logo
دفاتر مطاردة وكتب مدفونة.. تحرر المعرفة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

دفاتر مطاردة وكتب مدفونة.. تحرر المعرفة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

الجزيرةمنذ 4 أيام
لم يكن مخرج فيلم "فهرنهايت 451″، الذي صوّر فيه السلطة تحرق الكتب وتطارد الفكر، ليتخيل أن خياله سيتجسد واقعا في بلد كتب تاريخه الأخير بالدم والنار، سوريا. هناك، لم تكن النار استعارة مجازية عن القمع، بل أداة حقيقية استُخدمت لإبادة المعرفة، حين أحرق النظام كتبا، ومزّق أفكارا، وحاصر الكلمات كما يُحاصر الثوار في الأزقة.
لكن السوريين، الذين خبروا الطغيان، رفضوا أن يكون الحبر ضحيته الدائمة، فقرروا مقاومة من نوع مختلف: مقاومة بالحفظ، والإخفاء، والانتظار.
كتب تحت الأرض وأخرى في الرأس
في قرية "التبني" غرب دير الزور، اختار أحد السكان أن يُنقذ ما راكمه من كتب الفلسفة والفكر السياسي والدين، فدفن مكتبته الكاملة تحت الأرض في حفرة حفرها بيديه، وغطاها بالأغطية البلاستيكية. لم يكن يخفي كتبا فحسب، بل كان يُخفي روحه من الخطر، ويودعها حتى يحين أوان العودة. بعد 6 سنوات من الغياب القسري، عاد الرجل واستخرج كتبه، في مشهد وثّقه مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى تفاعلا واسعا، لما فيه من رمزية عن صمود الفكر وعودة المعرفة إلى النور.
المكتبة التي دفنت كانت تختزن نحو ألفي كتاب، تم إنقاذها من المصادرة والنسيان بفضل جرأة فرد، قرر أن يقاتل وحده، ضد الاستبداد، بصمت.
وفي العاصمة دمشق، كان الروائي السوري نزار أباظة (80 عاما) يحتفظ برواية كاملة في رأسه منذ أكثر من نصف قرن. يقول: "أمضيت أكثر من 53 عاما وأنا أحتفظ بهذه الرواية، لأنني كنت أعلم أن مجرد نشرها قد يضعني في سجون النظام، أو يعرضني للتعذيب". ويضيف: "اليوم فقط، أستطيع أن أطلق هذه الأفكار للعلن".
حكايات الناشرين
الممارسات التي عاشها السوريون في العقود الماضية تحت حكم بشار الأسد لم تكن مجرد منع هنا أو حذف هناك، بل كانت رقابة بوليسية شاملة. مئات بل آلاف الكتب أُزيلت من المكتبات، وتعرضت للإتلاف أو الحظر، في محاولات حثيثة لإبقاء الولاء الفكري محصورا في أطر السلطة.
وحيد تاجا، المسؤول الإعلامي في دار الفكر للنشر بدمشق، يروي كيف كان النظام يرسل دوريات لتفتيش مخازن الكتب، ويُحرق أي كتاب يُخالف الخط المرسوم. "كنت أخفي الكتب المحظورة كما يُخفى الكنز"، يقول تاجا، مضيفا أن وزارة الإعلام كانت ترسل قوائم ممنوعات دورية، يلتزم بها الجميع أو يُعاقب.
كان من المعتاد أن تُخفى الكتب داخل المواسير، أو في بيوت الأصدقاء، أو حتى في مخازن تحت الأرض، وهي الحيل التي أنقذت الكثير من الأعمال الثقافية من المصير الأسود.
ومع الإطاحة بالنظام، عاد تاجا لإخراج تلك الكتب إلى الضوء قائلا: "نفضنا الأتربة عن الصفحات، وأعدناها إلى مواضعها الطبيعية. لم يكن ذلك يوم تحرير للمواطنين فقط، بل للأدب السوري أيضا".
باعة الكتب إلى العلن
أدهم عجمي، بائع كتب كان يدير كشكا صغيرا تحت "جسر الحرية" في دمشق، يتذكر كيف هدمت الجرافات أكشاك بيع الكتب، وكيف كان مجرد وجود كلمة مثل "ثورة" في عنوان كتاب كافيا لمصادرته. ويقول: "كنت أبيع الكتب المحظورة سرا، وكنت دائما أعتقد أن يوما سيأتي وتعود الكتب للنور. وهذا ما حدث الآن".
أما عبد الله حمدان، الذي يبيع الكتب الدينية، فقد اضطر لإحراق بعض الكتب التي تحوي رموزا مسيحية بعد أن طلب منه أنصار النظام الجديد ذلك. لكنه قال بوضوح: "لا ترتكبوا نفس أخطاء النظام السابق. الأدب يعني الحرية، وحرية الفكر لا تتجزأ".
لكن الانفتاح الجديد في سوق الكتب لا يُرضي الجميع، إذ تخشى قطاعات ثقافية على الحريات في سوريا الجديدة أيضا وتقول رولا سليمان، الشريكة المؤسسة لقاعة "زوايا" لعرض الأعمال الفنية في حي مسيحي بدمشق "لا نريد أن نعيد إنتاج الاستبداد باسم جديد".
نهاية نظام عمره 61 عاما
مع دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق، وانهيار سيطرة النظام، يكون حكم حزب البعث الذي بدأ عام 1963 قد طُوي فعليا بعد أكثر من 6 عقود. وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، اندلعت اشتباكات عنيفة في ريف حلب الغربي بين النظام والفصائل، مما مهد للانهيار التام في العاصمة.
وبينما استقبل مراقبون هذا التحول بتفاؤل، فإن كثيرا من المثقفين والناشرين والفنانين في الداخل لا يزالون يتعاملون بحذر مع الواقع الجديد، يخشون أن تكون الثورة قد أطاحت بالوجوه، لا بالعقلية.
ويقول مراقبون أن معاناة الثقافة في سوريا لم تكن مجرد تبعات جانبية لصراع مسلح، بل جزءا أصيلا من بنية القمع السياسي، الذي رأى في الفكر تهديدا لا يُحتمل. وها هي الكتب تخرج من السراديب، ومن تحت التراب، ومن ذاكرة الشيوخ، لتروي حكاية المقاومة بالنص، وتنتظر الآن أن تُكتب فصول حريتها الجديدة بالحبر، لا بالدم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مساعدة أممية وخدمة أوروبية لدعم إطفاء الحرائق باللاذقية
مساعدة أممية وخدمة أوروبية لدعم إطفاء الحرائق باللاذقية

الجزيرة

timeمنذ 25 دقائق

  • الجزيرة

مساعدة أممية وخدمة أوروبية لدعم إطفاء الحرائق باللاذقية

أعلنت الأمم المتحدة مساعدات طارئة بينما فعّل الاتحاد الأوروبي خدمة "كوبرنيكوس" لتوفير خرائط أقمار اصطناعية محدثة، وذلك للمساعدة في إطفاء حرائق الغابات التي تتواصل منذ 10 أيام في اللاذقية غربي سوريا. وأعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى، عن تخصيص مبلغ 625 ألف دولار من صندوق سوريا الإنساني لدعم جهود الاستجابة الطارئة للأشخاص المتضررين من حرائق الغابات في محافظة اللاذقية. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هذه الأموال ستمكن الشركاء في العمل الإنساني -وفي المقام الأول الهلال الأحمر العربي السوري- من تقديم المساعدة العاجلة لآلاف الأشخاص المتضررين من الحرائق. وأفاد المكتب بأنه بينما تستمر عمليات التقييم في 60 مجتمعا، تشير التقارير الأولية إلى أن الحرائق أدت إلى نزوح مئات الأفراد، وتدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية، وتعطيل سبل عيش المجتمعات في المنطقة الساحلية بشدة. وأوضح أن الأمم المتحدة تقوم بالتنسيق الوثيق مع السلطات المحلية والشركاء في العمل الإنساني على الأرض، وهي على استعداد لحشد المزيد من الدعم حسب الحاجة. من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي تفعيل خدمة "كوبرنيكوس" لتوفير خرائط أقمار اصطناعية محدثة، لتستخدمها فرق الاستجابة لتوجيه العمليات بدقة، ويمكن تكبيرها حتى مستوى القرى لتقييم حجم الأضرار. وقد أوضحت الوكالة السورية العربية للأنباء (سانا) أن فرق الإطفاء والدفاع المدني تعمل على 3 محاور أساسية لمواجهة انتشار النار في غابات ريف اللاذقية الشمالي، برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، وهي المحاور الأصعب في العمل بسبب كثافة الغابات ووعورة التضاريس والانتشار الكبير للألغام ومخلفات الحرب. وأوضح الدفاع المدني أمس في قناته على تليغرام أن قوة الرياح أدت لتجدد انتشار الحرائق بعد الظهر وتوسعها رغم تمكن الفرق من وقف امتداد النيران صباحا. وحذر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح من أن حرائق الغابات لا تزال تتوسع في ريف اللاذقية، رغم الجهود المكثفة المبذولة من فرق الإطفاء، حيث تجاوزت المساحة المتضررة حتى الآن 15 ألف هكتار. ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، إضافة لفرق من المؤسسات والوزارات وفرق تطوعية مدعومين بـ300 آلية إطفاء وعشرات آليات الدعم اللوجيستي. كما تشارك في العمليات فرق إطفاء برية من تركيا والأردن، وفي الجانب الجوي تسهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، في إطار تنسيق مشترك لمواجهة الكارثة. وتسهم الرياح القوية في تسريع انتشار النيران، في حين تعيق الألغام ومخلفات الحرب حركة الفرق، وقد تسببت انفجارات بعضها في نشوب حرائق جديدة. كما أعلنت السلطات السورية، أمس الجمعة، عن أضرار واسعة بمنازل وأراض زراعية خلفها حريقان اندلعا في ريف حماة (وسط).

فوق السلطة: ذباب مصري يغزو إسرائيل ودرع عربي يدخل غزة ولبنان
فوق السلطة: ذباب مصري يغزو إسرائيل ودرع عربي يدخل غزة ولبنان

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

فوق السلطة: ذباب مصري يغزو إسرائيل ودرع عربي يدخل غزة ولبنان

اهتم برنامج 'فوق السلطة' -في حلقته بتاريخ (2025/7/11)- بجملة من الأحداث شهدها الشرق الأوسط مثل هجوم ذباب مصري على مناطق في إسرائيل، وكذلك ما أثير بشأن 'درع عربي عسكري' يخطط له دخول غزة ولبنان وسوريا. اقرأ المزيد

قسد بين واشنطن ودمشق.. من يصوغ مستقبل شمال شرق سوريا؟
قسد بين واشنطن ودمشق.. من يصوغ مستقبل شمال شرق سوريا؟

الجزيرة

timeمنذ 15 ساعات

  • الجزيرة

قسد بين واشنطن ودمشق.. من يصوغ مستقبل شمال شرق سوريا؟

دمشق- في لحظة سياسية فارقة من عمر المرحلة الانتقالية في سوريا، أعاد اتفاق 10 مارس/آذار 2025 بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد " قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي ، فتح ملفات شائكة تتعلق بمستقبل العلاقة بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية في شمال شرق البلاد. فعلى أرضية جغرافية معقدة من حيث التركيبة العرقية، وفي ظل توازنات إقليمية ودولية شديدة التشظي، رأى مراقبون أن الاتفاق شكل فرصة حاسمة أمام الحكومة السورية لتجاوز إرث النظام السابق، واعترافه المتأخر بالقضية الكردية. لكن تأخر تنفيذ الاتفاق أدى إلى أزمة ثقة متجددة بين الطرفين. وفي 26 أبريل/نيسان 2025، عقدت الأحزاب الكردية السورية "مؤتمر وحدة الموقف الكردي"، الذي أقر رؤية سياسية موحدة اعتبرت وثيقة تأسيسية تعبر عن إرادة جماعية للحل، وتطرح مقاربة واقعية للقضية الكردية ضمن سوريا موحدة بهويتها متعددة القوميات والأديان والثقافات. وفد موحد وتوافقت الأطراف الكردية على تشكيل وفد موحد لتمثيلها في الحوار مع الرئيس السوري، بغرض بحث مستقبل الأكراد السياسي وسبل ضمان حقوقهم القومية في إطار دستور يلتزم بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وينص على اللامركزية كنظام حكم. وفي حديثها للجزيرة نت، أكدت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، أن "مهمة الوفد الكردي الموحد تتمثل في الدفاع عن الحقوق القومية والتنسيق مع وفد الإدارة الذاتية في المباحثات مع دمشق"، مشددة على أن الوفدين لا يتعارضان بل يكمل أحدهما الآخر. في المقابل، حملت تصريحات المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك إشارات لافتة، إذ قال إن "الفدرالية لا تصلح في سوريا"، ناصحا قسد بأن "الطريق الوحيد أمامها هو دمشق". وردا على ذلك، قالت إلهام أحمد للجزيرة نت "السوريون وحدهم من يقرر شكل الدولة، والتصريحات الأميركية لا تلزمنا، خصوصا أن سايكس-بيكو كانت نتيجة مداخلات خارجية مأساوية يجب ألا تتكرر". وتابعت "التخلي عن قسد لا يتم عبر تصريح صحفي، وهناك إشارات إيجابية من واشنطن، ونحن جزء من السياق العسكري والسياسي السوري. ويجب أن تنضم قسد إلى الجيش السوري وفق مهام وهيكلية واضحة". وختمت "الإدارة الأميركية تدعم تعزيز العلاقة بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، وهي ترى نفسها ملزمة بذلك". تفاهمات بطيئة وجاء حديث باراك بعد لقائه الشرع وعبدي الأسبوع الماضي، مشيرا إلى بطء قسد في الانخراط الفعلي ضمن الحكومة السورية. ويقول الكاتب السوري بسام السلمان، المقرب من الحكومة السورية، إن "الولايات المتحدة بدأت تبدي تململا من المواقف المتصلبة لقسد التي لا تزال تدار بعقلية فصائلية أيديولوجية"، مضيفا أنه "رغم عمق العلاقة بين قسد وواشنطن، بدأت مؤشرات التباعد بالظهور، وستتضح ملامح الموقف الأميركي النهائي خلال الأشهر القادمة". في المقابل، يرى الباحث في مركز الفرات للدراسات الإستراتيجية، وليد جولي، أن واشنطن تسعى إلى إعادة ضبط العلاقة بين قسد والحكومة السورية من خلال "تنفيذ بنود اتفاق مارس/آذار، وتوسيع نطاقه ليشمل ملفات إقليمية أوسع، من بينها تطبيع سوريا مع بعض الدول العربية، وانعكاسات ذلك على مسار التسوية مع إسرائيل". وأشار جولي إلى أن الاتفاق بين قسد ودمشق ستكون له انعكاسات على ملفات إقليمية مثل النفوذ الإيراني ومستقبل لبنان، مشيرا إلى أن واشنطن تمتلك "بنك أهداف" تسعى لتحقيقه في سوريا عبر هذه التفاهمات. هل تُركت قسد لمصيرها؟ وعن احتمال تخلي واشنطن عن دعم الحكم الذاتي لقسد، يؤكد جولي أن "التصريحات الأميركية الأخيرة تهدف إلى استرضاء الحكومة السورية، لكنها لا تعني التخلي الكامل عن حليفتها الكردية، بل هي جزء من سياسة توزيع الأدوار". ويتابع في حديثه للجزيرة نت أن "تركيا ترفض أي مكاسب سياسية للأكراد، وتمارس ضغطا على دمشق لتعطيل أي تقارب مع قسد، ولها تأثير متنام على مسار العملية السياسية في سوريا". أما الكاتب السلمان، فيرى أن "قسد لم تثبت نفسها كنموذج حكم ناجح رغم الدعم الكبير الذي حصلت عليه، ولم تنه تهديد تنظيم الدولة بشكل نهائي، كما أنها تعاني من رفض إقليمي كبير"، معتبرا أن "الحكومة السورية تتمتع بشرعية إقليمية متنامية، وقد تفضل واشنطن التعامل معها مباشرة إذا لم تبد قسد مرونة كافية". وأضاف السلمان "لا أستبعد أن تقدم واشنطن نموذجا جديدا لعلاقتها مع قسد، بعيدا عن سيناريو أفغانستان. لكن يبقى السؤال: هل تستطيع قسد اتخاذ القرار الحاسم في ظل الانقسامات الداخلية؟ فالفاعل الرئيسي فيما سيؤول إليه الوضع هو قسد نفسها". ويرى مراقبون أن آفاق العلاقة بين قسد والحكومة السورية ستبقى مرهونة بتطورات الداخل والخارج، وسط ضغوط إقليمية ودولية متشابكة، مشيرين إلى أن اتفاق 10 مارس/آذار لم يعد مجرد وثيقة سياسية، بل تحول إلى اختبار لقدرة الأطراف السورية على إنتاج تسويات وطنية مستقلة، بعيدا عن إملاءات الخارج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store