logo
#

أحدث الأخبار مع #معرفة

بـ 43 مليون صفحة رقمية وبلغات عالمية.. مكتبة المسجد النبوي توثّق كنوز 182 ألف كتاب
بـ 43 مليون صفحة رقمية وبلغات عالمية.. مكتبة المسجد النبوي توثّق كنوز 182 ألف كتاب

صحيفة سبق

timeمنذ 4 أيام

  • علوم
  • صحيفة سبق

بـ 43 مليون صفحة رقمية وبلغات عالمية.. مكتبة المسجد النبوي توثّق كنوز 182 ألف كتاب

تُعد مكتبة المسجد النبوي الشريف إحدى أبرز المنارات العلمية والمعرفية في العالم الإسلامي، حيث تجمع بين الأصالة في كنوزها الغنية بأمهات الكتب والمخطوطات النادرة، وبين الحداثة عبر اعتماد أحدث التقنيات في البحث الرقمي والمعالجة العلمية. وتضم المكتبة أكثر من 182 ألف كتاب ضمن 71 تصنيفًا معرفيًا، متاحة بأكثر من 23 لغة عالمية، مما يجعلها مقصدًا رئيسيًا للباحثين والزائرين من مختلف الجنسيات. كما تحتوي على أكثر من 143 ألف كتاب رقمي، وقرابة 43 مليون صفحة رقمية، ما يعكس حجم المحتوى المتاح لخدمة العلم والمعرفة. وتوفر المكتبة 70 جهاز حاسب آلي مخصصًا للبحث الرقمي، ما يعزز من تجربة الزوار والباحثين في الوصول إلى المعلومات والمصادر بسهولة وسرعة. وتتميز المكتبة بموقعها الحيوي في الجهة الغربية للمسجد النبوي الشريف – باب رقم (10) – وتبقى أبوابها مفتوحة للزوار على مدار الساعة، لتكون متاحة لكل باحثٍ عن العلم وكل محبٍ للمعرفة. وتؤكد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن هذه المنظومة المتكاملة من الخدمات والمحتوى المعرفي تأتي ضمن رسالة الحرمين الشريفين في نشر العلم وتمكين الباحثين من الوصول إلى مصادره بسهولة، مع الحفاظ على إرث علمي عظيم يخدم أجيال الحاضر والمستقبل.

برعاية محمد بن راشد.. النسخة العاشرة من «قمة المعرفة» تنطلق 19 نوفمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي
برعاية محمد بن راشد.. النسخة العاشرة من «قمة المعرفة» تنطلق 19 نوفمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي

البيان

timeمنذ 5 أيام

  • علوم
  • البيان

برعاية محمد بن راشد.. النسخة العاشرة من «قمة المعرفة» تنطلق 19 نوفمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي

وعلى امتداد عشر سنوات رسخت القمة نفسها بوصفها الحدث المعرفي الأبرز في المنطقة، ومنصة دولية بارزة تجمع تحت سقفها أبرز صناع السياسات وقادة الفكر والخبراء في شتى المجالات من جميع أنحاء العالم، لتعزيز الحوار بين مختلف القطاعات، وتحديد الأطر والسياسات الفعالة في توظيف المعرفة لخدمة التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة. وتُقدم نسخة هذا العام فرصة جديدة للتأكيد على ضرورة توفير الوصول العادل للمعرفة كحق أساسي ومحفّز للتمكين، واستكشاف الدور المتطور للمعرفة في تشكيل نماذج التنمية المستدامة. كما نؤكد في عام المجتمع، إيماننا بأن دورنا يتجاوز مجرد نقل المعرفة، بل يمتدّ إلى تمكينها، وتوجيهها نحو تنمية الإنسان والمجتمعات، وبناء مستقبل مزدهر ومشرق لهم». كما تواصل تكريس مكانتها العالمية من خلال الفعاليات التي تشهدها مثل إطلاق نتائج «مؤشر المعرفة العالمي» السنوي الذي يسهم في توجيه السياسات وتشكيل الرؤى المستقبلية للدول.

دفاتر مطاردة وكتب مدفونة.. تحرر المعرفة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
دفاتر مطاردة وكتب مدفونة.. تحرر المعرفة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • الجزيرة

دفاتر مطاردة وكتب مدفونة.. تحرر المعرفة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

لم يكن مخرج فيلم "فهرنهايت 451″، الذي صوّر فيه السلطة تحرق الكتب وتطارد الفكر، ليتخيل أن خياله سيتجسد واقعا في بلد كتب تاريخه الأخير بالدم والنار، سوريا. هناك، لم تكن النار استعارة مجازية عن القمع، بل أداة حقيقية استُخدمت لإبادة المعرفة، حين أحرق النظام كتبا، ومزّق أفكارا، وحاصر الكلمات كما يُحاصر الثوار في الأزقة. لكن السوريين، الذين خبروا الطغيان، رفضوا أن يكون الحبر ضحيته الدائمة، فقرروا مقاومة من نوع مختلف: مقاومة بالحفظ، والإخفاء، والانتظار. كتب تحت الأرض وأخرى في الرأس في قرية "التبني" غرب دير الزور، اختار أحد السكان أن يُنقذ ما راكمه من كتب الفلسفة والفكر السياسي والدين، فدفن مكتبته الكاملة تحت الأرض في حفرة حفرها بيديه، وغطاها بالأغطية البلاستيكية. لم يكن يخفي كتبا فحسب، بل كان يُخفي روحه من الخطر، ويودعها حتى يحين أوان العودة. بعد 6 سنوات من الغياب القسري، عاد الرجل واستخرج كتبه، في مشهد وثّقه مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى تفاعلا واسعا، لما فيه من رمزية عن صمود الفكر وعودة المعرفة إلى النور. المكتبة التي دفنت كانت تختزن نحو ألفي كتاب، تم إنقاذها من المصادرة والنسيان بفضل جرأة فرد، قرر أن يقاتل وحده، ضد الاستبداد، بصمت. وفي العاصمة دمشق، كان الروائي السوري نزار أباظة (80 عاما) يحتفظ برواية كاملة في رأسه منذ أكثر من نصف قرن. يقول: "أمضيت أكثر من 53 عاما وأنا أحتفظ بهذه الرواية، لأنني كنت أعلم أن مجرد نشرها قد يضعني في سجون النظام، أو يعرضني للتعذيب". ويضيف: "اليوم فقط، أستطيع أن أطلق هذه الأفكار للعلن". حكايات الناشرين الممارسات التي عاشها السوريون في العقود الماضية تحت حكم بشار الأسد لم تكن مجرد منع هنا أو حذف هناك، بل كانت رقابة بوليسية شاملة. مئات بل آلاف الكتب أُزيلت من المكتبات، وتعرضت للإتلاف أو الحظر، في محاولات حثيثة لإبقاء الولاء الفكري محصورا في أطر السلطة. وحيد تاجا، المسؤول الإعلامي في دار الفكر للنشر بدمشق، يروي كيف كان النظام يرسل دوريات لتفتيش مخازن الكتب، ويُحرق أي كتاب يُخالف الخط المرسوم. "كنت أخفي الكتب المحظورة كما يُخفى الكنز"، يقول تاجا، مضيفا أن وزارة الإعلام كانت ترسل قوائم ممنوعات دورية، يلتزم بها الجميع أو يُعاقب. كان من المعتاد أن تُخفى الكتب داخل المواسير، أو في بيوت الأصدقاء، أو حتى في مخازن تحت الأرض، وهي الحيل التي أنقذت الكثير من الأعمال الثقافية من المصير الأسود. ومع الإطاحة بالنظام، عاد تاجا لإخراج تلك الكتب إلى الضوء قائلا: "نفضنا الأتربة عن الصفحات، وأعدناها إلى مواضعها الطبيعية. لم يكن ذلك يوم تحرير للمواطنين فقط، بل للأدب السوري أيضا". باعة الكتب إلى العلن أدهم عجمي، بائع كتب كان يدير كشكا صغيرا تحت "جسر الحرية" في دمشق، يتذكر كيف هدمت الجرافات أكشاك بيع الكتب، وكيف كان مجرد وجود كلمة مثل "ثورة" في عنوان كتاب كافيا لمصادرته. ويقول: "كنت أبيع الكتب المحظورة سرا، وكنت دائما أعتقد أن يوما سيأتي وتعود الكتب للنور. وهذا ما حدث الآن". أما عبد الله حمدان، الذي يبيع الكتب الدينية، فقد اضطر لإحراق بعض الكتب التي تحوي رموزا مسيحية بعد أن طلب منه أنصار النظام الجديد ذلك. لكنه قال بوضوح: "لا ترتكبوا نفس أخطاء النظام السابق. الأدب يعني الحرية، وحرية الفكر لا تتجزأ". لكن الانفتاح الجديد في سوق الكتب لا يُرضي الجميع، إذ تخشى قطاعات ثقافية على الحريات في سوريا الجديدة أيضا وتقول رولا سليمان، الشريكة المؤسسة لقاعة "زوايا" لعرض الأعمال الفنية في حي مسيحي بدمشق "لا نريد أن نعيد إنتاج الاستبداد باسم جديد". نهاية نظام عمره 61 عاما مع دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق، وانهيار سيطرة النظام، يكون حكم حزب البعث الذي بدأ عام 1963 قد طُوي فعليا بعد أكثر من 6 عقود. وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، اندلعت اشتباكات عنيفة في ريف حلب الغربي بين النظام والفصائل، مما مهد للانهيار التام في العاصمة. وبينما استقبل مراقبون هذا التحول بتفاؤل، فإن كثيرا من المثقفين والناشرين والفنانين في الداخل لا يزالون يتعاملون بحذر مع الواقع الجديد، يخشون أن تكون الثورة قد أطاحت بالوجوه، لا بالعقلية. ويقول مراقبون أن معاناة الثقافة في سوريا لم تكن مجرد تبعات جانبية لصراع مسلح، بل جزءا أصيلا من بنية القمع السياسي، الذي رأى في الفكر تهديدا لا يُحتمل. وها هي الكتب تخرج من السراديب، ومن تحت التراب، ومن ذاكرة الشيوخ، لتروي حكاية المقاومة بالنص، وتنتظر الآن أن تُكتب فصول حريتها الجديدة بالحبر، لا بالدم.

النّقد الذاتي ونسبية المعرفة
النّقد الذاتي ونسبية المعرفة

صحيفة الخليج

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • صحيفة الخليج

النّقد الذاتي ونسبية المعرفة

عبد الإله بلقزيز دائماً ما كان الادّعاء بحيازة الحقيقة متلازماً والتّضخّم في الذّات: أكانت ذاتاً فرديّة أو ذاتاً جماعيّة تتعلّق بمجتمعٍ أو أمّةٍ أو مِلّة، ومتلازماً والثّقة المفرِطة بالنّفس وبقدرتها غيرِ المحدودة على الاكتساب إلى حدود الاعتقاد العميق بالتّسامي فوق المعدّل الإنسانيّ المألوف، وإلى حدود اليقين بمعصوميّةِ المعارف المكتسبَة لدى هذه الذّات! والغالب على مثل ذلك الادّعاء الاقتران باعتقادٍ رديفٍ بأنّ مُلكيّة الذّات الحصريّة لتلك الحقيقة تفرض النّظر إلى غيرها من الذّوات الأخرى (الأفراد، المجتمعات، الأمم، المعتقدات...) من حيث هي على ضلال: ناقصةً، زائغةً، رازحةً تحت وطأة الجهل، ذلك أنّ حصريّة حيازتها لها كحقيقة تُخْرج من الحسبان أيَّ إمكانٍ لمزاحمتها عليها من قِبَل أيّ جهةٍ أخرى قد تدّعيها. وإذا كان مثل هذا الاعتقاد جارياً في علاقات الثّقافات بعضِها ببعض، كما في العلاقات بين علوم الثّقافة الواحدة وميادينها (بين علوم الطّبيعة وعلوم الاجتماع والإنسان مثلاً)، فقد عُويِنَتْ في تاريخ الفكر حالاتٌ من إصابة الفكر الدّينيّ نفسِه بها، فكان علماءُ كلُّ دينٍ يزعُمون لأنفسهم التّفرّدَ عن أتباع الأديان الأخرى بمُلكيّة العلمِ الحقّ حصريّاً فلا يمنعون أنفسَهم من الإنحاء على معارف أولئك الأتباع بالقدح أو بالنّقض والإدحاض والإبطال، والقطْعِ بذهولها عن محجّة الحقّ. هكذا نُلفي النّزعةَ هذه شاملةً ميادينَ الفكر جميعها، ما تعلّق منها بالعِلْم أو بالإيديولوجيا أو بالدّين. إذا كانتِ المعرفةُ الإنسانيّة قد بلغت من الفضيلة مبلغاً مّا، ففي أنّها قرّرت، بالقطع العلميّ، أنّه ما من معرفةٍ مطلقة ونهائيّة في تاريخ الإدراك الإنسانيّ، وإنّما المعرفةُ فعْلٌ إنساني استكشافي مفتوحٌ على آفاق رحبة من الإدراك لا نهاية لها. إنّها، بالأحرى، عمليّة تراكميّة وتصحيحيّة، تتدرّج في اكتساب الدّقّة والاقتراب من مطابَقَة الأشياء المُدْرَكة، في الوقت عينِه الذي تُراجِع فيه نفسَها ويقينيّاتها وتصحِّح مسلّماتها وتقوِّمُ عثْراتها. تولدُ المعرفةُ من أخطائها لأنّها تتعلّم من أخطائها على ما يقول غاستون باشلار بحقّ. أخطاء المعرفة، بهذا المعنى، ليست كوابحَ عائقة في حساب تاريخ كلِّ معرفة بمقدار ما هي ديناميّةٌ داخليّة دافعة إلى التّصحيح وتصويب المسار، أي إلى إعادة النّظر في كلّ الأسس التي قادتْها إلى إِخطاء الإدراك. المعرفة ليست، في المطاف الأخير، أكثر من إقامة الدّليل القطعيّ (التّجريبيّ أو العقليّ) على مقدّمات تؤسِّسها هي وتتأسّس عليها، فكلّما استقامت مقدّماتُها استقامت نتائجُها بالتَّبِعَة. هذا ليس مسْلكاً منهجيّاً خاصّاً بالمنطق والرّياضيّات فحسب، بل يطال علوم الطّبيعة أيضاً، فهي تقوم على فرضيّات تختبرها، والفرضيّات هذه ليست ملاحظات بل أبنيةٌ عقليّة، وهي تُناظِر المقدّمات في المنطق والأكسيومات في الرّياضيّات. هكذا يكفي أن تفحص المعرفةُ خطواتها والموادَّ التي ابتُنِيَت بها لكي يُعْثِرَها ذلك على مَواطن الزّلل فيها. ليس من معنًى للقول إنّ المعرفة تتقدّم بأخطائها - حين تتعلّم منها - سوى أنّ على الذّات (العارفة) أن تتواضع في اعتقادها المتضخّم بمعصوميّتها، بل أن تَبْرَح مثل هذا الاعتقاد السّاذج والسّخيف وتحاصرَ آثارهُ فيها. عليها - في سبيلها إلى ذلك - أن تسلّم بأنّ الخطأ آليةٌ معرفيّة قد تكون دافعاً إيجابيّاً وحافزاً على تداركِ المنقوص، وعلى تعزيز الموارد التي بها تتحسّن شروطُ المعرفة، وأن تتخلّى عن النّظر إلى الأخطاء وكأنّها عورة تُزْرَى بها الذّات. هذا شرطٌ تحتيّ: معرفيّ ونفسيّ، لكي تنتقل الذّات إلى طورٍ ثانٍ من التّصحيح والمراجعة المعرفيّين تضع فيه نفسَها موضعَ فحصٍ نقديّ لِمَا تَحَصَّل لديها من معارفَ ومن يقين بها ووُثوق، ثمّ لِمَا درجَتْ عليه من أساليبَ وطرائقَ في تكوين المعرفة عن الأشياء. نسمّي هذا الطّور من المعرفة بطوْر نقد الذّات، وهو (طوْرٌ) معرفيّ لأنّها تتوسّل فيه واحدةً من أفعلِ أدوات المعرفة وأسلحتِها هي النّقد، ولأنّها بالنّقد تَهْدِم يقينيّات جامدةً صارت في حكم الأوثان وباتت تنتصب، في الوقتِ عينه، كوابحَ أمام المعرفة أو تتحوّل إلى ما سمّاه غاستون باشلار بعوائق إيپيستيمولوجيّة، من أجل ينفسح أمامها المجال أمام تشييد معارفَ جديدة أرصن من سابقاتها. يعني النّقد الذّاتيّ، ابتداءً، تحرير الذّات من قيود أوهام العِصمة وحيازة الحقيقة المطلقة التي هي في المطاف الأخير، مانعةٌ للمعرفة بل قاتلة لها آخذةٌ الوعيَ الإنسانيَّ نحو الجمود والتّحجّر. لكنّه يَعني، ثانياً، أنّ المعارف مؤقّتة، بالضّرورة، وانتقاليّة وأنّ لها زمناً تتطوّر فيه هو زمن التّراكم والسّيرورة والانقطاع... إلخ. هي مؤقّتة، في العلوم التّجريبيّة، لأنّ فرضيات العلم تتطوّر وتتغيّر بالإضافة والتّعزيز والتّبديل، ولأنّ وسائل الاختبار نفسَها تتطوّر وتتغيّر معها، بالتّالي، أدوات البرهنة المختبريّة. وهي في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، مؤقّتة لأنّها معارف نسبيّة (شأنها شأن المعارف العلميّة التّجريبيّة) مرتبطة بالشّروط التّاريخيّة والمعرفيّة التي نشأت فيها وتكوّنت، وهي شروطٌ تتطوّر وتتغيّر باستمرار، فتتغيّر معها، بالتّالي، المعارف الجديدة المتولّدة من ذلك التّغيير. هذا ما يفرض القول إنّ النّقد الذّاتيّ ليس أكثر من التّسلّح بالوعي التّاريخيّ النّسبيّ، أي الوعي الذي يَخْلَع على المعارف نسبيّتها التي تأتيها من قانون التّطوّر التّاريخيّ.

في البدء كان احترام الملكية الفردية
في البدء كان احترام الملكية الفردية

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 أيام

  • صحة
  • الشرق الأوسط

في البدء كان احترام الملكية الفردية

بدأنا معرفتنا بالنافذة التي نرى بها العالم بسؤال سهل. ما هذه؟ عين. ثم عرفنا أن هذه قرنية وهذه قزحية وهذا بؤبؤ وذاك تجويف. نفس الإطار العام الذي بدأ منه جراح العيون معرفته. لكنه تعمق إلى العدسة والسوائل والأعصاب والشبكية وكيف يتعامل معها بالأدوات الجراحية وتحت المجهر. وفي المسافة بين معرفة الإنسان العادي ومعرفة الخبير، تأتي معرفة المريض. بدافع الفضول يجمع عن عينه من المعلومات أكثر منك. وقد يتبوأ منزلة الناصح، متشجعا باعتقادات شعبية مثل «اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا». من المفيد أن نتذكر هاتين القاعدتين في جميع المعارف: البساطة كمقدمة حتمية للتعقيد، ومنزلة المريض من المعرفة بموضوع مرضه. فنسعى إلى تحديد الهيكل قبل أن نخوض في التفاصيل وإلى المعلومات الأساسية قبل الرأي. فإن احتجنا الأخير تخيرنا مصدره. وبناء على هذا، من الصعب أن نصل إلى علاج سياسي اقتصادي دون أن نمر على الإطار العام للتطور الذي حدث حولنا. ولنبدأ من بريطانيا. كانت حتى عصر النهضة إقطاعيات يملكها نبلاء، والبقية يعملون أجراء في الأرض، أو فرسانا وجنودا يدافعون عنها، أو في مهن محدودة تخدم هذا الترتيب. لكن التغير الكبير جاء مع توسع النشاط المهني، ظهرت نشاطات مثل البِحارة، واتسعت التجارة. فحاز مزيد من الأفراد ثروات صغيرة. ابتكر هؤلاء الأفرادُ مفهوما جديدا غيَّر معادلة النفوذ الاقتصادي. الآن يستطيع مجموعة من الأفراد ذوي الثروات الصغيرة الالتئام في كيان اعتباري أضخم من أيهم منفردا، يستطيع أن ينافس النبلاء وأصحاب الأملاك الضخمة. هذا الكيان يسمى الشركة. وظهرت البورصة، فتوسع مفهوم الملكية الفردية، وصار بمقدور مزيد من الناس من صغار الملاك أن يحوزوا أنصبة في شركات، تنمي رؤوس أموالهم. وهذه الشركات خلقت مزيدا من الوظائف. وهلم جرا. النقطة الجوهرية هنا ليست فقط الثروة، وإنما خلق مصلحة حقيقية لمزيد من الأفراد في النجاح الاقتصادي والثراء. حوْل هذه النقطة بنت أوروبا الغربية رؤيتها السياسية الاقتصادية. من ناحية، احتاجت إلى التمثيل النيابي لتوزيع النفوذ السياسي بما يتناسب مع تنوع النفوذ الاقتصادي. ومن ناحية، تدرج الحق الفردي في الانتخاب متماشيا مع توسع الملكية. وظهرت مقولة ديمقراطية أصحاب الممتلكات. فكان حق الانتخاب في البداية مرتبطا بالتملك الفردي، لكي يقترن تصويته بالمصلحة في النجاح، وليس بالسعي إلى تحجيم الناجحين، لأن من لا يملك شيئا قد يؤيد إسقاط ما لا يملكه. فخلقت الدولة منظومة حوافز يغذي بعضها بعضا. كان هذا نموا طبيعيا، طريقا مفتوحا لمن يجتهد. هؤلاء من صنعوا الثورة الصناعية، وهي بدورها صنعت مزيدا من الأثرياء ممن تكيفوا معها وفهموا متطلباتها. كان الشعار «اسع إلى المزيد أيها الفرد» فهذا من مصلحة الجميع. الدولة ليست مشغولة بتقييدك ولا تحجيم ثروتك. عند هذا المفترق، تباينت طرق غرب أوروبا وشرقها الاشتراكي. نموذج الكتلة الثانية سعى إلى تفتيت الثروات عمدا، وتوزيعها على من لم يجتهد لبنائها، بدعوى المساواة. وقرن هذا بدعاية استحقاق تغذي النقمة. فضمنت الدولة أن تكون صاحبة النفوذ الاقتصادي الوحيد. ومع تحكم الدولة، بقيت الثروات المفتتة على حالها، دون أن تتطور. ولم يكن مرغوبا لها تجاوز عتبات الاستثمار والتحول إلى مراكز نفوذ اقتصادي. حتى صغار الملاك لم يسلموا من نفس السياسة التأميمية من باب خلفي، جردتهم الدولة من عوائد ممتلكاتهم الصغيرة، وأشركت فيها المستأجرين. فخلقت نمط المالك المستأجر والمستأجر المالك، وكلاهما بلا مصلحة في الاستثمار في الممتلكات. الأول لأنه فقد العائد منها، والثاني لأنه يعلم أنها لن تؤول إليه يوما. من هنا ظهر القبح في المباني، والتدهور في مستوى الجميل منها، وهو ما نراه اليوم في أحياء كانت يوما رمزا للجمال المعماري. وظهر التجريف في الأرض الزراعية، حيث - يا للعجب - صار تجريفها أكثر عائدا لصاحبها من الاستثمار فيها. من تحليل هذا الإطار إلى عناصره الأولية خلص العقل السليم إلى أنه «في البدء كان احترام الملكية الفردية»، حجر الأساس لبناء مجتمع ناجح اقتصاديا وسياسيا. لكن المتحدث المؤدلج ينطلق في وصفاته الاقتصادية من موقع المتألم بالداء، المذكر بالمعاناة. ومع الزخم الشعبوي حل محل خبراء الصحة، وطردهم من سوق الاستشارة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store