logo
#

أحدث الأخبار مع #معرفة

صرح على ضفاف خور دبي
صرح على ضفاف خور دبي

الإمارات اليوم

timeمنذ 7 أيام

  • ترفيه
  • الإمارات اليوم

صرح على ضفاف خور دبي

الصرح الحضاري الذي يشع بالمعرفة في دبي، مكتبة محمد بن راشد، التي تزين منطقة الجداف على ضفاف الخور، والتي تحولت إلى بقعة ضوء، ومركز ثقافي متكامل يجتذب عشاق القراءة بكل ألوانها، حيث تتضمن هذه الوجهة ذات التصميم الأيقوني عناوين بلغات متعددة، ومخطوطات وكنوزاً وتحفاً وطبعات أولى وروائع بالجملة بين جنباتها وعلى رفوفها الزاخرة.

حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة
حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة

الجزيرة

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة

كتب الأديب السوداني الطيب صالح على لسان مصطفى سعيد بطل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" أن "البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز"، فالحروب عادة ما تنصب المدافع و"الارتكازات" وتصادر الكتاب والكلمة، وتنتصر لقوة السلاح، فتقطع الطرق وتجتهد في مصادرة حق الإنسان في الحياة والأحلام، أما الكتاب فينحاز للسلام والمعرفة، فمن غير الكتاب يفتح نوافذ المعرفة والخيال؟ ويعد نشر الأعمال السودانية خارج البلاد في فعاليات معارض الكتب العربية تقليدا قديما هدفه في الأصل تحقيق الانتشار والخروج بالكتاب السوداني إلى خارج حدود الوطن. لكن بعد اندلاع الحرب التي اجتاحت البلاد في 15 أبريل/نيسان 2023 بات الأمر يتجاوز مجرد السعي للانتشار، إذ وجد معظم الكتّاب أنفسهم خارج السودان، وكذلك جزء من القراء الذين يخاطبهم الكتاب بعدما أجبرتهم الحرب على التشرد في بقاع متعددة، مما دفع العديد من الكتّاب إلى النشر في دور نشر غير سودانية. ورغم دخول الحرب عامها الثالث فإن 5 دور نشر سودانية شاركت في هذه الدورة من معرض الدوحة الدولي للكتاب، وقدمت إصدارات تغطي شتى مجالات المعرفة، من فكر وسياسة وأدب وتاريخ. أدب الحرب وفي جنبات المعرض التقت الجزيرة نت القاص والناقد منهل حكر الدور الذي تحدث عن الإنتاج السوداني خلال سنتي الحرب قائلا "الحرب لا تستطيع أن توقف المعرفة، ورغم أن القارئ المشرد قد يحرم من الوصول إلى الإصدارات فإن وجود معظم دور النشر السودانية حاليا خارج السودان -بفعل الحرب- قد عزز حضورها في معارض الكتب الدولية ومنح الأعمال السودانية فرصة أوسع للانتشار رغم الظروف الصعبة في الداخل". ويستطرد حكر الدور "نعم، برز العديد من الأعمال التي اتخذت من الحرب ثيمة رئيسة، ومن أبرزها رواية "ما مضى من غرام" للحسن بكري، وهي رواية تتناول الإبداع والعمل الثوري، وتقاطعاته مع القضايا الملحة في ظل واقع الحرب، كما أن كتاب "همس بصدري وقد تسمعون" للكاتبة الشابة أزهار حافظ عباس -وهو عمل توثيقي أدبي- يستعرض الحرب وتبعاتها من قتل وتشريد وحرمان، ويعبر عن توق عميق إلى السلام". مشاركات رغم أنف الحرب وبشأن مشاركة دور النشر السودانية سنويا في معرض الدوحة للكتاب، يقول نور الهدى محمد نور الهدى مالك ومدير دار عزة للنشر الأمين العام لاتحاد الناشرين السودانيين ممثل الاتحاد في الاتحاد العربي للناشرين إن "معرض الدوحة أحد المعارض المميزة في العالم العربي، فهو معرض منظم ويقدم دعما للناشرين". ويؤكد نور الهدى قائلا "إن إصرارنا على المشاركة السنوية في المعرض يهدف إلى جسر الفجوة الناتجة عن انقطاع العلاقة بين الجاليات السودانية في الخارج والمنتوج الكتابي السوداني بالداخل بسبب الحرب، أما الآن ومع وجود عدد كبير من السودانيين في الدول العربية أصبح إصرارنا على إيصال الكتاب إليهم أكبر بعد تعذر حصولهم عليه بسبب الحرب، خاصة أننا في السودان الآن أصبحنا نطبع وننشر ونشارك في المعارض الدولية". ومن أبرز دور النشر غير السودانية التي نشرت أعمالا لكتّاب سودانيين هذا العام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي نشر للبروفيسور أحمد أبو شوك أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة قطر كتابه "اتفاقيات السلام السودانية 1972-2020″، ويتناول الكتاب مسار اتفاقيات السلام في السودان في ظل استمرار الحرب التي لا تزال تعصف بأطراف البلاد. كما نشرت دار مياسين الخير في الشارقة 3 إصدارات للروائي أيمن الخير، ونشرت دار بصمة القطرية للنشر مجموعة قصصية للأطفال للممثل والدرامي المعروف محمد السني دفع الله، ونشرت أيضا للأستاذ عمر شمس الدين مجموعة قصصية من أدب الأطفال بعنوان "مغامرات مخطوط". "الارتكازات".. ضد المواطن والكتاب رغم أن القوانين الدولية قد كفلت حرية التنقل للمواطنين داخل وخارج الدول -ويشمل ذلك أيضا حق التنقل البري والبحري والجوي- فإنه في ظل النزاع المسلح الذي اندلع في السودان منذ عامين انتشرت نقاط التفتيش العسكرية التي أطلق عليها السودانيون اسم "الارتكازات" بكثافة في كل من مناطق سيطرة الجيش السوداني ومناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وقد فرضت تلك القوات قيودا وقوانين على حركة تنقل المدنيين والبضائع، حيث تمارس في تلك الارتكازات عمليات تفتيش ونهب ومصادرة واسعة للمقتنيات والسلع من جانب قوات الدعم السريع خاصة، مما عطل حركة التجارة من وإلى ميناء بورتسودان المعبر الوحيد إلى خارج البلاد، وبالتالي تعذرت عمليات نقل إنتاج دور النشر من الكتب إلى خارج البلاد. صعوبات النشر في ظل الحرب وتواجه دور النشر السودانية مشقة وعقبات كثيرة لنقل الكتاب من السودان إلى معارض الكتب في المنطقة العربية. ومؤخرا أصبح شحن الكتب من الخرطوم في ظل الحرب من الصعوبة بمكان، لذلك نقلت بعض دور النشر مكاتبها من الخرطوم إلى عواصم بديلة كالقاهرة والإمارات، ولجأ الناشرون إلى الاستفادة من الكتب المعروضة في المعارض الخارجية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي تعاد طباعتها من القاهرة. يقول مدير التسويق في دار المصورات للطباعة والنشر خالد عباس يس للجزيرة نت "هذا العام تشارك دار المصورات للطباعة والنشر للمرة السابعة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، نعم نواجه صعوبات تتمثل في شحن الكتب وغلاء تكاليف شحنها من السودان في ظل الحرب الحالية لكننا رغم ذلك نواظب على المشاركة السنوية في معرض الدوحة لوجود جالية سودانية كبيرة". ويستطرد عباس "رغم أن مكتبتنا في الخرطوم لم تتضرر في الحرب لكن ولظروف النشر انتقلت دار المصورات إلى القاهرة لسهولة الطباعة، ووصلت إصداراتنا لهذا العام في معرض الدوحة إلى 50 إصدارا جديدا، وذلك لظهور كتّاب جدد، بالإضافة إلى عودة قدامى الكتّاب للكتابة حول السياسة والحرب، وهذا يطمئن أن مستقبل الكتاب في السودان لا خوف عليه، لأن القارئ السوداني بشكل خاص والعربي بشكل عام يهتم بالإصدارات السودانية". مستقبل الكتاب الورقي في ستينيات القرن الماضي كان العالم العربي في خضم حياة ثقافية حافلة صاحبها تشجيع رسمي واحتفاء شعبي بالقراءة والكتاب وبالأدب وبالأدباء. الآن، وبعد مرور قرابة سبعة عقود يقول مدير دار عزة للنشر نور الهدى عن مستقبل الكتاب "ستتدهور صناعة الكتاب الورقي، فالمشهد القادم بكامله سيكون للكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي المسموع، وسيختفي الكتاب الورقي مع اختفاء الجيل الذي شهد اختراعه". ويستطرد نور الهدى أنه "في ظل ارتفاع تكلفة النشر والطباعة والقرصنة الإلكترونية للكتب، إضافة إلى الحرب الدائرة الآن فإن مستقبل الكتاب الورقي ضعيف، فبتطور تكنولوجيا الطباعة أصبح الناشر لا يطبع كميات كبيرة من الكتاب ويضعها في المخازن حتى يصل إلى سعر مجز للطباعة، بل الآن التكلفة ثابتة، سواء تمت طباعة نسخة واحدة أو ألف نسخة". يذكر أن الدورة الحالية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب هي الدورة الـ34، وانطلقت يوم 8 مايو/أيار الحالي، وتعد الدورة الأكبر في تاريخه من حيث المشاركة الواسعة لدور النشر من داخل دولة قطر وخارجها. وأقيمت الدورة تحت شعار "من النقش إلى الكتابة" في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، واختيرت دولة فلسطين ضيفة شرف المعرض لهذا العام. وبلغ عدد الدور المشاركة هذا العام 522 دار نشر من 42 دولة، من بينها ولأول مرة 11 ناشرا من دولة فلسطين. والبداية الأولى للمعرض كانت في عام 1972 تحت إدارة دار الكتب القطرية، حيث كان ينظم كل عامين حتى عام 2002، وبعد نجاحه في استقطاب أهم دور النشر في المنطقة العربية أصبح ينظم سنويا.

حين تآكلت ذاكرتي!
حين تآكلت ذاكرتي!

الجزيرة

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الجزيرة

حين تآكلت ذاكرتي!

في الماضي كنت أتذكّر، ولكني ما عدت أذكر أكان ذلك في صغري أم قبل طوفان تدفّق معلومات الإنترنت الذي يغرقنا بمجرد أن نفتح أعيننا كل صباح. كنت أتذكّر تفاصيل الكتب التي أقرؤها، أصغر حبكات الأفلام وقصصها التفصيلية، أرقام الإحصائيات، تسلسل الحجج في النقاشات، دقائق التقارير، وأحيانًا حتى صفحة وجود معلومة بعينها. لم أكن فقط أستهلك المعرفة، بل كنت أعيشها، أحتفظ بها على مرمى حجر في ذاكرتي، وأستحضرها كما يستحضر الإنسان اسمه الأول. لكن شيئًا ما تغير! اليوم، بمجرد أن أنتهي من قراءة كتاب أكاد أنساه، وعند فراغي من مشاهدة فيلم تتبخر القصة من رأسي، أصوغ نصًّا طويلًا على مدى أشهر، وبعد أسابيع بالكاد أستطيع تذكّر خطوطه العريضة، ناهيك عن تفاصيله؛ وكأن عقلي يصبح كسطح أملس تتساقط عليه المعلومات دون أن تترك أثرًا، وكأنها قطرات مطر أول نيسان التي انزلقت على زجاج نافذة سيارتي قبل بضعة ليالٍ. لا يعد مصطلح "الإرهاق المعلوماتي" شيئًا جديدًا، لكنه اليوم بات كمرضٍ عصري، يصيبنا نتيجة تعرضنا لكمٍّ هائل من المعلومات دفعة واحدة، بحيث يصعب علينا معالجته، ويؤثر على تركيزنا وجودة قراراتنا، وهذا يقود إلى الإجهاد المعرفي هذه ليست مبالغة عاطفية، بل نتاج مجموعة ظواهر تدعمها مجموعة من الأبحاث التي تناقش آثار ظواهر مثل ما بات يسمى تأثير جوجل (Google Effect)، وهي ظاهرة تشير إلى أن أدمغتنا في عصر الإنترنت أصبحت أقل اهتمامًا بحفظ المعلومات، وأكثر اعتمادًا على قدرتنا على البحث عنها لاحقًا. نحن لم نعد نثق في ذاكرتنا، بل في قدرة جوجل على أن يحل مكانها، ما دمنا قادرين على إيجاد المعلومة عبره في أي وقت نشاء. المخيف هو اعتقاد البعض أن تأثير جوجل قد يكون علامة على تطور المهارات التقنية وتسخير التكنولوجيا، على الرغم من عدم وجود دليل على أن قدراتنا البحثية في تحسن، بل -على العكس- يبدو أن قدراتنا في التفكير النقدي في تراجع، حيث إن غالبيتنا فقد القدرة على تقييم المعلومات التي تقذفها الإنترنت الغارقة في المعلومات المضللة في وجوهنا. بالإضافة إلى ذلك، خلف هذا التراجع في القدرة على التذكر يكمن ما هو أعمق وأكثر إنهاكًا.. الإرهاق المعلوماتي. نحن -ببساطة- نتعرّض يوميًّا إلى كمٍّ هائل من البيانات والأخبار والإحصائيات والرسائل والتنبيهات والعناوين المتدفقة من كل اتجاه. وشخصيًّا، وجدت نفسي أُسحق تحت وطأة كثافة معرفية لا يمكنني استيعابها، ناهيك عن تذكّرها أو توظيفها في بعض الأيام، حين يعلو تسونامي المعلومات لدرجة أننا نقرأ فقط لأننا مجبورون على لذلك، لا لأننا نتمعن أو نفهم بتعمق، أو نستمتع بما نقرأ، ونستمر في التنقل من مجموعة معلومات لأخرى دون أن نستطيع تذوّق أيٍّ منها. لا يعد مصطلح "الإرهاق المعلوماتي" شيئًا جديدًا، لكنه اليوم بات كمرضٍ عصري، يصيبنا نتيجة تعرضنا لكمٍّ هائل من المعلومات دفعة واحدة، بحيث يصعب علينا معالجته، ويؤثر على تركيزنا وجودة قراراتنا، وهذا يقود إلى الإجهاد المعرفي، وانخفاض القدرة على التحليل والتأمل، وحتى إلى القلق وصعوبة اتخاذ القرار؛ فلقد بتنا نستهلك كمًّا من المعلومات يتجاوز قدرتنا على هضمها.. نقرأ كثيرًا، لكن يتسلل إلى أعماقنا الفتات، ونعرف عن كل شيء القليل، ولكن لا ندرك شيئًا بعمق. وقد نكأ نيكولاس كار جرح فقداننا القدرة على التركيز العميق باكرًا في كتابه "السطحيون: ما تفعله الإنترنت بأدمغتنا" (The Shallows: What the Internet Is Doing to Our Brains)، حين تناول كيف تعيد الإنترنت تشكيل أدمغتنا، وحذر من أن التحول إلى العوالم الرقمية قد يجعلنا أكثر سطحية في تفكيرنا، مع فقداننا بشكل تدريجي لمهارات القراءة العميقة والتحليل النقدي، وكيف أن اعتمادنا على الإنترنت كـذاكرة خارجية يضعف قدرتنا على التذكر والربط بين المفاهيم، ويدعو نيكولاس كار إلى إدراك خطورة هذه التغييرات وموازنة استخدام التكنولوجيا للحفاظ على قدراتنا الذهنية. وسط كل هذه الفوضى الرقمية، هل يمكن لإنسانٍ مثلي أمضى طفولته بين الكتب غير الدراسية، وغرق خلال سنين عمله في تحليل السياسات والوثائق الطويلة، وتذكر الأرقام وربط الإستراتيجيات بالوقائع، أن يبقى على حاله؟ لا أظن ذلك… لقد تغيّرتُ؛ تغيّرت طريقتي في التعلّم، في الحفظ، في التركيز. وأكاد أجزم أن هذه التغيّرات لم تأتِ من داخلي وحدي، بل فرضها السياق الرقمي الذي نعيش فيه جميعًا، وعليَّ الاعتراف بأن ذاكرتي الحديدية لم تعد كما كانت. ربما، ما نحتاجه الآن ليس فقط الحديث عن ضعف الذاكرة، بل عن حقّنا في التركيز، وفي التروي أحيانًا، وفي الاستيعاب العميق، وفي امتلاك معرفة متجذّرة وليست آنيةً فقط. ربما آن أوان أن نعيد النظر في علاقتنا مع المعرفة، وأن نتعلّم من جديد كيف نقرأ ونتابع ونتعلّم. لربما لا يمكنني استعادة ذاكرتي بشكلها القديم، ولا استرجاع ذلك القارئ النهم الذي كان يتذكّر المعلومة كما يتذكّر رائحة كتاب قديم في مكتبته، وعلى الرغم من ذلك فإن الباحثين لا ينكرون قدرة الدماغ على التكيّف الإيجابي، بل يؤكدون ما يُعرف بـالمرونة العصبية (Neuroplasticity)، أي قدرة الدماغ على إعادة تشكيل نفسه بالتدريب والممارسة، فمثلما تُقوّي التمارينُ العضلات، فإن التدريبَ الذهني يُحفّز الدماغَ على تكوين مساراتٍ عصبية جديدة. وهنا تظهر طرق تنشيط الذاكرة وتحسين التركيز مثل القراءة المتروية والعميقة بدل التصفح السريع، والكتابة باليد التي تعزز الحفظ، والتأمل وتمارين التنفس لتحسين الانتباه وتصفية التشويش الذهني، وبالتأكيد تقليل التشتت الرقمي عبر إطفاء التنبيهات وتخصيص وقت بلا شاشات، ولا بأس ببعض التمارين العقلية المنتظمة كالحفظ، أو حل الألغاز، أو تعلم لغة جديدة. لكن، حتى مع هذه الأدوات التي بدأتُ بممارسة بعضها فعلًا، تبقى الحقيقة أن ذاكرتي لن تعود كما كانت تمامًا، لأن السياق تغيّر؛ فنحن نعيش في عالم لم يُصمَّم لحفظ المعرفة، بل لتداولها السريع. من هنا، ربما ليس من الحكمة الاستبسال في استعادة ما كان، بل في التكيّف الواعي من خلال إدراكي أنني أعيش في عصر رقمي سريع، لا يمكنني فيه مراكمة المعرفة بنفس طريقة الأمس، ولكن يمكنني أن أُعيد تنظيم علاقتي بها… أن أقرأ بوعي، وأتذكّر ما هو جوهري، وأبني نظمًا داعمة للذاكرة بدلًا من أن أعتمد عليها وحدها. لربما ليس من الممكن استعادة ذاكرتي القديمة، لكن استعادة معنى المعرفة في حياتي هو التحدي الحقيقي، ولربما الرحلة القادمة هي الأكثر إثارة.

كيف تستعيد شغف القراءة؟
كيف تستعيد شغف القراءة؟

مجلة سيدتي

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مجلة سيدتي

كيف تستعيد شغف القراءة؟

تمثل القراءة بالنسبة للعديدين متعة لا تنتهي وشغفاً لا يتوقف وسعادة تفوق الخيال، فمع قراءة كتاب جديد وتتنقل عيناك برشاقة ما بين الكلمات والجمل والعبارات والصياغات، فتجد نفسك تتنقل في رحلة مذهلة لعوالم غير محدودة، غير محسوبة وغير معقولة، تسبح من خلالها في الكون ذهاباً وجيئة في ثوان معدودات تستجمع ثقافات وتستلهم أفكاراً ورؤى وخيالات وتستوقفك علوم ومعارف ومعلومات وتأخذك قصص وحكايات فتذوب ما بين هذا وذاك لا تجد سبيلاً للتوقف، ولا باعثاً للتريث ولا داعياً لترك هذه المتعة بأي وسيلة حتى تكاد تختفي وتتلاشى من واقعك الحقيقي لتنمو وتزدهر في عالم سرمدي سحري من فعل القراءة ، إلا أنك فجأة وتحت تأثير ضغوطات الحياة وفي ظل صراع لا ينتهي مع تحديات العصر ومتطلبات الواقع قد تجد نفسك ابتعدت مجبراً أو مخيراً عن هذا العالم الرائع بدون أن تنتبه وتزيد الجفوة وتتسع الفجوة بمرور الوقت فتكتشف أنك فقدت الشغف تدريجياً وفقدت التركيز جزئياً أو كلياً، وقد يقتلعك النوم المفاجئ تحت وطأة التعب من متعتك المنشودة ورفقتك المعهودة فتغلق كتابك بغير رجعة، فقد فقدت متعة اللقاء واستعذبت ألم الفراق وينتابك الشعور بالذنب فتظل تدور وتدور بحثاً عن طريقة لاستعادة شغف القراءة ووسيلة لاسترجاع متعة المعرفة ولا تجد لذلك سبيلاً، إذا كنت وصلت لهذه الحالة فتابع السياق التالي حيث التقت "سيدتي" أحمد عبد الحكيم ضياء الكاتب والناقد وعضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب ليحدثك عن كيف تستعيد شغف القراءة. صراعات الحياة تسرق منا متعة القراءة يقول الكاتب أحمد عبد الحكيم ضياء لسيدتي: محبو القراءة لا يمكنهم أن يتخيلوا سياقات حياتهم تستمر ولا كياناتهم تشبع وعقولهم تتجلى ولا مهاراتهم تُصقل وذواتهم تنمو وثقافاتهم تُثرى بدون القراءة، إلا أننا لا يمكن أن ننكر أننا نعيش في عالم صعب حيث صراع المادة يكاد يفتك بالجميع، فالكل يلهث وراء هذه الحياة المصطنعة ويترك نفسه لقمة سائغة لتحديات زائفة، ويترك أدبيات وقيماً تربينا عليها كالقراءة والمعرفة، حيث يفضل أن يقضي وقته فيما يزيد دخله ويعظم مكانته على أن يقضيه في صحبة كتاب أو رفقة قيمة مع مؤلف يتباحث في فضاءات مؤلفه في ندوة ثقافية أو شعرية... وحتى إن كان شغوفاً لفعل القراءة لهوفاً متلهفاً لصحبة الكتاب لا يجد الوقت لممارسة هذا الفعل الممتع خاصة نهاية اليوم أو حتى خلال الإجازات، حيث يجد موجات من النوم المفاجئ وفقدان التركيز في كل صفحة، وبالطبع الشعور بالذنب لعدم قراءة ما يكفي، مما يكرس لفقدان كل متعة القراءة، وقد يصل الأمر لكراهية هذه المتعة. يمكنك متابعة الرابط التالي للتعرف إلى: أهمية القراءة وفوائدها للفرد والمجتمع نصائح لاستعادة شغف القراءة مرة أخرى يقول عبد الحكيم: أهم نصيحة في هذا الأمر هي أن تقرر أنك لن تستسلم لمجريات الحياة التي تسرق منك كل لحظات المتعة الروحية والذاتية، وأن تتوقف مع ذاتك وتكون حازماً بهذا الأمر، وهذه بعض الأفكار التي ستساعدك على استعادة شغفك القديم واستمتاعك السابق بلقاء الكتب، والتنقل بين صفحاتها والغوص في سياقاتها واختراق مكنوناتها. ابحث عن كتب تُعجبك عُد لمكتبتك القديمة التي اعتدت أن تشتري منها أو تستعير منها الكتب واختر الكتب والروايات التي تكون متأكداً أنها كانت تعجبك، وتستمع بها عادةً ما تكون كتباً روائية أو تاريخية، ولا تبدأ أبداً بالتعرض لنوعية مختلفة من الكتب. ابدأ بشيء خفيف وممتع، أو عد إلى قراءة مريحة بعد أشهر من كتابة وقراءة أوراق أكاديمية رسمية، قد تبدو فكرة قراءة رواية كبيرة أمراً شاقاً، من المهم أن تتذكر أن القراءة في وقت فراغك يمكن، بل يجب، أن تكون لمتعتك الشخصية! أفضل طريقة للعودة تدريجياً إلى القراءة هي البدء بشيء تعرف أنك ستستمتع به؛ وإلا فستشعر بالإرهاق أو الملل من القراءة قبل أن تبدأ فعلياً. ابدأ بقراءات قصيرة إذا كنت تواجه صعوبة في التركيز على الكتب الطويلة، فحاول قراءة كتب أو مقالات قصيرة لتعزيز قدرتك على القراءة، عادةً ما نشعر بالإحباط بسهولة لمجرد النظر إلى حجم الكتاب، ابدأ ببطء! ويمكنك من الرابط التالي التعرف إلى: الفرق بين القراءة والمطالعة مارس القراءة النشطة فيما يتعلق بفقدان المعلومات المهمة، إنها مشكلة شائعة في القراءة السلبية! يحدث هذا إذا قرأت لفترة طويلة، حاول أن تبذل جهوداً واعية للانخراط في النصوص التي تقرؤها، وتوقف مؤقتاً لاستعادة ما قرأته للتو، أو دون ملاحظات، يمكنك أن تنشئ مساحتك الخاصة لتدوين ما تعلمته من الكتب التي تقرؤها والحفاظ عليه. لا تُجبر نفسك على قراءة أي شيء لا تستمتع به تذكر أن قراءة أي كتاب يجب أن تكون شيئاً مثيراً للاهتمام، لا شيئاً يُثير الرهبة، على عكس القراءات الأكاديمية الشائعة، يجب ألا يكون هناك أي ضغط لإجبار نفسك على قراءة أي شيء لا يثير اهتمامك أو حماسك، أسرع طريقة لقتل شغف القراءة هي إجبار نفسك على إنهاء كتاب مهما قلّ استمتاعك به. السياق التالي يعرفك أكثر إلى: أساليب القراءة الناجحة خصص وقتاً ومكاناً للقراءة ستجد أنه من المفيد إيجاد فترات محددة في اليوم لتخصصها للقراءة فقط، دون أي تشتيت خارجي، حتى لو كانت 15 دقيقة فقط، فإن تخصيص وقت لنفسك للقراءة دون القلق بشأن أي شيء آخر قد يكون مفيداً للغاية، وبالمثل، فإن وجود مكان مريح يُحدث فرقاً كبيراً، إن إيجاد الوقت والمكان المناسبين للاستمتاع بكتاب يمكن أن يكون مفيداً للغاية، ومن المرجح أن يجعل القراءة تجربة أكثر متعة ووعياً. ابحث عن صيغ مختلفة (كتب صوتية، كتب إلكترونية، روايات مصورة) قد يختلف الاستمتاع بالكتاب من شخص لآخر! تختلف طريقة معالجتنا للمعلومات من شخص لآخر (وحتى من نوع أدبي لآخر)، إن إجبار نفسك على قراءة الروايات الورقية فقط قد يحدّ من خياراتك، ويمكن القول إن قراءة القصص بهذه الصيغ المتنوعة تُحسّن تجربتك بدلاً من أن تُقلل منها. اطلب توصيات من أصدقائك أو انضم لنادٍ للقراءة إن طلب أفكار جديدة من أحبائكم لكتب جديدة قد يكون وسيلة رائعة لاستكشاف أنواع وعناوين جديدة ربما لم تخطر ببالكم من قبل، تكون القراءة في أبهى صورها عندما تكون تجربة جماعية، يمكنك الانضمام إلى نادٍ للقراءة غير متكلف ولا عميق، حيث الحب المشترك للكتب يجمع الناس بطريقة رائعة! قد تجد هذا الرابط مفيداً للتعرف إلى: كيف تستوعب ما تقرأ بالنهاية

مكتبة الإسكندرية الجديدة: بوابة المعرفة الحديثة
مكتبة الإسكندرية الجديدة: بوابة المعرفة الحديثة

سائح

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • سائح

مكتبة الإسكندرية الجديدة: بوابة المعرفة الحديثة

في قلب مدينة الإسكندرية، وعلى ضفاف البحر الأبيض المتوسط، تقع مكتبة الإسكندرية الجديدة، التحفة المعمارية والعلمية التي أعادت الحياة لواحدة من أعظم مكتبات العالم القديم. منذ افتتاحها عام 2002، أصبحت مركزاً ثقافياً مرموقاً ومكاناً يحتفي بالمعرفة والفنون والتاريخ. تصميم معماري يحاكي الشمس والمعرفة: يشبه المبنى قرصاً ضخماً مائلاً ينهض من الأرض كأنه شمس ثانية، فيما تزين جدرانه أكثر من 120 نظام كتابة بشري، في تجسيد رائع لتنوع الحضارات. القاعة الرئيسية للقراءة تعد من أكبر قاعات المطالعة في العالم، بإمكانها استيعاب ملايين الكتب وآلاف الزوار، تحت سقف ذكي يسمح بنفاذ الضوء الطبيعي دون الإضرار بالمخطوطات. مكتبات متخصصة لجميع الأعمار: تضم المكتبة أربع مكتبات فرعية موجهة لفئات عمرية مختلفة، من الأطفال إلى الشباب، بالإضافة إلى مكتبة وسائط متعددة ومكتبة خاصة بالمكفوفين، مما يجعلها مساحة تعليمية شاملة ومتكاملة. الأنشطة والمتاحف داخل المجمع: من أبرز ما تحتويه المكتبة: متحف الآثار: رحلة عبر تاريخ مصر من الفراعنة إلى العصر الإسلامي. متحف المخطوطات: نفائس تراثية نادرة، بينها وثيقة وحيدة من مكتبة الإسكندرية القديمة. معرض انطباعات الإسكندرية: تصوير بصري لتاريخ المدينة من خلال خرائط وصور. قاعات المعارض الفنية: عرض دائم ومؤقت لفنون العالم العربي والتراث الشعبي. عالم شادي عبد السلام: احتفاء بعبقرية المخرج المصري وأعماله السينمائية. عرض "كولتوراما": تجربة بصرية بانورامية عن التاريخ المصري. القبة السماوية ومتحف تاريخ العلوم: في الساحة الأمامية، تبرز القبة السماوية بتصميمها العصري، تقدم عروضاً تعليمية للأطفال حول الفضاء والعلوم، وتحتوي على متحف خاص بتاريخ العلوم يشرح دور الحضارات المصرية واليونانية والإسلامية في تقدم العلوم. الجولات ومعلومات الدخول: تنظم المكتبة جولات تعريفية يومية باللغات المختلفة، وتتوفر خدمة رعاية الأطفال لضمان راحة العائلات. ينصح الزائرون بتخصيص نصف يوم لاستكشاف هذا الصرح الفريد. خاتمة: مكتبة الإسكندرية الجديدة ليست مجرد مكان لحفظ الكتب، بل هي مساحة نابضة بالحياة للثقافة والمعرفة والتاريخ. زيارة هذا المعلم تعد تجربة لا تُنسى لمحبي العلم والفن والتراث.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store