابعة تطبيق المعايير الدولية الإنسانية على الأرض. وتأتي هذه الزيارة في وقت يُنظر فيه إلى فتح الطريق عبر الضالع كخطوة إنسانية مهمة، تقابلها حالة من التعنت والتصعيد من جانب مليشيا الحوثي، التي لا تزال ترفض التجاوب مع المبادرات الرامية إلى فتح الطرق الأخرى وتخفيف معاناة المواطنين.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
إب.. الحوثيون يواصلون حملة اختطافات تطال أكاديميين ومدنيين
المرسى – إب اختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأربعاء، الدكتور ثائر الدعيس في محافظة إب، ضمن موجة اختطافات متواصلة تنفذها المليشيا في المحافظة منذ شهر وزادت وتيرتها الأسبوع الماضي، وطالت عدداً من المدنيين. وذكرت مصادر محلية، أن مليشيا الحوثي تواصل منذ شهر اختطاف وتعقب عدد من المدنيين بالمحافظة، واختطفت المئات منهم واقتادتهم إلى سجون مجهولة. ومن بين المختطفين، خلال الأسبوع الماضي وفقاً للمصادر: الأستاذ فيصل عبد الله الشويع، والدكتور صادق اليوسفي والأستاذ محمد طاهر، والدكتور نبيل اليفرسي، وطلال سلام، والدكتور أحمد ياسين، والدكتور قائد محمد عقلان. وبحسب المصادر، فإن المليشيا تواصل حتى اللحظة موجة الاختطافات، مستهدفة كافة القرى والمديريات بالمحافظة وفي أحياء المدينة.