logo
أحمد بن مبارك: لا تهاون مع الفساد أيا كان ومكافحته ليست خياراً بل أمر حتمي وواجب وطني

أحمد بن مبارك: لا تهاون مع الفساد أيا كان ومكافحته ليست خياراً بل أمر حتمي وواجب وطني

من ورشة عمل حول تعزيز جهود إنفاذ القانون في مكافحة الفساد - عدن
بران برس:
قال رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها، "أحمد بن مبارك"، الإثنين 28 أبريل/ نيسان 2025، إن "مكافحة الفساد ليست خياراً بل أمر حتمي وواجب وطني"، وأن المعركة ضد الفساد مستمرة لحماية مؤسسات الدولة واستعادة ثقة المواطن، مجددا العهد على "أن لا تهاون مع الفساد أيا كان شكله".
جاء ذلك في كلمة له، خلال افتتاحه فعاليات ورشة العمل حول "تعزيز جهود إنفاذ القانون في مكافحة الفساد"، التي شهدتها مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، في إطار إيجاد رؤية وطنية شاملة لتعزيز الشفافية وتفعيل المساءلة، وفقا للموقع الرسمي للحكومة.
وفي كلمته، أشار "بن مبارك" إلى أن إقامة الورشة، يأتي في سياق جهود الحكومة "لاعتماد سياسة واضحة وإجراءات عملية لمكافحة الفساد"، معبرا عن تطلعه "للخروج برؤية وطنية شاملة تتكامل فيها الجهود الحكومية والرقابية والقضائية لتعزيز الشفافية وسيادة القانون".
وقال، وفق موقع مجلس الوزراء، إن "الحكومة تدرك تمامًا أن مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وتفعيل المساءلة ليست فقط مطالب أخلاقية، بل شروطاً أساسية لتحقيق الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي، واستعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة".
وأوضح أن هذه الأولويات "تشكّل محورًا أساسيًا في المسارات الخمسة التي أطلقها منذ تحمله المسؤولية وتشمل "استعادة الدولة وتعزيز مركزها القانوني، وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، والإصلاحات المالية والإدارية، إضافة إلى تنمية الموارد الاقتصادية، والاستخدام الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية".
وكان رئيس الحكومة اليمنية قد أعلن عقب توليه رئاسة الحكومة عن خمس مسارات كأولويات رئيسية لسياسة قصيرة الأجل الممكنة وتهدف إلى إجراء إصلاحات ضرورية لتعزيز المؤسسات الحكومية وتحسين أداء وفاعلية الجهاز الحكومي، لتطبيق السياسات وتحقيق المستهدفات، على المستويين المركزي والمحلي".
والمسار الأول، هو تحقيق السلام والأمن والاستقرار والحفاظ على المركز القانوني للدولة، والثاني، هو مكافحة الفساد وتعزيز المساءلة والشفافية. والثالث، الإصلاح المالي والإداري، فيما يتضمن المسار الرابع، تنمية الموارد الاقتصادية. والخامس، الاستخدام الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية.
وفي ورشة اليوم، قال "بن مبارك" إن الفساد لا يتسبب فقط في هدر الموارد العامة، بل يؤدي أيضًا إلى تعطيل التنمية، وتفكيك النسيج المؤسسي، وانهيار الخدمات وخلق فجوة بين المواطن والدولة.
واعترف رئيس الحكومة، أن ما تعانيه البلاد من تردٍّ للخدمات في شتى المجالات إلا إحدى النتائج المباشر للفساد وضعف الشفافية، مشدداً بأن أي جهود للتعافي وإعادة البناء لا يمكن أن تُكتب لها الاستدامة ما لم تكن مدعومة بمؤسسات قادرة، ونزيهة، وشفافة، وقائمة على المساءلة.
وبيّن "أن نظرية تأجيل مكافحة الفساد نظرا للظروف الراهنة، لا يمكن القبول بها وتجارب الشعوب أثبتت ذلك"، مؤكداً "أن مكافحة الفساد في الظروف غير العادية أشد أهمية".
وقال: "تخيلوا أننا نصرف سنويا 600 مليون دولار على شراء الكهرباء وليست منتظمة، وتم التعاقد بأكثر من 180 مليون دولار لتشغيل مصافي عدن ولم تشتغل وهذا كله مخالف للقانون".
وأضاف: "يجب أن نواجه أنفسنا ونكون صادقين، ونعترف بأن هناك إشكالية حقيقية، هذه مسؤولية مجتمعية، أمانة دينية وأخلاقية، ومن المعيب علينا أن نبقى في مواقعنا، ونحن نرى هذا الأمر والفساد غير المقبول، وعلينا أن نكون صادقين لتغيير الواقع ونتحمل هذه الأمانة، وعدم الانشغال بالقضايا الصغيرة".
وتابع: "مكافحة الفساد لم تعد خياراً بل أمراً حتمياً، وما نعيشه من معاناة في العاصمة عدن وفي غيرها من المدن وفي القرى، بينما هناك ملايين الدولارات ومليارات الريالات تصرف في غير محلها ونحن في أشد الحاجة لها في قضايا رئيسية".
وأردف: "يجب أن نكون مؤمنين بهذا الأمر، ونعمل على أساسه، ومن موقعي كرئيس وزراء ومسؤول تنفيذي في هذه المسألة، سأكون معكم إلى آخر المدى في قضية مكافحة الفساد، مهما كانت التضحية في هذا الأمر، وهي مهمتنا جميعا وليست قضية روتينية".
وشدد على ضرورة التعاطي مع مكافحة الفساد بمسؤولية عالية، ومغادرة أي تصنيفات وأي شيء"، موضحاً أن الجميع شركاء في هذه المسؤولية، وإذا تعاملنا بجدية فشركاؤنا الدوليين وفي المقدمة الأشقاء في السعودية ودولة الإمارات سيكونون عونا لنا، لكن علينا أن نؤمن بهذه القضية وأنها مسؤوليتنا ولن يقوم بها أحد غيرنا.
ولفت إلى أن مكافحة الفساد ليست مجرد عملية لكشف الجرائم أو تقييد المخالفين، بل هي استراتيجية لحراسة القيم وردع التجاوز، وترسيخ فضيلة النزاهة، مشيراً إلى "أن نقل قضايا الفساد إلى حياة الناس عبر الإعلام والمجالس العامة، والمنصات، يشكل ضغطًا شعبيًا ضروريًا لمحاصرة الفاسدين، وتعزيز الرقابة".
وبخصوص الكهرباء ذكر رئيس الحكومة، "تفعيل لجنة مناقصات شراء ونقل وتوزيع الوقود للكهرباء، مما أسهم في ترشيد الإنفاق بمئات الملايين من الدولارات في عام واحد، والتوجيه بإلغاء عقود الطاقة المشتراة في محافظة عدن، التي كانت تمثل عبئًا ماليًا على الدولة وتُهدر خلالها ملايين الدولارات سنويًا.
وأعرب بن مبارك، "عن تطلعه إلى أن تسفر الورشة عن نتائج ملموسة" مؤكداً مواصلة الحكومة تقديم كل الدعم الممكن للسلطات القضائية والرقابية، وللنيابة العامة، كما تلتزم بتعزيز استقلاليتها وقدراتها، وتوسيع نطاق التنسيق بينها".
اليمن
الحكومة اليمنية
مكافحة الفساد

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

"ذا هيل" الأمريكية: هروب ترامب من اليمن أزعج "إسرائيل" والدول العربية المعتمدة على أمريكا
"ذا هيل" الأمريكية: هروب ترامب من اليمن أزعج "إسرائيل" والدول العربية المعتمدة على أمريكا

Al Yemeni One

time3 hours ago

  • Al Yemeni One

"ذا هيل" الأمريكية: هروب ترامب من اليمن أزعج "إسرائيل" والدول العربية المعتمدة على أمريكا

أثار انسحاب الولايات المتحدة من ساحة العمليات العسكرية في اليمن، ووقف دعمها للعدوان الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني، قلقًا كبيرًا لدى الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية التي كانت تعتمد بشكل رئيسي على الدعم العسكري الأمريكي، بحسب ما نشره موقع صحيفة 'ذا هيل' الأمريكية في تقرير جديد. وجاء المقال تحت عنوان: 'اليمنيون صامدون وترامب يتراجع.. هل تتراجع الولايات المتحدة حقًّا؟'، للكاتب 'عمران خالد'، حيث سلط الضوء على فشل السياسة الأمريكية في اليمن، وكشف كيف أن الاتفاق الأخير بين واشنطن والحوثيين كشف زيف الالتزام الأمريكي تجاه حلفائها، وخاصةً الكيان الصهيوني. وأشار الكاتب إلى أن ترك الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي وحيدًا أمام الهجمات اليمنية المتزايدة يُعزز الرواية التي طالما كررها الحوثيون للأنظمة العربية والإسلامية، وهي أن أمريكا دولة غير موثوقة، وأن ولاءها لا يتجاوز الحسابات والمصالح الآنية، وليس الشراكات الاستراتيجية طويلة الأمد. وأضاف أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وصف فيها اليمنيين بأنهم 'شعب شجاع ويملك إرادة الصمود'، بعد أن كان قد هدد سابقًا بـ'سحقهم جميعًا'، تُعتبر اعترافًا غير مباشر بفشل الحملة العسكرية الأمريكية، وانهزام استراتيجية الضربات الجوية البعيدة المدى التي اعتمدتها إدارة ترامب في محاولة لإعادة السيطرة على الأجواء والممرات البحرية في المنطقة. وأكد الكاتب أن العدوان الأمريكي على اليمن لم يحقق أي مكاسب استراتيجية، بل كبد الولايات المتحدة خسائر مالية وتكنولوجية باهظة، تجاوزت مليار دولار، نتيجة إسقاط الحوثيين أكثر من 20 طائرة مسيّرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper، بالإضافة إلى تدمير طائرتين مقاتلتين مجهولتي المصير، باستخدام معدات محلية الصنع وشبكة رادارات هجينة. وقال الموقع إن تصريح ترامب بأن 'اليمنيين يستحقون فرصة'، يعكس في الواقع استنفاد كل الخيارات العسكرية المتاحة أمام واشنطن، وهو ما يؤكد أن الانسحاب ليس إلا اعترافًا بالهزيمة، يتم تقديمه بصيغة انتصار مصطنع. وأوضح الكاتب أن اتفاق وقف إطلاق النار يُظهر حالة من التناقضات داخل السياسة الأمريكية، خاصةً أنه لم يشمل الكيان الصهيوني ضمن بنوده، وهو أمر أثار غضب تل أبيب وقلق بعض الأنظمة العربية التي تخشى أن تكون هي الأخرى ضحية سياسة التخلي الأمريكي في المستقبل. وأشار إلى أن هذا الاتفاق كشف عن وجود شرخ حقيقي داخل المحور الأمريكي – الإسرائيلي التقليدي، وبرهن على أن الولايات المتحدة تضع مصالحها فوق كل اعتبار، ولا تتردد في التضحية بأصدقائها إذا كان ذلك يصب في صالحها أو يخفف من خسائرها المتراكمة. وأكد أن انسحاب القوات الأمريكية من البحر الأحمر وسحب حاملة الطائرات 'ترومان' من المنطقة يُظهر أن واشنطن لم تعد قادرة أو راغبة في تحمل المزيد من الخسائر، خاصةً بعدما أثبتت الدفاعات الجوية اليمنية فعاليتها حتى ضد أحدث الطائرات الأمريكية مثل F-35 وB-2. واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الكيان الصهيوني كان يعتمد على الدعم الأمريكي الكامل لحمايته من الهجمات اليمنية، لكن وقف العدوان من جانب واحد تركه وحيدًا أمام تصاعد وتيرة الهجمات عبر البحر الأحمر وحتى داخل مدن الاحتلال. كما لفت إلى أن السعودية والإمارات بدأتا تشعران بالقلق من أن نفس السياسة الأمريكية قد تُستخدم مستقبلًا معهما أيضًا، بمجرد أن تصبح عبئًا على الاقتصاد الأمريكي أو تهدد الاستقرار الداخلي. ويذكر أن صحيفة 'ذا هيل' كانت قد نشرت الأسبوع الماضي مقالًا مشابهًا انتقدت فيه بشدة سياسة ترامب الخارجية، واعتبرته مسؤولًا مباشرًا عن خسارة الولايات المتحدة نفوذها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط.

"ذا هيل": هروب ترامب من اليمن أزعج "إسرائيل" والدول العربية المعتمدة على أمريكا
"ذا هيل": هروب ترامب من اليمن أزعج "إسرائيل" والدول العربية المعتمدة على أمريكا

26 September Net

time14 hours ago

  • 26 September Net

"ذا هيل": هروب ترامب من اليمن أزعج "إسرائيل" والدول العربية المعتمدة على أمريكا

نشر موقع صحيفة "ذا هيل" الأمريكية مقالاً جديداً سلّط الضوء على الهزيمة الأمريكية أمام اليمن، والخسائر الضخمة التي تكبدتها واشنطن لحماية الكيان الصهيوني قبل الانسحاب من أمام الردع اليمني. وجاء في المقال للكاتب "عمران خالد" بعنوان "(اليمنيون) صامدون وترامب يتراجع.. هل تتراجع الولايات المتحدة من اليمن؟"، أن اتفاق (وقف العدوان الأمريكي على اليمن) كشف عن سهولة تخلي أمريكا عن حلفائها، في إشارة إلى الكيان الصهيوني. ولفت إلى أن ترك العدو بمفرده أمام استمرار العمليات اليمنية يعزز رواية اليمنيين التي يقدمونها دائماً للأنظمة العربية والإسلامية بأن أمريكا غير موثوقة وسرعان ما تتخلى عن (عملائها – حلفائها)، وهو ما حدث فعلاً بعد انسحاب أمريكا من (معركة حماية الكيان الصهيوني). وذكر أن وصف المجرم ترامب لـ(اليمنيين) بأنهم شجعان وقادرون على الصمود، بعد أن هدد في وقت سابق بـ(سحقهم جميعاً)، يكشف أن الرئيس الأمريكي استسلم وأعلن الهزيمة، ولكنه يروّج بأنه انتصر، مؤكداً أن نتائج المعركة تثبت هزيمة واشنطن. وقال الموقع: إن "(العدوان الأمريكي على اليمن فشل) ، والنتيجة كانت إسقاط المسيّرات الأمريكية وطائرتين مقاتلتين مفقودتين، وأكثر من مليار دولار غرقت في الرمال دون أي مكسب استراتيجي ملموس". وأضاف أن "حديث ترامب بأن (اليمنيين) استحقوا فرصة، معناه أن كل الخيارات الأمريكية استُنفدت". وأكد أن "وقف إطلاق النار يُعدّ بالفعل دراسة في التناقض، وقد استُثنيت (إسرائيل) بشكل ملحوظ، وهي حقيقة لم تُزعجها فحسب، بل كشفت عن شرخ في المحور الأمريكي (الإسرائيلي) التقليدي". ونوه إلى أن ما أسماه "الاتفاق الأمريكي في اليمن يظهر أنه عندما تتعارض المصالح الأمريكية مع مصالح حلفائها، يصبح هؤلاء الحلفاء غير ضروريين وهذا يُقلق (إسرائيل)، والدول العربية أيضًا". ولفت إلى أن القوات الأمريكية اضطرت لسحب معظم الوجود العسكري من البحر الأحمر، مؤكدةً أن "طريقة ترامب المعتادة باتت مكشوفة، حيث يُسوّق لـ(وقف إطلاق النار في اليمن) على أنه انتصار للقوة، ولكن وراء هذا التهويل تكمن حقيقة مزعجة: إنه تراجعٌ مُغلّفٌ بالتفاخر". يُشار إلى أن صحيفة "ذا هيل" نشرت الأسبوع الفائت مقالاً مشابهاً هاجم ترامب على خلفية خسارته أمام اليمن.

'ناشونال إنترست': 'اليمن' كشفت زيف التفوق 'الأمريكي' والحل يكمن في 'غزة'
'ناشونال إنترست': 'اليمن' كشفت زيف التفوق 'الأمريكي' والحل يكمن في 'غزة'

Al Yemeni One

time18 hours ago

  • Al Yemeni One

'ناشونال إنترست': 'اليمن' كشفت زيف التفوق 'الأمريكي' والحل يكمن في 'غزة'

كشفت مجلة 'ناشونال إنترست' الأمريكية، المتخصصة في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن كانت مضللة منذ بدايتها، وأنها لم تكن ضرورية لحماية المصالح الاقتصادية أو الأمنية للولايات المتحدة، بل تحولت إلى عملية باهظة الثمن لم تحقق أهدافها الاستراتيجية ولا حتى الجوية منها. وأشارت المجلة إلى أن الضربات الحوثية التي استهدفت السفن في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية، لم تكن موجهة بالأساس ضد الولايات المتحدة، بل كانت موجهة ضد 'إسرائيل'، وهو ما يجعل الحملة الأمريكية في اليمن مجرد غطاء سياسي لتدخل عسكري غير مبرر. وأضافت أنه وبعد نفقات تجاوزت مليار دولار، لا يزال الوضع كما كان عليه قبل بدء العمليات، مع بقاء الحصار على الملاحة الدولية فعليًّا، وعدم استعادة أمريكا زمام الأمور في المنطقة. وفي سياق تعليقها على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن 'انتصار عظيم' بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار مع الحوثيين، رأت المجلة أن هذا الاتفاق لم يكن سوى إعادة للمشهد إلى ما قبل الحملة، حيث لم يتم تدمير البنية العسكرية للحوثيين، ولا تمكين واشنطن من السيطرة على الأجواء أو الموانئ. وأكدت أن الاتفاق لم يمس قدرات الحوثيين العسكرية، ولم يمنعهم من مواصلة عملياتهم في البحر الأحمر والبحر المتوسط، وهو ما يعني أن الهدف العسكري الأمريكي لم يتحقق، وإنما تم التوصل فقط إلى تسوية سياسية مؤقتة، أسفرت عن خسائر مالية وبشرية كبيرة دون مقابل حقيقي. واعتبرت المجلة أن قرار إدارة ترامب الانسحاب من اليمن كان خطوة صحيحة، خاصةً في ظل التكاليف الباهظة التي كلفتها العملية العسكرية الأمريكية، وتوقعات تصعيد أكبر مع استمرار القصف والغارات الجوية. وأضافت أن فشل الولايات المتحدة في تحقيق التفوق الجوي في اليمن رغم استخدام قاذفات B-2 الشبحية و6 حاملات طائرات وصواريخ بعيدة المدى، يُظهر حدود القوة العسكرية الأمريكية أمام جماعات غير نظامية لكنها مُتطورة في استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة. رغم إعلان وقف إطلاق النار، أكد أحد المسؤولين الأمريكيين أن الحوثيين ما زالوا يمتلكون بنية عسكرية قوية وشبكات دفاع جوي متقدمة، تشمل صواريخ برق-1 وثاقب-2 وصواريخ 358 (صقر-1)، بالإضافة إلى طائرات مسيرة معدلة ومعدات استهداف دقيقة، وهو ما يعوق عودة الشركات الملاحية الكبرى إلى البحر الأحمر، خصوصًا مع استمرار الحرب في غزة واستمرار الحوثيين في التهديد المباشر للكيان الصهيوني. وأشار التقرير إلى أن القوة الجوية الأمريكية، التي اعتمدت على قاذفات B-2 وصواريخ JASSM بعيدة المدى، فشلت في إنهاء الصراع أو حتى توجيه ضربة استراتيجية حاسمة، مشيرةً إلى أن القوات الأمريكية لم تعد قادرة على تنفيذ مهمات فوق اليمن دون خطر الخسائر الكبيرة، وهو ما يُضعف قدرتها على فرض السيطرة الجوية الكامل. وأضافت أن الطائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، والتي كانت تُستخدم بشكل واسع في المهام الاستطلاعية والهجومية، فقدت أكثر من 20 طائرة خلال الأشهر الماضية، مما يُثبت أن هذه الطائرات لم تعد آمنة في وجه الدفاعات الحوثية الحديثة، حتى تلك التي تُعتبر محلية أو مُعاد تصميمها. وخلصت المجلة إلى أن الحل الحقيقي لوقف الهجمات اليمنية على الملاحة الدولية، ليس في شن حروب جديدة في اليمن، بل في إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يُعتبر الشرارة الحقيقية التي دفعت الحوثيين إلى توسيع نطاق عملياتهم، وإدخال العالم العربي والإسلامي في دوامة التصعيد. وشددت المجلة على أن استمرار الحرب في غزة هو ما يمنح الحوثيين الذرائع الأخلاقية والسياسية والشعبية لمواصلة الضربات، وهو ما يجعل أي تدخل أمريكي مباشر في اليمن عديم الجدوى، بل قد يكون عاملًا مُعزِّزًا للجماعات المسلحة في اليمن وخارجها. ما كشفته الأحداث في اليمن، وفق تحليل 'ناشونال إنترست'، أن النموذج العسكري الأمريكي الجديد، الذي يعتمد على الحرب الجوية البعيدة والمكلفة، قد وصل إلى طريق مسدود، وأن الحوثيين، بقدرة محدودة نسبيًّا، تمكنوا من تدمير هذا الوهم وجعلوا من المستحيل على أمريكا فرض هيمنتها على سماء اليمن أو مياه البحر الأحمر. ورأت أن الانسحاب الأمريكي من اليمن كان متوقعًا ومنطقيًّا، لكنه لم يكن كافيًا، إذ يجب على واشنطن الآن مراجعة شاملة لدورها الإقليمي، والتوقف عن استخدام القوة العسكرية كحل أولي لكل أزماتها، لأن الواقع الجديد يؤكد أن الزمن تغير، وأن المقاومة المسلحة باتت أقوى من أن تُركَع بحملات جوية مهما بلغت قوتها.

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store