اكتشاف مثير.. أصول أوروبية في الحمض النووي لسكان تونس والجزائر تعود إلى العصر الحجري
وجاءت هذه النتائج بناء على تحليل الحمض النووي القديم المأخوذ من بقايا أفراد من العصر الحجري في منطقة المغرب الشرقي، والتي تشمل تونس وشمال شرق الجزائر.
Nature research paper: High continuity of forager ancestry in the Neolithic period of the eastern Maghrebhttps://t.co/awDBXePUo6
— nature (@Nature) March 13, 2025
ونشرت الدراسة في 12 مارس في مجلة Nature، وكشفت أن هؤلاء الأفراد كان لديهم جزء من أصولهم مرتبط بالصيادين الأوروبيين. على سبيل المثال، أظهرت بقايا أحد الأفراد التي عثر عليها في موقع "دجبّة" في ولاية باجة بالشمال الغربي لتونس أن نحو 6% من حمضه النووي يعود إلى أصول صيادين أوروبيين.
DNA recovered from archaeological remains of ancient humans who lived in what is now Tunisia and northeastern Algeria reveals that European hunter-gatherers may have visited North Africa by boat around 8,500 years ago. https://t.co/cPzEdloFhv
— Live Science (@LiveScience) March 17, 2025
وتمثل هذه النتائج أول دليل جيني واضح على التواصل بين السكان الأوروبيين الأوائل وسكان شمال إفريقيا، ما يشير إلى أن الصيادين الأوروبيين في العصر الحجري وشمال إفريقيا ربما تفاعلوا بشكل أكبر مما كنا نعتقد سابقا.
وقال رون بينهاسي، عالم الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة فيينا والمشارك في الدراسة: "قبل عدة عقود، اقترح بعض علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية أن الصيادين الأوروبيين وشمال إفريقيا تواصلوا، بناء على تحليل السمات الهيكلية. وفي ذلك الوقت، بدت هذه النظرية مبالغا فيها، ولكن بعد 30 عاما، أكدت بياناتنا الجينية هذه الفرضيات المبكرة. هذا أمر مثير حقا".
--- | Quand la Tunisie était un carrefour préhistorique !
Une étude révolutionnaire publiée dans Nature révèle que des chasseurs-cueilleurs européens ont traversé la Méditerranée il y a 8500 ans pour atteindre l'actuelle Tunisie.
C'est la première preuve génétique directe... pic.twitter.com/Czmvek8UxT
— Tunisian 's - (@TounsDawla) March 13, 2025
وبدأ العصر الحجري مع استخدام الأدوات الحجرية قبل نحو 3 ملايين سنة (قبل وجود البشر المعاصرين) وانتهى قبل نحو 5000 عام في أجزاء من شمال إفريقيا وأوروبا مع ظهور الأدوات المعدنية والحضارات المبكرة.
وخلال هذا العصر، عاش البشر في أوروبا وشمال إفريقيا بشكل أساسي كصيادين وجامعي ثمار، ثم تحولوا تدريجيا إلى الزراعة والمجتمعات الأكثر تعقيدا خلال العصر الحجري الحديث، الذي حدث بين نحو 10000 و2000 قبل الميلاد.
وقبل هذه الدراسة، لم يكن علماء الآثار يعرفون الكثير عن التحول إلى الزراعة في شمال إفريقيا، حيث كانت معظم البيانات الجينية تأتي من مواقع في أقصى غرب المغرب العربي (المغرب). وقال ديفيد رايش، عالم الوراثة السكانية في كلية الطب بجامعة هارفارد والمشارك في الدراسة: "لم تكن هناك قصة واضحة عن شمال إفريقيا. كانت هناك فجوة كبيرة".
وكشفت الأبحاث السابقة في غرب المغرب العربي أن سكان هذه المنطقة كان لديهم نسب عالية من أصول المزارعين الأوروبيين – الذين يختلفون جينيا عن الصيادين – وصلت إلى 80% في بعض المجموعات السكانية بسبب حركة المزارعين عبر مضيق جبل طارق قبل نحو 7000 عام. لكن الدراسة الجديدة تكشف أن سكان شرق المغرب العربي (تونس والجزائر) كان لديهم نسب أقل من أصول المزارعين الأوروبيين، وظلوا معزولين جينيا إلى حد كبير – باستثناء بعض التأثيرات المبكرة للصيادين الأوروبيين.
وقام علماء الآثار بتحليل الحمض النووي المأخوذ من عظام وأسنان تسعة أفراد عاشوا بين 6000 و10000 عام في شرق المغرب العربي. وأظهر الحمض النووي أن أحد الأفراد، الذي عاش قبل نحو 8500 عام، كان حوالي 6% من حمضه النووي مشتركا مع الصيادين الأوروبيين. وهذا يشير إلى أن الصيادين ربما عبروا البحر المتوسط بواسطة قوارب خشبية طويلة.
كما عثر على آثار من الزجاج البركاني أو كما يعرف باسم حجر السبج (وهو حجارة كريمة) من جزيرة "بانتيليريا" في مضيق صقلية في أحد المواقع، ما يشير إلى أن هؤلاء الصيادين ربما توقفوا في عدة جزر خلال رحلتهم عبر البحر.
وكشفت البيانات الجينية أيضا أن نسبة أصول المزارعين الأوروبيين في هذه المنطقة كانت قليلة جدا، حيث وصلت إلى حوالي 20% فقط. وهذا يشير إلى أن شرق المغرب العربي كان أكثر مقاومة جينيا وثقافيا مقارنة بغرب المغرب العربي، وهو ما تدعمه الاكتشافات الأثرية السابقة التي أظهرت أن الزراعة لم تعتمد بالكامل في شرق المغرب العربي إلا بعد نحو 1000 قبل الميلاد.
المصدر:rt/ساينس ألرت
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Babnet
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- Babnet
اكتشاف مثير.. أصول أوروبية في الحمض النووي لسكان تونس والجزائر تعود إلى العصر الحجري
كشفت أدلة جديدة أن صيادين أوروبيين عبروا البحر المتوسط ووصلوا إلى شمال إفريقيا قبل نحو 8500 عام، ما يثبت وجود اتصال جيني بين هذه المجموعات في تلك الفترة المبكرة. وجاءت هذه النتائج بناء على تحليل الحمض النووي القديم المأخوذ من بقايا أفراد من العصر الحجري في منطقة المغرب الشرقي، والتي تشمل تونس وشمال شرق الجزائر. Nature research paper: High continuity of forager ancestry in the Neolithic period of the eastern Maghreb — nature (@Nature) March 13, 2025 ونشرت الدراسة في 12 مارس في مجلة Nature، وكشفت أن هؤلاء الأفراد كان لديهم جزء من أصولهم مرتبط بالصيادين الأوروبيين. على سبيل المثال، أظهرت بقايا أحد الأفراد التي عثر عليها في موقع "دجبّة" في ولاية باجة بالشمال الغربي لتونس أن نحو 6% من حمضه النووي يعود إلى أصول صيادين أوروبيين. DNA recovered from archaeological remains of ancient humans who lived in what is now Tunisia and northeastern Algeria reveals that European hunter-gatherers may have visited North Africa by boat around 8,500 years ago. — Live Science (@LiveScience) March 17, 2025 وتمثل هذه النتائج أول دليل جيني واضح على التواصل بين السكان الأوروبيين الأوائل وسكان شمال إفريقيا، ما يشير إلى أن الصيادين الأوروبيين في العصر الحجري وشمال إفريقيا ربما تفاعلوا بشكل أكبر مما كنا نعتقد سابقا. وقال رون بينهاسي، عالم الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة فيينا والمشارك في الدراسة: "قبل عدة عقود، اقترح بعض علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية أن الصيادين الأوروبيين وشمال إفريقيا تواصلوا، بناء على تحليل السمات الهيكلية. وفي ذلك الوقت، بدت هذه النظرية مبالغا فيها، ولكن بعد 30 عاما، أكدت بياناتنا الجينية هذه الفرضيات المبكرة. هذا أمر مثير حقا". --- | Quand la Tunisie était un carrefour préhistorique ! Une étude révolutionnaire publiée dans Nature révèle que des chasseurs-cueilleurs européens ont traversé la Méditerranée il y a 8500 ans pour atteindre l'actuelle Tunisie. C'est la première preuve génétique directe… — Tunisian's - (@TounsDawla) March 13, 2025 وبدأ العصر الحجري مع استخدام الأدوات الحجرية قبل نحو 3 ملايين سنة (قبل وجود البشر المعاصرين) وانتهى قبل نحو 5000 عام في أجزاء من شمال إفريقيا وأوروبا مع ظهور الأدوات المعدنية والحضارات المبكرة. وخلال هذا العصر، عاش البشر في أوروبا وشمال إفريقيا بشكل أساسي كصيادين وجامعي ثمار، ثم تحولوا تدريجيا إلى الزراعة والمجتمعات الأكثر تعقيدا خلال العصر الحجري الحديث، الذي حدث بين نحو 10000 و2000 قبل الميلاد. وقبل هذه الدراسة، لم يكن علماء الآثار يعرفون الكثير عن التحول إلى الزراعة في شمال إفريقيا، حيث كانت معظم البيانات الجينية تأتي من مواقع في أقصى غرب المغرب العربي (المغرب). وقال ديفيد رايش، عالم الوراثة السكانية في كلية الطب بجامعة هارفارد والمشارك في الدراسة: "لم تكن هناك قصة واضحة عن شمال إفريقيا. كانت هناك فجوة كبيرة". وكشفت الأبحاث السابقة في غرب المغرب العربي أن سكان هذه المنطقة كان لديهم نسب عالية من أصول المزارعين الأوروبيين – الذين يختلفون جينيا عن الصيادين – وصلت إلى 80% في بعض المجموعات السكانية بسبب حركة المزارعين عبر مضيق جبل طارق قبل نحو 7000 عام. لكن الدراسة الجديدة تكشف أن سكان شرق المغرب العربي (تونس والجزائر) كان لديهم نسب أقل من أصول المزارعين الأوروبيين، وظلوا معزولين جينيا إلى حد كبير – باستثناء بعض التأثيرات المبكرة للصيادين الأوروبيين. وقام علماء الآثار بتحليل الحمض النووي المأخوذ من عظام وأسنان تسعة أفراد عاشوا بين 6000 و10000 عام في شرق المغرب العربي. وأظهر الحمض النووي أن أحد الأفراد، الذي عاش قبل نحو 8500 عام، كان حوالي 6% من حمضه النووي مشتركا مع الصيادين الأوروبيين. وهذا يشير إلى أن الصيادين ربما عبروا البحر المتوسط بواسطة قوارب خشبية طويلة. كما عثر على آثار من الزجاج البركاني أو كما يعرف باسم حجر السبج (وهو حجارة كريمة) من جزيرة "بانتيليريا" في مضيق صقلية في أحد المواقع، ما يشير إلى أن هؤلاء الصيادين ربما توقفوا في عدة جزر خلال رحلتهم عبر البحر. وكشفت البيانات الجينية أيضا أن نسبة أصول المزارعين الأوروبيين في هذه المنطقة كانت قليلة جدا، حيث وصلت إلى حوالي 20% فقط. وهذا يشير إلى أن شرق المغرب العربي كان أكثر مقاومة جينيا وثقافيا مقارنة بغرب المغرب العربي، وهو ما تدعمه الاكتشافات الأثرية السابقة التي أظهرت أن الزراعة لم تعتمد بالكامل في شرق المغرب العربي إلا بعد نحو 1000 قبل الميلاد. المصدر:rt/ساينس ألرت

تورس
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- تورس
اكتشاف مثير.. أصول أوروبية في الحمض النووي لسكان تونس والجزائر تعود إلى العصر الحجري
وجاءت هذه النتائج بناء على تحليل الحمض النووي القديم المأخوذ من بقايا أفراد من العصر الحجري في منطقة المغرب الشرقي، والتي تشمل تونس وشمال شرق الجزائر. Nature research paper: High continuity of forager ancestry in the Neolithic period of the eastern Maghrebhttps:// — nature (@Nature) March 13, 2025 ونشرت الدراسة في 12 مارس في مجلة Nature، وكشفت أن هؤلاء الأفراد كان لديهم جزء من أصولهم مرتبط بالصيادين الأوروبيين. على سبيل المثال، أظهرت بقايا أحد الأفراد التي عثر عليها في موقع "دجبّة" في ولاية باجة بالشمال الغربي لتونس أن نحو 6% من حمضه النووي يعود إلى أصول صيادين أوروبيين. DNA recovered from archaeological remains of ancient humans who lived in what is now Tunisia and northeastern Algeria reveals that European hunter-gatherers may have visited North Africa by boat around 8,500 years ago. — Live Science (@LiveScience) March 17, 2025 وتمثل هذه النتائج أول دليل جيني واضح على التواصل بين السكان الأوروبيين الأوائل وسكان شمال إفريقيا، ما يشير إلى أن الصيادين الأوروبيين في العصر الحجري وشمال إفريقيا ربما تفاعلوا بشكل أكبر مما كنا نعتقد سابقا. وقال رون بينهاسي، عالم الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة فيينا والمشارك في الدراسة: "قبل عدة عقود، اقترح بعض علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية أن الصيادين الأوروبيين وشمال إفريقيا تواصلوا، بناء على تحليل السمات الهيكلية. وفي ذلك الوقت، بدت هذه النظرية مبالغا فيها، ولكن بعد 30 عاما، أكدت بياناتنا الجينية هذه الفرضيات المبكرة. هذا أمر مثير حقا". --- | Quand la Tunisie était un carrefour préhistorique ! Une étude révolutionnaire publiée dans Nature révèle que des chasseurs-cueilleurs européens ont traversé la Méditerranée il y a 8500 ans pour atteindre l'actuelle Tunisie. C'est la première preuve génétique directe... — Tunisian 's - (@TounsDawla) March 13, 2025 وبدأ العصر الحجري مع استخدام الأدوات الحجرية قبل نحو 3 ملايين سنة (قبل وجود البشر المعاصرين) وانتهى قبل نحو 5000 عام في أجزاء من شمال إفريقيا وأوروبا مع ظهور الأدوات المعدنية والحضارات المبكرة. وخلال هذا العصر، عاش البشر في أوروبا وشمال إفريقيا بشكل أساسي كصيادين وجامعي ثمار، ثم تحولوا تدريجيا إلى الزراعة والمجتمعات الأكثر تعقيدا خلال العصر الحجري الحديث، الذي حدث بين نحو 10000 و2000 قبل الميلاد. وقبل هذه الدراسة، لم يكن علماء الآثار يعرفون الكثير عن التحول إلى الزراعة في شمال إفريقيا، حيث كانت معظم البيانات الجينية تأتي من مواقع في أقصى غرب المغرب العربي (المغرب). وقال ديفيد رايش، عالم الوراثة السكانية في كلية الطب بجامعة هارفارد والمشارك في الدراسة: "لم تكن هناك قصة واضحة عن شمال إفريقيا. كانت هناك فجوة كبيرة". وكشفت الأبحاث السابقة في غرب المغرب العربي أن سكان هذه المنطقة كان لديهم نسب عالية من أصول المزارعين الأوروبيين – الذين يختلفون جينيا عن الصيادين – وصلت إلى 80% في بعض المجموعات السكانية بسبب حركة المزارعين عبر مضيق جبل طارق قبل نحو 7000 عام. لكن الدراسة الجديدة تكشف أن سكان شرق المغرب العربي (تونس والجزائر) كان لديهم نسب أقل من أصول المزارعين الأوروبيين، وظلوا معزولين جينيا إلى حد كبير – باستثناء بعض التأثيرات المبكرة للصيادين الأوروبيين. وقام علماء الآثار بتحليل الحمض النووي المأخوذ من عظام وأسنان تسعة أفراد عاشوا بين 6000 و10000 عام في شرق المغرب العربي. وأظهر الحمض النووي أن أحد الأفراد، الذي عاش قبل نحو 8500 عام، كان حوالي 6% من حمضه النووي مشتركا مع الصيادين الأوروبيين. وهذا يشير إلى أن الصيادين ربما عبروا البحر المتوسط بواسطة قوارب خشبية طويلة. كما عثر على آثار من الزجاج البركاني أو كما يعرف باسم حجر السبج (وهو حجارة كريمة) من جزيرة "بانتيليريا" في مضيق صقلية في أحد المواقع، ما يشير إلى أن هؤلاء الصيادين ربما توقفوا في عدة جزر خلال رحلتهم عبر البحر. وكشفت البيانات الجينية أيضا أن نسبة أصول المزارعين الأوروبيين في هذه المنطقة كانت قليلة جدا، حيث وصلت إلى حوالي 20% فقط. وهذا يشير إلى أن شرق المغرب العربي كان أكثر مقاومة جينيا وثقافيا مقارنة بغرب المغرب العربي، وهو ما تدعمه الاكتشافات الأثرية السابقة التي أظهرت أن الزراعة لم تعتمد بالكامل في شرق المغرب العربي إلا بعد نحو 1000 قبل الميلاد. المصدر:rt/ساينس ألرت تابعونا على ڤوڤل للأخبار


تونس تليغراف
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- تونس تليغراف
Tunisie Telegraph تحليل جيني لتونسي عاش قبل حوالي 8000 سنة بهرقلة يكشف عن بداية حقائق وراثية لدى التونسيين
توفر دراسة أجراها فريق دولي من الباحثين من أفريقيا وأمريكا وأوروبا أول إعادة بناء وراثية متاحة للسكان القدامى في شرق المغرب العربي (تونس الحالية وشرق الجزائر). تكشف الأبحاث أن مجموعات الصيد وجمع الثمار المحلية احتفظت بالكثير من تراثها الجيني على الرغم من وصول سكان العصر الحجري الحديث من أوروبا وجنوب غرب آسيا. هذه النتيجة هي نتيجة لنهج متعدد التخصصات يجمع بين علم الوراثة وعلم الآثار والأنثروبولوجيا الفيزيائية لإعادة بناء التاريخ العميق للمجموعات البشرية في شمال أفريقيا. كان العصر الحجري الحديث، الذي بدأ قبل حوالي 12 ألف سنة، بمثابة تحول حاسم في تاريخ البشرية، مع الانتقال من الاقتصادات القائمة على الصيد وجمع الثمار إلى الأشكال الأولى لإنتاج الغذاء، مثل الزراعة والثروة الحيوانية. حدث هذا التحول بشكل رئيسي بفضل تشتت المجتمعات الزراعية من جنوب غرب آسيا، مما أدى إلى إدخال أنماط حياة جديدة وتسبب في تغييرات وراثية عميقة في السكان الأصليين. ماذا حدث في شمال أفريقيا خلال هذه الفترة الانتقالية؟ توفر دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature الوضوح، والتي شارك فيها معهد علوم التراث الثقافي التابع للمجلس الوطني للبحوث (Cnr-Ispc) وISMEO – الرابطة الدولية للدراسات حول البحر الأبيض المتوسط والمشرق. 'لقد ظل دور المغرب الشرقي في هذا التحول دائمًا أقل وضوحًا، وذلك أيضًا بسبب عدم وجود دراسات وراثية أجريت في المنطقة'، يوضح جوليو لوكاريني، عالم الآثار في Cnr-Ispc، أحد مؤلفي المقال والمدير المشارك للمشروع الأثري لشمال تونس (NoTAP). 'ومع ذلك، يوضح هذا البحث الجديد أن السكان المحليين حافظوا على ارتباط قوي بتقاليدهم في الصيد وجمع الثمار، على الرغم من وصول بعض المدخلات الوراثية من المزارعين الأوائل عبر البحر الأبيض المتوسط.' ومن خلال تحليل البيانات الجينية للأفراد الذين عاشوا قبل ما بين 15000 إلى 6000 سنة في هذه المنطقة الأفريقية، سلط العلماء الضوء على استمرارية وراثية عالية. 'كشف تحليل الأفراد منذ حوالي 7000 عام أنه على الرغم من مساهمة المزارعين الأوروبيين في الجينات المحلية – أقل من 20٪ بشكل عام – إلا أن تأثيرهم كان محدودًا للغاية مقارنة بالمناطق الأخرى في شمال البحر الأبيض المتوسط، حيث حلت المجتمعات الزراعية إلى حد كبير محل مجموعات الصيادين وجامعي الثمار المحلية،' يتابع لوكاريني. 'على عكس المغرب الغربي (المغرب اليوم)، حيث وصل الأصل الوراثي المرتبط بالمزارعين الأوروبيين، في بعض السكان، إلى 80٪، كان المغرب الشرقي منطقة ذات مرونة وراثية وثقافية قوية، فريدة من نوعها في بانوراما البحر الأبيض المتوسط، حيث يبدو أن إدخال إنتاج الغذاء قد حدث، ليس مع استبدال واسع النطاق للسكان المحليين، ولكن من خلال مجموعة من الهجرات المتفرقة والتبادلات الثقافية والانتشار التدريجي للمعرفة' – حسب ألفريدو كوبا، أحد المؤلفين المعنيين و المدير المشارك لـNoTAP. ويفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة حول مدى تعقيد التحول إلى العصر الحجري الحديث في البحر الأبيض المتوسط، موضحًا كيف أن الانتقال إلى إنتاج الغذاء لم يكن عملية موحدة، بل كان ظاهرة ديناميكية ومتباينة إقليميًا'. أحد الجوانب الأكثر روعة في هذه الدراسة هو اكتشاف أصل جيني قديم مرتبط بالصيادين وجامعي الثمار الأوروبيين لدى فرد تونسي عاش قبل حوالي 8000 سنة. ويتابع لوكاريني قائلاً: 'هذا هو أول دليل جيني واضح على الاتصالات بين سكان جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، والتي حدثت عبر الطرق البحرية، مثل تلك الموجودة على طول مضيق صقلية'. وعلى الرغم من أن هذه الفرضية قد تم طرحها بالفعل بعد اكتشاف حجر السج من بانتيليريا في هرقلة (أحد المواقع التي تم فيها اكتشاف البقايا البشرية التي تم تحليلها في هذه الدراسة)، فإن هذا هو أول تأكيد مباشر لمثل هذه الاتصالات التي تم الحصول عليها بفضل التحليلات الجينية. يتوافق البحث تمامًا مع الأدلة الأثرية، التي أظهرت كيف استمرت مجتمعات شرق المغرب العربي في بناء اقتصادها بشكل أساسي على تربية الأغنام والماعز، وبدرجة أقل، الماشية، والجمع بين هذه الممارسة وجمع الرخويات الأرضية والنباتات العفوية وأنشطة الصيد. ولذلك فإن التحول إلى إنتاج الغذاء لم يكن عملية موحدة في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط. ويخلص ديفيد رايش من جامعة هارفارد إلى أنه 'من خلال تحليل هذه الحركات البشرية القديمة، سيكون من الممكن الحصول على معلومات قيمة حول أنماط التشتت والتكيف لدى المجموعات البشرية في الماضي، وتوضيح العمليات التي شكلت وما زالت تشكل المجتمعات المعاصرة'. الجهات المشاركة في البحث المجلس الوطني للبحوث، جامعة هارفارد (الولايات المتحدة الأمريكية)، معهد ماكس بلانك (ألمانيا)، المعهد الوطني للتراث (تونس)، المركز الوطني لأبحاث ما قبل التاريخ، الأنثروبولوجيا والتاريخ (الجزائر)، معهد الحفريات الإنسانية (فرنسا)، جامعة فيينا (النمسا)، جامعة سابينزا في روما وISMEO - الرابطة الدولية لدراسات البحر الأبيض المتوسط والشرق. المؤلفون المراسلون: مارك ليبسون (علم الوراثة) mlipson@ ألفريدو كوبا (الأنثروبولوجيا الفيزيائية) رون بينهاسي (الأنثروبولوجيا الفيزيائية وعلم الوراثة)، ديفيد رايش (علم الوراثة)، reich@