
من هو "ملك الغابة المصرية القديمة" وكيف انقرض؟
دبي ،الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع أسنان حادة إسوة بالقطط، وجسم شبيه بأجسام الكلاب، تربّعت الحيوانات العليا المفترسة القديمة، "hyaenodonts"، على قمة السلسلة الغذائية. لكن انقراض السلالة بأكملها قبل حوالي 25 مليون سنة، ترك علماء ما قبل التاريخ يتصارعون على الأسباب التي أدّت إلى اختفاء المفترس الرئيسي.
غير أنّ فريقًا دوليًا من علماء الحفريات عثروا على قطعة جديدة من اللغز، جمجمة كاملة تقريبًا لنوع مجهول من فصيلة هيانودونتا. قد يُقرّب هذا الاكتشاف ربّما العلماء خطوة من فهم هذه الوحوش الشرسة وتاريخها التطوّري.
10% فقط من الحيوانات والنباتات.. ما الأنواع الجديدة التي اكتشفها العلماء في العام 2024
وتعتبر الحفرية المكتشفة في منخفض الفيوم بالصحراء الغربية بمصر، الجمجمة الأكثر اكتمالا من فصيلة hyaenodonta الفرعية Hyanailourinae التي يمكن العثور عليها في أفريقيا. ويعود تاريخ الجمجمة إلى عصر الأوليغوسين المبكر، قبل حوالي 30 مليون سنة، وفق دراسة نُشرت في مجلة علم الحفريات الفقارية، الإثنين.
وتأثر مؤلفو الدراسة لحظة اكتشافهم الجمجمة في العام 2020، لمدى ندرة الاكتشاف النادر، بحسب المؤلفة الرئيسية شروق الأشقر، طالبة الدكتوراه بمركز علم الحفريات الفقارية في جامعة المنصورة، ومساعدة باحث في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وقالت الأشقر: "لقد كانت لحظة مذهلة.. هذه الجمجمة مهمة بالنسبة لنا، ليس فقط لأنها كاملة وثلاثية البعد، وجميلة، بل لأنها توفر لنا أيضًا سِمات جديدة لمعرفة المزيد عن هذه المجموعة المنقرضة من الحيوانات آكلة اللحوم".
وبحسب الدراسة، أطلق الباحثون على هذا النوع الذي يضاهي حجم النمر اسم Bastetodon syrtos، في إشارة إلى الإلهة المصرية القديمة باستت ذات رأس القطة، بسبب الأنف الفريد من نوعه الذي يتمتع به، والأقصر مقارنةً بالأنواع الأخرى من الهاينودونت. بالإضافة إلى الأسنان الحادة التي تشبه السكين، فإن الخطم كان سيعطي المخلوق عضّة قوية للغاية، بحسب الأشقر.
ولفتت الأشقر إلى أنه "يمكننا القول بكل وضوح إن باستيتودون كان ملك الغابة المصرية القديمة".
توفر الحفرية فرصة نادرة للإطلاع على حقبة التغييرات البيئية العالمية والحيوانية، عندما تنقرض بعض الأنواع بينما يتم إدخال أنواع جديدة بسبب التغيرات المتفاوتة في الموائل. وقال الباحثون إن هذه التغييرات ساعدت على تحديد الحيوانات المفترسة للقطط والكلاب التي نراها اليوم.
تم العثور على حفريات Hyaenodonta في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، وأفريقيا. كان بعضها كبيرًا مثل وحيد القرن، فيما كان البعض الآخر يشبه حيوان ابن عرس الصغير.
خلال فترة الأوليغوسين، كان منخفض الفيوم عبارة عن غابة مطيرة استوائية خصبة. لذا ربما افترس باستيتودون الرئيسيات مثل القرد المصري (Aegyptopithecus) حينها، قريب قديم للبشر، وكذلك أفراس النهر، والفيلة المبكرة.
وبحسب المؤلف المشارك للدراسة د. ماثيو بورثس، أمين الحفريات بمتحف مركز ديوك ليمور للتاريخ الطبيعي في جامعة ديوك بدورهام في ولاية نورث كارولينا، فإن لديهم رؤوسًا كبيرة حقًا كانت مغطاة بالعضلات.
وأوضح أنه من النادر العثور على حفريات آكلة للحوم القديمة لأن عدد الحيوانات المفترسة العليا في النظام البيئي أقل من الحيوانات الأخرى، مثل الحيوانات العاشبة. وأضاف أنه في كثير من الأحيان، لا يتم العثور إلا على أسنان أو أجزاء من الجماجم.
وتابع بورثس أنّ اكتشاف مثل هذه الجمجمة الكاملة يسمح للباحثين بمعرفة السمات الملموسة للحيوان، مثل كيفية مقارنة الارتباطات العضلية الكبيرة بحجم أسنانه، وحجم دماغه، أو حتى قوة حاسة الشم لديه.
قيء حيوان يعود إلى 66 مليون سنة اكتُشف على شاطئ في الدنمارك
كما قارن الباحثون جمجمة باستيتودون بحفريات نوع آخر من فصيلة هيانودونتا أكبر حجمًا، وُجد في أفريقيا قبل حوالي 120 عامًا. المجموعة الأخيرة التي أطلق عليها مؤلفو الدراسة اسم Sekhmetops، كان يُعتقد في الأصل أنها مرتبطة بمجموعة أوروبية من الهاينودونتات.
وفي حين أنه لم يتم العثور إلا على فكين وعظام وجنتين للأنواع الأكبر حجمًا، إلا أن الباحثين تمكنوا من مقارنة النتائج المستخلصة من تلك البقايا مع جمجمة باستيتودون، وإثبات أنّ الحيوانين من المفترس العلوي ينتميان إلى نفس المجموعة من الهاينودونت التي نشأت في أفريقيا.
وأوضحت الدكتورة نانسي ستيفنز، أستاذة الأنثروبولوجيا ومديرة متحف التاريخ الطبيعي في جامعة كولورادو بولدر، لـCNN، أنه "من النادر العثور على مثل هذه العينة الكاملة، التي حافظت على الأسنان القوية وعلى الجوانب الدقيقة من تشريح الجمجمة".
وقالت ستيفنز، غير المشارك في الدراسة: "فقط من خلال التحليلات التفصيلية لعينات مثل هذه يمكننا استكشاف أنماط الحركة المعقدة للحيوانات المفترسة العلوية عبر المناظر الطبيعية في الماضي. وهذا يساهم بفهم أفضل لديناميكيات الحيوانات من حولنا اليوم".
"تلمع مثل الذهب".. الكشف عن أحفورة نادرة أذهلت العلماء بسبب لونها العجيب
كان الانقراض الإيوسيني-الأوليغوسيني بمثابة حدث تبريد عالمي تمّ قبل حوالي 34 مليون سنة، تسبّب بانقراض جماعي وتغيير كبير على مستوى الثروة الحيوانية. وقال بورثس إنّ الضباع السنية التي نجت أظهرت بعد ذلك مدى قدرة الحيوانات على التكيف والمرونة.
لكن بعد بضعة ملايين من السنين، انقرضت وحلّ مكانها الحيوانات المتحدرة منها مثل الكلاب، والقططـ والضباع. وأضاف بورثس أنه من خلال سد فجوات السجل الأحفوري، يمكن لعلماء الحفريات أن يفهموا بشكل أفضل سبب انقراض الزواحف التي نجت في السابق، ومدى التكيف والضغط البيئي الذي تعرّضت له وكان في وسع هذه السلالة تحمله.
بالنسبة للدكتورة كاثرين بفاف، باحثة ما بعد الدكتوراه، ومحاضرة بمعهد علم الحفريات في جامعة فيينا بالنمسا، غير المشاركة في الدراسة، "إن نهاية هيانودونتا في أواخر عصر الأوليغوسين تظهر كيف أثّر تغيّر المناخ، والضغوط التنافسية، والتغييرات في توافر الفرائس للحيوانات المفترسة العلوية".
وأشارت بفاف في حديثها مع CNN، إلى ترتيب وتطور أسنان الحيوانات، بالقول إنها "حقيقة خسرت أمام القطط والكلاب في تطورها لا تزال لغزا، لكن قد يكون سبب ذلك أسنانها المتخصصة للغاية. لهذا السبب، فإن مثل هذا الاكتشاف الكامل كما هو موضح هنا، يقرّبنا خطوة من حل اللغز، حتى لو كان مجرد عينة متوسطة الحجم".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 3 أيام
- CNN عربية
هل نعيش في منازل من الفطريات يومًا ما؟ هذا ما يقوله العلماء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يبدو العيش في منزل مصنوع من الفطريات والبكتيريا من وحي الخيال العلمي، ولكن أصبح الباحثون أقرب إلى تحقيق ذلك.قام فريق بحثي في ولاية مونتانا الأمريكية بزراعة تشابكات كثيفة وإسفنجية من خيوط الـ"ميسيليوم"، وهي بنية شبيهة بالجذور تربط شبكات الفطريات تحت الأرض، كإطار لإنشاء مادة بناء حية ذاتية الإصلاح. لا تزال القدرة على إنشاء هياكل متينة وقادرة على تحمل الأوزان الثقيلة باستخدام مواد حية بعيدة المنال لسنوات عديدة. مع ذلك، وجدت المؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة بتاريخ 16 أبريل/نيسان في مجلة "Cell Reports Physical Science"، تشيلسي هيفيران، أنّ هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو العثور على بديل مستدام للإسمنت، أي المادة الرابطة في الخرسانة.يُصنع أكثر من 4 مليارات طن متري (4.4 مليار طن) من الإسمنت سنويًا، ما يساهم بنحو 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقًا لمؤسسة " Chatham House" البحثية في مدينة لندن البريطانية. قالت هيفيران، وهي أستاذة مُساعِدة في الهندسة الميكانيكية والصناعية بجامعة ولاية مونتانا-بوزمان: "تساءلنا: ماذا لو استطعنا القيام بذلك بطريقة مختلفة باستخدام عِلم الأحياء"؟ أدخل مؤلفو الدراسة بكتيريا قادرة على إنتاج كربونات الكالسيوم، وهو المركب الكيميائي ذاته الموجود في المرجان، وقشور البيض، والحجر الجيري، إلى الخيوط الفطرية، التي عملت كدعامات هيكلية.من خلال عملية تُسمى التمعدن الحيوي، حوّلت كربونات الكالسيوم الخيوط اللزجة والمرنة إلى بنية صلبة تشبه العظام. جرّب الفريق ترك الفطر، الذي يُدعى "Neurospora crassa"، يتمعدن حيويًا من تلقاء نفسه، ولكنهم وجدوا أن قتله، ومن ثمّ إضافة الميكروبات ساهم في الحصول على مادة أكثر صلابة في وقتٍ أقل. أنشأت البكتيريا، التي تُدعى "Sporosarcina pasteurii"، شبكات بلورية من كربونات الكالسيوم حول الخيوط الفطرية بعد استقلابها لمادة الـ"يوريا"، وهي بمثابة غذاء للبكتيريا. وبينما تُعتبر مواد البناء الأخرى المُتمعدِنة حيويًا "حية" لبضعة أيام فحسب، أكّدت هيفيران أن فريقها تمكن من إبقاء الميكروبات نشطة لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وقد تمتد هذه الفترة إلى أشهر أو حتى سنوات. رأى أفيناش مانجولا-باسافانا، وهو مهندس بيولوجي لم يشارك في الدراسة، أنّ هناك حاجة إلى القيام بالمزيد من الاختبارات للعثور على مادة بناء حية قادرة على استبدال الإسمنت، قبل استخدام هذه المادة في صناعة المنازل، أو الأسوار، أو غيرها من أغراض البناء.وشرح مانجولا-باسافانا، وهو كبير الباحثين العلميين في جامعة "نورث إيسترن" بأمريكا: "يُجرى هذا النوع من التجارب على نطاقٍ ضيق.. وهو لا يعكس بالضرورة خصائص المادة عند استخدامها بكميات كبيرة". كما أضاف: "ليست الصلابة هي ما يهم الأشخاص عندما يتعلق الأمر بمواد البناء، بل القوة، والقدرة على تحمل الأثقال". بينما لا تضاهي قوة ومتانة مواد البناء الحية مميزات الخرسانة بعد، لا تزال هيفيران تعتقد أنّ الـ"ميسيليوم" يشكل قاعدة واعدة. بفضل مرونة هذه المادة، يُمكن تشكيل المادة اللزجة لتشمل قنواتٍ تشبه الأوعية الدموية داخل العوارض، أو الطوب، أو الجدران. كما هو الحال مع الأوعية الدموية في جسم الإنسان، تحتاج خلايا مواد البناء الحية إلى هياكل قادرة على توصيل العناصر الغذائية للبقاء على قيد الحياة. وأشار مانجولا-باسافانا إلى أنّ إضافة هذه الهياكل إلى تصميم مواد البناء قد يُضعفها، ما يُمثل تحديًا للدراسات المستقبلية.، مضيفًا: "أعتقد أنّها قد تكون مفيدةً في المستقبل للمباني المكونة من طابق واحد، والهياكل الأصغر حجمًا. إنّه أمرٌ ممكن للغاية. قد نشهد ذلك خلال فترة تترواح بين 5 و10 سنوات". وأضافت هيفيران أنّ الفطريات تُشكل أيضًا خطرًا تنفسيًا محتملاً. رُغم أن قتل الـ"ميسيليوم" يُقلل من قدرتها على إنتاج مسببات الحساسية، إلا أنّه ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث قبل اعتبار الهياكل التي تُصنع منها هذه المادة آمنةً للسكن. مادة مخاطية على المواد البلاستيكية الدقيقة تُسهم بتكاثر بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية يُعتبر فريق هيفيران واحد من فِرَق عديدة في أمريكا لاستكشاف إمكانيات مادة الـ"ميسيليوم"، التي استُخدمت بالفعل لصنع مواد أخرى أكثر ليونة في مجال التغليف والعزل.أكدت هيفيران أنّ العديد من الجهات الحكومية أبدت اهتمامًا بالفعل بحالات الاستخدام المحتملة لمواد البناء الحية، وقالت: "هناك العديد من الشروط التي يجب وضعها في الاعتبار حتى يستفيد المنزل العادي من هذا المشروع من حيث التكلفة". وأوضحت: "لكن بالنسبة للمجتمع، قد يكون الأمر أرخص بكثير عند بناء بنية تحتية لأفراد يحتاجون إليها بشدة، أو إذا كنت تحاول تشييد بنية تحتية في الفضاء، فقد يكون هذا أسهل بكثير من نقل الإسمنت والخرسانة إلى هناك. الاحتمالات مثيرة حقًا بالنسبة لي". اكتشاف فطر يحول عناكب الكهوف إلى "زومبي"


CNN عربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- CNN عربية
بضغطة زر واحدة.. طائرة تهبط وحدها ومراسل CNN يجرّبها بنفسه
مراسل CNN لشؤون الطيران والطيار المعتمد، بيت مونتين، يهبط بطائرة بضغطة زر واحدة، بفضل نظام ثوري جديد يُركّب حاليًا على متن بعض الطائرات الخاصة، ويجيب عن السؤال القديم: ماذا يحدث إذا أصبح الطيار عاجزًا عن الطيران؟ يُعرف هذا النظام باسم "الهبوط التلقائي للعودة الآمنة"، وهو مصمم لإنقاذ الركاب الذين لا يملكون أي خبرة في الطيران، في حال عجز الطيار، وهو أمر يحدث على متن الطائرات الخاصة أكثر مما يتخيله البعض. قد يهمّك أيضًا.. تصميم طائرة من الماضي قد يغيّر الطريقة التي نسافر بها مستقبلًا قراءة المزيد ابتكارات طائرات


CNN عربية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- CNN عربية
أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة تبيض ولا أسنان لها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت قصة اثنين من أغرب الحيوانات على كوكب الأرض أكثر غرابة بقليل، وذلك بفضل أدلة كشفتها عينة أحفورية وحيدة، يقول العلماء الآن إنها تمثل سلفًا منقرضًا منذ زمن بعيد. قد تؤدي هذه الأبحاث الجديدة إلى قلب المفاهيم المعروفة حول تطور أكثر الثدييات بدائية على قيد الحياة اليوم. يتواجد خلد الماء والنضناض (آكل النمل الشائك) في أستراليا وغينيا الجديدة، ويُطلق عليهما اسم "وحيدات المسلك"، وهما فريدان من نوعهما لكونهما الثدييات الوحيدة التي تضع البيض. ويتميّز خلد الماء البرمائي بمنقار وأقدام ذات أغشية بين الأصابع مثل البطة، وذيل يشبه ذيل القندس. ويقضي هذا الكائن يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام في الماء. أمّا النضناض، فيعيش على اليابسة بالكامل، ويغطيه وبر شوكي حاد، كما أن أرجله الخلفية تتجه إلى الوراء وتثير الغبار أثناء حفره في الأرض. ولا يملك أكلاهما أي أسنان، ورغم أنهما يفرزان الحليب، إلا أنّهما لا يمتلكان حلمات، بل يفرزان الحليب عبر جلدهما ليلعقه الصغار. وقال أستاذ لدى قسم العلوم التشريحية وعلم الأعصاب في جامعة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية والمتخصص في دراسة تطور الثدييات المبكرة، الدكتور غييرمو روجيه: "تتمتع هذه الكائنات الصغيرة بالكثير من الجوانب الغريبة". وأضاف روجيه: "إنها إحدى المجموعات التي تُعرِّف الثدييات. الثدييات التي عاشت في زمن الديناصورات كانت، على الأرجح، أقرب بيولوجيًا إلى الكائنات أحادية المسلك منها إلى الحصان، أو الكلب، أو القط، أو حتى الإنسان". لذلك، قال إنّ أحاديات المسلك تُتيح لنا فرصةً للاطلاع على أصول الثدييات على الأرض. النظر داخل أحفورة قديمة كشفت دراسة جديدة نُشِرت الإثنين في مجلة " Proceedings of the National Academy of Sciences" المزيد من الجوانب عن هذا الأمر. وقاد البحث عالمة الحفريات، سوزان هاند، وهي أستاذة فخرية في كلية العلوم البيولوجية والأرضية والبيئية في جامعة "نيو ساوث ويلز" بأستراليا. وهو يكشف عن البنية الداخلية للعينة الأحفورية الوحيدة المعروفة لكائن "Kryoryctes cadburyi"، السلف المعروف الوحيد للكائنات أحادية المسلك، والذي عاش قبل أكثر من 100 مليون عام. اكتُشِفت هذه الأحفورة، وهي لعظمة العضد (أي عظم الذراع العلوي)، في عام 1993 في "Dinosaur Cove" جنوب شرق أستراليا. ومن الخارج، بدت العينة أشبه بعظمة تنتمي إلى النضناض البري أكثر من خلد الماء الذي يفضل الحياة في الماء. لكن وجد العلماء شيئًا مختلفًا عند النظر داخلها. وقالت الدكتورة لورا ويلسون، الأستاذة المشاركة في الجامعة الوطنية الأسترالية، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "من خلال استخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد المتقدمة، تمكنّا من إظهار خصائص لم تكن مرئية من قبل لهذه العظمة القديمة، وقد كشفت هذه الخصائص عن قصة غير متوقعة تمامًا". وجد الفريق أن الحفرية كانت تحتوي داخليًا على سمات تشبه خلد الماء شبه المائي، مثل جدار عظمي أكثر سماكة، وتجويف مركزي أصغر. معًا، تجعل هذه الصفات العظام أثقل، وهو أمر مفيد للحيوانات المائية لأنه يقلل من الطفو، ما يُسهِّل الغوص تحت الماء بحثًا عن الطعام. وعلى النقيض من ذلك، فإن النضناض، الذي يعيش بالكامل على اليابسة، يمتلك عظامًا أرق وأخف وزنًا بكثير. وتدعم هذه النتيجة الفرضية الشائعة، وإن لم تثبت بعد، بأن كائن "Kryoryctes" هو سلف مشترك لكل من خلد الماء والنضناض، وأنه ربما عاش جزئيًا على الأقل في الماء خلال زمن الديناصورات. وأفادت هاند: "تشير دراستنا إلى أن أسلوب الحياة البرمائي لخلد الماء الحديث يعود أصله إلى ما لا يقل عن 100 مليون سنة، في حين أن النضناض عاد إلى نمط الحياة الأرضية الكامل في وقت لاحق بكثير". "تلمع مثل الذهب".. الكشف عن أحفورة نادرة أذهلت العلماء بسبب لونها العجيب