
50 ألف سنة من العمق الحضاري تكشفها نتائج التنقيب الأثري في بلدة القرينة بالرياض
وقادت أعمال المسح والتنقيب الأثري التي أجرتها هيئة التراث السعودية، في موقع هضبة العرقوب الأثري ببلدة القرينة شمال غربي مدينة الرياض، إلى اكتشاف منشآت دائرية تشبه إلى حدٍ كبير مقابر الألف الثالث والثاني قبل الميلاد، إضافة إلى رصد طريقٍ أثريّ يمتد من الوادي إلى أعلى الهضبة في موقع القرينة وصولاً إلى مدينة الرياض، فضلاً عن اكتشاف كثير من القطع الفخّارية والأدوات الحجرية، التي يعود بعضها إلى ما قبل 50 ألف سنة في فترة العصر الحجري الوسيط.
وأنهت هيئة التراث أعمال، مشروع المسح والتنقيب الأثري في بلدة القرينة، بمشاركة مجموعة من الخبراء السعوديين، ركزوا في عملهم على جمع أكبر قدر من المعلومات لتعزيز الدراسات العلمية عن موقع القرينة، وذلك للتعرف على التسلسل الحضاري والتاريخي للموقع، فضلاً عن التعرف على الطرز المعمارية وطرق البناء، وتوثيق المعثورات الأثرية الناتجة من أعمال المشروع.
في إطار صونها لمحفظة التراث الوطني؛#هيئة_التراث تنهي أعمال المسح والتنقيب الأثري في موقع هضبة العرقوب الأثري ببلدة القرينة في منطقة الرياض، وذلك ضمن #مبادرة_اليمامة للتنقيب الأثري. pic.twitter.com/Rsm6p5Ej72
— هيئة التراث (@MOCHeritage) August 10, 2025
وتتمتع بلدة «القرينة» بعمق تاريخي مع اختلاف العصور، وهي بلدة تقع على ضفتي وادي قرّان في منطقة نجد، ومنها اتخذ اسمها، وحرّف مع الوقت إلى القرينة، وتبعد مسافة 80 كيلومتراً شمال غربي العاصمة السعودية الرياض، وتتبع حالياً محافظة حريملاء.
وتشير آثار القرينة المبكرة إلى ارتباطها الوثيق مع التاريخ، ومن ذلك الكتابات الثمودية التي عثر عليها في الأودية والجبال المطلّة على القرينة، إضافة إلى ما تضمه من القلاع والبيوت القديمة التي تشهد على قيمة ما تحتفظ به من سجل آثاري وتراثي عميق.
وجاءت نتائج الاكتشافات التي أعلنتها (الأحد)، هيئة التراث السعودية في إطار جهودها في المسح والتنقيب الأثري لمواقع التراث الوطني وصونها والحفاظ عليها والتعريف بها، تأكيداً لمكانة البلدة التاريخية وسجلها الحضاري، وزيادة في رصيد المحفظة التراثية الوطنية بوصفها مورداً ثقافياً واقتصادياً مهماً للمملكة.
أعمال مشروع المسح والتنقيب الأثري في بلدة القرينة جرت بمشاركة مجموعة من الخبراء السعوديين (هيئة التراث)
يعدّ هذا الاكتشاف أحد ثمار مشروع «اليمامة» للتنقيب الأثري، الذي أطلقته هيئة التراث بهدف إعادة رسم الخريطة الأثرية لمنطقة الرياض والمناطق المجاورة، عبر تنفيذ مسوحات دقيقة باستخدام تقنيات بحثية متقدمة، لتوثيق المواقع غير المستكشفة سابقاً وتحليل أنماط الاستيطان البشري عبر العصور المختلفة، مما يعكس عمق الإرث الثقافي والحضاري للمنطقة.
ويستكمل «مشروع اليمامة الأثري»، الذي أطلقته هيئة التراث في سبتمبر (أيلول) من عام 2024، حتى 2028، المسح الشامل داخل نطاق مدينة الرياض، وعلى طول امتداد وادي حنيفة، والمراكز المحيطة بمدينة الرياض، من خلال توظيف أحدث التقنيات المستخدمة في عمليات المسح الشامل، وتشمل نظم المعلومات الجغرافية، والمسح الجيورإداري الأرضي، والنمذجة ثلاثية الأبعاد والمسح المغناطيسي، إضافة إلى تقنيات التصوير الجوي المنخفض، كما يجري استخدام الذكاء الاصطناعي في رسم الخرائط الجغرافية والطبوغرافية، لرفد مشاريع المسح الأثري في السعودية.
ويحتل المسح والتنقيب الأثري أولوية قصوى لدى هيئة التراث، كونه وسيلة علمية ضرورية لاكتشاف الآثار التي تزخر بها السعودية، التي يعود أكثرها إلى حِقب تاريخية موغلة في القدم ومرتبطة ببدايات الحضارة الإنسانية، وتشهد المملكة، في الفترة الحالية، مشاركة أكثر من 77 بعثة دولية ومحلية في التنقيب عن الآثار بمختلف مناطق المملكة، وتقدم نتائج مهمة عن تاريخ الاستيطان البشري في أراضي شبه الجزيرة العربية، نُشرت في عدد من أوعية النشر العلمي، مثل حوليات الآثار وعدد من الكتب الأثرية المتخصصة، والمنصّات الرقمية.
وفي سياق الإعلان عن نتائج المسح الأثري في بلدة القرينة، أشارت هيئة التراث إلى أن أعمالها في مجال المسح والتنقيب الأثري في مناطق المملكة يعد استمراراً لسعيها في حفظ المقدرات التراثية الوطنية، موضحة أن ما تحمله المملكة من تراثٍ ثقافيّ يعد امتداد للحضارات المتعاقبة التي استوطنت على أراضيها عبر العصور المختلفة، ما يعكس ثراء المملكة بالموارد التراثية والثقافية والتاريخية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
السعودية تطلق مشروعا تجريبيا لاستخدام الأعمدة المصنوعة من البوليمر في شبكات الكهرباء
أعلن برنامج استدامة الطلب على البترول و الشركة السعودية للكهرباء ، وتحت إشراف وزارة الطاقة السعودية عن إطلاق مشروع تجريبي مشترك يهدف إلى استخدام الأعمدة المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية (GFRP Poles) في خطوط توزيع الكهرباء ذات الجهد المنخفض. ويأتي هذا المشروع ضمن جهود منظومة الطاقة لتبني حلول مبتكرة ترفع كفاءة المشاريع من النواحي البيئية، والاقتصادية، والتقنية، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسهم هذه الأعمدة في المحافظة على البيئة بنسبة أعلى مقارنة بالمواد التقليدية، مما يجعلها جزءًا من الحلول المستدامة لمستقبل البنية التحتية، خاصة في ظل تصنيعها باستخدام مواد محلية، التي تعزز توطين مكونات قطاع الطاقة التي يقودها برنامج "نوطن" الذي أطلقته وزارة الطاقة. وتمثّل هذه المبادرة نموذجًا للتعاون بين مختلف الجهات لتطوير حلول مبتكرة محلية الصنع تسهم في تحقيق الاستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتعكس رؤية المملكة لتحقيق الاستفادة المثلى من مواردها الطبيعية، وقيادة التحول العالمي نحو استخدام المواد البوليمرية المستدامة مما يرسخ مكانتها في طليعة الدول الساعية نحو بناء مستقبل مستدام ومزدهر، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس). ويعكس المشروع الجهود المشتركة بين قطاع شؤون الكهرباء ووكالة التوطين والمحتوى المحلي وإدارة المخاطر في وزارة الطاقة، وبرنامج استدامة الطلب على البترول، والشركة السعودية للكهرباء، كونه خطوة نوعية لاستخدام الأعمدة المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية، ضمن جهود المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للصناعات البوليمرية المتقدمة. ويبرز المشروع منهجية برنامج استدامة الطلب على البترول القائمة على تعزيز استخدام المواد البوليمرية بديلًا مبتكرًا ومستدامًا للمواد التقليدية في مختلف القطاعات، لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية من خلال شراكات إستراتيجية مع الجهات ذات العلاقة، ويؤكد التزام الشركة السعودية للكهرباء بتبني التقنيات الحديثة ذات الجدوى الاقتصادية التي تحقق كفاءة الأداء والاستدامة، والسعي نحو تعزيز الابتكار الصناعي، وتقليل الأثر البيئي، وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية. خبراء لمناقشة الإمكانات والتحديات وبدأ المشروع التجريبي من خلال إقامة ورشة عمل متخصصة جمعت خبراء من مختلف المجالات لمناقشة الإمكانات والتحديات، وتحديد فرص استخدام المواد البوليمرية، واختيرت أعمدة توزيع الكهرباء المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية ضمن الفرص المستهدفة، نظرًا لكونها تمثل نقلة نوعية في تصميم البنية التحتية الكهربائية، لما تتمتع به من خصائص مبتكرة تضيف قيمة بيئية واقتصادية، وقدرة فائقة على مقاومة التآكل وتحمل الظروف البيئية القاسية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمناخ المملكة. التوافق مع معايير الأداء ولضمان توافق الأعمدة الجديدة مع معايير الأداء المطلوبة لدى الشركة السعودية للكهرباء، خضعت تصاميم الأعمدة البوليمرية للتقييم من قبل الخبراء المختصين، والتعاون مع عدة مصنعين، حيث قُيمت قدرات هذه المصانع الإنتاجية من خلال زيارات ميدانية واختبارات مكثفة، وتم إجراء تجربة ميدانية تضمنت تركيب 35 عمودًا في خمس مناطق مختلفة داخل المملكة، مع مراقبة الأداء في ظروف تشغيل مختلفة. ومع انتهاء مرحلة تركيب الأعمدة وإطلاق المشروع التجريبي، سيُجرى تقييم شامل لأداء الأعمدة الجديدة باستخدام البيانات الميدانية لضمان تحقيق المعايير المطلوبة، ووضع خطة للتوسع في استخدام هذه التقنية على نطاق أوسع في المملكة مستقبلًا.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
"سدايا" تؤهل خريجي البكالوريوس والماجستير عبر معسكر علوم الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد
أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) "معسكر هندسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي" بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية. يأتي ذلك بهدف تأهيل خريجي البكالوريوس والماجستير من جامعات المملكة أو الجامعات العالمية في تخصّصات الذكاء الاصطناعي أو الحاسب الآلي وعلومه أو ما يعادلها. وتهدف عملية التأهيل إلى تمكينهم في علوم الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والرؤية الحاسوبية، والتعلم العميق، والنماذج التوليدية بإشراف خبراء دوليين، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس". ويركز المعسكر على تأهيل الخريجين في تصميم وتطوير نماذج ذكاء اصطناعي باستخدام لغة البرمجة بايثون، وأطر التعلم العميق (TensorFlow وPyTorch)، مع تطبيق مشاريع متقدمة في مجالات الرؤية الحاسوبية، ومعالجة اللغة الطبيعية، والنماذج التوليدية، وإتاحة الفرصة للمشاركين لتعلم استخدام أدوات احترافية مثل (YOLO وHugging Face) لتنفيذ حلول واقعية، وبناء ونشر حلول تقنية قابلة للتطبيق في بيئات العمل المختلفة. ويتناول المعسكر عدة محاور تشمل: بناء أساس برمجي للذكاء الاصطناعي باستخدام لغة بايثون، والبرمجة من خلال مكتبات التعلم العميق، وتصميم الشبكات العصبية المتقدمة وضبط النماذج، بالإضافة إلى الرؤية الحاسوبية المتقدمة، والتطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي التوليدي، ومعالجة اللغات الطبيعية (NLP)، وبرمجة الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول عملية. شروط الالتحاق بالمعسكر - يجب أن يكون المتقدم سعودي الجنسية. - حاصل على درجة البكالوريوس أو الماجستير من جامعة سعودية أو عالمية في الذكاء الاصطناعي أو الحاسب وعلومه أو ما يعادلها. من خريجي عام 2023 وما بعده. - لا يقل معدله التراكمي عن (4 من 5) أو (3.2 من 4) أو (80 من 100) مع إجادة اللغة الإنجليزية، وإنهاء التدريب التأهيلي، واجتياز المقابلات الشخصية. ويُقدَّم المعسكر نموذجًا تعليميًا مرنًا على مرحلتين تبدأ بالتعليم عن بُعد، ثم المرحلة الحضورية في جامعة أكسفورد، ويستمر لمدة (8) أسابيع. ويمكن التسجيل فيه خلال الفترة من 13 إلى 14 أغسطس 2025. ويأتي هذا المعسكر ضمن جهود "سدايا" في تنمية القدرات الوطنية من خلال عقد الشراكات الدولية مع أبرز الجامعات العالمية في المجال، سعيًا إلى تأهيل الكفاءات السعودية وتمكينها من أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بما يواكب تطلعات السعودية في التحول الرقمي وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
جامعة الأمير سلطان تدشن حزمة من الأنظمة الرقمية والخدمات الذكية لتعزيز جودة الحياة الجامعية بما يساهم في تحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030.
دشّنت جامعة الأمير سلطان ممثلة بعمادة التحول الرقمي حزمة من الأنظمة والخدمات الرقمية المتطورة، في خطوة تعكس التزام الجامعة بمواكبة مستهدفات رؤية السعودية 2030 وتعزيز مسيرة التحول الرقمي بالمملكة، وذلك خلال حفل أقيم في مقر الجامعة بحضور قيادات الجامعة ومنسوبيها. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الجامعة لتحسين جودة البيئة التعليمية، ورفع كفاءة الخدمات الإدارية والفنية، وتعزيز جودة الحياة في الحرم الجامعي، بما يسهم في إيجاد بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة على الإبداع والابتكار. وشملت الحزمة الجديدة: إطلاق نظام "سند" المنصة الموحدة للطلبات: لتبسيط الإجراءات وتسهيل الوصول لخدمات الدعم الفني والصيانة والخدمات الأكاديمية والإدارية؛ بهدف تحسين تجربة المستفيدين، بالإضافة إلى إطلاق نظام "MyPSU" وهو التطبيق الشامل لإدارة الحياة الأكاديمية للطلبة، حيث يوفر خدمات مثل الاطلاع على الجداول الدراسية، والمعدل التراكمي، والإشعارات الفورية، والبطاقة الجامعية الرقمية، وخطابات التعريف، بالإضافة إلى اختبارات تجريبية تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لرفع جاهزية الطلبة للاختبارات، كما تم إطلاق الإصدار الثاني من تطبيق" PSU Wayfinding" للتنقل السهل والذكي داخل الحرم الجامعي، ونظام "مجالس" المطوّر لإدارة الاجتماعات والتوقيع والتصويت الإلكتروني، والمنصة المتكاملة لبوابة الاتصال المؤسسي لإدارة وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات. كما تم خلال الحفل الإعلان عن البدء في العمل لمركز مراقبة عمليات الأمن السيبراني الذي يهدف إلى متابعة التهديدات الأمنية ومعالجتها بشكل استباقي، وترقية شبكة Wi-Fi 7: لتوفير سرعات عالية وتغطية شاملة للحرم. وأوضح رئيس الجامعة د. أحمد بن صالح اليماني أن تدشين هذه الأنظمة والخدمات الرقمية يأتي انسجامًا مع مسيرة التحول الرقمي الطموحة التي تشهدها المملكة، وتماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تولي اهتمامًا خاصًّا بتطوير البنية التحتية الرقمية ورفع جودة الخدمات، حيث قال: "نحن في جامعة الأمير سلطان نحرص على الاستثمار في التقنيات الحديثة ليس فقط لتعزيز الكفاءة التشغيلية، بل أيضًا لإيجاد بيئة تعليمية عالية الجودة تدعم الإبداع، وتوفر حياة جامعية متكاملة، بما ينعكس إيجابًا على تجربة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس وجميع منسوبي الجامعة. واختتم الدكتور اليماني تصريحه بالتأكيد على أن الجامعة ماضية في تنفيذ المزيد من المبادرات الرقمية التي تسهم في تطوير البيئة التعليمية وتحسين جودة الحياة في الحرم الجامعي، وتعزيز دورها الريادي في قطاع التعليم الأهلي بالمملكة.