
5 مروة العقروبي: المعرفة لا تتوقف على القراءة فقط
تؤمن المديرة التنفيذية لـ«بيت الحكمة» في الشارقة، مروة العقروبي، بأن مواكبة التطورات وإثراء المخزون المكتبي بالتكنولوجيا لم يعد خياراً، بل أصبح ضرورة تحتمها سرعة التطور العلمي والثقافي، وهو ما يتجسد في «بيت الحكمة»، باعتباره مشروعاً متكاملاً يجمع بين جوهر الثقافة التقليدية وأدوات المستقبل، موضحة لـ«الإمارات اليوم»، أن نجاح هذا الصرح النابض بالمعرفة والثقافة والإبداع، يقوم على ركيزة أن المعرفة لا تتوقف عند القراءة وحدها، بل تمتد إلى التجربة والاكتشاف والتفاعل مع الأفكار الجديدة.
1 يجمع «بيت الحكمة» بين المعرفة التقليدية والتطلعات المستقبلية، ما الاستراتيجية والأهداف العامة له؟
جاء «بيت الحكمة» ليكون أكثر من مجرد مكتبة أو مؤسسة ثقافية، فهو يقدم تجربة ثقافية ومعرفية تلبي احتياجات المجتمع، وتعزز التفكير الخلّاق، وتساعد على أن يجد المبدعون بيئة ملائمة للتجريب والتطوير، سواء في مساحات المعمل المشتركة التي تتيح تبادل الأفكار والتعاون، أو في المصادر، والمختبرات المخصصة لصياغة مشروعات جديدة تجمع بين الثقافة والتكنولوجيا، وورش العمل والأنشطة التفاعلية، كما لا يغفل «بيت الحكمة» دوره في تعزيز الوعي البيئي، حيث يمثل تصميمه المعماري المعتمد على الطاقة المتجددة انعكاساً لرؤية تعلي من قيمة الاستدامة في كل تفاصيله.
2 يسعى «بيت الحكمة» إلى بناء علاقة تفاعلية عميقة مع المجتمع الإماراتي بمختلف فئاته، ما الآليات التي تعملون من خلالها لتحقيق هذا الهدف؟
يعمل «بيت الحكمة» من خلال مجموعة من الآليات والبرامج التي تعزز المعرفة والإبداع، وتشمل هذه الآليات تقديم أنشطة تعليمية وتفاعلية مثل الورش التقنية، إلى جانب مبادرات ثقافية تهدف إلى تحفيز الابتكار وتعزيز التفاعل المجتمعي، ويُجسَّد هذا الالتزام من خلال استضافة فعاليات ومعارض عالمية تسلط الضوء على الإرث الأدبي والمعرفي الإنساني، مع الحرص على تقديم محتوى مبتكر ومدروس، يُراعي أبعاد كل فعالية وتأثيرها في الجمهور، ومن أبرز هذه الفعاليات معرض «إطلالة على الروح: جبران خليل جبران»، كما تم إطلاق مبادرات، مثل «أنت فيها كتاب».
وإيماناً بدعم الطاقات المحلية، ندعم رواد الأعمال والمبدعين من خلال برنامج «مواهب بيت الحكمة»، الذي يسهم في تطوير مهاراتهم، وتسليط الضوء على أعمالهم، وتقديمهم للجمهور بطريقة تبرز قدراتهم، وتسهم في نموهم المهني والثقافي.
3 يضم «بيت الحكمة» العديد من الأقسام التي تقدم خدمات متفردة للمشهد الثقافي.. ما أبرز هذه الخدمات؟
انطلاقاً من كونه مركزاً تفاعلياً يجمع بين القراءة والمعرفة والثقافة، يستهدف «بيت الحكمة» مختلف فئات المجتمع، بدءاً من الباحثين وطلاب الجامعات، وصولاً إلى العائلات والأطفال، في بيئة مصممة بعناية لتلبية احتياجاتهم الثقافية والتعليمية، ويمثل «بيت الحكمة» نموذجاً لمكتبات المستقبل، حيث يجمع بين أحدث التقنيات واللمسات الثقافية الأصيلة، ما يوفر تجربة متجددة في كل زيارة تعكس التزامه بتقديم بيئة معرفية شاملة، ومن أبرز الخدمات المتميزة التي ينفرد بها، تأتي منصة «إسبرسو الكتب»، وهي طابعة عالية السرعة، تتيح للزوار طباعة كتبهم الخاصة أو الحصول على نسخ مطبوعة من المصادر المتوافرة خلال دقائق، ما يجعل الوصول إلى المعرفة أسهل وأسرع.
كما يوفر المكان غرف اجتماعات مجهزة بأحدث التقنيات، تشكل مساحة مثالية للدراسة أو اللقاءات الأكاديمية، إضافة إلى «ديوان السيدات»، الذي يقدم بيئة حصرية تتميز بالخصوصية والراحة ضمن تصميم عصري راقٍ.
4 يُلاحظ من خلال الفعاليات اهتمام «بيت الحكمة» بالأطفال والمراحل العمرية الصغيرة.. ما طبيعة الجهود المنصبة حول ذلك؟
لا يقتصر اهتمام «بيت الحكمة» على الكبار فقط، بل يولي الأطفال عناية خاصة من خلال تخصيص مساحة «القارئ الصغير»، التي تمزج بين التعلم والترفيه، وتضم مكتبة شاملة للأطفال، ومنطقة للعب، وأخرى للورش المهارية، ما يتيح تجربة تعليمية متكاملة، كما يستضيف «بيت الحكمة» أنشطة وفعاليات مستمرة تعزز التعلم العملي والاستكشاف، من أبرزها ما يُقدم في «مخبر الجزري»، الذي يشكل مساحة معرفية تفاعلية تستكشف مفاهيم العلم والتقنية بأسلوب مبسط وجذاب.
5 ما أبرز المبادرات التي قدمها «بيت الحكمة» في الفترة الأخيرة؟ وما خططكم المستقبلية؟
رغم أن «بيت الحكمة» يقدم خدمات معرفية ثابتة، إلا أننا نؤمن بأن الفعاليات والمبادرات الثقافية تضيف تنوعاً يثري تجربة الزوار ويكسر الروتين، وتأتي الفعاليات الموسمية والشهرية كمحطات إبداعية تتيح التفاعل مع الأفكار والثقافات المختلفة، حيث نسعى لجعل الثقافة تجربة حية تمتد إلى مختلف الجوانب، محققين بذلك مفهوم «معرفة شيء عن كل شيء» من خلال أنشطتنا المتجددة.
ومن أبرز الفعاليات التي استضافها «بيت الحكمة»، أخيراً، معرض «جلال الدين الرومي: 750 عاماً من الغياب... ثمانية قرون من الحضور»، الذي احتفينا من خلاله بالإرث الخالد لهذا الشاعر والفيلسوف والمتصوف البارز، مسلطين الضوء على القيم الإنسانية التي دعا إليها، ومُشكّلاً نافذة حيّة لاستكشاف تأثيره في الفكر العالمي.
أما عن المستقبل، فنحن نؤمن بأن الأفكار العظيمة تولد من التفاعل والانفتاح على الثقافات الأخرى وشركاء الرسالة والأهداف، ولهذا فإن كل زيارة خارجية لنا أو لقاء مع مؤسسة ثقافية جديدة هو بمثابة عصف ذهني متعدد الاتجاهات، حيث نلتقي بنظرائنا من المهتمين بالشأن الثقافي داخل الدولة وخارجها، لنستلهم أفكاراً جديدة تشكل حجر الأساس لمبادرات وفعاليات يحتضنها «بيت الحكمة»، ونرصد من خلالها الممارسات المبتكرة التي يمكن أن تضيف بعداً جديداً يثري تجربتنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 31 دقائق
- الإمارات اليوم
حاكم الشارقة يتسلم تكريماً خاصاً من اليونسكو
تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تكريماً خاصاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وذلك بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة اليونسكو. جاء ذلك، خلال حفل رسمي أقيم في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، تحت شعار "اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة"، بحضور قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب. وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر المنظمة، أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وفهد سعيد الرقباني سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وجمال الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وأحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وعلي الحاج آل علي المندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وسفراء الدول العربية المندوبين لدى اليونسكو. إنجاز علمي وثقافي رائد وألقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة خلال الحفل، قال فيها: يشرّفني أن أقف بينكم اليوم في هذا المقام الثقافي الرفيع، في منظمة اليونسكو التي نُجِلُّ رسالتها النبيلة، ونعتز بشراكتها المثمرة، لنحتفي معا بإنجاز علمي وثقافي رائد، ألا وهو المعجم التاريخي للغة العربية، وما يزيد هذه اللحظة رمزية وعمقاً، أنها تتزامن مع اليوم العالمي للتنوع الثقافي للحوار والتنمية، هذا اليوم الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ليكون مناسبة سنوية لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات، وترسيخ التقارب الإنساني. وأكد سموه، أن اللغة هي الوعاء الأول للثقافة، قائلاً: لا شك أن اللغة أيَّ لغة كانت تعد الوعاء الأول للثقافة، والمعبّر الأصدق عن هوية الشعوب، وحين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية، فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم، الذي تمثّله اللغة العربية بكل ما تحمل من ثقل حضاري وإشعاع علمي وإنساني. وحول أهمية المعجم في التأريخ لتطور مفردات اللغة العربية، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: لقد ظلت اللغة العربية على مدى قرون من الزمان، لغة حية نابضة، حملت تراث أمة، واحتضنت علوماً ومعارف لا حصر لها، فهي لسان القرآن الكريم، وأداة التعبير لدى الفلاسفة والعلماء، ووسيلة إبداع الشعراء والمفكرين، وهي إلى يومنا هذا تُواصل أداء رسالتها في ساحات المعرفة، ومع ذلك كله كانت تفتقر إلى مشروع علمي يؤرخ تطور مفرداتها ودلالاتها عبر العصور كما هو في اللغات الأخرى، ومن هنا جاء المعجم التاريخي للغة العربية حلماً تحول إلى مشروع، ومشروعاً صار إنجازاً، بفضل تضافر الجهود، وتكامل الخبرات، وإرادة لا تعرف التراجع. وأوضح سموه، دور الجهات المشاركة في إنجاز المعجم التاريخي، قائلاً: لقد أشرفت الشارقة من خلال مجمع اللغة العربية فيها، وبالشراكة مع اتحاد المجامع العلمية واللغوية بالقاهرة، والمجامع والمعاهد والمؤسسات اللغوية في العالم العربي، على إنجاز هذا المعجم الذي جاء في مائة وسبعة وعشرين مجلداً، كما ترونها مطبوعة أمامكم والمعجم متوفر في شكله الورقي والإلكتروني، فتحية لمئات الباحثين والمدققين من مختلف الأقطار العربية على جهودهم الكبيرة التي كانت سبباً في هذا الإنجاز. أحقية اللغات في الوجود والتطور وأكد سموه، أحقية اللغات في الوجود والتطور وعدم اختزالها في لغة واحدة، مضيفاً أننا حين نعيد للغة العربية تاريخها، ونبرز ملامح تطورها، فإننا في الوقت ذاته نؤكد للعالم أن لكل لغة حقًّاً في الوجود والتطور والاحتفاء، وأن العدل الثقافي يقتضي ألا تختزل الإنسانية في لغة واحدة، ولا تختصر حضارات الشعوب في نموذج واحد، فكما أن التنوع البيئي ضمانة لاستمرار الحياة، فإن التنوع الثقافي واللغوي هو الضمانة لاستمرار الإبداع الإنساني وتجدّده. وأعرب صاحب السمو حاكم الشارقة، عن خالص شكره وامتنانه إلى منظمة اليونسكو، على احتفائها بالمعجم التاريخي للغة العربية، والمشاريع الثقافية المشتركة بين الشارقة والمنظمة، قائلاً سموه: إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير والاحتضان العالمي، وإني من على هذا المنبر أعبر عن بالغ امتناني لمنظمة اليونسكو، والدول الأعضاء فيها على إيمانهم العميق بقيمة اللغة العربية، وعلى شراكتهم البناءة معنا في العديد من المبادرات، وفي طليعتها جائزة الشارقة ـــ اليونسكو للثقافة العربية، التي نرى فيها رمزاً للتلاقي الثقافي بيننا في الشارقة، وبين هذه المنظمة الدولية بكل دولها الأعضاء. واختتم سموه كلمته، فلنواصل معاً أيها الأصدقاء، لنضع أيدينا بأيدي بعض، ولنعزز الحوار الثقافي بيننا، ولنعمل على صون الإرث الإنساني المشترك، ولنعمل معاً على أن يكون صوت كل ثقافة مسموعاً وكل لغة محترمة، وكل شعب متمسكاً بهويته وثقافته الأصيلة. ترحيب اليونسكو وألقت أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، كلمةً رحبت فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة، وأعربت عن سعادتها بزيارة وفد إمارة الشارقة العاصمة العالمية للمعرفة والثقافة، والتي استثمرت ودخلت في مجالات متعددة في قلب صلاحيات اليونيسكو، وحصلت على ألقاب واعترافات ثقافية عالمية منها اختيار اليونسكو للشارقة عاصمةً عالمية للكتاب في العام 2019م، الذي يأتي تأكيداً على التزام الشارقة بالكتاب والتراث الثقافي والمعرفة والتعددية الثقافية وغيرها. وأشادت أزولاي، برؤية الشارقة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة التي جعلت من كافة سياساتها مبنية على الثقافة والمعرفة ونظمت مختلف الفعاليات والمهرجانات والمعارض الثرية التي تشمل مختلف مجالات الثقافة والفنون والتاريخ، مشيرةً إلى أن هذه المبادرات والفعاليات الثقافية ومنها جائزة الشارقة - اليونسكو للثقافة العربية تدعم الحوار بين الثقافات وتجسد العلاقة الراسخة بين الشارقة واليونسكو منذ أكثر من 25 عاماً. وثمنت المديرة العامة لليونسكو، مبادرة الشارقة بتوقيع اتفاقية رقمنة أرشيف اليونسكو، والتي تشكل دعماً كبيراً للحفاظ على الإرث الكبير من الكتب والوثائق وغيرها والتي تعود في عمرها إلى أكثر من 80 عاماً من تاريخ المنظمة الكبير والذي شهد الكثير من الأحداث والمواقف والاتفاقيات والمبادرات. كما عبرت أزولاي، عن اعتزازها بإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي تحقق بمتابعة وإشراف صاحب السمو حاكم الشارقة، وعمل عليه مئات الباحثين والمدققين و20 مؤسسة لغوية في العالم العربي، وحصل على شهادة موسوعة غينيس كأكبر معجم تاريخي بـ127 مجلداً، وتمت إضافته رسمياً إلى مكتبة اليونسكو، ليوفر للمعلمين والباحثين والطلبة وكل من يود تعلم اللغة العربية. وأوضحت المديرة العامة لليونسكو، أن اللغة العربية ثرية وقيمة بمحتواها وعلمائها وأدبائها في مختلف المجالات، وهي لغة تتكيف مع العصور وتتطور ويتحدثها الملايين حول العالم، لافتةً إلى وقوفها على كلمة السلام ذات الجذر الثلاثي سين لام ميم في المعجم التاريخي للغة العربية والتي تتشابه في معناها مع كافة اللغات. توقيع نسخة وقام صاحب السمو حاكم الشارقة، بتوقيع نسخة من المعجم التاريخي للغة العربية، وإهدائها إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
سلطان يتسلم تكريماً خاصاً من اليونسكو بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية (فيديو)
تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تكريماً خاصاً من اليونسكو بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه رسمياً في مكتبة اليونسكو، وذلك خلال حفل رسمي أقيم في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس تحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة»، بحضور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي.


البيان
منذ 5 ساعات
- البيان
دبي وأبوظبي تتصدران مؤشرات الرضا عالمياً
كشفت «جينسلر» العالمية المتخصصة في الهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط عن تقريرها الجديد «نبض المدن 2025»، وهو أول دراسة عالمية تركز على الهجرة الحضرية والارتباط بالمكان ويعتمد التقرير على رؤى من 33 ألف مقيم في 65 مدينة، بما فيها دبي وأبوظبي، مقدماً للمسؤولين في المدن أداة جديدة تضع الإنسان في قلب تقييمات الأداء الحضري، بعيداً عن التصنيفات التقليدية. ويُظهر التقرير أن مدن الإمارات تتصدر مؤشرات الرضا عالمياً، إلا أن الحفاظ على هذا التفوق يتطلب استثماراً أعمق في تعزيز الانتماء والهوية المجتمعية والارتباط العاطفي مع المكان لضمان استقرار السكان على المدى الطويل. وقال تيم مارتن، المدير الشريك في جينسلر الشرق الأوسط: «مدن الإمارات تُعد من بين الأفضل عالمياً من حيث البنية التحتية والطموح، ولكن مع تطلعاتنا للمستقبل، وضمن رؤى مثل «نحن الإمارات 2031» و«رؤية 2071»، يصبح التحدي الحقيقي ليس فقط جذب المواهب، بل ترسيخها. فاستدامة المدن مستقبلاً ستعتمد على مدى ارتباط السكان عاطفياً بمحيطهم، وأحيائهم، والحياة العامة فيها، ورغبتهم بالبقاء لسنوات طويلة». ويُعد تقرير «نبض المدن 2025» أول مؤشر عالمي يُقيّم المدن كأنظمة عاطفية واجتماعية، وليس فقط كمحركات اقتصادية. ويقترح إطاراً بديلاً لتقييم أداء المدن، من خلال مشاعر الناس تجاه أماكن سكنهم، بدلاً من الاعتماد فقط على جودة الخدمات. ويعكس التقرير التزام جينسلر بتصميم حضري يرتكز على الأثر المجتمعي، ويستند إلى أبحاث معمّقة لفهم ما يريده السكان فعلياً من مدنهم، بهدف دعم صناع القرار والمخططين في بناء مجتمعات متصلة وقادرة على مواكبة المستقبل. وأظهر الاستطلاع أن 91% من سكان دبي و92% من سكان أبو ظبي عبّروا عن رضاهم أو رضاهم الشديد عن مدينتهم – وهي من أعلى نسب الرضا عالمياً. وللمقارنة، بلغت نسبة الرضا في لندن 76%، وفي طوكيو 63%، وفي نيويورك 69%. وبحسب التقرير، فإن المشاعر العاطفية مثل الفخر والانتماء والإحساس بالبيت هي أبرز المؤشرات على نية السكان البقاء لفترة طويلة، في حين جاءت العوامل العملية مثل جودة الرعاية الصحية أو توفر الوظائف في مراتب أدنى. وبينما يقدّر سكان الإمارات الأمان والبنية التحتية والفرص، بدأت قضية القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة تأخذ حيزاً أكبر – بما يعكس المخاوف العالمية. ويؤكد التقرير أن تكلفة المعيشة هي العامل الأهم في قرار الانتقال إلى مدينة جديدة على مستوى العالم. وفي الإمارات، يكتسب هذا التوجه أهمية خاصة في ظل سعي الدولة لجذب واستبقاء الكفاءات العالمية ضمن مبادرات مثل التأشيرة الذهبية وتمرير المواهب. ومع ازدياد المنافسة، فإن توفير مزيج متوازن من المزايا الاقتصادية والعاطفية سيكون عاملاً حاسماً.